الجزاء من جنس العمل 2024.

الحمد لله ربِّ العالمين ، وأشهد أن لا إلٰه إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أمَّا بعدُ :
الحديثُ – أيُّها الأفاضل – عن قاعدةٍ عظيمةٍ من قواعد هٰذه الشَّريعة دالَّةٍ على كمال عدْلِ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وأنَّه جلَّ وعزَّ لا يَظْلِم النَّاس مثقال ذرة{ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا }[النساء:40] ، مستفادةٍ من قول الله تبارك وتعالى في سورة الرَّحمٰن: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)﴾ ؛ فهٰذه قاعدة عظيمة تدلُّ على جمال هٰذه الشَّريعة وبهائِها وعَظمَتِها ووفائها ، فإنَّ كلَّ عاملٍ يوفَّى عمله ؛ إن كان محسِناً فاز بثواب إحسانه وأجره ، وإن كان مسيئًا باء بعقوبة عمله ووزره ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾.
والإحسان : هو الإتقان والإجادة والإتيان بالعمل على أطيب صورة وأجمل وجه . وهو يكون في عبادة الخالق ، وفي معاملة المخلوق :
v والإحسان في عبادة الخالق بيَّنه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بقوله: « أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ».
v والإحسان في معاملة المخلوق : أن تحبَّ له ما تحبَّ لنفسك ، وأن تأتي إليه الشَّيء الذي تحبُّ أن يؤتى إليك .
فمن كان محسِناً في عبادة خالقه كان الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى معه ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ[العنكبوت:69] ، وكان جل وعلا قريبًا منه ، وكان حبيبًا إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[البقرة:195] .
ومن كان مُحسِنًا في تعامله مع عباد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أحسنَ اللهُ إليه في كلِّ إحسانٍ يقدِّمه إلى عباد الله جزاءً له من جنس عمله ، والقاعدة المستفادة من الآية المتقدِّمة : « أنَّ الجزاء من جنس العمل » ، أي أنَّك كما تدين تُدان ، وكما تكون لعباد الله يكون الله لك ، « مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ » « وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ »، « وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» وهكذا تأتي تفاصيل لهٰذه القاعدة العظيمة في شريعة الإسلام ، فكلَّما عمِلَ العبدُ على الإحسان للخلق أكرمه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بإثابةٍ ومجازاةٍ من جنس عمله.

يقابل ذلك -والعياذُ بالله- الإساءة وهي ضدُّ الإحسان ؛ فكما أنَّ جزاء الإحسانِ الإحسان ، فكذلك عاقبة من يسيء السوأى جزاء وفاقا، ولهٰذا كما أن الله قال: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾أيضًا قال في آية أخرى: ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى[الروم:10] ؛ أي جزاءً وفاقا موافقاً للعمل من جنس العمل، فيجب أن نعِي أن من قواعد الشَّريعة العظام في باب الجزاء والحساب « أنَّ الجزاء من جنس العمل » ، وتفاصيل هٰذه القاعدة وبيان أفرادها تجدُها مبسوطة في مواضع كثيرةٍ من كتاب الله جلَّ وعلا وسُنَّة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وأحيلكم – أيها الأفاضل- في هٰذا الباب إلى عصارةٍ مفيدة وخلاصةٍ سديدة وافيةٍ في هٰذا الباب للعلامة عبد الرَّحمٰن بن ناصر السّعدي رحمه الله في مجموع خطبه خطبة نافعة مسدَّدة عنوانها « الجزاء من جنس العمل » بسط فيها بإيجازٍ واختصارٍ ووفاء تفاصيل هٰذه القاعدة ؛ فلتُقرأ وليُستفَد منها ولتُخطب منها جُمَعٌ في لاحق وقتكم وفي مستقبل أيَّامكم فيما تعملون على القيام به دعوةً لدين الله ونصحًا لعباد الله .
سدَّد اللهُ خطانا أجمعين ، وهدانا لصالح الأقوال وسديد الأعمال ، ولم يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين . والله أعلم ، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله .
فضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وجزاكم المولى أجزل الثواب وأوفره واستخدمكم في طاعته ومرضاته

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *سلمى* القعدة
القعدة
القعدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وجزاكم المولى أجزل الثواب وأوفره واستخدمكم في طاعته ومرضاته

القعدة القعدة
بارك الله فيك

إلهي إذا ما عشت في الأرض محسنا .. فليس بفيض من ذكائي و فضلي
فأنت الذي يسترني و هديتني ..إلى الخير و الإحسان يا واسع البذل

جزاك الله خيرا على الموضوع
و نسأل الله أن يجعلنا من المحسنين

القعدة

بارك الله فيكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.