ما ورد عن علماء السلف و من بعدهم من الصبر على ظلم الولاة و التحذير من الخروج عليهم 2024.

سلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه و من اهتدى بهديه و سار على نهجه إلى يوم الدين أما بعد :
فإن أصدق الحديث كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ثم أما بعد :
فهذا بعض ما ورد عن علماء السلف و من بعدهم الذين كانوا أعرف الناس بالحق و أرحمهم بالخلق كما قال الإمام أحمد رحمه الله أسوقها لإخواني طلاب الحق لعله بها يتذكر الناسي أو يتعلم الجاهل أو ينشر المتعلم و هذا كله لمن هذه حاله فالسني السلفي يكفيه دليل و أما صاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل و لو أتيناه بألف دليل :
ما ورد عن علماء السلف ومن بعدهم
من الصبر على ظلم الولاة والتحذير
من الخروج عليهم

عن سويدبن غَفَلَةَ قال: قال لي عمربن الخطاب t: (لعلك أن تُخَلَّفَ بعدي، فأطع الإمام وإن كان عبداً حبشيًّا، وإن ضربك فاصبر، وإن حرمك فاصبر، وإن دعاك إلى أمر منقصة في د****، فقل سمعاً وطاعة، دمي دون ديني)([1]).
وعن أنسبن مالك t قال: (أمرنا أكابرنا من أصحاب محمد r، ألا نسب أمراءنا، ولا نغشهم، ولا نعصيهم، وأن نتقي الله ونصبر؛ فإن الأمر قريب)([2]).
وعن بشيربن عمرو رحمه الله قال: خرجنا مع ابن مسعود t، قلنا: أوصنا، قال: (عليكم بالجماعة؛ فإن الله لن يجمع أمة محمد على ضلالة، حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر)([3]).
و قال t: (عليكم بالسمع والطاعة والجماعة؛ فإنها حبل الله الذي أمر به، ثم قبض يده، وقال: إن الذين تكرهون في الجماعة خير من الذي تحبون في الفرقة)([4]).
وعن أبي البَخْتَرِيِّ رحمه الله قال: (قيل لحذيفة t: ألا تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر؟ قال: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لحسن، ولكن ليس من السنة أن ترفع السلاح على إمامك) ([5]).
وعن نافع قال: لما خلع أهل المدينة "يزيدبن معاوية" جمع ابن عمر t حشمه وولده، فقال: (إني سمعت النبي r يقول:« ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة». وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله، ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه ولا بايع في هذا، إلا كانت الفيصل بيني وبينه)([6]).
وعن محمدبن المنكدر رحمه الله قال: بلغ ابن عمر رضي الله عنهما أن "يزيدبن معاوية" بويع له، فقال: (إن كان خيراً رضينا، وإن كان شرًّا صبرنا)([7]).
و سئل أبو مسعود الأنصاري t عن الفتنة، فقال: (عليك بالجماعة؛ فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد على ضلالة، واصبر حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر، وقال: إياكم والفرقة؛ فإن الفرقة هي الضلالة)([8]).
وعن أبي اليمان الهوزني، عن أبي الدرداء t قال: ( إياكم ولعن الولاة؛ فإن لعنهم الحالقة، وبغضهم العاقرة، قيل: يا أبا الدرداء، كيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب؟ قال: اصبروا؛ فإن الله إذا رأى ذلك منهم، حبسهم عنكم بالموت)([9]).

وعن سماكبن الوليد الحنفي أنه لقي ابن عباس رضي الله عنهما بالمدينة، ما تقول في سلطان علينا يظلموننا، ويشتموننا، ويعتدون علينا في صدقاتنا؟! ألا نمنعهم؟! قال: ابن عباس رضي الله عنهما: لا، أعطهم، الجماعة الجماعة، إنما هلكت الأمم الخالية بتفرقها، أما سمعت قول الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾ [آلعمران:103]([10]).
وعن عمربن يزيد سمعت الحسن أيام اليزيدبن المهلببن أبي صفرة قال: وأتاه رهط، فأمرهم أن يلزموا بيوتهم، ويغلقوا عليهم أبوابهم، ثم قال: ( والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا، ما لبثوا أن يرفع الله ذلك عنهم، وذلك أنهم يفزعون إلى السيف فيوكلون إليه، والله ما جاؤوا بيوم خير قط ثم تلا: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ﴾ [الأعراف:137])([11]).
وعن المعلىبن زياد قال: (قيل للحسن: يا أبا سعيد، خرج خارجي بالخُريبة؟! فقال: المسكين رأى منكراً فأنكره، فوقع فيما هو أنكر منه)([12]).
وعن أبي التيّاح قال: (شهدت الحسن –يعني: البصري– وسعيدبن أبي الحسن حين أقبل "ابن الأشعث"، فكان الحسن ينهى عن الخروج على "الحجّاج"، ويأمر بالكف، وكان سعيدبن أبي الحسن يحضض ثم قال سعيد فيما يقول: ما ظنك بأهل الشام إذا لقيناهم غداً؟ فقلنا: والله ما خلعنا أمير المؤمنين ولا نريد خلعه، ولكن نقمنا عليه استعماله "الحجّاج" فاعزله عنا، فلما فرغ سعيد من كلامه، تكلم الحسن، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس، إنه والله ما سلط الله "الحجّاج" عليكم إلا عقوبة، فلا تعارضوا عقوبة الله بالسيف، ولكن عليكم السكينة والتضرع، وأما ما ذكرت من ظني بأهل الشّام فإن ظني بهم أن لو جاؤوا فألقمهم "الحجّاج" دنياه لم يحملهم على أمر إلا ركبوه، هذا ظني بهم)([13]).

([1]) رواه الآجري في الشريعة بإسناد صحيح.

([2]) رواه ابن أبي عاصم في السنة، وقال الإمام الألباني رحمه الله: إسناده جيد.

([3]) رواه البيهقي في الشعب.

([4]) رواه ابن جرير وغيره.

([5]) رواه نعيم بن حماد في الفتن والبيهقي في الشعب(6/2546).

([6]) رواه البخاري.

([7]) رواه ابن أبي شيبة (11/100).

([8]) رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (3/244).

([9]) رواه ابن أبي عاصم في السنة.

([10]) رواه ابن أبي حاتم في التفسير، كما في الدر المنثور.

([11]) رواه ابن سعد في الطبقات (7/164-165)، والآجري في الشريعة (1/373-374).

([12]) رواه الآجري (1/345).

([13]) رواه ابن سعد في الطبقات (5/216).

من رسالة للشيخ صالح اليافعي جزاه الله خيرا

بارك الله فيك اخي على الافادة

لكن للاسف الكثيرون من يضنون ان كل هده الاحداث جائزة

وأصبحت الدمقراطية اهم من الاسلام
عجبت لك يازمن ……
جعلها الله في ميزان حسناتك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
وأصبحت الدمقراطية اهم من الاسلام
عجبت لك يازمن ……
القعدة القعدة

بارك الله فيكم جميعا

واصل
اخي
سلامي

لفتة من الامام الذهبي في بيان أنه لا فرق في الطعن بين الامام الأكبر و الأمراء و الولاة. 2024.

أخرج الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع :"عن زياد بن كسيب العدوي قال: كنت مع أبي بكرة تحت منبر بن عامر وهو يخطب وعليه ثياب رقاق فقال أبو بلال :انظروا إلى أميرنا يلبس لباس الفساق فقال أبو بكرة: اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم يقول :"من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله ." علق الإمام الذهبي رحمه الله على هذه القصة بقوله : أبو بلال هذا خارجي …" بن عامر هو عبد الله بن عامر "وكان أمير البصرة" فانظروا رعاني الله وإياكم كيف أن السلف لم يفرقوا بين لمز الإمام الأكبر وبين لمز الأمراء

ﺍﻟﻠﻪ ﻳـﻊ’ ـــﻄــﻴﻚ ﺍﻟﻊ’ ــﺎﺃﺇﺃﻓــﻴﻪ ..
.. ﺑﻨﺘﻈـﺄﺇﺃﺇﺃﺭ ﺝ’ ـــﺪﻳــــﺪﻙ ﺍﻟﻤﻤـــﻴﺰ
..
.. ﺗﻘــﺒﻞ ــﻲ ﻡ’ ـــﺮﻭﺭﻱ ..
ﻛﻞ ﺃﺇﺃﻟــــ ﻭﺩ ﻭﺑﺎﺃﺇﺃﺇﻗــﺔ ﻭﺭﺩ

شذرات من درر السلف الصالحين مهداة إلي الولاة والسلاطين 2024.

القعدة

القعدة

شذرات من درر السلف الصالحين مهداة إلي الولاة والسلاطين
شذرات من درر السلف الصالحين مهداة إلي الولاة والسلاطين
1- أخرج ابن قتيبة في (( عيون الأخبار )) (375) بسنده عن كعب الأحبار، أنه قال :
(( مثل الإسلام والسلطان والناس مثل الفسطاط والعمود والأطناب والأوتاد فالفسطاط الإسلام، والعمود السلطان، والأطناب والأوتاد الناس، لا يصلح بعضه إلا ببعض ))
2- أخرج البيهقي في (( الشعب )) (376) عن إياس بن معاوية، أنه قال :
(( لا بد للناس من ثلاثة أشياء : لابد لهم من أن تأمن سبلهم ويختار محكمهم حتى يعدل الحكم فيهم، وأن تقام لهم الثغور التي بينهم وبين عدوهم، فإن هذه الأشياء إذا قام بها السلطان احتمل الناس ما سوى ذلك من أثرة السلطان وكل ما يكرهون ))
3- أخرج البيهقي في (( الشعب )) (377) – أيضاً – بسنده إلي أبي حازم أنه قال :
(( لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً ما تقع هذه الأهواء في السلطان، لأنهم يؤدبون الناس، ويذبون عن الدين ويهابونهم – قال موسي بن هارون أحد رجال السند : يعني : الناس يهابون السلطان -، فإذا كانت فيهم، فمن يؤدبهم ؟ ))
4- قال الراغب الأصفهاني :
(( لا شيء أوجب على السلطان من رعاية أحوال المتصدين للرياسة بالعلم فمن الإخلال بها ينتشر الشر، ويكثر الأشرار، ويقع بين الناس التباغض والتنافر …
قال :
ولما ترشح قوم للزعامة في العلم بغير استحقاق، وأحدثوا بجهلهم بدعاً استغفروا بها للعامة، واستجلبوا بها منفعة ورياسة، فوجدوا من العامة مساعدة، لمشاركتهم لهم، وقرب جوهرهم منهم، وفتحوا بذلك طرقاً مسندة ورفعوا به ستوراً مسبلة، وطلبوا منزلة الخاصة فوصلوا إليها بالوقاحة، وبما فيهم من الشره، فبدعوا العلماء وجهلوهم اغتصاباً لسلطانهم، ومنازعة لمكانهم، فأغروا بهم أتباعهم حتى وطئوهم بأظلافهم وأخفافهم فتولد بذلك البوار والجور العام والعار )) (378) ا هـ.

375 ) ( 1/2 ).
376 ) ( 13/187 )، وينظر : (( فضل السلطنة الشريفة )) للسيوطي : ( ص 34 ).
377 ) (( الجامع لشعب الإيمان )) : ( 123/129 ) وهو في (( السنن )) ( 8/163 ) لفظ (( لا يزال الناس بخير .. )
378 ) نقلاً عن فيض القدير شرح الجامع الصغير )) للعلامة المناوي : ( 2/274 ) ثم وجدته في كتاب الراغب : (( الذريعة إلي مكارم الشريعة )) ( ص 251 )، والتصحيح منه.

نقلته من كتاب معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة . للشيخ بن برجس رحمه الله

منقول

القعدة