نذر أن يصوم كلما ارتكب معصية، فتراكمت عليه الأيام؛ فهل يجب عليه الوفاء إن لم يستطع؟ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله
السؤال

يقول السائل: شخصٌ نَذَرَ أن يصوم عشرة أيام متتاليات كلما ارتكب معصية معيَّنة، فتراكمت عليه الأيام للصوم، لارتكابه تلك المعصية أكثر من ستمائة مرة، فصارت أكثر من ستة آلاف يومًا للصوم؛ فهل يجبُ عليه أن يَفِي بهذا النذر إن لم يستطع؟
الجواب:
أولًا: كلَّفت نفسك أصلح الله حالنا وحالك – بما لم يكلِّفك الله به، ولم يأمرك به؛ فالمسلمُ مأمورٌ إِذَا ركِب كبيرةً من الكبائر أو صغيرة؛ بالاستغفار والتوبة، فالزم حدود الله، ولا تفعل هذا مرة أخرى، أمَّا الآن وقد تراكم عليك الصيام، فوَصَل الستة آلاف يوم، هذا عُمر يا ولدي، يعني كم سنة ستة آلاف يوم؟، أكثر من عشرين سنة، خلّها عشرين سنة، ثمانية عشرة سنة، هذا عُمر، أرى أن تتحلَّل من هذا بكفارة يمين، وهي تحريرُ رقبة مؤمنة، أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، فإذا لم تقدر على واحدة من هذه الثلاث؛ فصُمْ ثلاثة أيام، ويكون هذا كفارة ليمينك ونذرك، وإيَّاك إيَّاك أن تعودَ إلى مثلِ هذا النَّذر، الذي هو من التَّكلف والغُلو، والمسلم منهيٌّ عن الغلو في دين الله، قال – صلَّى الله عليه وسلَّم ((إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ)).
الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري

بارك الله فيك و جزاك خيرا

الوفاء خُــلق الكـــــــــــرام 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله رحمان الرحيم

الوفاء خُــلق الكـــــــــــرام

إذا قُلْت في شيء نعـم فأتمه.. .. .. .. .. فإن نعم دين على الحرِّ واجبُ
وإلا فقل:لا،تسترحْ وتُرِحْ بها.. .. .. .. … لِئلاَّ تقـول النـاسُ إنك كاذبُ
إن الوفاء من الأخلاق الكريمة، والخلال الحميدة، وهوصفة من صفات النفوس الشريفة، يعظم في العيون، وتصدق فيه خطرات الظنون. وقد قيل: إن الوعد وجه، والإنجاز محاسنه، والوعد سحابة، والإنجاز مطره.
إن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم يقول: ".. ولا دين لمن لا عهد له"[رواه أحمد].

نعم لن يترقى المسلم في مراتب الإيمان إلا إذا كان وفيًّا. يقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)[المائدة:1] ويقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)[الصف:2، 3].

إن الوفاء من أعظم الصفات الإنسانية، فمن فُقِد فيه الوفاء فقد انسلخ من إنسانيته.
والناس مضطرون إلى التعاون، ولا يتم تعاونهم إلا بمراعاة العهد والوفاء به، ولولا ذلك لتنافرت القلوب وارتفع التعايش.
وقد عُظم حال السَّمَوْأل فيما التزم به من الوفاء بدروع امرئ القيس، مما يدل على أن الوفاء قيمة عظيمة قدَّرها عرب الجاهلية، وقد أقرَّهم الإسلام على ذلك، والعجيب أن ذلك في الناس قليل وبسبب قلته فيهم قال الله تعالى: (وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ)[الأعراف:102].

كما ضُرب به المثل في العزة فقالت العرب: هو أعز من الوفاء.
أنواع الوفاء:
إن للوفاء أنواعًا عديدة، فباعتبار الموفَى به هناك: الوفاء بالوعد، الوفاء بالعهد، الوفاء بالعقْد.

وباعتبار الموفَى له هناك: الوفاء لله، الوفاء لرسوله صلى الله عليه وسلم، والوفاء للناس.. وسنخص بالذكر هنا الوفاء مع الناس.
إن الحديث عن الوفاء مع الناس حديث ذو شجون؛ فكم من الناس وعَدَ ثم أخلف، و عاهد ثم غدر.
إن رسول الله – سيد الأوفياء -صلى الله عليه وسلم، كان وفيًّا حتى مع الكفار، فحين رجع من الطائف حزينًا مهمومًا بسبب إعراض أهلها عن دعوته، وما ألحقوه به من أذىً، لم يشأ أن يدخل مكة كما غادرها، إنما فضل أن يدخل في جوار بعض رجالها، فقبل المطعم بن عدي أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في جواره، فجمع قبيلته ولبسوا دروعهم وأخذوا سلاحهم وأعلن المطعم أن محمدًا في جواره، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم الحرم وطاف بالكعبة، وصلى ركعتين، ثم هاجر وكون دولة في المدينة، وهزم المشركين في بدر ووقع في الأسر عدد لا بأس به من المشركين؛

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لو كان المطعم بن عدي حيًّا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له".[رواه البخاري].
فانظر إلى الوفاء حتى مع المشركين..
وهل تعرف أبا البحتري بن هشام؟ إنه أحد الرجال القلائل من المشركين الذين سعوا في نقض صحيفة المقاطعة الظالمة، فعرف له الرسول جميله وحفظه له، فلما كان يوم بدر قال صلى الله عليه وسلم: "ومن لقي أبا البحتري بن هشام فلا يقتله". فهل تتذكر مَنْ أحسنوا إليك في حياتك؟
هل تتذكر إحسان والديك؟
هل تتذكر إحسان معلمك؟
إن الوفيَّ يحفظ الجميل ولا ينساه ولو بعد عشرات السنين.
ثم أسألك أيها الحبيب: هل صفحت وعفوت عمن أساء إليك الآن لأنه قد أحسن إليك فيما مضى؟
أسوق إليك قصة رجل مشرك أتى لمفاوضة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الحديبية، إنه عروة بن مسعود الثقفي، الذي أسلم فيما بعد – رضي الله عنه – ، لقد قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني لأرى وجوهًا وأرى أوباشًا من الناس خلقًا أن يفروا ويدَعوك، فقال له أبو بكر: امصص بظر اللات، نحن نفر عنه وندعه؟!! فقال عروة: من ذا؟ قالوا: أبو بكر، قال عروة: أما والذي نفسي بيده لولا يدٌ كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك.
هل قرأت هذه القصة أو سمعتها من قبل؟ وهل استوقفك هذا الوفاء من رجل مشرك؟ وهل تأملت وبحثت عن السبب الذي منعه من الرد على الصدِّيق – رضي الله عنه – ؟ ثم أخي الحبيب هل تفي إذا وعدت؟
إذا قلتَ نعم، فأبشر بقول نبيك صلى الله عليه وسلم: "اضمنوا لي ستًا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدُّوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكُفُّوا أيديكم".[رواه أحمد، والحاكم، وقال: حديث صحيح ولم يخرجاه،ووافقه الذهبي، وقال: فيه إرسال].
وإن كانت الأخرى فهيا من الآن طهر نفسك من هذا الآفة، فإنها من النفاق العملي، وحاشاك أن تكون كذلك، وضع نصب عينيك قول النبي – صلى الله عليه وسلم – : "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان"[رواه البخاري].
ثم هل تفي إذا عاهدت؟
إن الوفاء بالعهود من أعظم أخلاق أهل الإيمان.
هل تعرف مدينة حمص؟ هل تعلم كيف دخل أهلها في دين الإسلام؟ لقد فتح المسلمون كثيرًا من بلاد الشام، ودعوا أهل حمص – وكانوا نصارى – إلى الإسلام، فأبوا وقبلوا الجزية، وفي مقابل دفعهم الجزية يلتزم المسلمون حمايتهم والدفاع عنهم، ولكن الرومان أعادوا ترتيب صفوفهم لحرب المسلمين فطُلب من الجيش الإسلامي الذي كان في حمص أن يخرج منها للانضمام إلى بقية الجيش في غيرها من بلاد الشام، لقد قام المسلمون برد الأموال التي سبق لهم قبضها من النصارى، فتعجب أهل حمص وسألوا المسلمين: لماذا رددتم لنا أموال الجزية؟ فأجابهم المسلمون بأنهم غير قادرين على حمايتهم، وهم إنما أخذوا هذه الأموال بشرط حماية هؤلاء النصارى، وطالما أنهم لا يستطيعون الوفاء بالشرط فيجب أن يردوا الأموال. هنا استشعر أهل حمص عظمة هذا الدين، وكمال وسمو أخلاق أهله، فدخلوا في دين الله، وبقيت قوات المسلمين معهم تدفع عن أهل حمص أذى الرومان.
أرأيت ماذا يفعل الوفاء؟!!
إن الحديث عن الوفاء يطول، ولكني خشيت أن أُمِلَّك.. جعلنا الله وإياك من الكرام الأوفياء.
وميعاد الكريم عليه ديْنٌ.. .. ..فلا تزد الكريم على السلامِ
يُذَكِّرُه سَـلامُك ما عليه.. .. ..و يغنيك السلامُ عن الكلامِ

القعدة



وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله فيكم اخي في الله جزاكم الله خير

مع تحياتـــ

فريق(4algeria)

القعدة

اليد في اليد لنرتقي بمنتدنا الغالي علينا


القعدة

القعدة

بارك الله فيك وثبت اعمالك
السلام عليكم
سلمت يمينك ياااارجل
الوفاء سار من عقود ماضية
صرنا نسمع عنه بالقصص وبس
مع انوالكل يقول انو الدنيا لسة بخير
بس مش بنسبة كبيرة على قد الحمل الي حاملينو
يعني الاسلام بيسوى كتير
الله يتبتنا واياكم

شكر الإله بطول الثناءِ * وشكر الولاة بصدق الولاءِ
وشكر النظير بحسن الجزاءِ * وشكر الدنيء بحسن العطاءِ
أوليتني نعماً أبوح بشكرها * وكفيتني كل الأمور بأسرها
فلأشكرنّك ما حييت وإن أمت * فلتشكرنّك أعظمي في قبرها
من لم يشكر الإنعام فاعدُدهُ من الأنعام
من أُعطيَ أربعاً لم يُمنع من أربع , من أُعطي الشكر لم يُمنع من المزيد,
ومن أعطي التوبة لم يمنع من القبول, ومن أعطي الإستخارة لم يمنع من
الخِيَرة, ومن أعطي الاستشارة لم يُمنع من الصواب.
اشكر لمن أنعم عليك, وأنعم على من شكرك, فإنه لا بقاء للنعم إذا كُفرت
, ولا زوال لها إذا شُكرت.
بارك الله فيك وبالتوفيق أخي الكريم
وهدانا الله للتمسك بالمعاني النبيلة التي
هي من عمق ديننا .
القعدة
القعدة

الوفاء . خلق مفقود للشيخ عثمان عيسى 2024.

إنَّ من تمام شكر الله ـ جلَّ وعلا ـ، شكر النَّاس على ما أسدوه من معروف، والإقرار لهم بالجميل، وهذا شيء مفطور في النُّفوس، مجبولة عليه القلوب، فالنَّاس يميلون ميلا طبيعيًّا إلى المحسن، والألسنة والأفئدة تتحرَّك إليه بالشُّكران، وقد جاءت الشَّريعة السَّمحة وأقرَّت بهذا الموجود في الفطر السَّليمة الَّتي لم تتلوَّث، فدعت إلى شكر النَّاس، وجعلته من تمام شكر الله ـ جلَّ وعلا ـ، قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أشْكَرَ النَّاسِ للهِ أشكرُهُم للنَّاس»(1).
ذلك أنَّ الاعتراف بالفضل لأهل الفضل وذويه، من خصال الكرام، المعروفين بجميل الرِّعاية، وحسن العهد، وهو خلق متفرّع ـ عند علماء الأخلاق والسُّلوك ـ عن خلق الوفاء، وهو بدوره مرتبط بالدِّين والأمانة ارتباطًا وثيقًا، إذ الوفاء من جملة تحمل الأمانة والقيام بشأنها وأدائها على وجهها، وهي من خصال المؤمنين حقًّا، وكثيرًا ما كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يشيد بها في خطبه، الَّتي كان يعلِّم النَّاس فيها ما فيه صلاحهم وإصلاحهم في الدَّارين، فعن أَنَسِ ابن مالك رضي الله عنه قال: ما خَطَبَنَا نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم إلا قال: «لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ»(2).
والوفاء في لغة العرب يدور معناه على الأداء والإتمام، وهو في الشَّرع الحنيف «ملاَزمَةُ طَرِيقِ المُوَاسَاةِ، ومُحافظةُ العُهُودِ، وحفْظُ مَرَاسِمِ المحَبَّةِ والمُخَالَطَةِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً، حُضُورًا وَغَيْبَةً»(3)، فهو خلق سامي القدر، عظيم الفائدة، لا يكون إلا من كبار النُّفوس، الَّتي امتلأت حبًّا للخير، وإيثارًا له، وحرصًا على إيصاله للنَّاس، وهو دليل على الصِّدق، وأمارة على المروءة والشَّهامة، ينبِّئ عن صفاء السَّريرة وسلامتها.
فالوفيُّ نقيُّ الصَّدر، صحيح الضَّمير، ذو نبل بين النَّاس، وهو صاحب وجدان حيٍّ، ونزعة نفسيَّة حرَّة وأبيَّة، قد انتقل بقلبه وجوراحه ـ طوعًا ـ من حمأة الجفاء والجحود والنُّكران إلى روضة الوفاء والإقرار والعرفان.
إنَّ الوفيَّ ترى أثر وفائه فيمن يعاشره ويخالطه، من والدين، وولدان، وأقارب، وزوجة، وجيران وخلان، فهو دائم الوصال لهم، صادق المحبَّة والمودَّة معهم، يرتاحون إلى حديثه وكلامه، ويطمئنُّون لرأيه ومشورته ونصحه، ويأنسون لرفقته، ويبتهجون لمجالسته وصحبته، يُسقون لذَّة روحية لا يعرف كنهها إلا مَن ذاق طعمَها ممَّن رُزق وُدًّا خالصًا من الدَّرن، وأعطي محبَّةً صافية من الكدر، ويُحرمها كلُّ ختّال مَذَّاع سقيم العهد سخيف الذمَّة، ممَّن لا يرعى في معاشرته إلا ولا سببًا!
* وللوفاء صور شتَّى، وأشكال متنوِّعة:
أسماها وأعلاها ما كان فيه وفاء لحقِّ الله ـ جلَّ وعلا ـ على العباد، وذلك بتحقيق العبوديَّة له كما يحبُّ ويرضى، فيعلم العبد أن ما يأتيه من الخالق ـ جلَّ وعلا ـ يوجب عليه الحمد والشُّكر، ولله تعالى فيه النِّعمة والفضل، وأن ما يأتي من العبد لربِّه ومولاه ـ على جهة العبادة ـ يوجب منه الاعتذار بسبب النَّقص الملازم للمخلوق، وما كان من النَّاقص فهو ناقص لا محالة، فالعبد مع إحسانه تراه دائم الاعتذار لربِّه، مسيئ الظَّن بنفسه، شاهدًا عليها بالتَّقصير والنّقصان، شاهدًا لربِّه بكماله، قد استحق أعظم ممَّا قدمه إليه من طاعته، فلا يرى ما يتقرَّب به إليه صالحًا يواجه ويقابل به ربَّه ومولاه(4)، فينتابه بذلك شعور وإحساس بالعجز عن أداء شكر ربِّه حقَّ الأداء، وهذا من صدق العبد ووفائه.
ومن صوره: الوفاء بحقِّ المخلوق، وأخصُّ بالذِّكر هنا أحقَّهم وفاءً على النَّاس وهو النَّبيُّ الكريم صلى الله عليه وسلم، سيِّد الأوَّلين والآخرين، الدَّاعي إلى صراط الله المستقيم، أمرَ اللهُ تعالى بطاعته، وجعل فيها الهداية إلى كلِّ برٍّ وخير في الدُّنيا والآخرة، وطريقًا موصلا إلى رضوانه وجنَّته، وفي مخالفته ومشاقته في الدُّنيا الفتنة والضَّلال والهلاك والصّغار، وفي الآخرة المصير إلى النَّار وبئس القرار.
وإنَّ الوفاء بحقِّه يقتضي الوفاء بسنَّته من بعده من أن يُزادَ فيها أو يُنقص، أو ينتحلَها المبطلون، أو يحرِّفَها الغالون، أو يُحدثَ فيها أهل الأهواء والبدع ما هم مُحدثون!
وأثنّي بورثة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في الوفاء بحقِّهم، وهم علماء الشَّريعة الربَّانيون، مصابيح الهدى، ذوو الأحلام والنّهى، أحدُ صنفي ولاة الأمور، تولَّوا بيان الشَّريعة للنَّاس ودعوتهم إليها، والدِّفاع والذبَّ عنها، قد جعل اللهُ طاعتَهم تابعةً لطاعته وطاعة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، يهتدي الخَلق بهم في أمور دينهم ودنياهم، فهم أسدُّ رأيًا وأقوم قِيلا.
فينبغي الوفاء بحقِّ العلماء ـ والجِلّة والكبار منهم خاصَّة ـ، وحفظه لهم، لأنَّ هذا شأن المنتسب ـ بحقٍّ ـ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وسنَّته وأهلها، قال صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا»(5)يعني حقَّه، وهذا صنيع المحبِّ والشَّاكر لهم، المثني عليهم، ممن عرف قدرهم، وشهد بفضلهم، فلزم ركبهم، وصدر عن رأيهم، لا يجاوزه إلى آراء غيرهم من الرِّجال، ولو كان ممن بفكره وعقله في الشَّريعة صال وجال.
إنَّ الجحود والنّكران لأهل العلم، خسّةٌ وهوان ، وممَّا يسمع ويقرأ ما يبث في بعض وسائل الإعلام المرئيَّة والمقروءة، وما يكتب في بعض مواقع الإنترنت، من الطَّعن في العلماء السَّلفيين، والردِّ عليهم ـ بالجهل والجهالة والباطل ـ بأقلام ران على قلوب أصحابها ران الإعجاب بالرَّأي، والانفراد به، والاغترار بالنَّفس، والاعتزاز الخاطئ بها، حتَّى أضحت نموذجًا للطّغيان الفكري، ومثالا للضَّلال العلمي، راح ضحيَّتَه أوَّلا المُعجَب برأيه نفسُه، ثمَّ ثانيًا مَن تابعه على غيّه وضلاله، ممَّن يقلِّده بغير علم ولا حجَّة ولا كتاب منير!
قال صلى الله عليه وسلم: «ثَلاثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ وَهَوَى مُتَّبَعٌ وَإِعْجَابُ المَرْءِ بِنَفْسِهِ. وَثَلاثٌ مُنْجِيَاتٌ: خَشْيَةُ اللهِ فِي السِّرِّ والعلانية والقصد في الفقر والغنى والعدل في الغضب والرِّضا»(6).
وقال صلى الله عليه وسلم: «لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَخَشَيْتُ عَلَيْكُمْ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ العَجَب»(7).
وكلَّما ازداد سمك الحاجب عن الإدراك عميت البصيرة عن إبصار الحقِّ على ما هو عليه، ـ أو كادت تَعمى ـ ﴿فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور[الحج:46].
وبلوغ هذه الحال من الصُّعوبة والخطورة على صاحبها بمكان، لأنَّ ما كان محتملا لوجهي الحقِّ والباطل، ـ ممَّا يسمِّيه بعضهم تلبيسًا: «مسائل الاجتهاد» ـ للخروج من التقيّد بأقوال العلماء الربَّانيين الرَّاسخين في العلم! ـ قد انقلب عند مَن هذه حاله، إلى فكرة راسخة في الذِّهن، عالقة بالقلب، يصعب زعزعتها، قد أمست عقدية (عقد قلبه عليها) فوالى عليها وعادى عليها، ألبسها ثيابَ الحقِّ في تصوُّره ونظره القاصر، فعسر تنحيتها وإبطالها، ولو كانت في حقيقة الأمر، ـ وعند العلماء الكبار ـ من الباطل، وبينها وبين الصَّواب مفاوز ومنازل.
إنَّ من النِّعم العظيمة في ديننا الحنيف: صحَّة الفهم وحسن القصد، وتحرِّي الصَّواب، وهي: ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا[إبراهيم:25]، وإنَّ من النِّقم الخطيرة الجسيمة ما يقابل ذلك من: فساد الفهم، واتِّباع الهوى، وإيثار الدُّنيا، وطلب المحمدة من الخلق، وترك تقوى الله، واتِّباع الباطل، والضَّلال والغيّ(8)،﴿وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا[الأعراف:58].
إنَّ الوفي بحقّ لا يغيِّره الزَّمان ولا المكان:
أمَّا الزَّمان فبما يجيء فيه من متغيِّرات ومستجدَّات، من مختلف المسرَّات والمضرَّات الَّتي قد تأسر قلبَ مَن يعبدُ ربَّه على حرف! عن رؤية مواطن الاختبارات والامتحانات والابتلاءات، وهي دائرة بين النِّعم والنِّقم.
فإنّ مَن خوَّله الله نعمةً من عنده فظنَّ أنَّه أهل لها ومستحق، فهذا ممَّن عَدَّ المحنةَ منحةً وهو لا يدري، وما ذلك إلا فتنة له، والأمرُ كما قُدّر ـ كونًا ـ على وفقه يجري، قال جلَّ وعلا: ﴿فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُون[الزُّمَر:49] وقال جلَّ وعلا: ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون[الأنبياء:35].
وأمَّا المكان فبما أدخل النَّاس عليه من تاء التَّأنيث، فانصبَّ اهتمامهم بالمكانة، وسعيهم لتحصيلها، أكثر من الاهتمام بها عند الخالق ـ جلَّ وعلا ـ، حسنت مكانة بعضهم عند الخلق ـ ولو بالتزلف والتملّق والكذب والزُّور والنِّفاق وسوء الأخلاق ـ، ولم يراوحوا مكانهم عند الخالق، مثلهم مَثل من لم يرفع بالسنَّةِ رأسًا، ولا تسمع لهم في الذبّ عنها وعن أهلها ـ بحق ـ صوتًا ولا همسًا.
فكم بين هؤلاء وبين أهل الصِّدق والحقِّ والوفاء من تفاوف فارجع البصر كرَّتين إن أردت رفع الشكِّ باليقين: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِالله عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب[هود:88].
والحمد لله ربِّ العالمين.

(1) صحيح لغيره. رواه أحمد (21846)، والبيهقي في «الشعب» (9120).

(2) حسن: أحمد (12383).

(3) «الموسوعة الفقهيَّة الكويتيَّة» (44/93).

(4) انظر: «مدراج السالكين» (2/324) بتصرف وزيادة.

(5) رواه أحمد (22755)، وانظر: «صحيح الترغيب والترهيب» (101).

(6) حسن: «الصحيحة» (1802).

(7) حسن لغيره «صحيح الترغيب والترهيب» (2921).

(8) انظر: «إعلام الموقعين» (1/87) بتصرف وزيادة.

بآرك الله فيـــك
تحيـــآتــــــــــــــي
و فيك بارك الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك اخي الفاضل

صور الوفاء للعصفور الحزين التي ابكت الكثير 2024.

هذه الصور احتلت الصفحات الأولى للصحف الفرنسية وكتب عنوان كبير أسفلها " العصافير أوفى الأزواج " والى الذين لم يشاهدوا هذه الصور من قبل اقدم لكم هذه اللقطات للصور الحزينة للعصفور الذي حاول نجدة زوجته الجريحة .
سبحان الله الذي زرع الإحساس في قلب الطيور, لقد انحبست الكلمات في حلقي وعجزت يداي عن الكتابة واترك لكم التعليق…..الصور منقولة…..

[IMG]

القعدة

[/IMG]
[IMG]

القعدة

[/IMG]
[IMG]

القعدة

[/IMG]

[IMG]القعدة[/IMG]

[IMG]

القعدة

[/IMG]

[IMG]

القعدة

[/IMG]

بارك الله فيك اخى
فعلا صور جد مؤثرة ………..

سبحان الله ………

شكراا لك على الموضوع المميز …

وفيكم بركة اعزائي..مشكورين على المرور
للتوضيح فقط .. انا بنت ..

تحياتي …

لقد تم التصحيح فالرد الأول كان لأخي benarba اي قبل وصول ردك
وعلى العموم شكرا فأنت دائما مميزة اختي العزيزة
الله اكبر حتى للحيوانات علاقات غرامية
مشكور اخي على الصور فعلا مؤثرة
سبحان الله الذي جمع القلوب على محبته والفراق حق
[IMG]القعدة[/IMG]

سفيـــــــــان ….. ملكـــــــــــة الجزائـــــــــــــر ….. شيـــــــــــــــــــــــيرو
مشكـــــوريـــــــن و بوركـــــــــــــــــــتم علــــــى الردود اللطيفــــــــــــــة

مزطول يلقي محاضرة عن الوفاء 2024.

أيها الحضور

لماذا عندما يقال لك يا ذئب تفتخر

وعندما يقال لك يا كلب تحزن
….
.

فالذئب يخاف من الكلب

و الكلب أوفى من الذئب

فلتكن كلبا يا كلب يا ابن60 ألف كلب
.
.
.
.
.
.
.
.
.
مزطول يلقي محاضرة عن الوفاء

ههههههههههههه
شكرا ليك

hhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhh hhhhh
ههههههههههههههههههههههههه

الوفاء . خلق مفقود 2024.

  • عثمان عيسي

إنَّ من تمام شكر الله ـ جلَّ وعلا ـ، شكر النَّاس على ما أسدوه من معروف، والإقرار لهم بالجميل، وهذا شيء مفطور في النُّفوس، مجبولة عليه القلوب، فالنَّاس يميلون ميلا طبيعيًّا إلى المحسن، والألسنة والأفئدة تتحرَّك إليه بالشُّكران، وقد جاءت الشَّريعة السَّمحة وأقرَّت بهذا الموجود في الفطر السَّليمة الَّتي لم تتلوَّث، فدعت إلى شكر النَّاس، وجعلته من تمام شكر الله ـ جلَّ وعلا ـ، قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أشْكَرَ النَّاسِ للهِ أشكرُهُم للنَّاس»(1).
ذلك أنَّ الاعتراف بالفضل لأهل الفضل وذويه، من خصال الكرام، المعروفين بجميل الرِّعاية، وحسن العهد، وهو خلق متفرّع ـ عند علماء الأخلاق والسُّلوك ـ عن خلق الوفاء، وهو بدوره مرتبط بالدِّين والأمانة ارتباطًا وثيقًا، إذ الوفاء من جملة تحمل الأمانة والقيام بشأنها وأدائها على وجهها، وهي من خصال المؤمنين حقًّا، وكثيرًا ما كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يشيد بها في خطبه، الَّتي كان يعلِّم النَّاس فيها ما فيه صلاحهم وإصلاحهم في الدَّارين، فعن أَنَسِ ابن مالك رضي الله عنه قال: ما خَطَبَنَا نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم إلا قال: «لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ»(2).
والوفاء في لغة العرب يدور معناه على الأداء والإتمام، وهو في الشَّرع الحنيف «ملاَزمَةُ طَرِيقِ المُوَاسَاةِ، ومُحافظةُ العُهُودِ، وحفْظُ مَرَاسِمِ المحَبَّةِ والمُخَالَطَةِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً، حُضُورًا وَغَيْبَةً»(3)، فهو خلق سامي القدر، عظيم الفائدة، لا يكون إلا من كبار النُّفوس، الَّتي امتلأت حبًّا للخير، وإيثارًا له، وحرصًا على إيصاله للنَّاس، وهو دليل على الصِّدق، وأمارة على المروءة والشَّهامة، ينبِّئ عن صفاء السَّريرة وسلامتها.
فالوفيُّ نقيُّ الصَّدر، صحيح الضَّمير، ذو نبل بين النَّاس، وهو صاحب وجدان حيٍّ، ونزعة نفسيَّة حرَّة وأبيَّة، قد انتقل بقلبه وجوراحه ـ طوعًا ـ من حمأة الجفاء والجحود والنُّكران إلى روضة الوفاء والإقرار والعرفان.
إنَّ الوفيَّ ترى أثر وفائه فيمن يعاشره ويخالطه، من والدين، وولدان، وأقارب، وزوجة، وجيران وخلان، فهو دائم الوصال لهم، صادق المحبَّة والمودَّة معهم، يرتاحون إلى حديثه وكلامه، ويطمئنُّون لرأيه ومشورته ونصحه، ويأنسون لرفقته، ويبتهجون لمجالسته وصحبته، يُسقون لذَّة روحية لا يعرف كنهها إلا مَن ذاق طعمَها ممَّن رُزق وُدًّا خالصًا من الدَّرن، وأعطي محبَّةً صافية من الكدر، ويُحرمها كلُّ ختّال مَذَّاع سقيم العهد سخيف الذمَّة، ممَّن لا يرعى في معاشرته إلا ولا سببًا!
* وللوفاء صور شتَّى، وأشكال متنوِّعة:
أسماها وأعلاها ما كان فيه وفاء لحقِّ الله ـ جلَّ وعلا ـ على العباد، وذلك بتحقيق العبوديَّة له كما يحبُّ ويرضى، فيعلم العبد أن ما يأتيه من الخالق ـ جلَّ وعلا ـ يوجب عليه الحمد والشُّكر، ولله تعالى فيه النِّعمة والفضل، وأن ما يأتي من العبد لربِّه ومولاه ـ على جهة العبادة ـ يوجب منه الاعتذار بسبب النَّقص الملازم للمخلوق، وما كان من النَّاقص فهو ناقص لا محالة، فالعبد مع إحسانه تراه دائم الاعتذار لربِّه، مسيئ الظَّن بنفسه، شاهدًا عليها بالتَّقصير والنّقصان، شاهدًا لربِّه بكماله، قد استحق أعظم ممَّا قدمه إليه من طاعته، فلا يرى ما يتقرَّب به إليه صالحًا يواجه ويقابل به ربَّه ومولاه(4)، فينتابه بذلك شعور وإحساس بالعجز عن أداء شكر ربِّه حقَّ الأداء، وهذا من صدق العبد ووفائه.
ومن صوره: الوفاء بحقِّ المخلوق، وأخصُّ بالذِّكر هنا أحقَّهم وفاءً على النَّاس وهو النَّبيُّ الكريم صلى الله عليه وسلم، سيِّد الأوَّلين والآخرين، الدَّاعي إلى صراط الله المستقيم، أمرَ اللهُ تعالى بطاعته، وجعل فيها الهداية إلى كلِّ برٍّ وخير في الدُّنيا والآخرة، وطريقًا موصلا إلى رضوانه وجنَّته، وفي مخالفته ومشاقته في الدُّنيا الفتنة والضَّلال والهلاك والصّغار، وفي الآخرة المصير إلى النَّار وبئس القرار.
وإنَّ الوفاء بحقِّه يقتضي الوفاء بسنَّته من بعده من أن يُزادَ فيها أو يُنقص، أو ينتحلَها المبطلون، أو يحرِّفَها الغالون، أو يُحدثَ فيها أهل الأهواء والبدع ما هم مُحدثون!
وأثنّي بورثة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في الوفاء بحقِّهم، وهم علماء الشَّريعة الربَّانيون، مصابيح الهدى، ذوو الأحلام والنّهى، أحدُ صنفي ولاة الأمور، تولَّوا بيان الشَّريعة للنَّاس ودعوتهم إليها، والدِّفاع والذبَّ عنها، قد جعل اللهُ طاعتَهم تابعةً لطاعته وطاعة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، يهتدي الخَلق بهم في أمور دينهم ودنياهم، فهم أسدُّ رأيًا وأقوم قِيلا.
فينبغي الوفاء بحقِّ العلماء ـ والجِلّة والكبار منهم خاصَّة ـ، وحفظه لهم، لأنَّ هذا شأن المنتسب ـ بحقٍّ ـ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وسنَّته وأهلها، قال صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا»(5)يعني حقَّه، وهذا صنيع المحبِّ والشَّاكر لهم، المثني عليهم، ممن عرف قدرهم، وشهد بفضلهم، فلزم ركبهم، وصدر عن رأيهم، لا يجاوزه إلى آراء غيرهم من الرِّجال، ولو كان ممن بفكره وعقله في الشَّريعة صال وجال.
إنَّ الجحود والنّكران لأهل العلم، خسّةٌ وهوان ، وممَّا يسمع ويقرأ ما يبث في بعض وسائل الإعلام المرئيَّة والمقروءة، وما يكتب في بعض مواقع الإنترنت، من الطَّعن في العلماء السَّلفيين، والردِّ عليهم ـ بالجهل والجهالة والباطل ـ بأقلام ران على قلوب أصحابها ران الإعجاب بالرَّأي، والانفراد به، والاغترار بالنَّفس، والاعتزاز الخاطئ بها، حتَّى أضحت نموذجًا للطّغيان الفكري، ومثالا للضَّلال العلمي، راح ضحيَّتَه أوَّلا المُعجَب برأيه نفسُه، ثمَّ ثانيًا مَن تابعه على غيّه وضلاله، ممَّن يقلِّده بغير علم ولا حجَّة ولا كتاب منير!
قال صلى الله عليه وسلم: «ثَلاثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ وَهَوَى مُتَّبَعٌ وَإِعْجَابُ المَرْءِ بِنَفْسِهِ. وَثَلاثٌ مُنْجِيَاتٌ: خَشْيَةُ اللهِ فِي السِّرِّ والعلانية والقصد في الفقر والغنى والعدل في الغضب والرِّضا»(6).
وقال صلى الله عليه وسلم: «لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَخَشَيْتُ عَلَيْكُمْ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ العَجَب»(7).
وكلَّما ازداد سمك الحاجب عن الإدراك عميت البصيرة عن إبصار الحقِّ على ما هو عليه، ـ أو كادت تَعمى ـ ﴿فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور[الحج:46].
وبلوغ هذه الحال من الصُّعوبة والخطورة على صاحبها بمكان، لأنَّ ما كان محتملا لوجهي الحقِّ والباطل، ـ ممَّا يسمِّيه بعضهم تلبيسًا: «مسائل الاجتهاد» ـ للخروج من التقيّد بأقوال العلماء الربَّانيين الرَّاسخين في العلم! ـ قد انقلب عند مَن هذه حاله، إلى فكرة راسخة في الذِّهن، عالقة بالقلب، يصعب زعزعتها، قد أمست عقدية (عقد قلبه عليها) فوالى عليها وعادى عليها، ألبسها ثيابَ الحقِّ في تصوُّره ونظره القاصر، فعسر تنحيتها وإبطالها، ولو كانت في حقيقة الأمر، ـ وعند العلماء الكبار ـ من الباطل، وبينها وبين الصَّواب مفاوز ومنازل.
إنَّ من النِّعم العظيمة في ديننا الحنيف: صحَّة الفهم وحسن القصد، وتحرِّي الصَّواب، وهي: ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا[إبراهيم:25]، وإنَّ من النِّقم الخطيرة الجسيمة ما يقابل ذلك من: فساد الفهم، واتِّباع الهوى، وإيثار الدُّنيا، وطلب المحمدة من الخلق، وترك تقوى الله، واتِّباع الباطل، والضَّلال والغيّ(8)،﴿وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا[الأعراف:58].
إنَّ الوفي بحقّ لا يغيِّره الزَّمان ولا المكان:
أمَّا الزَّمان فبما يجيء فيه من متغيِّرات ومستجدَّات، من مختلف المسرَّات والمضرَّات الَّتي قد تأسر قلبَ مَن يعبدُ ربَّه على حرف! عن رؤية مواطن الاختبارات والامتحانات والابتلاءات، وهي دائرة بين النِّعم والنِّقم.
فإنّ مَن خوَّله الله نعمةً من عنده فظنَّ أنَّه أهل لها ومستحق، فهذا ممَّن عَدَّ المحنةَ منحةً وهو لا يدري، وما ذلك إلا فتنة له، والأمرُ كما قُدّر ـ كونًا ـ على وفقه يجري، قال جلَّ وعلا: ﴿فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُون[الزُّمَر:49] وقال جلَّ وعلا: ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون[الأنبياء:35].
وأمَّا المكان فبما أدخل النَّاس عليه من تاء التَّأنيث، فانصبَّ اهتمامهم بالمكانة، وسعيهم لتحصيلها، أكثر من الاهتمام بها عند الخالق ـ جلَّ وعلا ـ، حسنت مكانة بعضهم عند الخلق ـ ولو بالتزلف والتملّق والكذب والزُّور والنِّفاق وسوء الأخلاق ـ، ولم يراوحوا مكانهم عند الخالق، مثلهم مَثل من لم يرفع بالسنَّةِ رأسًا، ولا تسمع لهم في الذبّ عنها وعن أهلها ـ بحق ـ صوتًا ولا همسًا.
فكم بين هؤلاء وبين أهل الصِّدق والحقِّ والوفاء من تفاوف فارجع البصر كرَّتين إن أردت رفع الشكِّ باليقين: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِالله عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب[هود:88].
والحمد لله ربِّ العالمين.

(1) صحيح لغيره. رواه أحمد (21846)، والبيهقي في «الشعب» (9120).

(2) حسن: أحمد (12383).

(3) «الموسوعة الفقهيَّة الكويتيَّة» (44/93).

(4) انظر: «مدراج السالكين» (2/324) بتصرف وزيادة.

(5) رواه أحمد (22755)، وانظر: «صحيح الترغيب والترهيب» (101).

(6) حسن: «الصحيحة» (1802).

(7) حسن لغيره «صحيح الترغيب والترهيب» (2921).

(8) انظر: «إعلام الموقعين» (1/87) بتصرف وزيادة.

المصدر …موقع راية الاصلاح

السلام عليكم

بوركت أخي الطيب وجزاك الله عنا خير جزاء
نعوذوا بالله أن نكون ممن ينقدون العهود و لا يؤتمنون

تقبلوا تحياتي

وفيكم بارك الله اخي وجزاكم الله خيرا

الوفاء 2024.

الوفاء : كلمة رقيقة تحمل جملة من المعاني الجميلة :
فالوفاء يعني : الإخلاص .
والوفاء يعني : لا غدر ولا خيانة .
والوفاء يعني : البذل والعطاء .
والوفاء : تذكّر للود ، ومحافظة على العهد .
وقد أمر الله تعالى بالوفاء بالعقود فقال سبحانه : { يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود } – المائدة 1 – ، ومن أوثق العقود التي يجب الوفاء بها : عقد النكاح ، وشروطه أولى الشروط بالوفاء .
جاء في الحديث : (( أحقُّ الشروط أن توفُّوا به ما استحللتُم به الفروج )) رواه البخاري ، من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه .
والوفاء بين الزوجين الذي أودُّ الحديث عنه هنا لا يقتصر على الالتزام بأمر شرطه أحد الطرفين على الآخر حين العقد ، بل يتعدّاه ليشمل كل معنى جميل تشمله كلمة الوفاء .
فهو يشمل تفاصيل الحياة بين الزوجين ؛ ليعيش كل منهما وهو يحمل في قلبه حباً ووُدّاً ورحمة وتقديراً وإخلاصاً لا متناهياً تجاه الطرف الآخر .
فالوفاء يعني : البذل والعطاء والتضحية والصبر ، وذلك بالاهتمام بمن كنت وفياً به ، والحرص عليه ، وعدم التفريط فيه ، والخوف عليه من الأذى ، ومراعاة شعوره وأحاسيسه ، وتقدير جهوده ، والشكر لصنائعه ، وعدم إفشاء سره ، والحفاظ على خصوصياته ، والعمل على إسعاده ، والثناء الحسن عليه ، وذكر محاسنه ، وتجاهل أخطائه ، والذكرى الجميلة لعهده وأيامه بعد فراقه .
فليس مع الوفاء ترصُّد ، ولا تصيُّد ، ولا إساءة ، ولا ظلم ، ولا نكران ، ولا جرح ، ولا قدح ، ولا .. ولا..
والوفاء بمفهومه الشامل الذي أوضحناه لا يتحقق إلا إذا كان بناء هذه العلاقة منذ البداية سليماً متيناً راسخاً ، يقوم على مبادئ ، ويسعى لتحقيق أهداف .
فمن تزوج للجمال فقط ، تلاشى الوفاء في علاقته عند فقد الجمال .
ومن تزوج للمال فقط ، ضاع الوفاء مع فقد المال .
لكن من كانت الأولوية عنده في هذا العقد والعهد للدين والخلق ، مراعياً قول خير البرية صلى الله عليه وسلم : (( فاظفر بذات الدين )) ، وقوله : (( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )) ، فحري بهذا أن ينعم بالوفاء والهناء .
إن قضية الوفاء لا تتحقق إلا إذا تضافر لها ثلاثة عناصر : الحب ، والإنسانية ، والإيمان ، فالحب محرِّك الوفاء ، والإنسانية ضمانه وبها استمراره ، والإيمان هو الضابط له ، وبه يكمل ويربو .
وبين يديك الخطوط العريضة لمعالم الوفاء بين الأزواج رسمها لك سيد الأوفياء عليه الصلاة والسلام ، من جعله الله تعالى الأسوة الحسنة ؛ ليستنير بهديه ويسير على دربه المؤمنون .
أخرج البخاري بسنده إلى عائشة رضي الله عنها قالت : ما غِرْتُ على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غِرْتُ على خديجة ، وما رأيتُها ، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكْثِر من ذِكْرِها ، وربما ذبح الشاة ثم يُقَطِّعُها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق – أي : صديقات – خديجة .
فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة !
فيقول : (( إنها كانت ، وكانت ، وكان لي منها ولد )) .
فصلَّى الله وسلَّم على أكرم الخلق ، وحافظ العهد .
فقد كان صلى الله عليه وسلَّم وفياً لخديجة في حياتها ، ووفياً لها بعد وفاتها ، فهو يذكر أعمالها وأخلاقها ، وأيامها وعهدها ، رضي الله تعالى عنها .
كيف لا ، وهي التي آثرته ورغبت فيه ، وهي أول من صدَّقه وآمن به ، وهي التي ثبَّتَتْ فؤاده وقوَّت عزيمته ، وكانت البلسم الشافي لآلامه وأحزانه .
هي التي واسته بمالها ، وهي التي رزق منها الولد ، وهي التي حفظت عهده ، وحافظت على بيته وولده ، وهي .. وهي ..
فنالت بسبب هذا الوفاء العظيم ما جاء في الحديث الشريف : (( بشِّروا خديجة ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب )) رواه البخاري .
وعند الطبراني من حديث فاطمة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ، أين أمي خديجة ؟ فقال : (( في بيت من قصب )) . قلت : أمن هذا القصب ؟ قال : (( لا ، من القصب المنظوم بالدرِّ واللؤلؤ والياقوت )) .
قال السُّهَيلي : (( النُّكْتة في قوله (( من قصب )) ولم يقل : من لؤلؤ : أن في لفظ القصب مناسبة لكونها أحرزت قصب السَّبْق بمبادرتها إلى الإيمان دون غيرها )) .
وقال ابن حجر : (( وفي القصب مناسبة أخرى من جهة استواء أكثر أنابيبه ، وكذا كان لخديجة من الاستواء ما ليس لغيرها ؛ إذ كانت حريصة على رضاه بكل ممكن ، ولم يصدر منها ما يغضبه قط ، كما وقع لغيرها )) .

وقابل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاءها بوفاء أعظم منه ، فكان من وفائه لها :
1- الحزن الشديد على فراقها ، كما جاء عند الحاكم من حديث حبيب مولى عروة .
2- ومن وفائه صلى الله عليه وسلم لها : أنها كان يصرِّح بحبه لها حتى بعد وفاتها .
ففي حديث عائشة رضي الله عنها عند ابن حبان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني رُزِقْتُ حبَّها )) يعني : خديجة .
3- الإكثار من ذكرها ، كما تقدم : (( إنها كانت وكانت )) يذكر ماذا ؟!.
إنه يذكر محاسنها : إيمانها وتصديقها ، وثباتها وتثبيتها ، إنه يذكر أخلاقها الفاضلة ، وعاداتها الجميلة ، والتزامها ، وأدبها ، واحترامها ، وحسن عشرتها ، إنه يذكر بيتها الهادئ ، وحياته الهانئة معها ، ويذكر ويذكر .
وهذا هو الوفاء العظيم الذي ينبغي أن يسير عليه كل من اتَّخذ المصطفى صلى الله عليه وسلم قدوته .
فإن كان ثَمَّ أخطاء للزوجة ، فإن مسلك الأوفياء : تجاهل الأخطاء ، والتجاوز عنها ، وعدم إفشائها ونشرها ، مع مراجعة الذاكرة للبحث عن المحاسن والإيجابيات .
قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يَفْرَكْ مؤمن مؤمنة – أي : لا يبغض –، إن كره منها خلقاً ، رضي منها آخر )) رواه مسلم من حديث أبي هريرة .
وصدق القائل :

ومن ذا الذي تُرْضَى سجاياه كلُّها كفى المرءَ نُبْلاً أن تُعَدَّ معايبُه

4- ومن وفائه صلى الله عليه وسلم لخديجة : أنه كان يَبَرُّ صديقاتها ومن يحبُّها ، ويهتمُّ بهنّ حتى بعد وفاتها ، يذبح الشاة ويقطّعها ثم يرسلها إليهن .
وكان يصل الواحدة منهنَّ بالهدايا المختلفة ، فقد أخرج ابن حبان من حديث أنس رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أُتِي بشيء قال : (( اذهبوا به إلى فلانة ، فإنها كانت صديقة لخديجة )) ، ولفظ الحاكم : (( اذهبوا به إلى فلانة ؛ فإنها كانت تحب خديجة )) وما ذاك إلا وفاء لخديجة ، وبراً بها ، وحباً لها ، وإحياء لذكراها الجميلة على قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم .
5- ومن وفائه لها : أنه أكرم امرأة زارته بعد وفاتها ؛ لصلتها بها ، وما ذاك إلا وفاء لعهدها .
أخرج ابن عبد البر من حديث عائشة قالت : جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها : (( من أنت؟ )) فقالت : أنا جثامة المزنية . قال : (( كيف حالكم ؟ كيف أنت بعدنا ؟ )) . قالت : بخير ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله .
فلما خرجت قلت : يا رسول الله ، تُقْبِلُ على هذه العجوز هذا الإقبال ؟! فقال : (( إنها كانت تأتينا أيام خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان )) .
وفي بعض الروايات أن هذه العجوز هي أم زفر ماشطة خديجة .
6- ومن وفائه لها : أن كان يذكر أيامها ، ويثني عليها ، ولا يرضى من أحد أن يتكلم عنها بمكروه .
أخرج أحمد من حديث عائشة قالت : ذكر رسول اله صلى الله عليه وسلم يوماً خديجة ، فأطنب في الثناء عليها ، فأدركني ما يدرك النساء من الغيرة ، فقلت : لقد أعقبك الله يا رسول الله من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين . قالت : فتغيَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغيُّراً لم أره تغيَّر عند شيء قط … الحديث .
وكان يكثر من ذكرها ويبالغ فيه حتى قالت عائشة : (( كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة )) .
تلك هي معالم الوفاء التي ينبغي أن تبنى العلاقات الأسرية على أساسها ، تلمّسناها من هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام سيد الأوفياء .
فحري بأهل الإيمان أن يكون الوفاء شعارهم ، وعنوان حياتهم ، ليحققوا

جزاك الله خيرا أخي

موضوع مفيد و يا ريت يطبقه الناس

جعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة

*وذكر انما الذكرى تنفع المؤمنين*
بارك الله فيك اخي
الوفاء كلمة راقية و ذات شان عظيم .. و لكن للأسف اصبحت من النوادر في ايامنا هاته ..
تقبل مروري

الوفاء في احلى صورة 2024.

الوفاء في احلى صورة

القعدة

سبحان لله

شكرا لك يا أختاه على هذه الصورة المعبرة

جميل
صورة معبرة
مشكورة

العفووووووووووووووو

بارك الله فيكم

مزطول يلقي محاضرة عن الوفاء 2024.

أيها الحضور

لماذا عندما يقال لك يا ذئب تفتخر

وعندما يقال لك يا كلب تحزن
….
.

فالذئب يخاف من الكلب

و الكلب أوفى من الذئب

فلتكن كلبا يا كلب يا ابن60 ألف كلب
.
.
.
.
.
.
.
.
.
مزطول يلقي محاضرة عن الوفاء

هههههههههههههههه
ههههههههههههههههه
ههههههههههههههههههه

هذا مهبووووووووووووول

القعدةالقعدةالقعدة
هههههههههههههههههههههههه
ههههههههههه مزطول صح

ههههههههههههههههههههههههه
الحكمة تخرج من أفواه المزطولين