صفات الفرقة الناجية من خلال سورة العصر 2024.

صفات الفرقة الناجية من خلال سورة العصر

فضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي – حفظه الله – : إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ وَسَلَمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأصْحابِهِ أَجْمَعِين، ومَنْ سَلَكَ طَرِيقَهُ، وَاتْبَعَ سُنَّتَهُ إلَىَ يَوْمِ الْدِّيِنِ .. أَمَّا بَعْدُ:

أيها الإخوة في الله ما زلنا في هذا اليوم، مع صفات الفرقة الناجية والطائفة المنصورة؛ بل ومع صفات أهل طريق النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة من خلال سورة العصر، {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[1]

بعد أن بيَّن صفة الفرقة الخاسرة الهالكة وهم الأكثرية في قوله –تعالى-: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}[2]

وقد تكلمنا بالأمس عن الصفة الأولى؛ وهي صفة العلم المبنيةُ على الإيمان والمأخوذة من قول الله -سبحانه وتعالى-: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} وبيَّنا بالأمس أهمية طلب العلم في حياة المؤمن، وكيف أنه يكون نورًا وحجةً وبرهانًا ساطعًا يفرِّقُ به بين الأشياء، ويميز به بين الحق والباطل.

واليوم مع الصفة الثانية؛ ألا وهي: العمل الصالح؛ لأن المسألة الأولى هي: العلم والمسألة الثانية هي: العمل، العمل بهذا العلم الذي تعلمناه وتفقهنا فيه، {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} ذكر العمل الصالح بعد الإيمان، وإن كان العمل الصالح جزءاً من الإيمان؛ لبيان أهمية أن الإيمان ليس بالدعوى، وليس بالكلام، وليس بالتبعية، ولا الجنسية؛ ولكن الإيمان الحق هو المشتملُ على القول؛ وهو الإقرار، وكذلك التصديق والعمل، إذ العمل جزء لا يتجزئ من الإيمان، وليس معنى لا يتجزئ أي أنه لا يتبعَّض؛ بل إنه قد يتبعض، وهو درجات: منه ما تركه يبطل الإيمان بالكلية، ومنه ما تركه ينقص الإيمان الواجب، ومنه ما تركه ينقص الإيمان المستحب؛ كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان))[3]، ولذلك قال: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}؛ فالعمل من الإيمان، ولا ندخل في الفلسفة التي توسع فيها بعض الناس، هل هو شرط صحة أو شرط كمال؟ بل العمل ركن من أركان الإيمان لا يتم الإيمان إلا به؛ لكن منه -من هذا الركن-: ما هو جانب أقوى، وجانب أساسي لا يتم الإيمان بالكلية إلا به، ومنه ما لا يتم الإيمان الواجب إلا به، ومنه ما لا يتم الإيمان المستحب إلا به؛ ولذلك فإن عبارات السلف تدل على هذا كما فهموا ذلك من القرآن والسنة، كما يقول الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-: (أدركت ألفًا من العلماء يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية). فالعمل من الإيمان وجزء منه وركن منه، ولا يجوز؛ بل يجب البعد عن مذهب المرجئة الذين يخرجون العمل من مسمى الإيمان؛ فيُسوّون بين المؤمنين والكافرين، وبين العاملين وغير العاملين، وبين المؤمنين الكُمَّل وبين العصاة الناقصين.

ولا ندّعي أن أي عمل تُرِكَ بطل به الإيمان، كما تقول به الحَرورية المارقة والخوارج المارقة؛ بل نؤكد ونقول: إن العمل من الإيمان؛ أي: جزء منه وركن منه، سواء في ذلك أعمال القلوب؛ كالإخلاص، والمحبة، والخوف، والرجاء، والإنابة، وما إلى ذلك. أو عمل الألسن؛ كالتلاوة والقراءة والذكر من التسبيح والتهليل والتحميد، أو عمل الجوارح كالصلاة والحج والصوم والزكاة ونحو ذلك، كلُ ذلك داخلٌ في مسمى الإيمان.

وهذا العمل لا يكون عملاً صالحًا، كما أمر الله -تبارك وتعالى- هنا بقوله: {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} إلا إذا بُني على أصلين:

أحدهما: إخلاص العمل لله وحده.

وثانيهما: كون العمل مطابقًا وموافقًا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يكون العمل خالصًا لله وحده، بعيدًا عن الرياء والسمعة، وبعيدًا عن إرادة العامل بعمله عَرَضًا من أعراض الدنيا وحطامها الزائل؛ بمعنى أن يُبتغى بالعمل وجه الله -سبحانه وتعالى- والدار الآخرة، بعيدًا عن الإفراط والتفريط.

وثانيًا: أن يُقتدى في هذا العمل برسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يُتبع؛ لأنه هو الذي جاء بهذا الدين من عند الله -سبحانه وتعالى-؛ ولذلك وجب أن نسير وفق هدْيِهِ الذي هو هدْيُ الكتاب والسنة، وإذا لم يكن العمل خالصًا لوجه الله لم يكن مقبولاً، وإذا لم يكن صوابًا على منهج رسول الله، لم يكن مقبولاً كذلك، ولذلك استنبط أهل العلم من قول الله -سبحانه وتعالى-: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}[4]؛ قالوا: أخلصُه وأصوبُه؛ كما فهموا هذين الشرطين من قول الله -عزَّ وجل- في أواخر سورة الكهف: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[5]، وبناءً عليه فإنه لابدَّ من الإخلاص والمتابعة؛ بل قال الحافظ ابن كثير: هما ركنا العمل؛ يعني الأمران اللذان تنبني عليهما العبادة، ولا تصح العبادة بدونهما، فلابدَّ من إخلاص العمل لله وحده.

{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}[6]، {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}[7].

وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة -رضي الله عنه- عندما سأله عن أحق الناس بشفاعته قال: ((من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه))[8]; وكذلك الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يصح عمل بدونه، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[9].

فلابدَّ من أن يكون العمل خالصًا صوابًا، وسوف نتحدث في درس لاحق -إن شاء الله- عن معنى كونه خالصًا، مع بيان ما ينقض ذلك أو ينقصه وكيف يكون العمل صوابًا مع بيان ما ينقض ذلك أو ينقصه.
* تفريغ لمحاضرة لفضيلة الشيخ.
—————————————————-
[1] [العصر: 3].
[2] [العصر: 2].
[3] رواه البخاري بلفظ: وستون، ومسلم بلفظ وسبعون.
[4] [هود: 7].
[5] [الكهف: 110].
[6] [القصص: 77].
[7] [البينة: 5].
[8] رواه البخاري.
[9] [الأحزاب: 21].

بارك الله بك أخي ابو حذيفه
و جزاك الله خيرا

جزااك الله الف خير
و جعل موضوعك في ميزااان حسناتك
لا حرمك الله الأجر

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اردن حب جزائر القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله بك أخي ابو حذيفه

و جزاك الله خيرا

القعدة القعدة

وفيك يبارك الله أخي
ربي يسدد خطاك على الخير

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمينة16 القعدة
القعدة
القعدة

جزااك الله الف خير

و جعل موضوعك في ميزااان حسناتك

لا حرمك الله الأجر

القعدة القعدة
جزاك الله بالمثل
بارك الله فيك على المرور

الفرقة الناجية 2024.

الفرقة الناجية
تمهيد
يعتقد بعض الناس أن الفرقة الناجية فرقة معلومة وهي التي وعدها الله بالجنة، وأن من يخالفها كان مصيره النار، بل وأكثر من ذلك يعلنون العداء لهم ويعتبرون من مات منهم قد مات ميتة جاهلية، مستدلين بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
(من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه) [رواه ابن ماجه].
(من فارق الجماعة شبرا ومات فميتته جاهلية) [رواه أبو داود].
أولا: مفهوم الفرقة الناجية
هي الطائفة المنصورة المستقيمة على دين الله التي وعدها الله بالجنة.
وقد تعددت تسمياتها منها: الجماعة، أهل الحديث، السلف، الغرباء… وقد وردت أحاديث، منها:
(لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس) [رواه الإمام أحمد والشيخان].
(لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم) رواه أحمد.
عن معاوية بن أبي سفيان قال: (ألا إن رسول الله قام فينا فقال: ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتي وسبعين ملة وإن هذه الملة – وفي رواية وإن أمتي- ستفترق على ثلاث وسبعين ملة: إثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة وهي الجماعة – وفي رواية كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة وفي رواية- من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) [حديث صحيح مشهور رواه أصحاب السنن بألفاظ عدة].

التعليق على الحديث:
– إن الحديث لم يروه الشيخان، وحديث عظيم الشأن لما فيه أثر على حياة الأمة لا يمكن أن يغفل عنه الإمامان مسلم والبخاري.
– طعن ابن الوزير في هذه الزيادة (كلها في النار إلا واحدة) لما تؤدي إلى تكفير الأمة بعضها لبعض.
– إن التفرق هو تفرق أمة الإجابة (أمة الإسلام) لا أمة الدعوة، والاختلاف في الأصول لا في الفروع (من الفرق الضالة: القدرية، الرافضة، الجهمية، الخوارج ، المرجئة…)
– قال العلامة عبد القاهر بن طاهر التميمي: [قد علم أصحاب المقولات أنه صلى الله عليه وسلم لم يُرد بالفرق المذمومة المختلفين في فروع الفقه من أبواب الحلال والحرام، وإنما قصد بالذم من خالف أهل الحق في أصول التوحيد].
(كلها في النار): لا يعني كفرها وخروجها من الملة، ولكن اللفظ ورد في سياق الوعيد وعلى افتراض صحة الزيادة، فهو لا يعني الخلود في النار كالكفار.
– تتبع الإمام الشاطبي معنى الجماعة فوجدها خمسة أقوال:
1- السواد الأعظم من المسلمين.
2- جماعة الصحابة.
3- جماعة العلماء المجتهدين.
4- أهل الحديث.
5- السلف الصالح.

ثانيا: مواصفات الفرقة الناجية
1. صحة الاعتقاد البعيد عن البدع.

2. الشمولية في فهم الإسلام.
3. قيام العبادة على ركيزتي الإخلاص والصواب ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَشَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾[سورة الأنعام، الآيتان 162-163].
4. الاعتدال والوسطية: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ [سورة البقرة، الآية 143]
5. العدل والإنصاف مع الموافقين والمخالفين ﴿وَلاَيَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآن قَوْمٍ عَلَى أَلاَّتَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَأَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [سورة المائدة، الآية 8].
6. الإيمان أن لا عصمة لأحد إلا للرسول صلى الله عليه وسلم، قال الإمام مالك: [كل يؤخذ من كلامه ويترك إلا صاحب هذا القبر] مشيرا إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.

ثالثا: خلاصات
1. الفرقة الناجية ليست جماعة بعينها، بل مجموعة صفات إن توفرت في شخص ما فهو من الفرقة الناجية.
2. لا يجوز الطعن والتجريح في المخالفين وتكفيرهم، ولا يجب أن ينتقل الخلاف من دائرة العقل إلى دائرة القلب.
3. كل المسلمين يجتهدون في الطاعات وتختلف درجاتهم في الجنة، قال تعالى:﴿فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِوَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ…﴾[سورة آل عمران، الآية 185]، ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [سورة المطففين، الآية 26].

السلام عليكم ورحمة الله

أولا وقبل كل شيء بارك الله فيك على الموضوع القيم جدا والحساس أيضا ونسأل من الله جميعا أن نكون من الفرقة الناجية إن شاء الله .

وبخصوص الفرقة الناجية فالنبي صلى الله عليه وسلم تحدث عن هذه لما سئل عن الفرقة الناجية : فقال : { ماكنت عليه أنا وأصحابي } وأيضا كما ذكرت أخي الغالي بخصوص الروايتين اللتان رواهما : الإمام أحمد والشيخان .

وأنا أظن أن الفئة الناجية هي من لاينطبق عليها حديث النبي صلى الله عليه وسلم
عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :إذا تبايعتم بالعينة ، و أخذتم أذناب البقر ، و رضيتم بالزرع ، و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا ، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم
( رواه أبوداوود وهو في صحيح الجامع وفي السلسة الصحيحة للألباني )

وهذا مانراه اليوم الذل والهوان بعدما تركنا ما أوصانا به النبي صلى الله عليه وسلم

الفرقة الناجية واحدة كما جاء في الحديث ووصفها رسول الله صلى الله عليه سلم بالوصف المعروف وما عداهم ففي النار كما قال صلى الله عليه وسلم-اللهم اجعلنا من هذه الفرقة الناجية التي هي فقط على الإسلام ؟وغيرها يدعي ؟

شكرا على المرور الكريم

للأمانة فقط هذا الموضوع نقلت من موقع الأستاذ سعيد بويزري

احاديث النبي في الفرقة الناجية 2024.

هذه بعض الاحاديث في الفرقة الناجية التي ذكرها صلى الله عليه وسلم

قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ: (وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ السَّيْبَانِيِّ- وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو- عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ". وفي إسناده عمرو بن عبد الله السيباني الحضرمي، لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي.
وللحديث شاهد من حديث مُرَّة بن كعب البهزي، رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لَا تَزَالُ طائِفةٌ مِن أُمَّتي عَلَى الحَقِّ ظاهِرِين على مَن نَاوَأَهُمْ، وَهُمْ كالإِنَاءِ بينَ الأَكَلَةِ حتَّى يَأْتِي أَمْرُ اللهِ وهُمْ كَذَلِكَ". قلنا: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: "بأَكْنَافِ بيتِ المَقْدِسِ". أخرجـه الطبراني 20/317 (754).
ومن حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَا تَزَالُ عِصابَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلونَ علَى أبوابِ دِمَشْقَ ومَا حَوْلَهُ، وعلَى أبوابِ بيتِ المَقْدِسِ ومَا حَوْلَهُ، لَا يَضُرُّهُم خِذْلانُ مَن خذَلهم، ظَاهِرِين علَى الحَقِّ إلى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ". أخرجه أبو يعلى (6417)، والطبراني في الأوسط (47)، وابن عدي في الكامل 7/84.
وأصل الحديث في الصحيحين دون قوله: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ". من حديث الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لَنْ يَزَالَ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ". البخاري (3640)، ومسلم (1921).
وأخرجاه من حديث معاوية، رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ". قَالَ عُمَيْر بن هاني -الراوي عن معاوية-: فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ: قَالَ مُعَاذٌ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا يَقُولُ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ. البخاري (3641) ومسلم (1037).
وأخرجه مسلم (1920) من حديث ثوبان، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ".
وأخرجه مسلم (1922) من حديث جابر بن سمرة، رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ".
وأخرجه مسلم (1923) من حديث جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
وأخرج أبو داود (2484)، والإمام أحمد (19851)، من حديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَيَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام". وأخرج الإمام أحمد (8274)، من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "لَا يَزَالُ لِهَذَا الْأَمْرِ- أَوْ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ- عِصَابَةٌ عَلَى الْحَقّ،ِ وَلَا يَضُرُّهُمْ خِلَافُ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ".

بارك الله فيك وجعلني الله واياك وجميع المسلمين من اهل الفرقة الناجية

من هم الفرقة الناجية و من هم الفرق الظالة في حديث ستفترق امتي1 2024.

ثم أما بعد …

لاشك أن هناك فرقا مخالفة في التوحيد ولإعتقاد أهل السنة والجماعة .تنوعت مشاربها وأفكارها ولكنها كلها إتفقت على مخالفة الكتاب والسنة

روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: « ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة »1 وفي رواية: « قيل: فمن الناجية؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي » رواه جماعة من الأئمة .

هذا الحديث رواه الترمذي في سننه، ورواه ابن ماجه، ورواه الإمام أحمد في المسند، والحاكم في المستدرك، وهو حديث مشهور وله طرق متعددة.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: « سنفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة »1 وقبله: « افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي » وفي رواية: « قيل فمن الناجية؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي » رواه جماعة من الأئمة.

وهذا الحديث فيه بيان أن الفرقة الناجية واحدة، وهي من كانت على الصراط المستقيم، هي المتبعة للكتاب والسنة، وهذا هو الشاهد للفصل (لفصل الاتباع)، هذه الفرقة الناجية هي التي هي المتبعة للكتاب والسنة، هم أهل السنة والجماعة، هم الطائفة المنصورة، وهم أهل الحق، هم أهل الحق وهم الطائفة المنصورة، وهي الفرقة الناجية، وهم أهل السنة والجماعة، كل هذه أسماؤهم، بعض الناس يظن أن الفرقة الناجية غير الطائفة المنصورة، لا، هي الفرقة الناجية وهي الطائفة المنصورة، وهم أهل السنة والجماعة، وفيه دليل على أن هذه الفرق الثلاث والسبعين من فرق أهل البدع، وتوعدوا بالنار، وليسوا كفارا على الصحيح.

ولهذا قال العلماء: إن الجهمية والقدرية خارجون من الثنتين والسبعين فرقة. لكفرهم وضلالهم، فدل على أن الثنيتين والسبعين فرقة مبتدعة، وتوعدهم بالنار، وأما الفرقة الناجية فهم أهل السنة والجماعة، سلموا من الوعيد، فقال بعض العلماء: إن هؤلاء الفرق فيهم الكافر والمبتدع.2

و في صفحتنا إن شاء الله سنسعى لتوضيح و بيان أصول هذه الفرق الضالة المنحرفة عن صراط الله المستقيم و معتقدهم لكي يجتنبها المسلم من باب عرفت الشّر من الخير لا لأقع فيه و لكن لتوقّيه

نسأل الله التوفيق و السداد
—-

1 : الترمذي : الإيمان (2640) , وأبو داود : السنة (4596) , وابن ماجه : الفتن (3991) , وأحمد (2/332).
2- من شرح رسالة الإقتصاد في الإعتقاد للشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله

ان شاء الله سياتي بيان اصول الفرق الظالة و التحدير منهم فتابعونا

بارك الله فيك خويا موضوع ممتاز تسلم يداك
في انتظار الموضوع الموالي انشاءالله
تقبل تحياتي

القعدة

جزاكم الله الفروس الاعلى

لقد تم نشر اصول الفرقة الظالة الهجمية
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسلام سلفي القعدة
القعدة
القعدة
لقد تم نشر اصول الفرقة الظالة الهجمية
القعدة القعدة

* بارك الله فيك اخي ستتم متابعتها انشاءالله
* دمت متالقا ومبدعا اخي
حفظك الله

معيار معرفة الفرقة الناجية من القرآن الكريم :

يقول الله تعالى :{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النــور.

هؤلاء هم الموعودون بالإستخلاف و التمكين و الأمن .
و شرط الإستخلاف و التمكين و الأمن هو عبادة الله و انتفاء الشرك مطلقا من عقائد الفرقة الناجية .

فلنبحث عقائد كل من يزعم أن فرقته ناجية , لنرى سقوط الأقنعة .

أما الفتاوى الفرعونية فهي دليل الإفلاس .

كل من يتمسك بخرافة حياة عيسى في السماء , فليعلم أنه من فرق الضلال قطعا و يقينا .لأنه أقرب للنصرانية منه للإسلام الحنيف .

كل من يعتقد أن المسيح الدجال بشر واحد يشارك الله أفعاله فيحيي الأموات حقيقة و ينزل الغيث و يحبس الشمس و ينبت نبات الأرض , فهو مشرك بالله .و بالتالي من المستحيل أن يكون من الفرقة الناجية .

و هناك الكثير يا من ترى نفسك مؤمنا موحدا .
أعدك بالمزيد .

اكيد ان الفرقة الناجية ليس الاحمدية لأنها و ببساطة حديثة النشأة و الفرقة الناجية باقية من عهده صلى الله عليه و سلم

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبيدة82 القعدة
القعدة
القعدة

اكيد ان الفرقة الناجية ليس الاحمدية لأنها و ببساطة حديثة النشأة و الفرقة الناجية باقية من عهده صلى الله عليه و سلم

القعدة القعدة

من يقرأ كلامك , كأنه يقرأ كلام سلمان رشدي عن الإسلام.

أتحداك أن تثبت ضلال معتقد واحد عند المسلمين الأحمديين .

أما سلفيتك فهي في العراء .و السلف الصالح برآء منها .

تفضل .

الحمد لله على نعمة السلفية

عقيدة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة؟؟؟ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله لا يرجى إلا ضيره، و لا يخشى إلا ضيره، و لا إله لنا غيره، و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان الأزكيان الأشرفان على خير البرية، و هادي البشرية، نبينا محمد و على آله و صحبه أزكى سلام و أوفى تحية، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة.
أما بعد: فإن من أعظم الوصايا وصية رب البرايا، فاتقوا الله –رحمكم الله- فان تقوى الله أمان من البلايا، و حصن من الرزايا، بالتقوى أمن الديار، و حفظ الذمار، وهناء العيش و الاستقرار، و كثرة الخيرات، واستجلاب البركات، "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء…"[الأعراف/96]، و بها النجاة فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض.
فهذه رسالة بسيطة توضح منهاج الفرقة الناجية التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه و سلم- في الحديث الشريف لتنير الطريق للغافلين، و ليكونوا من المنصورين إن شاء الله. قال تعالى:"واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا" [آل عمران/103]. و قال تعلى :"و لا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا، كل حزب بما لديهم فرحون" [الروم/31-32]. وهناك أيضا آيات كثيرة توضح لزوم جماعة المسلمين ليكونوا من الفرقة المنصورة. و قد أخبر الرسول –صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث الصحيحة عن الفرقة الناجية، فعن العرباض بن سارية –رضي الله عنه- قال: قال رسول اله صلى الله عليه و سلم-: "أوصيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة، و إن تأمر عليكم عبد حبشي، و إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة [و كل ضلالة في النار]. (أخرجه أبو داود و الترمذي وقال حديث حسن صحيح، و الزيادة عند النسائي).
وها نحن الآن نعيش فعلا في اختلافات لا داعي لها، ولو أن الجميع رجعوا إلى الكتاب و السنة و تركوا التعصب المذهبي، و تركوا العناد و الجدال و وافقوا على الدليل لكان خيرا للإسلام و المسلمين و لتوحد المسلمون و أصبحوا على ملة واحدة و هي الجماعة، و قد قال نبينا –صلى الله عليه و سلم-: "ألا و إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين و سبعين ملة، و إن هذه الملة ستفترق على ثلاثة وسبعين: ثنتان و سبعون في النار، و واحدة في الجنة و هي الجماعة" [أخرجه احمد و أبو داود و غيرهم]. و في رواية ":كلهم في النار إلا ملة واحدة: ما أنا عليه و أصحابي"
وكذلك قد و ضح الرسول –عليه الصلاة و السلام- للمسلمين الطريق الهادي إلى سبيل الله، و حذرنا من سبل الشيطان، فعن ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: خط لنا رسول الله –صلى الله عليه و سلم- خطا بيده ثم قال: "هذا سبيل الله مستقيما" و خط خطوطا عن يمينه و شماله، ثم قال: "هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه" ثم قرأ قوله تعالى "و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه، و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم و صاكم به لعلكم تتقون". بالأنعام/153]. (أخرجه أحمد و النسائي).
أخي المسلم……….. أختي المسلمة:
سؤال يطرح نفسه، يجب الإجابة عليه، ما منهاج الفرقة الناجية؟

1) الفرقة الناجية: هي التي تلتزم منهاج الرسول –عليه الصلاة و السلام-، ومنهاج أصحابه من بعده، و هو القرآن الذي أنزله الله على رسوله –عليه الصلاة و السلام- و بينه لصحابته في أحاديثه الصحيحة، و أمر المسلمين بالتمسك بها، فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله و سنتي، و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض: [أخرجه أحمد و الطبراني و الحاكم، صحيح الجامع 2937].

2) الفرقة الناجية: هي التي تعود إلى كلام الله و رسوله –صلى الله عليه و سلم- حين التنازع و الاختلاف عملا بقوله تعالى "… فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويلا". [النساء/59]. و قال تعالى: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فينا شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما". [النساء/65].

3) الفرقة الناجية: هي التي لا تقدم كلام أحد على كلام الله و كلام رسول – عليه الصلاة والسلام-، و قد قال ابن عباس –رضي الله عنهما: "أخشى أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول لكم قال رسول الله، و تقولون قال أبوبكر و عمر، فلا يجب على أي أحد أن يصر على كلامه و التعصب له ما دام وجد الدليل الصحيح فلربما الإمام الفلاني و الشيخ الفلاني يخطئ، لذلك يجب على كل مسلم أن لا يتعصب لكلام أي كان من البشر إلا كلام الله ورسوله –عليه الصلاة و السلام- الذي لا ينطق عن الهوى، أما غيره فهو يصيب و يخطئ.

4) الفرقة الناجية: هي التي تعتبر التوحيد هو إفراد الله بالعبادة و الدعاء و الاستعانة و الاستغاثة وقت الشدة و الرخاء، والذبح و النذر، و التوكل و الحكم بما أنزل الله، وغير ذلك من أنواع العبادات. هو الأساس الذي نبني عليه الدولة الإسلامية الصحيحة، و لابد من إبعاد الشرك و مظاهره الموجودة في أكثر البلاد الإسلامية، و لا يمكن النصر لأي جماعة تهمل التوحيد.

5) الفرقة الناجية: هي التي تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر، فهي تنكر الطرق المبتدعة و الأحزاب الهدامة التي فرقت الأمة و ابتعدت في الدين عن سنة رسول الله –صلى الله عليه و سلم- و أصحابه.

6) الفرقة الناجية: هي التي تنكر القوانين الوضعية التي هي من وضع البشر و المخالفة لحكم الإسلام، و هي تدعو إلى الحكم بكتاب الله الذي أنزله لسعادة البشر في الدنيا و الآخرة، و هو أعلم سبحانه و تعالى بما يصلح لهم، و إن سبب شقاء العالم كافة و العالم الإسلامي خاصة، و هو تركه الحكم بكتاب الله و سنة رسول الله –صلى الله عليه و سلم- ، قال تعالى: "… و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكـفرون". [المائدة/44]. فلقد استخدموا كل المناهج و كل السبل، فلماذا لا يستخدمون الإسلام مرة؟ و سيرون بعد ذلك.

7) الفرقة الناجية: هي التي تدعوا المسلمين جميعا إلى الجهاد في سبيل الله، و هو واجب على كل مسلم حسب طاقته و استطاعته، و يكون الجهاد بما يلي:
أ*- الجهاد باللسان و القلم بدعوة المسلمين و غيرهم بالتمسك بالإسلام الصحيح و بالتوحيد الخالي من الشرك الذي انتشر في البلاد الإسلامية.
ب*- الجهاد بالمال، و يكون بالأنفاق على نشر الإسلام، و دعم المجاهدين الذين يجاهدون في سبيل الله، و طبع الكتب الداعية إلى الإسلام على الوجه الصحيح، وبتوزيع المال على المؤلفة قلوبهم من ضعفاء المسلمين لتربيتهم على الإسلام.
ج- الجهاد بالنفس، و يكون بالقتال و الاشتراك في المعارك لنصرة الإسلام و لتكون كلمة الله هي العليا، و كلمة الذين كفروا هي السفلى، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: "جاهدوا بأموالكم و أنفسكم و ألسنتكم". (أخرجه أبو داود و أحمد).

8)الفرقة الناجية: هي التي يعاديها الكثير من الناس، و يفترون عليها، و يتنابزون بالألقاب، و لهم في الأنبياء أسوة حسنة، فهم أهل الحديث الذين قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم- فيهم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله،" [أخرجه مسلم]. و قال أيضا: " طوبى للغرباء، أناس صالحون في أناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم". [أخرجه أحمد]. و قد قال أحد العلماء كل مبتدع يبغض أهل الحديث.

9)الفرقة الناجية:هي التي لا تبدع في دين الله شيئا حتى و إن كان حسنا، فليس هناك بدعة حسنة أو ينة حسنة لم يعلمنا إياها رسول الله –صلى الله عليه و سلم-، قال عبدالله بن عباس –رضي الله عنهما- "كل بدعة ضلالة، و إن رآها الناس حسنة" [أخرجه اللالكائي]. و عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم-: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". [أخرجه مسلم].

10)الفرقة الناجية: هي التي لا تشد الرحال إلا إلى الثلاثة التي أخبر عنها الرسول –عليه الصلاة و السلام- في الحديث الشريف : "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، و مسجدي هذا، و المسجد الأقصى". (أخرجه مسلم). فهناك كثير من الناس يشدون الرحال إلى القبور للتوسل بها و الطواف حولها و الدعاء عندها، فهذا شرك بالله، نسأل الله العافية، و قد قال الرسول –صلى الله عليه و سلم- في الحديث الصحيح :"… إذا سألت فاسأل الله، و إذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك، لم ينفعوك بشيء، إلا قد كتبها الله عليك، جفت الأقلام و رفعت الصحف" [أخرجه أحمد و الترمذي].
و كل هذا بسب المشايخ و العلماء المضلين الذين يتاجرون بالدين من أجل المال، و قد ورد في الأثر يهدم الإسلام بثلاث: زلة عالم، أئمة مضلين، و منافق يجادل بالقرآن.

11)الفرقة الناجية: هي التي تحترم الأئمة المجتهدين، و لا تتعصب لواحد، و تأخذ من الكتاب و السنة الصحيحة و لا تتبع الأهواء، و تأخذ من أقوال جميع الأئمة إذا وافق كلامهم قول النبي –صلى الله عليه و سلم-، و في هذه الرسالة نذكر كلامهم بأن نترك كل قول يخالف الحديث الصحيح و الدليل.

أقوال الأئمة في إتباع السنة و ترك أقوالهم المخالفة لها

أخي المسلم، أختي المسلمة ،،،
حتى نكون على بينة من أمور ديننا، أحببنا أن نضيف في هذه الرسالة أقوال الأئمة الأربعة –رحمهم الله تعالى، و أدخلهم فسيح جناته-، فهم الذين يأمروننا بعدم التعصب لهم، و عدم الأخذ بقولهم إذا كان يخالف الدليل، فهم أئمة مجتهدون، فإن أصابوا فلهم أجران، و إن اخطئوا فلهم أجر، و نحن إذا تعصبنا لقول لمجرد انه قولهم فإننا نأثم ما لم نرجع إلى الكتاب و على السنة الصحيحة و إذا كان هناك اختلاف بينهم فلابد من الرجوع إلى الحديث الصحيح، فهم لم يحصلوا على جميع الأحاديث الصحيحة لبعدهم عن بعض و لمشقة الطريق عليهم، -رضي الله عنهم و أرضاهم-.

1) الإمام أبي حنيفة –رحمه الله تعالى-


قال: "لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه" و في رواية" حرام على من لا يعرف دليلي أن يفتي بكلامي" و زاد في رواية "فإننا بشر نقول اليوم و نرجع عنه غدا" و قال أيضا "إذا قلت قولا يخالف كتاب الله و خبر الرسول –صلى الله عليه و سلم- فاتركوا قولي".

2) الأمام مالك –رحمه الله تعالى-

قال: "أنما أنا بشر أخطئ و أصيب، فانتظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب و السنة فخذوه، و كل ما لم يوافق الكتاب و السنة فاتركوه، و قال أيضا "ليس بعد النبي –صلى الله عليه و سلم- إلا و يؤخذ من قوله و يترك، إلا النبي –صلى الله عليه و سلم-" [رواه ابن عبد البر، و ابن حزم].

3) الإمام الشافعي –رحمه الله تعالى-

قال: "إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله –صلى الله عليه و سلم-، فقولوا بسنة رسول الله –صلى الله عليه و سلم- و دعوا ما قلت" [أخرجه الهروي و النووي]. و قال أيضا "كل ما قلت، فكان عن النبي –صلى الله عليه و سلم- خلاف قولي مما صح، فحديث النبي أولى، فلا تقلدوني"[أخرجه أبي حاتم و أبو نعيم و ابن عساكر]. وهناك أقوال كثيرة للإمام الشافعي –رحمه الله تعالى- توضح بأنه بشر يصيب و يخطئ.

4) الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله تعالى-

قال: "لا تقلدوني و لا تقلدوا مالكا و لا شافعيا و لا الأوزاعي ولا الثوري و خذوا من حيث اخذوا". و قال أيضا "من رد حديث النبي –صلى الله عليه و سلم- فهو على شفا هلكة". [أخرجه ابن الجوزي و ابن القيم].
أخي المسلم، أختي المسلمة…
تلك أقوال الأئمة –رضي الله عنهم- التي يأمروننا فيها بالتمسك بالحديث و النهي عن تقليدهم دون بصيرة و أن نأخذ مما أخذوا.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن قال فيهم "إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا و أطعنا و أولئك هم المفلحون(51) و من يطع اله ورسوله و يخشى الله و يتقه فأولئك هم الفائزون(52)". [النور/51، 52].
نسأل الله أن نكون من الفائزين و من الفرقة الناجية التي أخبر عنها و عن منهاجها نبينا –صلى الله عليه و سلم-، و أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه. و سبحانك اللهم و بحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك.
وصل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.

وعليكم السلام
بارك الله فيكم اخي الحبيب على النقل المميز والموضوع المفيد .. جعله الله لكم في موازين حسناتكم .
وفيك بارك الله اخينا ابوعبد الرحمان
القعدة

جزاك الله كل خير جعل الله لك في موازين حساتك يارب
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاغواطي 03 القعدة
القعدة
القعدة
جزاك الله كل خير جعل الله لك في موازين حساتك يارب
القعدة القعدة
وإيــــــــــــــــاك الله يبارك فيك

بارك الله فيكم اخي على النقل المميز والموضوع المفيد
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samir50122 القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيكم اخي على النقل المميز والموضوع المفيد
القعدة القعدة
وفيك بارك الله اسألأ الله ان تستفيد

فرقة الناجية و الطائفة المنصورة 2024.

محاضرة مفرغة
للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي
حفظه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا ومن سيّئاتِ أعمالنا، من يهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمّدًا عبدُه ورسولُه.
﴿يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا  يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 71].
أمّا بعد: فإنّ أصدقَ الحديثِ كلامُ الله وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ  وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة وكلَّ بدعةٍ ضلالة وكلّ ضلالةٍ في النار.

أيها الإخوة! أسأل الله تعالى أن يكون اجتماعنا هذا لوجهه وللتعاون على البر والتقوى، ولمحبة الحق والوصول إليه، وندعو كما عَلَّمنا رسول الله  (( اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَة أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُون، اِهْدِنَا فِيمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الحِق إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم )) ، ثمَّ أيها الإخوة! أعتذر مما قيل في المقدِّمة؛ فإنَّني لا يَصدُق عَلَيَّ أني بذلت نفسي ومالي في سبيل الله، -ونستغفر الله ونتوب إليه- ،وَأَتذكر مرَّة أنَّ أحد العلماء المصريين أثنى على الشيخ ابن باز ثناءً يستحقه، واعترض على هذا الثناء الشيخ ابنُ حميد -رحمه الله- وقال: أنت أثنيت على الشيخ في وجهه وما كان ينبغي؛ فقد قَصَمْتَ ظهر الشيخ، فقال الشيخ معلقاً وكان مختنقا بالبكاء: "واللهِ إنِّي يعلم الله لا أُحِبُّ المدحَ ظاهرًا ولا باطنًا".
وصدق الشيخ، وهذا من تواضعه، ونسأل الله ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ـ أن يجعلنا وإيَّاكم من المتواضعين لله، الصَّادقين المخلصين في تواضعهم، وأن يُجَنِّبَنَا وإيَّاكم الرِّياء وحب السُّمعة، إنَّ ربنا لسميع الدُّعاء.
ثم أيها الإخوة! عنوان الكلمة في هذا اللقاء ما سمعتموه الحديث عن الفرقة الناجية جهودها العامة والخاصة وأصولها وعقائدها، وحينما نذكر الفرقة الناجية أو الطائفة المنصورة أو أهل الحديث أو الغرباء أو أهل السنة والجماعة هذه كلٌّها تُطلَق على جماعة واحدة هي جماعة الحق المُتَّبِعَة لكتاب الله وسنة رسول الله  وسيأتي الكلام عليها، وإذا قلنا هذا؛ فإبعادًا لِلَّبس ولما يشيعه بعض النَّاس المتسرعين ويرجمون بالغيب ما يقولونه: أنَّنا نقصد بأهل الحديث أو الطائفة المنصورة جماعة في مكان مُعَيَّن، فنبرأ إلى الله من هذا القول، وأنا قد كتبت قبل سنوات كثيرة (( مكانة أهل الحديث )) وأدخلت فيهم في الدَّرجة الأولى أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ وعلماء هذا البلد وأهل الحديث في الهند وأنصار السُنَّة في السُّودان ومصر وفي شرق آسيا وفي كلِّ مكان، كلُّ من تَنْطَبِقُ عليه هذه الصِّفات يدخل في الفِرقة الناجية أو الطائفة المنصورة أو أهل الحديث الذين صَحَّت عقائدُهم؛ فلا يَعبُدُونُ إلاَّ الله، ولا يَدْعُونَ إلاَّ الله، ولا يَستَغِيثُون إلاَّ بالله، ولا يلجؤون في الشَّدائد والكروب إلاَّ إلى الله – تَبَارَكَ وَتَعَالَى – ، ويعرفون الله – تَبَارَكَ وَتَعَالَى – بأسمائه الحسنى وصفاته العُليَا؛ كما وردت في كتاب الله وفي سنة رسول الله  وكما دان بذلك السَّلف الصالح ـ رضوان الله عليهم ـ ،ودُوِّنت عقائدهم في الدَّواوين الكثيرة المبثوثة الآن بين أيديكم؛ نقصد هؤلاء جميعًا، كلُّ من يَصدُق عليه الالتزام بكتاب الله وسُنة الرَّسول  ومنهج السَّلف الصالح عقيدةً وشريعةً وعبادة؛ فإنَّنا نعني هؤلاء بهذه الكلمة الفِرقة النَّاجية، إذا قلنا فيهم: إنَّهم أهلُ الحديث فهم كذلك؛ لأنَّهم يتعبَّدُون الله بالحديث في عقائدِهم وفي عباداتِهم، في الوقت الذي يرفض فيه أهل البدع اعتقاد ما دَلَّت عليه أحاديثُ رسول الله  سواءً تعلَّق بصفات الله أو تعلَّق بأمر من الأمور الغيبيَّة كعذاب القبر، وفتنة القبر، والصِّراط، والميزان، وما شاكل ذلك، أو نزول عيسى، أو خروج المسيح الدَّجال، أو ما شاكل ذلك، يردُّون نصوص السنة بحجة أنها أخبار آحاد لا تفيد إلا الظن فلا تصلح لأن يبنى عليها الاعتقاد لا فيما يتعلق بالله ولا فيما يتعلق بالأمور الغيبية التي أشرنا إليها!
فهؤلاء يخالفون هذه الفِرَق الضَّالة في هذه القضايا، ويؤمنون بكلِّ ما صَحَّ عن رسول الله  وثَبَت عنه سواءً في ميدان العبادة، أو في ميدان العقيدة، أو في الأمور الغيبيَّة، أو في أشراط السَّاعة، أو ما شاكل ذلك؛ فإذا قلنا: الطائفة الناجية، أو الطائفة المنصورة، أو أهل السُنة، أو أهل الحديث؛ فهم جماعة واحدة، هذا منهجهم وعلى رأسهم علماء هذا البلد، وعلى رأس هذه المناهج وهو منهج واحد المنهج المدروس المقرَّر في هذه الجامعات؛ المنهج السَّلفي القائم على أنواع التوحيد على الوجه الصحيح المُستَمَد من كتاب الله ومن سُنة الرَّسول …
********************

ابرز خصائص الفرقة الناجية للشيخ إبن عثيمين رحمه الله تعالى. 2024.

سئل الشيخ العثيمين : عن أبرز خصائص الفرقة الناجية ؟ وهل النقص من هذه الخصائص يخرج الإنسان من الفرقة الناجية ؟

فأجاب فضيلته بقوله : أبرز الخصائص للفرقة الناجية هي التمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة، والعبادة، والأخلاق، والمعاملة، هذه الأمور الأربعة تجد الفرقة الناجية بارزة فيها: ففي العقيدة تجدها متمسكة بما دل عليه كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من التوحيد الخالص في ألوهية الله، وربوبيته، وأسمائه وصفاته . وفي العبادات تجد الفرقة متميزة في تمسكها التام وتطبيقها لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في العبادات في أجناسها، وصفاتها، وأقدارها، وأزمنتها، وأمكنتها، وأسبابها، فلا تجد عندهم ابتداعاً في دين الله، بل هم متأدبون غاية الأدب مع الله ورسوله لا يتقدمون بين يدي الله ورسوله في إدخال شيء من العبادات لم يأذن به الله . وفي الأخلاق تجدهم كذلك متميزين عن غيرهم بحسن الأخلاق كمحبة الخير للمسلمين، وانشراح الصدر، وطلاقة الوجه، وحسن المنطق والكرم والشجاعة إلى غير ذلك من مكارم الأخلاق ومحاسنها . وفي المعاملات تجدهم يعاملون الناس بالصدق، والبيان اللذين أشار إليهما النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما " . والنقص من هذه الخصائص لا يخرج الإنسان عن كونه من الفرقة الناجية لكن لكل درجات مما عملوا، والنقص في جانب التوحيد ربما يخرجه عن الفرقة الناجية مثل الإخلال بالإخلاص، وكذلك في البدع ربما يأتي ببدع تخرجه عن كونه من الفرقة الناجية. أما في مسألة الأخلاق والمعاملات فلا يخرج الإخلال بهما من هذه الفرقة وإن كان ذلك ينقص مرتبته. وقد نحتاج إلى تفصيل في مسألة الأخلاق فإن من أهم ما يكون من الأخلاق اجتماع الكلمة، والاتفاق على الحق الذي أوصانا به الله تعالى في قوله : ) شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ( (1). وأخبر أن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً أن محمداً صلى الله عليه وسلم بريء منهم فقال الله عز وجل : ) إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء ( (2). فاتفاق الكلمة وائتلاف القلوب من أبرز خصائص الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة فهم إذا حصل بينهم خلاف ناشئ عن الاجتهاد في الأمور الاجتهادية لا يحمل بعضهم على بعض حقداً، ولا عداوة، ولا بغضاء بل يعتقدون أنهم إخوة حتى وإن حصل بينهم هذا الخلاف، حتى إن الواحد منهم ليصلي خلف من يرى أنه ليس على وضوء ويرى الإمام أنه على وضوء، مثل أن الواحد منهم يصلي خلف شخص أكل لحم إبل، وهذا الإمام يرى أنه لا ينقض الوضوء، والمأموم يرى أنه ينقض الوضوء فيرى أن الصلاة خلف ذلك الإمام صحيحة، وإن كان هو لو صلاها بنفسه لرأى أن صلاته غير صحيحة، كل هذا لأنهم يرون أن الخلاف الناشئ عن اجتهاد فيما يسوغ فيه الاجتهاد ليس في الحقيقة بخلاف، لأن كل واحد من المختلفين قد تبع ما يجب عليه اتباعه من الدليل الذي لا يجوز له العدول عنه، فهم يرون أن أخاهم إذا خالفهم في عمل ما اتباعاً للدليل هو في الحقيقة قد وافقهم، لأنهم هم يدعون إلى اتباع الدليل أينما كان، فإذا خالفهم موافقة لدليل عنده، فهو في الحقيقة قد وافقهم، لأنه تمشى على ما يدعون إليه ويهدون إليه من تحكيم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يخفى على كثير من أهل العلم ما حصل من الخلاف بين الصحابة في مثل هذه الأمور، حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعنف أحداً منهم، فإنه عليه الصلاة والسلام لما رجع من غزوة الأحزاب وجاءه جبريل وأشار إليه أن يخرج إلى بني قريظة الذين نقضوا العهد فندب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال : " لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة " . فخرجوا من المدينة إلى بني قريظة وأرهقتهم صلاة العصر فمنهم من أخر صلاة العصر حتى وصل إلى بني قريظة بعد خروج الوقت لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال : " لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة " . ومنهم من صلى الصلاة في وقتها، وقال : إن الرسول، صلى الله عليه وسلم، أراد منا المبادرة إلى الخروج ولم يرد منا أن نؤخر الصلاة عن وقتها وهؤلاء هم المصيبون ولكن مع ذلك لم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم أحداً من الطائفتين، ولم يحمل كل واحد على الآخر عداوة، أو بغضاء بسبب اختلافهم في فهم هذا النص، لذلك أري أن الواجب على المسلمين الذين ينتسبون إلى السنة أن يكونوا أمة واحدة، وأن لا يحصل بينهم تحزب، هذا ينتمي إلى طائفة، والآخر إلى طائفة أخرى، والثالث إلى طائفة ثالثة، وهكذا، بحيث يتناحرون فيما بينهم بأسنة الألسن، ويتعادون ويتباغضون من أجل اختلاف يسوغ فيه الاجتهاد، ولا حاجة إلى أن أخص كل طائفة بعينها، ولكن العاقل يفهم ويتبين له الأمر . فأرى أنه يجب على أهل السنة والجماعة أن يتحدوا حتى وإن اختلفوا فيما يختلفون فيه فيما تقتضيه النصوص حسب أفهامهم فإن هذا أمر فيه سعة ولله الحمد، والمهم ائتلاف القلوب واتحاد الكلمة ولا ريب أن أعداء المسلمين يحبون من المسلمين أن يتفرقوا سواء كانوا أعداء يصرحون بالعداوة، أو أعداء يتظاهرون بالولاية للمسلمين، أو للإسلام وهم ليسوا كذلك، فالواجب أن نتميز بهذه الميزة التي هي ميزة للطائفة الناجية وهي الاتفاق على كلمة واحدة .

بسم الله الرحمن الرحيم
الدعوة إلى الله عز وجل شعار الأنبياء والمرسلين ومفتاح دوتهم وأساسها
( ان اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )
فالدعوة إلى توحيد رب العالمين تتحقق بها سعادة الدنيا والآخرة
فاسلك أخي ـ وفقك الله ـ منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فإن فيه الحكمه والعقل
فإن من خالف منهجهم فقد ضلّ السبيل
وهذه الدعوة الصحيحة لابد لها من أمور تقوم وتبنى عليها منها :ـ
العلم والبصيرة بما يدعو إليه
والعمل بما يدعوا له
والإخلاص لله ، فلا يدعوا لنفسه ولا لجماعته وحزبه
والبداءة بالأهم فالأهم ، وأهم المهمات توحيد الله جلّ وعلاه
والرفق بالمدعو والصبر على أذاه
والحكمة في الدعوة
وعظم الرجاء في الله
والوضوح في الدعوة
وعدم لبس الحق بالباطل أو كتمان شيء من الحق مراعاة للخلق بدعوى الحكمه فإن هذا خلاف ( البلاغ المبين ) الذي أمر الله به

كتبه
سلطان بن عبدالرحمن العيد
في 6/5/1428هـ

بارك الله فيك اخي
بارك الله فيك اخي ابي هيثم
بارك الله فيك
اثابكم الله خير الثواب اخانا ابا الهيثم

جوزيتم خيرا

بارك الله فيكم على المرور جزاكم الله خير إن شاء الله.