حكم المغالاة في المهور 2024.

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال
ما رأي سماحتكم في من يغالون في المهور، وهل هذا من الإسلام، وما نصيحتكم لمن يفعل ذلك؟

الجواب
نصيحتي لإخواني في كل مكان عدم المغالاة في المهور والتخفيف والتيسير، كما في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (خير الصداق أيسره) وزوَّج امرأة من إنسان على أن يعلمها من القرآن، وقال: (التمس ولو خاتماً من حديد). فالسنة التسهيل في المهور وعدم التكلف حتى يكثر الزواج، وحتى تقل العنوسة، والرجال محتاجون للزواج، والنساء محتاجات للزواج، فالمشروع للأولياء وللنساء التسامح في المهور، المرأة تتسامح وأمها تتسامح وأبوها كذلك، فالوصية للجميع التسامح وعدم التكلف في المهور ولا في توابع المهور من الولائم وغيرها، مهما أمكن فالوصية التسامح في ذلك، والتخفيف في ذلك حسب الطاقة. جزاكم الله خيراً, وأحسن إليكم. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله –سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير؟ مستمعي الكرام كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد- شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن لمتابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

الشيخ ابن باز رحمه الله

التحذير من المغالاة في وصفه صلى الله عليه وسلم بــ: سيد الكائنات 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ,

أما بعد :
فقد درج بعض الناس في خطبه ومواعظه على وصف النبي صلى الله عليه وسلم بـ ( سيد الكائنات ) , وهو وصف محدث مبتدع , لم يرد في النصوص الشرعية , ولم يثبت عن أحد من السلف , علاوةً على ما فيه من الغلو والإطراء المذموم , الذي حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم منه ونهى عنه . ولم أر هذا الاستعمال إلا عند الصوفية وأمثالهم من أهل البدع , والله المستعان .

وكان صاحب كتاب ( صفوة التفاسير ) محمد على الصابوني قد استعمل هذا الوصف الصوفي في حق نبينا صلى الله عليه وسلم , فردَّ عليه الشيخ العلامة صالح الفوزان بقوله : وصْفُه ( أي الصابوني ) الرسولَ صلى الله عليه وسلم بأنه سيد الكائنات, وصف فيه غلو وإطراء , وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل ذلك , فلو قال سيد البشر لكان ذلك صحيحاً مطابقاً له؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : " أنا سيد ولد آدم ولا فخر " . أما سيادته على الكائنات فهذا لا دليل عليه . اهـ ( تعقيبات وملاحظات على كتاب صفوة التفاسير ص 43 )

ثم إن الصابوني لم يستفد من هذه الملاحظة والنصيحة فبقي يصف النبي صلى الله عليه وسلم بـ سيد الكائنات . فقال الشيخ صالح في مقدمة الكتاب في طبعته الثالثة : لم يرقه ( أي الصابوني ) التعبير بما عبَّر به الرسول عن نفسه, بقوله : " أنا سيد ولد آدم " بل أصرَّ على قوله : سيد الكائنات . وأقول : هو له أن يقول ما شاء . أما نحن فنكتفي ونرضى بما رضيه الرسول لنفسه . اهـ

قلت : نعم الرضى والاكتفاء هو , فيه الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم , والوقوف عند سنته وهديه ؛ فإن المحبة الصادقة للنبي صلى الله عليه وسلم تكون في اتباعه والتمسك بهديه , وليست بالمغالاة في شخصه و وصفه , وهذا هو الفارق بين السلف المتبعين والخلف المبتدعين , فالسلف : أصحاب اتباع وتمسك بالهدي النبوي وغَيرة على السنة النبوية ودعوة إليها, مع ترك المغالاة والإطراء في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم . أما الخلف : فأصحاب بدع ومخالفات ومنكرات, مع الغلو والإطراء للنبي صلى الله عليه وسلم . فأي الفريقين أحب وأسعد برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

اللهم ثبتنا على محبته وسنته , واحشرنا في زمرته يا رب العالمين !

وكتبه / عبدالحميد بن خليوي الجهني