قرحة المعدة داء له غذاء ودواء
فيجب الامتناع عن تناول الأغذية الدسمة والحريفة والتوابل والمشروبات المنبهة والمواد الحمضية مع الإكثار من تناول منتجات الألبان خاصة الجبن والبيض المسلوق والخضروات وعصير الفاكهة وعصير الطماطم ويجب الابتعاد عن التدخين والانفعالات النفسية.
وقد ثبت أن اللبن أعظم علاج لمرضى القرحة وذلك لمقدرته الكبرى على ترسيب حمض المعدة (الهيدروكلوريك المعدي) بسرعة لأن هذا الحامض هو المصدر المساعد لإثارة آلام القرحة والشكوى من ألام المعدة وقد ثبت أن مرضى الكبد أكثر عرضه للإصابة بقرحة الإثني عشر وكذلك دوالي المريء الناتجة عن ارتجاع حمض المعدة إلى المريء وكذلك حرقان فم المعدة لذا يكون اللبن الخالي من الدسم أو قليل الدسم كالبقري خير علاج لمرضى القرحة.
فقرحة المعدة عبارة عن حرقة فى خط المعدة أو بداية منطقة الاثنا عشر التي تمثل الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، وإذا وجدت القرحة المعدية في المعدة يطلق عليها مصطلح L’ulcère gastrique ، وفى حالة وجودها فى الاثنا عشر يطلق عليها مصطلح L’ulcère duodénal ، ومن الممكن أن يكون عند الإنسان أكثر من قرحة واحدة، وعادة ما يشكو الكثير من الناس من القرحات المعدية، ولعل أول الخطوات التى تتبع فى هذه الحالة هى العرض على الطبيب. وعادة ما توجد القرحات المعدية فى جدار المعدة والاثنا عشر. وقد يتراوح قطرها من 0.5-2 سنتيمتر وبفحصها بالتلسكوب المعدي تبدو صغيرة مثل قرحات الفم .
أعراض القرحات المعدية
لعل أشهر أعراض القرحات المعدية الإحساس بحرقان في المعدة، والإحساس بألم شديد حيث :
– يظهر ويختفي لمدة أيام قليلة وقد يمتد لأسابيع .
– يبدأ بعد تناول الوجبات بساعتين أو ثلاثة ساعات
– يظهر في منتصف الليل عندما تكون المعدة خالية.
– يختفي عادة بعد تناول الطعام .
*كما أنه توجد أعراض أخرى للقرحات المعدية كمثال :
– فقد الوزن .
– عدم الإحساس بمتعة تناول الطعام (فقدان الشهية) .
– الغثيان
– الإحساس بالألم أثناء تناول الطعام .
– الإحساس بتعب فى المعدة .
– الاستفراغ .
– التجشؤ .
لكن هذه الأعراض قد تبدو أقل حدة عند بعض الناس، ولكن ظهور أي من هذه الأعراض لا يعنى الإصابة بالقرحة المعدية، ولابد من الذهاب إلى الطبيب .
كيف تعالج القرحات المعدية
يمكن علاج القرحات المعدية باستخدام الأدوية التالية :
– إعطاء أدوية تمنع المعدة من إنتاج الأحماض
– إعطاء مضادات حيوية لقتل البكتريا .
– تبعاً لحالة الإصابة فقد يحتاج إلى واحد أو أكثر من هذه الأدوية لمدة أسابيع قليلة وسوف توقف الإحساس بالألم، كما أنها ستقوم بالعمل على التئام قرحة المعدة أو الاثنا عشر.
ولما كانت القرحات المعدية تتطلب وقتاً حتى تلتئم؛ لذا فينبغي المداومة على تناول الأدوية حتى بعد اختفاء الشعور بالألم. وإذا تسببت هذه الأدوية فى الإحساس بالتعب أو الخمول أو الصداع أو حدوث الإسهال فيمكن استشارة الطبيب لاستبدالها بأدوية أخرى ليس لها هذه الآثار الجانبية .، ولكن هل يمكن استخدام مضادات الأحماض Les antiacides لعلاج القرحات المعدية لأنها ستقوم بعمل ما يلى :
– تمنع عمل الأحماض وبالتالى تقلل من الشعور بالألم .
– تساعد القرحات المعدية على الالتئام .
– لكن لابد من تناولها عدة مرات في اليوم، ومضادات الأحماض لا تقتل البكتريا؛ ولذا فإن القرحة المعدية قد تظهر ثانية حتى بعد اختفاء الألم . وينبغى الإشارة إلى أن القرحات المعدية قد تظهر مرة ثانية فى حالة التوقف عن تناول المضادات الحيوية فجأة نظراً لأنه لا يتم القضاء على كل البكتريا فضلاً عن عدم تمام إلتئام القرحات تماماً، وكذلك في حالة الاستمرار فى التدخين أو تناول الأدوية غير الاستيرودية المضادة للالتهابات فإن القرحات المعدية قد تعود للظهور مرة أخرى .
– شرب اللبن قد يساعد على تخفيف آلام القرحة فى حالة تناوله باعتدال .
التغذية العلاجية لمرضى القرحات المعدية :
تلعب التغذية دوراً هاماً فى علاج مرضى القرحات المعدية على النحو التالى :
– تجنب تناول منتجات الألبان ، الكافيين، الكحول، السكر، مع عدم تتناول القهوة حتى منزوعة الكافيين لأنها تحتوى على الزيوت التى تسبب إثارة القرحة .
– استبعاد الوجبات الغذائية المسببة للحساسية.
– الحرص على أن تتضمن الوجبات الغذائية الأغذية المحتوية على الكبريت، مثل: (الثوم، البصل، الكرنب، القرنبيط. ) فالكبريت هو أساس الجلوتاثيون، والذى يوفر مضاداً للأكسدة يعمل واقياً للخط الفاصل للمعدة .
– تناول الأستييل سسيتن (200 ملليجرام مرتين يومياً)، باعتباره مولداً لمادة الجلوتاثيون .
– يعد الموز غذاءً ممتازاً لمرضى القرحات المعدية حيث يحتوى على البوتاسيوم، البلانتين plantain ، وكلاهما مفيد لمرضى القرحة .
– تناول كبسولة مع الوجبات الغذائية من الأسيدوفيليس Acidophilus ، وهذا يساعد على تنظيم نمو بكتريا القناة الهضمية بصفة طبيعية، ويمنع نمو بكتريا الهيلاكوباكتر بيلورى .
– تناول الأحماض الدهنية الأساسية (1000-1500 مليجرام مرتين إلى ثلاثة مرات يومياً) يقلل من الالتهابات، ويمنع نمو بكتريا الهيلاكوباكتر بيلورى .
– تناول فيتامين (c) (1000 مليجرام ثلاثة مرات يومياً) يقلل من النيتروزامين وثيق الارتباط بإصابة المعدة بالسرطان فضلاً عن أنه يمنع نمو بكتريا الهيلاكوباكتر بيلورى .
– تناول الزنك (30-50 مليجرام يومياً)، يساعد على سرعة التئام القرحة .
– تناول فيتامين (h) يساعد على سرعة التئام القرحة .
– تناول فيتامين (a) لمدة أسبوعين، ثم يتبعها لمدة أطول يعتبر عاملاً واقياً .
– تناول الجلوتامين (500 مليجرام ثلاثة مرات يومياً) يساعد على سرعة التئام القرحة ومن المعروف أن عصير الكرنب غنى بالجلوتامين .
– تجنب تناول كميات كبيرة من الطعام لأن تمدد المعدة أو انتفاخها قد يؤدي إلى ظهور أعراض مؤلمة.
– تناول الفواكه والخضر لأنها غنية بالألياف، وتمنع تكوين قرحات المعدة من ناحية، وتسرع من التئام قرحات المعدة الموجودة من ناحية أخرى، فالألياف الموجودة فى الفواكه والخضر تلعب دوراً واقياً .
– ثبت أن التفاح ، الكرفس ، التوت البرى ، والشاي الأخضر، والشاي الأسود وكلها أغذية غنية فى الفلافونويدات التى تمنع نمو بكتريا الهيلاكوباكتر بيلورى. كما أثبتت الأبحاث الحديثة أن القرنبيط الأخضر يحتوى على مركب السلفورافيين القاتل لبكتريا الهيلاكوباكتر بيلورى وحتى الأنواع المقاومة منها للعقاقير.
– وتناول كميات معقولة من اللبن (2- 3 كوب لبن يومياً) قد يكون مفيداً .
– تناول كميات معتدلة من الخضروات المسلوقة والبيض المسلوق والأرز باللبن وعصير الفاكهة وعصير الطماطم.
– تناول المشروبات الخفيفة ، وعصائر الفواكه المحتوية على حامض الستريك تزيد من إنتاج المعدة للحامض. وإن كانت لا توجد بحوث حديثة تثبت أن أي من هذه المشروبات لها ارتباط بحدوث القرحات المعدية .
– التوابل والفلفل بأنواعه، توجد بحوث تنفي ضررها بالنسبة لمرضى القرحة، وبحوث تؤكد وجود ارتباط بين تناولها ومرض القرحة، وبصفة عامة يجب استخدام هذه المواد باعتدال أو تجنبها إذا كانت تسبب استثارة للمعدة .
وفى حالة معاناة الأفراد من آلام المعدة فيمكن تحديد هل السبب هو زيادة إفراز الحامض المعدى بواسطة اختيار بسيط فعند الإحساس بالألم تؤخذ ملعقة من خل التفاح أو عصير ليمون فإذا أحس الشخص بضياع الألم فمن المحتمل أن تكون المعدة بها حامض أيدروكلوريك قليل جداً، وإن أحس بزيادة أعراض القرحة فمن المحتمل أن تكون المعدة عالية الحموضة.
