من أقوال شيخ المؤرخين الجزائريين أبو القاسم سعد الله رحمه الله 2024.

ما الفائدة إن نحن أحيينا ذكرى الشيخ "ابن باديس" ثم لا نطبق مشروعه الوطني؟ ما قيمة نصب تمثال "للأمير عبد القادر" ثم ندير ظهرنا للقيم الحضارية التي وضعها لتحرير بلاده وإنشاء دولته؟ وأي مغزى أن نُعجَب بآراء "الأستاذ ابن نبي" في الحضارة الإسلامية والغربية ثم لا نطبق آراءه على حياتنا الحاضرة؟!

مؤرخ الجزائر الأول أ.د.أبو القاسم سعد الله

رحمة الله عليه
شكراا على الموضوع

اقوال قيمة

شيخ المؤرخين العرب في عصرنا حسين مؤنس 2024.

في أحد المرات سألت أبي عن كيفية إختياره لكتبه
و كيف يشتريها
فأجابني
لا نتظري للعنوان بل أنظري للكاتب
فهو العنوان و الموضوع
إذا كان أستاذا جامعيا أو إذا كان معاصرا للحدث كمذكرات أحد الثوار
غيرها

و أعطاني مثالا بالمؤرخ حسين مؤنس
قال لي أنه يثق به و بكتاباته لما لانهاية
و أنه مؤرخ عظيم كتاباته
دائما علمية
و علي أسس المنهج التاريخي
لذلك قال لي أينما وجدت كتابا له فثقي بأن محتواه جديد
و ممتع للقراءة
لذلك آثرت أن أقدم لكم شيئا عن حياته
أرجو أن تستمتعو بقراءتها

حسين مؤنس.. أمة المؤرخين المحدثين
(في ذكرى وفاته: 27 من شوال 1416هـ)

أحمد تمام

القعدة

حسين مؤنس
على خطى الطبري والمسعودي وابن الأثير والمقريزي سار حسين مؤنس، وعلى دربهم نهج وكتب، وهو يقف أمة وحده بين مؤرخي العرب المحدثين، كتب في عصور مختلفة وحقب متنوعة امتدت لتشمل أربعة عشر قرنًا من الزمان، وتحيط بأرض الإسلام من الصين حتى المغرب، ومن جنوبي أوروبا حتى وسط أفريقيا، وهو في كل ما يكتب غزير المادة، عميق النظر والتأمل موضوعي القلم، لا يشتط فيغرق في المدح والثناء، أو يسرف في النقد والذم، هو وسط بين ذلك، تدفعه نفس سمحة وعقل راجح؛ فينفذ إلى بواطن الأمور محللا ومنقبًا، فنرى الرأي السديد والحجة البينة، والحقيقة الساطعة.
ولم يترك المؤرخ الكبير كتابًا أو اثنين، بل ترك تراثًا ضخمًا، وإنتاجًا ثرًّا، يكفي بضعة منه ليجعل صاحبه يتبوأ مكانة عالية بين كبار المؤرخين.
المولد والنشأة
ولد حسين مؤنس في مدينة السويس في (4 من رمضان 1329هـ= 28 أغسطس 1911م)، ونشأ في أسرة كريمة، وتعهده أبوه بالتربية والتعليم، فشب محبًا للعلم، مفطورًا على التفوق والصدارة، حتى إذا نال الشهادة الثانوية في التاسعة عشرة من عمره جذبته إليها كلية الآداب بمن كان فيها من أعلام النهضة الأدبية والفكرية، والتحق بقسم التاريخ، ولفت بجده ودأبه في البحث أساتذته، وتخرج سنة (1352هـ= 1934م) متفوقًا على أقرانه وزملائه، ولم يعين حسين مؤنس بعد تخرجه في الكلية؛ لأنها لم تكن قد أخذت بعد بنظام المعيدين، فعمل مترجمًا عن الفرنسية ببنك التسليف، واشترك في هذه الفترة مع جماعة من زملائه في تأليف لجنة أطلقوا عليها "لجنة الجامعين لنشر العلم" وعزمت اللجنة على نشر بعض ذخائر الفكر الإنساني، فترجمت كتاب " تراث الإسلام" الذي وضعه مجموعة من المستشرقين، وكان نصيب حسين مؤنس ترجمة الفصل الخاص بإسبانيا والبرتغال، ونشر في هذه الفترة أول مؤلفاته التاريخية وهو كتاب "الشرق الإسلامي في العصر الحديث" عرض فيه لتاريخ العالم الإسلامي من القرن السابع عشر الميلادي إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى، ثم حصل على درجة الماجستير برسالة عنوانها "فتح العرب للمغرب" سنة (1355هـ= 1937م).
في الجامعة
عين حسين مؤنس بعد حصوله على الماجستير في الجامعة، ثم لم يلبث أن ابتعث إلى فرنسا لاستكمال دراسته العليا، فالتحق بجامعة باريس، وحصل منها سنة (1356هـ= 1938م) على دبلوم دراسات العصور الوسطى، وفي السنة التالية، حصل على دبلوم في الدراسات التاريخية من مدرسة الدراسات العليا، ثم حيل بينه وبين إكمال دراسته نشوب الحرب العالمية الثانية، فغادر فرنسا إلى سويسرا، وأكمل دراسته في جامعة زيوريخ، ونجح في الحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ سنة (1361هـ= 1943م) وعين مدرسًا بها في معهد الأبحاث الخارجية الذي كان يتبع الجامعة.
ولما انتهت الحرب العالمية الثانية ووضعت أوزارها عاد إلى مصر سنة (1364هـ= 1945م) وعين مدرسًا بقسم التاريخ بكلية الآداب، وأخذ يرقى في وظائفه العلمية حتى عين أستاذًا للتاريخ الإسلامي في سنة (1373هـ= 1954م).
وإلى جانب عمله بالجامعة انتدبته وزارة التربية والتعليم سنة (1374هـ= 1955م)؛ ليتولى إدارة الثقافة بها، وكانت إدارة كبيرة تتبعها إدارات مختلفة للنشر والترجمة والتعاون العربي، والعلاقات الثقافية الخارجية، فنهض بهذه الإدارة، وبث فيها حركة ونشاطًا، وشرع في إنشاء مشروع ثقافي، عرف بمشروع "الألف كتاب"، ليزود طلاب المعرفة بما ينفعهم ويجعلهم يوا**** الحضارة، وكانت الكتب التي تنشر بعضها مترجم عن لغات أجنبية، وبعضها الآخر مؤلف وتباع بأسعار زهيدة.
في معهد الدراسات الإسلامية بمدريد
افتتح في مدريد المعهد المصري للدراسات الإسلامية سنة (169 هـ= 1950م) وكان وراء إنشائه الدكتور طه حسين، بهدف توثيق العلاقات بين مصر وإسبانيا التي عاش المسلمون في رحابها نحوًا من عشرة قرون، وكان أول مدير لهذا المعهد هو الدكتور محمد عبد الهادي أبو ريدة أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، وبعد قيام الثورة خلفه الدكتور علي سامي النشار، وهو أيضًا من أساتذة الفلسفة الإسلامية، ولم تطل إقامته في المعهد، وتولى الدكتور حسين مؤنس إدارة المعهد في سنة (1373هـ= 1954م) ومكث به عامًا نهض به، واستكمل مكتبته حتى أصبحت من أغنى المكتبات العربية في إسبانيا، وأشرف على مجلة المعهد، وأرسى قواعد النشر بها في قسميها العربي والأوربي، ثم عاد إلى القاهرة.
وفي أثناء وجوده بالقاهرة كلفته مصلحة الاستعلامات سنة (1376هـ= 1957م) بالقيام برحلة طويلة إلى دول أمريكا اللاتينية، الناطقة بالإسبانية، لتوثيق الروابط بينها وبين مصر، ونجح في إنشاء عدد من المراكز الثقافية بها، يكون على صلة بالمعهد المصري في مدريد.
ثم عاد حسين مؤنس مرة أخرى إلى إسبانيا سنة (1377هـ= 1958م) ليتولى إدارة المعهد المصري بها، وظل هناك حتى بلوغه سن التعاقد في سنة( 0388هـ= 1969م) وتعد هذه الفترة من أزهى عصور المعهد المصري هناك، فأصبح ملتقى للمستشرقين وأساتذة الجامعة المهتمين بتاريخ المسلمين في الأندلس، وأقبل عدد كبير من الطلاب على دروس اللغة العربية التي ينظمها المعهد، وتردد الجمهور على المحاضرات والندوات التي تعقد، وصارت مجلة المعهد معرضًا لما حفلت به من أبحاث عميقة، تدور حول التاريخ والحضارة في الأندلس، ونشطت مطبوعات المعهد، سواء ما كان بالعربية أو بالإسبانية، وكان يقف وراء هذا النشاط حسين مؤنس ويعاونه في إدارته العالم الكبير محمود علي مكي الذي كان يتولى وكالة المعهد.
وتعد هذه الفترة التي قضاها في الأندلس هي أخصب فترات حياته العلمية إنتاجًا فأخرج عددًا كبيرًا من مؤلفاته ومترجماته، وحقق بعض النصوص العربية، بالإضافة إلى مقالاته التي كان يوافي بها جريدة الأهرام، يعرض فيها الجديد مما ينشر في إسبانيا وأوروبا.
في الكويت
وبعد بلوغه سن التعاقد عاد إلى مصر، لكنه لم يستقر فيها طويلا، إذ دعته جامعة الكويت ليعمل بها أستاذًا للتاريخ، ومكث هناك ثماني سنوات حفلت بمختلف النشاط العلمي، فنشر فيها بعض مؤلفاته، وأعاد نشر ما سبق له من إنتاج، ولم يكف عن موالات الصحف بمقالاته المتنوعة في التاريخ والأدب والاجتماع، وكان له عمود يومي في صحيفة القبس الكويتية بعنوان كلمة طيبة، يسجل فيها ما يعن له من خواطر وأفكار، وبعد أن قضى هناك ثماني سنوات عاد الطير المهاجر إلى أرض الوطن سنة (1397هـ= 1977م).
العودة إلى الوطن
ولما عاد حسين مؤنس اشتغل أستاذًا غير متفرغ بجامعة القاهرة في قسم التاريخ الذي بدأ حياته العلمية فيه، وفي الوقت نفسه دعته مؤسسة الهلال الصحيفة، ليتولى رئاسة تحرير مجلة الهلال أقدم المجلات الأدبية في العالم العربي، فاستأنف ما كان قد بدأ، في صدر حياته، حيث عمل في إحدى مجلاتها وهي (الإثنين) في الأربعينيات من القرن العشرين.
وقد نهض "مؤنس" بالمجلة في الفترة التي تولى فيها رئاسة تحرير الهلال، وطور في شكلها ونظام إخراجها وجدد في تبويبها، وكانت افتتاحياته لها قطع أدبية رائعة تحمل خبرته وثقافته التي حصلها في عمره المديد، ثم انتقل بعد ذلك إلى مجلة أكتوبر الأسبوعية، وظل يكتب بها حتى وفاته، وكانت مقالاته بالمجلة من أروع وأجمل ما ازدانت به هذه الصحيفة.
إنتاج غزير ومتنوع
تقلب حسين مؤنس في وظائف مختلفة، وشد رحاله إلى بلاد متعددة، ولكن ذلك كله لم يشغله عن التأليف والتصنيف الكثير في عدده، الغزير في مادته، العميق في تناوله، المتنوع في موضوعاته، ويتعجب المرء كيف تسنى ذلك لقلم واحد، ولكن فضل الله يؤتيه من يشاء.

ففي ميدان الكتابة التاريخية ألف كتابه الجامع "فجر الأندلس" وهو حجة في موضوعة، استقصى فيه الفترة المبكرة من تاريخ الأندلس في عمق ودقة، وكتاب "تاريخ المغرب وحضارته من قبل الفتح العربي إلى بداية الاحتلال الفرنسي" في مجلدين كبيرين، و"ومعالم تاريخ المغرب والأندلس" و"تاريخ الجغرافية والجغرافيين في الأندلس" وهو يعد أكبر بحث في هذا الموضوع الذي يجمع فيه المعارف الجغرافية والتاريخية، ورحلة الأندلس، حديث "الفردوس الموعود".
وله كتب متنوعة في الحضارة الإسلامية وفلسفة التاريخ، مثل: "التاريخ والمؤرخون" وكتاب "الحضارة" الذي تصدر أول أعمال سلسلة عالم المعرفة التي تصدرها الكويت، والإسلام حضارة، والإسلام الفاتح، وتناول فيه البلاد التي فتحت دون حرب مثل إندونيسيا ووسط إفريقيا، و"عالم الإسلام" وهو نظرات في سكانه وخصائصه وثقافته وحضارته، وكتاب "المساجد" وهو يصور فيه دورها في بناء الجماعة الإسلامية، ويفيض في تاريخها وتطورها وطرزها المعمارية، و"أطلس تاريخ الإسلام" وهو من أعظم أعماله وأصدقها على صبره ودأبه، و"ابن بطوطة ورحلاته"، و"دراسات في السيرة النبوية"، و"دستور أمة الإسلام".
ولم يكن التاريخ المصري الحديث بعيدًا عن قلمه، فوضع فيه مؤلفات قيمة، يأتي في مقدمتها "مصر ورسالتها" وهو دراسة في خصائص مصر ومقومات تاريخها الحضاري ورسالتها في الوجود، و"دراسات في ثورة 1919"، و"باشوات وسوبر باشوات" يرسم فيه صورة مصر في عهدين، و"جيل الستينيات".
وله ترجمة بديعة لنور الدين محمود بطل الحروب الصليبية، صور فيه طموحة وجهاده من أجل تحقيق الوحدة الإسلامية لمواجهة الخطر الصليبي، ويجري في هذا المضمار كتابه "صور من البطولات العربية والأجنبية".
وفي ميدان تحقيق التراث أخرج طائفة من الكتب، استهلها بتحقيق كتاب "رياض النفوس" لأبي بكر المالكي، وهو في تراجم فقهاء إفريقية وعلمائها في الحقبة الأولى من تاريخها، "وأسنى المتاجر في بيان أحكام من غلب على وطنه النصارى ولم يهاجر" للونشريسي، وهو كتاب مهم في بيان الأحوال الاجتماعية للعرب المدجنين الذين بقوا في إسبانيا بعد سقوط غرناطة، و"الدوحة المشتبكة في ضوابط دار السكة" لأبي الحسين علي بن يوسف الحكيم و"الحلة السيراء" لابن الأبار في مجلدين، وهو يترجم لأعلام الأندلس والمغرب حتى القرن السابع الهجري.
وأسهم مؤنس في مجال الترجمة عن اللغات، وكان يجيد الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية، فشارك مع زميل له في ترجمة كتاب عن الدولة البيزنطية لـ"نورمان بينز" عن الإنجليزية، وترجم كتاب "تاريخ الفكر الأندلسي" لـ"جونثالث بالنثيا" عن الإسبانية، والكتاب موسوعة في الأدب الأندلسي شعره ونثره، وفي الحركة الثقافية المتنوعة التي كانت تموج بها الأندلس، ولم يكتف مؤنس بالترجمة الأمينة عن النص الإسباني، بل ملأ حواشي الكتاب بإضافات قيمة ونصوص كاشفة لما في الكتاب من قضايا.
وتعددت مساهماته في الترجمة إلى النصوص الأدبية الإسبانية، فترجم مسرحية "الزفاف الدامي" للوركا، وثورة الفلاحين" للوب دي فيجا، وترجم عن الإنجليزية مسرحية "ثم غاب القمر" لجون شتاينبك.
ولم يكن حسين مؤنس مؤرخًا فذا فحسب، بل كان أديبًا موهوبًا، صاحب بيان وأسلوب، ولو تفرغ للأدب لكان له شأن كبير، وما تركه من إبداع في ميدان الكتابة الأدبية شاهد على ملكاته الأدبية في الرواية والقصة القصيرة والأدب المسرحي، فمن أعماله القصصية "إدارة عموم الزير" تدور حول البيروقراطية المصرية، وبلغ من شهرة هذا القصة، أن سارت مثلا سائرًا بين الناس، "وأهلا وسهلاً" و"الجارية والشاعر" وحكايات "خيرستان"، و"قصة أبو عوف" و"غدًا تولد شمس أخرى".
وإلى جانب هذا كان له نشاط واسع في الصحافة بدأ منذ عهد مبكر أيام تخرجه في الجامعة، فنشر مئات المقالات المتنوعة في الأهرام والأخبار والمصور والإثنين والهلال والعربي وغيرها، بالإضافة إلى البحوث العلمية الرصينة التي نشرها في المجلات المتخصصة مثل مجلة الجمعية التاريخية، ومجلة كلية الآداب، وعالم الفكر، ومجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية بمديد وغيرها من الروايات؛ وهو ما أكسبه مكانة كبيرة بين أعلام عصره في العالم العربي.

تقدير الهيئات العلمية
لقي حسين مؤنس تقدير الهيئات العلمية، فدعي أستاذًا زائرًا في كثير من جامعات العالم، فحاضر في جامعة الرباط ولندن، ودرهام، وأندرو، وكمبردج، وأدنبره، وهامبورج، وبون…، واختير عضوًا في كثير من المجامع العلمية، مثل الجمعية المصرية التاريخية، والمجمع العلمي المصري، والمجلس الأعلى للفنون والآداب، والمجالس القومية المتخصصة، وانتخب عضوًا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة (1405هـ= 1985م)، وكرمته مصر فمنحته جائزتها التقديرية سنة (1406هـ= 1986م) كما نال عدة أوسمة من دول مختلفة.
وفاته
ظل حسين مؤنس وافر النشاط متوقد الذهن على رغم من كبر سنه، وضعف قدرته على الحركة، وملازمته للمنزل حتى لقي الله في (27 شوال 1416هـ= 17 من مارس 1996م)
من مصادر الدراسة:
  • الهيئة المصرية العامة للاستعلامات ـ الموسوعة القومية للشخصيات المصرية البارزة ـ القاهرة ـ 1989م
  • شوقي ضيف ـ كلمة في استقبال العضو الجديد الدكتور حسين مؤنس ـ مجلة مجمع اللغة العربية ـ القاهرة الجزء السابع والخمسون ـ 1406هـ = 1985
  • محمود علي مكي ـ رحيل الدكتور حسين مؤنس ـ مجلة الهلال ـ القاهرة ـ العدد الخامس (مايو) ـ 1996
  • منى حسين مؤنس ـ في بيت حسين مؤنس ـ سلسلة اقرأ ـ دار المعارف ـ القاهرة ـ 1997.
جزاك الله اختي واثابك خيرا على ما قدمت
بوركت

العفو أختي شكرا لك

فاس بمناى عن مقص المؤرخين 2024.

اليكم اصدقائي بعض المعلومات عن مدينتي الغالية مدينة الاصالة والعراقة اقدم عاصمة للمغرب العاصمة العلمية للوطن العربي المدينة القديمة لفاس
يرجع تاريخ تأسيس مدينة فاس إلى نهاية القرن الثامن الميلادي إبان مجيء المولى إدريس الأول إلى المغرب سنة 789م، حيث بنيت النواة الأولى للمدينة على الضفة اليمنى لوادي فاس بحي الأندلسيين. وفي سنة 808م أسس إدريس الثاني مدينة جديدة على الضفة اليسرى لوادي فاس بحي القيروانيين نسبة إلى أصل ساكنته المنحدرة من القيروان بإفريقية.
وكانت عدوة الأندلسيين محاطة بالأسوار، تخترقها ستة أبواب ولها مسجد جامع. وفي المدينة القديمة المقابلة قام إدريس الثاني كذلك ببناء سور ومسجد بالإضافة إلى قصر وسوق.

<BLOCKQUOTE>وقد عرفت فاس في هذا العهد انتعاشا اقتصاديا وعمرانيا منقطع النظير لتواجدها في منطقة سهل سايس الخصبة, ولتوفرها على موارد متعددة ومتنوعة ضرورية للبناء كمادتي الخشب والأحجار المتوفرة بغابات ومقالع الأطلس المتوسط القريب، بالإضافة إلى وفرة الملح والطين المستعمل في صناعة الخزف.
تحظى فاس بموقع استراتيجي مهم باعتبارها ملتقى للطرق التجارية بين الشرق والغرب خاصة تلك التي كانت تربط سجلماسة بشمال المغرب. كما شكلت ساكنة المدينة خليطا من أمازيغ الأطلس المتوسط والقيروانيين والأندلسيين واليهود الذين ساهموا في تطورها العمراني والاقتصادي والثقافي.
في سنة 857 م قامت فاطمة الفهرية بتشييد جامع القرويين بالضفة اليسرى لوادي فاس الذي تم توسيعه فيما بعد من طرف يوسف بن تاشفين المرابطي (1061-1060م)، بعد استيلائه على المدينة سنة 1069م، كما عمل على توحيد الضفتين داخل سور واحد وساهم في إنعاش الحياة الاقتصادية ببناء الفنادق والحمامات والمطاحن.
وبعد حصار دام تسعة أشهر، استولى الموحدون على المدينة سنة 1143م. تحت حكم الدولة المرينية، عرفت مدينة فاس عصرها الذهبي إذ قام أبو يوسف يعقوب (1286-1258م) ببناء فاس الجديد في سنة 1276م حيث حصنها بسور وخصها بمسجد كبير وبأحياء سكنية وقصور وحدائق.
وخلال القرن السابع عشر عرفت فاس بناء حي خاص باليهود يعتبر أول ملاح بالمغرب.
وبعد فترة طويلة من التدهور والتراجع بسبب القلاقل التي عرفتها البلاد، احتل السعديون المدينة سنة 1554م. وبالرغم من انتقال عاصمة الحكم إلى مراكش خص السعديون مدينة فاس ببعض المنجزات الضخمة كتشييدهم لأروقة جامع القرويين وعدد من القصور وترميم أسوار المدينة وبناء برجين كبيرين في الجهتين الشمالية والجنوبية لمدينة فاس.
ونتيجة للاضطرابات التي عرفتها الدولة السعدية انقسمت فاس إلى مدينتين: فاس الجديد وفاس البالي. وفي سنة 1667م، تمكن العلويون من الاستيلاء عليها. وبصفة عامة عرفت هذه الحاضرة تحت حكم العلويين إنجاز عدة معالم نذكر منها على الخصوص فندق النجارين ومدرسة الشراطين وقصبة الشراردة الواقعة خارج فاس الجديد وقصر البطحاء.

<BLOCKQUOTE>

مسجد القرويين

</STRONG>يعد هذا المسجد من أشهر المساجد بالمغرب، بني سنة 857م من طرف فاطمة الفهرية، وقد أضيفت إليه الصومعة من طرف الأمراء الزناتيين سنة 956م. يعود معظم تصميم المسجد إلى الفترة المرابطية (القرن 12م) التي شهدت أيضا بناء القباب الجبسية المنتشرة بالبلاط المحوري لقاعة الصلاة (وضع المنبر). في حين شهد المسجد عدة إضافات في الفترات الموالية خاصة خزانة الجامع وبيت الوضوء.

مسجد الأندلسيين

</STRONG>بني هذا المسجد سنة 859-860م من طرف مريم أخت فاطمة الفهرية لكن تصميمه الحالي يعود في مجمله إلى فترة حكم الناصر الموحدي. وقد عرف إضافة نافورة ماء وخزانة في العهد المريني. خلال الفترة العلوية قام السلطان المولى إسماعيل بعدة إصلاحات.

أسوار فاس البالي </STRONG>

تعود الأسوار المحيطة بفاس البالي إلى فترة حكم الناصر الموحدي (1199-1213م). لكن الأبواب التي تخترقها تحمل أغلبها أسماء تعود إلى فترة حكم الأدارسة والزناتيين (باب الفتوح، باب الكنيسة، باب الحمرة، باب الجديد).

المسجد الكبير بفاس الجديد </STRONG>

شيد سنة 1276 في عهد أبي يوسف يعقوب. وقد شهد عدة إصلاحات على عهد أبو فارس المريني سنة 1395م. أما خزانة المسجد فقد أحدثت من طرف السلطان العلوي المولى راشد سنة 1668م.

المدرسة البوعنانية </STRONG>

تعد هذه المدرسة التي أسسها السلطان أبو عنان المريني ما بين 1350-1355، من أشهر مدارس فاس والمغرب فبالإضافة إلى دورها كمؤسسة لتعليم وإقامة الطلبة، كانت تقام فيها صلاة الجمعة. وهي تتوفر على صومعة جميلة البناء والزخرفة إضافة إلى ساعة مائية (مكانة) تقنية تشغيلها مجهولة.

ا لبرج الشمالي
</STRONG>
بني هذا الحصن الذي يتواجد شمال فاس البالي سنة 1582م من طرف السعديين. ويستمد تصميمه من القلاع البرتغالية التي تعود إلى القرن 16م. وهو يحتضن حاليا متحف الأسلحة.

فندق وسقاية النجارين

</STRONG>تعود هاتان المعلمتان اللتان تطلان على ساحة النجارين إلى القرن 18م. وتشهد هندستهما وزخارفهما على الأسلوب الجديد الذي ميز الهندسة المعمارية الفاسية مع بداية الفترة العلوية. في سنة 1997م احتضن فندق النجارين متحف فنون الخشب.

دار البطحاء

</STRONG>بني هذا القصر الذي هو عبارة عن إقامة صيفية معدة للاستقبالات الملكية، من طرف السلطان مولاي عبد العزيز سنة 1897 وقد تم تحويله سنة 1915 إلى متحف جهوي للفنون والعادات

القعدة
شكرا على المرور الكريم اخي