سلسلـة أسمـاء الله الحسنى و صفاته العـــلا شرح اسمي الجلالة 2024.

سلسلة أسماء الله الحسنــى و صفاته العـــلا
توطئة : الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على مولانا رسول الله و على آله و صحبه اجمعين وبعد: قال تبارك تعالى: ”..وَللهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا.. ” (سورة الأعراف/180)
، وقال سبحانه ايضا: ”.. قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى.. ”( سورة الإسراء/110)
، قال الله جل و علا :” .. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ .. ” (سورة الشورى/11)

، و في السنة النبوية المطهرة روى البخاريُّ ومسلمٌ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قالَ: "إن لله تعالى تسعةً وتسعينَ اسمًا , مائةً إلا واحدًا من أحصاها دَخَلَ الجنةَ ".
وقد فَسَّرَ بعضُ أهلِ العِلمِ بأنَّ المرادَ أن يكونَ مُستَظهِرًا لها مع اعتقادِ معانيها. و في نفس الحديث روى الترمذي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائةً إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر هو الله الذي لا إلــه الا هو الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ السَّمِيعُ البَصِيرُ المَوْلَى النَّصِيرُ العَفُوُّ القَدِيرُُ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ الوِتْرُ الجَمِيلُ الحَيِيُّ السِّتيرُ الكَبِيرُ المُتَعَالُ الوَاحِدُ القَهَّارُ الحَقُّ المُبِينُ القَوِيُِّ المَتِينُ الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ العَظِيمُ الشَّكُورُ الحَلِيمُ الوَاسِعُ العَلِيمُ التَّوابُ الحَكِيمُ الغَنِيُّ الكَرِيمُ الأَحَدُ الصَّمَدُ القَرِيبُ المُجيبُ الغَفُورُ الوَدودُ الوَلِيُّ الحَميدُ الحَفيظُ المَجيدُ الفَتَّاحُ الشَّهيدُ المُقَدِّمُ المُؤخِّرُ المَلِيكُ المُقْتَدِرْ المُسَعِّرُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ القَاهِرُ الديَّانُ الشَّاكِرُ المَنانَّ القَادِرُ الخَلاَّقُ المَالِكُ الرَّزَّاقُ الوَكيلُ الرَّقيبُ المُحْسِنُ الحَسيبُ الشَّافِي الرِّفيقُ المُعْطي المُقيتُ السَّيِّدُ الطَّيِّبُ الحَكَمُ الأَكْرَمُ البَرُّ الغَفَّارُ الرَّءوفُ الوَهَّابُ الجَوَادُ السُّبوحُ الوَارِثُ الرَّبُّ الأعْلى الإِلَهُ ذي الجلال و الاكرام… الدرس الثاني : بسم الله الرحمـــــن الرحيــــــم اسم الله الجليل " الرحمـــــــــن " – قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـــنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى.. – الرَّحْمَـــنُ * عَلَّمَ القُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ البَيَانَ *الشّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنّجْمُ وَالشّجَرُ يَسْجُدَانِ " فقد ورد اسم الجلالة " الرحمــن" في 45 موضع من القرآن اقترن في 6 منها باسمه الرحيم ولم يقترن بغيره في بقية المواضع.. و الرحمـــــــــن مشتق من الرحمة ، و معناها في اللغة هي الرقة والتعطف والشفقة , وهو مبني على المبالغة ومعناه ذو الرحمة الذي لا نظير له فيها ، وهذا الاسم العظيم لا يثنى ولا يجمع ولا يسمى به أحد غيره بتاتا . والرحمـــن هو من عمت رحمته الكائنات كلها في الدنيا و الآخرة سواء في ذلك المؤمن وغيره.. فهو بذلك يوصف بكثير الرحمة وهو اسم مقصور على الله وحده عز وجل ولا يجوز اطلاقا ان يطلق اسم " رحمـــن " لاحد من الخلائق لغير الله تبارك و تعالى. وذلك لأن رحمتـــه سبحانه وتعالى وسعت كل شىء وهو ارحم الراحمين قال الله تعالى : { الحمد لله رب العالمين * الرحمـــن الرحيم …} سورة الفاتحة و قال الله تعالى ايضا (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمـــــن ) فقرن بين اسمي الجلالة الله والرحمـــن بحيث كما ان لفظ الجلالة (الله ) لا يتسمى به غيره فكذلك اسم (الرحمــــــن ) العظيم المتعال يقتصر عليه وحده سبحانه قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، فهذه الاسماء الحسنى : الرحمـــن الرحيم، والبر، الكريم، الجواد، الرؤوف، الوهاب… – كل هذه الأسماء تتقارب في معانيها، وتدل كلها على اتصاف الرب جل و علا، بالرحمة، والبر، والجود، والكرم، وعلى سعة رحمته ونعمه التي عمّ بها جميع الوجود بحسب ما تقتضيه حكمته. وخص المؤمنين منها بالنصيب الأوفر، والحظ الأكمل ,و الثواب الأعظم .. ****************************** *** اسم الله الجليل " الرحيــــــــــم " الرحيــــم في اللغة صيغة من صيغ المبالغة ، فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ كسَمِيعٌ بمعنى سامِع وقديرٌ بمعنى قادر ، والرحيـــم تدل على صفة الرحمة الخاصة ، والرحمة هنا بمعنى المغفرة وهي خاصة بالمؤمنين ، فالرَّحْمَنُ الرحيم بُنيت صفة الرحمة الأُولى على فَعْلاَنَ لأَن معناه الكثرة فرحمته وسِعَتْ كل شيء وهو أَرْحَمُ الراحمين ، وأَما الرَّحِيـــمُ فإِنما يذكر بعد الرَّحْمن لأن الرَّحْمن مقصور على الله عز وجل ، والرحيم قد يكون لغيره -ولكن اقل منزلة – فجيء بالرحيم معنى الرحْمَة لاختصاص المؤمنين بها ، كما في قوله تعالى : } وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيما ً{ [الأحزاب:43] ، وقال سبحانه : } نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ً{ [الحجر:49] ، وقال عبد الله بن عباس رضى الله عنه : هما اسمان رقيقان أَحدهما أَرق من الآخر . الله جل جلاله الرَّحِيمُ اسم الله الرحيــــم تحققت فيه شروط الإحصاء ، فقد ورد في القرآن والسنة مطلقا معرفا ومنونا ، مرادا به العلمية ودالا على الوصفية وكمالها ، واسم الله الرحيـــــم اقترن باسمه الجليل الرحمن كما تقدم في ستة مواضع من القرآن ، وغالبا ما يقترن اسم الله الرحيم بالتواب والغفور والرءوف والودود والعزيز ، وذلك لأن الرحمة التي دل عليها الرحيــــم رحمة خاصة تلحق المؤمنين ، فالله عز وجل رحمته التي دل عليها اسمه الرحمن شملت الخلائق في الدنيا ، مؤمنهم وكافرهم وبرهم وفاجرهم ، لكنه في الآخرة رحيم بالمؤمنين فقط . ومما ورد في الدلالة على ثبوت اسم الله الرحيــــــم قوله تعالى : ( تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيــــــم ) [فصلت:2] ، وقوله : ( سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيـــــمٍ ) [يّس:58] ، وكذلك قوله تعالى : ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيــــــــــمُ ) [الحجر:50]. أما أدلة السنة فمنها ما رواه البخاري من حديث أَبِى بَكْرٍ الصديق رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي ، قَالَ : ( قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ ، وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ، وعند أبي داود وصححه الألباني من حديث عبد الله بنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ : ( إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ : رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَىَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيــــــــــمُ ). خلاصة : الرحمن الرحيم: هما إسمان مشتقان من الرحمة ، والرحمة فى الأصل رقة فى القلب تستلزم التفضل والإحسان ، وهذا جائز فى حق العباد ان يتفضل عليهم بالاحسان و العطف ، ولكنه محال فى حق الله سبحانه وتعالى فهو الله رب العرش العظيم، والرحمة تستدعى مرحوما .. ولا مرحوم إلا محتاج ، والرحمة منطوية على معنين :الرقة .. والإحسان ، فركز تعالى فى طباع الناس الرقة وتفرد بالإحسان . ولا يطلق الرحمن إلا على الله تعالى ، إذ هو الذى وسع كل شىء رحمة ، والرحيم تستعمل فى غيره وهو الذى كثرت رحمته ، وقيل أن الله رحمن الدنيا ورحيم الآخرة ، وذلك أن إحسانه فى الدنيا يعم المؤمنين والكافرين ، ومن الآخرة يختص بالمؤمنين ، اسم الرحمن أخص من اسم الرحيم ، والرحمن نوعا من الرحمن ، وأبعد من مقدور العباد ، فالرحمن هو العطوف على عباده بالإيجاد أولا .. وبالهداية الى الإيمان وأسباب السعادة ثانيا .. والإسعاد فى الآخرة ثالثا ، والإنعام بالنظر الى وجهه الكريم رابعا . الرحمن هو المنعم بما لا يتصور صدور جنسه من العباد ، والرحيم هو المنعم بما يتصور صدور جنسه من العباد. ——————————————————————————— المصدر : بحوث في اسمي الجلالة " الرحمن و الرحيم " مقتطفات من مواضيع فضيلة الشيخ حسين عامر ********************** "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

منقول

سلسلـة أسمـاء الله الحسنى و صفاته العـــلا شرح اسم الجليل 2024.

القعدة
سلسلة أسماء الله الحسنى و صفاته العلا

القعدة

توطئة :
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على مولانا رسول الله و على آله و صحبه اجمعين
وبعد:

قال الله جل و علا :” .. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ .. ” (سورة الشورى/11)،
وقال تبارك تعالى: ”..وَللهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا.. ” (سورة الأعراف/180)،
وقال سبحانه ايضا: ”.. قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى..
(سورة الإسراء/110)،

و في السنة النبوية المطهرة روى البخاريُّ ومسلمٌ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قالَ:

"إن لله تعالى تسعةً وتسعينَ اسمًا ,
مائةً إلا واحدًا من أحصاها دَخَلَ الجنةَ ".

وقد فَسَّرَ بعضُ أهلِ العِلمِ بأنَّ المرادَ أن يكونَ مُستَظهِرًا لها مع اعتقادِ معانيها.
و في نفس الحديث روى الترمذي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائةً إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة
وهو وتر يحب الوتر
هو الله الذي لا إلــه الا هو
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ
الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ السَّمِيعُ البَصِيرُ المَوْلَى النَّصِيرُ العَفُوُّ القَدِيرُُ
اللَّطِيفُ الخَبِيرُ الوِتْرُ الجَمِيلُ الحَيِيُّ السِّتيرُ الكَبِيرُ المُتَعَالُ الوَاحِدُ القَهَّارُ الحَقُّ المُبِينُ القَوِيُِّ المَتِينُ الحَيُّ القَيُّومُ
العَلِيُّ العَظِيمُ الشَّكُورُ الحَلِيمُ الوَاسِعُ العَلِيمُ التَّوابُ الحَكِيمُ الغَنِيُّ الكَرِيمُ الأَحَدُ الصَّمَدُ
القَرِيبُ المُجيبُ الغَفُورُ الوَدودُ الوَلِيُّ الحَميدُ الحَفيظُ المَجيدُ الفَتَّاحُ الشَّهيدُ
المُقَدِّمُ المُؤخِّرُ المَلِيكُ المُقْتَدِرْ المُسَعِّرُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ
القَاهِرُ الديَّانُ الشَّاكِرُ المَنانَّ القَادِرُ الخَلاَّقُ المَالِكُ الرَّزَّاقُ الوَكيلُ الرَّقيبُ
المُحْسِنُ الحَسيبُ الشَّافِي الرِّفيقُ المُعْطي المُقيتُ السَّيِّدُ الطَّيِّبُ
الحَكَمُ الأَكْرَمُ البَرُّ الغَفَّارُ الرَّءوفُ الوَهَّابُ الجَوَادُ السُّبوحُ الوَارِثُ
الرَّبُّ الأعْلى الإِلَهُ ذي الجلال و الاكرام…

القعدة
درس
لفظ الجلالة " الله "

القعدة

بسم الله الرحمن الرحيم
ارتأيت ان افتتح هذه السلسلة المباركة بأعظم اسم لخالق الكون بأسره الذي يسبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته جبار السماوات و الارض العزيز القدير..
" تبارك اسم ربك ذي الجلال و الاكرام"
اسم" الله "جل جلاله هو اسم جامع ، و لهذا تُضاف الأسماء الحسنى كلها لهذا الاسم المقدس فيقال: الرحمن الرحيم العزيز الغفّار القهّار من أسماء الله، و لا يُقال: الله من أسماء الرحمن، قال تعالى:
{وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى } (180) سورة الأعراف
و بالتالي فإسم ( الله ) مشتق و دال على صفة الألوهية المطلقة في أصح أقوال العلماء.
و ( الله ) مأخوذ من ( إله )، و قد تكلّم أهل اللغة على الاشتقاق، و الألوهية: هي بمعنى العبادة، و توحيد الله بالألوهية أي توحيده بالعبادة. قال الله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ} (91) سورة المؤمنون ، و ايضا في معنى هذا الاسم الجليل وردَ عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال: ( الله ذو الألوهية و العبودية على خلقه أجمعين)
من جهة اخرى فأي اسمٍ من اسماء الله الحسنى قد يتسمى أو يتصف بهِ البشر كأن يكون الانسان : رحيماً او ودوداً او كريماً ..- و لكن لا يرتقي الى مرتبة الله عز و جل و حاشا ذلك – فلله المثلُ الأعلى وليس كمثلهِ شئ وهو السميع البصير..
ولكن بالرجوع الى اسم "الله" العظيم لا يوجد في المخلوقين من يحمل هذا الاسم بتاتا و اطلاقا.
ثمَ إن أعظم آيةٍ في القرآن وهي آية الكرسي والتي من قرأها في ليلةٍ لم يزل عليه من الله حافظ حتى يصبح ومن قرأها في الصباح لم يزل عليه من الله حافظ حتى يمسي..أول كلمةٍ بها هي ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم… ) وأعظمُ سورة هي سورة الحمد لله رب العالمين..الفاتحة
وبالتالي فكلُ صفة وكل اسمٍ من أسمائه الحسنى سبحانه مشتقة من هذا الاسم العظيم الجليل

قال العلامة فضيلة الشيخ العثيمين – رحمه الله وأسكنه فسيح جناته – : في شرح اسم الله الجليل :

قال تعالى: { ولله الأسماء الحُسنى } والحُسنى بمعنى أنها بلغت في الحُسن أكمله
فأسماء الله كلها حسنى، فلا يوجد في أسمائه اسم جامد لا يدل على صفة أبدًا، كلها حُسنى
لأن الاسم الجامد ليس فيه معنى..
مثل أن نقول " أسد " فاسم أسد اسم جامد لا يتضمن صفة..
لكن جميع أسماء الله متضمّنة للمعنى ، ولهذا قيل ( إن أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف )
كل اسم فهو علم باعتبار دلالته على الذات ، وهو أيضًا صفة باعتبار دلالته على المعنى.
طيب، هل يدخل في ذلك اسم الله ؟
نعم يدخل في هذا، بل هو أولى ما يدخل، وأول ما يدخل، مع أن بعض العلماء رحمهم الله قالوا إن الله ليس بمشتق بل هو مجرد عَلَم.
فنقول سبحان الله! إن الله يقول { ولله الأسماء الحسنى }، كيف تقول إنه مجرد عَلَم ؟!
وهذا أولى ما يكون وأول ما يكون من الأسماء التي هي حُسْنى،،
فما هو المعنى المشتق الذي يدل عليه "الله" ؟
قال في موضع رحمه الله:
"الله" علم على نفس الله عز وجل، ولا يسمى به غيره ومعناه: المألوه، أي: المعبود محبة وتعظيماً وهو مشتق على القول الراجح لقوله تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم} [الأنعام: 3]، فإن {في السموات} متعلق بلفظ الجلالة، يعني: وهو المألوه في السموات وفي الأرض.

وقال في موضع آخر:
{الله}: هو العلم على ذات الله، المختص بالله عز وجل، لا يتسمى به غيره وكل ما يأتي بعده من أسماء الله فهو تابع له إلا نادراً، ومعنى {الله}: الإله، وإله بمعنى مألوه أي: معبود.

انتهى كلام الشيخ رحمه الله – بتصرف-
و عليه فمعنى لفظ الجلالة " الله" : هو المعبود ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين لما اتصف به من صفات الألوهية التي هي صفاتُ الكمال بل قيل ان اسم "الله" جل جلاله هو اسم الله الأعظم
وقد ورد في اسم الله الأعظم عدة أحاديث صحيحة منها :
– كما جاء في السيرة النبوية الشريفة عن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرجت، قالت : وقال ذات يوم : يا عائشة هل علمت أن الله قد دلني على الاسم الذي إذا دعي به أجاب؟ قالت : فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي فعلمنيه، قال : إنه لا ينبغي لك يا عائشة قالت : فتنحيت وجلست ساعة، ثم قمت فقبلت رأسه، ثم قلت : يا رسول الله علمنيه قال : إنه لا ينبغي لك يا عائشة أن أعلمك إنه لا ينبغي لك أن تسألين به شيئا من الدنيا قالت : فقمت فتوضأت : ثم صليت ركعتين، ثم قلت : اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك البر الرحيم، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم، أن تغفر لي، وترحمني، قالت : فاستضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال : إنه لفي الأسماء التي دعوت بها

سنن ابن ماجه
1ـ حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلّم ـ سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوًا أحد. فقال: ( لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى و إذا دعي به أجاب) و في رواية فقال :
( و الذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب و إذا سأل به أعطى )
أخرجه أبو داود .
2ـ حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : كنت جالسًا مع النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ في المسجد و رجل يصلي فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السموات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام، يا حيّ يا قيّوم. فقال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ : ( دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب و إذا سأل به أعطى ) أخرجه أحمد و أبو داود و النسائي و ابن حبان .
3ـ حديث أبي أمامة أن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ قال : ( اسم الله الأعظم في سور من القرآن ثلاث، في البقرة و آل عمران و طه) أخرجه ابن ماجة و الطحاوي .
و يلاحظ أنّ الاسم الذي تكرر في هذه الأحاديث هو ( الله ) فقد ورد في الحديث الأول و ورد في الحديث الثاني بصيغة (( اللهم )) و إنما كان الأصل فيه (( يا الله )) .
و كذلك ورد في الآية التي استخرجها القاسم من سورة البقرة و هي {اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} و في سورة آل عمران {اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} و أمّا قوله في سورة طه
{وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ }

______________________________ ________
المراجع:
* أسماء الله وصفاته و موقف أهل السنة منها/ للشيخ العثيمين.

* شرح العقيدة الواسطية/ للشيخ العثيمين.
* الوجه الثاني من الشريط الأول من شرح عقيدة أهل السنة.للعثيمين
..رحمه الله تعالى..

أسأل الله أن يجنبنا وجميع إخواننا المسلمين الظلم ، وأن يوفقنا للعدل والإنصاف ، في الشدة والرخاء ، والرضا والغضب ، وأن يصلح الرعاة والرعية ، وأن يؤمن المسلمين في أوطانهم ، وأن لا يسلط عليهم عدواً من غير أنفسهم ، وأن يقيهم شر أنفسهم ، و صلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ؛ ودمتم سالمين في عالم يسوده طاعة الله والمحبة بالله والالفة والخير والطمئنينة ان شاءالله وان يسود عالمنا الاسلامي السلام والأمان اللهم آمين والسلام.

هذا و الله اعلم


القعدة
"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما

  1. وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

منقول

سلسلة طيبة نافعة، و هي في أولى ما يجب أن يهتم به، اذ تعرض الى شرح أسماء الله و صفاته الحسنى، ذي الجلال و الاكرام و المتنزه عن صفات النقص و المتصف بنعوت الكمال، فهو تعالى كما قال عن نفسه ( ليس كمثله شئ و هو السميع البصير).
و لما كان الأمر بهذه الأهمية كان لزما وضع مرتبة الأحاديث و الحكم عليها من خلال كلام أهل الحديث المحقيقين، فأسأل الله أن يسيرنا لنا أو لكم ذلك ليستتم البحث الطيب و يبلغ الموضوع رونقه بهاءا و نفعا.