سلسلـة أسمـاء الله الحسنى و صفاته العـــلا شرح اسمي الجلالة 2024.

سلسلة أسماء الله الحسنــى و صفاته العـــلا
توطئة : الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على مولانا رسول الله و على آله و صحبه اجمعين وبعد: قال تبارك تعالى: ”..وَللهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا.. ” (سورة الأعراف/180)
، وقال سبحانه ايضا: ”.. قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى.. ”( سورة الإسراء/110)
، قال الله جل و علا :” .. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ .. ” (سورة الشورى/11)

، و في السنة النبوية المطهرة روى البخاريُّ ومسلمٌ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قالَ: "إن لله تعالى تسعةً وتسعينَ اسمًا , مائةً إلا واحدًا من أحصاها دَخَلَ الجنةَ ".
وقد فَسَّرَ بعضُ أهلِ العِلمِ بأنَّ المرادَ أن يكونَ مُستَظهِرًا لها مع اعتقادِ معانيها. و في نفس الحديث روى الترمذي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائةً إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر هو الله الذي لا إلــه الا هو الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ السَّمِيعُ البَصِيرُ المَوْلَى النَّصِيرُ العَفُوُّ القَدِيرُُ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ الوِتْرُ الجَمِيلُ الحَيِيُّ السِّتيرُ الكَبِيرُ المُتَعَالُ الوَاحِدُ القَهَّارُ الحَقُّ المُبِينُ القَوِيُِّ المَتِينُ الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ العَظِيمُ الشَّكُورُ الحَلِيمُ الوَاسِعُ العَلِيمُ التَّوابُ الحَكِيمُ الغَنِيُّ الكَرِيمُ الأَحَدُ الصَّمَدُ القَرِيبُ المُجيبُ الغَفُورُ الوَدودُ الوَلِيُّ الحَميدُ الحَفيظُ المَجيدُ الفَتَّاحُ الشَّهيدُ المُقَدِّمُ المُؤخِّرُ المَلِيكُ المُقْتَدِرْ المُسَعِّرُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ القَاهِرُ الديَّانُ الشَّاكِرُ المَنانَّ القَادِرُ الخَلاَّقُ المَالِكُ الرَّزَّاقُ الوَكيلُ الرَّقيبُ المُحْسِنُ الحَسيبُ الشَّافِي الرِّفيقُ المُعْطي المُقيتُ السَّيِّدُ الطَّيِّبُ الحَكَمُ الأَكْرَمُ البَرُّ الغَفَّارُ الرَّءوفُ الوَهَّابُ الجَوَادُ السُّبوحُ الوَارِثُ الرَّبُّ الأعْلى الإِلَهُ ذي الجلال و الاكرام… الدرس الثاني : بسم الله الرحمـــــن الرحيــــــم اسم الله الجليل " الرحمـــــــــن " – قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـــنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى.. – الرَّحْمَـــنُ * عَلَّمَ القُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ البَيَانَ *الشّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنّجْمُ وَالشّجَرُ يَسْجُدَانِ " فقد ورد اسم الجلالة " الرحمــن" في 45 موضع من القرآن اقترن في 6 منها باسمه الرحيم ولم يقترن بغيره في بقية المواضع.. و الرحمـــــــــن مشتق من الرحمة ، و معناها في اللغة هي الرقة والتعطف والشفقة , وهو مبني على المبالغة ومعناه ذو الرحمة الذي لا نظير له فيها ، وهذا الاسم العظيم لا يثنى ولا يجمع ولا يسمى به أحد غيره بتاتا . والرحمـــن هو من عمت رحمته الكائنات كلها في الدنيا و الآخرة سواء في ذلك المؤمن وغيره.. فهو بذلك يوصف بكثير الرحمة وهو اسم مقصور على الله وحده عز وجل ولا يجوز اطلاقا ان يطلق اسم " رحمـــن " لاحد من الخلائق لغير الله تبارك و تعالى. وذلك لأن رحمتـــه سبحانه وتعالى وسعت كل شىء وهو ارحم الراحمين قال الله تعالى : { الحمد لله رب العالمين * الرحمـــن الرحيم …} سورة الفاتحة و قال الله تعالى ايضا (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمـــــن ) فقرن بين اسمي الجلالة الله والرحمـــن بحيث كما ان لفظ الجلالة (الله ) لا يتسمى به غيره فكذلك اسم (الرحمــــــن ) العظيم المتعال يقتصر عليه وحده سبحانه قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، فهذه الاسماء الحسنى : الرحمـــن الرحيم، والبر، الكريم، الجواد، الرؤوف، الوهاب… – كل هذه الأسماء تتقارب في معانيها، وتدل كلها على اتصاف الرب جل و علا، بالرحمة، والبر، والجود، والكرم، وعلى سعة رحمته ونعمه التي عمّ بها جميع الوجود بحسب ما تقتضيه حكمته. وخص المؤمنين منها بالنصيب الأوفر، والحظ الأكمل ,و الثواب الأعظم .. ****************************** *** اسم الله الجليل " الرحيــــــــــم " الرحيــــم في اللغة صيغة من صيغ المبالغة ، فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ كسَمِيعٌ بمعنى سامِع وقديرٌ بمعنى قادر ، والرحيـــم تدل على صفة الرحمة الخاصة ، والرحمة هنا بمعنى المغفرة وهي خاصة بالمؤمنين ، فالرَّحْمَنُ الرحيم بُنيت صفة الرحمة الأُولى على فَعْلاَنَ لأَن معناه الكثرة فرحمته وسِعَتْ كل شيء وهو أَرْحَمُ الراحمين ، وأَما الرَّحِيـــمُ فإِنما يذكر بعد الرَّحْمن لأن الرَّحْمن مقصور على الله عز وجل ، والرحيم قد يكون لغيره -ولكن اقل منزلة – فجيء بالرحيم معنى الرحْمَة لاختصاص المؤمنين بها ، كما في قوله تعالى : } وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيما ً{ [الأحزاب:43] ، وقال سبحانه : } نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ً{ [الحجر:49] ، وقال عبد الله بن عباس رضى الله عنه : هما اسمان رقيقان أَحدهما أَرق من الآخر . الله جل جلاله الرَّحِيمُ اسم الله الرحيــــم تحققت فيه شروط الإحصاء ، فقد ورد في القرآن والسنة مطلقا معرفا ومنونا ، مرادا به العلمية ودالا على الوصفية وكمالها ، واسم الله الرحيـــــم اقترن باسمه الجليل الرحمن كما تقدم في ستة مواضع من القرآن ، وغالبا ما يقترن اسم الله الرحيم بالتواب والغفور والرءوف والودود والعزيز ، وذلك لأن الرحمة التي دل عليها الرحيــــم رحمة خاصة تلحق المؤمنين ، فالله عز وجل رحمته التي دل عليها اسمه الرحمن شملت الخلائق في الدنيا ، مؤمنهم وكافرهم وبرهم وفاجرهم ، لكنه في الآخرة رحيم بالمؤمنين فقط . ومما ورد في الدلالة على ثبوت اسم الله الرحيــــــم قوله تعالى : ( تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيــــــم ) [فصلت:2] ، وقوله : ( سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيـــــمٍ ) [يّس:58] ، وكذلك قوله تعالى : ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيــــــــــمُ ) [الحجر:50]. أما أدلة السنة فمنها ما رواه البخاري من حديث أَبِى بَكْرٍ الصديق رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي ، قَالَ : ( قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ ، وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ، وعند أبي داود وصححه الألباني من حديث عبد الله بنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ : ( إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ : رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَىَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيــــــــــمُ ). خلاصة : الرحمن الرحيم: هما إسمان مشتقان من الرحمة ، والرحمة فى الأصل رقة فى القلب تستلزم التفضل والإحسان ، وهذا جائز فى حق العباد ان يتفضل عليهم بالاحسان و العطف ، ولكنه محال فى حق الله سبحانه وتعالى فهو الله رب العرش العظيم، والرحمة تستدعى مرحوما .. ولا مرحوم إلا محتاج ، والرحمة منطوية على معنين :الرقة .. والإحسان ، فركز تعالى فى طباع الناس الرقة وتفرد بالإحسان . ولا يطلق الرحمن إلا على الله تعالى ، إذ هو الذى وسع كل شىء رحمة ، والرحيم تستعمل فى غيره وهو الذى كثرت رحمته ، وقيل أن الله رحمن الدنيا ورحيم الآخرة ، وذلك أن إحسانه فى الدنيا يعم المؤمنين والكافرين ، ومن الآخرة يختص بالمؤمنين ، اسم الرحمن أخص من اسم الرحيم ، والرحمن نوعا من الرحمن ، وأبعد من مقدور العباد ، فالرحمن هو العطوف على عباده بالإيجاد أولا .. وبالهداية الى الإيمان وأسباب السعادة ثانيا .. والإسعاد فى الآخرة ثالثا ، والإنعام بالنظر الى وجهه الكريم رابعا . الرحمن هو المنعم بما لا يتصور صدور جنسه من العباد ، والرحيم هو المنعم بما يتصور صدور جنسه من العباد. ——————————————————————————— المصدر : بحوث في اسمي الجلالة " الرحمن و الرحيم " مقتطفات من مواضيع فضيلة الشيخ حسين عامر ********************** "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

منقول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.