« تأويل الرؤى والحذر من التوسع فيها »، 2024.

« تأويل الرؤى والحذر من التوسع فيها »،

لِسَمَاحَة المُفْتِيّ العَلاَّمَةِ عَبْدِ العَزِيزِ بن عبدِ اللَّـهِ بنِ مُحَمَّد آل الشَّيْخ
مُفتي عام المَملكة العَربيّة السّعوديّة
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتـاء
ـ حَفِظَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ـ


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ إلى من يراه من إخوانه المسلمين وفقنا الله وإياهم لكل خير .

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . . . أما بعد : [/size]
[size=3.5][/size]
[size=3.5] فإنه وردنا جملة من الأسئلة والاستفسارات حول موضوع الرؤى وتعبيرها ، وما طرأ في الأزمان الأخيرة من التوسع في ذلك ، حتى خصص لها زوايا في الصحف والمجلات ، وأيضا برامج في القنوات الفضائية ، وكذلك استخدمها أصحاب المنتزهات والمنتجعات الترفيهية وسيلة للجذب وكسب الأموال ، ثم قامت بعض الشركات بتخصيص رقم هاتفي على مدار الساعة لاستقبال مكالمات الناس وتفسير رؤاهم .


ولما كان الأمر كذلك رأينا أن نبين للناس ما نعتقده ، نصحا لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم ، وأداء لواجب البيان الذي أخذ الله الميثاق به على أهل العلم ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ﴾ [ سورة آل عمران الآية 187 ] .


فنقول وبالله نستعين :


إن المؤمن يعلم أن الرؤى حق وأنها من عند الله وأنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وأنها من المبشرات ، وكل هذا صحيح جاءت النصوص الصحيحة مصرحة به ، فمن ذلك ما جاء في القرآن من بيان لبعض رؤى الأنبياء وما كان من تفسيرها وتأويلها ، وكذلك رؤيا غيرهم وما كان من تفسيرها .

فأما رؤيا الأنبياء فإنها حق ووحي ، ومن ذلك قول إبراهيم الخليل ـ عليه السلام ـ لابنه : ﴿ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [ سورة الصافات الآية 102 ] . [/size]
[size=3.5][/size]
[size=3.5] ومن ذلك رؤيا يوسف عليه السلام حيث قال فيما قص الله سبحانه لنا من خبره : ﴿ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴾ [ سورة يوسف الآية 4 ] وجاء تأويلها في آخر السورة عند قوله تعالى : ﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ﴾ [ الآية 100 ] .


وأما غير الأنبياء فقد جاء في كتاب الله العزيز في سورة يوسف عليه السلام ، رؤيا السجينين وتأويل يوسف عليه السلام لرؤيا كل منهما ، وكذلك رؤيا الملك وتأويل يوسف عليه السلام لها .

وأما أدلة الرؤيا من السنة الصحيحة ، فمنها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قال : « رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة » .


وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : «كشف رسول الله ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال : أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ، ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا ، أما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم » .

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قال : « إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا » . الحديث أخرجه مسلم .

فثبت بهذا أن الرؤى حق ، لكن ينبغي أن يعلم أنه ليس كل ما يراه النائم هو من الرؤى الحق ، بل ما يعرض للنائم في منامه ، منه ما هو من الرؤى ، ومنه ما هو من تهويل الشيطان وتلاعبه بابن آدم ليحزنه ، ومنه ما يحدث به المرء نفسه يقظة فيراه مناما ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قال : « إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب ، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النبوة ، والرؤيا ثلاثة : فرؤيا الصالحة بشرى من الله ، ورؤيا تحزين من الشيطان ، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه ، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس ». . الحديث أخرجه مسلم .

إذا تبين هذا فإن ديننا الإسلام قد جاء بما فيه صلاح وخير البشر في العاجل والآجل ، وقد بين لنا نبي الهدى والرحمة ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كل ما فيه نفعنا وخيرنا ، ومن ذلك ما نحن بصدده الآن فإن المسلم ينبغي له أن يعتني بذكر الله والإكثار منه فإن الله تعالى يقول : ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [ سورة الرعد الآية 28 ] وقد بين لنا النبي ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أذكارا نقولها في الصباح والمساء وعند النوم ترفع بها درجات المسلم ويزداد بها إيمانه ، ويعصمه الله بها من شر الشيطان وشر كل ذي شر فلا يضره شيء بإذن الله وحده ، ومن ذلك حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : كان رسول الله ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إذا أمسى قال : « أمسينا وأمسى الملك لله ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، رب أسألك خير ما في هذه الليلة ، وخير ما بعدها ، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها ، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب النار ، وعذاب القبر وإذا أصبح قال ذلك أيضا : أصبحنا وأصبح الملك لله » أخرجه مسلم .


ومنه أيضا حديث عبد الله بن خبيب قال : « خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ليصلي لنا فأدركنا فقال : أصليتم قل ، فلم أقل شيئا ، ثم قال : قل ، فلم أقل شيئا ، ثم قال : قل ، فقلت : يا رسول الله ، ما أقول ؟ قال : قل هو الله أحد ، والمعوذتين حيث تمسي ، وحيث تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء » أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي .


ومنه أيضا حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال : يا رسول الله ، مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحنا وإذا أمسينا ، قال : « قل : اللهم فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، رب كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم قال : قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك » أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي .

ومنه أيضا حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : « ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء ». ومنه أيضا حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : لم يكن النبي ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح : « اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ، ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ».


ومن ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : « من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، من قالها عشر مرات حين يصبح ، كتب له بها مائة حسنة ، ومحي عنه بها مائة سيئة ، وكانت له عدل رقبة ، وحفظ بها يومئذ حتى يمسي ، ومن قال مثل ذلك حين يمسي كان له مثل ذلك » .

وقد أرشدنا النبي ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إلى أقوال وأعمال عند النوم يحسن بالمسلم أن يعتني بها : فمن ذلك حديث حذيفة رضي الله عنه قال : كان رسول الله ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول : « اللهم باسمك أموت وأحيا وإذا استيقظ قال : الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور » .


ومنه حديث عائشة رضي الله عنها « أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة ، جمع كفيه ثم نفث فيهما ، فقرأ فيهما : قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات ».

ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أنه أتاه آت يحثو من الصدقة ، وكان قد جعله النبي ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عليها ليلة بعد ليلة ، فلما كان في الليلة الثالثة قال : لأرفعنك إلى رسول الله ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ، إنك تزعم لا تعود ثم تعود ، قال : دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها ، قلت ما هي ، قال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [ سورة البقرة الآية 255 ] حتى تختم الآية ، فإنه لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ،
فقال النبي ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : « صدقك وهو كذوب ، ذاك شيطان » .

ومنه حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه ، عن النبي ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قال : « من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه » .

ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، « أنه أمر رجلا إذا أخذ مضجعه أن يقول : اللهم خلقت نفسي وأنت تتوفاها ، لك مماتها ومحياها ، إن أحييتها فاحفظها ، وإن أمتها فاغفر لها ، اللهم إني أسألك العافية قال ابن عمر : سمعته من رسول الله ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ».

ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قال : « إذا أوى أحدكم إلى فراشه ، فليأخذ داخلة إزاره ، فلينفض بها فراشه ، وليسم الله ، فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه ، فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن ، وليقل : سبحانك اللهم ربي بك وضعت جني ، وبك أرفعه ، إن أمسكت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين » .

ومنه حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال : قال رسول الله ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : « إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، وقل : اللهم أسلمت نفسي إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك مت على الفطرة ، واجعلهن آخر ما تقول » متفق عليه وفي رواية لمسلم : « واجعلهن من آخر كلامك » . فهذه الأوراد والأذكار ينبغي لكل مسلم الحرص عليها والمداومة على الإتيان بها في محالها ؛ اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وطردا للشيطان عنه وكذلك كل ذي شر ، فإن الله يعصمه منه بحوله وقوته .

ثم إن المسلم إذا رأى في منامه رؤيا فليتبع الأدب النبوي في ذلك ، فإن كانت رؤيا تسره ويحبها فليحمد الله ولا يحدث بها إلا من يحب ، وإن رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان ويتفل ثلاثا ولا يحدث بها أحدا ، ويتحول عن شقه الذي كان عليه ولا تضره الرؤيا .

وقد جاء في بيان ذلك أحاديث صحيحة ، منها حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : كنت أرى الرؤيا فتمرضني ، حتى سمعت أبا قتادة يقول : وأنا كنت لأرى الرؤيا تمرضني ، حتى سمعت النبي ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يقول : « الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب ، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثا ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره » أخرجه البخاري ، وجاء عند ابن ماجه ذكر التحول عن شقه الذي كان عليه .

هذا هو الأدب النبوي العام في الرؤى ، فإن أراد الرائي تعبير رؤياه فإنه يقصها على عالم بالتعبير ناصح أمين على الرؤيا . هذا ما يتعلق بالرائي .

أما المعبرون فالواجب عليهم تقوى الله عز وجل ، والحذر من الخوض في هذا الباب بغير علم فإن تعبير الرؤى فتوى لقوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ﴾ [ سورة يوسف الآية 43 ].

ومعلوم أن الفتوى بابها العلم لا الظن والتخرص ، ثم أيضا تأويل الرؤى ليس من العلم العام الذي يحسن نشره بين المسلمين ليصححوا اعتقاداتهم وأعمالهم ، بل هي كما قال النبي ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مبشرات ، وكما قال بعض السلف : الرؤيا تسر المؤمن ولا تضره .

هذا وإن التوسع في باب تأويل الرؤيا ، حتى سمعنا أنه يخصص لها في القنوات الفضائية ، وكذلك على الهواتف ، وفي الصحف والمجلات والمنتديات العامة من المنتجعات وغيرها أماكن خاصة بها ؛ جذبا للناس وأكلا لأموالهم بالباطل ، كل هذا شر عظيم وتلاعب بهذا العلم الذي هو جزء من النبوة ، قيل لمالك ـ رحمه الله ـ : أيعبر الرؤيا كل أحد ؟ فقال : أبالنبوة يلعب ! وقال مالك : لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها فإن رأى خيرا أخبر به وإن رأى مكروها فليقل خيرا أو ليصمت ، قيل : فهل يعبرها على الخير وهي عنده على المكروه لقول من قال : إنما على ما أولت عليه ، فقال : لا ، ثم قال : الرؤيا جزء من النبوة فلا يتلاعب بالنبوة .

فيجب على المسلمين التعاون في منع هذا الأمر كل حسب استطاعته ، ويجب على ولاة الأمور السعي في غلق هذا الباب ؛ لأنه باب شر وذريعة إلى التخرص والاستعانة بالجن وجر المسلمين في ديار الإسلام إلى الكهانة والسؤال عن المغيبات ، زيادة على ما فيها من مضار لا تخفى من إحداث النزاعات والشقاق والتفريق بين المرء وزوجه ، والرجل وأقاربه وأصدقائه ، كل هذا بدعوى أن ما يقوله المعبر هو تأويل الرؤيا ، فيؤخذ على أنه حق محض لا جدال فيه وتبنى عليه الظنون ، وهذا من أبطل الباطل ، كيف وصديق هذه الأمة بل خير البشر بعد الأنبياء والمرسلين لما عبر الرؤيا قال له النبي ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : « أصبت بعضا وأخطأت بعضا » ونحن لا نعلم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم خير القرون وأحرصهم على هدي نبينا صلى الله عليه وسلم وأتقاهم لله وأخشاهم له لا نعلم أنهم عقدوا مجالس عامة لتأويل الرؤى ولو كان خيرا لسبقونا إليه ، وإني إبراء للذمة ونصحا للأمة لأحذر كل من يصل إليه هذا البيان من التعامل مع هؤلاء أو التعاطي معهم والتمادي في ذلك ، بل الواجب مقاطعتهم والتحذير من شرهم ، عصمنا الله وإياكم من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وألزمنا وإياكم كلمة التقوى ، ورزقنا اتباع سنة سيد المرسلين واقتفاء آثار السلف الصالحين ، وحشرنا وإياكم في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، ، ،

المصدر : (( مجلة البحوث الإسلامية )) عدد : 67 ،ص 7 .

أصبح كل من هب ودب يفسر الاحلام ،وماأكثرها اخطائهم لكن الناس في الحقيقة هم الذين يساعدون على انتشار الظاهرة بسبب عدم إختيارهم للمفسرين الحقيقيين ….بارك الله فيكي..
أصبح كل من هب ودب يفسر الاحلام ،وماأكثرها اخطائهم لكن الناس في الحقيقة هم الذين يساعدون على انتشار الظاهرة بسبب عدم إختيارهم للمفسرين الحقيقيين ….بارك الله فيكي..
جزاكي الله الجنة
وجعلها الله في ميزان حسناتك

جزاك الله خير

قلم راائع ومبدع

في أنتظار جديدك

ودي

واكثر

فثبت بهذا أن الرؤى حق ، لكن ينبغي أن يعلم أنه ليس كل ما يراه النائم هو من الرؤى الحق ، بل ما يعرض للنائم في منامه ، منه ما هو من الرؤى ، ومنه ما هو من تهويل الشيطان وتلاعبه بابن آدم

بارك الله فيك على الموضع المهم
ورحم الله الشيخ ابن باز واسكنه فسيح جناته
ونفعنا بعلمه

و فيكم بارك الرحمن
بارك الله فيكم على ردودكم الطيبة

الرؤى والأحلام 2024.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه .

فإن طبيعة النفس البشرية تشتاق إلى معرفة ما يحدث لها في مستقبلها من تغيرات وأحوال واختلاف ومؤثرات تطمع النفس إلى ذلك ، يدفعها غريزة جامحة إلى ذلك الشعور . ولما كان أمر الغيب وما يكون بأيامه ولياليه ، مما استأثره الله تعالى بعلمه ، وحجبه عن خلقه { قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } النمل 65 ، { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} آل عمران 179 . { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ } الأنعام 59 ، { وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } هود 123 ، لما كان الأمر كذلك ، وكان أمر الغيب مطوياً عن الخلق ، أراد بعض الناس أن يلبس نفسه القدرة على معرفة ما يكون من أمور الغيب فزين لهم الشيطان أعمالهم فحسنت في أعينهم ، فضلوا وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل .

وبعد هذا يقال : إن مما يبشر به العبد بعد عمله الصالح الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له ، عن أبي هريرة رضي الله نه قال قال صلى الله عليه وسلم: ( لم يبق من النبوة إلا المبشرات ) قالوا : وما المبشرات ؟ قال : ( الرؤيا الصالحة ) رواه البخاري . والتبشير هنا بالخير وقد يراد التبشير بالشر قال تعالى { فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } آل عمران 21 .

أقسام الناس في الرؤيا

الناس يتفاوتون في الرؤيا على أقسام متنوعة عددها أهل العلم ويمكن إجماله في خمسة أقسام :
الأول : الأنبياء ، ورؤياهم كلها صدق ، وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبير .

الثاني : الصالحون ، والأغلب على رؤياهم الصدق وقد يقع فيها ما لا يحتاج إلى تعبير .

الثالث : المستورون من المسلمين ويستوي في رؤياهم الصدق والأضغاث .

الرابع : الفساق ، ويقل في رؤياهم الصدق .

الخامس : الكفار ، ويندر في رؤياهم الصدق ، وغالب وأكثر ما يرون من وحي الشيطان .


منزلة الرؤيا

لقد كان للرؤيا منزلة عظيمة ومكانة رفيعة قبل الإسلام وفي الإسلام. فبالرؤيا بعد فضل الله تعالى خرج يوسف عليه السلام من السجن وتبوأ مكانة رفيعة عند الملك ، ووقع ما قص الله تعالى علينا من خبر الخليل إبراهيم في ذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام ، وكذلك ما أخبرنا الله تعالى به عن رؤي نبينا.

علامات الرؤيا الفاسدة

1- أن يكون بعض الناس مصاباً بمرض ما فيرى في منامه ما يوافق مرضه ، وقد مثل ابن الصلاح رحمه الله تعالى : ممن كان مصاباً بالبرد فيرى في المنام أنهاراً وثلوجاً وبحاراً ، أو يكون مصاباً بالحمى الحارة ، فيرى شمساً ونيراناً وجمراً ، فالغالب أن ذلك من أضغاث الأحلام .

2- الأحلام الفاسدة أيضاً كما قال ابن الصلاح : أن يرى ما لا يكون بحال ، كالمحالات ، أو أن يرى نبياً يعمل عمل الفراعنة أو يقول قولاً لا يحل التفوه به ، وما كان من هذا القبيل .

3- أن يرى ما قد حدثته به نفسه في اليقظة إلى غير ذلك من العلامات ، (وبكل حال فمثل هذه الأحلام لا ينبغي للمسلم أن يشتغل بها أو يشغل بها غيره) .

عن عوف بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الرؤيا ثلاثة : منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم ، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه ، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة " رواه ابن ماجة.

يقول البغوي رحمه الله : في هذا الحديث بيان أنه ليس كل ما يراه الإنسان في منامه يكون صحيحا ويجوز تعبيره ، إنما الصحيح منها ما كان من الله عز وجل، وما سوى ذلك أضغاث أحلام لا تأويل لها.

وإنما ذكرت تلك العلامات لأن كثيراً من الناس لا يميز بين ما يراه من أضغاث الأحلام وتلاعب الشيطان ، وبين الرؤيا الصادقة ، فيبقى مهموماً مغموماً بأمور رآها في منامه وهي من وحي الشيطان ، فيقال : إن من أمارات الأحلام الفاسدة وأضغاث الأحلام أن يرى النائم في منامه مناظر متناقضة ومتداخلة ، لا يعرف أولها من آخرها.


الفرق بين الرؤيا والحلم

أن ما يراه النائم فيه ما هو صدق وفيه ما دون ذلك مما يسمى بالأحلام ، وأضغاث الأحلام ، فتجتمع الرؤيا والحلم في أن كلا منهما عبارة عما يراه النائم ، لكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والشيء الحسن ، وغلب الحلم على ما يراه من الشر والقبيح أو الأضغاث ، قال صلى الله عليه وسلم " الرؤيا من الله والحلم من الشيطان " رواه ابن ماجه .

آداب الرؤيا الفاسدة

قال صلى الله عليه وسلم: " إذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان ، وليتفل عن يساره ثلاثاً ، ولا يحدث بها أحداً ، فإنها لن تضره " أخرجه الشيخان . وفي روايه عند مسلم أيضا قال ابو سلمة : إن كنت لأرى الرؤيا اثقل علي من جبل ، فما هو إلا سمعت بهذا الحديث ، فما أباليها . وعن جابر رضي الله نه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا رأى أحدكم الرؤي يكرهها ، فليبصق عن يساره ثلاثاً ، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً ، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه " أخرجه مسلم . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رأى أحدكم الرؤيا تسوؤه فلا يذكرها ولا يفسرها " وفي لفظ " .. إذا رأى الرؤيا القبيحة فلا يفسرها ولا يخبر بها أحد " أخرجه ابن عبدالبر رحمه الله ، وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث به الناس " أخرجه مسلم .

ويستفاد من تلك الاحاديث

1- أن يتعوذ بالله من شر ما رأى ثلاث مرات .

2- أن يتعوذ بالله من شر الشيطان ثلاث مرات .

3- أن يتفل عن يساره ثلاث مرات .

4- أن يتحول من الجنب الذي كان عليه .

5- أن لا يحدث بها أحداً .

6- أن لا يطلب تفسيرها أو يخبر بها من لايعرف بالتعبير وقد دل على ذلك ان إبن عمر راى أنه يساق إلى النار فطلب من حفصه أن تقصها على النبي صلى الله عليه وسلم وجاء في الحديث لاتقصوا الرؤيا إلا على عالم أو ناصح.

أ- أن يسأل الله من خيرها.

ب- أن يعتقد أنها لن تضره .

ج- أن يصلي عقبها.

آداب الرؤيا الفاسدة

1- انتفاء جميع ما تقدم من علامات الرؤيا الفاسدة ومن علاما الرؤيا الصادقة أيضاً : أن يكون الرائي معروفاً بالصدق في كلامه ، كما قال صلى الله عليه وسلم: " أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً " متفق عليه .

وهذا في الغالب ، وإلا فقد يرى غير الصادق رؤيا صادقة يكون فيها إيقاظ لغفلته أو ما شابه ذلك .

2- أن يعرف أولها وآخرها ، فلا يكون متقطعة لا ترابط بينها.

3- أن تكون تبشيراً بالثواب على الطاعة ، أو تحذيراً من المعصية.

4- أن تكون عند اقتراب الزمان ، قال صلى الله عليه وسلم: " إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا الرجل المسلم تكذب … " أخرجه الشيخان ، واقتراب الزمان قيل هو زمن قرب الساعة ، وقيل غير ذلك .

آداب الرؤيا الصالحة

روى البخاري من حديث أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلميقول : " إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها ، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها، وليحدث بها. وإذا رأى ذلك مما يكره ، فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره " وروى مسلم من حديث أبي قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ، ولا يخبر إلا من يحب " . . قال رسول صلى الله عليه وسلم: " إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها " أخرجه البخاري ، وعند مسلم ، " ولا يخبر إلا من يحب " وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا رأى أحدكم الرؤيا الحسنة فليفسرها وليخبر بها " رواه ابن عبد البر .

يستحب لمن رأى رؤيا صالحة ثلاثة أشياء

1- أن يحمد الله عليها .

2- وأن يستبشر بها .

3- وأن يحدث بها من يحب دون من يكره . لقوله تعالى : { قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً } سورة يوسف 5 .

ويستفاد من تلك الاحاديث أربعة أداب نبوية :

1- أن يعتقد أن تلك الرؤيا من الله .

2- وأن يحمد الله تعالى عليها .

3- وأن يطلب تفسيرها من عالم أو ناصح .

4- وأن لا يحدث بها إلا من يحب .


تحريم الكذب عند قص الرؤيا

ومما ينبغي أن يحذر منه صاحب الرؤيا الكذب أو التزيد عندما يقص رؤياه على أحد ، ففي ذلك إثم عظيم ، كما قال صلى الله عليه وسلم: " من تحلم بحلم لم يره كلف – أي : يوم القيامة – أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل " ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أفرى الفرى أن يري عينه مالم تر " أخرجهما البخاري.

قال الطبري : إنما اشتد فيه الوعيد مع أن الكذب في اليقظة قد يكون أشد مفسدة منه .. لأن الكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين ، لقوله تعالى : { ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم } هود 18 ، ا هـ. وقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله أن الكذب في الرؤيا من أعظم الأكاذيب .

تواطؤ الرؤيا

إذا تواطأت رؤيا عدد من الناس على أمر معين فإن ذلك غالبا ما يكون صدقاً مطابقاً ، شريطة أن لا يخالف ما نص عليه الشرع .

قال البخاري رحمه الله : " باب التواطؤ على الرؤيا " ثم ذكر حديثاً فيه أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر " من رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الآواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الآواخر " .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : وفي هذا الحديث دلالة على عظم قدر الرؤيا ، وجواز الاستناد إليها في الاستدلال على الأمور الوجودية ، بشرط أن لا يخالف القواعد الشرعية ، الفتح 4 / 397 .

خطورة تعبير الرؤيا

كما على العابرين أن يدركوا خطورة تعبير الرؤى من خلال الشاشات التي يراها الملايين من الناس ، وكذا المجامع الممتلئة بالحشود ، وذلك للأمور التالية :

أولها : إن الإنفتاح المطلق بالتعبير نوع من الفتنه من أجل حديثه في أمور الغيب ، لا سيما أن أحدا لا يستطيع أن يجزم بصحة ما يقول العابر من عدمه ، إلا من رأى ذلك في واقعه ، وهذا شبه متعسر عبر الشاشات .

وثانيها : تعذر معرفة حال الرائي عبر الشاشات والمجامع من حيث الاستقامة من عدمها ، وهذا له صلة وثيقة بتعبير الرؤيا ، فابن سيرين رحمه الله سأله رجلان كل منهما رأى أنه يؤذن ، فعبرها للصالح منهما بالحج ، لقوله تعالى : { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَج} الحج 27، وعبر للاخر بأنه يسرق لقوله تعالى { ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } يوسف 70 .

وثالثها : عدم إدراك عقول الناس لطريقة بعض العابرين للرؤيا ، بحيث يكون تعبيرهم بصورة تجعل المستمع الجاهل لأول وهلة يقول : هذا تكهن أو تخمين أو عرافة ، ونحن أمرنا بمخاطبة الناس على قدر عقولهم ، فقد أخرج البخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله نه: " حدثوا الناس بما يعقلون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله ؟! "

رابعها : إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، فالمفسدة من خلال التعبير عبر الشاشات أشد من مصلحته ، لأمور لا تخفى على متتبعها ، لا سيما أنها في أمور غيبية ، وأنها كالفتوى .

ألا فاتقوا الله معاشر المسلمين ، وراقبوه في السر والعلن ، والقصد القصد تفلحوا .

شروط المفسر

1- أن يكون عارفا بالكتاب والسنة .

2- أن يكون عالما بهذا العلم العظيم .

3- أن يدرك المصالح والمفاسد في هذا الميدان .

4- أن لا يجزم بما يعبر.

5- أن لا ينصب نفسه للفتيا في الرؤى ويتطلع إليها.

6- أن يكون من أهل العقيدة الصحيحة وليس من أهل البدع .

فتعبير الرؤى قرين الفتيا ، وقد قال الملك { يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} يوسف 43 .

قال ابن القيم رحمه الله : المفتي والمعبر والطبيب يطلعون من أسرار الناس وعوراتهم ما لا يطلع عليه غيرهم، فعليهم استعمال الستر فيما لا يحسن إظهاره.

كان ابن سيرين رحمه الله : يسأل عن مئة رؤيا فلا يجيب فيها بشىء إلا أنه يقول : اتق الله وأحسن في اليقظة فإنه لا يضرك ما رأيت في النوم ، وكان يجيب في خلال ذلك ويقول : إنما أجيب بالظن ، والظن يخطيء ويصيب .

العيد فى الرؤى والأحلام 2024.

ارتبط عيد جاء فى تفسير الأحلام لابن سيرين حول العيد والحج فى الأحلام العديد من التفسيرات على النحو التالى :

الحلم بالعيد

– رؤية عيد الأضحى عود وسرور ماضى ، ونجاة من الهلكة لأن فكاك اسماعيل كان فيه من الذبح .

الحلم بالحج
القعدة

– من رأى كأنه خارج إلى الحج فى وقته رزق ، وإن كان مريضاً عوفى ، وإن كان مديوناً قضى دينه وإن كان خائفاً أمن وإن كان معسراً أيسر وإن كان مسافراً سلم ، وإن كان تاجراً ربح ، وإن كان معزولاً ردت إليه الولاية ، وإن كان مغموماً فرج عنه .

– من رأى كأنه خارج إلى الحج ففاته فإنه إن كان ولياً عُزل وإن كان تاجراً خسر وإن كان مسافراً ق‘طع عليه الطريق ، وغن كان صحيحاً مرض .

– من رأى أنه حج أو اعتمر أو اعتمر طال عمره واستقام أمره .

– من رأى أنه طاف بالبيت ولاه بعض الأئمة أمراً شريفاً .

الحلم بعرفة
القعدة

– ومن رأى كأنه فى يوم عرفه وصل رحمه ويصالح من نازعه ، وإن كان له غائب رجع إليه .

الحلم بالكعبة
القعدة

رؤية الكعبة فى المنام بشارة بخير أو نزارة من شر

– من رأى أنه صلى فى الكعبة فالكعبة فى الرؤيا خليفة أو أمير أو وزير

– ومن رأى أنه دخل الكعبة فإنه يدخلها إنشاء الله

الحلم بماء زمزم
– من رأى أنه شرب من ماء زمزم فإنه يصيبه خيراً وينال ما يريده
</SPAN>

الرؤى التي يراها الانسان في منامه 2024.

إن الرؤى التي يراها الانسان في منامه هي انعكاس لما وقع في حياته من خير أوشر ، وتعبير عما يجول في نفسه من دوافع ورغبات ، بل هي وسيلة لتهيئة نفسه لما سيقع من خير أو شر ،والرؤى أيضاً وسيلة من وسائل قراءة ما في الغيب من الامور التي يختارها الله له على أي نحو.
والملاحظ كثرة المنتديات التي تحاول تفسير الاحلام ، وقد يستطيع الانسان أن يُفسر رؤياه بنفسه .

وهذه بعض الوسائل المعينة لتفسير الأحلام والرؤى تفسيرا صحيحا يمكن إتباعها :

1/ أتق الله في اليقظة وأحسن ،وأعلم أخي أنه ليس كل رؤيا تُفسر:

فهذا إمام أهل التأويل ابن سيرين كان يُسأل عن مائة رؤيا من تفسير القرآن الكريم فلا يجيب فيها بشيء إلا أن يقول : اتق الله وأحسن في اليقظة , فإنه لا يضرك ما رأيت في النوم وكان يجيب في خلال ذلك ويقول : إنما أجيبه بالظن , والظن يخطئ ويصيب .

2/ حدد ما هو الحدث المهم في الحلم:

ضع يدك – من الرؤيا – على المهم منها – أو الذي تراه يرمز إلى أي من أمورالواقع – أو ما تعلقت أمثاله ببشارة أو نذارة ، أو تنبيه ، أو منفعة في الدنيا أو في الأخرة، واطرح ما سوى ذلك من الحشو والخلط والأمور التي لاتنتظم والتي لا معنى لها .

3/ حلل ما رأيته مستنبطا بدلالة أصول التعبير الاتية :

أولاً : القرآن الكريم :

أعرض الرؤيا على كتاب الله فقد تجد تأويلها في بعض آياته مثل: اللباس الجديد قد يكون بشرى بزواج، لقوله تعالى: [هنَّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن]،والحبل يعبر بالعهد، لقوله سبحانه( واعتصموا بحبل الله )
* والسفينة تعبرها بالنجاة لقوله تعالى(فأنجيناه وأصحاب السفينة) والخشب يعبر بالنفاق لقوله عزوجل ( كانهم خشب مسندة )"
* والحجارة تعبر بالقسوة لقوله جل ذكره ( فهي كالحجارة أو أشد قسوة) "
* والطفل الرضيع يعبر بالعدو لقوله تعالى ( فالتقطه آل فرعون ليكون له عدوا وحزنا)
* والرماد يعبر بالعمل الباطل لقوله تعالى ( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح )
* والماء يعبر بالفتنة لقوله تعالى ( لأسقيناهم ماءا غدقا لنفتنهم فيه) "
وأكل اللحم النيء يعبر بالغيبة لقوله تعالى ( أيحب أحدكم أن يكل لحم أخيه ميتأ)
* والنعاس يعبر بالأمن لقوله تعالى (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه)
* والبقل والقثاء والفوم والعدس والبصل يعبرلمن أخذه بانه قد استبدل شيئاأدنى بما هو خير منه من مال أو رزق أو علم أو زوجة أو دار لقوله تعالى ( فأدع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثاءها وفومها وعدسهاوبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذى هوخير)
* والشجرة الطيبة تعبربالكلمة الطيبة، والخبيثة بالكلمة الخبيثة لقوله تعالى ( ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة. . .) " الأية
* والبستان يدل على العمل ، واحتراقه يدل على حبوطه ، لقوله تعالى ( فاصابه إعصار فيه نار فاحترقت )
والبيض يعبربالنساء لقوله تعالى ( كانهن بيض مكنون )،، وكذلك اللباس لقوله سبحانه وتعالى (هن لباس لكم) " * والنور يعبر بالهدى ، والظلمة بالضلال ( يخرجهم من الظلمات إلى النور) "
وهكذا ..

ثانياً : الحديث الشريف :

وكذلك تعرض الرؤى على ما جاء في الأحاديث الشريفة.
* كالغراب يعبر بالرجل الفاسق لأن النبي صلى الله عليه وسلم( سماه فاسقا) .
* والفارة تعبر بالمرأة الفاسقة لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماها فويسقة .
* والضلع والقوارير تعبر بالنساء لقوله صلى الله عليه وسلم " المرأة خلقت من ضلع " وقوله " ويحك يا أنجشه رويدا سوقك بالقوارير" .رواهما ا لشيخان . ، والقميص يعبر بالدين لقوله صلى الله عليه وسلم "رأيت الناس عرضوا علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما يبلغ دون ذلك ، وعرض علي عمربن الخطاب وعليه قميص يجتره " ، قالوا : فما أولته يارسول الله؟ قال : " الدين " أخرجه الشيخان . *
* واللبن يعبر بالعلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوله بالعلم ، ويعبر بالفطرة لحديث الإسراء . *
* والمرأة السوداء الثائرة الرأس تعبر بالوباء لقوله صلى الله عليه وسلم : " رأيت كأن امرأة سوداء ثائره الرأس خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعةوهى الجحفة – فأولت أن وباء المدينة نقل إليها)ا رواه البخاري . " *والغيث يعبر بالهدى والعلم لقوله صلى الله عليه وسلم "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث . . . " الحديث متفق عليه .
* والصراط المستقيم يعبر بالإسلام ، والأسوار تعبر بحدود الله ، والأبواب المفتحة محارم الله لحديث النواس : "ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع ،الحديث رواه أحمد والترمذي وغيرهما . " والدار تعبر بالجنة ، والمأدبة تعبر أيضا بالإسلام ، والداعي الذي يدعو إلى المادبة محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن أجاب الداعي ودخل الدار، فتلك الرؤيا بشارة له بالجنة – إن شاءالله – لحديث البخاري : "جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهونائم . . وفيه : مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مادبة وبعث داعيا ، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المادبة ، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدارولم ياكل من المادبة .
* والإبل تعبر بالعز، والغنم بالبر كة،والخيل بالخير لحديث ابن ماجه : "الإبل عز لأهلها، والغنم بركة ، والخيرمعقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة" . *
* والكلب يعود في قيئه يعبر برجل يعود في هبته للحديث المتفق على صحته "العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه ) . *
* والأترجة تعبر بالمؤمن الذي يقرأ القران. والتمرة بالمؤمن الذي لايقرأالقرآن . والريحانة بالمنافق الذي يقرأ القران . والحنظلة بالمنافق الذي لا يقرأ القرآن . لقوله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة: ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القران كمثل التمرة : لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة: ريحها طيب وطعمها مر، ومثلإ المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة : ليس لها ريح وطعمها مر" متفق عليه .
* والظلم يعبربالظلمات والعكس ، والشح بالهلاك وسفك الدماء لقوله صلى الله عليه وسلم : "اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم ، حملهم على أن سفكوا دمائهم ، واستحلوا محارمهم " رواه مسلم .
* والنخلة تعبربالمسلم لقوله صلى الله عليه وسلم : "إن من الشجرةشجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم ، حدثوني ماهي ؟ قال ابن عمر: فوقع الناس في شجر البوادي ، ووقع في نفسي أنها النخلة، ثم قالوا : حدثنا ماهي يارسول الله ؟ قال : هي النخلة" متفق عليه. *
* وحامل المسك يعبر بالجليس الصالح ، ونافخ الكيريعبر بالجليس السوء للحديث المتفق عليه "مثل الجليس الصالح والجليس السوء

|-)

بارك الله فيك أخي كريم على الموضوع القيم ، جزاك الله خيرا

بارك الله فيك أخي على هذخ الافادة
ان شاء الله يستفد كل الاعضاء
جعلها الله في ميزان حسناتك

جزاك الله خيرا
مشكوووووووووووووور
ما شاء الله بارك الله فيك
شكرا وبارك الله فيك
شكرا لك على الموضوع القيم