إذا كانت الدولة تعطي قروضا بفوائد وتتحمل الفوائد؛هل يجوز أخذ القرض منها؟ 2024.

  • إذا كانت الدولة تعطي قروضا بفوائد وتتحمل الفوائد؛هل يجوز أخذ القرض منها؟

السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا، السؤال العاشر في هذا اللقاء، يقول السائل: عندنا في بلدنا الحكومة تُعطي قروضًا، وهذه القروض فيها واحد في المائة ربا، والحكومة هي التي تتحملها؛ فهل يجوز لنا أخذ هذه القروض؟

الجواب:
مادام من الدولة منحة فلا بأس عليك إن شاء الله، وإن تعفَّفت فهو أفضل، ما دمت لا تدفع فوائد ربوية فلا حرج عليك – إن شاء الله تعالى-.

  • الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري

بارك الله فيك

الدولة الإسلامية 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
الدولة الإسلامية

الدولة الإسلامية هي خليفة يطبق الشرع، وهي كيان سياسي تنفيذي لتطبيق أحكام الإسلام وتنفيذها، ولحمل دعوته رسالة إلى العالم بالدعوة والجهاد. وهي الطريقة الوحيدة التي وضعها الإسلام لتطبيق أنظمته وأحكامه العامة في الحياة والمجتمع، وهي قِوام وجود الإسلام في الحياة، وبدونها يَغيض الإسلام كمبدأ ونظام للحياة من الوجود، ويبقى مجرد طقوس روحية، وصفاتٍ خُلقية. لذلك فهي دائمية، وليست مؤقتة.

والدولة الإسلامية إنما تقوم على العقيدة الإسلامية، فهي أساسها، ولا يجوز شرعاً أن تنفك عنها بحال من الأحوال. فالرسول صلى الله عليه وسلم حين أقام السلطان في المدينة، وتولى الحكم فيها أقامه على العقيدة الإسلامية من أول يوم، ولم تكن آيات التشريع قد نزلت بَعدُ، فجَعَلَ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أساس حياة المسلمين، وأساس العلاقات بين الناس، وأساس دفع التظالم، وفصل التخاصم. أي أساس الحياة كلها، وأساس الحكم والسلطان. ثم إنه لم يكتفِ بذلك، بل شرع الجهاد، وفرضه على المسلمين لحمل هذه العقيدة للناس. روى البخاري ومسلم واللفظ له عن عبد الله بن عمـر قال: قـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : «أمـرت أن أقاتـل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله».

ثم إنه جعل المحافظة على استمرار وجود العقيدة أساساً للدولة فرضاً على المسلمين، وأمر بحمل السيف والقتال إذا ظهر الكفر الـبَواح، أي إذا لم تكن العقيدة الإسلامية أساس الحكم والسلطان. فقد سئل صلى الله عليه وسلم عن الحكام الظلمة أننابذهم بالسيف؟ قال: «لا، ما أقاموا فيكم الصلاة». وجعل في بيعته، أن لا ينازع المسلمون أولي الأمر إلا أن يروا كفراً بواحاً. روى مسلم عن عوف بن مالك عن شِرار الأئمة: «… قيل يا رسول الله: أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة…». روى البخاري عن عبادة بن الصامت في البيعة: «وأن لا ننازع الأمر أهله، قال: إلا أن تروا كفراً بَواحاً عندكم من الله فيه برهان» ووقع عند الطبراني: «كفراً صُراحاً». فهذا كله يدل على أن أساس الدولة هو العقيدة الإسلامية، إذ إن الرسول أقام السلطان على أساسها، وأمر بحمل السيف في سبيل إبقائها أساساً للسلطان، وأمر بالجهاد من أجلها.

ولهذا لا يجوز أن يكون لدى الدولة الإسلامية أي فكر أو مفهوم أو حكم أو مقياس غير منبثق عن العقيدة الإسلامية، إذ لا يكفي أن يُجعل أساس الدولة اسماً هو العقيدة الإسلامية، بل لا بد من أن يكون وجود هذا الأساس ممثلاً في كل شيء يتعلق بوجودها، وفي كل أمر دق أو جَلّ من أمورها كافة. فلا يجوز أن يكون لدى الدولة أي مفهوم عن الحياة أو الحكم إلا إذا كان منبثقاً عن العقيدة الإسلامية، ولا تسمح بمفهوم غير منبثق عنها، فلا يسمح بمفهوم (الديمقراطية) أن يُتبنى في الدولة، لأنه غير منبثق عن العقيدة الإسلامية، فضلاً عن مخالفته للمفاهيم المنبثقة عنها، ولا يجوز أن يكون لمفهوم القومية أي اعتبار، لأنه غير منبثق عن العقيدة الإسلامية، فضلاً عن أن المفاهيم المنبثقة عنها جاءت تذمه، وتنهى عنه، وتُبيّن خطره. ولا يصح أن يكون لمفهوم الوطنية أي وجود، لأنه غير منبثق عن هذه العقيدة، فضلاً عن أنه يخالف ما انبثق عنها من مفاهيم. وكذلك لا يوجد في أجهزة الدولة الإسلامية وزارات بالمفهوم (الديمقراطي)، ولا في حكمها أي مفهوم (إمبراطوري) أو ملكي أو جمهوري لأنها ليست منبثقة عن عقيدة الإسلام، وهي تخالف المفاهيم المنبثقة عنها. وأيضاً يُمنع منعاً باتاً أن تجري محاسبتها على أساس غير أساس العقيدة الإسلامية، لا من أفراد، ولا من حركات، ولا من تكتلات. ويمنع قيام حركات أو تكتلات أو أحزاب على أساس غير أساس العقيدة الإسلامية. فإن كون العقيدة الإسلامية أساس الدولة يحتم هذا كله، ويوجبه على الحاكم، وعلى الرعية التي تحكمها الدولة.

ووجوب كون العقيدة الإسلامية أساس الدولة الإسلامية يقتضي أن يكون دستورها وسائر قوانينها مأخوذةً من كتاب الله وسنة رسوله. وقد أمر الله السلطان والحاكم أن يحكم بما أنزل الله على رسوله، وجعل من يحكم بغير ما أنزل الله كافراً إن اعتقد به، أو اعتقد بعدم صلاحية ما أنزل الله على رسوله، وجعله عاصياً وفاسقاً وظالماً إن حكم به ولم يعتقده. وأَمْرُ الله السلطان والحاكم بالحكم بما أنزل الله ثابت في القرآن والسنّة. قال تعالى: { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}، وقال: { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ}، وقد حصر تشريع الدولة بما أنزل الله، وحذّر من الحكم بغير ما أنزل الله، أي الحكم بأحكام الكفر، قال تعالى: { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ}، وقال عليه الصلاة والسلام: «كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رَدّ».

فهذا كله يدل على أن تشريعات الدولة كلها من دستور وقوانين محصـورة بما انبثق عن العقيدة الإسـلامية من أحكام شـرعية، أي بمـا أنزله الله على رسـوله من أحكام في الكـتاب والسـنة، وفيما أرشـدا إليـه من قياس وإجماع صحابة.

ثم إنه لما جاء خطاب الشارع متعلقاً بأفعال العباد، وملزماً الناس بالتقيّد به في جميع أعمالهم، كان تنظيم هذه الأعمال آتياً من الله سبحانه، وجاءت الشريعة الإسلامية متعلقة بجميع أفعال الناس، وجميع علاقاتهم، سواء أكانت هذه العلاقات مع الله أم مع أنفسهم أم مع غيرهم. ولهذا لا محلّ في الإسلام لسن قوانين للدولة من قبل الناس لتنظيم علاقاتهم، فهم مُقيدون بالأحكام الشرعية. قال تعالى: { وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}، وقال: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ }، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله فرض فرائض فلا تُضيعوها، وحدّ حدوداً فلا تعتدوها ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رخصة لكم ليس بنسيان فلا تبحثوا عنها»، وروى مسلم عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ». فالله سبحانه وتعالى هو الذي شرع الأحكام، وليس السلطان، وهو الذي أجبر الناس، وأجبر السلطان على اتباعها في علاقاتهم وأعمالهم، وحصرهم بها، ومنعهم من اتباع غيرها.

ولهذا لا محلّ للبشر في دولة الإسلام في وضع أحكام لتنظيم علاقات الناس، ولا في تشريع دستور أو قوانين، ولا مكان للسلطان في إجبار الناس أو تخييرهم على اتباع قواعد وأحكام من وضع البشر في تنظيم علاقاتهم.

تعريف الخلافة

الخـلافة هي رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي، وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم، وهي عينها الإمامة، فالإمامة والخـلافة بمعنى واحد وهي الشكل الذي وردت به الأحكام الشرعية لتكون عليه الدولة الإسلامية. وقد وردت الأحاديث الصحيحة بهاتين الكلمتين بمعنى واحد، ولم يرد لأي منهما معنى يخالف معنى الأخرى في أي نص شرعي، أي لا في الكتاب ولا في السنة لأنهما وحدهما النصوص الشرعية. ولا يجب أن يُلتزم هذا اللفظ، أي الإمامة أو الخـلافة، وإنما يلتزم مدلوله.

بارك الله فيك
ما شاء الله ع مواضيعك الرائعة اخي…

لك كل التقدير والشكر على موضوعك الرائع…

الدولة الحفصية 2024.

القعدة


القعدة

القعدة

من هم الحفصيون؟



هم سلالة من البربر المغاربة الذين ينتمون إلى قبيلة هنتانة المصمودية ويعود نسبهم إلى أبي حفص يحى بن عمر وهو أحد أعوان محمد بن تومرت الذين ناصروا دعوته المهدية وساعدوا في ظهور الدولة الموحدية.

قيام الدولة الحفصية

قامت الدولة الحفصية على أنقاض الدولة الموحدية، فحين صار انهيار الدولة الموحدية وشيكاً قطع والي تونس يحي بن عبد الواحد تبعيته لها، وكان الموحدون قد عينوا والده محمد بن عبد الواحد والياُ على تونس نظير إخلاص سلفه ووالده أبو حفص يحي بن عمر للشيخ عبد المؤمن بن علي خليفة الشيخ محمد بن تومرت مؤسس الدولة الموحدية. وتمكن يحى بن عبد الواحد من القضاء على معارضيه من البربر وقبائل الهوارة، ومد نفوذه إلى الجزائر وتلمسان وضم سجلماسة وسبتة وطنجة، واستطاع أن يخضع دولة بني مرين وأن يجبرها على أن تخطب له من منابرها. وامتد نفوذه أكثر فوصل إلى الأندلس واضطر الملك الأسباني فريدريك الثاني إلى خطب وده لعشر سنين. وفي عهد محمد المستنصر بالله بن يحي بن عبد الواحد اجتمع أهل مكة حين رؤوا ما وصل إليه من النفوذ وقرروا أن يرفعوا بيعتهم إليه.

نهاية الدولة الحفصية


تواطأت عدة أسباب في سقوط الدولة الحفصية وانتهت كلها بضم أراضيها إلى الدولة العثمانية, وكانت الدولة الحفصية قد عانت من أهم الأمراض التي تفتك بالدول وتعجل في سقوطها وهو التنافس على الحكم, فتنافس كبرائها على كرسي الحكم مما أدى بها إلى الانقسام إلى قسمين أحدهما في بجاية والآخر في تونس, وكان من الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى تنامي مطامع أعدائها وتربصهم بها, وهكذا تكالبت عليها عدة أطراف أحدها النورمانديون سكان الأراضي الاسكندينافية وثانيها بنو مرين, ثم بنو عبد الواد, فالأتراك العثمانيون, ووصلت مواجهاتهم لخصومهم إلى ملاقاة قوة خير الدين باشا بربروس حليف الأتراك العثمانيون, واستطاع هذا الأخير انتزاع الحكم منهم لفترة من الوقت مما جعلهم يلجئون إلى الأسبان ويطلبون العون من الملك الأسباني شارلمان, غير أن هذه الخطوة ما لبثت أن أساءت إلى الحفصيين في نظر مواطنيهم وكذلك مناصريهم الأسبان فحطت من هيبتهم, وبلغت ذروة التجائهم بالأسبان حين قرر أحد ولاتهم وهو والي الجزائر تقديم بيعته إلى السلطان العثماني سليم الثاني, فما كان منهم إلا أن التجئوا بالأسبان مرة أخرى, فهب هؤلاء إلى نجدتهم غير أنهم عبثوا ببلادهم واستهانوا بحرمات الدين الإسلامي, وفي نهاية المطاف كانت الدولة الحفصية قد استنفذت كل ما لديها للبقاء فسقطت أراضيها عام ( 982هـ – 1574م ) وأصبحت جزءً من الدولة العثمانية

مشكووووور الأخ فريد

يعطيك الصحة يا خويا


شكرا لمرورك الكريم نورت الصفحة

لماذا نجاهد للشيخ أبو سليمان العتيبي قاضي الدولة الإسلامية 2024.

لماذا نجاهد؟
الكاتب: أبو سليمان العتيبي

.poem {font-size:14pt;font-family:’Simplified Arabic’;color:rgb(0, 0, 0);}الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ولا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والاراضين، ومالك يوم الدين، الذي لا فوز إلا في طاعته ولا عز إلا في التذلل لعظمته، ولا غنى إلا في الافتقار إلى رحمته، لا هدى إلا بالاستهداء بنوره، ولا حياة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في قربه، ولا صلاح ولا فلاح إلا في الإخلاص له، إذا أُطيع شكر، وإذا عصى تاب وغفر، لا يحصى عدد نعمته العادون، ولا يؤدي حق شكره الحامدون، ولا يُبلغ مدى عظمته الواصفون، بديع السموات والأرض وإذا قضى إمراً فإنما يقول له كن فيكون.

والصلاة والسلام على من بعث بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ كلمة قامت بها الأرض والسماوات، وخلقت لأجلها جميع المخلوقات، وبها أرسل الله رسله وأنزل كتبه، وشرع شرائعه، لأجلها نصبت الموازين، ووضعت الدواوين، وقام سوق الجنة والنار، وأنقسم الخلائق إلى مسلمين وكفار، وأبرار وفجار، عنها وعن حقوقها يكون السؤال والجواب، وعليها يقع الثواب والعقاب، عليها نصبت القبلة، وعليها أسست الملة، ولأجلها جردت سيوف الجهاد، وهي حق الله على العباد.

فأشهد أن لا إله إلا الله، شهادة حق وصدق أتولى بها الله ورسوله والذين آمنوا، وأتبرأ بها من الطواغيت والأنداد المعبودين ظلما وزوراً من دون الله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}.

أمة الإسلام…

إذا كان أعداء الله من الصليبيين واليهود، وأذنابهم المرتدين والرافضة المجوس؛ قد عاثوا في الأرض فسادا وأهلكوا الحرث والنسل، وإذا كانت رائحة الخيانة والخذلان والإخلاد إلى الأرض وترك الجهاد في سبيل الله تزكم الأنوف؛ فإن عباداً لله تعالى لا يرضون بالحياة إلا عزيزة كريمة، يرفضون العيش في ظل الإستعباد، شعارهم؛

لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ وأسقني بالعز كأس الحنظلٍ
إذا آذن مؤذن الجهاد؛ يا خيل الله إركبي، جعلوا الدنيا بما فيها من زخرف ومتاع خلف ظهورهم، وحملوا السلاح وما أدراكم ما السلاح! ضحوا في سبيل الله بكل غالي ونفيس ضحوا بإسرهم؛ وأسرة الأنسان أعز ما عنده، ضحوا بأموالهم والمال نفيس، ضحوا بالمسكن والمسكن عزيز، وضحوا بأغلى من ذلك كله يوم ضحوا بأنفسهم وشعارهم؛

ورؤسنا يا رب فوق أكفنا نرجوا ثوابك مغنماً وجوارا
قال الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

أيها المسلمون…

لقد حيرتنا الأحداث المتلاحقة، ولا ندري عما نتكلم وبما نتكلم…

أنتكلم عن جراحات المسلمين وما أصابهم من آذى الكفار؟! {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ}.

أنتكلم عن الأعراض التي انتهكت، والأموال التي سلبت، والكنوز التي نهبت؟!

أنتكلم عن المساجد التي هدمت والأرض التي أغتصبت؟!

أم نتكلم عن الفتوحات التي حلت والرحمات التي نزلت، والنصر والتكمين الذي لاح في الأفق؟!

أمتي المسلمة…

إن الله تعالى إذا قال؛ فهو الأصدق قيلا، وإذا وعد؛ فهو الأوفى عهدا، {ومن أوفى بعهده من الله}.

إن الله تعالى يقول – وإذا قال الله سقط كل قول -: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ}.

أمتي المسلمة…

إن كل لحظة من تاريخنا، وكل ذرة من ترابنا، وكل كلمة من حياتنا؛ لتؤكد وتؤيد معنى هذه الآية؛ {أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ}.

إن المعركة الوحيدة على مر تاريخ البشرية جمعاء؛ معلومة النتيجة، محسومة الخاتمة، هي معركة الإسلام والكفر فحسب، قال الله تعالى {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ}.

اللهم إنا نسألك أن تجمع لنا بين الحسنيين، اللهم أيدنا بنصر من عندك، اللهم أختم لي بشهادة من عندك؛ تغفر بها ذنبي، وترضى بها عني، وتضحك بها مني.

أمة الإسلام…

إننا نقاتل ونجاهد في سبيل الله لما قام عباد الصليب بغزو ديار المسلمين وسوم أهلها سوء العذاب، يذبحون أبنائهم ويستحيون نسائهم.

إننا نقاتل ونجاهد في سبيل الله لما قام شرذمة من بني جلدتنا، ويتكلمون بلغتنا، قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان أنس؛ بموالاة الصليبيين ودعم دولة الطاغوت المرتدة في أجهزة الجيش والشرطة، فقتلوا العباد وأفسدوا البلاد وعاثوا في الأرض الفساد.

إننا نقاتل ونجاهد في سبيل الله حين انتهكت الأعراض وبلغ الأمر مبلغة وتفنن الأعداء في حرب الإسلام وأهله.

إننا نقاتل ونجهاد في سبيل الله لما ضاع حكم الله في بقاع الأرض، وصار الحق فيها باطلا، والباطل فيها حقا.

وصدق المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم: (يأتي على الناس سنوات خدعات، يُصدق فيها الكاذب، ويُكذب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة)، قيل: وما الرويبضة؟ قال: (الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) [رواه أحمد].

أيها المسلمون…

إننا نقاتل ونجاهد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا؛ فمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، قال الله تعالى {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله}.

قال بعض العلماء: إذا كان بعض الدين لله وبعضه الآخر لغير الله وجب القتال حتى يكون الدين كله لله، {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}.

أننا نجاهد ونقاتل في سبيل الله لأن الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات وأجل الطاعات، بل هو أفضل ما تقرب به المتقربون وتنافس فيه المتنافسون، ولما يترتب عليه من نصر المؤمنين وإعلاء كلمة الدين وقمع الكافرين، ولا يرغب عن هذا الجهاد إلا المنافقون، قال الله تعالى: {لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ * وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}.

أيها المسلمون…

هل يسوغ بعد هذا لسائل أن يسأل؛ لماذا نجاهد؟ إننا نحرض الأمة جمعاء على الجهاد في سبيل الله، نحرض الأمة على قتال الصليبيين وقمع المرتدين، مقتدين في ذلك بسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم؛ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}.

فيا خيل الله أركبي، ويا أرض الله أشهدي، ويا سماء أمطري، ويا جنود الله هبوا، ويا حملة الراية قوموا، وبالجنة أبشروا، فلا والله لا نضع سيف حتى يحكم الله بيننا، سنقطع الأيادي، ونضرب الأعناق، {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}.

يا أمة الإسلام…

أما لكم في الصديق أسوة؟! أما لكم في خليفة رسول الله قدوة حسنة لما أشار بعض المسلمين عليه بألا ينفذ بعث أسامة، قال: (والله لو أن الطير تخطفني وأن السباع من حول المدينة، ولو أن الكلاب جرت بأرجل أمهات المؤمنين ما رددت جيشاً وجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حللت لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده لو لم يبقى في القرى غيري لأنفذته، أفأطيعه حياً وأعصيه ميتاً؟!).

أما لكم في سعد بن الربيع أسوة، لما أصيب في غزاة أحد وفيه سبعون ضربة ما بين طعنه رمح ورمية سهم وضربة سيف، قال لقومه: (أقرأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم منى السلام وقولوا؛ إني والله لأجد ريح الجنة، ولا عذر لكم أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف)، ثم فاضت روحه، فرضي الله عنه ورحمه وأرضاه.

وأخيراً…

أحذر في رسالتي هذه، أحذر أولئك القوم الذين أتخذوا المكر سلاحاً والنفاق ملاذا.

أحذرهم… أحذر الذين أتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله من أرباب الحزب والسياسة، الذين يحالون أن يجمعوا بين الكفر والإيمان وبين التوحيد والشرك، ويقولون؛ إنما أردنا إحسانا وتوفيقا، وهم في الحقيقة إنما صنعوا إساءة وتلفيقا.

أحذرهم من مقت الله وغضبه أولا، فلقد أعد الله تعالى لمن كذب عليه وعلى رسوله وعلى أمة الأسلام عذاباً أليما ما لو علمه كثير من هؤلاء المغذين للشر والمؤيدين للأنحراف لأثروا الموت في مهدهم على أن يقعوا في هذه التبعات.

أحذر هؤلاء من عاقبة المكر في الدنيا والأخرة، قال الله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ * ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالْسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ}.

اللهم إن الأرض أرضك، والسماء سمائك، والبحر بحرك، والجند جندك، اللهم عليك بعباد الصليب وأذنابهم المرتدين، اللهم عليك بالروافض الحاقدين، اللهم عليك بطواغيت العرب والعجم، اللهم أحصيهم عددا وأقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا، اللهم خذ من دمائنا حتى ترضى، اللهم خذ من دمائنا حتى ترضى، اللهم خذ من دمائنا حتى ترضى.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

أخوكم المعتصم بالله
أبو سليمان العتيبي، من أرض الرافدين
فى ظل الإمارة الإسلامية في العراق
القاضي الشرعي لدولة العراق الإسلامية

جزاك الله الجنة وحورها أخي العزيز
اللهم فك اخواننا في كل مكان في العراق و الشيشان و فلسطين و عليك باليهود الغاشمين و النصارى
اعدا ء الدين و اعوانهم من الروافض المجوسيين .
بارك الله فيك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المقداد- القعدة
القعدة
القعدة
جزاك الله الجنة وحورها أخي العزيز
القعدة القعدة

وإياك أخي الفاضل

وليس ما عندي ما أقول لك سوى

لله درك
لله درك
لله درك

الدولة تعتذر للجنود الاحتياطيين وتلتزم بالتعويض عن تضحياتهم 2024.

التزم الوزير الأول أحمد أويحيى، بتكفل الدولة
بمطالب الجنود الاحتياطيين الذين شاركوا في الحرب ضد الإرهاب خلال الأزمة
الأمنية، سيما أولئك الذين أصيبوا بعاهات مستديمة، واعترف بتقصير الدولة
في حقهم مقارنة بالتضحيات التي قدموها من أجل البلاد.



  • وقال
    أويحيى، خلال رده على مناقشات نواب الغرفة السفلى لمخطط عمل الحكومة "نعم
    لقد قصّرنا في حق هذه الفئة من الجزائريين، وليس عيبا أن نقول هذا، لأن
    قانون الخدمة الوطنية عندما شُرع لم يأخذ في الحسبان الظروف التي عاشتها
    البلاد خلال عشرية التسعينيات، والتي صار فيها الجزائري يقتل أخيه".


  • وتابع
    الرجل الأول في الحكومة "هناك تقصير قانوني على هذا المستوى، ونؤكد للشباب
    المعني بهذه المسألة أن الدولة تعتذر لهم، ونعدهم بعلاج مشاكلهم في الأشهر
    القليلة المقبلة، لأنه من غير المعقول أن يفرق القانون بين جزائري وآخر"،
    في إشارة إلى الامتيازات التي يتمتع بها الجنود المتعاقدين بعد تعرضهم
    لعاهات تمنع مواصلة عملهم بالجيش.


  • وأضاف
    المتحدث أن الدولة لا تميز بين من ضحى من أجلها، مهما كان الموقع أو
    الوظيفة التي كان يؤديها، في الجيش الوطني الشعبي أو خارجه، مشددا على أن
    مطالب عناصر الدفاع الذاتي قريبة من التحقيق، كما وعد به رئيس الجمهورية
    في خطابه بمدينة أرزيو في 24 فيفري المنصرم.


  • وتعّهد
    الوزير الأول بالتجسيد الحرفي لجميع بنود الميثاق من أجل السلم والمصالحة
    الوطنية، سيما تلك التي تصب في صالح عائلات المفقودين وعائلات الإرهابيين،

    وكذا أولئك الذين فقدوا مناصب عملهم، خلال عشرية التسعينيات. وذكر المتحدث
    أن عدد الملفات المتعلقة بالأصناف السالف ذكرها يقدر بـ 30 ألف ملف، 80
    بالمائة منها تم الفصل فيها بشكل نهائي.


  • ولتجسيد
    حرص الحكومة على طي هذا الملف، أشار أويحيى إلى أن الحكومة "أعطت تعليمات
    صارمة للمصالح المعنية بملف المصالحة، تشدّد فيها على ضرورة رفع العراقيل
    أمام احترام نصوص الميثاق والتعليمة والمراسيم التطبيقية لقانون المصالحة".
ماشاء الله موضوع رائع أخي
بارك الله فيك
دمت ذخرا للمة أخي
شكرااااااااااااا

قررت الدولة 2024.

قررت الدولة

منح مهنــــد الجنسيــــة الجزائرية
.
.
.

لانــــه يمــــلك نفــــس صفــــات شــــبابــــنا
.
.
.
يصــــاحب ألــــف وحــــدة فــــي الأخــــير يتــــزوج بنــــت خالــــو

القعدةhiny:القعدةhiny:

هههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههه

يعطوهالو نحيها أنا و نروح للسودان

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nina love القعدة
القعدة
القعدة

هههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههه

يعطوهالو نحيها أنا و نروح للسودان

القعدة القعدة

ههههه
صحا فطورك ختي

:o_o::o_o::o_o::o_o:

هههههههههههالقعدةhiny:القعدةhiny:

هههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههه
ههههههههههه بصح سمحيلي ماعندنا مانديرو بيه معانا
يعطيك الصحة
هههههههههههههههههه
عندها الحق الدولة
مرسي
hhhhhhhhhhhhh merci
ههههههههههههههه
مــرسـي عـلـى الـمـرور نــورتـــو
القعدةcared:
القعدةcared:

hhhhhhhhhhhhhh Merci 3lik

الدولة الرستمية دولة إسلامية ظلمها التاريخ 2024.

بقـلـم : الشيخ مهنا بن راشد بن حمد السعدي
بسم الله الرحمن الرحيم

لقد سمعنا عن الكثير من الدول الإسلامية التي نشأت وسقطت على مر التاريخ الإسلامي ، كالدولة الأموية العباسية والعثمانية بالمشرق ، والدولة المدارية والإدريسية والفاطمية بالمغرب ، وغيرها من الدول الإسلامية الأخرى التي فصل التاريخ في ذكرها .
وهذه الدول لها إيجابياتها ولها سلبياتها ، وقد قدمت للأمة الإسلامية محاسن ، إلا أنها كذلك لم تخل من المساوئ التي نجدها عند قراءة تاريخها ، وهذه طبيعة البشر القصور عن الكمال .
إلا أن هناك دولا إسلامية قامت ونشأت واستمرت ردحا من الزمن إلى أن سقطت ، وقدمت للأمة الإسلامية الشيء الكثير ، وقد يكون ما قدمته يفوق ما قدمته الدول المشهورة والمعروفة عند الخاصة والعامة .
ومن هذه الدول من سار على نهج الخلافة الراشدة ، وتطبيق مبدأ الشورى ، سواء في انتخاب الحاكم أو في حكم الرعية ،
إلا انه وللأسف الشديد لا نعرف عن هذه الدول الشيء الكثير ، وإذا وصلنا شيء فهو نزر قليل لا يفي للتعرف على جميع جوانب تلك الدولة والظروف التي عايشتها والخدمات الجليلة التي قدمتها للأمة الإسلامية ، وكذلك لا يخلو من التشويه والتحريف .
والتعتيم على هذه الدول من قبل كتاب التاريخ يعود إلى عدة أسباب كالتعصبات المذهبية ، والمصالح السياسية ، والاغراءات المادية وما شابه ذلك من الأسباب التي ليس هذا محل ذكرها .
ومن هذه الدول التي يجهلها الكثير ، دولة إسلامية عريقة نشأت في المغرب في سنة 160هـ ، واستمرت إلى سنة 296هـ ، أي أنها استمرت لمدة 136 سنة (1) .
وقد خدمت هذه الدولة الأمة في الكثير من الجوانب سواء في جانب التأليف ونشر العلم أو في الجانب الاقتصادي والاجتماعي أو في الجانب المعماري ، وحتى في الجانب السياسي .
فما اسم هذه الدولة ؟ ومن أنشأها ؟ وكيف نشأت ؟ وما الذي قدمته للأمة الإسلامية ؟ هذا ما سنحاول أن نتعرف عليه من خلال هذا المقال .
إن هذه الدولة هي الدولة " الرستمية " التي نشأت في المغرب الأوسط ـ الجزائر حاليا ـ على يد الإمام عبد الرحمن بن رستم (2) .
فمن هو الأمام عبد الرحمن بن رستم ؟
هو عبد الرحمن بن رستم بن بهرام بن كسرى ، ولد في العراق في العقد الأول من القرن الثاني الهجري على أكبر تقدير ، ويرجع في نسبه إلى الأكاسرة ملوك الفرس ، فهم أجداده ، إلا أن بعض المؤرخين يعيدون نسبه إلى اللذارقة ملوك الأندلس قبل الإسلام ، والمهم في هذا أنه سليل بيت الملوك قبل الإسلام ، سواء كانوا من الفرس أم من اللذارقة (3) .
سافر أبوه به وأمه من العراق إلى الحجاز لأداء فريضة الحج ، إلا أن الأب وافاه أجله ، وترك يتيما وأرمله ، فتزوجت أمه برجل من أهل المغرب ، فأخذه وابنها عبد الرحمن إلى القيروان (4) .
نشأ عبد الرحمن في القيروان ، وصادف هناك نشر الدعوة الإباضية في تلك الربوع فتعلق بها ، ونصحه أحد الدعاة بالسفر إلى المشرق لتلقي المزيد من العلم على يد الإمام أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة إمام الإباضية في ذلك الوقت (5) .
توجه إلى البصرة ، وظل مع الإمام أبي عبيدة لمدة خمس سنوات يدرس في سرداب أبي عبيدة ، الذي أعده أبو عبيده تحت الأرض خوفا من عيون الأمويين (6) .
عاد عبد الرحمن مع أصحابه حملة العلم إلى المغرب ، وكان من ضمنهم أول إمام للإباضية بويع في المغرب ، وهو الإمام أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري اليمني ، وقد ذكرت بعض المصادر ظهور أئمة للإباضية قبل الإمام أبي الخطاب ، كالإمام عبد الحارث الحضرمي ، والإمام أبي الزاجر إسماعيل بن زياد النفوسي (7) .
إلا أن بعض الباحثين يعتبر أن الإمام أبا الخطاب هو أول إمام للإباضية في المغرب ، وذلك أنه استطاع أن يقيم دولة للإباضية في المغرب (8) .
بعد أن وصل حملة العلم إلى المغرب ، هيئوا الأجواء لإقامة دولتهم ، فلما سنحت لهم الفرصة في سنة 140هـ بايعوا أبا الخطاب المعافري بالإمامة ، بأمر من شيخهم أبي عبيدة (9) .
بعد أربع سنوات من قيام دولة أبي الخطاب في الغرب ، وجه أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي جيشا بقيادة محمد بن الأشعث الخزاعي ، فاستطاع هذا الأخير القضاء على دولة الإمام أبي الخطاب في معركة عنيفة سنة 144هـ ، أستشهد فيها الإمام أبو الخطاب (10) .
حاول عبد الرحمن نجدة الإمام أبي الخطاب ، لكنه لم يتمكن من ذلك ، فاضطر للفرار من ملاحقة ابن الشعث له ، فتوجه إلى المغرب الأوسط ، حتى وصل إلى جبل يدعى " سوفجج " فتحصن به ، حتى أيس منه ابن الأشعث (11) .
لما أحس عبد الرحمن من نفسه القوة والقدرة على بناء دولته الجديدة ، خاصة بعد أن التف عليه الكثير من أنصاره من البربر ومن أهل العلم والصلاح ممن يثق بهم ، اتجه إلى مكان تكثر في الأشجار والأحراش والسباع يسمى " تيهرت " ، فشرع في بناء دولته الإسلامية الجديدة هناك ما بين 155هـ – 160هـ ، والتي عرفت باسم " الدولة الرستمية " نسبة إلى والد عبد الرحمن ، كما جرت العادة في تسمية الدول الإسلامية في العصور الوسطى بأسماء آباء المؤسسين (12) .
بذل عبد الرحمن ـ وهو لم يبايع بالإمامة ـ جهده مع من معه من العلماء في بناء تيهرت حتى تكون على أجمل هيئة ، حتى أن بعض المصادر العلمية تفصل في بناء المدينة بداية بالمسجد الجامع ، ونهاية بالدور والقصور ، والبيوت والأسوار الحصينة (13) .
فازدهرت تيهرت وبلغت شهرتها الآفاق ، وشدت إليها الرحال للتجارة والسكن والعيش الرغيد الآمن ، مما جعل الكتاب والرحالة يقصدونها ويشيدون بها ومن ذلك ما قاله المقدسي واصفا لها فيقول : " … هي بلخ المغرب ، قد أحدقت بها النهار ، والتفت بها الأشجار ، وغابت في البساتين ، ونبعت حولها العين ، وجل بها الإقليم ، وانتعش فيه الغريب ، واستطابها اللبيب ، يفضلونها على دمشق وأخطأوا ، وعلى قرطبة وما أظنهم أصابوا ، هو بلد كبير ، كثير الخير رحب ، رقيق طيب ، رشيق الأسواق ، غزير الماء ، جيد الأهل ، قديم الوضع ، محكم الرصف ، عجيب الوصف … " إهـ (14)
وما أن وصلت سنة 160هـ حتى قام العلماء وأهل تيهرت بمبايعة عبد الرحمن إماما عليهم ، وهو حري بهذا المنصب ، فهو الذي استطاع أن يبني لهم هذه الدولة ، وهو الذي خصه شيخه أبو عبيدة بقوله له : " أفت بما سمعت مني وما لم تسمع " (15) .
وقد تولى الحكم في الدولة الرستمية عدد من الأئمة العدول ، يتم اختيارهم من قبل العلماء والرعية ، فكانت الدولة الرستمية سائرة على نهج الخلافة الراشدة ، وقد يتبادر إلى ذهن البعض أن الحكم في الدولة الرستمية وراثي بسبب كون جميع من حكم من سلالة الإمام عبد الرحمن ، ولكن الأمر بخلاف ذلك ، وقد تكفل بعض الباحثين بكشف اللبس في هذه القضية كالشيخ علي يحيى معمر في كتابه " الإباضية في موكب التاريخ " 3/30 ، وذكر عدة أدلة تدل على أن نظام الحكم في الدولة الرستمية ليس وراثيا ، وإنما كان يرتسم خطى الخلافة الراشدة بتطبيق مبدأ الشورى ، وتكفل أهل الحل والعقد من العلماء باختيار الإمام الجديد .
وأما عن سبب اختيار أهل الحل والعقد الإمام من أبناء الأمام عبد الرحمن فذلك يعود إلى توفر الصفات والشروط المطلوبة في الإمام من صلاح وتقوى وعلم وحنكة سياسية وغيرها من الصفات ، وقد رد د/ محمد صالح ناصر على من اتهم الدولة الرستمية وأتباعها أنهم طبقوا نظام الوراثة والملك العضود فقال " … وهذه مغالطة ، لأن كتب التاريخ تشهد أن الرستميين كانوا يطبقون الشورى والانتخاب عند توليت كل إمام ، وما ذنب الرستميين إن كانت الكفاءة والنزاهة والتقوى ترشحهم كل مرة للفوز برضى الأمة التي ارتضتهم " إهـ (16) .
وقد اشتهرت هذه الدولة بنظام الشورى المطبق فيها ، وبعدالة أئمتها ، وصلاحهم وتقواهم وعلمهم ، وبازدهارها ، وقد كان يعيش تحت ظلها أتباع كل المذاهب الإسلامية ، وكانوا يمارسون عبادتهم بكل حرية وأمان ، وكانت لهم مساجدهم وبيوتهم الخاصة التي يعيشون فيها مصانين الحقوق بعدل وإنصاف من غير تفريق بين مذهب ومذهب ، قال ابن الصغير مؤرخ الدولة الرستمية : " ليس أحد ينزل بهم من الغرباء إلا استوطن معهم وابتنى بين أظهرهم ، لما يرى من رخاء البلد وحسن سيرة إمامه وعدله في رعيته ، وأمانه على نفسه وماله ، حتى لا ترى دارا إلا قيل هذه لفلان الكوفي ، وهذه لفلان البصري ، وهذه لفلان القروي ، وهذا مسجد القرويين ، ورحبتهم ، وهذا مسجد البصريين ، وهذا مسجد الكوفيين … " إهـ (17) .
وابن الصغير هذا نفسه كان شيعيا وقيل مالكي ، ومال د/ محمد صالح و إبراهيم بحاز إلى أنه شيعي المذهب ، وقد كان يعيش في الدولة الرستمية (18) .
وليس هذا فحسب بل كان يعيش في الدولة الرستمية أصحاب الديانات الأخرى كاليهود والنصارى ، وقد كانت للنصارى كنيسة واحدة على الأقل يمارسون فيها عبادتهم ، وكانوا ـ النصارى واليهود ـ يعملون في مهن مهمة كالطب والتجارة داخل الدولة الرستمية (19) .
ولقد اهتم أئمة الدولة الرستمية بالجانب الاقتصادي لدولتهم ، فاهتموا بالزراعة وكانت تكثر فيها البساتين وزراعة الحبوب ، والعصفر والكتان والسمسم ، والنخيل ، ومختلف الفواكه ، والتين والزيتون ، فكانت تدر عليهم أرباحا طائلة ، وقد كانت تكثر فيها الأنهار ، وأقام الرستميون خزانات وأحواض للماء كبيرة اكتشفها الأثريون ، وكانت محكمة التصميم والهندسة ، ليحافظوا على الماء أيام الجفاف ، بل إنهم أوصلوا الماء إلى البيوت عن طريق الأنابيب وشق القنوات (20) .
واهتموا كذلك بالرعي وتربية الماشية ، لكثرة المراعي الخصبة في الدولة الرستمية ، فكانوا يربون الغنم والبقر والجمال والخيول والبغال والحمير ، وكانت تجارتها رائجة ، وتصدر إلى الدول المجاورة ، وكانوا يستغلونها في إنتاج الصوف (21) ، قال ابن حوقل يصف الماشية في تيهرت وأحوازها : " وهي أحد معادن الدواب والماشية والغنم والبغال والبراذين الفراهية ، ويكثر عندهم العسل والسمن " إهـ (22) .
حتى أن بعضهم كان يمتلك مئات الآلاف من الماشية ، التي كانت عمادا لبيت مال المسلمين ، قال الإمام عبد الوهاب : " لولا أنا ومحمد بن جرني ويبيب بن زلغين لخرب بيت مال المسلمين : أنا بالذهب ، ومحمد بن جرني بالحرث ، وابن زلغين بالأنعام " (23) .
وكذلك كان لهم اهتمام كبير بالصناعة ، فكانت توجد في الدولة الرستمية العديد من الصناعات والحرف كالنجارة والحدادة والخياطة والدباغة والطحن ، وصناعة السفن والقوارب ، وصناعة الزجاج والفخار والتحف والعطور ، والخشب المنحوت والمخطوط والمموه والمرصع بالعاج أو الصدف ، وصناعات الذهب والفضة ، حتى أنها كانت تضرب منها الدراهم والدنانير ، فكانت لها عملاتها الخاصة التي كشفت عنها الآثار (24) .
وقد اهتم الرستميون بالتجارة أيما اهتمام ، فأنشئوا الأسواق في مختلف المدن ، فكانت رائجة بشتى أنواع البضائع والمؤن التي تأتي من داخل الدولة الرستمية نفسها أو من الدول الأخرى عن طريق العلاقات التجارية ، حيث أنه كانت للدولة الرستمية علاقات تجارية مع الكثير من الدول كالأندلس ومصر وبلاد السودان وغيرها من الدول في المشرق والمغرب ، فكانت القوافل التجارية تخرج من الدولة الرستمية محملة بشتى أنواع البضائع والمؤن إلى تلك الدولة ، وتعود كذلك محملة بالبضائع التي تنتج في تلك البلاد ، وكانت تجارة الذهب وبيع الرقيق رائجة في ذلك الوقت ، وللدولة الرستمية نشاط كبير فيها ، ووصل النشاط التجار ي في الدولة الرستمية إلى حد أنه كان يوجد بها التخصص في الأسواق ، فكان بها سوق النحاس ، وسوق الأسلحة ، وسوق الصاغة ، وسوق الأقمشة وغيرها من الأسواق (25) .
وقد قام الأئمة الرستميون بإنشاء بيوت للأموال في مدن الدولة الرستمية ، وبيت مال مركزي في العاصمة تيهرت مع دار للزكاة ، وكانت موارد بيوت المال تختلف عن موارد دار الزكاة ، فدار الزكاة مورده هو أموال الزكاة فقط ، وكانت تصرف أموال الزكاة من هذه الدار لمستحقيها الشرعيين الذين حددهم الله تعالى في كتابه في قوله : { إنما الصدقات للفقراء والمساكين … والله عليم حكيم } التوبة : 6 .
وأما دور الأموال فكانت مصادرها الجزية وخراج الأراضي والضرائب والرسوم التي تؤخذ على القوافل التجارية والتجار والحرفيين ، وكانت أموال هذه الدور تسخر في أجور الموظفين في الدولة ، وفي بناء المساجد والطرقات والأسواق ومصالح المسلمين (26) .
أيضا فإننا نجد أن الرستميين اهتموا بالجانب العلمي والفكري اهتماما كبيرا ، ولا أدل على ذلك أن من الشروط الأساسية في إمام الدولة حتى يتم انتخابه ، أن يكون عالما بأمور الشريعة والسياسة والحكم .
فاهتمت الدولة بإنشاء المؤسسات التعليمية كالكتاب ـ أماكن للتعليم ـ وكذلك إقامة حلق العلم في المساجد سواء في التفسير أو الحديث أو الفقه أو اللغة وغيرها من العلوم ، حتى أن أئمة الدولة الرستمية كانوا يساهمون في التعليم بأنفسهم ولا يأنفون من ذلك أو يتكبرون ، كالإمام عبد الوهاب الذي قضى سبع سنوات يعلم الناس أمور الصلاة في جبل نفوسة ، أو الإمام أفلح الذي دارت عليه أربع حلق للعلم قبل أن يبلغ الحلم (27) .
وكذلك اهتمت الدولة الرستمية بإنشاء المكتبات العلمية الزاخرة بمختلف فنون العلم والآثار ، ومن مكتباتها المشهورة مكتبة " المعصومة " التي كانت تحوي آلافا من المجلدات والكتب ، أوصلها بعض الباحثين إلى ثلاثمائة ألف مجلد ، فكانت تحوي بين رفوفها كتبا في علوم الشريعة من تفسير وحديث وفقه وتوحيد ، وكتبا في الطب والرياضيات والهندسة والفلك والتاريخ واللغة وغيرها من العلوم المختلفة ، ولم تكن كتبها مقتصرة على مذهب بعينه بل كانت تجمع مؤلفات لمختلف المذاهب الإسلامية ، ومن المكتبات المشهور الأخرى " خزانة نفوسة " الجامعة لآلاف الكتب ، وكذلك لم تخل منازل العلماء في الدولة الرستمية من وجود المكتبات الخاصة (28) .
وهذه النهضة العلمية لابد وأن يواكبها نهضة في مجال التأليف ، فحازت الدولة الرستمية قصب السبق في ذلك ، فقدم أئمتها وعلماؤها للأمة الكثير من المؤلفات في مختلف فنون العلم سواء الدينية أم الدنيوية ، وكان أئمة الدولة الرستمية في مقدمة الركب في ذلك ، كالأمام عبد الرحمن الذي ألف كتابا في التفسير ، وكتابا جمع فيه خطبه ، والأمام عبد الوهاب الذي ترك لنا كتابا يعرف بـ " مسائل نفوسة الجبل " ، وأما الإمام أفلح فقد ترك لنا الكثير من المؤلفات والرسائل العلمية منها المطبوع ومنها المخطوط ، وأما الإمام أبو اليقظان فكان من المكثرين في التأليف ومن مؤلفاته " رسالة في خلق القرآن " وغيرها من المؤلفات ، هذا بالنسبة لأئمة الدولة الرستمية ، وأما علماؤها فحدث عنهم في مجال التأليف بلا حرج (29) .
كذلك فإن الدولة الرستمية لم تهمل جانب العلوم العقلية كعلم الكلام وغيره ، فكانت تجري بين العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية والتيارات الفكرية المناظرات والمناقشات العلمية بحرية تامة وبلا تضييق ، وذلك أن الدولة الرستمية عاش في كنفها الكثير من اتباع المذاهب الإسلامية كالإباضية والمعتزلة والصفرية والحنفية والمالكية والشيعة وغيرهم ، بل كان هناك وجود لليهود والنصارى كما ذكرنا (30) .
ويحدثنا ابن الصغير عن ذلك فيقول : " من أتى إلى حلق الإباضية من غيرهم ، قربوه وناظروه ألطف مناظرة ، وكذلك من أتى من الإباضية إلى حلق غيرهم كان سبيله كذلك " ، وابن الصغير نفسه كانت له مناظرات مع علماء الدولة الرستمية من الإباضية (31) .
كذلك نجد أن الدولة الرستمية كان لها اهتمام بالأدب العربي من شعر ونثر ، فأما النثر فيظهر ذلك جليا من خطب أئمة الدولة الرستمية ومراسلاتهم ، وأما الشعر فكان لهم نصيب فيه ولكن ليس كالنثر ، ومن شعراء الدولة الرستمية الإمام أفلح بن عبد الوهاب ، ومن قصائده العصماء تلكم القصيدة في فضل العلم التي يقول في مطلعها :

العلم أبقى لأهـل العلم آثـارا :: وليلهم بشموس العلم قد نـارا
يحيى به ذكرهم طول الزمان وقد :: يريك أشخاصهم روحا وأبكارا
حي وإن مات ذو علم وذو ورع :: إن كان في منهج الأبرار ما مارا (32)
ومن شعراء الدولة الرستمية شاعر تيهرت بكر بن حماد الزناتي ، ومن شعره :
قف بالقبـور فنادي الهامدين بهـا :: من أعظم بليت فيها وأجساد
قـوم تقطعت الأسـباب بينهـم :: من الوصال وصاروا تحت أطواد
راحوا جميعا على الأقدام وابتكروا :: فلن يروحوا ولن يغدوا لهم غادي
والله والله لـو ردوا ولو نـطقوا :: إذا لقالوا : التقى من افضل الزاد (33)
وقد كانت للدولة الرستمية علاقات ثقافية مع بلدان المغرب والأندلس ، ومع بلاد السودان وبلدان المشرق العربي ، فكانت بينهم مراسلات ولقاءات (34) .
كذلك فإن الدولة الرستمية تميزت بجمالها المعماري ، فكان بها القصور والبيوت والمساجد والأسواق والفنادق والحمامات يحيط بكل ذلك سور ، وكانت تمر خلالها المياه حتى تصل إلى البيوت ، وقد تفنن الرستميون في بناء دولتهم حتى وصفت بعراق المغرب ، وببلخ المغرب (35) .
وقد أطنب المأرخون والرحالة في وصف جمالها وحسنها ، وقد ذكرنا شيئا مما ذكره المقدسي ، ولنستمع إلى ابن الصغير وهو يصف تيهرت في عهد الإمام افلح فيقول : " … وشمخ في ملكه ، وابتنى القصور ، واتخذ بابا من حديد ، وبنى الجفان ، وأطعم فيها أيام الجفاف … وعمرت معه الدنيا ، وكثرت الأموال والمستغلات ، وأتته الرفاق والوفود من كل الأمصار والآفاق بأنواع التجارات ، وتنافس الناس في البنيان ، حتى ابتنى الناس القصور والضياع خارج المدينة ، وأجروا النهار … " إهـ (36) .
ومن أشهر مدن الدولة الرستمية : مدينة " تيهرت " العاصمة ، ومدينة " وهران " ومدينة " شلف " ومدينة " الغدير " والمدينة " الخضراء " وغيرها من المدن (37) .
وكان للمرأة دور بارز في الدولة الرستمية ، فأنجبت لنا الدولة الرستمية العديد من العالمات والمصلحات ، كأمثال أخت الإمام أفلح ، وأخت الشيخ عمروس ، اللتان تعدان من عالمات الدولة الرستمية ، ولا أدل على بروز المرأة في المجتمع الرستمي وانتنشار العلم بينهن من كلام أحد أفراد الدولة الرستمية واصفا ذلك فيقول : " معاذ الله أن تكون عندنا أمة لا تعلم منزلة يبيت فيها القمر " هذا بالنسبة للإماء فما بالنا بالحرائر (38) .
كذلك فإن أئمة الدولة الرستمية اهتموا بالجانب العسكري للدولة ونشر الأمن والسلام في ربوعها ، فكانت لهم الجيوش الجرارة التي تحمي الدولة من اعتداء الغاشمين ، وكان لهم الوزراء والولاة والقضاة الذين يعينون الإمام في تسيير دفة الحكم والمحافظة على حقوق الشعب ، وكانت لهم الشرطة التي تحافظ على الأمن والنظام في مدن الدولة الرستمية وأسواقها (39) .
وقد ساهمت الدولة الرستمية مساهمة فعالة في نشر الإسلام في إفريقيا السوداء عن طريق ممارسة التجارة مع تلك المناطق التي لم تكن تعرف الإسلام قبل وصول تجار الدولة الرستمية حاملين معهم مشعل الهداية ، ومن أمثال هؤلاء الدعاة التجار الذي أنجبتهم الدولة الرستمية علي بن يخلف النفوسي الذي كان السبب في إسلام ملك مملكة مالي وشعبه (40) .
وقد امتدت حدود الدولة الرستمية في فترة من فتراتها الزاهرة من حدود مصر شرقا إلى مدينة تلمسان في أقاصي المغرب الأوسط غربا (41) .
وبعد هذا العمر المديد وهذه الإنجازات الضخمة التي قدمتها الدولة الرستمية للأمة الإسلامية ، هجم عليها أبو عبد الله الشيعي داعية الفاطميين في سنة 296هـ ، فدمرها وعاث فيها فسادا ، وقتل أهلها ، ولم يكتف بذلك ، بل قام بإحراق مكتبة المعصومة بعد أن أخذ منها الكتب الرياضية والصناعية والفنية ، فقضى بذلك على تراث عظيم من تراث الأمة الإسلامية فحسبنا والله ونعم الوكيل (42).
هذه هي الدولة الرستمية الإسلامية ، والتي للأسف الشديد تجاهلها الكثير من المؤرخين والكتاب القدماء أو المحدثين ، وإذا ذكروها لا يذكرونها إلا بقصد التجني عليها ، وتشويهها والتعتيم على الإنجازات العظيمة التي حققتها خدمة للأمة الإسلامية ، وكل هذا يعود إلى الأهواء السياسية ، و التعصبات المذهبية المقيتة التي عادت على هذه الأمة بالشر والوبال ، بالرغم من أن الدولة الرستمية أظلت بظلها مختلف المذاهب الإسلامية بل والديانات الأخرى ، مصانين الحقوق والكرامة .
ومن أمثال هؤلاء المؤرخين الذين ظلموا الدولة الرستمية ، وكان حري بأمثالهم الإنصاف : ابن عبد الحكيم ( تـ : 257هـ ) صاحب كتاب " فتوح مصر والمغرب والأندلس " ، والبلاذري ( تـ : 279 ) صاحب كتاب " فتوح البلدان " ، وحتى ابن خلدون الذي شهد له بالموضوعية لم يسلم من ذلك ( 43) .
فعسى أن تكون هذه الأجيال الإسلامية المباركة في هذا الوقت أن تكون قد أدركت هذه الحقية المرة ، وأدركت أن ما يعانيه المسلمون اليوم من ذل ومهانة وصغار على أيدي أعداء الأمة الإسلامية ، يعود في المقام الأول إلى المسلمين أنفسهم ، بسبب اشتغالهم بالتعصبات المذهبية والتشنيع على إخوانهم من غير مذاهبهم ، مما أدى إلى إيغار الصدور ، وتفتت العلاقات بين المسلمين ، ففتح الباب على مصراعيه أمام أعداء الأمة ليعيثوا في جسدها فسادا ، بعد أن أنهكه أبنائها بصراعاتهم العقيمة ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل الأمر ببعض من ينسبون أنفسهم إلى الإسلام إذا أصيب أحد إخوانهم المسلمين من غير مذهبهم باعتداء سافر غاشم من قبل أعداء الإسلام ، يفرحون لذلك ويسرون ، والله المستعان ، فهل من صحوة من هذا السبات ، وهل من عودة إلى قوله تعالى : { إن هـذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون } الأنبياء : 92 .

سلام أخي
بوركت على مجهودك الطيب
معلومات قيمة جزاك الله خيرا
حفظك الرحمان

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jinan27 القعدة
القعدة
القعدة

سلام أخي
بوركت على مجهودك الطيب
معلومات قيمة جزاك الله خيرا
حفظك الرحمان

القعدة القعدة

شكرا أختي المرور ، ان شاء الله تكوني قد استفدت من تاريخ هاذه الدولة العريقة

نشكرك بزاف اخي الفاضل
على التعريف بتاريخ بمنطقتي
تيهرت
في ناس بزاف
متعرفش تاريخ
العاصمة الرستمية

تقبل مروري

امال الجزائرية

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امال الجزائرية القعدة
القعدة
القعدة

نشكرك بزاف اخي الفاضل
على التعريف بتاريخ بمنطقتي
تيهرت
في ناس بزاف
متعرفش تاريخ
العاصمة الرستمية

تقبل مروري

امال الجزائرية

القعدة القعدة

لازم أختي
ويوجد البعض من لا يعرف الدولة الرستمية تماما
شكرا اختي على المرور

شكرا عالجهد المبذول معلومات قييمة بارك الله فيك
شكرا على هذه المعلومات القيمة
بورك فيك
يعطيكم الصحة
في إنتظار كل جديدكم
تحيات أخوكم في الله هشام
في جولة في قسم التاريخ سلااام .

موارد بيت المال و سبل صرفها في عهد الدولة الأموية 2024.

–مقالة مصححة من طرف استاذ جامعي لزيادة الثقة —
تعتبر الأموال الركيزة الأساسية لقيام أية دولة و ضمان إستمراريتها ،كذلك الحال بالنسبة للدولة الأموية فقد كانت لها موارد مالية محددة شرعا و أخري مستحدثة
فما هي هذه الموارد ؟ و ماهي سبل صرف كل واحدة منها؟
1* الغنائم:
و هي ماغلب عليها المسلمون بالقتال، و قد ظهر أول تشريع خاص بها سنة 2 هـ عقب غزوة بدر، و هي متعددة بين سبي و أسري و أموال و حيوانات و أمتعة و سلاح و أرض –أما هذه الأخيرة نتكلم عنها في الخراج إقرا موضوع ديوان العطاء للفهم —
و الواجب فيها التخميس أي أربعة أخماس تقسم علي المقاتلين الذين حضرو الموقعة و خمس يؤول إلي من ذكرتهم الآية الكريمةبعد بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : * و أعلمو أن ما غنمتم من شيئ فإن لله خمسة و للرسول و لذي القربي و اليتامي و المساكين و ابن السبيل *
و التقسيم علي الجنود يكون 3 أسهم للفارس – أي للذي يمتلك فرسا – وسهم للراجل
أما في عهد الدولة الأموية فقد بقيت الغنائم تقسم علي المقاتلين 4/5 و الخمس الباقي يصرف علي من ذكرتهم الآية و حقذي القربي يتوقف علي ذمة الخليفة فإن شاء إعطاه و إن شاء منعه
أما تقدير الخمس فقد كان يعتمد علي قائد الحملة فإن أراد الإنقاص فعل و إن أراد التباهي زاد فيه – في عهد الدولة الأموية طبعا- كما فعل يزيد بن المهلب و قد كانت الغنائم وفيرة جدا في العهد الأموي لأن فيها تم فتح جهات غنية من آسيا و إفريقيا و الأندلس و جبهة الروم البرية
2- الفيئ :
و هي الأموال التي يحصل عليها المسلمون دون قتال، و هي ثاني تشريع مالي ظهر سنة 4 هـبعد جلاء بني النظي عن أرضهم و يمكن إضافة الجزية و الخراج و أموال الصلح ، لأنها لا تؤخذ عنوة من أهل الذمة أما أوجه صرفها فهي محددة حسب الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم * وما أفاء الله علي رسوله من أهل القري فلله و للرسول و لذي القربي و اليتامي و المساكين و ابن السبيل * أي أنها تقسم علي 5 أقسام
أما في العهد الأموي فمع وفاة الرسول الكريم صلي الله عليه و سلم صارت تقسم إلي 4 أقسام أما أموال الجزية و الخراج و أموال الصلح فهي تصرف علي مرافق الدولة من :
– عطاء الجنود و المسلمين و شراء الملابسهم و أسلحتهم
– رواتب الموظفين في الدولة كالقضاة و الولاة ،و اكتاب و غيرها
– مشاريع الري ، و إقامة الأنهار و السدود
– الإنشاءات المعمارية كالقصور و الخانات- الفنادق – و المدن و المساجد
– الإنفاق علي من كبر سنه من أهل الذمة * غير المسلمين *
الإنفاق علي الوفود الآتية للعاصمة وغيرها
3- الصدقات:
و هي صدقات المسلمين عن أموالهم و تجارتهم و أرضهم و ما شيتهم ، و قد بدأ الرسول صلي الله عليه و سلم يجمعها سنة 9 للهجرة إضافة إلي أموال العشور التي تؤخذ من التجار و التي تقدر ب 2.5 و هذه أستحدثت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
و اعتبرت أرض شبه الجزيرة العربية كلها أراضي عشرية أما أراضي العراق و الشام و مصر ففيها العشرية و فيها الخراجية لذلك أستوجب تسجيل وصف كل واحدة علي حدة في ديوانها الخاص بها لأنه لا يجوز الخلط بين أموال الخراج و الصدقات لأن أوجه الصرف تختلف
و تؤخذ الصدقات مرة واحدة في السنة من المسلم فقط و إذا وصلت أمواله النصاب من كل 20 درهم 2.5 و تؤخذ كذلك من المواشي و التجارة و الارض
و كان توزيعها علي حسب الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :* إنما الصدقات للفقراء و المساكين و العاملين عليها و المؤلفة قلوبهم و في الرقاب و الغارمين و في سبيل الله و ابن السبيل فريضة من الله *
أي ان أوجه صرفها إجتماعية صرفة
أما في العهد الاموي لا نعلم مدي غحترام جباة الصدقات علي أصول جبيها و علي أصول صرفها
4- الجزية :
و هي ضريبة تفرض علي أهل الذمة – أهل الكتاب –
ممن يسكنون في بلاد الإسلام، و تفرض علي الرجل البالغ دون الطفل و المرأة و الشيخ، كل علي حسب غناه و فقره بين 28 درهم للغني و 24 درهم للمتوسط و 12 درهما للفقير سنويا، و قد تفرض مجموعة علي مدينة معينة و تلك هي أموال الصلح و في هذه الحالة إذا أسلم واحد من تلك المدينة ترجع جزيته إلي أهل مدينته علي عكس جزية الفرد التي تنزع عنه تلقائيا مع إسلامه،أما العبد الذمي فلا تفرض عليه الجزية سواء كان سيده مسلما أو ذميا و في عهد الدولة الأموية طبق الخلفاء نفس القواعد التي كانت تطبق قبل ذلك مع وجود بعض التجاوزات فقد لا تنزع الجزية عن الذمي إذا أسلم في بعض الأحيان و قد يفرض أحد القادة علي سكان منطقة معينة أن ينزع عنهم الجزية مقابل أن يكونو أعوانا للمسلمين مثل الجراجمة و لهم أن يبقو علي دينهم
– و كان عياض بن غنم قد وضع علي أهل الجزيرة – الجزيرة الفراتية معناه شمال العراق – دينارا و مدين قمح و قسطين خلا و عندما ولي عبد الملك بن مروان أعاد عدهم و عد اموالهم فطرح منها ما ينفقونه علي الأكل و الملبس و غيرها من أيام الأعياد فوجد أن كل شخص يستطيع دفع 4 دينار فزاد عليهم أي ان الجزية قد أعيد تحديدها علي حسب سير المنطقة بعد إعادة الإحصاء
– أما الجزية في مصر فكانت بين 4 دنانير و ديناران و كانت لا تؤخذ علي الرهبان، و أول من فرض الجزية علي الرهبان عبد العزيز بن مروان و أخذ علي كل راهب دينارا مما أثار عدة ثورات في مصر إحتجاجا علي القرار
و هناك إشارات تدل علي أن ولاة الخلفاء في المغرب قد أبقو علي الجزية علي من دخل الإسلام مما أثار ثورات فيس المغرب مثل ثورة 124 هـ في المغرب الأقصي

5 – العشور

يتبع في الأسفل

سومي معلومات قيمة … لازم تكملي على خاطر انا نحب العصر الاوموي نموووت عليه ….
إن شاء الله هذه الليلة سوف أكملها جميعا
|-)ياريت..كان اختصاصي تاريخ
يبقى عليا شكرحضرتك..كثيييييييييرياستي:ki ss:
المهم أنك تحب التاريخ
مشكور أخي دريس علي المرور الجميل
شكرااااااااااااااااااااااا
العفو شكرا لك علي المرور
بارك الله فيك اخت سومي جزاك الله خير
و فيك بارك تحياتي أخي سمير علي المرور الطيب
مشكورة سوسو ماتنسايش المقالة لي قلتلك اكتبي -عن جيلنا -كون ماتكتبيهاش نديرو انقلاب عليك انا وفيدو

الدولة الرستمية 2024.

القعدة

القعدة

القعدة

الدولة الرستمية
(160 – 296 هـ / 777 – 909 م)

قامت الدولة الرستمية فى المغرب الأوسط (الجزائر)، وتنسب إلى مؤسسها "الرحمن بن رستم " زعيم الخوارج الإباضية، ومنذ خرج "الخوارج" على "على بن أبى طالب" -رضى الله عنه- وتسببوا فى قتله على يد الخارجى "عبد الرحمن بن ملجم"، وهم يتبنون سياسة الخروج والثورة على الخلافة الإسلامية، يكفِّرون من خالفهم من المسلمين، وتستبيح بعض فرقهم دماءهم!
وكان الخوارج قد فروا فى مرحلة مبكرة من الأمويين بدمشق والشام إلى المغرب.

وحاول الخوارج نشر مبادئهم هناك، وكانت الدولة العباسية كالدولة الأموية تحاول القضاء على الخوارج بسبب أفكارهم الغريبة ومعتقداتهم، واستقر عبد الرحمن بن رستم فى إقليم "تاهرت" بالمغرب الأوسط، وقام بنشر مذهبه هناك حتى بويع بالإمامة سنة 160هـ/777م، فأعلن قيام دولته التى صارت ملجأ لإباضية العراق وفارس وغيرهما، وهم أحد الفرق المعتدلة؛ حيث تتعايش مع خصومها وتعدل عن قتلهم.
نجح عبد الرحمن بن رستم فى توطيد دعائم دولته خلال الفترة التى قدر له أن يحكمها (144-168هـ) وقد خلفه من بعده ابنه عبد الوهاب الذى بقى فى حكم الدولة الرستمية عشرين سنة، ثم "أفلح بن عبد الوهاب" الذى حكم أكثر من خمسين عامًا (188-238هـ)، ثم تتابع فى حكم الدولة الرستمية خمسة من الأمراء، هم: أبوبكر بن أفلح، وأبو اليقظان، فأبو حاتم، فيعقوب ابن أفلح، فاليقظان ابن أبى اليقظان آخر أمرائهم.
وظل أتباع هذه الدولة يتصارعون ويختلفون حتى انقرضت الدولة الرستمية سنة 296هـ/ 909م، فى عهد اليقظان بن أبى اليقظان على يد داعى الفاطميين أبى عبد الله الشيعي.
لقد كانت علاقة الدولة الرستمية متوترة مع الأغالبة الذين يمثلون الدولة العباسية، ولكنهم كانوا على علاقة طيبة بالأمويين فى الأندلس، وذلك لأن الأمويين كانوا يبادلون العباسيين الكراهية والعداء.
وانتهت دولة الرستميين رغم ما تمتعت به من حياة سهلة رغيدة مدة من الزمان؛ لأن الذى يخرج عن جسم الأمة لابد أن تحاصره النهاية.
وكانت هنا دويلة أخرى قامت فى جنوب المغرب الأقصى إلى جانب دولة الأغالبة والأدارسة والدولة الرستيمة، إنها دولة سجلماسة (أو الدولة المدارية) فى جنوب المغرب الأقصى (140-296هـ/ 758-909م) وقد يتساءل البعض عَمْن أسسها؟ وكيف كانت علاقة هذه الدولة بجيرانها؟
لقد أسسها "موسى بن يزيد المكناسي" وهى دولة كالرستمية أسسها خوارج لكنهم على المذهب الصفري، ولهذا توطدت العلاقات بين هذه الدولة والدولة الرستمية فى شتى المجالات، ومؤسسها سودانى بنى العاصمة "سجلماسة"، وقد قضى الفاطميون عليها كما قضوا على غيرها.

مشكور أخي فريد على الموضوع ، بارك الله فيك
شكرا لك الأخ كوكو لمرورك الكريم


يعطيك الصحة يا خويا
فريد
مشكوووووووور

مشكووووور لمرورك الكريم

أول معاهدة بين الدولة العثمانية والمسيحية: 2024.

لما اشتد ساعد الدولة العثمانية خاف مجاوروها، خصوصاً الضعفاء منهم، فبادرت جمهورية (راجوزه) وارسلت الى السلطان مراد رسلاً ليعقدوا مع السلطان مراد معاهدة ودية وتجارية تعاهدوا فيها بدفع جزية سنوية قدرها 500 دوكا ذهب وهذه أول معاهدة عقدت بين الدولة العثمانية والدول المسيحية.

مرسي كوكو ….
مشكورة أختي على المرور……..
:yahoo::yahoo::yahoo::yahoo::yahoo::yahoo:
بارك الله فيك