صلة الأرحام 2024.

صلة الأرحام

الشيخ / محمد بن إبراهيم السبر*

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد.. وبعد،,

فإن الله تعالى فطر الخلق على الاجتماع الذي تحصل به منافعهم ويصلح به أمر دينهم ودنياهم , والإنسان كما قيل : مدني بطبعه، فيكون بذلك الاتصال بينهم والتصاهر والتزاوج بينهم فجاء الإسلام فجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا وليتعاونوا، وقوى روابطهم ووشائجهم فأكد على بر الوالدين وقرن حقها بحقه وشكرهما بشكره وشرع صلة الأرحام والأقرباء وجعلها من صفات أوليائه

فقال سبحانه:

( والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل)

، وبين أن الإخلال بها إفساد في الأرض فقال سبحانه:

( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله )

, وقال صلى الله عليه وسلم: ( الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله ) متفق عليه، وقال محذراً من إهمالها: ( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا – مع ما يدخره له في الآخرة- من البغي وقطيعة الرحم ) ، وقالالقعدة لا يدخل الجنة قاطع رحم). متفق عليه، وأخبر صلى الله عليه وسلم أنها دلالة الإيمان بالله تعالى فقال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ) متفق عليه.

كل هذا وذاك لأجل ما فيها من خيري الدنيا والآخرة، وطاعة الله واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والمنافع التي لاتحد ولا تعد والتي منها:

* حصول التحابب والتآلف والتعاون على البر والتقوى قال تعالى:) وتعاونوا على البر والتقوى( , وتحقيق الأخوة الإيمانية قال تعالى : " إنما المؤمنون إخوة ", وقال عليه الصلاة والسلام : " كونوا

عباد الله إخوانا ".

* ومنها: تفقد الأقرباء والسؤال عن أحوالهم، والرفق بضعيفهم، وإعانة محتاجهم، ومساعدة معوزهم، وزيارة مريضهم، وتقدير كبيرهم، والعطف على صغيرهم، ذلك أن الصدقة على ذي الرحم أفضل فالأقربون أولى بالمعروف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم ثنتان : صدقة وصلة (. رواه الترمذي.

* ومنها: البركة في العمر، وبسط الرزق، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: )من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه). ينسأ: أي يؤخر في أجله، متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر( رواه الترمذي.

هذه صلة الرحم وهذه شيء من فوائدها وثمارها، وذلك هو عظيم أجرها وثوابها فلنحرص غاية جهدنا على صلة الأرحام ولنبدأ بالوالدين والإخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات وهكذا كل الأقارب، ومَنْ له حق علينا، وإنها ليسيرة على من يسرها الله عليه، فما هي إلا إلزام للنفس على طاعة الله والبر والصلة، فلنجعل لهذا الواجب الفضيل موقعاً على خارطة اهتماماتنا، ومقدمة أولوياتنا، وليس الأصدقاء والزملاء بأهم من أرحامنا..!!

ثم إن البعض يقول: أنا لا أصل إلا من وصلني ، ولا أزور إلا من زارني، أما الذين لا يصلونني فلا أصلهم، والذين يقطعونني فلا أزورهم ..!!

فيقال لهذا:

إن النبي صلى الله عليه وسلم يقولالقعدة ليس الواصل بالمكافيء ولكن الواصل: الذي إذا قطعت رحمه وصلها) رواه البخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال يا رسول الله القعدة إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولايزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك( رواه مسلم.

وبعض الناس يقول معللاً ترك صلة رحمه بدعاوى أنه مشغول ولديه ارتباطات أو لست بحاجة لهم , أوهم لم يسألوا عني، أو أنا اكبر من فلان أو عبارة : " الحق لي " إلى آخر قائمة الأعذار…

فيقال يا أخي الكريم: هذه الدعاوى كلها من تسويل النفس والشيطان فأي فائدة أعظم من صلة الرحم وهي عبادة وطاعة للرحمن جل وعلا ، ثم إن أعمالك على كثرتها وأهميتها ليست بأهم من برك لوالدين وصلة أرحامك ..!!

وإذا لم يصلنا قريبنا وً لم يسأل عنا فهذا لا يسوغ لنا أن لا نسأل عنه فتقصيره في حقنا ليس مسوغاً لأن نقصر في حقه، والصلة ليست لأجل المقايضة والحاجة بل لأجل القربى والبر وأداء الواجب.

كما ان وسائل الاتصال من : هاتف وفاكس ورسائل جوال وبريد إلكتروني – وإن كانت تؤدي غرضاً طيباً في الصلة- لكنها لا تغني أبداً عن اللقاء والزيارة وحضور اجتماعات العائلة على وجه الخصوص لكونه لقاء يجمع الكثير من الأسرة في وقت ومكان واحد وهذا يوفر على الجميع الجهد وهذا مشاهد في مواسم الأعياد.

وأخيراً :

ينبغي أن نصفي نفوسنا من رواسب البغضاء، والحقد، والغل، والحسد، ولنحرص على سلامة الصدر وعلى السمو بالعلاقات العائلية عن الخلافات والمشاكل الدنيوية خاصة بين الأقارب والأخوة والأرحام، وأن نترفع عنها، وننزه البر وصلة الرحم عن هذه المشاكل ، وأن نساهم في حلها إن وجدت، وأن نتغاضى ونتسامح فيما بيننا، ولا ندع للشيطان سبيلاً علينا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام, ولنجعل مجالسنا عامرة بالخير والإصلاح بعيدة عن الشر والمحدثات والمنكرات سالمة من الاختلافات

قال تعالى :

(لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراًعظيماً).

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم على نبينا محمد

جزاك الله خيرا وا ن شاء الله في ميزان حسناتك

أشكرك علي هذا الطرح المميز للموضوع

جعله ربي في ميزان حسناتك

مع تحياتي لك.

بارك الله فيك
بارك الله فيك على الموضوع القيم
بوركت اخ احمد

هل يجزئ الاتصال هاتفيا بأولي الأرحام عن زيارتهم؟ 2024.

هل يجزئ الاتصال هاتفيا بأولي الأرحام عن زيارتهم؟

السؤال:

بارك الله فيكم شيخنا السؤال الثاني، يقول: هل يُجزئ الاتصال هاتفيًا بأولي الأرحام عن زيارتهم؟

الجواب:
الزيارة لا شك أنها أفضل وأوقع في النفس وأقوى في نشر المودة والرحمة لما يكون بين الزائر والمزور من ذوي الأرحام من الهشاشة والبشاشة والكلام الطيب الجميل، لكّن إذا بَعُدَتْ الشُّقة وكَثُرَتْ المشاغل الهاتف فيه خير – إن شاء الله تعالى-.



الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري

بــــآرك الله فيــكم أخي الكريم
بالطبع الزيارة أفضل بكثير من الإتصال بالهاتف
أسأل الله أن يجمعني بأرحامي ،آمين

بارك الله فيك شكرا لك

فتاوى وحكم ومواعظ تتعلق بصلة الأرحام والتحذير من قطيعتها 2024.

القعدة

* قال تعالى : (( وَاتَقُوا اللهَ الَّذي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً )) [ النساء : 1 ] .

* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليَصِل رَحِمَه ) [ متفق عليه ] .

القعدة

من هم الأرحام ؟

* سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز : من هم الأرحام وذوو القربى حيث يقول البعض إن أقارب الزوجة ليسوا من الأرحام ؟

فأجاب سماحته : الأرحام هم الأقارب من النسب من جهة أمك وأبيك ، وهم المعنيون بقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال والأحزاب : (( وَأُولُوا الأَرحَامِ بَعْضُهُمْ أولَى ببَعْضٍ في كِتَابِ الله )) [ الأنفال : 75 ] وأقربهم الآباء والأمهات والأجداد والأولاد وأولادهم ما تناسلوا ، ثم الأقرب فالأقرب من الإخوة وأولادهم ، والأعمام والعمات وأولادهم ، والأخوال والخالات وأولادهم ، وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما سأله سائل قائلاً : من أبر يا رسول الله ؟ قال : ( أمك ) قال ثم من ؟ قال : ( أمك ) قال ثم من ؟ قال : ( أمك ) قال ثم من ؟ قال : ( أباك ، ثم الأقرب فالأقرب ) [ خرجه الإمام مسلم في صحيحه ] والأحاديث في ذلك كثيرة .

* أما أقارب الزوجة فليسوا أرحاماً لزوجها إذا لم يكونوا من قرابته ، ولكنهم أرحام لأولاده منها . وبالله التوفيق . [ فتاوى إسلامية ] .

بأي شيء أصل أرحامي ؟

* صلح الرحم تكون بأمور متعددة ، فتكون بزيارتهم ، والإهداء إليهم ، والسؤال عنهم ، وتفقد أحوالهم ، والتصدق على فقيرهم ، والتلطف مع غنيهم ، واحترام كبيرهم ، وتكون كذلك باستضافتهم وحسن استقبالهم ، ومشاركتهم في أفراحهم ، ومواساتهم في أحزانهم ، كما تكون بالدعاء لهم ، وسلامة الصدر نحوهم ، وإجابة دعوتهم ، وعيادة مرضاهم ، كما تكون بدعوتهم إلى الهدى ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، يقول ابن أبي حمزة : تكون صلة الرحم بالمال ، وبالعون على الحاجة ، وبدفع الضرر ، وبطلاقة الوجه ، وبالدعاء .

* وقال النووي : صلة الرحم هي الإحسان إلى الأقارب على حسب الواصل والموصول ؛ فتارة تكون بالمال ، وتارة تكون بالخدمة ، وتارة بالزيارة والسلام وغير ذلك .

صلة الرحم واجبة وإن قطعوك

* عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله ، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلم عليهم ويجهلون علي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن كنت كما قلت فكأنما تُسفُّهم الملل ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ) [ رواه مسلم ] .

ثمرات صلة الرحم

صلة الرحم سبب لمغفرة الذنوب

* عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : إني أذنبت ذنباً عظيماً ، فهل لي من توبة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( هل لك من أم ؟ ) قال : لا . قال : ( فهل لك من خالة ؟ ) قال : نعم . قال : ( فبرها ) [ رواه الترمذي والحاكم ] .

صلة الرحم سبب لزيادة الرزق وطول العمر

* عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من سرّه أن يُمَد له في عمره ، ويوسع له في رزقه ، ويدفع عنه ميتة السوء ، فليتق الله ، وليصل رَحِمَه ) [ رواه الحاكم والبزار بسند جيد ] .

* وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ‘ فليصل رحمه ) [ رواه البخاري ومسلم ] .

صلة الرحم من أحب الأعمال إلى الله تعالى

* عن رجل من خثعم قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في نفر من أصحابه فقلت : أنت تزعم أنك رسول الله ؟ قال : ( نعم ) . قال : قلت يا رسول الله ، أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : ( الإيمان بالله ) . قال : قلت يا رسول الله ، ثم مه ؟ قال : ( ثم صلة الرحم … ) قال : قلت يا رسول الله ، أي الأعمال أبغض إلى الله ؟ قال : ( الإشراك بالله ) . قال : قلت يا رسول الله : ثم مه ؟ قال : ( ثم قطيعة الرحم … الحديث ) [ رواه أبو يعلي بسند جيد ] .

صلة الأرحام سبب لدخول الجنة والنجاة من النار

* عن أبي أيوب رضي الله عنه أن أعرابياً عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سفر ، فأخذ بحطام ناقته أو بزمامها ثم قال : يا رسول الله – أو يا محمد – أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار ؟ قال : فكف النبي صلى الله عليه وسلم ثم نظر في أصحابه ، ثم قال : ( لقد وفق أو لقد هدي ) قال : كيف قلت ؟ قال : فأعادها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعبد الله ولا تشرك به شيئاً ، وتقم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصل الرحم ، دعِ الناقة ) وفي رواية : ( وتصل ذا رحمك ) فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن تمسك بما أمرته به دخل الجنة ) [ رواه البخاري ] .

صلة الرحم ليست من باب المكافأة

* من الناس من يصل أقاربه إن وصلوه ، ويقطعهم إن قطعوه ، وهذا في الحقيقة ليس بواصل ، وإنما هو مكافئ للمعروف بمثله ، وهو حاصل للقريب وغيره ، فإن المكافأة لاتختص بالقريب وحده . والواصل حقيقة هو الذي يصل قرابته لله سواء وصلوه أم قطعوه ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ( ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) [ رواه البخاري ومسلم ] .

عقوبة قاطع الرحم

قاطع الرحم لا يدخل الجنة

* عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يدخل الجنة قاطع ) قال سفيان : يعني قاطع رحم . [ رواه البخاري ومسلم ] .

* وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة لا يدخلون الجنة : مدمن الخمر ، وقاطع الرحم ، ومصدق بالسحر ) [ رواه أحمد وابن حبان ] .

قاطع الرحم لا يقبل عمله

* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة ، فلا يقبل عمل قاطع رحم ) [ رواه أحمد ] .

القعدة

منع الزوجة من صلة رحمها

* سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان : هل يجوز للزوج أن يمنع الزوجة من صلة رحمها ، وخصوصاً الوالدة والوالد ؟

فأجاب فضيلته : صلة الرحم واجبة ، ولا يجوز للزوج أن يمنع زوجته منها ؛ لأن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب ، ولا يجوز للزوجة أن تطيعه في ذلك ؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، بل تصل رحمها من مالها الخاص ، وتراسله وتزوره ؛ إلا إذا ترتب على الزيارة مفسدة في حق الزوج ؛ بأن يخشى أن قريبها يفسدها عليه ؛ فله أن يمنعها من زيارته ، لكن تصله بغير الزيارة مما لا مفسدة فيه . والله أعلم . [ المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان ] .

الواجب مقاطعة هذه المجالس

* سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين : في مجالسنا التي تجمع الأسرة غيبة ودخان ولعب بالورق ومشاهدة مسلسلات ، وأنا لا أستطيع الإنكار عليهم خوفاً من تماديهم ووقوعهم في أعراض الدعاة والعلماء كعادتهم في بعض المجالس . فهل أترك مجالستهم وأقاطعهم أم ماذا أفعل ؟

فأجاب فضيلته : الواجب عليك إذا كنت لا تستطيع تغيير المنكر الذي وقع فيه هؤلاء أن تقاطع مجالستهم ؛ لأن من جالس فاعل المنكر كان له مثل إثمه ؛ لقول الله تبارك وتعالى : (( وَقَدَ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ في الْكِتَابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَر بِهَا وَيُستَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُم حَتى يَخُوضُوا فَىِ حَدِيثٍ غَيرِهِ إنَّكُمْ إذاً مّثْلُهُم )) [ النساء : 140 ] . ولا يضر أنهم قاطعوك وقطعوا الصلة بينك وبينهم في المستقبل بناء على مقاطعة مجالسهم التي تشتمل على المنكر ، وإذا قاطعوك وقطعوا صلتك في هذه الحال فصلهم بما تستطيع ، ويكون عليهم إثم القطيعة ولك أجر الصلة . [ فتاوى إسلامية ] .

لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

* سئل الشيخ ابن عثيمين : نويت الذهاب إلى مكة لأداء العمرة ، ولكن قيل لي عند الذهاب إلى مكة لا بد من زيارة أقاربي حتى لا يقطع الرحم ، فرفضت الذهاب للعمرة ابتغاء لوجه الله عز وجل حتى لا أقابل أخا زوجي الذي أضطر إلى مقابلته بواسطة أقاربي ، وأضطر كذلك إلى كشف وجهي أمامه ، فهل هذا صحيح أم لا ؟ وبماذا تنصحونني ؟

فأجاب فضيلته : قال الله تبارك وتعالى : (( يَا أَيُهَا الَّذيِنَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأطِيعُوا الَّرسُولَ وَأُوْلي الأمْرِ مِنكُمْ )) [ النساء : 59 ] .

فجعل طاعة أولياء الأمور تابعة لطاعة الله ورسوله ، فإذا تعارضت طاعة الله ورسوله مع طاعة أولي الأمر فالمقدم طاعة الله ورسوله . ولهذا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ؛ ولا يحل لك كشف الوجه أمام أخي زوجك وأنت تعلمين أنه حرام ، فالواجب عليك ستره حتى لو أدى إلى قطيعة بينك وبين أقاربك ؛ لأنهم هم الذين قطعوا ، وهم ليس لهم طاعة في معصية الله عز وجل ، فعليك أن تؤدي ما أوجب عليك ، واعلمي أنك منصورة عليهم إذا قطعوك من أجل إقامتك لحدود الله عز وجل ، والواجب عليهم أن يقولوا في أحكام الله سمعنا وأطعنا ، وألا يغلبوا العادات على شريعة الله ؛ لأن الشريعة هي الحاكمة وليست محكوماً عليها ، والعادات محكوم عليها وليست حاكمة .

* وليعلم أن من أخطر الأشياء على المرأة أقارب الزوج ، فقد يكونون أخطر عليها من الأجانب ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين نهى عن الدخول على النساء وحذر منه فقال : ( إياكم والدخول على النساء ) قالوا : يا رسول الله ! أرأيت الحمو ؟ قال : ( الحمو الموت ) يعني أنه هو الشر الذي يجب الفرار منه – أي من الخلوة به – وكذلك لأن " الحمو " وهو قريب الزوج يدخل على بيت قريبه دون أن ينكر عليه أحد لكونه قريباً ، ويدخل وهو يعتقد أن البيت بيته ولا يبالي ، فيجري الشيطان منه مجرى الدم ، ويوسوس له في الفتنة حتى تحصل الفتنة ، وكم من قتيل للشيطان في هذه المسألة . لهذا يجب الحذر وغاية الحذر من التعرض للفتنة في أقارب الزوج .

* وخلاصة الجواب : أنه يجب على المرأة السائلة أن تغطي وجهها عن أخي زوجها ولو أدى ذلك إلى غضبهم وإلى هجرهم ، لكن هي عليها أن تقوم بالواجب من صلة الرحم ، وإذا قصروا فالإثم عليهم .

* قال الشاعر :

وكن واصل الأرحام حتى لكاشحٍ ** توفر في عمرٍ ورزق وتسعدِ

ولا تقطع الأرحام إن قطيعةً ** لذي رحم كبرى من الله تبعد

ذكِّرهم بحق القرابة

* سئل فضيلة الشيخ ابن جبرين : حينما كنت عند أخي الكبير مع إخوتي جلسنا نتذكر بعض المواضيع ، وفجأة حصل خلاف بسبب موضوع عن تربية الأطفال ، ثم قال لي أخي الكبير : اخرج من بيتي ، ثم بعد ذلك قام وضربني ، وقام إخوتي كذلك لمساعدته في ضربي . هل مقاطعتي لأخي الكبير وإخوتي بعد ضربي وإهانتي فيه إثم علي ؟ وإذا كان عليّ إثم فماذا أفعل وأنا حساس جداً ؟

فأجاب فضيلته : لابد أن يكون هناك أسباب حسية لهذا الضرب ؛ فيمكن أنك أسأت الأدب معهم أو عبتهم في تصرفهم أو أحفظتهم بشيء من الانتقاد مما نتج عنه أن ضربك الأكبر وأعانوه لعلمهم أنك تستحق الضرب . فإن كان الأمر كذلك فأرى أن ترجع إليهم معتذراً متنصلاً مما بدر منك ، مظهراً للأسف والندم فلعلهم أن يعذروك ويعودوا إلى مقتضى الأخوة ، ثم أرى حتى ولو كانوا خاطئين أن تراجعهم وتبدي عذرك ، وتقر بأنك أخطأت في حقهم ، طالباً منهم التغاضي عن الخطأ ، ذاكراً ما حملك على الكلام على وجه الاعتذار ، مذكراً لهم بحق القرابة وذوي الأرحام ، وأن من قطعها قطعه الله ، فلعل ذلك يكون له الأثر البليغ . والله الموفق . [ مجموع فتاوى الشيخ ابن جبرين ] .

لا تقطع الرحم مجاملة

* سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين : لي أختان متزوجتان من ابني عمهما ، وقد حدثت خلافات بيت الأسرتين أوجبت منع الزيارة ، وامتنع أخي عن زيارة أختيه وكذلك فعلت والدتي مجاملة له حتى لا يغضب منها ، فما الحكم ؟

فأجاب فضيلته : نعم عليهم في ذلك إثم ؛ لأن قطيعة الرحم محرمة وهي من كبائر الذنوب ، والمراد بالرحم القرابة ، وكلما قربت القرابة كانت صلتها أوجب وأوكد ، ولا يجوز أن تقطع رحمها مجاملة لأحد ، بل عليها أن تصل رحمها وأن تقوم بما أوجب الله عليها ، ثم إن رضي أحد بذلك فقد رضي بما أوجب الله وهو خير له ، وإن لم يرض فإنه لا عبرة بسخطه ، وصلة الرحم واجبة لا ينبغي أن تقطع مراعاة للناس أو محاباة لأحد . [ فتاوى إسلامية ] .

أنت السبب في هذه المقاطعة

* سئلت اللجنة الدائمة : لي عمات شقيقات والدي وعددهن ثلاث ، وقد أجمعن كلهن على مقاطعتي بسبب إرث مشترك بيننا أردن بيعه بدون إذن مني ؛ لكوني شريكاً لهن في ذلك الإرث ، ودون أن يعرف أحد منا حقه ، وفعلاً منعت المشتري وأرجعت له ماله الذي دفعه لهن ، وأنا لا أستفيد من ثمن هذه الأملاك ولا أنتفع بأي شيء منها ، وقد تركتها لهن وسافرت ، وأريد أن يعشن بما تنتجه المزارع ويسكنّ البيت على شرط ألا يتصرفن في شيء ، وأنا بعد أن قاطعنني عزلت نفسي عنهن وبقيت وحدي ، وأنا أخاف من قطع الرحم حيث أكون معرضاً لعقوبة قاطع الرحم ، فما الحكم ؟

فأجابت : منعك لعماتك أن يبعن حقهن من ميراثهن من أبيهن ظلم وعدوان منك ؛ فإن لكل واحدة منهن حق التصرف شرعاً فيما تملكه ، وليس لأحد أن يمنعها من ذلك ما دامت أهلاً للتصرف شرعاً ، وأما المقاطعة التي حصلت بينك وبينهن فأنت السبب فيها ، فعليك أن تستغفر الله وتتوب إليه من هذا الذنب العظيم ، وأن تستسمحهن وتزورهن ، فإن الله عز وجل أمر بصلة الرحم ، فقال تعالى : (( وَاتَّقُوا اللهَ الَّذي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرحَامَ )) [ النساء : 1 ]

وقوله تعالى : (( وَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ )) [ الإسراء : 26 ] .

* وأجمع العلماء على أن صلة الرحم واجبة وأن قطيعتها محرمة ، وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه … ) الحديث . [ فتاوى إسلامية ] .

لا تمنعها من زيارة أختها

* سئل فضيلة الشيخ ابن جبرين : رجل تزوج من فتاة لها أخت تكرهه وتحقد عليه وحاولت ألا يتم زواجهما بشتى الصور ، ولكن قدر الله لهذا الزواج أن يتم ، وطلب الرجل من زوجته عدم الاتصال بأختها تجنباً منه للمشاكل والخلافات التي قد تثار بسببها ، لكن الزوجة أصرّت ألا تقطع علاقتها بأختها بحجة أنها لو فعلت ذلك لقطعت صلة الرحم ، وبهذا تكون قد خالفت الشرع والدين . علماً بأن الزوج يصرّ على هذه المقاطعة من قبل زوجته . أفيدونا ولكم خير الجزاء .

فأجاب فضيلته : على الرجل أولاً أن يصلح نيته وقصده وعمله ، فيحافظ على العبادات ويبتعد عن المحرمات ، ويجتنب ما يجلب له سوء السمعة وما يقدح به في عدالته ، وعليه ثانياً أن يحسن صحبة زوجته ويعاشرها بالمعروف ، ويجلب لها أسباب الراحة ومتطلبات الحياة الطيبة ، ويبتعد عن أسباب النزاع والشقاق وما يثير الغضب ويوقع في الأحقاد والضغائن والبغضاء . فمتى فعل ذلك فإن زوجته سترغب في صحبته وتحمد العاقبة وتجد الراحة في حياتها ، وسوف ترد بقوة على من يطعن فيه ويرميه بما يشينه ، ويقول فيه ما هو بريء منه إفكاً وبهتاناً ، سواء أختها أو غير أختها . فعلى هذا لا يمنعها من زيارة أختها ولا يخشى عليها إحداث فرقة أو بغضاء ، بل عليها أن تصل أقاربها ولا تهجرهم لما في القطيعة من الوعيد ، ولعلها تذهب ما في قلب أختها على الزوج من الشنآن والكراهية ، وتحثها على التوبة وحسن الظن ، وتذكر لها حسن خلقه وما يعاملها به من الأخلاق الشريفة والقيم الرفيعة . والله الموفق .

القعدة

المصدر
ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط±ط³ط§ظ„ط©

منقول

القعدة

القعدة

بارك الله فيك موضوع مميز طيب الله ثراك
باركـ الله فيكـ

على هذا الطرح الهآدف و الرآئع

صلة الأرحام في هدي النبي صلى الله عليه وسلم 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم اخواني اخواتي اعضاء وزوار اللمة الجزائرية

القعدة

من المفاهيم والقيم الخاطئة عند بعض الناس قولهم: نحن نزور من يزورنا ونقطع من يقطعنا، ولسان حالهم كحال الذي يتمثل هذه الصفة الذميمة بقوله :

ولست بهياب لمن لا يهابني ولست أرى ما لا يرى ليا
فإن تدْنُ مني تدن منك مودتي وإن تنأ عني تلقني نائيا

وهذا الفهم بلا ريب مخالف لهدي وسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ القائل : (ليس الواصل بالمكافيء، لكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)… رواه البخاري.

فأصل الصلة في هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن تصل من قطعك، ولا تقتصر على صلة من وصلك، فقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعقبة بن عامر ـ رضي الله عنه ـ : (يا عقبة بن عامر! صل من قطعك ، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك)… رواه أحمد.

وعن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رجلا قال: (يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليَّ، وأحلم عنهم ويجهلون علىَّ؟!، فقال : لئن كنتَ كما قلتَ فكأنما تسفهم الملَّ (التراب الحار) ، ولا يزال معك من الله ظهير(مُعين) عليهم ما دمت على ذلك)… رواه مسلم.

قال النووي : ".. كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن، بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته وإدخالهم الأذى عليه، وقيل معناه: إنك بالإحسان إليهم تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم كمن يسف المل، وقيل: ذلك الذي يأكلونه من إحسانك كالمل يحرق أحشاءهم" ..

وصلة الرحم في سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم أمر واجب، وقاطعها آثم، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم ـ: (الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله)… رواه مسلم ) .. وما أسوأ حال من يقطع الله .. ومن قطعه الله فمن ذا الذي يصله ..
وعن أبي بكرة ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا ـ مع ما يدخر له في الآخرة ـ مثل البغي وقطيعة الرحم)… رواه أبو داود..
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا يدخل الجنة قاطع رحم)…. رواه مسلم.

وبين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن صلة الرحم من أسباب طول العمر وزيادة الرزق، فقال: (من سرّه أن يُبْسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره (يؤخر له في عمره) فليصل رحمه)… رواه البخاري.
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لها:
(.. إنه من أعطي حظه من الرفق، فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار)… رواه أحمد.

ومن أفضل الصدقات : الصدقة على ذي رحم ، وهم أولى الناس بالصدقة ..
عن سلمان بن عامر الضبي ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
(.. الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان صلة وصدقة)… رواه أحمد.
وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
(ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شىء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شئ فلذى قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شىء فهكذا وهكذا)... رواه مسلم.

قال النووي: ".. في هذا الحديث فوائد: منها الابتداء في النفقة بالمذكور على هذا الترتيب، ومنها أن الحقوق والفضائل إذا تزاحمت قدم الأوكد فالأوكد، ومنها أن الأفضل في صدقة التطوع أن ينوعها في جهات الخير ووجوه البر بحسب المصلحة ولا ينحصر في جهة بعينها.." ..

القعدة" قـال رســـول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخـــل الجنــــــة قاطــــــع رحــــــم)…. رواه مسلـــــم".القعدة

وقد عُرِف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بصلة رحمه من قبل بعثته كما جاء في صحيح البخاري من قول أم المؤمنين خديجة ـ رضي الله عنها ـ في قصة بدء الوحي: " كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم.." ..

والأمثلة التطبيقية من سيرة وحياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صلة الأرحام كثيرة، منها : دعوتهم إلى الخير.. فقد كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدعو أرحامه إلى الله تعالى ..
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :
(لما نزلت هذه الآية: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}… (الشعراء : 214).
قام نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال :
يا بني كعب بن لؤي، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها… رواه أحمد. (سابلها ببلالها: سأصلها).
وفي رواية البخاري جعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسمي
(يا عباس بن عبد المطلب ، لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا..) ..

ومن صور صلة الرحم في حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يدعو لهم، ويثني عليهم، ويوصي بهم خيرا، ويتألم لإيذاء احد منهم ..
عن زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
(.. وأهل بيتي، أُذَّكِّرُكم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)… رواه مسلم.

وعن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : (من آذى العباس فقد آذاني، إنما عم الرجل صنو أبيه)… رواه الترمذي.. ودعا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لابن عباس أن يعلمه الله الـتأويل والفقه في الدين ..
وأثنى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على خاله سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ فقال : (هذا خالي فليرني امرؤ خاله)… رواه الترمذي.

وكان سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ من بني زهرة وكانت أم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من بني زهرة، فلذلك قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (هذا خالي) .
وهذا الزبير بن العوام ـ رضي الله عنه ـ ابن عمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يثني عليه فيقول
: (.. لكل نبي حواري وحواري الزبير)… رواه البخاري.

وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يزور من يمرض منهم ويدعو له، فعن عائشة بنت سعد: أن أباها قال: (اشتكيت بمكة، فجاءني النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعودني، ووضع يده على جبهتي ثم مسح صدري وبطني، ثم قال: اللهم اشف سعدا وأتمم له هجرته)… رواه أبو داود.

لقد بلغ من أهمية صلة الرحم في هَدْي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن قرنها بالتوحيد، وجعلها من الأمور التي بُعِثَ من أجلها، كما في حديث عمرو بن عبسة ـ رضي الله عنه ـ لما سأل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : بأي شيء أرسلك الله؟، قال : (بكسر الأوثان، وصلة الرحم، وأن يُوحَّد الله لا يُشْرَك به شيء)رواه مسلم..

ومن ثم فصلة الأرحام من أعظم القربات إلى الله وأجلها، وقطيعتها من أعظم الذنوب وأخطرها، والمسلم في هذه الدنيا يجِّد في السير إلى رحاب جنة عرضها السموات والأرض، ومما يعينه في ذلك القيام بصلة الأرحام اقتداءً برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وامتثالاً لأمره ..

صلة الأرحام من أقدس القربات الى اللهن عزوجل من ثمارها نجد
صلةُ الرّحم تدفَع بإذن الله نوائبَ الدّهر، وترفع بأمرِ الله عن المرء البَلايا، قَالَ جبريل للنبي :
(( ] اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ [، فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ: زَمِّلُونِي، زَمِّلُونِي، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ، وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ: لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا، وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ))
[رواه البخاري ومسلم عن عائشة]
لقد خلق الله الرحمَ، وشقَقَ لها اسمًا من اسمِه، ووعَد ربُّنا جلّ وعلا بوصلِ مَن وصلَها، ومَن وصَله الرحيمُ، وصلَه كلُّ خير، ولم يقطَعه أحد، ومن بَتَره الجبّار لم يُعلِه بشرٌ، وعاشَ في كَمَد،
﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ﴾
[الحج: 18]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ] فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ [ ))
[ متفق عليه ]
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ ))
[مسلم]
صلةِ الرّحم ؛ محبّةُ للأهل، وبَسطُ الرّزق، وبركةُ العُمر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الْأَهْلِ، مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ، مَنْسَأَةٌ فِي أَثَرِهِ ))
[ رواه أحمد ]
وفي صحيح البخاريّ ومسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ))
[متفق عليه]
صلةُ الرّحم أمارةٌ على كَرَم النّفس، وسَعَةِ الأفُق، وطيبِ المنبَتِ، وحُسن الوَفاء، ولهذا قيل: مَن لم يَصْلُحْ لأهلِه لم يَصْلُحْ لك، ومَن لم يذُبَّ عنهم لم يذبَّ عنك، يُقْدِم عليها أولو التّذكرةِ وأصحابِ البصيرة.
وصلة الرحم مدعاة لرفعه الواصل، وسبب للذكر الجميل، وموجبة لشيوع المحبة، وعزة المتواصلين.
صلة الرحم تقوَي المودَّة، وتزيدُ المحبّة، وتتوثَّق عُرى القرابةِ، وتزول العداوةُ والشّحناء، فيها التعارفُ والتواصلُ والشعور بالسّعادة
فعلآ الموضوع مهم
رآقني طرحك الرآقي
شكرآآآآ لك عبدو
بآرك الله فيك و جزآك خيرآ
مررت من هنآآآآ
تحيآآآآآآآتي..

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجـstarــمة القعدة
القعدة
القعدة

فعلآ الموضوع مهم
رآقني طرحك الرآقي
شكرآآآآ لك عبدو
بآرك الله فيك و جزآك خيرآ
مررت من هنآآآآ
تحيآآآآآآآتي..

القعدة القعدة

شكراااا لك اختي الفاااضلة على مرورك على صفتحي

تقبلي تحياتي الى اناملك البراااقية

رعاك البارئ ..

سلاااااااااااامي

شكرااااااااااااا
جعلها الله في ميزان حسناتك
ورزقنا واياكم الجنة
باذنه
ااااااااامييييييييين اجمعييييين
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انفاس الورد القعدة
القعدة
القعدة
شكرااااااااااااا
جعلها الله في ميزان حسناتك
ورزقنا واياكم الجنة
باذنه
ااااااااامييييييييين اجمعييييين
القعدة القعدة

شكرااا لك اختي سارة على مرورك الطيب والمميز

جعله الله من ميزانم حسناتك

تقبلي تحياتي لك فاضلتي

سلااااااامي

السلآم عليــكــم ورحمــة الله وبركـــآته
متشكــرة لكـ أخيي الفــآضــل
جمــيل مــآنقلـــت لنـــآ،
تذكــرة بالفــعل مهمّــة ،
ونحــن في أمــسّ الحــآجــة إليهــآ ،
"الــــرّحــم معلّقــة بالعــرش تقول:من وصلني وصله الله
ومن قطعني قطعــه الله "
من المــفروض أن يكفينــآ هذآ الحديث،
حتـــى نتحفّز ونزيل الغبــآر الذي علآ علآقآتنــآ
مع أرحــآمـــنــآ ، هنــآكـ من لآ نرآهــم إلآ في العيديــن ،
وهنــآكـ من لآ نرآهــم إلآ النــظرة الأخيـــرة للأســـف!!
الله يهدينــــآ ، ويصلّح أحـــوآلنــآ ،
ويثبتنــآ وإيـــآكــم على طريــق الحــق والهدى ،
ويرزقنــآ شرف وصـــآلــه "جلّ في علآه"
بــوصــل أرحـــآمــنــآ ،
إنـــه وليّ ذلكـ والقآدر عليــه ،

ومـــــضـــــة:
إني لأرى الرجل يحيي شيئا من السنة فأفرح به
الإمــآم أحمـد بن حنبــل_رحمــه الله-

حيــآكـ الله وبيــآكـ وفي الفردوس الأعلــى جمعنــآ وإيــآكـ

الشكر لك فاضلتي على هذه المداخلة الرااااقية منك

تحية تليق بمقامك سمو الاميرة

سلااامي

بارك الله بك.

فيك بارك الله اخي الفاضل

تحية تليق بمقامك سيدي ..

سلاام