منع أحد الأبوين الآخر من زيارة الطفل في حال الطلاق 2024.

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

منع أحد الأبوين الآخر من زيارة الطفل في حال الطلاق:
الفتوى رقم (21102)
س: حيث إنني تزوجت من امرأة كندية كانت سابقا مسيحية، وقد أسلمت، وأنه يوجد لي منها ابن يعيش معها في كندا حاليا، وقد طلبت رؤية ابني، ولكن والدته رفضت ذلك، لسبب أنه لا يجوز لي رؤيته، حسب ما قالت لي، وحاولت معها مرارا وتكرارا، وقدمت شكوى للحكومة الكندية بهذا الخصوص وطلبوا مني دليلا شرعيا يجيز للأب رؤية ابنه، وأيضا أم ابني قالت لي ذلك، أرجو إفتائي وإعطائي دليلا شرعيا يجيز لي ذلك لأتمكن من تقديمه لأم الولد وللحكومة الكندية.


ج: إذا خرجت الزوجة من بيت الزوجية أو حصلت فرقة بين الزوجين بطلاق مثلا، وبينهما مولود أو أكثر فإنه لا يجوز في الشريعة الإسلامية أن يمنع أحدهما الآخر من رؤية المولود بينهما وزيارته، فإذا كان المولود مثلا في حضانة أمه فلا يجوز لها منع والده من رؤيته وزيارته؛ لأن الله سبحانه أوجب صلة الأرحام بقوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى} [سورة النساء الآية 36] وفي الحديث: من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة (*) وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
عضو: عبد الله بن غديان
عضو: صالح الفوزان
عضو: بكر أبو زيد

جزاكم الله خيرا

وجزاكم الله خيراا

حقوق الأبوين 2024.

حقوق الأبوين

أولى الإسلام عناية خاصة للأسرة وللمحافظة عليها من خلال تحديده للحقوق المترتِّبة على أفرادها تجاه بعضهم البعض ، وذلك كي تُصان الأسرة بصفتها اللبنة الأساسية في بناء المجتمع الذي ينشده الإسلام .
ولما كان الوالدان هما حجري الأساس في بناء الأسرة وتنشئة الجيل ، نجد القرآن الكريم يصرح بِعِظَم مكانتهما ، ووجوب الإحسان إليهما .
وفيما يأتي بيان لحقوق الوالدين في القرآن الكريم والسنة النبوية ، وأقوال أهل البيت ( عليهم السلام ) :

أولاً : حقوق الوالدين في القرآن الكريم :

قرن تعالى وجوب التعبد له بوجوب البر بالوالدين في العديد من الآيات الكريمة ، منها قوله تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) الإسراء : 23 .
وقوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) البقرة : 83 .
وهكذا نجد أن الله تعالى يعتبر الإحسان إلى الوالدين قضية جوهرية ، فهي من الأهمية بمكان ، بحيث يبرزها – تارة – في عالم الاعتبار بصيغة القضاء : ( وَقَضَى رَبُّكَ ) الإسراء : 23 .
ويجسدها – تارة أخرى – في عالم الامتثال بصيغة الميثاق : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) البقرة : 83 .
ويعتبر التعدي على حرمتهما حراماً ، وهنا لابُدَّ من التنبيه على أن القرآن الكريم وفي العديد من آياته يؤكد على الأولاد بضرورة الإحسان إلى الآباء ، أما الآباء فلا يؤكد عليهم الاهتمام بأبنائهم إلا نادراً ، وفي حالات غير عادية ، كأن لا يقتلوا أولادهم خشية الإملاق .
فيكتفي بالتأكيد على أن الأولاد زينة ومتعة ، وموضع فتنة وإغراء للوالدين ، ولم يذكرهم إلا مقرونين بالمال ، وفي موضع التفاخر .
وبنظرة أعمق جعل الإحسان إلى الوالدين المظهر الاجتماعي للعبادة الحقة ، وكل تفكيك بين العبادة ومظهرها الاجتماعي ، بالإساءة إلى الوالدين على وجه الخصوص ، ولو بكلمة ( أُفٍّ ) ، يعني إفسادا للعبادة كما تفسد قطرة الخل العسل .
للأمِّ حَق أكبر :

منح القرآن الأم حقاً أكبر ، وذلك لما تقدمه من تضحيات أكثر ، فالأم هي التي يقع عليها وحدها عبئ الحمل والوضع والإرضاع ، وما يرافقهما من تضحيات وآلام ، حيث يبقى الطفل في بطنها مدة تسعة أشهر على الأغلب في مرحلة الحمل ، يتغذّى في بطنها من غذائها ، ويقرّ مطمئناً على حساب راحتها وصحتها .
ثم تأتي مرحلة الوضع الذي لا يعرف مقدار الألم فيه إلا الأُم ، حيث تكون حياتها – أحياناً – مهدَّدة بالخطر .
ويوصي بها على وجه الخصوص : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ) لقمان : 14 .
وبذلك يؤجج القرآن وجدان الأبناء حتى لا ينسوا أو يتناسوا جهد الآباء ، وخاصة الأم وما قاسته من عناء ، ويصبوا كل اهتمامهم على الزوجات والذرية .
ثانياً : حقوق الوالدين في السنَّة النبوية :

احتلَّت مسألة الحقوق عموماً وحقوق الوالدين على وجه الخصوص مساحة كبيرة من أحاديث ووصايا النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، فقد ربط النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين رضا الله تعالى ورضا الوالدين ، حتى يعطي للمسألة بُعدَها العبادي .
وأكَّد ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً بأن عقوق الوالدين هي من أكبر الكبائر ، وربَط بين حب الله ومغفرته وبين حب الوالدين وطاعتهما .
فعن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : ( إنَّ رَجُلاً جاءَ إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله ، ما مِن عَملٍ قبيح إلا قدْ عملتُه ، فهل لي من توبة ؟ فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( فهَلْ مِن وَالِدَيكَ أحَدٌ حَي ؟ ) ، قال : أبي .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( فاذْهَبْ فَبِرَّه ) ، فلما ولَّى قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( لَوْ كَانَتْ أمُّه !! ) ) .
وفي التوجيه النبوي : ( مِنْ حَقِّ الوالِدِ عَلَى الوَلَدِ أن يخشع له عند الغضب ، حِرصاً على كرامة الآباء منْ أن تُهدَر ) .
وفوق ذلك فقد اعتبر التسبب في شتم الوالدين من خلال شتم الولد للآخرين كبيرة من الكبائر ، تستحق الإدانة والعقاب الأخروي .
ثم إن البر بهما لا يقتصر على حياتهما ، فيستطيع الولد المطيع أن يبرَّ بوالديه من خلال تسديد ديونهما ، أو من خلال الدعاء والاستغفار لهما ، وغير ذلك من أعمال البر .
ثم إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد جسَّد هذه التوصيات على مسرح الحياة ، ففي الوقت الذي كان يحثُّ المسلمين على الهجرة ليشكِّل منهم نواة المجتمع التوحيدي الجديد في المدينة ، وفي الوقت الذي كان فيه المسلمون قلائل بالآحاد ، تروي كتب السيرة : أنَّ رجلاً جاء إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : جئتُ أبايعك على الهجرة ، وتركتُ أبوي يبكيان .
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( اِرجعْ إلَيهِمَا فَأضحِكْهُمَا كَمَا أبْكَيْتَهُمَا ) .
ثالثاً : حقوق الوالدين في مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) :

أعطى الأئمة الأطهار لتوجهات القرآن الكريم وأقوال النبي وأفعاله الفكرية والتربوية روحاً جديدة يمكن إبرازها على النحو الآتي :
أولها : تفسير ما ورد من آيات قرآنية :

تنبغي الإشارة هنا إلى أن أهل البيت ( عليهم السلام ) هم الذين أنزل القرآن في بيوتهم ، وقرنهم الرسول الأعظم به ، وغدوا بذلك قرآناً ناطقا ، ينطقون بالحق ، ويؤكِّدون على أداء الحقوق .
فقد حدَّد الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) مفهوم الإحسان الوارد بقوله تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) الإسراء : 23 .
فقال ( عليه السلام ) : ( الإحسان : أن تُحسِن صُحْبَتَهُما ، وأن لا تكلِّفهما أن يسألاك شيئاً مما يحتاجان إليه ، وإن كانا مُسْتَغْنِيَيْن ) .
وحول قوله تعالى : ( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا ) الإسراء : 23 ، قال ( عليه السلام ) : ( إنْ أضْجَرَاكَ فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ، ولا تَنْهرهُمَا إِنْ ضَرَبَاكَ ) .
وفي ضوء قوله تعالى : ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء : 24 ، يقول ( عليه السلام ) : ( لا تَمْلأ عَيْنَيكَ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِمَا إِلاَّ بِرَحمَةٍ وَرِقَّة ، وَلا تَرْفَعْ صَوتَكَ فَوقَ أصْوَاتِهِمَا ، وَلا يَدَكَ فَوقَ أيْدِيهِمَا ، وَلا تقدم قُدَّامَهمَا ) .
وحول الآية الكريمة : ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) لقمان : 14 ، يقول الإمام علي الرضا ( عليه السلام ) : ( إنَّ الله عزَّ وجَلَّ أمَر بالشكرِ لَهُ وللوالدين ، فمَن لَمْ يشكر وَالِدَيه لمْ يشكر الله ) .
ثانياً : استثارة الوازع الأخلاقي :

أراد الأئمة ( عليهم السلام ) أن تبقى منظومة الأخلاق في الأمة حيَّة فعالة ، انطلاقاً من حِرْصهم الدائم على سلامة المجتمع الإسلامي ، حتى لا يتردَّى أفراده في مهاوي القلق والضياع ، وعليه فقد حثّوا على التمسك بالقِيَم الأخلاقية في تعامل الأولاد مع والديهم ، بحيث تتحول إلى طبع يطبع سلوك الأبناء ، وفي هذا الصدَد يقول الإمام علي ( عليه السلام ) : ( بِرُّ الوَالِدَينِ مِنْ أكْرَمِ الطِّبَاعِ ) .
ويقول حفيده الإمام الهادي ( عليه السلام ) : ( العقُوق ثكْلُ مَنْ لَم يُثكَل ) .
ثالثاً : تحديد الحكم الشرعي :

لم يبقَ آل البيت ( عليهم السلام ) مسألة حقوق الوالدين في إطار التوجهات القرآنية أو مجرَّد استثارة الدوافع الأخلاقية ، بل حدَّدوا الحكم الشرعي لهذه المسألة الحيوية ، واعتبر الإمام علي ( عليه السلام ) بِرّ الوالدين أكبر فريضة .
ويقول الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( ثَلاث لَمْ يَجْعَل الله عَزَّ وَجَلَّ لأحدٍ فيهِنَّ رُخصة : أدَاء الأمَانة إلى البرِّ والفَاجِر ، والوفَاءِ بالعَهْد للبرِّ والفَاجِر ، وبِرّ الوَالِدَين بِريْنَ كَانَا أو فَاجِرَين ) .
والجدير بالذكر أن الإسلام لم يربط حقوق الوالدين بقضية الدين ، وضرورة كونهما مسلمين ، بل أوجب رِعاية حُقوقهم بمعزَلٍ عن ذلك .
فيقول الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( بِرّ الوالِدَين وَاجِبٌ وإن كَانَا مُشرِكَين ، ولا طَاعَة لهما في معصية الخالق ) .
ولم يكتَفِ الإمام الرضا ( عليه السلام ) بِتبْيَان الحُكم الشرعي ، بل كَشَف عن الحكمة من وراء هذا التحريم بقوله : ( حَرَّم الله عُقوق الوَالِدين لمَا فِيه مِنَ الخُروجِ مِن التَّوفِيقِ لِطَاعَةِ الله عَزَّ وجَلَّ ، والتوقيرِ للوَالِدَينِ ، وتَجَنُّب كُفر النِّعمَة ، وإبْطَال الشُّكْرِ ، ومَا يَدعُو مِن ذلكَ إلى قِلَّة النَّسل وانقِطَاعِه ، لِمَا فِي العقُوقِ من قِلَّة توقير الوالدين ، والعرفان بحقهما ، وقطع الأرحام ، والزُّهد من الوالدين في الولد ، وتَرك التربية بِعِلَّة ترك الولد برهُمَا ) .
رابعاً : تحديد الحقوق المترتبة للوالدين :

تتَّسع عدسة الرؤية للحقوق في مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) عن غيرها من المدارس والمذاهب القانونية والاجتماعية ، فهي تركِّز في توجهاتها على الحقوق المعنوية ، وتضعها في سُلَّم الأولوية ، ولا يعني ذلك إهمال الحقوق المادية .
فإذا كانت النظرة المتعارفة للحق أنه حق مادِّي بالدرجة الأساس ، فإن مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) تنظر للحق نظرة أرحب وأشمل ، هي نظرة الإسلام العميقة التي تقدم الجانب المعنوي على المادي .
وعلى هذا الأساس نلاحظ أن أكثر توصيات وأحاديث الأئمة ( عليهم السلام ) تنصب على رعاية الحقوق المعنوية ، كالطاعة للوالدين ، والشكر والنصيحة لهما .
فيقول الإمام علي ( عليه السلام ) في نهج البلاغة : ( إنَّ للوَلَدِ على الوالِدِ حق أن يطيعَه في كل شيء ، إلا في مَعصِية الله سبحانه ) .
ويقول الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) في رسالة الحقوق : ( أمَّا حَقّ أبيكَ فَأن تعلم أنه أصلك ، وأنه لولاه لم تَكُن ، فمَهْمَا رأيت في نفسِكَ مِمَّا يُعجبك ، فاعلَم أنَّ أبَاكَ أصْلُ النِّعمَةِ عَليكَ فِيه ، فاحمدِ الله واشكره على قدر ذلك ، ولا قوة إلا بالله ) .
ويقول ( عليه السلام ) فيما يتعلق بحق الأم : ( أمَّا أمُّكَ فأن تَعلَمَ أنَّهَا حَمَلَتْكَ حَيثُ لا يَحتَمِلُ أحَدٌ أحَداً ، وأعطَتْكَ مِن ثَمَرة قلبها مَا لا يُعطِي أحدٌ أحَداً ، وَوَقَتْكَ بِجَمِيعِ جَوَارِحِها ، ولَمْ تُبَالِ أنْ تَجُوعَ وتُطعِمكَ ، وتَعطشَ وتُسقِيكَ ، وتعرى وتَ**ُوكَ ، وتضحي وتظلُّك ، وتهْجر النَّوم لأجْلِكَ ، وَوَقَتْكَ الحَرَّ والبرد يكون لها ، فإنَّك لا تُطيق شُكرَها ، إلاَّ بعونِ الله وتوفيقه ) .
بهذه اللُّغة الوجدانية الشفافة يصوغ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) بنود الحقوق الاعتبارية للوالدين ، وأيضاً ينقل الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) عن جده المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) : ( أنَّ رجلاً سألَ الرسولَ ( صَلَّى اللهُ عَليهِ وآلِه ) : مَا حَقّ الوَلَدِ على وَالِدِه ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا يُسَمِّيهِ باسْمِه ، وَلا يَمْش بَينَ يَدَيه ، وَلا يَجْلِسُ قَبْلَه ، وَلا يَسْتَسِبُّ لَه ) .
الآثار السلبية الدنيوية لمن عَقَّ والديه :

ذكرنا فيما سبق بعض الآثار الأخرويَّة المترتبة على عقوق الوالدين ، ولعَلَّ من أبرزِها التعرُّض لِسَخَطِ الله تعالى ، وعدم قبول الطاعات ، وغير ذلك من آثار .
ومن يطَّلع على أحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) يجد حشْداً من الأحاديث في هذا المجال ، وهنا سوف نقتصر على إبراز الآثار السلبية في دار الدنيا لمن أساء لوالديه ، ويمكننا تصنيفها حسب النقاط الآتية :
أولها : التعرّض للفقر والفاقة :

يقول الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) في هذا الخصوص : ( أيُّمَا رَجُلٍ دَعَا عَلَى وَالِدِهِ أوْرَثَهُ الفَقر ) .
ثانيها : المقابلة بالمثل :

إنَّ الأولاد الذين يُسيئون التصرف مع آبائهم سوف يُقابلهم أبناؤهم بالمثل ، ولا يقيمون لهم وزناً عندما يكبُرون ، ويؤكِّد هذه الحقيقة ما وَرَد عن الإمام جَعفر الصادق ( عليه السلام ) : ( برُّوا آبَاءكُم يَبرُّكم أبناؤكم ) .
وقد أثبتَت التجارب العملية هذه الحقيقة ، وغدَتْ من المسلَّمات عَبْر الأجيال ، فالذي يعقُّ والديه يواجه الحالة نفسها مع أبنائه لا مَحَالة .
ثالثها : العقوق يورث الذِّلَّة والمَهانة :

ممَّا لا شَكَّ فيه أن الفرد الذي يعقُّ والديه ينظر له المجتمع بِعَين السخط والاستخفاف ، ويصبحُ منبوذاً مذموماً على الصعيد الاجتماعي ، ولا يُذكَر إلاَّ بالعار والشنار مَهما تستَّر خلفَ سواتِر الأعذار .
فيقولُ الإمام الهَادي ( عليه السلام ) : ( العقوقُ يعقب القلة ، ويؤدِّي إلى الذِّلَّة ) .
ويمكن حَمْل كَلمة القلة في الحديث على إطلاقها ، فتشمل القِلَّة في المال والفقر المعنوي والاجتماعي المتمثل بقِلَّة الأصدقاء والمعارف الذين لا يلقُونَ حبال ودهم إلى من عَقَّ والديه ، وكيف تحصل الثقة بمن قطع حبال الود مع والديه ، وهما من أقرب المقرَّبين إليه ؟ .

حكم الدعاء على الأبوين الظالمين 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال
مررت بفترة ظلمت من أبي ومن غيره، فكنت أقول على من ظلمني حسبي الله ونعم الوكيل في فلان، أو حسبي الله ونعم الوكيل فيه أو فيك وأنوي من أقصده. وكان من ضمنهم أبي.فهل قول حسبي الله ونعم الوكيل على الأب يكون فيه عقوق؟ وإذا حدث شيء بعد تحسبي على من ظلمني بفترة أي أن ربي عاقب من ظلمني بعد تحسبي عليه وكان العقاب مؤلما. هل أكون مذنبة لما حصل لهم لأني تحسبت عليهم.وهل التحسب يكون دعوة على من ظلمني أم أن التحسب يعتبر دعاء فقط يعني لا لأحد ولا عليه؟

الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالدعاء على الوالد لا يجوز وإن كان ظالما لما فيه من العقوق، وأما قول: حسبي الله ونعم الوكيل. فليس دعاء على أحد، ولكنه تفويض لله تعالى ولجوء إليه فهو حسب كل مؤمن وكافيه، فلا حرج عليك في قول حسبي الله ونعم الوكيل ولا يعد هذا عقوقا، وإن كان من ظلمك قد ابتلي أو عوقب فلا إثم عليك في ذلك، وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: كثيراً ما أدعو على أبي في نفسي بأن يرد الله عليه بمثل معاملته لنا، أو أقول: حسبي الله ونعم الوكيل! فوالدي فظ غليظ بخيل سيئ المعاملة. فهل هذا من العقوق، وبماذا تنصحوننا؟. فأجاب بقوله: لا يجوز لك الدعاء عليه، ولكن تقولين: اللهم اهده، اللهم اكفنا شره، حسبنا الله ونعم الوكيل. لا بأس، أما الدعاء عليه فلا. انتهى

والله أعلم

المصدر

السؤال

هل يجوز الدعاء على الأب الظالم أو الأم الظالمة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز الدعاء على الأبوين وإن كانا ظالمين، لأن ذلك من العقوق، وهو من أكبر الكبائر. قال صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، ثلاثا؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين…. متفق عليه، فالواجب على من ابتلي بأبوين هذا حالهما أن يحسن صحبتهما، ويجتهد في نصحهما بالتخلي عن المعاصي، فإن قبلا ذلك فهذا حسن، وإلا فليدع لهما بالهداية والاستقامة، ويكل أمرهما إلى الخالق سبحانه.

والله أعلم.

المصدر

بعيد الشر من المستحيل ان أدعي عليهم بالشر
و بارك الله فيك اختي على الموضوع المميز

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء 99 القعدة
القعدة
القعدة

بعيد الشر من المستحيل ان أدعي عليهم بالشر

و بارك الله فيك اختي على الموضوع المميز

القعدة القعدة
وفيك بارك الله أختي
ربي يحفظلك والديك