في معنى قولِه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «ماءُ زمزم لِمَا شُرب له» 2024.

السـؤال:

ما المقصودُ من حديث: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ»(١- أخرجه ابن ماجه في «المناسك»، باب الشرب من زمزم: (3062)، وأحمد في «مسنده»: (14435)، وابن أبي شيبة في «المصنف»: (19467)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (9752)، وفي «شعب الإيمان»: (412القعدة، من حديث جابر رضي الله عنه. والحديث حسنه المنذري في «الترغيب والترهيب»: (2/136)، وابن القيم في «زاد المعاد»: (4/360)، وصححه الألباني في «إرواء الغليل»: (1123). ٢- «فيض القدير» للمناوي: (3/489). )؟ وهل تكفي النية قبل الشُّرب أم لا بدَّ من التلفُّظ بالدعاء؟ أثابكم الله، وبارك في عِلمكم وعُمْركم.

الجـواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:

فالمرادُ بقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» هو حصول بركةِ ماءِ زمزمَ بحَسَب نية الشارب له، فإن شربه للشبع به أشبعه الله، وإن شربه للاستشفاء به شفاه الله، وإن شربه مستعيذًا بالله أعاذه الله، وهكذا باستحضار نيات صالحة عند شربه ليحصل لأصحابها ما ينوونه بفضل الله عزَّ وجلَّ الذي يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

قال المناوي عند شرحه ﻟ: «شِفَاءُ سُقْمٍ»: «أي شفاءٌ من الأمراض إذا شرب بنية صالحة رحمانية»(٢- «فيض القدير» للمناوي: (3/489).).

وقد ورد في بركتها واستحباب شربها أحاديث منها: قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ وَهِيَ طَعَامُ طٌعْمٍ، وَشِفَاءُ سُقْمِ»(٣- أخرجه البيهقي في «السنن الكبرى»: (9751)، والطبراني في «المعجم الصغير»: (296)، والطيالسي في «مسنده»: (457)، من حديث أبي ذر رضي الله عنه. والحديث صححه المنذري في «الترغيب والترهيب»: (2/135)، والألباني في «صحيح الجامع»: (2435). وأصله في صحيح مسلم: كتاب «فضائل الصحابة»، باب فضائل أبي ذر رضي الله عنه: (6359)، بلفظ: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ».)، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «خَيْرُ مَاءٍ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ، فِيهِ طَعَامٌ مِنَ الطُّعْمِ، وَشِفَاءٌ مِنَ السُّقْمِ»(٤- أخرجه الطبراني في «الكبير»: (11167)، وفي «الأوسط»: (3912)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال المناوي في «فيض القدير» (3/489): «قال الهيثمي: رجاله ثقات وصحَّحه ابن حبان وقال ابن حجر: رواته موثوقون وفي بعضهم مقال لكنه قوي في المتابعات وقد جاء عن ابن عباس من وجه آخر موقوفا»، والحديث حسنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (1056).)، وقد «شَرِبَ مِنْهُ النَّبِيُّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَتَوَضَأَ»(٥- أخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في «زوائد المسند»: (1/76) رقم: (565)، من حديث علي رضي الله عنه. والحديث صحَّحه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (2/19)، وحسنه الألباني في «الإرواء»: (1/45)، وفي «تمام المنة»: (46).).

أمَّا التلفُّظ بالدعاء -ففي حدود علمي- لم يثبت في ذلك شيء، أمّا حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنّه كان إذا شرب ماء زمزم قال: «اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا وَاسِعًا، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ»(٦- أخرجه الحاكم في «المستدرك»: (1739)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، والحديث ضعيف، انظر: «الإرواء للألباني»: (4/333).) فضعيف لا يصحُّ، ولكن لا يمنع من الشرب منه بنية العلم النافع والرزق الواسع والشفاء من كلّ داء.

والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

لفتوى رقم: 808

الشيخ محمد علي فركوس

بارك الله فيكم…طرح قيم…مأجورين بإذن الله

بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك الله كل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.