سلسلة تفسير أسماء الله الحسنى(شرح اسم: الرؤوف، الرب، الرحمان، الرحيم) 2024.


القعدة

ذو الجلال والإكرام(1):

قال رحمه الله تعالى:

"ذو الجلال والإكرام أي: ذو العظمة، والكبرياء، وذو الرّحمة، والجود، والإحسان العام، والخاصّ، المكرم لأوليائه، وأصفيائه الّذين يجلّونه ويعظّمونه ويحبّونه"(2).

****************************** ****

الرّؤوف(3):

قال رحمه الله تعالى: "الرّؤوف أي: شديد الرأفة بعباده فمن رأفته ورحمته بهم أن يتمّ عليهم نعمته الّتي ابتدأهم بها.

ومن رأفته توفيقهم القيام بحقوقه وحقوق عباده.

ومن رأفته ورحمته أنه خوّف العباد، وزجرهم عن الغيّ والفساد كما قال تعالى: {ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ}(4).

فرأفته ورحمته سهّلت لهم الطّرق الّتي ينالون بها الخيرات ، ورأفته ورحمته حذّرتهم من الطّرق الّتي تقضي بهم إلى المكروهات .

فنسأله تعالى أن يتمّم علينا إحسانه بسلوك الصّراط المستقيم، والسّلامة من الطّرق الّتي تفضي بسالكها إلى الجحيم"(5).

****************************** ***********


الربّ(6):

قال المؤلف رحمه الله تعالى: "قد تكرر اسم (الربّ) في آيات كثيرة.

والربّ هو المربّي جميع عباده بالتّدبير وأصناف النّعم.

وأخصّ من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم وبهذا كثر دعاؤهم له بهذا الإسم الجليل لأنهم يطلبون منه هذه التّربية الخاصّة(7).

وهو الّذي له جميع معاني الربوبيّة التي يستحق أن يُؤْلَهَ لأجلها وهي صفات الكمال كلّها والمحامد كلّها له والفضل كلّه والإحسان كلّه، وأنه لا يشارك الله أحد في معنى من معاني الربوبيّة {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(8).

لا بشر ولا ملك، بل هم جميعاً عبيد مربوبون لربّهم بكلّ أنواع الربوبيّة

مقهورون خاضعون لجلاله وعظمته، فلا ينبغي أن يكون أحد منهم نداً ولا شريكاً لله في عبادته وألوهيته.

فبربوبيته سبحانه يربّي الجميع من ملائكة وأنبياء وغيرهم خلقاً ورزقاً وتدبيراً وإحياءً وإماتةً.

وهم يشكرونه على ذلك بإخلاص العبادة كلّها له وحده، فيؤلهونه ولا يتّخذون من دونه وليًّا ولا شفيعاً، فالإلهية حق له سبحانه على عباده بصفة ربوبيّته"(9).

****************************** ******

الرّحمن الرّحيم(10):

قال رحمه الله تعالى:

"الرّحمن الرّحيم: إسمان دالاّن على أنه تعالى ذو الرّحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كلّ شيء، وعمّت كلّ مخلوق، وكتب الرّحمة الكاملة للمتّقين المتّبعين لأنبيائه ورسله،

فهؤلاء لهم الرّحمة المطلقة المتّصلة بالسّعادة الأبدية، ومن عداهم محروم من هذه الرّحمة الكاملة، لأنه الذي دفع هذه الرّحمة وأباها بتكذيبه للخبر وتولّيه عن الأمر فلا يلومنّ إلاّ نفسه.

واعلم أن من القواعد المتّفق عليها بين سلف الأمّة وأئمّتها ما دلّ عليه الكتاب والسُّنَّة من الإيمان بأسماء الله كلّها وصفاته جميعها وبأحكام تلك الصّفات.

فيؤمنون مثلاً بأنّه رحمن رحيم ذو الرّحمة العظيمة التي اتّصف بها المتعلّقة بالمرحوم، فالنّعم كلّها من آثار رحمته، وهكذا يقال في سائر الأسماء الحسنى.

فيقال: عليم: ذو علم عظيم يعلم به كلّ شيء.

ـــــــــــ

(1)هذا الإسم من أسماء الله المضافة وقد تقدم في الدراسة أنها لا تدخل ضمن أسماء الله الحسنى.

(2) التفسير (5/626).

(3) ودليل هذا الاسم قال الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} (آل عمران:30).

(4) الزمر (66).

(5) التفسير (1/162 و374 و 7/337).

(6)ودليل هذا الاسم قال الله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْء} (الأنعام: 164).
(7) التفسير (5/620).
(8) الشورى (11).

(9) الخلاصة (ص17).
(10) ودليل هذا الاسم قال الله تعالى {
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (الفاتحة: 2، 3).

[ الصّفحات: من 198 إلى 200 ]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.