بمولده إنشق إيوان كِسرى وانطفأت نار المجوس جزء ثاني 2024.

الإسراء والمعراج وعرض النبي نفسه على القبائل

وأسرى برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بجسده على الصحيح من قول الصحابة والعلماء من المسجد الحرام الى بيت المقدس راكبا البراق في صحبة جبريل عليه السلام فنزل ثم أم بالأنبياء ببيت المقدس فصلى ثم عرج به تلك الليلة من هناك للسماء الدنيا ثم للتي تليها ثم الثالثة ثم الى التي تليها ثم الخامسة ثم التي تليها ثم السابعة ورأى الأنبياء في السموات على منازلهم ثم عرج به الى سدرة المنتهى ورأى عندهاجبريل على الصورة التي خلقه الله عليهاوفرض عليه الصلوات تلك الليلة واختلف العلماء هل رأى ربه عزوجل اولا على قولين فصح عن ابن عباس انه قال رأى ربه وجاءفي رواية عنه رآه بفؤاده وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها أنكرت ذلك على قائله وقالت هي وابن مسعود إنمارأى جبريل و عن أبى ذر أنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال نورأنى أراه وفي رواية رأيت نورا فهذاالحديث كاف في هذه المسألة ولما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم من نومه أخبرهم بماأراه الله من آياته الكبرى فاشتدتكذيبهم وأذاهم واستجرؤواعليه وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل أيام الموسم ويقول من رجل يحملني الى قومه فيمنعني حتى أبلغ رسالة ربي فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ رسالة ربي هذا وعمه أبو لهب لعنه الله وراءه يقول للناس لاتسمعوا منه فإنه كذاب فكان أحياءالعرب يتحامونه لمايسمعون من قريش عنه إنه كاذب إنه ساحرإنه كاهن إنه شاعرأكاذيب يقذفونه بهامن تلقاء أنفسهم فيصغي إليهم من لاتمييزله من الأحياء وأماالألباء فإنهم إذاسمعوا كلامه وتفهموه شهدوابأن مايقول حق وأنهم مفترون عليه فيسلمون .وكان مماصنع الله لأنصاره من الأوس والخزرج انهم كانوا يسمعون من حلفائهم من يهودالمدينة ان نبيا مبعوث في هذا الزمن ويتوعدونهم به إذاحاربوهم ويقولون إناسنقتلكم معه قتل عادوإرم وكان الأنصار يحجون البيت وأمااليهود فلافلما رأى الأنصاررسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس الى الله تعالى ورأوا أمارات الصدق عليه قالوا والله هذا الذي توعدكم يهودبه فلايسبقنكم إليه وكان سويدبن الصامت أخو بني عمرو بن عوف بن الأوس قد قدم مكة فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبعدولم يجب ثم انصرف الى المدينة فقتل في بعض حروبهم وكان سويد هذا ابن خالة عبدالمطلب ثم قدم مكة ابوالحيسرأنس بن رافع في فتيةمن قومه من بني عبدالأشهل يطلبون الحلف فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الإسلام فقال إياس بن معاذ منهم وكان شابا حدثا ياقوم هذاوالله خيرمماجئنا له فضربه أبو الحيسر وانتهره فسكت ثم لم يتم لهم الحلف فانصرفوا الى بلادهم الى المدينة فيقال إن إياس بن معاذ مات مسلما .

بيعة العقبة الأولى والثانية

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عند العقبة في الموسم نفرا من الأنصار كلهم من الخزرج وهم أبو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس وعوف بن الحارث بن رفاعة وهوابن عفراء ورافع بن مالك بن العجلان وقطبة بن عامربن حديدة وعقبة بن عامر بن نابي وجابر بن عبدالله بن رئاب فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الإسلام فأسلموا مبادرة الى الخير ثم رجعوا الى المدينة فدعوا الى الإسلام ففشا الإسلام فيها حتى لم تبق دار الا وقد دخلها الإسلام فلما كان العام المقبل جاء منهم اثنا عشر رجلا الستة الأوائل خلاجابرابن عبدالله بن رئاب ومعهم معاذبن الحارث بن رفاعة أخوعوف المتقدم وذكوان بن عبد قيس بن خلدة وقد أقام ذكوان هذا بمكة حتى هاجر الى المدينة فيقال إنه مهاجري أنصاري وعبادة بن الصامت بن قيس و أبو عبدالرحمن يزيدبن ثعلبة فهؤلاءعشرة من الخزرج واثنان من الأوس وهما أبو الهيثم مالك بن التيهان وعويم بن ساعدة فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كبيعة النساءولم يكن امر بالقتال بعد فلما انصرفوا الى المدينة بعث معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم ومصعب بن عمير يعلمان من أسلم منهم القرآن ويدعوان الى الله عزوجل فنزلاعلى أبي أمامة أسعدبن زرارة وكان مصعب بن عميريؤمهم وقدجمع بهم يوما بأربعين نفسا فأسلم على يديهما أسيد بن حضير وسعد بن معاذ وأسلم بإسلامهما يؤمئذ جميع بني عبد الأشهل الرجال والنساء إلا الأصيرم وهو عمرو بن ثابت بن وقش فإنه تأخرإسلامه الى يوم أحدفأسلم يومئذ وقاتل فقتل قبل أن يسجدلله سجدة فأخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمل قليلا وأجر كثيرا وكثرالاسلام بالمدينة وظهرثم رجع مصعب الى مكة ووافى الموسم ذلك العام خلق كثيرمن الأنصارمن المسلمين والمشركين وزعيم القوم البراءبن معرور رضي الله عنه فلما كانت ليلة العقبة الثلث الأول منهاتسلل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم خفية من قومهم ومن كفار مكة على ان يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم وكان أول من بايعه ليلتئذ البراء بن معرور وكانت له اليد البيضاء إذأكد العقد وبادرإليه وحضرالعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم موثقا مؤكدا للبيعة مع أنه كان بعدعلى دين قومه واختاررسول الله صلى الله عليه وسلم منهم تلك الليلة اثني عشر نقيباوهم أسعدبن زرارة ابن عدس وسعدبن الربيع بن عمرووعبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس ورافع بن مالك بن العجلان والبراء بن معروربن صخر بن خنساء وعبدالله بن عمرو بن حرام وهو والد جابر وكان قد أسلم تلك الليلة رضي الله عنه وسعد بن عبادة بن دليم والمنذر بن عمرو بن خنيس وعبادة بن الصامت فهؤلاء تسعة من الخزرج ومن الأوس ثلاثة وهم أسيد بن الحضير ابن سماك وسعد بن خيثمة بن الحارث ورفاعة بن عبد المنذر بن **ير وقيل بل أبو الهيثم بن التيهان مكانه ثم الناس بعدهم والمرأتان هما أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو التي قتل مسيلمة ابنها حبيب بن زيد بن عاصم بن كعب وأسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي فلما تمت هذه البيعة استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يميلواعلى أهل العقبةفلم يأذن لهم في ذلك بل أذن للمسلمين بعدهامن أهل مكةفي الهجرةالى المدينة فبادرالناس الى ذلك فكان أول من خرج للمدينة من أهل مكة أبوسلمة بن عبدالأسدهووإمرأته ام سلمة فاحتبست دونه ومنعت من اللحاق به وحيل بينهاوبين ولدهاثم خرجت بعد السنة بولدها الى المدينة وشيعها عثمان بن طلحة ويقال إن أبا سلمة هاجرقبل العقبة الأخيرة فالله أعلم ثم خرج الناس أرسالا يتبع بعضهم بعضا .

هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولم يبق من المسلمين إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعلي رضي الله تعالى عنهما أقاما بأمره لهما وخلا من اعتقله المشركون كرها وقد أعد أبو بكر رضي الله عنه جهازه وجهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم منتظرا حتى يأذن الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم في الخروج فلما كانت ليلة هم المشركون بالفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم وأرصدواعلى الباب أقواما إذا خرج عليهم قتلوه فلماخرج عليهم لم يره منهم أحد وقدجاء في حديث انه ذر على رأس كل واحد منهم ترابا ثم خلص الى بيت ابي بكر رضي الله عنه فخرجا من خوخة في دار أبي بكر ليلا وقد استأجرا عبدالله بن أريقط وكان هاديا خريتا ماهرا بالدلالة إلى أرض المدينة وأمناه على ذلك مع انه كان على دين قومه وسلما اليه راحلتيهماوواعداه غار ثور بعد ثلاث فلماحصلا في الغارأعمى الله على قريش خبرهما فلم يدروا اين ذهبا وكان عامر بن فهيرة يريح عليهما غنما لأبي بكر وكانت أسماء بنت أبي بكر تحمل لهما الزاد الى الغار وكان عبدالله بن أبي بكر يتسمع مايقال بمكة ثم يذهب إليهمابذلك فيحترزان منه وجاء المشركون في طلبهما الى ثور وما هناك من الأماكن حتى إنهم مروا على باب الغار و حاذت أقدامهم رسول الله صلى الله عليه وسلم و صاحبه وعمى الله عليهم باب الغار و العنكبوت سدت على باب الغاروإن حمامتين عششتا على بابه وذلك تأويل قوله تعالى إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذيقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنافأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروهاوجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العلياوالله عزيز حكيم وذلك أن أبابكررضي الله تعالى لشدة حرصه بكى حين مرالمشركون وقال يارسول الله لوأن أحدهم نظرموضع قدميه لرآنافقال له النبي صلى الله عليه وسلم ياأبابكر ماظنك باثنين الله ثالثهماولماكان بعدالثلاث أتى ابن أريقط بالراحلتين فركباهماوأردف أبو بكرعامر ابن فهيرة وسار الدليل أمامهما على راحلته وجعلت قريش لمن جاء بواحدمن محمدصلى الله عليه وسلم وأبي بكررضي الله عنه مائة من الإبل فلما مروا بحي مدلج بصر بهم سراقة بن مالك بن جعشم سيدمدلج فركب جواده وسارفي طلبهم فلماقرب منهم سمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وأبوبكررضي الله عنه يكثرالالتفات حذرا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهوصلى الله عليه وسلم لايلتفت فقال أبوبكر يارسول الله هذاسراقة بن مالك قدرهقنا فدعاعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخت يدافرسه في الأرض فقال رميت إن الذي أصابني بدعائكمافادعواالله لي ولكما علي أن أرد الناس عنكما فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلق وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب له كتابا فكتب له أبو بكر في أدم ورجع يقول للناس قد كفيتم ماههناوقد جاء مسلماعام حجة الوداع ودفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب الذي كتبه له فوفى له رسول الله صلى الله عليه وسلم بماوعده وهو لذلك أهل ومررسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرة ذلك بخيمة أم معبدفقال عندهاورأت من آيات نبوته في الشاة وحلبهالبنا كثيرافي سنة مجدبة مابهر العقول صلى الله عليه وسلم .

دخوله عليه الصلاة والسلام المدينة

وقد كان بلغ الأنصار مخرجه من مكة وقصده إياهم فكانوا كل يوم يخرجون الى الحرة ينتظرونه فلماكان يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول على رأس ثلاث عشرة سنة من نبوته صلى الله عليه وسلم وافاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الضحى وكان قدخرج الأنصاريومئذفلماطال عليهم رجعواالى بيوتهم وكان أول من بصربه رجل من اليهودوكان على سطح أطمه فنادى بأعلى صوته يا نبي قيلة هذا جدكم الذي تنتظرون فخرج الأنصارفي سلاحهم وحيوه بتحية النبوة ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء على كلثوم بن الهدم وقيل بل على سعد بن خيثمة وجاء المسلمون يسلمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم لم يره بعدوكان بعضهم أو أكثرهم يظنه أبابكرلكثرة شيبه فلماأشتدالحرقام أبو بكربثوب يظلل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحقق الناس حيئذ رسول الله الصلاة والسلام .

لقد كانت هجرة غيرت مجري التاريخ ، واسال لك العفو والعافية في الدنيا والاخرة
لقد كانت هجرة غيرت مجري التاريخ ، واسال لك العفو والعافية في الدنيا والاخرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.