المدن المنسية بين الواقع والتاريخ 2024.

المدن المنسية بين الواقع والتاريخ

شروق طوشان

كثيراً ما نشاهد على الشاشة المرئية أحداثاً وأقاصيص حول المدن المنسية , تاريخ غني بالوقائع والملاحم التاريخية مما جعلني أتشوق لرؤية واقعها والتعرف عليها ولكن يا هول ما رأيت ..‏

مواقع تاريخية مبعثرة في كل مكان أحجار أثرية تستخدم في بناء منازل الفلاحين والعمال طرق ضيقة غير معبدة سياح ينظرون بأسى على هذه الكنوز التاريخية المهملة .‏


000000000000

مما أثار في نفسي لهفة وحماساً نحو تصميم يعمل على تطوير هذه المنطقة وتحويلها إلى منطقة سياحية يؤمها السياح من كل مكان وعلى هذه الافكار وضعت النقاط الأساسية لمشروعي هذا كهدية لسورية التاريخ ووفاء لأبناء هذه المنطقة الذين صنعوا هذا التاريخ.‏

تتركز معظم المدن المنسية في شمال سورية ..‏

فإذا زرنا المنطقة الجبلية لهذه المناطق لوجدنا أنها مقسمة الى ثلاث كتل جبلية ..‏

كتلة جبل سمعان جبل باريشا والأعلى والدولية والوسطاني وكتلة جبل الزاوية والتي تقع في شمال غرب سورية وتتوزع هذه المواقع في نطاق محافظات حلب وادلب وحماه ..‏

إن زيارة المدن المنسية تثير في المشاهد مناظر عجيبة وفريدة من نوعها لا نجد لها مثيلا في العالم .‏

منطقة جبلية تتناثر فيها أعداد هائلة من قرى ومدن مهجورة تبدو جدرانها من بعد كأشباح معزولة على القمم الجبلية وعلى السفوح أو في الوديان يطلق عليها علماء الآثار اسم منطقة المدن المهجورة أو منطقة القرى الميتة أو القرى العتيقة أو قرى المنطقة الكلسية الحوارية‏.

خواص المدن المنسية:‏

تتميز هذه القرى المنسية بأنها بنيت وفق اسلوب معماري واحد واطلق عليها علماء الآثار اسم فن العمارة السورية تمييزاً عن فن العمارة الكلاسيكية اليونانية والرومانية وهي بهذا تستحق الحفاظ عليها لجمال عمارتها وجعلها محورا لنشاطات سياحية تثير اعجاب السياح بجمالها وعظمة بنيانها وفرادته ..‏

كما أن اسلوب زخرفتها من الداخل والخارج أسلوب فريد لا مثيل له في العالم ومن أبرز خصائص الزخرفة الداخلية هي تلك السجادات الرائعة من الفسيفساء التي تعكس مرحلة من مراحل تطور فن الفسيفساء من الاسلوب الكلاسيكي بجماله الجسدي واعتماده على الاساطير الوثنية والى الاسلوب الديني والمسيحي ببساطته واهتمامه بالجمال الروحي واعتماده على الرموز الروحية والزخرفة النباتية والحيوانية ما شكل مرحلة في الانتقال الى فن الفسيفساء الاسلامي .‏

وتشير الدراسة الى ان هذه المنطقة تحكي جزءا مهماً من تاريخ اجدادنا وكيف انهم حاولوا تخليد استقلاليتهم عن روما وعن بيزنطة لاسيما بعد انتصار المسيحية النهائية في القرن الرابع الميلادي ففي هذه المنطقة تطور بناء الكنائس من الكنيسة المضافة او غرفة الاستقبال الى الكنيسة الكاملة / البازليك او الكاتدرائية /‏

وفيها نشأة الحياة الديرية التي انتقلت منها الى اوروبا والتي تجمع بين العمل والعبادة وفيها نشأت حركة العموديين ومن أبرزهم القديس سمعان العمودي وفيها اشتد الصراع بين الكنيسة السورية الوطنية التي تهدف الى الدفاع عن الوطن وهويته في وجه الاجانب وبين الكنيسة البيزنطية الرسمية التي تحاول السيطرة على البلاد.‏

ويعترف المؤرخون بأن كنيسة القديس / سمعان / كانت لفترة طويلة من أعظم كنائس العالم المسيحي وان نماذج الكنائس التي بناها المعماري السوري العظيم المدفون رفاته في كنيسة قصر البنات قيروص فيريانوس / هي الاساس في كثير من الكنائس الاوربية اللاحقة ..‏

تشمل المدن المنسية المواقع التالية :‏

قلعة كلونة , كيمار , قلعة نجم , برج حيدر , النبي هوري , كفرقدو أو كفر قابو , كالونة , براد ودير براد , كنيسة المشبك , خراب شمس.

النبي هوري:‏

تقع في منطقة عفرين ناحية شران وعلى بعد 70 كم من حلب باتجاه الشمال الغربي وتبعد 22 كم عن اعزاز .‏

وهي تعتبر من المدن الرومانية الحدودية الهامة وهي ذات اصل هللينستي وقد لعبت دوراً هاماً في حماية شمال سورية ضد الفرس ويوجد فيها برج روماني وقلعة عربية واكثر من كنيسة واسواق ومساكن ومدرج روماني وقبور من اهمها قبر النبي هوري ..‏

وهي تسمية حالية وأصل القبر يعود الى قائد روماني ثم الى احد رجال الدين المسيحيين الذي يعود الى منتصف القرن الثالث الميلادي حيث انه في العهد البيزنطي تحولت هذه المدينة الى مدينة مسيحية بيزنطية ضمت عشر كنائس وأسقفية.‏

في موقع النبي هوري توجد الجسور الرومانية وهي عبارة عن جسرين رومانيين عائدين الى القرن الثاني الميلادي وهما واقعان على بعد 1,5 كم من موقع النبي هوري .‏

الاول على نهر الصابون والثاني الى الشرق من الاول وعلى بعد 1كم تقريبا منه وهذان الجسران هما الجسران الوحيدان الباقيان منذ تلك الحقبة .‏

وهذه الجسور كانت تستخدم قديما لعبور المشاة والعربات التي تجرها الحيوانات في حين انها تستخدم حتى هذا العصر لعبور الاليات والسيارات بمختلف اوزانها وانواعها مما أدى الى تصدع هذه الجسور ومما يستوجب معه انشاء جسور بيتونية حديثة بالقرب من هذه الجسور الرومانية ومنع السير فوق تلك الجسور القديمة وترميمها حفاظا عليها .‏

كيمار:‏

تقع في منطقة عفرين – بلدية الباسوطة شمال قرية سمعان وتطل على سهل عفرين وقرية الباسوطة وتتبعها ادارياً يبلغ عدد سكانها /4000/ نسمة علماً انهم لا يزالون يستعملون صهاريج جمع مياه المطر .‏

وهي من الفترة الرومانية – البيزنطية للقرن الخامس والسادس الميلادي وتعتبر من اهم القرى الأثرية / ما يطلق عليها اسم المدن المنسية لكبرها /‏

وهي عبارة عن دور سكن وفيلات وكنائس وصهاريج لجمع مياه الامطار وما يميز كيمار وجود عمود لناسك يقع جنوب القرية وفي وسط القرية يوجد برج كنيسة في شمالها وتتميز كيمار بهوائها العليل مما يجعلها مركز اصطياف ممتاز ..‏

كنيسة المشبك:‏

تقع كنيسة المشبك على بعد خمسة وعشرين كيلو متراً من حلب باتجاه الغرب على الطريق القديمة المؤدية الى جبل سمعان وهي طريق القوافل في اراضي عين جارة قبل دار تعزة ننطلق اليها من حلب مروراً بخان العسل‏ فنسير بين التلال باتجاه جبل سمعان‏.


شكرا لك على الموضوع

الف شكر ليك سامي
تحياتي لك ودمت متميزا ومبدعا ننتظر جديدك
بيكـــــــهام

القعدة

جزيل الشكر على المرور وتصفح الموضوع
اتمنى المتعه والاستفادة
تحية من اخوكم سامي44

القعدة

القعدة

//القعدة
مرورك اسعدني اتمنى الاستفادة

تقبلي تحيات اخوك سامي44

مشكور أخي موضوع رائع
حفظك الرحمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.