الإسلام سبق كل المواثيق الدولية 2024.

الإسلام سبق كل المواثيق الدولية
في حماية صحة الإنسان
القعدة
* مجلة الجزيرة خاص
يتبنى العالم، في الفترة الأخيرة، دعوة لتفعيل المواثيق الدولية لحماية الإنسان وصحته مهما اختلفت جنسيته أو ديانته أو موقعه على الخريطة البشرية، وحقه في الحصول على الرعاية الصحية بما يتفق مع مهنة الطب كرسالة إنسانية سامية ورحيمة.. ومن خلال مدى تحقيق هذه الرسالة يتم قياس مدى تقدم الشعوب والمجتمعات.
وقد أقيمت عدة مؤتمرات في العديد من الدول في العالم حول هذه القضية، كما أثبتت دراسات عديدة قدمت في هذا الصدد أن الدين الإسلامي قد سبق كل الحضارات في الدعوة لهذه المبادئ السامية.. خبراء الطب وعلماء العالم العربي أكدوا في هذا الموضوع أنه من الصعب الفصل بين المبادئ الإسلامية وأخلاقيات الطب كرسالة ومهنة، وتفاصيل أخرى تتضمنها سطور هـذا التحقيق:
د. حمدي السيد نقيب الأطباء بمصر تحدث عن أخلاقيات مهنة الطب فقال: إن الأطباء يؤدون قسم المهنة والذي يطلق عليه قسم أبو قراط وقد تغيرت صيغة هذا القسم في مصر بعد سفر مجموعة من الأزهريين إلى فرنسا في ظل حكم (محمد علي) فأصبحت أكثر ارتباطاً بمنظومة القيم الإسلامية السمحة لدرجة يستحيل معها الفصل بين أخلاقيات الطب كرسالة ومهنة سامية وبين التعاملات في الإسلام.
وأضاف نقيب الأطباء أن ترجمة هذه الأخلاقيات على أرض الواقع تحتاج لعدة ضمانات أهمها مدى تمسك الأطباء أنفسهم بأخلاقيات الإسلام بعيداً عن العائد وراء ممارسة مهنة الطب، والذي قد لا يتحقق إذا لم يتم تحسين الأوضاع المالية للأطباء، وتوفير المناخ المناسب للقيام بدورهم، لأن الاهتمام بحقوق الطبيب بعني الاهتمام بحقوق الإنسان الصحية وبالتالي لحقوقه العامة، فلا يمكن أن نطالب الطبيب أن يقوم بدوره كما ينبغي في توفير الرعاية للمرضي.. مشيراً إلى أن الدين الإسلامي أمر الإنسان بضرورة التداوي والتوجه إلى الطبيب من أجل الحفاظ على صحته.. كما كلف الأطباء بتقديم الرعاية الصحية للمريض دون تفرقة بين إنسان وآخر من حيث اللون أو اللغة أو العقيدة، لأن العقيدة الإسلامية تتعامل مع البشر على أنهم سواسية لا يفرق بينهم إلا العمل الصالح الذي يفيد الفرد والمجتمع.
أمانة الجسد
وأكد د. محمد البتانوني بطب القصر العيني جامعة القاهرة أن هناك مسئولية مشتركة بين الفرد والمجتمع في مجال الرعاية الصحية، فحفاظ الإنسان على صحته يعد إلزاما شخصيا لا بد أن تقابله حقوق المجتمع الذي يعيش فيه هذا الإنسان وذلك ما أكدته العقيدة الإسلامية منذ قرون عديدة حين أكدت تعاليم الإسلام أن صحة الإنسان أمانة منحها الله للإنسان لا بد أن يصونها ويحافظ عليها، وإذا أهدرها وأهملها فإن ذلك يعد إثما يحاسبه الله عليه.. وحقوق الإنسان في الرعاية الصحية لا تكتمل إلا بالحياة في بيئة نظيفة خالية من مصادر التلوث الخطيرة، وضمانة سلامة ما يتناوله من طعام وشراب وتوفير القدر اللازم من الوعي الصحي في كل الممارسات الحياتية العادية.
وأضاف د. البتانوني أن ما سبق يوضح أهمية دور الدول من خلال وزارات الصحة والمستشفيات التعليمية والحكومية في تبني سياسات صحية تحقيق الحد الأدنى من هذه الحقوق بما في ذلك حق كل مواطن في الحصول على خدمة طبية متقدمة وآمنة إذا ما تعرض للمرض وذلك في إطار من أخلاقيات الطب الإنسانية التي أوصت بها المبادئ الإسلامية.
وحول مدى ارتباط مهنة الطب بحقوق الإنسان في الوقت الحالي والمستقبل قالت مؤمنة كامل أستاذ التحاليل الطبية بالقاهرة: ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين فإن هناك ملايين من البشر لا تتوفر لهم أبسط الحقوق الطبية ويقعون فريسة للعديد من الأمراض الوبائية الفتاكة، فهم لم يحصنوا ضد هذه الأمراض لأسباب اقتصادية كما يحدث في العديد من الدول الأفريقية أو بسبب الجهل بالبعد الوقائي.. في الوقت الذي يحصل فيه مواطنو الدول المتقدمة على درجات عالية من الرعاية الصحية وبتكاليف كبيرة، هذا بخلاف الفارق الشاسع في درجة التقدم الطبي بين الدول الفقيرة والمتقدمة.
أضافت د. مؤمنة أن هذا يحدث في الوقت الذي اتفق الجميع على أن حق كل إنسان في الرعاية الصحية هو جزء لا يتجزأ من حقه في الحياة، والطبيب يتحمل مسئولية الحفاظ على هذا الحق باعتباره إنساناً في المقام الأول وطبيباً في المقام الثاني.. هذه المبادئ التي كلفتنا بها العقيدة الإسلامية منذ عقود عديدة وأمرت بالتكافل بين الإنسانية بالحفاظ على حياة الآخرين وفرضت العقوبات بالقصاص من القاتل والمعتدي على أجساد الآخرين وصحتهم كما حرمت على الإنسان التصرف فيما استأمنه الله عليه من صحة وجسد، فلا يجوز له أن يتاجر به أو يهبه لغيره من البشر.
تكريم الإنسان

وفي رأي د. عادل صادق أستاذ الطب النفسي أن ما يتعرض له الطبيب من إنتقادات لا يعد إنقاصاً من قدره، لأن هناك بعض الممارسات البعيدة عن مهنة الطب السامية التي لا يمكن مقارنتها بأية مهنة أخرى.. فترسيخ الوعي بأهمية الطب كرسالة تحتاج إلى تنشئة الأجيال الجديدة على قيم العطاء والتفاني في خدمة المريض وتنحيه المسائل المادية عن هذه الرسالة السامية لتصبح أكثر تفاعلاً مع حقوق الإنسان.
ودعا د. صادق الأطباء إلى ضرورة ملاحقة كل ما هو جديد في شتى أمور المعرفة ليس في مجال الطب فقط، لكن في علوم الأخلاق والتمسك بالرسائل السماوية الفاضلة التي تدعو للتكافل وتحرم الاستغلال بكافة صوره.. فقد كرم الإسلام الإنسان قبل أن تصدر كافة مواثيق وقوانين حماية حقوق الإنسان في العصر الحديث، بما في ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر في ديسمبر 1948ونص على الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية، كذلك قبل إنشاء منظمة الصحة العالمية وتأكيدها على حق الإنسان في الرعاية الصحية الأساسية.
أما د. يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بالقاهرة فقد قال: إن المسنين الذي أوصى بهم الإسلام ودعت مبادئه إلى حسن رعايتهم، فالإهمال يعد انتقاصا في حقوقهم الإنسانية، لذا لا بد أن توفر الحكومات رعاية خاصة لهذا القطاع من المجتمع مقابل أجور رمزية أو بالمجان. وأوضح د. عبد المحسن أن التقدم العلمي والتكنولوجي خدم مهنة الطب، فساهم الحاسب الآلي وشبكة الانترنت في توفير المعلومة الحديثة للأطباء في أشكال التشخيص وسبل العلاج رغم ما يحيط به من مخاطر ومحاذير.. وطالب الأطباء بضرورة الالتزام بأخلاق المهنة التي تتميز عن غيرها منذ فجر التاريخ من مقاليد شرف وقسم جرى العرف أن يؤديه الطبيب قبل مزاولته للمهنة .. وضرورة حظر ما يقوم به الأطباء بالدعاية لأنفسهم في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة حتى لا تختلط هذه المهنة السامية بالخدمات ذات الطابع التجاري والتي يستفيد منها كل إنسان وفق قدرته على سداد ثمنها، لأن الدين الإسلامي قضى بتوفير هذه الرعاية الطبية دون التفريق بين قدرات المرضى المادية وغيرها.

merci مشكورة الاخة ليلى
:thumbup1::001_tt1:
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورين01 القعدة
القعدة
القعدة
merci مشكورة الاخة ليلى
:thumbup1::001_tt1:
القعدة القعدة

شكرا على المرور

شكرا عزيزتي ليلى على المعلومات القيمة
يعطيكِ العافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.