تَأْثِيرُ الْقُرْآنِ فِي الْقُلُوب 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ܓܨ تَأْثِيرُ الْقُرْآنِ فِي الْقُلُوب ܓܨ

الحمدُ لله ربِّ العالمين ، وأشهد أنْ لا إلـٰه إلَّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله ؛ صلَّى الله وسلَّم عليه
وعلى آله وأصحابه أجمعين .
اللهم علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علَّمتنا ، وزدنا علمًا ، وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .

أمَّا بعدُ : فهذه وقفة مع آيةٍ من هذه الآيات الكريمات التي استمعنا إليها من آخر سورة الحشر ؛ وقفة مع قول الله عز وجل:
{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر:21] .

فهذا معاشر الكرام مثلٌ عظيم من الأمثال المضروبة في القرآن ، والله سبحانه وتعالى ضرب في القرآن أمثالا كثيرة
تزيد على الأربعين مثلًا ، جلُّها في بيان التوحيد وتقرير الإيمان وإبطال الشرك ، وهذا المثل الذي ضربه الله سبحانه وتعالى
في هذه الآية الكريمة مثلٌ عظيم جدًا دعانا الله جل وعلا للتفكر في مضامينه والتأمل في معانيه
{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} .

وما من شك أن التفكر في هذه الأمثال المضروبة في القرآن حياةٌ للقلوب ويقظةٌ لها من غفلتها ؛ لأن من شأن المثل أن يجعل
الأمور المعنوية بمثابة الأمور المحسوسة المشاهدة ، وهذا مثلٌ ضُرب لبيان قوة تأثير القرآن وأن القرآن فيه آياتٌ
محكمات ومواعظ مؤثرات وهدايات نافعات ، فيه تأثيرٌ عظيم على القلوب بيَّن الله جل وعلا قوة هذا التأثير وعِظمه بهذا
المثل قال : {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ} ، والجبل معروف ؛ أصم صلب ، مع وصفه بذلك إلا أنه لو أُنزل القرآن على
جبل لتصدع من خشية الله { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} ؛ فإذا كان هذا شأن الجبل
في قوة تأثير القرآن عليه وهو جبل أصم صلب لتصدع من خشية الله فما هي مصيبة قلب الإنسان ؟!

والإمام ابن القيم رحمه الله تعالى لما تحدث عن آية الله عز وجل في الجبال العظيمة وما فيها من دلالات باهرة على عظمة
خالقها وكمال مبدعها سبحانه وتعالى أشار إلى هذا المعنى وأن هذه الجبال من شأنها أنه لو أُنزل عليها القرآن لتصدعت
من خشية الله سبحانه وتعالى .

والواجب على المسلم أن يعتبر بهذا المثل ، وأن يتعظ ، وأن يعمل على أن يكون للقرآن أثر عليه وأثر على قلبه ، وأن يكون
القرآن مؤثرًا فيه ، وأن يكون متأثرا بهدايات القرآن ، وأن يتفقد نفسه فيما كان فيه من إخلال وتقصير في هذا الجانب العظيم .

وما من شكٍ معاشر الكرام أن هذا التأثر بالقرآن الكريم متوقف على حسن التدبر لآياته والتأمل في معانيه والعقل لدلالاته
لا أن يكون حظ الإنسان منه مجرد القراءة بل لابد من تأمل ، حتى وإن احتاج التأمل من المرء أن يقف مع آية واحدة يومًا
أو ليلة كاملة يقف ، لأن التأثر والانتفاع موقوف على حُسن التدبر ، والله سبحانه وتعالى إنما أنزل هذا الكتاب لتتدبر آياته كما
قال جل وعلا : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29] ، وجاء في غيرما آية من كتاب الله
عز وجل الحث على تدبر القرآن والإنكار على من ضيَّع ذلك وفرط فيه وأهمله ، قال الله عز وجل : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ
كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء:82] ، وقال جل وعلا : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }
[محمد:24] .

وأخبر الله جل وعلا أن تدبر القرآن وتأمل معانيه أمنة للعبد من الضلال وسلامةٌ له من الباطل ، وتأمل هذا المعنى في
قول الله سبحانه : { قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67)
أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ } [المؤمنون:66-68] أي لو أنهم تدبروا القول لما نكصوا على الأعقاب ولما كانوا من أهل الضلال

فتدبر القول الذي هو القرآن أمنة للعبد من الضلال وسلامة له من الغواية وحمايةٌ له من الباطل وحصنٌ له من كل شر
لكن هذه المعاني موقوفة على حُسن التدبر ، تدبر القول وتأمل معانيه ودلالاته وهداياته ، والاستشفاء بالقرآن كما قال الله
سبحانه: {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ }[يونس:57] كما قال سبحانه: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ
الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا }[الإسراء:82]
فالقرآن شفاء للصدور من أدوائها وأسقامها وأمراضها ، وهو شفاء للصدور من أمراض الشبهات وأمراض الشهوات
والقرآن فيه حل لكل المشكلات التي تعرض للإنسان والعقبات التي تقف في طريقه ، ولكن لا يصل المرء إلى ذلك ولا ينتفع
بهدايات القرآن الكريم إلا إذا وفق للتدبر والتأمل في معانيه ؛ قال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ }[الإسراء:9]
قال جل وعلا: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ
إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[المائدة:15-16]
كل هذه الآثار والثمار والجنى المبارك لهذا القرآن الكريم لا يُنال إلا بتدبر هذا القرآن وتأمل معانيه ثم ما يثمره هذا التدبر من
عمل بالقرآن .

وعليه فإن العبد في هذا المقام تجاه القرآن الكريم يحتاج
إلى إحسان مع القرآن في ثلاثة أبواب :

1. إحسان في القراءة .
2. وإحسان في الفهم .
3. وإحسان في العمل

لابد من الإحسان في هذه الأبواب الثلاثة ، والهجر للقرآن في قوله {وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا }
[الفرقان:30]
يتناول هذه الجوانب الثلاثة كما فصل ذلك ابن القيم رحمه الله في بعض كتبه ، فالهجر قد يكون للتلاوة ، وقد يكون للتدبر
وقد يكون للعمل بالقرآن الكريم .

وعليه أيضا لا يكون العبد تاليًا للقرآن حق التلاوة إلا بهذه الأمور الثلاثة ؛ قال الله تعالى : {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ
تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ}[البقرة:121]
وقد بيَّن العلماء رحمهم الله تعالى أن تلاوة القرآن تشمل هذه الأمور الثلاثة بما في ذلك العمل ؛ فإن العمل بالقرآن
يعد تلاوة للقرآن ، إذا صليت وأحسنت في صلاتك ، وصمت وأحسنت في صيامك ، وحججت وأحسنت في حجك
وبررت والديك وأحسنت في برك ، وتصدقت وأحسنت في صدقتك هذه الأعمال كلها تعد تلاوة للقرآن ؛ لأن اتباع ما جاء به

القرآن من تلاوة القرآن ، فالعمل بالقرآن من التلاوة للقرآن ، والله سبحانه وتعالى يقول:{وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا}[الشمس:2]
أي تبعها ، فاتباع القرآن تلاوة له ، بل لا يكون تاليا للقرآن حقا حتى يعمل بالقرآن ويكون من أهل العمل بالقرآن
ولهذا في الحديث قال : ((يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ)) قيده بهذا القيد «الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ»
بمعنى أنه لا يكون من أهله إلا بالعمل بالقرآن ، ومن المعلوم أن العمل بالقرآن فرع عن التأمل والتدبر والفهم للقرآن الكريم
لا أن يكون حظ المرء من القرآن مجرد التلاوة وإقامة الحروف دون إقامة لحدود القرآن ، وقد قال الحسن البصري رحمه
الله تعالى : «أُنزل هذا القرآن ليُعمل به ، فاتخذ الناس قراءته عملا» ؛ جعلوا العمل بالقرآن هو قراءته فقط ، والقرآن أنزل ليُعمل
به لأن فيه هدايات وفيه إخراج من الظلمات وإرشاد إلى الحق والهدى وبيان للطاعات ، ولا يستقيم لعبد تحقيق ذلك إلا
إذا أحسن التدبر ثم أحسن أيضا العمل بهذا القرآن العظيم .

وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وبأنه الله الذي لا إله إلا هو أن يجعلنا أجمعين من أهل القرآن
الذين هم أهل الله وخاصته ، وأن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وهمومنا وغمومنا ، وأن يذكِّرنا
منه ما نُسِّينا ، وأن يعلِّمنا منه ما جهلنا ، وأن يرزقنا الفقه في القرآن والتدبر للقرآن والعمل بالقرآن ، وأسأله جل وعلا أن
يصلح لنا أجمعين ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأن يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأن يصلح لنا آخرتنا التي فيها
معادنا ، وأن يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ، والموت راحة لنا من كل شر .
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولمشايخنا وولاة أمرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء
منهم والأموات ، اللهم آت نفوسنا تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، اللهم إنا نسألك حبك وحب
من يحبك والعمل الذي يقربنا إلى حبك ، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى . اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول
بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلِّغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا ، اللهم متعنا بأسماعنا
وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في
ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلِّط علينا من لا يرحمنا .

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبينا محمد وآله وصحبه .

كلمة للشيخ عبد الرزاق البدر
ألقيت في المدينة النبوية في 10-02-1436
– من الموقع الرسمي للشيخ –

للإستماع للكلمة من هنا :
https://al-badr.net/download/esound/k…n-filqulub.mp3

شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز

القعدة

سلسلة بين يدي رمضان(فَضْلُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَمَكَانَتُهُ) 2024.

فَضْلُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَمَكَانَتُهُ

إن شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن فيه نزل قال تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة:185] ، وهو شهر الذكر وخير ما ينبغي للعبد أن يذكر الله به في هذا الشهر الكريم هو كلامه – تبارك وتعالى – الذي هو خير الكلام وأحسنه وأصدقه وأنفعه ، وهو وحي الله وتنزيله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهو أفضل كتاب أنزله الله تبارك وتعالى على أفضل رسول ؛ على عبده ومصطفاه وخيرته من خلقه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وكم هو جميل بنا أن نستشعر فضل القران وفضله وعظم مكانته ، لا سيما ونحن في الشهر الذي فيه أنزل .
يقول الله تعالى في بيان شرف القرآن الكريم وفضله : { وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا } [الفرقان:33] قال ابن كثير رحمه الله : (( في هذا اعتناء كبير لشرف الرسول صلوات الله وسلامه عليه ، حيث كان يأتيه الوحي من الله بالقرآن صباحاً ومساءً ، ليلاً ونهاراً ، سفراً وحضراً ، فكل مرة كان يأتيه الملك بالقرآن كإنزال كتاب مما قبله من الكتب المتقدمة ، فهذا المقام أعلى وأجلُّ وأعظم مكانة من سائر إخوانه من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. فالقرآن أشرف كتاب أنزله الله ، ومحمد صلوات لله وسلامه عليه، أعظم نبي أرسله الله )) (1) اهـ.
إن فضل القرآن الكريم وشرفه ورفيع قدره وعلو مكانته أمرٌ لا يخفى على المسلمين ، فهو كتاب الله رب العالمين ، وكلام خالق الخلق أجمعين ، فيه نبأُ ما قبلنا ، وخبر ما بعدنا ، وحُكم ما بيننا ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسن ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يَخْلَقُ على كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه، من قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم ، وقدرُ القرآن وفضله هو بقدر الموصوف به وفضله ، فالقرآن كلام الله وصفته ، وكما أنه تبارك وتعالى لا سميَّ له ولا شبيه في أسمائه وصفاته فلا سميَّ له ولا شبيه له في كلامه ، فله تبارك وتعالى الكمال المطلق في ذاته وأسمائه وصفاته ، لا يشبهه شيء من خلقه ، ولا يشبه هو تبارك وتعالى شيئاً من خلقه، تعالى وتقدَّس عن الشبيه والنظير { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى:11] . والفرق بين كلام الله وكلام المخلوقين هو كالفرق بين الخالق والمخلوقين ، قال أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله : ((فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرب على خلقه، وذاك أنه منه)) (2) . وقد روي هذا اللفظ مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أن رفعه لا يثبت كما أوضح ذلك الإمام البخاري رحمه الله في كتابه (خلق أفعال العباد) وغيره من أئمة العلم(3)، وأما معناه فحق لا ريب فيه ، ولا ريب في حُسنه وقوته واستقامته وجمال مدلوله ، وقد استشهد أهل العلم لصحة معناه بنصوص عديدة ، بل إن الإمام البخاري رحمه الله جعله عنواناً لأحد تراجم أبواب كتاب فضائل القرآن من صحيحه فقال في الباب السابع عشر منه : " باب فضل القرآن على سائر الكلام " .
والواجب علينا معاشر المؤمنين أن نعظم القرآن الكريم الذي هو كلام ربنا ومصدر عزنا وسبيل سعادتنا ، ونحفظ له منزلته ومكانته ، ونقدره حق قدره ، ونحسن فهمه ، ونعمل به . يقول ابن مسعود رضي الله عنه : ((من كان يحب أن يعلم أنه يحب الله عز وجل فليعرض نفسه على القرآن ؛ فإن أحب القرآن فهو يحب الله عز وجل ، فإنما القرآن كلام الله عز وجل))(4)، ويقول رضي الله عنه : ((القرآن كلام الله عز وجل ، فمن رد منه شيئا فإنما يرد على الله عز وجل))(5).
هذا وقد كان للسلف رحمهم الله عنايةٌ فائقة واهتمامٌ بالغ بالقرآن العظيم في شهر القرآن شهر رمضان المبارك، وأسوتهم في ذلك رسول الله (صلى الله عليه و سلم) الذي كان يلقاه جبريل كل ليلة من رمضان يدارسه القرآن، روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ ))(6) .
وقد كان صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في قيام رمضان بالليل أكثر من غيره ، وهذا أمرٌ يُشرع لكل من أراد أن يزيد في القراءة ويطيل وكان يصلي لنفسه فليطوِّل ما شاء ، وكذلك من صلى بجماعة يرضون بصلاته ، أما ما سوى ذلك فالمشروع التخفيف ، قال الإمام أحمد لبعض أصحابه وكان يصلي بهم في رمضان : ((إن هؤلاء قوم ضَعْفَى اقرأ خمساً ستاً سبعاً، قال فقرأتُ فختمتُ في ليلةَ سبع وعشرين)) (7) ، فأرشده رحمه الله إلى أن يراعي حال المأمومين فلا يشقُّ عليهم .
وكان السلف رحمهم الله يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها ، فكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان ، وكان النخعي رحمه الله يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة وفي بقية الشهر في ثلاث ، وكان قتادة رحمه الله يختم في كلِّ سبعٍ دائماً وفي رمضان في كلِّ ثلاث وفي العشر الأواخر كل ليلة ، وكان الزهري رحمه الله إذا دخل رمضان قال: ((فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام)) ، وكان مالك رحمه الله إذا دخل رمضان يفرُّ من قراءة الحديث ومجالسةِ أهل العلم ويقبِل على تلاوة القرآن من المصحف ، وكان قتادة رحمه الله يدرس القرآن في شهر رمضان ، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على تلاوة القرآن . والآثار عنهم في هذا المعنى كثيرة (8).
رزقنا الله وإيّاكم حُسن اتباعهم والسير على آثارهم ، ونسأله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يعْمُر قلوبنا بحب القرآن وتعظيمه وتوقيره والعمل به ، وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
*****
——————–
(1) تفسير ابن كثير (تفسير سورة الفرقان) .
(2) رواه البيهقي في شعب الإيمان (2137) .
(3) انظر الضعيفة للألباني (1334).
(4) السنة لعبد الله بن أحمد (1/148، رقم125).
(5) السنة لعبد الله بن أحمد (1/144، رقم119).
(6) البخاري (6)، ومسلم (2308) واللفظ للبخاري .
(7) ذكره ابن رجب في لطائف المعارف ص180 .
(8) انظر لطائف المعارف لابن رجب ص181 .

شكرا ع الموضوع الرائع و المفيد
انا في راي رمضان بدون قرآن ليس رمضان
خاصة ختم القران فهو شعور رائـــــــــع
اللهم بلغنا رمضان

حقيقة كما قلت، كيف لا هو شهر القرأن قال تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرأن بينات من الهدى و الفرقان)
إن فضل القرآن الكريم وشرفه ورفيع قدره وعلو مكانته أمرٌ لا يخفى على المسلمين ، فهو كتاب الله رب العالمين ، وكلام خالق الخلق أجمعين ، فيه نبأُ ما قبلنا ، وخبر ما بعدنا ، وحُكم ما بيننا ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسن ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يَخْلَقُ على كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه، من قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم.

ܓܨ تَأْثِيرُ الْقُرْآنِ فِي الْقُلُوب ܓܨ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ܓܨ تَأْثِيرُ الْقُرْآنِ فِي الْقُلُوب ܓܨ

الحمدُ لله ربِّ العالمين ، وأشهد أنْ لا إلـٰه إلَّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله ؛ صلَّى الله وسلَّم عليه
وعلى آله وأصحابه أجمعين .
اللهم علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علَّمتنا ، وزدنا علمًا ، وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .

أمَّا بعدُ : فهذه وقفة مع آيةٍ من هذه الآيات الكريمات التي استمعنا إليها من آخر سورة الحشر ؛ وقفة مع قول الله عز وجل:
{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر:21] .
فهذا معاشر الكرام مثلٌ عظيم من الأمثال المضروبة في القرآن ، والله سبحانه وتعالى ضرب في القرآن أمثالا كثيرة
تزيد على الأربعين مثلًا ، جلُّها في بيان التوحيد وتقرير الإيمان وإبطال الشرك ، وهذا المثل الذي ضربه الله سبحانه وتعالى
في هذه الآية الكريمة مثلٌ عظيم جدًا دعانا الله جل وعلا للتفكر في مضامينه والتأمل في معانيه
{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} .

وما من شك أن التفكر في هذه الأمثال المضروبة في القرآن حياةٌ للقلوب ويقظةٌ لها من غفلتها ؛ لأن من شأن المثل أن يجعل
الأمور المعنوية بمثابة الأمور المحسوسة المشاهدة ، وهذا مثلٌ ضُرب لبيان قوة تأثير القرآن وأن القرآن فيه آياتٌ
محكمات ومواعظ مؤثرات وهدايات نافعات ، فيه تأثيرٌ عظيم على القلوب بيَّن الله جل وعلا قوة هذا التأثير وعِظمه بهذا
المثل قال : {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ} ، والجبل معروف ؛ أصم صلب ، مع وصفه بذلك إلا أنه لو أُنزل القرآن على
جبل لتصدع من خشية الله { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} ؛ فإذا كان هذا شأن الجبل
في قوة تأثير القرآن عليه وهو جبل أصم صلب لتصدع من خشية الله
فما هي مصيبة قلب الإنسان ؟!

والإمام ابن القيم رحمه الله تعالى لما تحدث عن آية الله عز وجل في الجبال العظيمة وما فيها من دلالات باهرة على عظمة
خالقها وكمال مبدعها سبحانه وتعالى أشار إلى هذا المعنى وأن هذه الجبال من شأنها أنه لو أُنزل عليها القرآن لتصدعت
من خشية الله سبحانه وتعالى .

والواجب على المسلم أن يعتبر بهذا المثل ، وأن يتعظ ، وأن يعمل على أن يكون للقرآن أثر عليه وأثر على قلبه ، وأن يكون
القرآن مؤثرًا فيه ، وأن يكون متأثرا بهدايات القرآن ، وأن يتفقد نفسه فيما كان فيه من إخلال وتقصير في هذا الجانب العظيم .

وما من شكٍ معاشر الكرام أن هذا التأثر بالقرآن الكريم متوقف على حسن التدبر لآياته والتأمل في معانيه والعقل لدلالاته
لا أن يكون حظ الإنسان منه مجرد القراءة بل لابد من تأمل ، حتى وإن احتاج التأمل من المرء أن يقف مع آية واحدة يومًا
أو ليلة كاملة يقف ، لأن التأثر والانتفاع موقوف على حُسن التدبر ، والله سبحانه وتعالى إنما أنزل هذا الكتاب لتتدبر آياته كما
قال جل وعلا : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29] ، وجاء في غيرما آية من كتاب الله
عز وجل الحث على تدبر القرآن والإنكار على من ضيَّع ذلك وفرط فيه وأهمله ، قال الله عز وجل : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ
كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء:82] ، وقال جل وعلا : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }
[محمد:24] .

وأخبر الله جل وعلا أن تدبر القرآن وتأمل معانيه أمنة للعبد من الضلال وسلامةٌ له من الباطل ، وتأمل هذا المعنى في
قول الله سبحانه : { قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67)
أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ } [المؤمنون:66-68] أي لو أنهم تدبروا القول لما نكصوا على الأعقاب ولما كانوا من أهل الضلال

فتدبر القول الذي هو القرآن أمنة للعبد من الضلال وسلامة له من الغواية وحمايةٌ له من الباطل وحصنٌ له من كل شر
لكن هذه المعاني موقوفة على حُسن التدبر ، تدبر القول وتأمل معانيه ودلالاته وهداياته ، والاستشفاء بالقرآن كما قال الله
سبحانه: {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ }[يونس:57] كما قال سبحانه: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ
الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا }[الإسراء:82]
فالقرآن شفاء للصدور من أدوائها وأسقامها وأمراضها ، وهو شفاء للصدور من أمراض الشبهات وأمراض الشهوات
والقرآن فيه حل لكل المشكلات التي تعرض للإنسان والعقبات التي تقف في طريقه ، ولكن لا يصل المرء إلى ذلك ولا ينتفع
بهدايات القرآن الكريم إلا إذا وفق للتدبر والتأمل في معانيه ؛ قال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ }[الإسراء:9]
قال جل وعلا: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ
إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[المائدة:15-16]
كل هذه الآثار والثمار والجنى المبارك لهذا القرآن الكريم لا يُنال إلا بتدبر هذا القرآن وتأمل معانيه ثم ما يثمره هذا التدبر من
عمل بالقرآن .

وعليه فإن العبد في هذا المقام تجاه القرآن الكريم يحتاج
إلى إحسان مع القرآن في ثلاثة أبواب :
1. إحسان في القراءة .
2. وإحسان في الفهم .
3. وإحسان في العمل

لابد من الإحسان في هذه الأبواب الثلاثة ، والهجر للقرآن في قوله {وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا }
[الفرقان:30]
يتناول هذه الجوانب الثلاثة كما فصل ذلك ابن القيم رحمه الله في بعض كتبه ، فالهجر قد يكون للتلاوة ، وقد يكون للتدبر
وقد يكون للعمل بالقرآن الكريم .

وعليه أيضا لا يكون العبد تاليًا للقرآن حق التلاوة إلا بهذه الأمور الثلاثة ؛ قال الله تعالى : {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ
تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ}[البقرة:121]
وقد بيَّن العلماء رحمهم الله تعالى أن تلاوة القرآن تشمل هذه الأمور الثلاثة بما في ذلك العمل ؛ فإن العمل بالقرآن
يعد تلاوة للقرآن ، إذا صليت وأحسنت في صلاتك ، وصمت وأحسنت في صيامك ، وحججت وأحسنت في حجك
وبررت والديك وأحسنت في برك ، وتصدقت وأحسنت في صدقتك هذه الأعمال كلها تعد تلاوة للقرآن ؛ لأن اتباع ما جاء به
القرآن من تلاوة القرآن ، فالعمل بالقرآن من التلاوة للقرآن ، والله سبحانه وتعالى يقول:{وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا}[الشمس:2]
أي تبعها ، فاتباع القرآن تلاوة له ، بل لا يكون تاليا للقرآن حقا حتى يعمل بالقرآن ويكون من أهل العمل بالقرآن
ولهذا في الحديث قال : ((يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ)) قيده بهذا القيد «الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ»
بمعنى أنه لا يكون من أهله إلا بالعمل بالقرآن ، ومن المعلوم أن العمل بالقرآن فرع عن التأمل والتدبر والفهم للقرآن الكريم
لا أن يكون حظ المرء من القرآن مجرد التلاوة وإقامة الحروف دون إقامة لحدود القرآن ، وقد قال الحسن البصري رحمه
الله تعالى : «أُنزل هذا القرآن ليُعمل به ، فاتخذ الناس قراءته عملا» ؛ جعلوا العمل بالقرآن هو قراءته فقط ، والقرآن أنزل ليُعمل
به لأن فيه هدايات وفيه إخراج من الظلمات وإرشاد إلى الحق والهدى وبيان للطاعات ، ولا يستقيم لعبد تحقيق ذلك إلا
إذا أحسن التدبر ثم أحسن أيضا العمل بهذا القرآن العظيم .

وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وبأنه الله الذي لا إله إلا هو أن يجعلنا أجمعين من أهل القرآن
الذين هم أهل الله وخاصته ، وأن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وهمومنا وغمومنا ، وأن يذكِّرنا
منه ما نُسِّينا ، وأن يعلِّمنا منه ما جهلنا ، وأن يرزقنا الفقه في القرآن والتدبر للقرآن والعمل بالقرآن ، وأسأله جل وعلا أن
يصلح لنا أجمعين ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأن يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأن يصلح لنا آخرتنا التي فيها
معادنا ، وأن يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ، والموت راحة لنا من كل شر .
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولمشايخنا وولاة أمرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء
منهم والأموات ، اللهم آت نفوسنا تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، اللهم إنا نسألك حبك وحب
من يحبك والعمل الذي يقربنا إلى حبك ، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى . اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول
بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلِّغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا ، اللهم متعنا بأسماعنا
وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في
ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلِّط علينا من لا يرحمنا .
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبينا محمد وآله وصحبه .

كلمة للشيخ عبد الرزاق البدر
ألقيت في المدينة النبوية في 10-02-1436
– من الموقع الرسمي للشيخ –

للإستماع للكلمة من هنا :
https://al-badr.net/download/esound/k…n-filqulub.mp3

بوركتي اختي اسماء
فعلا القران ربيع قلوبنا

القعدة

الله عز وجل
هو قوله وخطابه بفصاحة وبلاغة وبيان
القعدة
موضوع رائع وفقكي الله
القعدة

شكرآ ع المرور

القعدة

القعدةالقعدةالقعدة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحية مباركة خالصة من المولى جل جلاله
أغلى شكر لمجهودكم النير والمتواصل
انتقاء مميز لمواضيع رائعة
زادكم الله مثابرة دائمة
ننتظر منكم الجديد القادم
دمتم لهذا الصرح العظيم
حفظكم المولى وصانكم برحمته

القعدةالقعدةالقعدة

القعدة

و شكرآآآآآآ ع المرور