الوسم: المستقيم

قال تعالى :

( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتقرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )

(الانعام )

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:

( ان النبي صلى الله عليه وسلم خط خطاً تم قال :هذا سبيل الله ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن يساره ثم قال: هذه السبل , كل سبيل منها شيطان يدعو اليه . ثم قرأ ( وان هذا صراطي مستقيما فتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن َسبيله )

حديث صحيح أخرجه أحمد .

فهذا هو صراط الله سبحانه مستقيماً لا اعوجاج فيه . فهو سبيل حق والهدى . ونبراس خير ونور
من سلكه نجا في الدنيا والاخرة ومن ضل عنه فهو من الخاسرين .
ولا ريب من ان هذا الصراط لايعرف حده , ولا حقيقته . ولا أصوله وفروعه . الا عن طريق الرسل فقد اقام الله سبحانه حجته على عباده من خلال الرسل . فهم من بين هذا الصراط ووضحه
ودل عليه

قال سبحانه :

( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون على الناس حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما )

فكل طريق لم يرشد اليها الرسل فهي طريق باطل تنأى بأصحابها عن الصراط المستقيم , فلا سبيل للنجاة الا من خلال طاعة الرسل والواجب حتما على المسلمين وغيرهم ان أرادوا النجاة , ان يطيعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم .فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه فقد أبى .

فقد روى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه : عن البني صلى الله عليه وسلم قال:

( كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال :من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى ) .

وهذا بينٌ جلي. فالصراط المستقيم لا يسار اليه الا عن طريق الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يكون بحال من الاحوال . المخالفون للرسول صلى الله عليه وسلم اصحاب استقامة دائمة ، بل هم على نقيض ذلك تماما ، وهذا ما يميو اصحاب الصراط عن غيرهم وهي متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأصحاب الصراط على استقامة دائمة وهذا امر لازمٌ لا محال ، فمن كان متبعاً للصرط
كان مستقيما حتما فلا يفهم الصراط المستقيم بعيدا عن معرفة السائرين عليه .

قال تعالى :

( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليه غير المغضوب عليهمولا الضالين )

وهذا ما يجب ان يفهمه كل مسلم حتى يعرف سبيل الحق , سبيل النجاة . وهو ان الصراط المستقيم مرتبط ارتباطا وثيقا بأصحابه ، فالجل بأحوال صاحبه ، يقود الى الجهل بالصراط نفسه .
وهذا ما اوقع كثير من الناسفي التخبط والعمى ، فضلوا بسسب جهلهم بأحوال اصحاب
الصراط المستقيم ، فكثر خلافهم ، وتباينت اراؤهم ،وتعاركت أهواؤهم حتى اصبح
بأسهم شدشداً ،الا من رحم ربي سبحانه من اولئك الذين فهموا مراد الله فهماً صحيحاً
واقتفوا أثر الرسول صلى الله عليه وسلم خطوة بخطوة .