الأفكار السوداء العدو المجهول لجهاز المناعة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

البعض منا لا يستطيع الهروب من أفكاره السوداء التي تهاجمنا أحيانا دون استئذان وتثير في نفوسنا شجونا وأحزانا ومخاوف قد تصل بنا إلي حد ‘الهم’..ليس لسبب معين وإنما لمجرد هواجس ليس لها أي واقع في الحياة ولكنها تطرد الأمان والطمأنينة من أنفسنا وتجعلنا نهبا للقلق والتوتر.

خبراء علم النفس قالوا: أن هذه الأفكار السوداء التي تطاردنا.. تضعف جهاز المناعة في الجسم وتجعلنا اكثر استعدادا للإصابة بالأمراض.

هواجسنا من صنع أيدينا وليس لها أي أساس من الصحة ولكن غالبا ما نقع فريسة سهلة لها عندما يذهب الابن إلي النادي ويتأخر قليلا عن موعده ونجد بعض الأمهات تتوقع انه قد حدث له مكروه!..أو إذا تأخر الزوج في عمله ولم يحضر في الموعد المعتاد فأن هذا يعني انه حدث له حادث بالسيارة وتظل الأفكار السوداء تتوالي وتصنع الحكايات الحزينة بداخلنا دون أن يكون لها أساس في الواقع..

والأفكار السوداء كثيرة ومتنوعة وهي تعني باختصار توقع الأحداث غير السارة في حياتنا.. لكن
الباحثون في جامعة ‘ويسكونسن’ بامريكا وجدوا بعد دراسة علي مجموعة من الفئات المختلفة من الجنسين تراوحت أعمارهم بين 57 الي 60 عاما وهم يعانون من مستويات مختلفة من النشاط الدماغي في المنطقة المرتبطة بالأفكار السيئة انهم اكثر عرضة للاصابة بالأمراض..

كما أظهرت الدراسة أن المتشائمين تجاه الأحداث المتوترة والسلبية يظهرون نشاطا اكبر في منطقة الدماغ التي تعرف بالقشرة قبل الجبهوية اليمني في حين يرتبط النشاط الأعلى في القشرة الجبهوية اليسرى بالاستجابات العاطفية الإيجابية.

وقد لاحظ الباحثون بعد تحليل مجموعة من الأحداث السارة والحزينة والمخيفة التي مرت في حياة المشاركين في الدراسة أن العواطف تلعب دورا مهما في وظائف أنظمة الجسم التي تؤثر علي الصحة بشكل عام..

وقد استخدم علماء ‘اللقاحات’ المضادة للاكتئاب والتوتر الناتج عن هذه الأفكار لحماية جهاز المناعة لديهم. ومساعدة الجسم علي مكافحة التهديدات الخارجية عند دخولها الجسم، كما وجد هؤلاء العلماء عند قياسهم لمستويات الأجسام المضادة التي أنتجها اللقاح في دماء المشاركين بعد مرور ستة اشهر أن الاستجابات والتفاعلات المناعية كانت أسوأ عند الذين لم تشملهم الدراسة.. وبذلك ثبت أن الذين يتعرضون ويستسلمون لأفكارهم السوداء هم اكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة.

تقبّلي أختي مروري….
موضوع مهم..
نرجو من الجميع الاستفادة…
تحياتي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة safa rym القعدة
القعدة
القعدة

تقبّلي أختي مروري….
موضوع مهم..
نرجو من الجميع الاستفادة…
تحياتي

القعدة القعدة
شكرا لك على المشاركة

بارك الله فيك

ويعطيك العافية

وتقبلي شكري وتقديري

بارك الله فيك أختي و شكرا على الموضوع الرائع.

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القناص الرومانسي القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك

ويعطيك العافية

وتقبلي شكري وتقديري

القعدة القعدة
القعدة

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موساوي محمد القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك أختي و شكرا على الموضوع الرائع.

القعدة القعدة
القعدة

الام : إنها الجندي المجهول 2024.

القعدة
القعدة
القعدة
القعدة

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا شبيه ولا مثيل ولا نظير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وعبد ربه مخلصاً حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد فيا عباد الله اتقوا الله تعالى حق التقوى يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور.
معاشر المؤمنين :
حديثنا اليوم عن نبع الحنان والرعاية ، وأنموذج الإيثار والعطاء ، إنها الجندي المجهول الذي يسهر الليالي ، يرعى ضعفنـا ويداوي أسقامنا ويشبع جوعنا ويطفئ ظمأنا .
حديثنا اليوم عمن يمنح بلا منة ويعطـي بلا تلكؤ ويضحي دون تردد.
إنها إشراقة النور التي تضيء الظلمة إذا اسودت الدنيا في أعيننا ، وفي حضنها انفراج الهموم إذا انعقدت في وجوهنا ، إنها ملهمة الشعراء عبر كل العصور وفي كل الأزمنة ، والمداد الذي سُطرت به أروع القصائد وأجمل النظم في حبها ، لكن كل قصائد الدنيا لا توفيها شيئاً من حقها بعد أن كلت الأقلام وعجزت الكلمات أن تصوغ معاني البر والوفاء لها .
ليس في العالم وِسَادَةٌ أنعم من حضنها ، وليس فيه مدرسة أكبر من قلبها .العز إذا وقفنا عند قدميها نقبلهما ، والوفاء كل الوفاء في الاشتغال بخدمتها ، إن اشتقنا إليها ديناراً بادلتنا الشوق قنطاراً ، وإن ذكرناها بدعوة صالحة جأرت إلى ربها تدعو لنا ليلاً وناراً.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك . رواه البخاري ومسلم .
وقبل هذا سطَّر القرآن منقبة عظيمة من مناقب واحد من أولي العزم من الرسل ، عيسى ابن مريم الذي انطقه الله في المهد ليعلن للعالم بره بوالدته بعد توحيد ربه فقال {وَبَراً بِوَالِدَتِي وَلَم يَجعَلني جَباراً شَقِياً}.
كان رجل يطوف بالبيت حاملاً أمه يطوف بها , فسأل ابن عمر رضي الله عنهما : هل أديت حقها ؟ فقال : لا، ولا بطلقة واحدة .
لا تقر العين حتى تكتحل برؤيتها ولا تهدأ النفس حتى تقبل جبينها، إن غابت بكى البيت وتسرب الحزن إلى أرجائه ، وإن حضرت أضاءت شمعة الحب طاردة ليل العناء ودمع الفراق .
أمَّاه، يا شمعةَ الحبِّ التي طردَتْ **ليل العناءِ ولمنُبْصِرْ لها لَهَبَا
يكاد يقتلني شوقي الكبيرُ إلى **سماع صوتِك، صوتاًلحنُه عَذُبَا
لمَّا تنادين باسمي يزدهي حُلُمٌ ** به أرى كلَّ ما ينأى قداقتربا
يا شمسَ منزلنا، لا زلتِ ساطعةً **تمزِّقين دُجَى آلامناإِرَبا
أمَّاه، صبرُكِ في الدنيا غَدَا مَثَلاً** فما رأيناه في دربِ الجراح كَبَا
كذلك الأُمُّ يَلْقى قَلْبُها عَنَتاً ** من الحياة، ولولا الصَّبْرُ لانشعبا
ما الأُمُّ إلاَّ ينابيعُ الحنانِ جرى** معينُ وجدانِها الصافي لمن شَرِبا
ببرِّها تَفْتَح الجنَّاتُ ساحتَها ** وتمنَحُ اللؤلؤَ المكنونَ والذَّهَبا
بابٌ إلى جنَّةِ الفردوسِ يُدْخلنا**طوبى لمن طرق الأبوابَ واحتسبا
يَزكو الثَّرى تحتَ رجليها فلا تَرِبَتْ** يَدَا مُقبِّلِ رجليها، ولا تَرِبَا

إذا كان بر الوالدين عظيم ، فإن بر الأم أعظم من بر الأب، وكلٌّ عظيم، وإذا كان غضب الوالدين شديد فإن غضب الأم أشد من غضب الأب وكلٌّ شديد. لأن الأمّ عانت الحمل أشهراً طويلة ، وعانت آلام الولادة والمخاض ، وأرضعت بالليل والنهار دون كلل أو ملل ، وسهرت إذا سهرنا وتعبت إذا تعبنا وأطعمتنا وسقتنا وحضنتنا وداوت جراحنا وبكت لبكائنا وضحكت لضحكنا ، تعذرنا قبل أن نعتذر وتصفح قبل أن نندم . فهي أحق بالبر من غيرها ، وأولى بالرعاية ممن سواها. وإجابة الدعوة مكتنفة في رضاها .
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى أمداد اليمن سألهم: فيكم أويس بن عامر ؟ حتى أتى على أويس بن عامر ، قال : أنت أويس بن عامر ؟قال: نعم ، قال : بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم ؟ قال : نعم ، قال: ألك والدة ؟ قال: نعم . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم من قرن , كان به أثر برص فبرا منه إلا موضع درهم , له والدة هو بار بها , لو أقسم على الله لأبره , فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل " , فاستغفر لي , فاستغفر له فقال له عمر : أين تريد؟قال:الكوفة. قال : ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال : أكون في غبراء الناس أحب إلي.
الأم بحر العطاء وحبل الوفاء ،،، كل التوفيق في برَّها ، وكل السعادة في إرضائها ، من أراد رضا الله فليبرها طاعة لله ، ومن طمع بكرامة الله فليكرمها لوجه الله .
بلغ من حرص زين العابدين على بر أمه أن لا يأكل في قصعة واحدة معها ، فسئل عن ذلك ، فقال: أخشى أن تسبق يدي يدها إلى طعام اشتهته أو وقعت عيناها عليه .
حتى لو كانت الأم مشركة فإن الواجب هو برها وصلتها والإحسان إليها { وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً } . قال أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما : قدمتْ عليَّ أمِّي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : قدمتْ عليَّ أمِّي وهي راغبة أفأصل أمي ؟ قال : "نعم صلي أمَّك" .رواه البخاري .
الأم تضحي براحة جسدها لنرتاح ، وتجود بنور عيونها لنبصر و**** من عافيتها لتترجم أحلامنا حقيقة واقعة . يقول وكيع بن الجراح إمام المحدثين في زمانه: قالت أم سفيان لابنها : يا سفيان: اذهب فاطلب العلم وأنا أعولك بمغزلي، فإذا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة ، فاتبعه .

الأُمُّ مَـدْرَسَــةٌ إِذَا أَعْـدَدْتَـهَـا** أَعْـدَدْتَ شَعْبـاً طَيِّـبَ الأَعْـرَاقِ
الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَـعَهَّـدَهُ الحَـيَــا ** بِـالـرِّيِّ أَوْرَقَ أَيَّـمَـا إِيْــرَاقِ
الأُمُّ أُسْـتَـاذُ الأَسَـاتِـذَةِ الأُلَـى ** شَغَلَـتْ مَـآثِرُهُمْ مَـدَى الآفـاقِ
نظراتها الحانية تغمر القلب سعادة وانشراحاً ، وتمنح الروح طاقة ونشاطاً ، إذا كبرنا ازددنا طفولة بين يديها ، وإذا شابت مفارقنا ازددنا تعلقاً بها وحاجة إليها . فقلبها الحنون يطرد همومنا ، ولمساتها الحانية تبلسم أخاديد الأيام في وجوهنا .
أوجب الواجبات أكرام أمي**إن أمي أحق بالإكرام
حملتني ثقلا ومن بعد حملي** أرضعتني إلى أوان فطامي
ورعتني في ظلمه الليل حتى** تركت نومها لأجل منامي

قال الله عز وجل {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } . نهى سبحانه وتعالى عن الإيذاء بالفعل أو بالقول حتى ولو كان كلمة "أفٍ" نهى عنها لأنها تحمل معنى الضجر .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين…".
والعقوق كما عرفه العلامة ابن حجر رحمه الله هو : أن يحصل لهما أو لأحدهما أذىً ليس بالهيِّن عُرفًا. أ . هـ.وقد يكون هذا الإيذاء بالفعل أو بالقول أو بالإشارة .
تقول أم عجوز شاكية عقوق ولدها لها : حملته في بطني 9 شهور وأبوه توفى بعد ولادته بشهور ، وأعطيته حبي وحناني وعندما بلغ سن الزواج زوجته ، لكن طلق زوجته بعد 5 سنوات بعد ان أنجبت له بنتاً وولداً، ثم تزوج بأخرى ، فربيت ابنه و بنته من زوجته السابقة، وكنت أخدم زوجته الجديدة لكونها مدرَّسة ونفسي راضية بذلك ، وبعد فتره أصبحت تتبرم من الطعام الذي أصنعه ، وتتهمني بأنني لا أهتم بالبيت ، ثم طلبت خادمة وتكفلت بمعاشها ، ولما جاءت الخادمة صرت ضيفة ثقيلة على زوجة ابني، الذي اتهمني بالتدخل في شؤون الخادمة وأني أتلفظ معها بألفاظ لا تليق. وأصبح لا يكلمني وأخرجني إلى الملحق خارج البيت ، وأسكن الخادمة مكاني لحاجتهم لها كما يقولون وخوفهم عليها، وأما أنا فلم يعد لهم فيَّ حاجة . تقول: تحملت ورضيت لأنه ابني وأنا أحبه وتحملت لأجل ابنته وولده من زوجته الأولى .
وفي أحد الأيام .. ذهبت لزيارة ابنتي التي تعيش في مدينة أخرى وعندما عدت وجدت فراشي وأغراضي خارج الغرفة ..
وعندما سألتهم عن السبب قالوا إنهم يبنون الغرفة لتكون مستودعاً لأغراضهم ، فقلت : إلى أين اذهب ؟، فقالت زوجة ابني : اذهبي إلى أي مكان إلا البيت وأرض الله واسعة ، وابني يقف خلف زوجته لم يتحرك ولم ينطق بكلمة ، فاتجهت إلى الجيران وطرقت الباب وأخبرت الجارة بما حدث فبكت الجارة ورحبت بي في المنزل.وفي الصباح اتصلتُ بابنتي الأخرى وطلبت منها أن تأخذني لأسكن عندها ، لكنها اعتذرت لأن زوجها يتضايق من وجودي وأغلقت الهاتف ، فبكيت وبكتب جارتي معي ، ثم قام أحد المحسنين في الحي بتوفير سكن لي ، وزارني أهل الحي كلهم إلا ابني ن ومرضت مرضاً شديداً وزارني كل الجيران إلا ابني ن ولا زلت أنتظر زيارته وقلبي يتقطع ألماً وحسرة .
غَذَوْتُــكَ مَـوْلُـودًا وَعُلْتُـكَ يَافِــعًــا**تُعَلُّ بما أجْنَي عَلَيْكَ وَتَنْهَــــلُ
إذَا لَيْلَةٌ نَــابَتْكَ بِالشَّجْـوِ لَــمْ أَبِتْ** لِشَكْوَاكَ إِلاَّ سَـاهِـرًا أَتَمَـلْـمـَلُ
كَأَنِّي أَنَــا الْـمَطْـرُوقُ دُونَكَ بالَّذِي**طُرِقْـتَ به دُوني فَعَيْنِيَ تَهْمُلُ
تَخَافُ الرَّدى نَفْسِي عَلَيْكَ وَإنَّني**لأَعْلَـمُ أَنَّ الْمَـوتَ حَتْــمٌ مُؤَجَّلُ
فَلَمَّا بلَغْتَ السِّـنَّ والغَـايَـةَ التِي**إِليْها مَـدَى ما كُنتُ فِيـكَ أُؤَمِّلُ
جَعَلْتَ جَـزَائِي غِلْـظَةً وَفَظَـاظـَةً**كَأَنَّك أَنْـتَ الْمُنْعِـمُ الْمُتَفَــضِّـلُ
الأم حسنة الأيام وأميرة المشاعر وملكة الأحاسيس تعجز الكلمات والسطور والمجلدات والأسفار عن الوفاء بحقها ، إنها بحر يزخر بأنبل معاني الحب والعطف والحنان ، من دعاها باسمها فهو الوقح ، ومن مشى أمامها فهو العاق ، ومن تجهم في وجهها فهو الظالم ومن شبع قبلها فهو الجاحد ، ومن عصى أمرها فهو الآبق ، ومن تكبر عليها فهو الذليل ، ومن ترفع عليها فهو الوضيع .
قال أبو يوسف رحمه الله : كان أبو حنيفة يحمل والدته على حماره إلى مجلس عمرَ بنِ ذر كراهة أن يرد قولها ، وقال أبو حنيفة : ربما ذهبتُ بها إلى مجلسه وربما أمرتني أن أذهب إليه وأسألَه عن مسألة فآتيه وأذكرُها له وأقول له : إن أمي أمرتني أن أسألك عنها، فيقول : وأنت تسألني عن هذا ؟ فأقول : هي أمرتني فيقول قل لي، كيف هو: يعني الجواب ، حتى أخبرك ، فأخبره بالجواب ، ثم يخبرني به ، فآتيها وأخبرها عنه بما قال .
وقال عبدالله بن جعفر المروزي رحمه الله قال : سمعت بنداراً رحمه الله يقول: أردتُ الخروج لطلب العلم ، فمنعتني أمي فأطعتها فبورك لي فيه ، قال : فجمعت حديث البصرة ولم أرحل براً بأمي.
وقال جعفر الخلدي :كان الأبار من أزهد الناس ، استأذن أمه في الرحلة لطلب العلم إلى قتيبة في خراسان ، فلم تأذن له ، ثم ماتت فخرج حتى وصل بلخ ، وقد مات قتيبة ، فكانوا يعزونه على هذا ، فقال : هذا ثمرة العلم إني اخترت رضا الوالدة .
إن بر الأم وبركة دعائها من أسباب التوفيق . عن رفاعةَ بنِ إياس قال: رايتُ الحارث العُكْلي في جنازة أمه يبكي ، فقيل له : تبكي؟ قال : ولمَ لا أبكي وقد أُغلق عني بابٌ من أبواب الجنة؟.
وقال هشام بن حسّان : قلت للحسن : إني أتعلّم القرآن ، وإن أمي تنتظرني بالعشاء . قال الحسن : تعشّ العشاء مع أمك تقرُّ بهِ عينها ، أحبُّ إلى من حجّةٍ تحُجُها تطوُّعاً .
وقال ابن عبّاس رضي الله عنهما : إني لا أعلم عملاً أقرب من برّ الوالدة .
وعن محمد بن سيرين قال : بلغت النخلة في عهد عثمان رضي الله عنه ألف درهم ، قال فعمد أسامة بن زيد رضي الله عنهما إلى نخلة فعرّقها فأخرج جُمّارها فأطعمه أمّه ، فقالوا : ما يحملك على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم والجُمّارُ لا يساوي درهمين ؟ قال : إن أمي سألتنيه ولا تسألني شيئاً أقدر عليه إلا أعطيتُها .
وكان طلق بن حبيب يُقبِّلُ رأس أمه ، وكان لا يمشي فوق ظهر بيتٍ وهي تحتَه إجلالاً لها .
وكان أبو هريرة رضي الله عنه إذا غدا من منزله لبس ثيابه، ثم وقف على باب أمه فيقول: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فترد عليه بمثل ذلك فيقول: جزاك الله عني خيراً كما ربيتني صغيراً. فتقول أمه: وأنت يا بني فجزاك الله عني خيراً كما بررتني كبيرة، ثم يخرج فإذا رجع قال مثل ذلك.
ويروى أن أم مسعر استسقت من ابنها مسعر الماء في الليل، فقام فجاءها بالماء وقد نامت، وكره أن يذهب فتطلبه ولا تجده، وكره أن يوقظها، فلم يزل قائماً والإناء معه حتى أصبح.
وجاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال : يا أمير المؤمنين، أمي عجوز كبيرة، أنا مطيتها، أجعلها على ظهري، وأنحن عليها بيدي، فهل أديت شكرها؟ ، فقال عمر : لا ، قال الرجل: لِمَ يا أمير المؤمنين؟ قال عمر : انك تفعل ذلك بها، وأنت تتمنى موتها لكي تستريح، وكانت تفعل ذلك بك وهي تدعو الله عز وجل أن يطيل عمرك.
ومن مات والداه أو أحدُهما وقد قصر ببرهما في حياتهما ، فإن باب البر مفتوح . فالدعاء لهما من البر ، والدقة عنهما من البر ، وإنفاذ عهدهما من البر ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما من البر ، وإكرام أصدقائهما من البر . عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا ؟ قَالَ : نَعَمْ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا ، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا ، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا ، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا )) رواه أبو داود .
اللهم آمنا في أوطاننا اللهم آمنا في دورنا اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم اجمع شملنا وعلماءنا وحكامنا ودعاتنا ولا تفرح علينا عدواً ولا تشمت بنا حاسداً اللهم اهد ضالنا اللهم من ضل وتنكب الصراط اللهم رده إلى الحق رداً جميلاً . اللهم عليك بمن تسلط وآذى ونال من مقام نبينا صلى الله عليه وسلم اللهم سلط عليهم جنودك التي لا يعلمها إلا أنت يا رب العالمين اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين اللهم ابسط لنا في عافية أبداننا وصلاح أعمالنا وسعة أرزاقنا وحسن أخلاقنا واستر على ذرياتنا واحفظنا بحفظك واكلأنا برعايتك اللهم أحسن خاتمتنا في خير عمل يرضيك عنا ربنا لا تقبض أرواحنا على خزي ولا غفلة ولا فاحشة ولا معصية ولا تمتنا بحق مسلم في عرض أو دم أو مال نسألك اللهم عيشة هنية وميتةً سوية ومرداً إليك غير مخزٍ ولا فاضح.
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً . اللهم صلَّ وسلم وزد وبارك على نبيك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وارض اللهم عن البقية العشرة وأهل الشجرة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين, إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون, فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم يذكركم واشكروه على آلائه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

القعدة
القعدة
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة واجعل خير اعمالنا
خواتيمها واجعل خير ايامنا يوم نلقاك يارب ياا رحم الراحمين
اللهم اجعل ماكتبناه خالصاً لوجهك الكريم..
نرجوا منه مغفرتاً ورحمتاً منك ياكريم يارحيم..
اللهم اغفر لي وارحمني ولوالداي والمسلمين والمسلمات
الأحياء منهم والأموات..اللهم تب على التائبين واقض دين المدينين
وأعز الإسلام والمسلمين..وأذل الشرك والمشركين..
وانصر المجاهدين في كل مكان..واستر عورات المسلمين..
وصلى اللهم وسلم على أشرف الأنبياء سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين
اللهم اعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
القعدة
عثمــــان سليم
القعدة


هل تعرفون من هو الجندي المجهول 2024.

كل معركة في هذا العالم هي جهاد .. يثاب من أخلص النية فيها .. وكان على حق غير معتدي وينال اجره
بالحصول على الغنائم!! ..
وكل معركة فيها قائد فذ ومجاهد مغوار يراه الناس فيثنون عليه جهاده ..
وفيها أيضًا فارس خفي .. كان مسانداً في المعركة .. مجاهدًا فأحسن بجهاده
أبلى بلاءاً حسناً .. ولم يره .. ويعرف عنه إلا القليل .. ولم يُذكر اْسمه إلا نادرًا ..





معركتنا اليوم هي الحياة !! ..
قائدالمعركة المعروف هي الأم(أنعم بها من حنونة والحديث عن فضلها يطول )

العدو : هي الدنيا ذاتها!

الجندي المجهول : هو ..



الأب
!



ذلك الأب الحنون: لكن رجولته ووظيفته التي تملي عليه أن يكون جلدا أمام
أبنائه لم تسمح أن يظهر هذا الحنان .. إلا فيما ندر ومازال يبحث عمن غاب
ويسأل عمن سافر ..ويعطي من يحتاج ..

ذلك الأب المضحي : مع أن التضحية لم تذكر يومًا ما اسمه فهوالجندي المجهول
كما عرفنا .. هو يضحي براحته وصحته من أجل توفيرأسعد العيش لأبنائه وزوجته
فهو لا يشتري إلا بعد شرائهم .. ولايكتسي إلا بعد كسوتهم .. ولا يهنأ بطعام
إلا بعد إطعاهم ..

ذلك الأب الصبور: الكل يبكي .. الكل يحزن .. الكل يكتئب .. إلا هو يجب أن يكون
جلدٌ أمام المصاعب , لا دموع إلا فيما ندر , ولا بكاء أمام الأبناء مهما كانت الأسباب !

ذلك الأب الكريم: فهو يعطي ويعطي ويعطي .. إلى الموت , الكل يطلب منه ,
الكل بعد الله يلجأ إليه .. فى تلبية إحتياجاتهم وعند إسعادهم يكون أسعد الناس ..
ألم نقل الجندي المجهول!!

ذلك الأب هو ذاته الشخص الذي يخرج من منزله لأجل ضيوف زوجته كي ياخذوا راحتهم
فى منزله !! وأين راحته هو ؟ ( ألم نقل مضحى ) ..
ذلك الأب هو ذاته الذى يبنى المنازل من أجل أبنائه ليسعدون .. وإذا توفاه الله يجدون موضع فيه يقطنون !

ذلك الأب اعماله كثيرة .. جهاده عظيمبسالته نادرة ..( فليتفكر كل منا بأمانة فيما قدمه أبوه له ) !
.
لكن للأسف لم يعد أحدٌ يقدر له قدره !
فإذا علا صوته .. قالوا قد كبر وزادت مشاكله!
وإذا طلب .. قالوا لا عمل له غير الطلبات !
وإذا غضب .. قالوا يرضيه الزمان !
وإذا خرجلم يسأل عنه أحد!
وإذا جاءت الهدايا .. كان هو من لانصيب له! ( طبعا إلا من رحم ربي) ..


فلابد أن نفتح قلوبنا

لكفاحِ ذلك الأبِ العظيم
ذلك الإنسـان الذي
يحمل منالإنسانية
الكثير
ذلك الأب الذي
دفع الكثير من دموعه في الخفاء
كتلة المشاعر تلك،،
التي دومٍا كانت أمامنا
مثالاً للصبر
وللعمل

– ماذا تكن لوالدك من المشاعر؟
– هل فكرت يوما في جهاده ونضاله من أجلك ومن أجل أخوتك وأخواتك؟
– ماذا تقول له كـ كلمةشكر؟

بالرغم من أن الشكر لا يوفيه حقه !!

عفوا أيها الأب الكريم .. والله إنا نحبك .. ولكن هي ملهيات الزمان .. ومغرياته
التي أعددتها أنت بنفسك لنا .. لنسعد .. هي ذاتها قد أشغلتنا عنك اليوم!!
أيهاالأب الكريم .. قد كبرنا .. وحتما سنفهم مشاعرك اليوم .. أو يوماما .

منقووووول

عندما ألتف حولي وأشاهد مايدور !!!
أرى هذا الابن يشتم أباهـ ؟؟؟
وهذا الابن قد ضرب أباهـ ؟؟
وهذا الابن قد باع أباهـ
يثير جدل الإستغراب ويتردد السؤال داخلي
هل هؤلاء بشر من خلق أدم … !
أم أبائهم جبال شامخه ..
بلا .. فـ هُم جبال صبرو في كل الاحوال
في مرض الابن حتى طاب .. وتعليمه حتى فاق
وستره في اجمل الثياب ،، وتذوقه ألذ المؤكلات
فأمنت وأيقنت ان الأباء أعظم الرجال قوة في الحنان
وعطاء في المال وصبر على الأبناء
رجائي لكم لا تتركو أبائكم في ضعف سنهم
فلم يتخلى عنكـ في صغر سنك ,, وعلمه مثل ماعلمك
وأطعمه في كبره مثل ما أطعمك في صغرك
ولاتتضجر منه عندما يعيد حديثه بل حدثه
مثل ماحدثك وعلمك نطق الحروف ولم يملّك
كنت أقف خلف أضواء الحياة
في بعض الامور أشعر بنقص عما سواي
وأشعر أن عطائي قليل
واني عاجز غير قادر في تحقيق أحلامي
وأنهار دائما،، ولا استطيع الوقوف
حتى أرى ظلاً يخيم فوقي ويحمل يدي ليوقفني مرة إخرى
ألتمس بين يديه الدفء الجميل والحنان الكثير
أقف لأرئ هذا الوجه الجميل أرى إنسان دائما يقف بجانبي
يعلمني الكثير
فمن غيره يقف معي من البشر هذا
{ أبـــــــــــــــــــي }
علمت أمراً حكيماً أن قسوة الزمان ليس لهـــا إلا
أبي كانت كلماته تقيني من عثرات الزمان
كان يعلمني من دون تملل فكبرت ومازلت تحت ظله لا أود الخروج منه
مثل ما خرج البقيه
مازلت متعلق من الطفوله ولا استطيع العيش من دونه
اللهم ارحم ابي واسكنه الفردوس الاعلى
واحفظلي ابو اولادي

مشكور اخي على الموضوع
فقط عدل الموضوع لانه يؤدي الى روابط اخرى


السهر المجهول . 2024.

تتحدث كتب النفس وبرامج الاستشارات التلفزيونية والنصائح الطبية ونحوها عن مشكلة يسمونها (مشكلة السهر) .. ويطرحون لها الحلول والعلاجات ويتكلمون عن أضرارها، لكن ثمة نوع آخر من السهر لا أرى له ذكراً بينهم .. إنه سهر من نوع خاص .. سهر يذكره القرآن ويتحدث عنه كثيرا .. وكلما مررت بتلك الآيات التي تتحدث عن هذا السهر شعرت بالخجل من نفسي..
في أوائل سورة الذاريات لما ذكر الله أهوال يوم القيامة توقف السياق ثم بدأت الآيات تلوِّح بذكر فريقٍ حصد السعادة الأبدية واستطاع الوصول إلى (جناتٍ وعيون) .. ولكن ما السبب الذي أوصلهم إلى تلك السعادة بين مجاهل تلك الأهوال؟ إنه (السهر المجهول) .. تأمل كيف تشرح الآيات سبب وصول ذلك الفريق إلى الجنات والعيون:
(إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)[الذاريات،16-17].
أرأيت .. استحوذ عليك المشهد؟ لا عليك، شعورٌ طبيعي جداً..

تأمل كيف كان سبب سعادتهم أن نومهم بالليل "قليل"! إذن أين يذهب بقية ليلهم؟ يذهب بالسهر مع الله جل وعلا .. ذلك السهر المجهول.. ذكرٌ لله، وتضرعٌ وابتهالٌ بين يديه، وتعظيمٌ له سبحانه، وافتقارٌ أمام غناه المطلق سبحانه، وركوعٌ وسجودٌ وقنوت .. هذا غالب الليل.. أما القليل منه فيذهب للنوم.. القليل فقط بنص الآية (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون).. وفي سورة الزمر لما ذكر الله عدداً من الآيات الكونية عرض هذا السهر الإيماني بصيغة أخرى، لكن فيها من التشريف ما تتضعضع له النفوس .. لقد جعل الله هذا السهر الإيماني أحد معايير (العلم)، نعم.. قيام الليل أحد معايير العلم بنص القرآن، وهذا أمر لا تستطيع بتاتاً أن تستوعبه العقول المادية والمستغربة لأنها لم تتزكّ بعد بشكل تام وتتخلص من رواسب الجاهلية الغربية، لاحظ كيف دلت خاتمة الآية على التشريف العلمي لهذا السهر الإيماني، يقول تعالى:
(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر، 9]
فلاحظ في هذه الخاتمة كيف جعل الله من لم يقنت آناء الليل فهذا مؤشر على جهله، ومن قنت آناء الليل فهذا مؤشر على علمه.. وقد يقول قائل .. لكن كثيراً ممن لا يقنت آناء الليل نرى بالمقاييس المادية المباشرة أن لديه علماً؟ فالجواب أن القرآن اعتبر العلم بثمرته لا بآلته، وثمرة العلم العبودية لله، فمن ضيع الثمرة لم تنفعه الآلة.. ثم لاحظ كيف وصفت الآيات تنوع العبادة (ساجداً وقائماً) .. بل وصفت الآية أحاسيس ومشاعر ذلك الساهر .. فهو من جهة قد اعتراه الوجل من يوم الآخرة ومن جهة أخرى قد دفعه رجاء رحمة الله (يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه) .. تمتزج هذه المشاعر الإيمانية طوال الليل بينما الناس حوله هاجعون.. هل ترى الله تعالى بعظمته وقدسيته سبحانه يصوِّر هذا المشهد الإيماني الليلي بلا رسالة يريد تعالى إيصالها لنا؟ أليس من الواضح أن الله يريدنا كذلك؟ يريدنا أن نكون قانتين آناء الليل ساجدين وقائمين نحذر الآخرة ونرجوا رحمة ربنا..؟ وتذكّر أن الله جعل ذلك معياراً من معايير (العلم)، ألا نريد أن نكون في معيار الله من (أهل العلم) ؟

وفي أواسط سورة السجدة ذكر الله المؤشرات الظاهرة التي تدل على إيمان الباطن، حيث استفتحها بقوله (إنما يؤمن بآياتنا.. وفي ثنايا تلك المؤشرات صورت الآيات مشهد ذلك المؤمن الصادق، وهو في فراشه، تهاجمه ذكرى الآخرة فلا يستطيع جنبه أن يسترخي للنوم.. تأمل قوله تعالى:
(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا) [السجدة: 16]. أخي الكريم .. يشهد الله وحده –وأنا أعلم شدة هذا الاستشهاد- أنني مامررت بهذه الآية إلا أحسست بمقاريض الحرج تنهش أطرافي .. بهذه الآية إلا تخيلت أولئك القوم الذين ترسم هذه الآية مشهدهم .. وكأني أراهم منزعجين في فرشهم تتجافى بهم يتذكرون لقاء الله، ثم لم يطيقوا الأمر، وهبُّوا إلى مِيضأتهم، وتوجهوا للقبلة، وسبحوا في مناجاة مولاهم .. {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} ..
صحيحٌ أن هناك آيات كثيرة صورت السهر الإيماني، لكن هذه الآية بخصوصها لها وقعٌ خاص، مجرد تخيل أولئك القوم وهم يتقلبون في فرشهم ثم يهبّون للانطراح بين يدي الله وتضرعه وهم بين الخوف من العقوبة على خطاياهم والرجاء الذي يحدوهم لبحبوحة غفران الله، ثم مقارنة ذلك بأحوالنا وليلنا البئيس يجعل الأمر في غاية الحرج، إنهم قومٌ (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا)..
بل وتأمل في بلاغة القرآن كيف يجعل البيات قياماً كما قال تعالى في وصف عباد الرحمن في سورة الفرقان (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)[الفرقان: 64]
إنهم يبيتون .. لكنهم يبيتون لربهم في سجود وقيام..
ومن ألطف مواضع السهر الإيماني أن الله جعله من أهم عناصر التأهيل الدعوي في بداية الطريق، الله سبحانه وتعالى لم يجعل أعظم السهر الإيماني في آخر الدعوة النبوية بعد استيفاء التدرج، كلا، بل جعله في أولها! فقال تعالى لنبيه في آياتٍ كادت تستغرق الليل:
(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلا) [المزمل، 1-2]
لاحظ معي أن النبي –صلى الله عليه وسلم- في بداية الدعوة، ومع ذلك يقول له (قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه)..
وهل كان فعل ذلك مختص برسول الله؟ لا، بل كان أصحابه في أيام غربة الدعوة يصلون معه تلك الصلوات التي تستغرق الليل، يقول تعالى في آخر السورة:
(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ)[المزمل، 20].
السابقون الأولون من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- خلّد الله قيامهم غالب الليل في كتابه العظيم، أي شرف أعظم من هذا الشرف لأصحاب رسول الله..

أما نحن فمنا أقوامٌ ينامون الليل كله ويستثقلون دقائق معدودة ليتهجدوا فيها بين يدي الله، ومنا أقوامٌ يسهرون الليل كله لكن في استراحات اللهو ويستكثرون أن يتوقفوا لدقائق ليقفوا بين يدي الله،ا.. بل هناك ماهو أتعس من ذلك، وهو أن بعضهم ينقضي الليل ويدخل وقت الفجر وتقام صلاة الفريضة والإمام يقرأ فوق رأسه بينما هو لازال كما قال تعالى: (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى) [النساء، 142].

والله لو تدبرنا القرآن ونحن مستحضرين هذا السؤال: كيف نصوغ حياتنا في ليلنا ونهارنا؟ لفجعنا بشدة المفارقة بين فهم المؤمن لهذه الحياة الدنيا، وفهم الإنسان الغربي المسكين لها..