فن صناعة القيادة 2024.

<TABLE class=MsoNormalTable style="mso-cellspacing: 1.5pt" cellPadding=0 border=0><TBODY><TR style="mso-yfti-irow: 0; mso-yfti-firstrow: yes; mso-yfti-lastrow: yes"><TD style="BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-RIGHT: 0.75pt; BORDER-TOP: #ece9d8; PADDING-LEFT: 0.75pt; PADDING-BOTTOM: 0.75pt; BORDER-LEFT: #ece9d8; WIDTH: 100%; PADDING-TOP: 0.75pt; BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BACKGROUND-COLOR: transparent" width="100%">

<TABLE class=MsoNormalTable dir=rtl style="WIDTH: 100%; mso-cellspacing: 1.5pt; mso-table-dir: bidi" cellPadding=0 width="100%" border=0><TBODY><TR style="mso-yfti-irow: 0; mso-yfti-firstrow: yes; mso-yfti-lastrow: yes"><TD style="BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-RIGHT: 0.75pt; BORDER-TOP: #ece9d8; PADDING-LEFT: 0.75pt; PADDING-BOTTOM: 0.75pt; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0.75pt; BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BACKGROUND-COLOR: transparent">

فن صناعة القيادة (1)<?xml:namespace prefix = o ns = "urnالقعدةchemas-microsoft-com:office:office" /><oالقعدة></oالقعدة>
التحفيز والإثابة<oالقعدة></oالقعدة>

</TD></TR></TBODY></TABLE>

<oالقعدة></oالقعدة>

</TD></TR></TBODY></TABLE>

<oالقعدة></oالقعدة>

<TABLE class=MsoNormalTable style="WIDTH: 100%; mso-cellspacing: 1.5pt" cellPadding=0 width="100%" border=0><TBODY><TR style="mso-yfti-irow: 0; mso-yfti-firstrow: yes; mso-yfti-lastrow: yes"><TD style="BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-RIGHT: 0.75pt; BORDER-TOP: #ece9d8; PADDING-LEFT: 0.75pt; PADDING-BOTTOM: 0.75pt; BORDER-LEFT: #ece9d8; WIDTH: 100%; PADDING-TOP: 0.75pt; BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BACKGROUND-COLOR: transparent" vAlign=top width="100%">

<TABLE class=MsoNormalTable dir=rtl style="WIDTH: 100%; mso-cellspacing: 1.5pt; mso-table-dir: bidi" cellPadding=0 width="100%" border=0><TBODY><TR style="mso-yfti-irow: 0; mso-yfti-firstrow: yes"><TD style="BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-RIGHT: 0.75pt; BORDER-TOP: #ece9d8; PADDING-LEFT: 0.75pt; PADDING-BOTTOM: 0.75pt; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0.75pt; BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BACKGROUND-COLOR: transparent">
</TD></TR><TR style="mso-yfti-irow: 1"><TD style="BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-RIGHT: 0.75pt; BORDER-TOP: #ece9d8; PADDING-LEFT: 0.75pt; PADDING-BOTTOM: 0.75pt; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0.75pt; BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BACKGROUND-COLOR: transparent"></TD></TR><TR style="mso-yfti-irow: 2; mso-yfti-lastrow: yes"><TD style="BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-RIGHT: 0.75pt; BORDER-TOP: #ece9d8; PADDING-LEFT: 0.75pt; PADDING-BOTTOM: 0.75pt; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0.75pt; BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BACKGROUND-COLOR: transparent"><?xml:namespace prefix = v ns = "urnالقعدةchemas-microsoft-com:vml" /><vالقعدةhapetype id=_x0000_t75 stroked="f" filled="f" path="m@4@5l@4@11@9@11@9@5xe" oالقعدةreferrelative="t" oالقعدةpt="75" coordsize="21600,21600"><vالقعدةtr oke joinstyle="miter"></vالقعدةtroke><v:formulas><v:f eqn="if lineDrawn pixelLineWidth 0"></v:f><v:f eqn="sum @0 1 0"></v:f><v:f eqn="sum 0 0 @1"></v:f><v:f eqn="prod @2 1 2"></v:f><v:f eqn="prod @3 21600 pixelWidth"></v:f><v:f eqn="prod @3 21600 pixelHeight"></v:f><v:f eqn="sum @0 0 1"></v:f><v:f eqn="prod @6 1 2"></v:f><v:f eqn="prod @7 21600 pixelWidth"></v:f><v:f eqn="sum @8 21600 0"></v:f><v:f eqn="prod @7 21600 pixelHeight"></v:f><v:f eqn="sum @10 21600 0"></v:f></v:formulas><vالقعدةath o:connecttype="rect" gradientshapeok="t" o:extrusionok="f"></vالقعدةath><o:lock aspectratio="t" v:ext="edit"></o:lock></vالقعدةhapetype><vالقعدةhape id=_x0000_s1026 style="MARGIN-TOP: -166.8pt; Z-INDEX: 1; LEFT: 0px; MARGIN-LEFT: -93pt; WIDTH: 180pt; POSITION: absolute; HEIGHT: 99pt; TEXT-ALIGN: left; mso-wrap-distance-left: 0; mso-wrap-distance-right: 0; mso-position-horizontal-relative: text; mso-position-vertical-relative: line" o:allowoverlap="f" alt="mokafah-mharah.gif" type="#_x0000_t75"><v:imagedat a o:title="mokafah-mharah" src="file:///C:DOCUME~1hassinaLOCALS~1T empmsohtml11clip_image001. gif"></v:imagedata><?xml:namespace prefix = w ns = "urnالقعدةchemas-microsoft-com:office:word" /><w:wrap type="square"></w:wrap></vالقعدةhape>

<oالقعدة></oالقعدة>
نرى في حياتنا الكثير من القادة ، ونعايش بعضهم ، ونلمس اختلافات كثيرة بينهم ، فمنهم الناجح في قيادته ، ومنهم من يجافيه النجاح ، منهم من يحصل من مرؤوسيه على أعلى معدلات الإنجاز ، ومنهم من يرضى بالقليل منها ، منهم من تكون همته في الثرى ، وآخرون همتهم في الثريا ، منهم من تهفو نفسه إلى القمة ، وآخرون يرضون بالدنية . <oالقعدة></oالقعدة>
<oالقعدة></oالقعدة>
لكن الشيء الذي نكاد نتفق عليه جميعا ، أن هناك اختلافات واضحة في كيفية إدارتهم لفرق عملهم ، والآليات التي يستخدمونها في تحقيق أهدافهم لاسيما تهيئة الظروف المناسبة للقيام بالعمل ، وغرس الثقة ، وبث روح المنافسة بين الأفراد ، وإعلاء همتهم ، وتحفيزهم من أجل الحصول على أعلى معدلات الإنجاز المأمولة . <oالقعدة></oالقعدة>
<oالقعدة></oالقعدة>
ونحن هنا نحاول أن نسلط الضوء على أمر يكاد يكون هو الأهم في الحصول على أعلى معدلات الإنجاز ، وسرعة تحقيق الأهداف المطلوبة من الأفراد ألا وهو التحفيز والإثابة . <oالقعدة></oالقعدة>
<oالقعدة></oالقعدة>
ما التحفيز؟ التحفيز هو: عبارة عن مجموعة الدوافع التي تدفعنا لعمل شيء ما ، أو القيام بمهمة مطلوبة . <oالقعدة></oالقعدة>
وهو : توجيه سلوك الأفراد وتقويته ومواصلته لتحقيق أهداف مشتركة وأنواع الحوافز كثيرة ( المادية والمعنوية / السلبية والإيجابية / الفردية والجماعية ) " المبادئ الإدارية من سورة الإسراء – الكهف – مريم – (ج 1 / ص 37) " وهو أيضا : عملية نفسية لها علاقة مباشرة بالروح لا بالجسد . <oالقعدة></oالقعدة>
وتنبع أهمية التحفيز لكونه يعتبر المرحلة التي تسبق العمل ، وهو ما يمكن أن نسميه بـ " التهيئة " . <oالقعدة></oالقعدة>
فكلما كان التحفيز جيدا كلما كان إنجاز العمل أجود ، وكانت معدلات الإنجاز مرتفعة . <oالقعدة></oالقعدة>
ويعتبر التحفيز من أهم ما يبحث عنه الإنسان ، وينتظره من الغير ، لذا عليك أن تدرك الطبيعة الإنسانية وكنهها، يقول العالم النفسي "وليم جيمس" :"من أعمق الصفات الإنسانية لدى الإنسان هو أن يحرص دائماً على أن يكون مقدراً خير تقدير من قبل الآخرين". " شبكة الانترنت "<oالقعدة></oالقعدة>
<oالقعدة></oالقعدة>
المقصود بالإثابة : أثَابَه اللهُ يُثِيْبُه إثَابَةً . <oالقعدة></oالقعدة>
والإِثَابَةُ : الإِصْلاَحُ والتَّقْوِيْمُ، ومنه قَوْلُ أُمِّ سَلَمَة لعائشَةَ: " إنَّ عَمُوْدَ الدِّيْنِ لا يُثَابُ بالنِّسَاءِ " . المحيط في اللغة – (ج 2 / ص 423) وأثاب اللّه العبادَ يثيبهم إثابةً وثَواباً، إذا جازاهم بأعمالهم. جمهرة اللغة – (ج 1 / ص 104) الفرق بين التحفيز والإثابة ليس هناك فرق يذكر بين عملية التحفيز وعملية الإثابة ، لأنهما وجهان لعملة واحدة ، اللهم إلا أن التحفيز كما أشرنا سابقا أنه المرحلة التي تسبق العمل ، والإثابة تأتي بعد إتمام العمل ، وكلاهما له نفس التأثير في إنجاح أي عمل مهما كان . <oالقعدة></oالقعدة>
والتفريط في أيٍّ منهما من قبل القائد لا شك أنه سيؤثر تأثيرا سلبيا في العمل ، وقد يقعد بالأفراد عن إتمامه ، أو التهرب من إنجاز أي عمل آخر . <oالقعدة></oالقعدة>
<oالقعدة></oالقعدة>
نماذج من التحفيز والإثابة في القرآن الكريم القارئ لكتاب الله تعالى والمتدبر في آياته ، يجد الكثير من الآيات التي تستخدم أسلوب التحفيز والتي تحث الناس على القيام بأفعال معينة ، أو ترك أمور بعينها في مقابل أن يحصلوا على فوائد دنيوية وأخروية ، وليست أخروية فقط . ومن ذلك قول الله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) " سورة الأعراف96 " . وأيضا قوله تعالى : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) ) " سورة نوح " . <oالقعدة></oالقعدة>
<oالقعدة></oالقعدة>
إذا التحفيز على أمور دنيوية وأخروية موجود بكتاب الله تعالى ، فضلا عن الآيات التي تتحدث عن عاقبة المؤمنين من النعيم المقيم عند الله تبارك وتعالى بأن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ، و لهم ، ولهم … الرسول صلى الله عليه وسلم يمنح الأوسمة في غزوة ذِي قَرَد : قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (… كَانَ خَيْر فُرْسَاننَا الْيَوْم أَبُو قَتَادَةَ وَخَيْر رَجَّالَتنَا سَلَمَة …) " جزء من حديث رواه الإمام مسلم " وفي هذا الحديث يقول الإمام النووي ( هَذَا فِيهِ اِسْتِحْبَاب الثَّنَاء عَلَى الشُّجْعَان وَسَائِر أَهْل الْفَضَائِل لَا سِيَّمَا عِنْد صَنِيعهمْ الْجَمِيل ، لِمَا فِيهِ مِنْ التَّرْغِيب لَهُمْ وَلِغَيْرِهِمْ فِي الْإِكْثَار مِنْ ذَلِكَ الْجَمِيل ، وَهَذَا كُلّه فِي حَقّ مَنْ يَأْمَن الْفِتْنَة عَلَيْهِ بِإِعْجَابٍ وَنَحْوه ) " شرح النووي على مسلم " . <oالقعدة></oالقعدة>
<oالقعدة></oالقعدة>
ويمدح الرجال ويستخدم عبارات التشجيع في موقف آخر : فمن مدحه للصحابة – رضي الله عنهم ( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ) " الأدب المفرد للبخاري " . <oالقعدة></oالقعدة>
ومن استخدامه لعبارات التشجيع مع صحابته – رضي الله عنهم – عَنْ أَبِى مُوسَى – رضي الله عنه – قَالَ قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَهُوَ بِالْبَطْحَاءِ . فَقَالَ « أَحَجَجْتَ » . قُلْتُ نَعَمْ . <oالقعدة></oالقعدة>
قَالَ « بِمَا أَهْلَلْتَ » . قُلْتُ لَبَّيْكَ بِإِهْلاَلٍ كَإِهْلاَلِ النبي – صلى الله عليه وسلم – . قَالَ :أَحْسَنْتَ … ) " صحيح مسلم " . <oالقعدة></oالقعدة>

وعَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم- ( يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِى أَيَّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ ». قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ « يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيَّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ ». قَالَ قُلْتُ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَي الْقَيُّومُ. قَالَ فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ : وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ ) ومعنى " ليهنك العلم : أي ليكن العلم هنيئا لك " . " صحيح مسلم " . <oالقعدة></oالقعدة>
<oالقعدة></oالقعدة>
مع التحفيز ترتفع معدلات الإنجاز لدى الأفراد وهذا ما حدث مع المسلمين في غزوة بدر ، لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فهيأهم وحرضهم . <oالقعدة></oالقعدة>
أعطى للتحفيز وقته الكافي فهو أعلم الناس بحرج موقف جيش قوامه ثلث عدد جيش العدو. <oالقعدة></oالقعدة>
رفع معنويات الجنود. <oالقعدة></oالقعدة>
وغير حالتهم النفسية والمزاجية. <oالقعدة></oالقعدة>
وانعكس ذلك علي حالاتهم الفسيولوجية. <oالقعدة></oالقعدة>
حفزهم – صلى الله عليه وسلم – بقوله : ( والذي نفس محمد بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسباً، مقبلا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة ) " رواه مسلم " . <oالقعدة></oالقعدة>
وأدبر الخوف من قلوبهم ، وارتفع معدل الإنجاز الذي وصل معدله إلي 300%تقريبا. <oالقعدة></oالقعدة>
إذ استطاع أربعة عشر وثلاث مئة مقاتل أن يصمدوا في وجه ألف ، بل ويلحقوا بهم الهزيمة المذلة " فن تهيئة النفوس لطارق السقا – مقال منشور على شبكة الإنترنت – بتصرف " . <oالقعدة></oالقعدة>

وهناك الكثير والكثير من الأمثلة والنماذج التي تدل على استخدام النبي – صلى الله عليه وسلم لأسلوب التحفيز والإثابة ، مما لا يتسع المقام هنا لذكره . <oالقعدة></oالقعدة>

فعلى القائد الناجح أن يستخدم عبارات المدح والتشجيع مع من يقودهم ، إذا رأى منهم أي بادرة حسنة أو إنجاز لمهمة من المهام الموكلة إليهم حتى يقوي ذلك من عزيمتهم . <oالقعدة></oالقعدة>
الفاروق والرشيد واستخدامهما للتحفيز والإثابة كان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – حريصا على أن يحفظ الناس القرآن وأن يعلموا معاني القرآن ، فقد أخرج ابن زنجويه عن كنانة العدوي قال : كتب عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -إلى أمراء الأجنادالقعدة أن ارفعوا إليَّ كل من حمل القرآن حتى ألحقهم في الشرف من العطاء – أي يزيد في أعطياتهم – ، وأُرسلهم إلى الأفاق يعلمون الناس ، فكتب إليه الأشعري – رضي الله عنه – أنه بلغ من قبلي ممن حمل القرآن ثلاثمائة وبضع رجال ، فإذا عمر يقول : من يحسن نزده ومن يسيء نعاقبه ) . <oالقعدة></oالقعدة>
وكتب الخليفة هارون الرشيد – رحمه الله – إلى الولاة وإلى أمراء الأجناد يقول : ( أما بعد فانظروا من التزم الأذان عندكم فاكتبوه في ألف دينار من العطاء ، ومن جمع القرآن وأقبل على طلب العلم ، وعمر مجالس العلماء ، ومقاعد الأدب فاكتبوه في ألفي دينار من العطاء ومن جمع القرآن وروى الحديث وتفقه في العلم واستبحر فاكتبوه في أربعة آلاف دينار وليكن ذلك امتحان الرجال السابقين لهذا الأمر ومن المعروفين به من علماء عصركم وفضلاء دهركم فاسمعوا قولهم وأطيعوا أمرهم ). <oالقعدة></oالقعدة>
حتى قال ابن المبارك فما رأيت عالما ولا قارئا للقرآن ولا سابقا للخيرات ولا حافظا للحرمات في أيامٍ بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – وأيام الخلفاء والصحابة أكثر منهم في زمن الرشيد وأيامه لقد كان الغلام يجمع القرآن وهو ابن ثماني سنين . <oالقعدة></oالقعدة>
" من حوار مع الشيخ محمد صالح المنجد – بتصرف " <oالقعدة></oالقعدة>
<oالقعدة></oالقعدة>
من وسائل التحفيز و الإثابة <oالقعدة></oالقعدة>
<oالقعدة></oالقعدة>
– قدم لأفرادك الكثير من التشجيع . <oالقعدة></oالقعدة>
– استخدم التعليقات البنَّاءة بدلا من النقد القاسي . <oالقعدة></oالقعدة>
– أظهر الإعجاب بأعمال الأفراد . <oالقعدة></oالقعدة>
– شجع روح التفاعل بين الأفراد وكافئ المحسن منهم . <oالقعدة></oالقعدة>
– قسم المهام على الأفراد على حسب طاقتهم . <oالقعدة></oالقعدة>
– استخدم المدح بدلا من التوبيخ ، فلقد قالوا قديما (إن درهماً من المدح أفضل من قنطار من اللوم). <oالقعدة></oالقعدة>
– استخدم المكافآت والحوافز المادية . <oالقعدة></oالقعدة>
– عليك أن تبث روح الثقة في نفوس الأفراد . <oالقعدة></oالقعدة>
– درب أفرادك على اتخاذ القرارات بأنفسهم . <oالقعدة></oالقعدة>
– تذكر دائما أنك تتعامل مع طبائع وأمزجة مختلفة ، فعامل كلا من أفرادك على حسب طبعه . <oالقعدة></oالقعدة>
– كن مرحا وابتسم في وجه أفرادك ، فالابتسامة تأسِر القلوب . <oالقعدة></oالقعدة>
– إذا وعدت بمكافأة للمجيدين ، فأنفذ وعدك . <oالقعدة></oالقعدة>
– شارك مع أفرادك في العمل ، ولا تكتف بدور المشرف فقط . <oالقعدة></oالقعدة>
<oالقعدة></oالقعدة>
وأخيرا عليك بثلاث لما سئل نابليون ذات مرة كيف استطعت أن تفجر طاقات جنودك ؟ وأن تولد الثقة في نفوس أفراد جيشك ؟ فأجاب كنت أرد بثلاث على ثلاث ، من قال : لا أقدر . قلت له حاول . و من قال : لا اعرف قلت له تعلم . ومن قال : مستحيل قلت له جرب .<oالقعدة></oالقعدة>
</TD></TR></TBODY></TABLE>

<oالقعدة></oالقعدة>
</TD></TR></TBODY></TABLE>

قراءة في السيرة النبوية- درس في الإدارة والقيادة: القائد وأعوانه وجنوده 2024.

قراءة في السيرة النبوية- درس في الإدارة والقيادة: القائد وأعوانه وجنوده

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
قراءة في السيرة النبوية- درس في الإدارة والقيادة: القائد وأعوانه وجنوده
محمد عادل فارس

كثيراً ما تُكتب المقالات والبحوث والكتب، وتدار الحوارات والندوات، عن صفات القائد والمدير، وأهمية توافر صفات القيادة والإدارة، لأجل ضبط الإنجاز وتطويره، كالحزم والاستقامة والمرونة والحوار، وإشاعة روح المودّة والشعور بالمسؤولية، والثقة المتبادلة…
وفي الغالب، لا يكون هناك خلاف على أصل أي صفة من هذه الصفات أو غيرها، بقدر ما يكون الخلاف حول حدود كل صفة، وتقاطُعها مع الصفات الأخرى. ونضرب على ذلك أمثلة:
– كيف يوازن القائد بين المركزية التي تجعله يطّلع جيداً على ما يجري في مؤسسته، وبين التفويض الذي يمنح القيادات الوسطى مرونةً في اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية؟!
– وكيف يوازن بين الحزم والدقة وحسن سير الإنجاز والمحاسبة على الخطأ والتقصير والإهمال… وبين الإبقاء على روح المودّة بين الرئيس والمرؤوس، أو بين شريحة من المرؤوسين وشريحة أخرى؟!
– وكيف يشجع المبادرات، ويفسح المجال أمام مختلف الآراء والقناعات، ويُطْلق الفرص أمام المبدعين… وفي الوقت نفسه يحافظ على هيبة القيادة، ويصون القيم والثوابت؟!
ومن يقرأ في الكتب المختصة في بحوث القيادات والإدارات يلحظ أنه لا توجد في هذه المجالات مسلّمات، إنما هي مؤشّرات وقواعد عامة، وأن معظم ذلك لم يتولد من أصول نظرية، وإنما استُقي من دراسة مسالك القادة والمدراء الناجحين، ومن طرائق المؤسسات الناجحة كذلك.
وما أحرى المسلمين أن يستقرئوا مثل هذه القواعد من خلال قادتهم ومفكّريهم وروّادهم عبر التاريخ… وعلى رأس هؤلاء جميعاً سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهو الإنسان الكامل الذي ارتضاه لنا ربنا – سبحانه وتعالى -، أسوة وقدوة.
لقد أُلّفَتْ كتب في الصفات القيادية، في شخصية النبي -صلى الله عليه وسلم-، في المجالات الدعوية والتربوية والعسكرية والسياسية والإدارية… ولكن هذه الدراسات لم توفِّ المسألة حقها، لا سيما وأن كثيرين ممن كتبوا فيها، لم يكونوا مختصين في فنون الإدارة والقيادة، ولعل بعضهم لم يكن مختصاً في المجال الذي يبحث فيه.
إنها دعوة لأهل العلم والاختصاص والغيرة على سيرة سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم- إلى أن يقرؤوا هذه السيرة المشرَّفة، من زاوية المزايا القيادية، ويضعوا بين أيدي الأمة دروساً عميقة ترشِّدُهم في إدارة أمورهم، وتقول لهم: قبل أن تولُّوا وجوهكم قِبَل المشرق والمغرب، للتعرف على صفات القادة الناجحين… اقرؤوا سيرة نبيكم، فهي كنز ثمين لا يقدَّر بثمن.
وفي هذا المقال نضرب أمثلة فحسب، على بعض الصفات القيادية التي نستفيدها من سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
1- في تعامله مع المبدعين والمتميزين من أصحابه:
كان -صلى الله عليه وسلم- يكتشف مظاهر التفوق والنجاح الباهر في نفوس أصحابه، وينمي هذه المظاهر، ويضعها موضعها، ويشجع أصحابها… وفي الوقت نفسه لا يدع أحدهم يحتل موقعاً لا يُحْسنه.
ومن مظاهر تعامله الإيجابي مع المبدعين أنه أطلق صفاتٍ حميدة، وألقاباً محبّبة على عدد من أصحابه، فهذا: "الصدّيق"، وهذا: "أمين هذه الأمة"، وهذا: "سيف من سيوف الله" و (( ما أقلَّتِ الغبراء، ولا أظلّت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذرّ)).
وزاد على ذلك أنْ أسند المهمات المناسبة لكل منهم، وأبعدهم عما لا يناسبهم من المهمات.
فخالد بن الوليد منذ حداثة عهده بالإسلام يسند إليه مهمة قيادية في فتح مكة، ويشارك في غزوة مؤتة (وعلى أثرها يسميه: سيفاً من سيوف الله)، ويرسله بعدئذ إلى أُكيدر بن عبد الملك صاحب دُومة الجندل، وهو رجل من اليمن، وكان ملكاً، وقد أسَرَه خالد وقدم به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فحقَنَ دمه، وقبل منه الجزية، وردّه إلى قومه.

وعمرو بن العاص كذلك -رضي الله عنه- الذي أسلم سنة 7 أو 8 هـ أمّره على جيش المسلمين في سرية ذات السلاسل، ولم يمض على إسلامه إلا شهور، وكان في هذه السرية عدد من أصحاب السابقة من المهاجرين والأنصار.
وأبو هريرة -رضي الله عنه-، يجعله على أموال الصدقات.
وفي الجانب الآخر لم يستجب لأبي ذرّ -رضي الله عنه- حين طلب الولاية، بل قال له: (( يا أبا ذر، إنك ضعيف وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأعطى الذي لله منها )).
2- في تعامله مع خطأ يصدر عن بعض أصحابه:
بعض الناس من قادة وغير قادة- يقفون في أحد طرفي النقيض من أخطاء الآخرين، حسب درجة حساسيتهم من ذلك الخطأ، أو درجة قربهم من الإنسان المخطئ، أو مصلحتهم الشخصية… فإما أن ينظروا إلى ذلك المخطئ من نقطة الخطأ وحدها، وينسوا الفضل بينهم وبين هذا الذي زلّت به قدمه… وإما أن يدافعوا عنه في خطئه، ويرفضوا أن يدينوه فيه، ويقلبوا الخطأ صواباً… تعصباً منهم لهذا الذي أخطأ.
ولننظر الآن إلى تعامل الرسول القائد -صلى الله عليه وسلم- مع جنوده حين يخطئون، لقد كان يضع كل خطأ في موضعه وحجمه، ويدينه، ولا يحكم على الرجل من خلال هذا الخطأ وحده، ويصلح ذات البين، ويؤلف بين القلوب.
وأخبار ذلك في سيرته -صلى الله عليه وسلم- كثيرة مستفيضة، نجتزئ ببعضها:
قال أبو عمر بن عبد الله: بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- خالد بن الوليد إلى الغميصا (ماء من مياه جَذيمة من بني عامر) فقتل منهم ناساً، لم يكن قتله لهم صواباً، فوداهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: "إني أبرأ إليك مما صنع خالد". قال أبو عمر: وخبره في ذلك من صحيح الأثر.
وقال ابن عبد البر أيضاً: اشتكى عبدُ الرحمن بن عوف خالدَ بن الوليد للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا خالد لِمَ تؤذي رجلاً من أهل بدر، لو أنفقت مثل أحد ذهباً لم تدرك عمله؟! قال: يا رسول الله، إنهم يقعون بي فأردُّ عليهم. فقال: لا تؤذوا خالداً فإنه سيف من سيوف الله، صبّه الله على الكفار.
وفيه أيضاً: وقع بين خالد وعمار بن ياسر كلام فقال عمار: لقد هممتُ ألا أكلمك أبداً! فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (( يا خالد، مالك ولعمار، رجل من أهل الجنة قد شهد بدراً؟! وقال لعمار: "إن خالداً يا عمار سيف من سيوف الله على الكفار، قال خالد: فما زلت أحب عماراً من يومئذ)).
وحين كتب حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه- كتاباً وأرسله إلى قريش يخبرهم بمقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- لفتح مكة… ونزل الوحي وانكشف أمر حاطب، وبيَّن حاطبٌ عذرَه في ذلك، وقال عمر -رضي الله عنه-: "يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق"، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (( إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله اطّلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
3- في تعامله -صلى الله عليه وسلم- مع مختلف الآراء التي يبديها أصحابه:
إن كثيراً من القادة حين يعرضون مسألة للنقاش واتخاذ القرار بشأنها، يكون لهم توجُّهٌ مسبَّق، أو يتكون لهم مثل هذا التوجّه في أثناء النقاش، فتراهم يتعرضون بالتسفيه والتوبيخ لمن يعرض الرأي المخالف لتوجههم، أو يسكّتونه، أو يتهمونه في ولائه… وهذا ما يدخل عادة في باب الإرهاب الفكري الذي يجعل صاحب الرأي يُحْجم عن إبداء رأيه بصراحة، خشية تعرّضه للإسكات أو التسفيه… فلا يبقى إلا رأي من يؤيد القائد!
فلنرَ كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعامل مع آراء أصحابه:
أخرج الإمام أحمد أنه: لما كان يوم بدر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟ قال: فقال أبو بكر: يا رسول الله قومُك وأهلك، استَبْقِهم واسْتَأنِ بهم، لعل اللهَ أن يتوب عليهم، قال: وقال عمر: يا رسول الله أخرجوكَ وكذّبوكَ، قَرِّبْهم فاضرب أعناقهم، قال: وقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله انظر وادياً كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم أضرمْ عليهم ناراً، قال: فقال العباس: قطعتَ رَحِمَكَ، قال: فدخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يردَّ عليهم شيئاً، قال: فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر، وقال ناس: يأخذ بقول عمر، وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله بن رواحة، قال: فخرج عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إنَّ الله ليُلينُ قلوب رجال فيه حتى تكون ألينَ من اللبن، وإنَّ الله ليشد قلوب رجال فيه حتى تكون أشدَّ من الحجارة، وإنَّ مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم – عليه السلام – قال: ( فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم) (إبراهيم: 36)، ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال: ( إن تعذّبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم). (المائدة: 118)، وإن مثَلك يا عمر كمثل نوح قال: ( رب لا تذر على الأرض من الكفرين ديّاراً). (نوح: 26)، وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال: ( واشدُد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم). (يونس: 88)).
إنه يجد لصاحب كل رأي شَبَهاً في سيرة نبي كريم، فهل بعد هذا تشجيع على إبداء الرأي؟!.
4- في حسن معاملته -صلى الله عليه وسلم- التي تقلب العدوَّ صديقاً!
وهنا كذلك نجد أمثلة كثيرة جداً، نكتفي منها بمثالين اثنين:
المثال الأول: ثمامةُ بن أثال رئيس قبيلة حنيفة قومِ مسيلمة الكذّاب، أرسل إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام سنة 7هـ، فتلقى الرسالة بازدراء، وأخذته العزة بالإثم، ثم إنه ركبه الشيطان فأغراه بقتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم صرفه الله – تعالى -عن ذلك… ثم إن ثمامة أقبل معتمراً، وهو على شِركِه، وتمكّن بعض المسلمين من إلقاء القبض عليه… ورُبط إلى عمود في المسجد، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليه فقال: (( مالك يا ثمامُ؟ هل أمكن الله منك؟ قال: قد كان ذلك يا محمد، إن تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذا دم، وإن تَعْفُ تعفُ عن شاكر، وإن تسأل مالاً تُعْطَه! فمضى رسول الله وتركه، وتكرر هذا في اليوم الثاني واليوم الثالث حتى قال -صلى الله عليه وسلم-: "أطلقوه، قد عفوتُ عنك يا ثمام، ولم يتمالك ثمامة مع هذه البادرة الكريمة أن أعلن إسلامه وقال: يا محمد، لقد كنتُ وما وجهٌ أبغضَ إليّ من وجهك… ثم لقد أصبحتُ وما وجه أحبَّ إلي من وجهك… وإني أشهد أن لا إله إلا الله…)) (وانظر القصة بكمالها في أسد الغابة 1/294).
المثال الثاني: عمرو بن العاص. ولنذكر أن أباه هو العاص بن وائل السهمي الذي كان من أشدّ أعداء النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأن عمرواً نفسه كان أحد رجلين بعثت بهما قريش إلى النجاشي حتى يُسْلمها من هاجروا إليها من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقول عمرو عن نفسه وهو على فراش الموت: "… لقد رأيتُني وما أحدٌ أشدَّ بغضاً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مني، ولا أحبّ إليّ أن أكون قد استمكنت من قتله فقتلتُه، فلو مِتّ على ذلك لكنت من أهل النار… ثم يتحدث عن نفسه بعد إسلامه أنه "ما كان أحد أحبّ إليّ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنتُ أطيقُ أن أملأ عينيّ منه، إجلالاً له… " (الحديث بكماله تجده في صحيح مسلم 1/112).
*****
ونكتفي بهذه الشذرات، ونؤكد أن توافر بعض المختصين على دراسة هذه الجوانب في شخصية النبي -صلى الله عليه وسلم- وسيرته العطرة ستغني المكتبة الإسلامية، وتضع بين أيدي الأجيال المهزومة من المسلمين ما يرفع معنوياتها، وينقلها إلى الثقة بدينها ونبيها وتراثها…ونفسها.

المصدر :
قراءة في السيرة النبوية- درس في الإدارة والقيادة: القائد وأعوانه وجنوده | موقع المختار الإسلامي

pagani zonda لعشاق القيادة السريعة 2024.

،pagani zonda هي الحلم الذي يراود الكثيرين من عشاق القيادة السريعة

رغم سعرها البالغ 350 ألف جنيه استرليني (حوالي 670،000 $)… "فقط".

وهي مجهزة بمحرك V12 من 12 اسطوانة يدفعها الى سرعة قصوى تبلغ 320 كيلومترا في الساعة

بتسارع من سرعة الصفر الى سرعة مائة كيلومتر في الساعة خلال 3.7 ثانية.

وقد بادر العديد من أبطال سباقات السيارات،

لا سيما أولئك الذين يشتركون في سباقات الجائزة الكبرى "فورميولا 1"،

وعلى رأسهم شوماخر مثلا، الذي اعتزل هذه الرياضة وهو في قمة مجده، الى اقتنائها.

صور لموديلات مختلفة من pagani zonda

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

670.000 $.. "فقط".

الرخا يدهّش … هههه

مشكوووووووووورة نينا

بارك الله فيك أختي نينا
القعدة
هذي سيارة ولا صاروخ مشكورة اختي على الصور

بارك الله فيك أختي نينا

شكراا خاوتي علي مروركم وردكم الهايل والله فرحني تواجدكم

عجلة القيادة في السيارة تحتوي على باكتيريا اكثر من المرحاض بتسعة مرات 2024.

السلام عليكم ورحمة الله

****
عجلة القيادة في السيارة تحتوي على باكتيريا اكثر من المرحاض بتسعة مرات


القعدة

اشارت دراسة بريطانية جديدة ان 80 باكتيريا في الانش المربع الواحد موجودة في المرحاض مقارنة بـ 700 باكتيريا في الانش المربع الواحد تتخفى في سيارتك و خصوصا على عجلة القيادة.

و اضافت الدراسة ان 42% من سائقي السيارات يأكلون وجباتهم اثناء القيادة "السيارة هي المكان المثالي لتكاثر الجراثيم خصوصا اذا كنت من الذين يأكلون بداخلها و ممن يتركون بقايا الطعام فيها".
و احتلت منطقة الباكاج الخلفي النسبة الاكبر في عدد الباكتيريا الموجودة في السيارة حيث وصلت الى 1300 في الانش المربع الواحد .
و لتجنب هذه المشكلة قال الدكتور Rin Cutler مدير قسم العلوم الحيوية في جامعة الملكة Mary في لندن انه من الحكمة تنظيف السيارة دوريا من الداخل و الخارج و تنظيف بقايا الطعام من السيارة بعد عملية الاكل فيها.
للامانة منقول للافادة

شكرا لك على المعلومات المفيدة

معلومة مهمه و قيمه

شكرا اخي سامي

العفو
لا شكر على واجب
اتمنى لكم المتعه والاستفادة ولكم التحية
لا تحرمونا من تواجدكم في منتدى العلوم والمعرفه

القعدة
القعدة
اتمنى لك الاستفادة اخي عصام
لك التحية

القعدة
ومنكم نستفيد لك الشكر

القعدة

جزيل الشكر على المرور وتصفح الموضوع
اتمنى المتعه والاستفادة
تحية من اخوكم سامي44

القعدة

فعلا عندك الحق
بارك الله فيك على الموضوع

العلاقة بين سرعة القيادة و الأغنية في الجزائـــــــر 2024.

سرعة القيادة في الجزائـــــــر تعتمد على نوع الأغنية:

أناشيد دينية 30كلم/سا

شعبي 50 كلم/سا
كاتشو والعيد بداوي والرحابة 70كلم/سا
جروب ميلانو وطورينو 90 كلم/سا
أمين تيتي وعن عن طع طع ومشتقاتهم 130كلم/سا
غربي بيتبول ستروما ومشتقاتهم 150كلم/سا
.
.
و الاذاعة يسخن ببها طاكسي الصباح..هههههه

هههههههههههههههههههههههههههههه ههههههه
قتلتني ضحك علابالك و الله كاينة

هههه
كاينة منها هادي

hhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhh hhh
hana
غربي بيتبول ستروما ومشتقاتهم 150كلم/سا
هههههههههههههههه
يعطيك الصحة والله غير كاين منها
44444444444444444
هههههههههههههه
يعطيك الصحة
هههههههههه والله غير صح كاينة منها
hhhhhhhhh oui c vraiii
هايلة ماكنتش علابالي بالاذاعة

أسوأ لوحات القيادة في تاريخ صناعة السيارات 2024.

السلام عليكم

أسوأ لوحات القيادة في تاريخ صناعة السيارات

القعدة


تقدم شركات السيارات العالمية كل عام أفكار جديدة وحلول مبتكرة في هذا العالم المتطور والسريع، ويتماشى مع ذلك التطور في التصميم الخارجي والمحرك، والتصميم الداخلي ومقصورة القيادة ولوحة العدادات، ولكن عبر تاريخ صناعة السيارات، قدمت بعض الشركات سياراتها بلوحات قيادة غريبة وعدادات غير عملية لتكون خطوة إلى الوراء من الشركة ذاتها، ونقدم لكم اليوم مجموعة من الصور لأسوأ لوحات قيادة مرت عبر تاريخ صناعة السيارات.

باغاني هوايرا – مصابيح أل إي دي تضيء مقصورة مصنوعة من المعدن اللامع بشكل مزعج وكثيف

القعدة

إمبريال 1962 – من منكم يريد قيادة سيارة ب**** مربع؟ لم تكن فكرة صائبة بتاتا وغير عملية أيضا لهذا لم نراها بعد ذلك

القعدة

ستروين – مقصورة غريبة ولوحة عدادات كان من المفترض أن تكون صرعة جديدة لكنها فشلت. لاحظوا الأزرار خلف ال****
القعدة
فيكتور دبليو 8 – قدمت مقصورة مكسوة بجلد النعام حتى طال **** السيارة لتكون النتيجة سيئة جداً

القعدة

أشبه بقارب بخاري قديم من القرن السابع عشر، حيث **** السفينة وعدادات دائرية والكثير من الألومنيوم

القعدة

آستن مارتن لاغوندا – أرادوا تقديم طفرة تقدمية لكنهم فشلوا حيث أن معظم الأزرار فيها لا تعمل وال**** جاء بفكرة سخيفة جداً

القعدة

لانسيا بيتا تريفي – **** فضائي ولوحة قيادة بدوائر كثيرة تعجز عن معرفة ما هي

القعدة

فيات مالتيبلا – يبدو أنها صاحبة فكرة أول عدادات تتوسط المقصورة ورغم أنها قلدت فيها بعد إلا أن هذا الأمر لا يجعلها جميلة أو عملية

القعدة

كورفيت الثمانينات – لم تكن سيئة فقط من جانب محركها، إنما سيئة أيضا من الداخل بعد تقديم لوحة عدادات بطريقة رقمية مبالغ فيها

القعدة

القعدة

عندي سيري سيس و يعجبني الطابلو دبور نتاعها و خلاص هههههههههه

شكرا حكيييم القعدة

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة EL General القعدة
القعدة
القعدة

عندي سيري سيس و يعجبني الطابلو دبور نتاعها و خلاص هههههههههه

شكرا حكيييم القعدة

القعدة القعدة
القعدة هههه هايل الطابلو تاع الجولف
العفوو خويا

تشوف الفيلو نتاعي تخلي الطوموبيلات كاملالقعدة

عجبتني نتاع الفضائيين

يعطيك الصحة حكيم القعدة

القعدة

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة CreativeJoe القعدة
القعدة
القعدة

تشوف الفيلو نتاعي تخلي الطوموبيلات كاملالقعدة

عجبتني نتاع الفضائيين

يعطيك الصحة حكيم القعدة

القعدة

القعدة القعدة
القعدة ههه
شكراا خويا يوسف

ماهذا ماستر…………………..
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمسم السمسومة القعدة
القعدة
القعدة
ماهذا ماستر…………………..
القعدة القعدة

القعدة
شكراا اختى سمسم

مانفهمش بزاف في السيارات القعدة
قعدت غير نشوف في التصاور القعدة
يعطيك الصحة على الموضوعالقعدة

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NAIMA.M القعدة
القعدة
القعدة

مانفهمش بزاف في السيارات القعدة
قعدت غير نشوف في التصاور القعدة
يعطيك الصحة على الموضوعالقعدة

القعدة القعدة
شكراا اختى
ربى يحفظك

كارثية هههههههالقعدة
الحمد الله اللي فات وقتهم
مرسييييييييي master

قراءة في السيرة النبوية- درس في الإدارة والقيادة: القائد وأعوانه وجنوده 2024.

قراءة في السيرة النبوية- درس في الإدارة والقيادة: القائد وأعوانه وجنوده

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

قراءة في السيرة النبوية- درس في الإدارة والقيادة: القائد وأعوانه وجنوده

محمد عادل فارس

كثيراً ما تُكتب المقالات والبحوث والكتب، وتدار الحوارات والندوات، عن صفات القائد والمدير، وأهمية توافر صفات القيادة والإدارة، لأجل ضبط الإنجاز وتطويره، كالحزم والاستقامة والمرونة والحوار، وإشاعة روح المودّة والشعور بالمسؤولية، والثقة المتبادلة…

وفي الغالب، لا يكون هناك خلاف على أصل أي صفة من هذه الصفات أو غيرها، بقدر ما يكون الخلاف حول حدود كل صفة، وتقاطُعها مع الصفات الأخرى. ونضرب على ذلك أمثلة:

– كيف يوازن القائد بين المركزية التي تجعله يطّلع جيداً على ما يجري في مؤسسته، وبين التفويض الذي يمنح القيادات الوسطى مرونةً في اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية؟!

– وكيف يوازن بين الحزم والدقة وحسن سير الإنجاز والمحاسبة على الخطأ والتقصير والإهمال… وبين الإبقاء على روح المودّة بين الرئيس والمرؤوس، أو بين شريحة من المرؤوسين وشريحة أخرى؟!

– وكيف يشجع المبادرات، ويفسح المجال أمام مختلف الآراء والقناعات، ويُطْلق الفرص أمام المبدعين… وفي الوقت نفسه يحافظ على هيبة القيادة، ويصون القيم والثوابت؟!

ومن يقرأ في الكتب المختصة في بحوث القيادات والإدارات يلحظ أنه لا توجد في هذه المجالات مسلّمات، إنما هي مؤشّرات وقواعد عامة، وأن معظم ذلك لم يتولد من أصول نظرية، وإنما استُقي من دراسة مسالك القادة والمدراء الناجحين، ومن طرائق المؤسسات الناجحة كذلك.

وما أحرى المسلمين أن يستقرئوا مثل هذه القواعد من خلال قادتهم ومفكّريهم وروّادهم عبر التاريخ… وعلى رأس هؤلاء جميعاً سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهو الإنسان الكامل الذي ارتضاه لنا ربنا – سبحانه وتعالى -، أسوة وقدوة.

لقد أُلّفَتْ كتب في الصفات القيادية، في شخصية النبي -صلى الله عليه وسلم-، في المجالات الدعوية والتربوية والعسكرية والسياسية والإدارية… ولكن هذه الدراسات لم توفِّ المسألة حقها، لا سيما وأن كثيرين ممن كتبوا فيها، لم يكونوا مختصين في فنون الإدارة والقيادة، ولعل بعضهم لم يكن مختصاً في المجال الذي يبحث فيه.

إنها دعوة لأهل العلم والاختصاص والغيرة على سيرة سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم- إلى أن يقرؤوا هذه السيرة المشرَّفة، من زاوية المزايا القيادية، ويضعوا بين أيدي الأمة دروساً عميقة ترشِّدُهم في إدارة أمورهم، وتقول لهم: قبل أن تولُّوا وجوهكم قِبَل المشرق والمغرب، للتعرف على صفات القادة الناجحين… اقرؤوا سيرة نبيكم، فهي كنز ثمين لا يقدَّر بثمن.

وفي هذا المقال نضرب أمثلة فحسب، على بعض الصفات القيادية التي نستفيدها من سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

1- في تعامله مع المبدعين والمتميزين من أصحابه:

كان -صلى الله عليه وسلم- يكتشف مظاهر التفوق والنجاح الباهر في نفوس أصحابه، وينمي هذه المظاهر، ويضعها موضعها، ويشجع أصحابها… وفي الوقت نفسه لا يدع أحدهم يحتل موقعاً لا يُحْسنه.

ومن مظاهر تعامله الإيجابي مع المبدعين أنه أطلق صفاتٍ حميدة، وألقاباً محبّبة على عدد من أصحابه، فهذا: "الصدّيق"، وهذا: "أمين هذه الأمة"، وهذا: "سيف من سيوف الله" و (( ما أقلَّتِ الغبراء، ولا أظلّت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذرّ)).

وزاد على ذلك أنْ أسند المهمات المناسبة لكل منهم، وأبعدهم عما لا يناسبهم من المهمات.

فخالد بن الوليد منذ حداثة عهده بالإسلام يسند إليه مهمة قيادية في فتح مكة، ويشارك في غزوة مؤتة (وعلى أثرها يسميه: سيفاً من سيوف الله)، ويرسله بعدئذ إلى أُكيدر بن عبد الملك صاحب دُومة الجندل، وهو رجل من اليمن، وكان ملكاً، وقد أسَرَه خالد وقدم به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فحقَنَ دمه، وقبل منه الجزية، وردّه إلى قومه.

وعمرو بن العاص كذلك -رضي الله عنه- الذي أسلم سنة 7 أو 8 هـ أمّره على جيش المسلمين في سرية ذات السلاسل، ولم يمض على إسلامه إلا شهور، وكان في هذه السرية عدد من أصحاب السابقة من المهاجرين والأنصار.

وأبو هريرة -رضي الله عنه-، يجعله على أموال الصدقات.

وفي الجانب الآخر لم يستجب لأبي ذرّ -رضي الله عنه- حين طلب الولاية، بل قال له: (( يا أبا ذر، إنك ضعيف وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأعطى الذي لله منها )).

2- في تعامله مع خطأ يصدر عن بعض أصحابه:

بعض الناس من قادة وغير قادة- يقفون في أحد طرفي النقيض من أخطاء الآخرين، حسب درجة حساسيتهم من ذلك الخطأ، أو درجة قربهم من الإنسان المخطئ، أو مصلحتهم الشخصية… فإما أن ينظروا إلى ذلك المخطئ من نقطة الخطأ وحدها، وينسوا الفضل بينهم وبين هذا الذي زلّت به قدمه… وإما أن يدافعوا عنه في خطئه، ويرفضوا أن يدينوه فيه، ويقلبوا الخطأ صواباً… تعصباً منهم لهذا الذي أخطأ.

ولننظر الآن إلى تعامل الرسول القائد -صلى الله عليه وسلم- مع جنوده حين يخطئون، لقد كان يضع كل خطأ في موضعه وحجمه، ويدينه، ولا يحكم على الرجل من خلال هذا الخطأ وحده، ويصلح ذات البين، ويؤلف بين القلوب.

وأخبار ذلك في سيرته -صلى الله عليه وسلم- كثيرة مستفيضة، نجتزئ ببعضها:

قال أبو عمر بن عبد الله: بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- خالد بن الوليد إلى الغميصا (ماء من مياه جَذيمة من بني عامر) فقتل منهم ناساً، لم يكن قتله لهم صواباً، فوداهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: "إني أبرأ إليك مما صنع خالد". قال أبو عمر: وخبره في ذلك من صحيح الأثر.

وقال ابن عبد البر أيضاً: اشتكى عبدُ الرحمن بن عوف خالدَ بن الوليد للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا خالد لِمَ تؤذي رجلاً من أهل بدر، لو أنفقت مثل أحد ذهباً لم تدرك عمله؟! قال: يا رسول الله، إنهم يقعون بي فأردُّ عليهم. فقال: لا تؤذوا خالداً فإنه سيف من سيوف الله، صبّه الله على الكفار.

وفيه أيضاً: وقع بين خالد وعمار بن ياسر كلام فقال عمار: لقد هممتُ ألا أكلمك أبداً! فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (( يا خالد، مالك ولعمار، رجل من أهل الجنة قد شهد بدراً؟! وقال لعمار: "إن خالداً يا عمار سيف من سيوف الله على الكفار، قال خالد: فما زلت أحب عماراً من يومئذ)).

وحين كتب حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه- كتاباً وأرسله إلى قريش يخبرهم بمقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- لفتح مكة… ونزل الوحي وانكشف أمر حاطب، وبيَّن حاطبٌ عذرَه في ذلك، وقال عمر -رضي الله عنه-: "يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق"، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (( إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله اطّلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

3- في تعامله -صلى الله عليه وسلم- مع مختلف الآراء التي يبديها أصحابه:

إن كثيراً من القادة حين يعرضون مسألة للنقاش واتخاذ القرار بشأنها، يكون لهم توجُّهٌ مسبَّق، أو يتكون لهم مثل هذا التوجّه في أثناء النقاش، فتراهم يتعرضون بالتسفيه والتوبيخ لمن يعرض الرأي المخالف لتوجههم، أو يسكّتونه، أو يتهمونه في ولائه… وهذا ما يدخل عادة في باب الإرهاب الفكري الذي يجعل صاحب الرأي يُحْجم عن إبداء رأيه بصراحة، خشية تعرّضه للإسكات أو التسفيه… فلا يبقى إلا رأي من يؤيد القائد!

فلنرَ كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعامل مع آراء أصحابه:

أخرج الإمام أحمد أنه: لما كان يوم بدر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟ قال: فقال أبو بكر: يا رسول الله قومُك وأهلك، استَبْقِهم واسْتَأنِ بهم، لعل اللهَ أن يتوب عليهم، قال: وقال عمر: يا رسول الله أخرجوكَ وكذّبوكَ، قَرِّبْهم فاضرب أعناقهم، قال: وقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله انظر وادياً كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم أضرمْ عليهم ناراً، قال: فقال العباس: قطعتَ رَحِمَكَ، قال: فدخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يردَّ عليهم شيئاً، قال: فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر، وقال ناس: يأخذ بقول عمر، وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله بن رواحة، قال: فخرج عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إنَّ الله ليُلينُ قلوب رجال فيه حتى تكون ألينَ من اللبن، وإنَّ الله ليشد قلوب رجال فيه حتى تكون أشدَّ من الحجارة، وإنَّ مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم – عليه السلام – قال: ( فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم) (إبراهيم: 36)، ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال: ( إن تعذّبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم). (المائدة: 118)، وإن مثَلك يا عمر كمثل نوح قال: ( رب لا تذر على الأرض من الكفرين ديّاراً). (نوح: 26)، وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال: ( واشدُد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم). (يونس: 88)).

إنه يجد لصاحب كل رأي شَبَهاً في سيرة نبي كريم، فهل بعد هذا تشجيع على إبداء الرأي؟!.

4- في حسن معاملته -صلى الله عليه وسلم- التي تقلب العدوَّ صديقاً!

وهنا كذلك نجد أمثلة كثيرة جداً، نكتفي منها بمثالين اثنين:

المثال الأول: ثمامةُ بن أثال رئيس قبيلة حنيفة قومِ مسيلمة الكذّاب، أرسل إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام سنة 7هـ، فتلقى الرسالة بازدراء، وأخذته العزة بالإثم، ثم إنه ركبه الشيطان فأغراه بقتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم صرفه الله – تعالى -عن ذلك… ثم إن ثمامة أقبل معتمراً، وهو على شِركِه، وتمكّن بعض المسلمين من إلقاء القبض عليه… ورُبط إلى عمود في المسجد، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليه فقال: (( مالك يا ثمامُ؟ هل أمكن الله منك؟ قال: قد كان ذلك يا محمد، إن تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذا دم، وإن تَعْفُ تعفُ عن شاكر، وإن تسأل مالاً تُعْطَه! فمضى رسول الله وتركه، وتكرر هذا في اليوم الثاني واليوم الثالث حتى قال -صلى الله عليه وسلم-: "أطلقوه، قد عفوتُ عنك يا ثمام، ولم يتمالك ثمامة مع هذه البادرة الكريمة أن أعلن إسلامه وقال: يا محمد، لقد كنتُ وما وجهٌ أبغضَ إليّ من وجهك… ثم لقد أصبحتُ وما وجه أحبَّ إلي من وجهك… وإني أشهد أن لا إله إلا الله…)) (وانظر القصة بكمالها في أسد الغابة 1/294).

المثال الثاني: عمرو بن العاص. ولنذكر أن أباه هو العاص بن وائل السهمي الذي كان من أشدّ أعداء النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأن عمرواً نفسه كان أحد رجلين بعثت بهما قريش إلى النجاشي حتى يُسْلمها من هاجروا إليها من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقول عمرو عن نفسه وهو على فراش الموت: "… لقد رأيتُني وما أحدٌ أشدَّ بغضاً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مني، ولا أحبّ إليّ أن أكون قد استمكنت من قتله فقتلتُه، فلو مِتّ على ذلك لكنت من أهل النار… ثم يتحدث عن نفسه بعد إسلامه أنه "ما كان أحد أحبّ إليّ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنتُ أطيقُ أن أملأ عينيّ منه، إجلالاً له… " (الحديث بكماله تجده في صحيح مسلم 1/112).

*****

ونكتفي بهذه الشذرات، ونؤكد أن توافر بعض المختصين على دراسة هذه الجوانب في شخصية النبي -صلى الله عليه وسلم- وسيرته العطرة ستغني المكتبة الإسلامية، وتضع بين أيدي الأجيال المهزومة من المسلمين ما يرفع معنوياتها، وينقلها إلى الثقة بدينها ونبيها وتراثها…ونفسها.

المصدر :
https://islamselect.net/mat/89128