طيور الغاق: معجزة الإسترزاق تحت الماء 2024.

عجيب شأن كل فرد وعضو ـ صغر أم كبر، وحيد الخلية أم متعددها، في اول سلمها أو في أعلاها رقياً ـ في المملكة الحيوانية علي أتساعها الهائل وغناها المُعجز بالأنواع الحيوانية. فلكل خصائصه وصفاته ومقومات دورة حياته وبقائه ثم نفوقه. ولكل "هدايته" للعيش وفق ظروف بيئته، وتأقلمه إذا ما تبدلت هذه الظروف وتغيرت تلك الأحوال. ولقد فُـُطر العدد الهائل علي خصائص وقدرات وسمات قد تبدو لأول وهلة "متباينة/ متناقضة". لكن هذا ـ وغيره ـ يجعلك تلهج بقول "سبحان الله" الذي أودع هذا المخلوق كل هذه الخصائص والقدرات والسمات.
خذ مثلا مبهراً على ذلك هو موضوع هذه السطور علي قلتها، لكن بثقلها بالتعريف بمخلوق يجمع ـ في روعة وإدهاش ـ بين قدرات التحليق والطيران في السماء، وبين براعة السباحة، ورشاقة الغوص في الماء. فلقد جعل الله تعالي رزقه في "غوصه" في طلب الأسماك. ولتقف في تأمل وخشوع وأنت تقرأ صدر سورة هود حيث يقول المولي عزل وجل:"وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" (هود: 6).

القعدة

أستخدام الصيادون لطيور الغاق في الصيد
أنواعه كثيرة قد تصل لنحو 39 نوعاً موزعة على سواحل بحار العالم ومحيطاته وجزره وضفاف أنهاره ومصباتها. فالبيئة الملائمة لحياتها هي السواحل البحرية والمياه الداخلية، وتعد الجزر التي تلجأ إليها للتكاثر مورداً لا ينضب لنوع من أنواع السماد العضوي المتراكم بمرور الأيام ويطلق عليه اسم "جوانو".
يندرج ضمن رتبة: Pelecaniformes، وفصيلة: Phalacrocoracidae، وجنس: Phalacrocorax، ونوع: P. aristotelis. إنه طائر الغاق Phalacrocorax aristotelis الذي يلقب أحيانا:"بغراب البحر". له شهرة كبيرة حيث يعتبر رمز لمدينة "ليفربول" الإنجليزية وناديها الرياضي. فبه تتزين مباني المدينة الحكومية والعادية بتحف هذا الطائر الجميل الرشيق.
ففي الصين واليابان وحوض مناطق أخرى حول العالم تم تدريب طيور الغاق لتقوم بصيد الأسماك، وجلبها للصيادين منذ القرن الخامس الميلادي. وفي فرنسا احتفظ لويس الثالث عشر بهذه الطيور في «مونتين بلو» في حين احتفظ جيمس الأول ملك انجلترا بما عرف «بالغاق الرئيس». كما يستثمره الصيادون الصينيون في بحر "لي جيانغ" في صيد الأسماك نظراً لوجود جراب في رقبته يستخدمه في تخزين الأسماك. ولكي لا يقوم بالتهام الأسماك، يلجأ الصيادون إلى لف بعض الخيوط حول عنقه. ولا يزال الطائر يستخدم في جلب الغذاء للإنسان في مناطق كثيرة من قارات العالم. ويعتبر الصيد باستخدام الغاق ضربا من ضروب السياحة الطبيعية في العصر الحديث.
القعدة
طائر الغاق الشائع الأنتشار Common Cormorant مع صغاره. لقد أمسي من الطيور النادرة لاستنزاف أعداده من قبل الصيادين.

طيور الغاق.. طيور مائية متوسطة الحجم، الذكر مثل الأنثى.. حجماً ومظهراً ولوناً. وذات ريش داكن وأعناق رفيعة طويلة أنسابية ورشيقة. ولها مناقير طويلة مستقيمة معقوفة عند نهايتها. بينما أرجلها قصيرة وأقدامها ذات سطح واسع. ويوجد بين أصابعها غشاء جلدي يعينها ـ كالمجداف ـ على السباحة. والنوع الشائع الأنتشار Common Cormorant له ريش أسود مع لمعان أخضر والذقن والوجنتان بيض اللون. لقد أمسي من الطيور النادرة لاستنزاف أعداده من قبل الصيادين.
وهناك نوع الغاق السوقطري وهو متوطن في شبه الجزيرة العربية، لونه العام أسود، وله بريق معدني على قمة الرأس والكتفين. ويصل طوله: 80 سم، إمتداد الجناحين: 130 سم. تناقصت أعداد مستعمراته المعروفة بالخليج العربي من 28 إلى 13 فقط (ثلاثة منها بالسعودية، وسبعة بالإمارات ومستعمرة واحدة في كل من قطر والبحرين وعمان). وتقدر أعداد الأفراد فيها بنحو 000ر220 زوج)، تمثل (95% من تعداد الطائر عالميا). وهناك مستعمرتان منه خارج الخليج العربي أحدهما في جزيرة سوقطرة اليمنية. ويطلق على هذا النوع في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية مسمى "اللوهة".
تكاثر طيور الغاق

تُكوِّن هذه الطيور مستعمرات كبيرة الأعداد لأجل التكاثر. وتتخذ لها أعشاشا على الأرض عبارة عن حفر صغيرة بين الحصى والحجارة. تضع الأنثى من ثلاث إلى خمس بيضات ذات لون أزرق مخضر وبقع بنية خصوصا عند الطرف العريض للبيضة. ويشترك الذكر مع الأنثى في حضانة البيض ورعاية الأفراخ.
القعدة
ويطفو على السطح ليأكل ما رزقه الله تعالي من صيد.
إعجاز الخلق، والتقدير والهداية

ليس لهذه الطيور أكياس هواء تحت الجلد ولا تحتوي العظام على الهواء، لذلك فهي تطفو بسرعة أقل من أشباهها. وتغطس إلى أعماق تزيد عن 20 مترا تراها تطير في صمت على ارتفاع منخفض فوق سطح الماء في أسراب على شكل رقم 7 أو في خطوط مستقيمة.
تبحث طيور الغاق ـ فرادي وجماعات ـ عن الأسماك أثناء الطيران/ السباحة، وعندما تحدد موقع السمكة، تغوص بخفة وسرعة ورشاقة تحت الماء. ريشها الخارجي يسمح بمرور الماء اما طبقته الداخلية فلا، ليحافظ علي حرارة الجسم. عند غوصها وهبها الله تعالي قدرة التحكم ـ في تناسق وتوائم وتوافق ـ في أجهزتها وبخاصة الجهاز التنفسي والدوري والعضلي. فيقل عمل القلب ليقل استنفاد الأكسجين. وتستهلك كمية كبيرة من الطاقة المخزنة في عضلات الفخذ. وبضربات قوية بأقدامها الكفية، جامعة جناحيها تغوص إلي العمق. تغير من أتجاهاتها بسرعة مذهلة. وإذا ما شعرت بالحاجة للأكسجين تعود سريعا لسطح الماء. ثم تعاود الغطس، وتعود إلى السطح ـ لتحمد ربها، وتأكل صيدها.
القعدة
القعدة
صورة لاحد أسراب طائر الغاق

تحديات التي تواجه طيور الغاق

تواجه بعض مستعمرات الغاق تحديات مثل انتشار بعض الأمراض الفيروسية والطفيلية التي قضت على أعداد كبيرة منها وسببت تقلص أعدادها المتبقية. ففي أمريكا الشمالية لما أزدادت أعداد «الغاق ذو العرف المزدوج»، ـ لوفرة غذائه من الأسماك، وكفاءة إجراءات حمايته كطائر مهاجر، وقلة الملوثات في البيئةـ اعتبره السكان "آفة". وقامت سلطات بعض الولايات المتحدة الأمريكية بمكافحته خلال العقد الماضي،ووضعت خططا بحيث تبقى أعداده في الحدود التي تسمح بالمحافظة عليه دون أن يهدد مناطق الصيد والسياحة. أما أهم المشاكل التي تواجهها طيور الغاق السقطري بالخليج هي الإزعاج البشري في مناطق التعشيش، والتلوث النفطي، واستخدام الشباك الكبيرة لصيد السمك الذي تعلق بها الطيور خلال تغذيتها.

جزيل الشكر على الموضوع الطيب
واصلي تميزك ولا تحرمينا من تواجدك في منتدى العلوم والمعرفه

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sami44 القعدة
القعدة
القعدة

جزيل الشكر على الموضوع الطيب
واصلي تميزك ولا تحرمينا من تواجدك في منتدى العلوم والمعرفه

القعدة القعدة

الشكر ليك على مرورك على موضوعي

ان شاء الله

وفقنا الله وياكم

تحياتي

شكرااااااااااااااا مرة اخرى

مشكورة اختي على الموضوع القيم
بارك الله فيك
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبع الحنان القعدة
القعدة
القعدة
مشكورة اختي على الموضوع القيم
بارك الله فيك
القعدة القعدة

الشكر ليييييك حنونة على المرور على موضوعي وترك بصمتك

تحياتي

شكراااااااااااااااااااااااااا

الصيد البحري الياباني باستخدام طائرالغاق! 2024.

الغاق هي عائلة من الطيور البحرية التي تعتمد في نظامها الغذائي على السمك. هذه الطيور ماهرة جدًا في صيد الأسماك، فهي تنتظر فرائسها على شواطئ البحر أو على جوانب الأنهار، ثم تقوم في لحظة بالغوص تحت الماء، وتدفع نفسها باستخدام أجنحتها وقدميها، وتقوم بعد ذلك بصيد الأسماك بمناقيرها المميزة.

القعدة

في اليابان والصين القديمة، تعلم الصيادين الحفاظ على هذه الطيور وتدريبها لمساعدتهم على صيد الأسماك في الأنهار. هذا هو المعروف باسم “صيد الغاق” أو “أوكاي” في اليابان. لا تزال ممارسة هذا النوع من الصيد في أماكن معينة في اليابان، ولا سيما في نهر ناجارا في جيفو، حيث لهذا الفن تاريخ طويل يعود لحوالى 1300 سنة.

القعدة

يأخذ الصيد الغاق وقت تحت جُنح الظلام خلال ساعات الشفق. يقوم مجموعة من الصيادين بالعمل فوق الزوارق الخشبية الطويلة التي رُبط فيها نحو عشرة من طيور الغاق التي تسبح إلى جانب القوارب و تغوص تحت الماء لصيد الاسماك عن طريق ابتلاعه. يتم ربط شئ بالقرب من قاعدة حلق الطائر، والذي يسمح للطيور فقط بابتلاع الأسماك الصغيرة، و عندما يلتقط الطائر سمكة كبيرة ويحاول ابتلاعها، فإنها تعلق فى حلقه، وعندها يقوم الصياد بسحب الطائر إلى القارب والتقاط السمكة من فمه. كل طائر يمكن أن يحمل ما يصل إلى ستة أسماك في حلقه كل مرة.

القعدة

كل قارب به نار كبيرة تتدلى لتوفير الضوء للبحار لتوجيه الطيور للصيد. وعلى الرغم من الوسائل الأكثر كفاءة في الصيد التي تم تطويرها، نجد أن هذا النوع من الصيد لازال قائمًا للحفاظ على التقاليد. ونجد أن هذه المنطقة تلاقي جذب سياحي كبير. يتطلب صيد الغاق مهارات كبيرة بالنسبة للصيادين، ولذلك يتم منح لقب “صائد كورمورانت للبلاط الإمبراطوري” لكل صياد ماهر، وهو لقب رسمي وراثي يتم تمريره من الأب إلى الإبن.

القعدة

استخدام الغاق لصيد الأسماك على نهر ناجارا بدأ قبل أكثر من 1،300 سنة، وهي طريقة إبتكرها الناس لإطعام أسرهم. وبعد أن تم وضع هذا النوع من الصيد تحت رعاية وكالة البلاط الامبراطوري، أصبح نهر ناجارا محمية طبيعية، يتم المحافظة على نظافتها، مما يسمح لصيد الغاق بالإستمرار عبر العصور.

القعدة

كان صيد الغاق صناعة مربحة في وقت مضى، ولكن بعد تطور أساليب الصيد والأدوات الحديثة ، بدأ عدد الأسماك التي يتم إصطيادها بإستخدام الغاق بالإنخفاض. ولكن صيد الغاق لازال مستمراً إلى اليوم في مدينة جيفو حيث يتوجه السُياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدته.

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة