إحذروا هذه الخرافات المنتشرة حول السرطان 2024.

قم بالبحث عن كلمة “سرطان” في أي محرك بحث وستجد ملايين النتائج التي تنتظر منك قراءتها، ولو بحثت عن “علاج السرطان” ستجد نتائج لا تقل عددًا عن سابقتها وكأن البشر قد قضى على السرطان منذ مئات السنين، هناك حقيقة لابد أن نتقبلها وهي أن الطب لم يتوصل لعلاج كل الأمراض بعد كما أن معظم المعلومات المتوفرة خاصة على الإنترنت في أفضل الأحوال غير دقيقة وفي أسوء الأحوال مضللة تمامًا.


لا يمكننا أن ننكر أن هناك صعوبة في التفريق بين المعلومات الصحيحة والخرافات وذلك لأن المعلومات غير الدقيقة تبدو في الغالب معقولة ومنمقة بحيث يتقبلها العقل ويقرها المنطق، ولكن إذا بادرت بالبحث والتنقيب وسعيت وراء الأدلة الموثقة ستظهر تلك المعلومات والحقائق على حقيقتها وستعلم أنها مجرد خرافات.


ارتباط أي علاج بكلمة طبيعي دائمًا ما يضفي عليه صبغة النافع والآمن ولكن هذا ليس الحال دائمًا، فليس كل شيء طبيعي نافع للإنسان، والأمثلة على ذلك كثيرة، كما أنه لا يجب أن تتوقع أن كل ما ذُكر أنه طبيعي في الواقع يكون طبيعيًّا، إذ أن أغلب المحتالين يعمدون إلى خلط الدواء بالأعشاب لخداع الناس وجعلهم يعتقدون أنهم يتداوون بالأعشاب.

في هذا المقال سنسلط الضوء على أشهر 10 خرافات منتشرة بكثرة عن مرض يسلب أرواح 8 ملايين إنسان سنويًّا ويهدد مئات الملايين غيرهم، لندرك واقعنا ولا ننساق وراء أية أمانٍ زائفة تقصر العمر بدلًا من إطالته.

السرطان من صنع الإنسان وهو مرض حديث

القعدة

قد يكون هذا الاعتقاد سائدًا وراسخًا في وعي العامة في وقتنا الحالي عمّا كان عليه بالنسبة للأزمنة الغابرة، ولكن السرطان ليس مرضًا حديثًا أو جديدًا، كما أنه ليس من صنع الإنسان كما هو شائع الآن. تمتد جذور مرض السرطان بامتداد تاريخ الإنسان نفسه ويمكننا أن نجد وصفًا له منذ آلاف السنين في الحضارة المصرية واليونانية، ولقد اكتشف العلماء آثارًا لمرض السرطان في بعض الهياكل العظمية التي يقدر عمرها بثلاثة آلاف عام.


بالرغم من أن الأمراض المرتبطة بأسلوب الحياة العامة للبشر مثل السرطان في ازدياد مستمر، إلا أن أهم عامل من عوامل الخطر بالنسبة لمرض السرطان هو العمر. الحقيقة المجردة هي أن الكثير من الناس يعيشون لفترات طويلة كافية لإصابتهم بالسرطان؛ وذلك بسبب نجاحنا في القضاء على الأمراض المعدية والتغلب على مسببات الوفاة التاريخية مثل سوء التغذية.


من الطبيعي أن يحدث ضرر في الحمض النووي للإنسان كلما تقدم في العمر، وبمثل هذا التلف أو الضرر تزداد فرص الإصابة بمرض السرطان، لا يمكننا أن ننكر أن أسلوب الحياة وتلوث الهواء والغذاء والممارسات الحالية للبشر لها تأثير لا يمكن إهماله في زيادة فرص الإصابة بالسرطان.

التدخين على سبيل المثال يعد السبب وراء ربع الوفيات الناتجة عن السرطان في المملكة المتحدة، ولكن هذا ليس بسبب كاف للقول بأن السرطان مرض حديث عهد بالإنسانية أو سببه ممارسات البشر فقط، فهناك الكثير من الأسباب الطبيعية للإصابة بالسرطان، على سبيل المثال واحد من كل ستة مصابين بالسرطان في العالم تكون إصابته بسبب البكتيريا والفيروسات.




.
.
.
يتبع


الأطعمة الفائقة (الصحية) تمنع الإصابة بالسرطان

القعدة


التوت، الثوم، الشاي الأخضر، البروكلي، جذور الشمند وغيرها من الأطعمة التي يمكنك أن تجدها في مئات المواقع موصوفة بالأطعمة الفائقة، ولكن في الواقع لا يوجد شيء كذلك، يمكنك أن تعتبر هذه التسمية مجرد مصطلح وهمي يستخدم لزيادة المبيعات ولا يستند إلى أي قواعد علمية.


هذا لا يعني أنك لا يجب أن تفكر فيما تأكل وتختاره بعناية إطلاقًا، فبعض الأطعمة بالطبع صحية ومفيدة أكثر من غيرها والاعتماد على الخضروات والفواكه فكرة سديدة إذا أردت الحفاظ على صحتك، خاصة لو شملت وجبتك مجموعة متنوعة منها لتحصل على كل العناصر، ولكن الاعتماد على نوع معين معتقدًا أنه قد يؤثر في فرص إصابتك بالسرطان هو ما لا يمكنك أن تجد له قاعدة علمية مثبتة.


أجسامنا معقدة للغاية وكذلك السرطان فهو من الأمراض شديدة التعقيد والغموض، لذلك سيكون من السذاجة أن نقول أن نوعًا محددًا من الخضروات أو الفاكهة له تأثير قوي على فرص الإصابة بالسرطان، الحقائق والدلائل التي استنبطها العلماء خلال العقود الماضية تقود إلى حقيقة واحدة سهلة وبسيطة، ولكنها لا تستحق النشر لمن لديهم مصالح أخرى متعلقة بمحفظتك، وهي أن أفضل وسيلة لتقليل خطر الإصابة بالسرطان هي الالتزام بسلسلة من السلوكيات الصحية على المدى الطويل، على سبيل المثال عدم التدخين، الإقلاع عن الخمر، ممارسة الرياضة والحفاظ على وزن وجسم مثاليين.

الحوامض تسبب السرطان

القعدة

من الخرافات التي قد تصاب بالدهشة لكثرة واستمرار انتشارها بالرغم من تعارضها الواضح والشديد مع أهم قواعد علم الأحياء، وهي أن أكل الكثير من الحوامض سيتسبب في أن يصبح دمك أكثر حموضة، وبالتالي سيزيد من فرص إصابتك بالسرطان، وستكون نصيحة هؤلاء لك هو أن تلتزم وتزيد من معدل استهلاكك للأطعمة القاعدية مثل الخضروات والفواكه بما في ذلك الليمون، وهذا هو التناقض بعينه.


من المعروف فعلًا أن الخلايا السرطانية لا يمكنها أن تعيش في وسط مرتفع القلوية، ولكن جميع خلايا جسمك لا يمكنها أن تعيش أيضًا في ذلك الوسط. الدم يتميز بوسط قاعدي طفيف حيث تنظم الكليتان هذا الأمر وتحافظ على النسبة في نطاق صحي، وبالتالي لا يمكن لطبيعة هذا الدم أن تتغير ولو لبرهة قصيرة من الوقت وفقًا لما تأكله سواءً كان حامضيًّا أو قلوياً وستخرج نسبة الحموضة أو القلوية الزائدة من جسمك عبر عملية الإخراج الطبيعية.


من أجل الحفاظ على التوازن الطبيعي في جسمك يقوم البول بتغيير مستوى الـpH (نسبة الحموضة) وفقًا لما تأكله، وما يؤكد ذلك هو تغيّر نسبة حموضة البول بعد تناول الطعام، وهذا ما يثبت أيضًا خطأ المعتقد السائد بأن الحمية الغذائية تزيد نسبة القلوية في جسمك، وهذا هو كل ما يمكن لطعامك أن يغيره. تناول الكثير من الخضروات الخضراء يعد صحيًّا ومفيدًا للجسم ولكن هذا ليس بسبب تأثير الخضروات على نسبة الحموضة أو القلوية في الجسم.


هناك حالة طبية فيزيائية تعرف بـacidosis حيث تفقد الكليتان والرئتان قدرتهما على الحفاظ على نسبة الحموضة الصحيحة للجسم pH، وتتسبب هذه الحالة في حدوث تسمم وأمراض خطيرة قد تهدد الحياة إن لم تلق رعاية طبية في الوقت المناسب.


نحن نعلم أن البيئة المحيطة بالخلايا السرطانية (على المستوى المجهري) يمكن أن تصبح حمضية، ويرجع السبب إلى الاختلاف بين طريقة هذه الأورام في إنتاج الطاقة واستخدام الأكسجين مقارنة بالخلايا السليمة. يعمل الباحثون حاليًّا على فهم كيفية حدوث ذلك بهدف استغلاله في إنتاج عقاقير أكثر كفاءة أثناء مقاومة تلك الخلايا السرطانية، ولكن حتّى الآن كما ذكرنا لا يوجد أي دليل يفيد بأن نوعية الغذاء يمكن أن تؤثر على نسبة الحموضة في الجسم أو أن لها أي تأثير على السرطان.

السرطان يتغذى على السكريات

القعدة




من أكثر الأفكار المتعلقة بالسرطان غرابة وانتشارًا فكرة أن الخلايا السرطانية تتغذى على السكر وأنه يجب أن يتم إلغاء السكر من قائمة طعام المصاب تمامًا، هذه الفكرة هي تبسيط مبالغ فيه وغير نافع لجزء معقد للغاية من الطبيعة السرطانية والتي بدأ العلماء في فهمها مؤخرًا.


السكر عبارة عن مجموعة من الجزيئات المختلفة، منها السكر البسيط الذي يمكننا أن نجده في النباتات ومنها الجلوكوز والفركتوز، ذلك المسحوق الأبيض على مائدتك يطلق عليه سكروز ويتكون من الجلوكوز والفركتوز معًا، تعتبر كل أنواع السكر من الكربوهيدرات ويطلق عليها الجزيئات الكربوهيدراتية حيث تتكون من الكربون والهيدروجين والأكسجين.


الكربوهيدرات بغض النظر عن مصدرها يتم تكسيرها أثناء عملية الهضم لمكوناتها الأساسية وهي الجلوكوز والفركتوز ليتم امتصاصهما وانتقالهما عبر الدورة الدموية لتزود الجسم بالطاقة اللازمة للحياة، جميع الخلايا سرطانية كانت أو غير ذلك تستخدم الجلوكوز من أجل إنتاج الطاقة، ولأن الخلايا السرطانية تنمو بمعدل أسرع من معدل نمو الخلايا العادية فهي أكثر تعطشًا لذلك الوقود، كما أن هناك أدلة تشير إلى أن الخلايا السرطانية بإمكانها استخدام الجلوكوز لإنتاج الطاقة بطرق مختلفة عن خلايا الجسم الطبيعية.


يسعى الباحثون للبحث في ذلك الاختلاف في استخدام الطاقة بين الخلايا السرطانية والعادية من أجل استغلاله في تطوير عقاقير أفضل لمحاربة السرطان، ما ذكرناه في الفقرة السابقة لا يعني تحديدًا أن السكر الموجود في الكعك والحلوى والأطعمة الأخرى الغنية بالسكريات يمثل غذاءً للسرطان، لأنه بخلاف أي نوع آخر من الكربوهيدارات فأجسامنا لا تختار أيًّا من الخلايا لتحصل على ذلك الوقود، فالجسم يقوم بتحويل أي كربوهيدرات إلى جلوكوز وفركتوز وأنواع أخرى من المركبات السكرية البسيطة لتقوم الخلايا بامتصاصها حسب الحاجة وفقًا لرغبتها.


بالرغم من أن تقليل كميات السكر كجزء من غذاء صحي وتقليل فرص زيادة الوزن يعد من الأمور الرشيدة، إلا أنه بعيد كل البعد عن التصريح على وجه التخصيص بأن الأطعمة السكرية تغذي الخلايا السرطانية. خرافة الأطعمة الحمضية والسكرية تتعارضان بشكل ملحوظ مع مضمون نصيحتين غذائيتين هامتين، فنحن لا ننكر هنا أهمية اتباع نظام غذائي صحي وتأثيره على السرطان، ولكن النصيحة الغذائية لابد أن تستند إلى حقائق غذائية وعلمية صحيحة، فعندما نتحدث عن إرشادات غذائية تقلل من خطر السرطان سنجد أن الإشادات التقليدية المعروفة صحيحة مثل الإكثار من الخضروات والفواكه والألياف والأسماك وعدم الإكثار من تناول السكريات والأملاح والدهون واللحوم المصنعة والخمور، ولكن الفرق هو في طريقة تقديم هذه الإرشادات بشكل مغلوط ومضلل.

السرطان عبارة عن فطريات وعلاجه بيكربونات الصوديم

القعدة

مصدر هذه الفكرة هو ملاحظة لم تُلاحظ بدقة وهي أن “الأورام السرطانية دائمًا بيضاء”، المشكلة الواضحة مع هذه الفكرة بغض النظر عن أن الخلايا السرطانية ليست فطرية من الأساس هي أن الأورام السرطانية ليست بيضاء دائمًا مع أن بعضها كذلك، ويمكنك إلقاء نظرة بنفسك من خلال البحث في جوجل. مؤيدو هذه النظرية يزعمون أن السرطان ناتج عن عدوى مصدرها نوع من أشهر أنواع الفطريات يسمى Candida وأن الأورام الناتجة عن السرطان ناتجة عن محاولة حماية الجسم نفسه من هذه العدوى، ولكن بالطبع لا يوجد أدلة تثبت ذلك.


علاوة على ذلك، الكثير من الأشخاص الأصحاء يمكن أن تصيبهم تلك العدوى الفطرية، فهي جزء من منظومة الميكروبات الطبيعية التي تعيش في وعلى أجسامنا، ولكن جهازنا المناعي يتصدى لهذه العدوى ببساطة ولا تشكل العدوى خطرًا حقيقيًّا إلا على من لديهم جهاز مناعي ضعيف أو منعدم مثل مرضى الإيدز.


الحل من وجهة نظر أصحاب تلك الخرافة هو حقن الأورام السرطانية بمادة بيكربونات الصوديم (هذا صحيح، المستخدمة في العجين)، والعجيب أن هذه ليست الطريقة المتبعة حتّى في علاج العدوى الحقيقية بتلك الفطريات فما بالك بالسرطان، وعلى النقيض هناك أدلة تؤكد أن الجرعات الزائدة من بيكربونات الصوديوم يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة.


بالعودة للواقع، نجد أن هناك دراسات تشير لإمكانية تأثير بيكربونات الصوديوم على الخلايا السرطانية المزروعة في الفئران أو التي تم زراعتها في المعمل عن طريق معادلة الوسط الحمضي المحيط بالخلايا والأورام، كما يقوم بعض الباحثين بتجارب سريرية لتحري إمكانية تقليل آلام السرطان باستخدام بيكربونات الصوديم ومعرفة الحد الأقصى للجرعة التي يمكن للجسم تحملها بدلًا من دراسة ما إذا كان لها أي تأثير على الأورام السرطانية. بخلاف ذلك لا يوجد أي شيء آخر يربط السرطان بمادة بيكربونات الصوديوم أو الفطريات، كما أنه حتّى اللحظة لم يتم نشر أي أبحاث أو أوراق علمية تشير لإمكانية علاج الأورام السرطانية باستخدام بيكربونات الصوديوم.


من الجدير بالذكر أيضًا أنه ليس من الواضح بعد إذا كان من الممكن إعطاء البشر جرعات من بيكربونات الصوديوم يمكن أن تحقق تأثيرًا ملموسًا على السرطان، وما زالت الدراسة قائمة لتحري هذا الأمر، السبب هو أن الجسم يقاوم وبشدة أي تغيير في نسبة الحموضة pH وذلك عن طريق التخلص من بيكربونات الصوديم عبر الكليتين وهناك خطر يلوح في الأفق إذا أردنا حقن المصاب بجرعة كافية لتؤثر على نسبة الحموضة pH حول الأورام السرطانية، إذ أن ذلك قد يؤدي إلى حالة خطرة يطلق عليها alkalosis أو القلاء.


لندرك المعضلة جيدًا، تشير أحد الدراسات أن الجرعة المناسبة من بيكربونات الصوديم لشخص بالغ يزن 65 كيلوجرامًا هي 12 جرامًا يوميًّا، هذه الكمية يمكنها أن تعادل الحمض الناتج عن ملّيمتر مكعب واحد فقط من الورم السرطاني، يمكنك الآن القيام بالحساب بنفسك لتدرك استحالة الأمر.

شكرا اخي زادها الله في ميزان حسناتك كي غير هنيتنا باش مانخافوش منو بويسك العرب يموتو على يخوفو العباد و يوسوسوهم
هناك علاج “معجزة” للسرطان

القعدة

الإنترنت يعج بالقصص والحكايات المتعلقة بالعلاج السحري والطبيعي للسرطان بدءًا بالحشيش ووصولًا إلى حقنة القهوة الشرجية، ولكن بطبيعة الحال الادعاءات الاستثنائية أو لندعوها “السحرية” تتطلب أدلة استثنائية أيضًا، ولسوء الحظ مقاطع الفيديو على اليوتيوب والمنشورات على الفيسبوك لا يعتد بها أو يُنظر إليها كأدلة علمية، وأبسط الأسباب لذلك هو عدم وجود رقابة أو مراجعة أو نقد علمي موثوق لما يتم نشره.


في أغلب الحالات إن لم يكن جميعها لا يمكننا معرفة ما إذا كان المرضى في تلك المصادر القولية تم شفاؤهم بالفعل أم لا باستخدام تلك الطرق، نحن لا نعلم أي شيء عن تشخصيهم الطبي أو المرحلة المرضية التي وصلوا إليها أو ما إذا كانوا مصابين بالسرطان في المقام الأول. لا تصلنا سوى قصص النجاح ولكن ماذا عمن حاولوا العلاج ولم يتمكنوا من النجاة؟ أو حدثت لهم مضاعفات خطيرة.





أصحاب تلك الادعاءات دائمًا ينتقون أفضل حالاتهم ولا يبدون الصورة كاملةً، وهذا ما يؤكد أهمية الرجوع إلى البيانات والحقائق المنشورة من قبل مجلات علمية أو معامل موثوقة مدعومة بتجارب سريرية وأدلة تفصيلية، لأن ذلك سيساهم في معرفة ما إذا كان الدواء المحتمل آمنًا على البشر أم لا وسيسمح للأطباء والمختصين حول العالم بتجربته واختباره مرات عديدة إضافية لنفي فائدته أو تأكيدها واستغلاله في نفع المرضى.


لابد أن نؤكد هنا أيضًا أننا لا ننكر أن الطبيعة مصدر جيد للأدوية والعلاج بشكل عام، والإسبرين والبنسلين خير مثال على ذلك، بالإضافة لدواء السرطان الشهير “تاكسول” المستخرج من لحاء شجرة الطقسوس، ولكن هذا بعيد كل البعد عن القول بأنك يجب أن “تأكل” لحاء شجرة الطقسوس لتقاوم الأورام، لأن في الحالة الأولى تم استخلاص المكونات الفعّالة وتنقيتها واختبارها وإضافة المناسب لها ثم تم تحديد الجرعة المناسبة منها للإنسان فأصبح لدينا علاج فعّال.


من الطبيعي أن كل مصاب بالسرطان يسعى بكل الطرق للتغلب على مرضه ويبحث يمينًا ويسارًا عن أي وسيلة متاحة ولا يجب أن يلُام على ذلك، ولكن النصيحة التي يجب أن لا تُنسى هي أن تقلق من أي وسيلة تجدها مصحوبة بمصطلح “سحري” أو “معجزة” خاصةً إذا كان من ينصحك به يحاول بيعه لك. ولن تصدق كمية تلك الوسائل إلا بالنظر إلى قائمة أعدتها ويكيبيديا خصيصًا لزيادة الوعي بتلك الأدوية والوسائل.


شركات الأدوية الكبيرة تخفي علاج السرطان

القعدة


بالإضافة لفكرة أن عقاقير السرطان السريعة والسحرية متوفرة بكثرة، هناك فكرة |أن الشركات الكبيرة والحكومات وحتى المؤسسات الخيرية تخفي هذه العقاقير لأنها تحصل على كمية كبيرة من الأمول من العقاقير الموجودة حاليًّا، بغض النظر عن ماهية العلاج الذي نتحدث عنه فالادعاء دائمًا واحد وهو أن العلاج متاح بسهولة ورخيص ولا يمكن احتكاره ببراءة اختراع لذلك تحرص الشركات المهيمنة على السوق أن لا يرى هذا الدواء النور لكي تحافظ على تدفق الأموال إلى حساباتها، ولكن مهلًا هل فكرت في احتمال آخر غير المؤامرة؟ أليس ممكنًا أن لا يكون هناك علاج وهذا هو الواقع الذي لا تريد أن تتقبله؟


لا شك أن شركات الأدوية الكبيرة لها مشاكل كثيرة تتعلق بالشفافية والتجارب السريرية، ولكن هناك منظمات وجهات حكومية للمراقبة والمساءلة والمحاسبة. عدم كفاءة الأدوية التقليدية لا يعني حتمية كفاءة الأدوية البديلة، فأنت لا تعتقد بإمكانية ركوب البساط الطائر كوسيلة مواصلات لأن السيارات تتعرض للحوادث باستمرار. ليس من المنطقي أن تكره الشركات الكبرى وجود علاج فعّال للسرطان لأن هذا سيعني بالنسبة لها نسبة مبيعات عالمية غير مسبوقة وحتى وإن لم تكن الشركة الوحيدة المصنعة للدواء. وهناك طرق أخرى للاستثمار يمكن للشركات الكبيرة أن تستفيد بها وإن لم تمتلك براءة اختراع الدواء.


أما المؤسسات الخيرية فالقوانين تضمن عدم تورطها لأنها تحتم أن لا يكون لها أي دوافع مادية من وراء الدراسات والأبحاث التي تقوم بها بتمويل من الحكومة أو الناس، كما أنها تخضع لمراجعات مالية دورية لمعرفة الجهات التي صرفت فيها الأموال، وفي النهاية جميعنا بشر سواء كنا من السياسين أو مدراء في شركات أدوية كبيرة أو مؤسسات خيرية أو أطباء، والكثير منهم بالفعل تنتهي حياته بالسرطان فلماذا المخاطرة؟

علاج السرطان يقتل أكثر مما ينقذ

القعدة


لنكون واقعيين لابد أن نعلم أن وسائل علاج السرطان الحالية سواءً باستخدام المواد الكيميائية أو الإشعاع أو الجراحة ليست نزهة في حديقة، الأعراض الجانبية قاسية ولا يستهان بها، بشكل عام العقاقير والأساليب المستخدمة حاليًّا لقتل الخلايا السرطانية ستؤثر حتمًا على الخلايا الأخرى السليمة، وفي بعض الأحيان ولسوء الحظ العلاج لا يؤتي ثماره، كما أنه من الصعب جدًّا معالجة الحالات المتقدمة التي استشرى فيها السرطان في كافة الجسم وبينما يمثل العلاج في هذه الحالة راحة للمريض من بعض الأعراض إلا أنه لن يصمد كثيرًا.


الجراحة ما زالت أكثر الطرق كفاءة لمقاومة السرطان خاصة لو تم التشخيص بشكل مبكر، العلاج بالإشعاع يعالج كمية أكبر من المرضى مقارنة بالعقاقير والأدوية، كما أن العلاج بالمواد الكيميائية والعقاقير الأخرى له دور هام في مقاومة السرطان في بعض الحالات، أو على الأقل إطالة فترة بقاء المريض على قيد الحياة، وإشاعة أن نسبة نجاح العلاج الكيميائي هي 3% فقط من الإشاعات المضللة القديمة.

لم يتم تحقيق أي تقدم أو نجاح في مقاومة السرطان

القعدة

هذا ببساطة ليس صحيحًا والفضل يعود للتقدم في مجال الأبحاث، لقد تضاعف عدد الناجيين الكلّي من مرض السرطان في المملكة المتحدة خلال الأربعين عامًا الماضية، وانخفضت معدلات الوفيات بنسبة 10% خلال العشر سنوات الماضية فقط، في الواقع يمكن لنصف مرضى السرطان اليوم أن تستمر حياتهم عشر سنوات بعد الإصابة بالسرطان.


لقد قطعت البشرية مسافة طويلة في مضمار السباق مع السرطان والرائع في الأمر أننا اقتربنا كثيرًا من السرطان وأحرزنا تقدمًا ملحوظًا خلال الخمسين عامًا الماضية، ولكن عندما يفقد أحد ما شخصًا يحبه فإنه يشعر بأن شيئًا من ذلك لم يحدث. ما زالت هناك مسافة كبيرة لنقطعها، فهناك بعض أنواع السرطان التي تستجيب ببطء شديد للعلاج مثل سرطان الدماغ والرئة والبنكرياس ولكن بشكل عام هناك نجاح تم تحقيقه لا يمكن لأحد أن ينكره.