قل الحمدلله.. تكن أسعد الناس
عندما تقضي يومك مع مريض يئس الاطباء من حالته واكتظ جسده من العلاجات وازدحم جدوله بمواعيد المستشفى، تسأله هل انت راض عما يحدث معك.. فيجيبك (الحمدلله).
~قل دائماً الحمدلله~
عندما ترى الأب يعمل ليلاً نهاراً ليؤمن لقمة عيشٍ بالحلال لعائلته، ويرسم ابتسامته قبل دخوله المنزل ولا ينسى الحلوى لابنته الصغيرة ولعبة جديدة لابنه، ويحمل كيساً من دكان به ما يملأ ثلاجة المطبخ وورقة في جيبه كتب عليها مقدار المال الذي لا يزال يحتاجه لإصلاح سيارته المتهالكة، وورقة اخرى كتب عليها اسماء اصدقائه المقربين الذين وعدهم برد دينه نهاية الشهر، تسأله هل انت راض عما يحدث معك، فيجيبك (الحمدلله).
~قل دائماً الحمدلله~
عندما ترى امرأة توفي زوجها تاركاً لها ابناء وبنات مراهقين، اوصاها بتربيتهم وتوفير لقمة عيشهم، تراها تستيقظ باكرا لتذهب الى المدرسة وتقوم بتنظيف صفوف الطالبات وتخدم من هم اصغر منها سناً في نقل الملفات وعمل القهوة لهن وتبتسم لكل من يناديها أم فلان وهي تعرف أن المناداة ستتعبها امر يفوق طاقتها، تعود الى المنزل تحاول ارضاء ابنائها قدر المستطاع فهي تعيش في دوامة واذا سألتها هل انتِ راضية عما يحدث معك، فتجيبك (الحمدلله).
~قل دائماً الحمدلله~
عندما يدرس شاب تخصصا نادرا وصعبا ويتخرج بامتياز مع مرتبة الشرف ويجمع اوراقه في ذلك الملف الأخضر ليبحث عن وظيفة تُلائم تخصصه وكله طموح وثقة بان هُناك وظيفة تنتظر إنهاءه دِراسته ويصفعه الواقع بعدم وجود مكان يستقبله، تسأله هل انت راض عما يحدث معك، فيجيبك (الحمدلله).
~قل دائماً الحمدلله~
عندما يفجع الرجل بوفاة ابنه الوحيد اثر حادث، ابنه الذي بات ينتظر وجوده ليلقب باسمه، ابنه الذي انهى دراسته الثانوية هذا العام وكافأه بسيارة، تسأله هل انت راض عما يحدث معك، فيجيبك (الحمدلله).
~قل دائماً الحمدلله~
ما سر كلمة (الحمدلله) التي تتكرر في تلك المواقف، جميعها مواقف نتمنى ألا تواجهنا؟.
لو كنت انت احد تلك الشخصيات هل ستردد الحمدلله؟
عندما تأتيك الاحزان والمصائب خُذ وقتك في التفكير فيها وتصغيرها
ضع جدولا في عقلك، قارن بين ما نقصك وما تملك، وبين ما اصابك وما اصاب غيرك.. ستجد دائما من هو اسوأ منك وستجد سبباً وحكمة لما نقصك وما تأخر عليك.
انت وحدك من يستطيع ان يسيطر على نفسه، انت وحدك من يعرف نقاط قوته وضعفه.. انت وحدك من يعيش الموقف..
اعلم انك لن تعيش سعيدا طِوال حياتك، وان الصعاب والمصائب والعقبات موجودة في طريقك، فقط اجتزها ولا تتوقف، فلا تكثر الشكوى من صعوبة العيش، تذكر ان قدوتك محمد – صلى الله عليه وسلم – لم تصف له الحياة يوماً.. لا تيأس وكُن دائم الرضا..
