نصيـحـة للنسـاء ،، الحلقـة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلقة الثانية:

أنصح الأخوات المسلمات بأن يهتممن بالعلم الشرعي المؤصل بالدليل من الكتاب والسنة، الذي لا يُقوم الواجب من العبادات إلا به، ولا أقصد أن تتضلع وتتعمق في المسائل الفرعية على حساب الواجب الذي يجب عليها تأديته من الإعمال؛ كرعاية الزوج والأولاد وإدارة المنزل، فهذه أوجب عليها من التوسع في المسائل الفرعية من مسائل الدين.


وعليها أن تبدأ بالأصل؛ بمعرفة التوحيد وما يضادّه من الشرك الذي هو من نواقض الدين، ثم بالمسائل المتعلقة بما يقوِّم صلاتها، وكذا مسائل الطهارة عند النساء، ويجب عليها أن تعلم متى يجب أن تصلي وتصوم ومتى يجب عليها أن تتوقف عن الصلاة والصوم مثلاً، وهكذا، وتتعلم ما يبصرها بتربية أولادها، وكذا طرق حسن التبعل لزوجها.


فالحاصل أن تتعلم المرأة المسلمة الواجب فالواجب مما يقوِّم عبادتها والذي لا يقوم الواجب إلا به، وتبتعد عن مسائل الخلاف والاختلاف بقدر المستطاع بل تجاهد نفسها على ذلك.

كما أنصح المسلمات؛ بان يتركن الجدال في الدين، والردود التي انشغلن بها بعض من يدعين طلب العلم، فزاحمن طلاب العلم والمشايخ في مسألة الرد على المخالف، فهذه تكتب رداً على هذه، وهذه تكتب رداً على تلك..، ناهيكن أن إحداهن ترد على ذاك، فانشغلن وأشغلن عن الواجب الذي سيُسألن عنه.

قال وهب بن منبه – رحمه الله –: ( دع المراء والجدال عن أمرك فإنك لا تعجز أحد رجلين: رجل هو أعلم منك، فكيف تماري وتجادل من هو أعلم منك. ورجل أنت أعلم منه، فكيف تماري وتجادل من أنت أعلم منه؟ ولا يُطيعك؛ فاقطع ذلك عليك ).

قال عبد الله البسري – رحمه الله – : (( ليس السّنة عندنا أن ترد على أهل الأهواء، ولكن السّنة عندنا أن لا تكلم أحداً منهم )).

و قال العبـاس بن غالب الوراق – رحمـه الله -: (( قلت لأحمد بن حنبل : يا أبا عبد الله: أكون في المجلس ليس فيه من يعرف السّنة غيري فيتكلم متكلم مبتدع أرد عليه؟. قال: لا تنصب نفسك لهذا، أخبر بالسّنة ولا تخاصم، فأعدت عليه القول. فقال: ما أراك إلا مخاصماً )).


واتركوا أيها النساء القيل والقال بينكن، ولا تحكموا على إحداكن بشيء من المخالفة حتى تتأكدن وتسألن أحد العلماء أو المشايخ أو عدة طلبة علم ـ معروفين بالاستقامة على منهج السلف ومن أهل الرزانة والحصانة، وليسوا من المتسرعين المغرورين وإن كانوا سلفيين ـ عن تلك التي يُعتقد أنها مخالفة في نظر الواحدة منكن، حتى لا تتفرق الكلمة وتختلف القلوب وتتنافر.

وعلى الواحدة منكن ممن نصّبت نفسها داعية؛ أن تتقي الله تعالى في دعوتها فتتحلى بأخلاق الدعاة إلى الله، بأن تتحلى بالصبر على المخالف وعلى الجاهل ـ على حدٍ سواء ـ وقبل ذلك عليها أن تتسلح بسلاح العلم بما تريد أن تقول وتدعو إليه، ولتكن طريقة دعوتها على منهج السلف الصالح؛ لا تخترع طُرق من عند نفسها ترى أنها أصوب وأصلح لزمانها مع علمها أنها مخالفة للسلف الصالح؟

ومن فقه الإمام البخاري وفهمه الصحيح السليم للكتاب والسنة؛ أن بوب في جامعه الصحيح، فقال: "بابٌ العلم قبل القول والعمل" قال تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ).

كتبه: الشيخ جمال بن فريحان الحارثي -حفظه الله-

إلى لقاءٍ متجدد في حلقـة قادمـة بإذن الله
والسلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه

السلام عليك

جزاك الله خيرا في الدنيا و الأخرة

يا رب ان يجعل عملك في ميزان حسناتك

نتابعك بارك الله فيك جزاك الله خيرا

اسال الله ان يثيبك خير ما تفعلينه ياارب و يجازي والديك عنك

li 3awdha w chokran 3la almajhoud
جزاك الله خير الجزاء
متابعين باذن الله
وعليكم السلام
بوركتي غاليتي على الطرح
جعله الله في ميزان حسناتكـ

بوركت أخية على هذه النصائح الذهبية
متابعة لسلسلتك
جزاك الله خيراآ

نصيـحـة للنسـاء ،، الحلقـة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

نصيحـة للنسـاء

الحلقة الخامسـة (الأخيرة بحول الله)

على كل مسلمة تريد ما عند الله تعالى؛ أن تحفظ لسانها من الغيبة والنميمة والقيل والقال وكثرة السؤال، ومن كُفر العشير، فإن الغالب على مجالس النساء أن أوقاتها تنقضي في هذه الأمور، وكأنها كالملح على الطعام، لا يحلو المجلس إلا بها.
فعن حكيم بن حزام قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم النساء ذات يوم فوعظهن وأمرهن بتقوى الله والطاعة لأزواجهن وقال: ( إن منكن من تدخل الجنة) وجمع بين أصابعه (ومنكن حطب جهنم) وفرق بين أصابعه، فقالت: الماردة أو المرادية يا رسول الله! ولم ذلك؟ قال: (تكفرن العشير وتكثرن اللعن وتسوفن الخير). ابن حبان في "صحيحه".

وعلى كل مسلمة أن تبتعد عن التشبه بالكافرات والفاسقات؛ في اللباس كله، والهيئات، فتمتنع من لبس الضيق، والمفتوح ـ من أي جهة ومن أي جنب كان ـ، والشفاف، والقصير، والبنطال، والكعب العالي، وتجتنب متابعة الموضة ـ كما يقال ـ من لباس وقصاتٍ للشعر.

ولقد قال صلى الله عليه وسلم: ( من تشبه بقوم فهو منهم). أبو داود.
و في وصف صنف من النساء قال عليه الصلاة والسلام: (صنفان من أهل النار لم أرهما ـ وذكر ـ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا). مسلم، وغيره.

قال النووي في شرحه على مسلم: " هذا الحديث من معجزات النبوة فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، أما الكاسيات ففيه أوجه أحدها معناه كاسيات من نعمة الله عاريات من شكرها والثانى كاسيات من الثياب عاريات من فعل الخير والاهتمام لآخرتهن والاعتناء بالطاعات والثالث تكشف شيئا من بدنها إظهارا لجمالها فهن كاسيات عاريات والرابع يلبسن ثيابا رقاقا تصف ما تحتها كاسيات عاريات فى المعنى واما مائلات مميلات فقيل زائغات عن طاعة الله تعالى وما يلزمهن من حفظ الفروج وغيرها ومميلات يعلمن غيرهن مثل فعلهن وقيل مائلات متبخترات فى مشيتهن مميلات أكتافهن وقيل مائلات يتمشطن المشطة الميلاء وهي مشطة البغايا معروفة لهن مميلات يمشطن غيرهن تلك المشطة وقيل مائلات إلى الرجال مميلات لهم بما يبدين من زينتهن وغيرها وأما رؤوسهن كأسنمة البخت فمعناه يعظمن رؤوسهن بالخمر والعمائم وغيرها مما يلف على الرأس حتى تشبه أسنمة الابل البخت هذا هو المشهور فى تفسيره قال المازرى ويجوز أن يكون معناه يطمحن إلى الرجال ولا يغضضن عنهم ولا ينكسن رؤوسهن واختار القاضي أن المائلات تمشطن المشطة الميلاء قال وهى ضفر الغدائر وشدها إلى فوق وجمعها فى وسط الرأس فتصير كأسنمة البخت قال وهذا يدل على أن المراد بالتشبيه بأسنمة البخت انما هو لارتفاع الغدائر فوق رؤوسهن وجمع عقائصها هناك وتكثرها بما يضفرنه حتى تميل إلى ناحية من جوانب الرأس". انتهى.

قال ابن العربي: "وإنما جعلهن كاسيات لأن الثياب عليهن وإنما وصفهن بأنهن عاريات لأن الثواب إذا رق يصفهن ويبدي محاسنهن وذلك حرام".
وقال القرطبي: "قلت: هذا أحد التأويلين للعلماء في هذا المعنى، والثاني أنهن كاسيات من الثياب عاريات من لباس التقوى الذي قال الله تعالى فيه (ولباس التقوى ذلك خير ).
وأنشدوا:
إذا المرء لم يلبس ثياب من التقى تقلب عريانا وإن كان كاسيا ** وخير لباس المرء طاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا"

وفي الحديث عن دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين بعثه إلى هرقل فلما رجع أعطاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبطية، فقال: ( اجعل صديعها قميصاً وأعط صاحبتك صديعاً تختمر به ) فلما ولي قال: ( مرها تجعل تحتها شيئاً لئلا يصف ). الحاكم، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وذكر أبو هريرة رقة الثياب للنساء فقال: "الكاسيات العاريات الناعمات الشقيات".
ودخل نسوة من بني تميم على عائشة رضي الله عنها عليهن ثياب رقاق فقالت عائشة: "إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات وإن كنتن غير مؤمنات فتمتعينه".
وأدخلت امرأة عروس على عائشة رضي الله عنها وعليها خمار قبطي معصفر فلما رأتها قالت: "لم تؤمن بسورة النور امرأة تلبس هذا".

هذا وأسأل الله العلي القدير أن يجعل عملي صالحا، وأن يجعله لوجهه ـ سبحانه وتعالى ـ خالصاً، وأن لا يجعل لأحد معه منه شيئاً، وأن يتقبلني في الصالحين، آمين.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم أجمعين ،،

كتبه أبو فريحان، جمال بن فريحان الحارثي -حفظه الله-

نسأل الله أن يتقلبنا وأن ينفع بهذه السلسلة .. آمين
وانتظروني بحول الله في سلسلة جديدة بعنوان: آداب المرأة المسلمة في الطريق

والسلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيك
القعدة

السلام عليك
بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك فقد استفدن من كل نصيحة قد تم تقديمها

شكرا لك و بارك الله فيك و جعله الله في ميزان حسناتك لكن اود فقط ان اسألك لم ذكرت لبس الكعب العالي مع مواصفات اللباس غير الشرعي ؟؟؟ ماوجه التحريم فيه ؟
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nihade.off القعدة
القعدة
القعدة
شكرا لك و بارك الله فيك و جعله الله في ميزان حسناتك لكن اود فقط ان اسألك لم ذكرت لبس الكعب العالي مع مواصفات اللباس غير الشرعي ؟؟؟ ماوجه التحريم فيه ؟
القعدة القعدة
السلام عليكم ورحمة الله
أهلا بكِ أختي .. بارك الله فيكِ على الدعاء ولكِ بالمثل وأحسن
بالنسبة للكعب العالي فقد قال أهل العلم بحرمته لما فيه من تدليس، حيث أن المرأة تظهر بخلاف ما هي عليه، كما أنه يجعل المرأة تتمايل في مشيها وبذلك ستكون محل أنظار الرجال وقد تعلمين قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: ( .. مائلات مميلات .. الحديث)، ولا يخفى عليكِ أن الكعب العالي يُصدر صوت وهذا الصوت يلفت نظر الرجال وقد تكون فيه فتنة لهم والله تعالى أمر النساء بإخفاء الخلال لأنها تُصدر صوت وذلك بقوله: (ولا تضربن بارجلكن ليعلم ما تخفين من زينتكن).
كما أن للكعب العالي أضرار على صحة المرأة أثبتها العلم الحديث.
وفيه أيضًا تشبه بالكافرات ونحن نهينا عن التشبه بالكفار وذلك بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من تشبه بقومٍ فهو منهم).
ولو عدنا لأصل الكعب العالي لوجدنا أن أصله يهودي، فقد روى أبي سعيد الخذري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَصِيرَةٌ تَمْشِي مَعَ امْرَأَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ ، فَاتَّخَذَتْ رِجْلَيْنِ مِنْ خَشَبٍ وَ خَاتَماً مِنْ ذَهَبٍ مُغْلَقٌ مُطْبَقٌ ، ثُمَّ حَشَتْهُ مِسْكاً وَ هُوَ أَطْيَبُ الطِّيبِ ، فَمَرَّتْ بَيْنَ الْمَرْأَتَينِ فَلَمْ يَعْرِفُوهَا ، فَقَالَتْ بِيَدِهَا هَـٰكَذَا).
والله أعلم
وإن شئتِ نقلتُ لكِ أقوال العلماء وفتاويهم في المسألة، فأنا حاولتُ إختصار كلامهم.

ربي يهدينا اجمعين
شكرا على الموضوع القيم
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

نصيـحـة للنسـاء ،، الحلقـة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

نصيحة للنساء

الحلقة الرابعة:

إلى كل امرأةٍ ذات بعلٍ ـ زوج ـ، ومن هي في طريقها إلى بيت الزوجية، أقول عليك أن تعرفي حق زوجك وحق والديك ولا تخلطي بين الواجبين، فلكلٍ واجب، وحق الزوج أوجب.

يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ولا تؤدى المرأة حق الله عز وجل عليها كله حتى تؤدى حق زوجها عليها كله حتى لو سألها نفسها وهى على ظهر قتب لأعطته إياه). أخرجه أحمد وغيره بألفاظ متقاربة وصححه الألباني في " الصحيحة" (1203). وقال عليه الصلاة والسلام: (لو سالت منخراه دما وقيحا وصديدا فلحسته بلسانها ما أدت حقه، لو كان ينبغي لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها إذا دخل عليها لما فضله الله عليها ..). الحاكم وغيره وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

فإذا علمتي و تيقنتي أيتها المسلمة الواجب الذي عليك نحو زوجك فعليك أن تتلمسي رضاه بطرق شتى، فإذا أعيتك طريقة فاسلكي طريقة أخرى مخترعة لإدخال الفرح والسرور إلى نفسه ومن ثم ستنعكس لك؛ إذا ما حس بالراحة في بيته بعد التعب والنصب الذي يلقاه في خارج الدار. وكوني له كالمرأة الصالحة المدللة لزوجها المخففة عنه ما يجد من قسوة الحياة، الناظرة في رغباته فتحققها له وتذلل الصعاب له على حساب نفسها، ألا وهي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها، فكانت نعم الزوجة الصالحة ونعم الرفيق للنبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، ومعينة له أيام تحنثه بغار حراء، ثم مواساته والتخفيف من روعه عندما أتاه الوحي، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم بعد أن نزل عليه قوله تعالى:( اقرأ باسم ربك الذي خلق ….) ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال:( زملوني زملوني )، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، قال لخديجة: ( أي خديجة! ما لي؟ لقد خشيت على نفسي ) فأخبرها الخبر، قالت خديجة:" كلا؛ أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق". رواه الشيخان.

انظرن إلى هذه الكلمات الجميلات التي خرجت من مشكات الصلاح والطهر والعفاف والتُقى، فكانت لها الأثر الكبير في تسكين الروع في قلب سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام، فلتكن خديجة وبقية أمهات المؤمنين قدوة لكن.

وكوني أيتها الأَمة كتلك المرأة ـ زينب بنت جرير إحدى نساء بني حنظلة من بني تميم ـ. فعن الهيثم بن عدى الطائي قال حدثنا مجالد عن الشعبي قال: قال لي شريح: يا شعبي! عليك بنساء بني تميم فإني رأيت لهن عقولاً، قال: وما رأيت من عقولهن. قال: أقبلت من جنازة ظهرا فمررت بدورهم فإذا أنا بعجوز على باب دار وإلى جنبها جارية كأحسن ما رأيت من الجواري فعدلت فاستسقيت وما بي عطش فقالت أى الشراب أحب إليك فقلت: ويحك يا جارية ما تيسر، قالت ويحك يا جارية ائتيه بلبن فإني أظن الرجل غريباً، قلت: من هذه الجارية؟ قالت: هذه زينب ابنة جرير إحدى نساء حنظلة، قلت: فارغة أم مشغولة؟ قالت: بل فارغة. قلت: زوجينيها. قالت: إن كنت لها كفئا ولم تقل له كفوا وهى لغة تميم فمضيت إلى المنزل فذهبت لأقيل فامتنعت مني القائلة فلما صليت الظهر أخذت بأيدي إخواني من القراء الأشراف علقمة والأسود والمسيب وموسى ابن عرفطة ومضيت أريد عمها فاستقبل فقال يا أبا أمية حاجتك قلت زينب بنت أخيك قال ما بها رغبة عنك فأنكحنيها فلما صارت في حبالى ندمت ندمت وقلت أى شيء صنعت بنساء بني تميم وذكرت غلظ قلوبهن فقلت أطلقها ثم قلت لا ولكن أضمها إلى فإن رأيت ما أحب وإلا كان كذلك فلو رأيتني يا شعبي وقد أقبل نساؤهم يهدينها حتى أدخلت على فقلت إن من السنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم فيصلى ركعتين فيسأل الله من خيرها ويعوذ من شرها فصليت وسلمت فإذا هى من خلفي تصلي بصلاتي فلما قضيت صلاتي أتتني جواريها فأخذن ثيابي وألبسنني ملحفة قد صبغت في عكر العصفر فلما خلا البيت دنوت منها فمددت يدي إلى ناحيتها فقالت على رسلك أبا أمية كما أنت! ثم قالت: الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلى على محمد وآله إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبين لي ما تحب فآتيه وما تكره فأزدجر عنه وقالت إنه قد كان لك في قومك منكح وفي قومي مثل ذلك ولكن إذا قضى الله أمرا كان وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله له إمساك بمعروف أو بتسريح بإحسان أقول قولي هذا وأستغفر الله لي و لك. قال: فأحوجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع، فقلت: الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلى على النبي وآله وأسلم وبعد فإنك قد قلت كلاما إن تثبتي عليه يكن ذلك حظك وإن تدعيه يكن حجة عليك أحب كذا وأكره كذا ونحن جميع فلا تفرقي وما رأيت من حسنة فانشريها وما رأيت من سيئة فاستريها، وقالت شيئا لم أذكره كيف محبتك لزيارة الأهل؟ قلت: ما أحب أن يملني أصهاري. قالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك آذن لهم ومن تكرهه أكرهه؟ قلت: بنو فلان قوم صالحون وبنو قوم سوء. قال: فبت يا شعبي بأنعم ليلة ومكثت معي حولا لا أرى إلا ما أحب فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء فإذا بعجوز تأمر وتنهى في الدار، فقلت: من هذه؟ قالوا: فلانة ختنك فسرى عني ما كنت أجد، فلما جلست أقبلت العجوز فقالت: السلام عليك أبا أمية قلت: وعليك السلام، من أنت؟ قالت: أنا فلانة ختنك. قلت: قربك الله. قالت: كيف رأيت زوجتك؟ قلت: خير زوجة. فقالت لي: أبا أمية! إن المرأة لا تكون أسوأ منها في حالتين إذا ولدت غلاما أو حظيت عند زوجها، فإن رابك ريب فعليك بالسوط، فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم شرا من المرأة المدللة، قلت: أما والله لقد أدبت فأحسنت الأدب، ورضت فأحسنت الرياضة، قالت: تحب أن يزورك ختانك؟ قلت: متى شاءوا، قال: فكانت تأتيني في رأس كل حول توصيني تلك الوصية فمكثت معي عشرين سنة لم أعتب عليها في شيء إلا مرة واحدة وكنت لها ظالما، أخذ المؤذن في الإقامة بعد ما صليت ركعتي الفجر وكنت إمام الحي فإذا بعقرب تدب فأخذت الإناء فأكفأته عليها ثم قلت: يا زينب لا تتحركي حتى آتي فلو شهدتني يا شعبي وقد صليت ورجعت فإذا أنا بالعقرب قد ضربتها فدعوت بالسكت والملح فجعلت أمغث أصبعها وأقرأ عليها بالحمد والمعوذتين". أخرج القصة ابن عبد ربه الأندلسي في كتابه "طبائعالنساء"، وأوردها أبو الفتح الإبشيهي في كتابه "المستطرف ".
فخذي العبرة من هذه القصة لهذه المرأة الصالحة وأمها.

وخذي القدوة أيتها المسلمة من هذه القصة الآتية فهي تخاطب الأم الناصحة لابنتها، وهي تخاطب البنت العاقلة، كما تخاطب كل متزوجة.
فقد ضُرب مثل من أمثال العرب بسبب هذه القصة، وهو: "ما وراءك يا عاصم؟"
أورد أبو الفضل النيسابوري في كتابه "مجمع الأمثال" فقال: ما وراءك يا عصام؟

قال المفضل أول من قال ذلك الحارث بن عمرو ملك كندة وذلك أنه لم بلغه جمال ابنة عوف بن محلم الشيباني وكمالها وقوة عقلها دعا امرأة من كندة يقال لها عصام ذات عقل ولسان وأدب وبيان وقال لها اذهبي حتى تعلمي لي علم ابنة عوف فمضت حتى انتهت إلى أمها وهي أمامة بنة الحارث فأعلمتها ما قدمت له فأرسلت أمامة إلى ابنتها وقالت أي بنية هذه خالتك أتتك لتنظر إليك فلا تستري عنها شيئا إن أرادت النظر من وجه أو خلق وناطقيها إن استنطقتك فدخلت إليها فنظرت إلى مالم تر قط مثله فخرجت من عنها وهي تقول ترك الخداع من كشف القناع فأرسلتها مثلا ثم انطلقت إلى الحارث فلما رآها مقبلة قال لها ما رواءك يا عصام قالت صرح المخض عن الزبد رأيت جبهة كالمرآة المصقولة يزينها شعر حالك كأذناب الخيل إن أرسلته خلته السلاسل وإن مشطته قلت عناقيد جلاها الوابل وحاجبين كأنما خطا بقلم أو سودا بحمم تقوسا على مثل عين ظبية مبهرة بينهما أنف كحد السيف الصنيع حفت به وجنتان كالأرجوان في بياض كالجمان شق فيه فم كالخاتم لذيذ المبتسم فيه ثنايا غر ذات أشر تقلب فيه لسان ذو فصاحة وبيان بعقل وافر وجواب حاضر تلتقي فيه شفتان حمراوان تحلبان ريقا كالشهد إذا دلك في رقبة بيضاء كالفضة ركبت في صدر كصدر تمثال دمية وعضادان مدمجان يتصل بهما ذراعان ليس فيهما عظم يمس ولا عرق يجس ركبت فيهما كفان دقيق قصبهما لين عصبهما تعقد إن شئت منهما الأنامل نتأك في ذلك الصدر ثديان كالرمانتين يخرقان عليها ثيابها تحت ذلك بطن طوي طي القباطي المدمجة كسر عكنا كالقراطيس المدرجة تحيط بتلك العكن سرة كالمدهن المجلو خلف ذلك ظهر فيه كالجدول ينتهي إلى خصر لولا رحمة الله لانبتر لها كفل يقعدها إذا نهضت وينهضها إذا قعدت كأنه دعص الرمل لبده سقوط الطل يحمله فخذان لفا كأنما قلبا على نضد جمان تحتهما ساقان خدلتان كالبرديتين وشيتا بشعر أسود كأن حلق الزرد يحمل ذلك قدمان كحذو اللسان فتبارك الله مع صغرهما كيف تطيقان حمل ما فوقهما فأرسل الملك إلى أبيها فخطبها فزوجها إياه وبعث بصداقها فجهزت فلما أراد أن يحملوها إلى زوجها قالت لها أمها أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال أي بنية إنك فارقت الجو الذي منه خرجت وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فأصبح بملكه عليك رقيبا ومليكا فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكا يا بنية احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرا وذكرا الصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة والتعهد لموقع عينه والتفقد لموضع أنفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم منك إلا طيب ريح والكحل أحسن الحسن والماء أطيب الطيب المفقود والتعهد لوقت طعامه والهدو عنه عند منامه فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مبغضة والاحتفاظ ببيته وماله والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله فإن الاحتفاظ بالمال حسن التقدير والإرعاء على العيال والحشم جميل حسن التدبير ولا تفشي له سرا ولا تعصي له أمرا فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره وإن عصيت أمره أوغرت صدره ثم اتقي مع ذلك الفرح إن كان ترحا والاكتئاب عنده إن كان فرحا فإن الخصلة الأولى من التقصير والثانية من التكدير وكوني أشد ما تكونين له إعظاما يكن أشد ما يكون لك إكراما وأشد ما تكونين له موافقة يكن أطول ما تكونين له مرافقة واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت والله يخير لك فحملت فسلمت إليه فعظم موقعها منه وولدت له الملوك السبعة الذين ملكوا بعده اليمن". انتهى.

كتبـه: جمال بن فريحان الحارثي -حفظه الله-

إلى الملتقى في العدد التالي بحول الله
والسلام عليكم ورحمة الله

شكرا جزاك الله خيرا اختي و جعله في ميزان حسناتك

نصيـحـة للنسـاء ،، الحلقـة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نصيحة للنسـاء

الحلقة الثالثة:


إن ما نسمعه ـ هنا وهناك بين فينة ولأخرى ـ من تلقي بعض النساء أبكاراً كُنّ أو غير ذلك ـ دروس على أيدي بعض طلبة العلم سواء سلفيين أم غير سلفيين، وقد انتشر هذا في أوساط بعض النساء، بل وأصبح بعضهن يتفاخرن بذلك، بل وقد امتد ذلك إلى الإعجاب من بعضهن لذلك الشيخ ـ طالب العلم ـ أو ذاك، وفي نظري؛ أن ذلك أصبح موظة عصرية لبعضهن ولا أُعمِّم.


وبعضهن يفتحن المجال مع بعض طلبة العلم في نقاش ـ إما في الهاتف أو المسنجر أو البالتوك أو رسائل الجوال أو البريد ـ قد يقود إلى المخالفة الشريعة ـ وهذا من مكائد الشيطان ـ.


فعلى هذا أقول: ليس من الواجب أن تطلب الفتاة العلم بهذه الطريقة؛ والتي تؤدي إلى الاستمراء في التحدث مع الرجال الأجانب منها وبالتالي ينخدش الحياء، فإذا انخدش حياء المرأة ذهلت عفتها وصيانتها.

كتبه أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي -حفظه الله-

إلى اللقاء في موعد جديد بحول الله

والسلام عليكم ورحمـة الله

بارك الله فيكي وجزاك اللهم كب خير

جزاكي الله كل الخير ان شاء الله تعالى
وجعل ما تفيديننا به في ميزان حسناتك
شكرااااااا
جزاك الله خيرا بارك الله فيك
جعله الله في ميزان حسناتك

شكرا لــــــــــك