قال الامام الصادق (ع) : « إن المرء يحتاج في منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلفها وان لم يكن في طبعه ذلك معاشرة جميلة ، وسعة بتقدير ، وغيرة بتحصن » (2) .
فاذا عاش كل منهما ظروف الآخر وتفاعل مع حالته النفسية أمكن له أن يتعامل معه على أساس من التقدير لتلك الظروف ، والتباين والفرق الشخصي ، ولو عرف أن هناك حياة مرتبطة بحياة لها ظروف تختلف عن ظروف حياته ، وأن هذا الانسان يعيش معه أجواءاً فكرية وعاطفية لا تتفق بالضرورة مع الأجواء الفكرية والعاطفية التي كونت شخصيته ، فان ذلك يجسد التفاهم على أحسن صورة ، ويبعدهما عن الانانيات الذاتية التي تحطم العلاقة الزوجية عندما يحاول أحدهما استغلال الفروقات كوسيلة للقمع والضغط .
ثم إن الحياة الزوجية مد وجزر من سعادة وشقاء وفرحة ورخاء ونشوة ورخاء وتعب وراحة ، والزوجين يشاركان بعضهما البعض في تحمل أعباء الحياة عن رضى النفس ورغبة ، ولا يمكن أن يقال للمساعدة التي يقدمها أحد منهما للآخر بالمنة والترفع ، لأن هذه المساعدة تحطم العلاقات الزوجية ولا تبنيها .
استيقظ احد العلماء يوم من الأيام ، فوجد زوجته كانت ولا تزال راقدة على الفراش ، وقد أصيبت بمرض البرص في كل جسمها فتصور حالة الزوجة حين تكتشف بعد لحظات أن جمالها قد انتهى ، ولكي لا يحول البيت الزوجي إلى جحيم لا يجرح قلب زوجته ، أدعى قبل أن تكتشف الزوجة ما أصابها أنه أصيب بالعمى ، وحينما اكتشفت الزوجة ما أصيبت به خلال الليل أخفت ذلك عن زوجها اعتقاداً منها أنه قد أصيب بالعمى ، وهكذا عاش الزوجان في سعادة وصفاء ، بفعل اغماض الزوج ـ بهذه الطريقة ـ عما أصاب زوجته .
فاذا قام الزوج بمساعدة الزوجة في عمل ما يجب ألا يمن عليها في هذه الخدمة ، أو أن الزوجة تحاول أن تعكر صفو وهدوء الأسرة بالمنة الدائمة ، وكذلك عندما يحدث خلاف بسيط بينهما فلا يحاول كل منهما تقديم التنازلات المتبادلة من قبل الطرفين حتى يصفى الجو بينهما .
قال الامام امير المؤمنين (ع) : « جهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته » (3) .
وعن الامام الكاظم (ع) : « جهاد المرأة حسن التبعل » (4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) سورة النساء ، الآية : 32 .
(2) بحار الانوار : ج 75 ص236 ح 63 .
(3) الكافي : ج 5 ص 9 باب جهاد الرجل والمرأة ، ح 1.
(4) مكارم الأخلاق : ص 215 .