ماهو سبب الإقبال الضئيل لركن منتدى التوعية النسائية؟ 2024.

القعدة
كيف حالكن حبيباتي
في رأيكن ماهو سبب دخول منتدى التوعية النسائية في قيلولة وعدم اﻹقبال عليه بكثرة
رغم المسابقات المنظمة وتشجيعات المشرفات غير أنه يبقى ركن قليل الزيارة والمشاركة
تعليقاتكم تهمنا
و اقترحاتكم توجهنا

شكرا مسبقا لكل من مر من هنا وترك ردا لنا
تحياتي لكن
ورمضان كريم

السلام عليكم

بارك الله فيكي على الطرح أختي

أتمنى سماع آراء العضوات

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة {♥..Petite_Soldat..♥} القعدة
القعدة
القعدة

السلام عليكم

بارك الله فيكي على الطرح أختي

أتمنى سماع آراء العضوات

القعدة القعدة

وعليكم السلام أختي
وفيك بارك الله
نتمنى العضوات يشاركونا بآراءهم ومايبخلوش علينا

تم التصويت
حبيبتي فكرة رائعة مشكووووورة
شكرا لك أختي ليدي ياليت لاتهتموا فقط بالتصويت وتعطولنا حلول واقترحاتكم
من فضلكم ﻹعادة الحياة لركن التوعية الدينية النسائية
والله انا في رئيي النسوة عامة يهتمو بالاركان الخاصة بالطبخ والازياء يعني مردوودهم سيء من جهة ركن التوعية الدينية النسائية
لو في شرط كل عضوة تضع موضوع تكون فيه في المقدمه موعضة دينية و لا نكتفي بذالك فحسب بل في آخر الموضوع حكمه للتوعية الدينيه
ولا يقبل الموضوع الا وتكون هدي الاولويات بمعنى الاصح يصير شرط او من اساسيات الموضوع
نتمنى تكوني فهمتيني
ويبقى مجرد رأي …
مشكورة مره اخرى
شكرا لك أختي جزاك الله كل الخير كل آراءكم محل اهتمامنا
نأمل أن نرى آراء العضوات
لأنه وعبر سنوات نعمل على احياء هذا الركن لكن دائما نجد المشاركة محتشمة
بالرغم من ان الاخت
{♥..Petite_Soldat..♥}

تحاول وتحاول وتبذل مابوسعها لكن التفاعل دائما قليل

شكرا لك أختي ساندي
حقيقة لم تبخل مشرفتنا بمواضيعها ولا بردودها
نأمل تفاعل منكن أخواتي
السلام عليك
ربما الأمر راجع لجهل أمور الدين +مواضيع منقولة
إن شاء الله نلقى التفاعل في القسم

في الإقبال على العامِّيات في الزواج والعدول عن المستقيمات 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى رقم:٤٤٦
الصنف: فتاوى الأسرة – عقد الزواج – إنشاء عقد الزواج


في الإقبال على العامِّيات في الزواج والعدول عن المستقيمات

للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله تعالى

السؤال:يجنحُ كثيرٌ من الإخوة المستقيمين عند إرادة الزواج إلى خِطبة النساء العامِّيات بحُجَّة دعوتهن للمنهج السوي
غاضِّين الطرف عن المستقيمات، فما هو توجيهكم شيخنا؟
وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين
أمّا بعد:

فإنَّ الذي يسعُني أن أنصح به الزوجَ السُّـنِّيَّ هو اختيارُ ما يسعده في دنياه وأخراه، وهو اختيار الزوجة الصالحة التي
تحافظ على الدِّين قولاً وعملاً، وتتمسَّكُ بفضائله وأخلاقه، وترعى حقَّ الزوجِ، وتحمي أبناءَه، فهذا الذي عني الإسلام به
من معاني الفضل والصلاح والعِفَّة.

أمَّا السعي إلى من تجرَّدت من هذه المعاني واغترَّ بحُسْنِها وجمالها وجاهها ونسبها، فإنه يخشى منه الفتنة في ضياع
نفسه وأبنائه، إذ مِنَ الصعب بمكان تحويل من أُشْرِبَتْ فِي قلبها حُبَّ مظاهرِ الدنيا، وركنت إلى زخارفها
ومالت إلى ملذَّاتها، إذِ الحكمة نطقت بأنَّ: «مَنْ شَبَّ عَلَى شَيْءٍ شَابَ عَلَيْهِ»، وأنّ «مَا ثَبَتَ عَلَى خُلُقٍ وَطَبْعٍ نَبَتَ عَلَيْهِ»

بل يخشى أن يُجرَّ إلى خُلُقها ويُطاوِع رغباتِها، فيبتعدُ بذلك عمَّا كان يصبو إليه من معاني الحياة الإسلامية الجامعة
على حُبِّ الله وطاعته، ويندم على ما اغترَّ به: «فَاظْفرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ»(١).

والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله

وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.

الجزائر في: ٧ جمادى الأولى ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ:٣ جوان ٢٠٠٦م

(١) أخرجه البخاري في «النكاح»: (٥٠٩٠)، ومسلم في «الرضاع»: (٣٧٠٨)، وأبو داود في «النكاح»: (٢٠٤٩)، والنسائي في «النكاح»: (٣٢٤٣)
وابن ماجه في «النكاح»: (١٩٣١)، وأحمد: (٩٧٦٩)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

جزاك الله خيراً على الموضوع

القعدة
القعدة

القعدة

بارك الله فيك فتحون
ان من أسباب انتشار الفساد هو تفكير الشباب عند الزواج في الجمال و الجاه و المال فيصير كأصل في حين الدين يصير فرعا لمن كان له عنده اعتبار، و في هذَا جناية على مستقبل الأسرة والأمة على حد سواء، و فيه أيضا تفويت الزواج على الفضليات العفيفات من نساء الأمة، فكم من امرأة صالحة حقها أن تكون ربة بيت و صانعة أجيال حال بينها و بين ذَلك أن ليست كاشفة لمفاتنها، و طالية وجهها مختلف أنواع المناكير، مائلة مميلة توزع النظرات و الضحكات عند كل حدب و في كل صوب تتلقفها الأسماع و الأبصار التي تهمس لها الكلمات الساقطات و تبدي لها الاعجاب تنصب لها به الحبال، ثم يكون المأل أن تٌسقط بعض
السذَاج من الرجال… فوا عجبا من ناصب للحبال و منصوب له الشباك ، ثم وا عجبا من مترصد بالفريسة و مترصَد به ينتظر منه الغفلة و الاقدام ليسومه سوء العذَاب، و لا ينتهي العجب حين ترى مثل أولئك الساقطات من النساء في عصمة رجال أو قل أشبه رجال و لا زالوا بعد في التبرج و السفور، وكأن الأمر صار لعبة، لكن هكذَا هي السنين الخداعة و هذَا هو حالها.
المشكلة خويا انو كيفاش حتى الراجل يعرف الصالحة من الطالحة فالصالحات ما يبانوش باسكو راهم في البويت وزيد الحديث نتاع النبيي انو المراة شروط الزواج توفر احد الاشياء او بعضها او كلها الجمال الدين النسب المال واغلب الرجال ما رايحش يميز خاصة اذا كان اخ بحكم انو بعيد كل البعد عن معرفة النساء لعدة اسباب واسمحلي راني عدلت مقولتي لانو ظهرللي كنت غالط في بعض الاشياء التي كتبتها في ردي الاول والسلام عليكم.

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hakim story القعدة
القعدة
القعدة

المشكلة خويا انو كيفاش حتى الراجل يعرف الصالحة من الطالحة فالصالحات ما يبانوش باسكو راهم في البويت وزيد الحديث نتاع النبيي انو المراة شروط الزواج توفر احد الاشياء او بعضها او كلها الجمال الدين النسب المال واغلب الرجال ما رايحش يميز خاصة اذا كان اخ بحكم انو بعيد كل البعد عن معرفة النساء لعدة اسباب واسمحلي راني عدلت مقولتي لانو ظهرللي كنت غالط في بعض الاشياء التي كتبتها في ردي الاول والسلام عليكم.

القعدة القعدة

احسن الله إليك أخي حكيم
يتحرى الرجل بالبحث والسؤال
و يختار المرأة التي تحافظ على الدِّين قولاً وعملاً، وتتمسَّكُ بفضائله وأخلاقه
فأما عن كيفية إيجادها فلا مشكل في ذلك بإذن الله
ما عليك إلا أن تكون أنت صالحا و محافظا و سيوفقك الله للفوز بالصالحة و المحافظة
حتى ولو كانت في مكان لم تسمع به أبدا
اما عن عوامل الإختيار فتكفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته في قوله :
«فَاظْفرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ»
فأمر النبي بذات دينٍ زوجـة فاظفر بذات الدين

في الإقبال على العاميات في الزواج والعدول عن الملتزمات 2024.

في الإقبال على العاميات في الزواج والعدول عن الملتزمات
السؤال: يجنح كثير من الإخوة المستقيمين عند إرادة الزواج إلى خطبة النساء العاميات بحجة دعوتهم للمنهج السوي، غاضين الطرف عن المستقيمات، فما هو توجيهكم شيخنا؟ وجزاكم الله خيرا.

الجواب:الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فإنَّ الذي يسعني أن أنصح به الزوج السني هو اختيار ما يسعده في دنياه وأخراه وهو اختيار الزوجة الصالحة التي تحافظ على الدين قولاً وعملاً، وتتمسك بفضائله وأخلاقه، وترعى حق الزوج، وتحمي أبناءه، فهذا الذي عني الإسلام به من معاني الفضل والصلاح والعفة، أمَّا السعي إلى من تجرَّدت من هذه المعاني واغتر بحسنها وجمالها وجاهها ونسبها، فإنه يخشى منه الفتنة في ضياع نفسه وأبنائه، إذ من الصعب بمكان تحويل من أشربت في قلبها حب مظاهر الدنيا، وركنت إلى زخارفها، ومالت إلى ملذاتها، إذ الحكمة نطقت بأنَّ: "من شبَّ على شيء شاب عليه"، وأنّ "ما ثبت على خُلُقٍ وطبعٍ نبت عليه"، بل يخشى أن يجرَّ إلى خلقها ويطاوع رغباتها فيبتعد بذلك عمَّا كان يصبو إليه من معاني الحياة الإسلامية الجامعة على حب الله وطاعته، ويندم على ما اغترَّ به: "فَاظْفرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ"(١).
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.

الجزائر في: 7 جمادى الأولى1427ﻫ
المـوافق ﻟ: 3 جــوان 2024م

١- أخرجه البخاري في النكاح (5090)، ومسلم في الرضاع (3708)، وأبو داود في النكاح (2049)، والنسائي في النكاح (3243)، وابن ماجه في النكاح (1931)، وأحمد (9769)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

رمضان شهر الإقبال على القرآن 2024.

رمضان شهر الإقبال على القرآن
للشيخ عز الدين رمضاني

اعلم ـ وفّقك الله ـ أنّ من فضائل هذا الشهر العظيمة، التي هي من نعم الله الجسيمة إنزاله لكتابه المجيد هدى للناس، وشفاء للمؤمنين، يهدي للتي هي أقوم، ويدعو إلى سبيل الرشاد في ليلة مباركة من شهر رمضان الخير، قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ [ البقرة: 185].
فوصف شهر رمضان بأنّه أنزل فيه القرآن، وبنى ما بعده عليه بحرف الفاء التي تفيد السببية والتعليل ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ، وهذا يفيد بطريق الإيمان إلى العلّة، وهي أنّ سبب اختيار رمضان ليكون شهر الصوم هو إنزال القرآن فيه، وذلك أكبر نعمة من الله على هذه الأمّة الطيّبة المباركة، ألا ترى أنّ الله حين عدّد نعمه على الإنسان بدأ بذكره فقال: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَان [الرحمن: 1-4].
«فقدّم من نعمة الدين ما هو في أعلى مراتبها، وأقصى مراقيها، وهو إنعامه بالقرآن وتنزيله وتعليمه؛ لأنه أعظم وحي الله رتبة، وأعلاها منزلة، وأحسنه في أبواب الدين أثرًا، وهو سنام الكتب السماوية ومصداقها، والعيار عليها(1)، وأخّر خلق الإنسان عن ذكره، ثم أتبعه إياه ليعلم أنه إنما خلقه للدين، وليحيط علما بوحيه وكتبه، وقدم ما خلق الإنسان من أجله عليه، ثم ذكر ما تميز به من سائر الحيوان من البيان، وهو المنطق الفصيح المعرب عمّا في الضمير»(2).
وعليه فإذا علم أن أكرم يوم عند الله هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، فيجب أن يُعتنى به حق الاعتناء، وأن يُخص بعمل زائد، ويشهد لهذا ما جاء في تحرّي ليلة القدر وتخصيصها بمزيد من العمل والاجتهاد في الطاعة حيث كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا دخل العشر شدّ مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله(3)، والنعمة إذا حصلت للمسلمين استوجبت مزيدًا من العمل والاجتهاد، شكرا الله وقياماً بحق النعمة، كما أمر البارئ جلّ وعلا عباده أن يذكروه بالحمد والثناء لما وفّقوا إليه من أداء العبادة والفراغ منها، قال تعالى بعد تمام نعمة شهر الصيام: ﴿وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة: 185]، وقال بعد تمام مناسك الحجّ: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا [البقرة: 200]، وقال تعالى بعد الفراغ من أداء الجمعة: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 10]، وقال بعد انقضاء المكتوبة: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ [النساء: 103].
وقد تقرر أن مضاعفة أجر الأعمال تكون بأسباب منها شرف المكان، كالأمكنة التي بارك الله فيها من المسجد الحرام ومسجد النبي صلّى الله عليه وسلّم، ومنها شرف الزمان فإنّ الأعمال تضاعف في الأزمنة الفاضلة كعشر ذي الحجة ويوم عرفة وشهر رمضان وليلة القدر، ومنها شرف العامل عند الله وقربه منه وخلوص نيته وصفاء قلبه وكثرة تقواه، ومعلوم أنّ الصائم يتهيّأ له في هذا الشهر جلّ هذه المذكورات، ويوفّق لكثير الأعمال والطاعات، فهو في شهر صفّد الله تعالى فيه الشياطين وضاعف فيه مواهب الإحسان، وفتح فيه أبواب الخير والغفران، وأعطى السبق فيه لتلاوة القرآن، شهر تؤدى فيه التراويح، المساجد فيه معمورة، ونعم الله فيه منشورة، فيه تعتق الرقاب من النار، وفيه يتزود المقيم في هذه الدار، عمرة في أيّامه تعدل حجّة في الأجر والثواب، وقيام ليلة من لياليه تفضل ألف شهر كما هو مرقوم في الكتاب، قال صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمها فقد حرم الخير كلّه، ولا يحرم خيرها إلاّ محروم» (4).
ومن أعظم القربات وأجلّ الطاعات التي يتقرّب بها إلى الله في مثل هذا الشهر، تلاوة كتابه وتدبّر آياته قال خبّاب بن الأرتّ رضي الله عنه : «تقرّب إلى الله ما استطعت، فإنّك لن تتقرّب إليه بشيء، أحبّ إليه من كلامه» (5) فكيف يحرم مؤمن نفسه من التغذي بكلام الله ربّ العالمين، وإله الأوّلين والآخرين بعدما ترك من شهوات نفسه لله حين جاعت أحشاؤه وظمئت أمعاؤه، إيمانا بالله واحتسابا للأجر والثواب.
وهذه الأيّام والليالي التي تتعاقب علينا في هذا الشهر الكريم هي مائدة الغذاء المبارك الذي لا تنقضي عجائبه، ولا تملّ تلاوته، ولا يشبع منه حافظوه وحاملوه، هذا الكتاب الخالد الذي لا يزيده الزمان وتطوّر العلوم إلاّ رسوخًا في صدق أخباره وعدل أحكامه، من عرفه استغنى به عمّا سواه، ومن أخطأه أخطأه كلّ خير وأظلم قلبه، فهو أفضل كلام أنزله الله جلّ وعلا ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ [ الزمر: 23]. وأنزل فيه أحسن القصص ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ [يوسف:3] وأنزله في أحبّ الشهور إلى المسلمين ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة: 185] وأنزله إلى سماء الدنيا في خير ليلة ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر:1-3] وأنزله بأفضل لغة وأرقاها ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا [الزخرف: 3] كتاب سمّاه الله نورًا وروحًا وبصيرة وبشرى وهدى ورحمة وموعظة وشفاء وذكرا، ووصفه بأوصاف كثيرة وعظيمة لتستقرّ عظمته في نفوس المتّقين ويزداد احترامهم له ورغبتهم في تلاوته وسماعه خاصّة في مثل هذا الشهر كما كان جبريل يدارسه النبيّ صلى الله عليه وسلّم كلّ عام رمضان .
ولقد كان سلف الأمّة الصالح يعيشون مع القرآن في رمضان كما نعيش نحن اليوم مع بطوننا، ليس لهم جليس إلاّ القرآن، يفزعون إليه آناء الليل وأطراف النهار، ويقيمون حروفه ويتدبّرون معانيه، ويعملون بأحكامه ويقفون عند حدوده، كان الزهري رحمه الله إذا دخل رمضان قال: «إنّما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام»، وقال ابن عبد الحكم: «كان مالك إذا دخل رمضان يفرّ من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف»، وكانوا إذا قاموا به صلاتهم يجهدون أنفسهم إلى حدّ اعتمادهم على العصيّ من طول القيام، ففي موطأ مالك بإسناد صحيح عن السائب بن يزيد أنّه قال: «أمر عمر بن الخطّاب أبيّ بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة فكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنّا تعتمد على العصيّ من طول القيام، وما كنّا ننصرف إلاّ في فروع الفجر» كلّ هذا طلبا للغنيمة، وطمعا في الأجر والثواب، وانتهازًا للفرص السوانح.
فاحشر نفسك يا عبد الله الصائم مع القوم المقبلين على كتاب الله تلاوة وحفظاً، وسماعًا وإنصاتًا، وتعلُّمًا وتعليما، وتذكُرًا وتدبرًا، ولا تكن هاجرًا له معرضًا عنه فيلحقك الخسران وتكتب مع القوم الذي قال فيهم المولى جلّ وعلا على لسان رسوله: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا [الفرقان:30].
قال ابن القيّم : «هجر القرآن أنواع:
1- هجر سماعه والإيمان به.
2- هجر العمل به وإن قرأه وآمن به.
3- هجر تحكيمه والتحاكم إليه.
4- هجر تدبّره وتفهّم معانيه.
5- هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب.
وكلّ هذا داخل في قوله تعالى: ﴿إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا وإن كان بعض الهجر أهون من بعض».
فلو وفّقك الله في هذا الشهر الكريم، إلى حفظ آيات من كتاب ربّك، ثم تحفيظه مَن استطعت من إخوانك أو أهلك أو أولادك لكنتَ من خيار عباد الله، فإنّ نبيّك صلى الله عليه وسلّم يقول: «خيركُم من تعلّم القرآن وعلَّمَهُ»(6).
قال أبو عبد الرحمن السلمي: «ذلك أقعدني مقعدي هذا» وكان يعلّم من خلافة عثمان إلى إمرة الحجّاج(7).
قال أبو إسحاق: «كان أبو عبد الرحمن السلمي يقرئ الناس في المسجد الأعظم أربعين سنة، ولم يكن يتخلّف قطّ، بل كان يحمل في اليوم المطير إلى المسجد لأنّه كان أعمى لما يرى من الشرف والذكر في تعليم القرآن».
قال ابن حجر في شرح هذا الحديث: ولا شك أنّ الجامع بين تعلّم القرآن وتعليمه مكمّل لنفسه ولغيره، جامع بين النفع القاصر والنفع المتعدّي، ولهذا كان أفضل وهو من جملة من عنى سبحانه وتعالى بقوله: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: 33].

والدعاء إليه تقع بالأمور شتّى من جملتها: تعليم القرآن وهو أشرف الجميع وعكسه الكافر المانع لغيره من الإسلام كما قال تعالى: ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا [الأنعام: 157]».
فأغنَمُ الناس من كان لهم النعم راصدًا وعلى شكرها مداوماً، وعلى فضائل الطاعات مقبلا ومساومًا، وأعجزهم من فاتته تلك النفحات في الليالي المباركات، ولم يتقرّب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات، يشهد منازل السابقين وهو في زمرة المنقطعين، ويسهد بضاعة التجار وهو في رفقة المحرومين.
فرّغكم الله من هموم الدنيا وشواغل، البطون ورزقكم اغتنام الأوقات في ذي المهلة قبل النقلة، وختم لكم بالباقيات الصالحات أعمالكم إنّه سبحانه على كلّ شيء قدير وبالإجابة جدير.

1- العبارة عليها: أثقلها وزنا.
2- مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسقي (6/3/4).
3- متفق عليه البخاري (224/4) ومسلم رقم الحديث 1174.
4- رواه ابن ماجة في سنته باب ما جاء في فضل شهر رمضان رقم 1644 وحسن إسناده في صحيح الترغيب رقم 986.
5- شرح السنة للبغوي (437/4).
6- حديث صحيح رواه البخاري في صحيحه في فضائل القرآن باب خيركم من تعلم القرآن.
7- شرح السنة للبغوي (428/4).

بـــــــــــــــارك الله فيك و جزاك خيرا عنه

القعدة

القعدة

بارك الله فيكم
بلغنا الله و اياكم و المسلمين جميعا رمضان

بورك فيكم

اللهم بلغنا رمضان و اجعلنا عتقائك فيه من النار

بوركت

بارك الله فيك
بارك الله فيكم
جزاكم الله خير
, واياك ابا الوليد