" الاسبوع الرابع إلى أربعين يوماً "
صور جانبية لجنين في الأيام 24، 26، 28 على التوالي تظهر التتابع السريع في شكل الجسم خلال هذه الفترة مع بداية تكون الأطراف
Moore and Persaud، 1998، Before we are born، 5th ed.، p:89
2- يكون على هيئة مقوسة وبذلك يكون طرفاه مجموع أحدهما الي الآخر
3- تجتمع بداخله بدايات جميع أجهزة الجسم.
فحق لنا أن نقول أنه قد تم (جمع خلقه) في هذه المرحلة وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم
جاء الحديث الشريف بثلاثة روايات لأئمة الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه:
رواية البخارى الصحيحة- رواية مسلم الصحيحة – رواية أبوعوانة ( وهى ضعيفة السند رغم شهرة النص)
رواية أبوعوانة لواعتبرناها لفسد المعنى حيث لفظها عنده: (إن أَحَدكم يُجْمَعُ خَلْقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ) وهذا معناه أن النطفة تستمر الي اليوم الأربعين ولكن الرواية الصحيحة هي رواية الإمام البخاري: حدثنا أبوالوليد هشام بن عبد الملك حدثنا شعبة أنبأني سليمان الأعمش قال سمعت زيد بن وهب عن عبد الله قال :حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهوالصادق المصدوق قال: ( إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ثم علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع برزقه وأجله وشقي أوسعيد فوالله إن أحدكم أوالرجل يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها غير باع أوذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع أوذراعين فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها) (صحيح البخاري/كتاب القدر/في القدر).
ولكن هناك أيضاً زيادة هامة عند الإمام مسلم، والنص عنده هو: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة حدثنا أبومعاوية ووكيع ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني واللفظ له حدثنا أبي وأبومعاوية ووكيع قالوا حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهوالصادق المصدوق:( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أوسعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)( صحيح الإمام مسلم / كتاب القدر / كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله).
والزيادة في نص الحديث عند الإمام مسلم هي قوله صلي الله عليه وسلم (في ذلك علقة مثل ذلك ) و( في ذلك مضغة مثل ذلك) فلفظ في ذلك أي خلال نفس المدة مما يعني أن المراحل الثلاث تتم جميعاً في الأربعين الأولى.
1- حسن التثبت من صحة الحديث، فإن رواية أبوعوانه الضعيفة تفسد المعنى.
2- أهمية دراسة جميع طرق الحديث ونصوصه المختلفة.
3- أهمية إعتبار الزيادة في حديث الثقة عند دراسة النص حتى يكتمل المعنى مثلما إعتبرنا لفظ ( في ذلك ) للإمام مسلم عند دراسة نص الإمام البخارى وبذلك كانت صيغة الإمام مسلم لهذا الحديث هى أقرب وأكمل صيغة له.
Moore and Persaud، 1998، Before we are born، 5th ed.، p: 394
Sadler، Langman’s Medical Embryology 10th ed.، 2024، p: 75
الشكل يوضح مصدر الخلايا الأولية المكونة للعضلات من القطع الجسدية خلال الأسبوع السادس
والشكل يوضح الإنتشار الفعلي للأنسجة العضلية في الأسبوع الثامن
Moore and Persaud، 1998، Before we are born، 5th ed.، p: 402
ثانياً: تدل على التعاقب بين الخلقين وذلك مستنتج من حرف(ف) الذى يدل على التعقيب مع السرعة.
ثالثاً: لفظ الكساء باللحم هوأفضل وصف بين العظام واللحم حيث تكسى العظام باللحم كما يكسى الرجل الثوب فكلاً من اللحم والعظام يبدأ في التخلق من البروزات الموجودة على جانبى بدايات العمود الفقرى في مرحلة المضغة ثم تنتشر الخلايا الأولية المكونة للعظام ويتبعها الخلايا الأولية المكونة للحم ويكون كساء اللحم للعظام تالياً لتشكل العظام.
(أ)
Sadler، Langman’s Medical Embryology 9th ed، 2024، p:389
(ب)
Moore and Persaud، 1998، Before we are born، 5th ed.، p:95
(ج)
Moore and Persaud، 1998، Before we are born، 5th ed.، p:105
Moore and Persaud، 1998، Before we are born، 5th ed.، p:37
(ج) الرأس تمثل نصف طول الجسم في بداية الشهر الثالث، ثلث طول الجسم في نهاية الشهر الخامس، ربع طول الجسم عند الولادة.
(د) طول الجسم حوالي 7 سم في نهاية الشهر الثالث، يصل إلي حوالي 50 سم في نهاية الحمل.
ابتداءً من الأسبوع التاسع ( بداية الشهر الثالث ) وحتى نهاية الحمل يكون أهم ما يميز الجنين في هذه المرحلة صفتان:
الصفة الثانية: تعديل نسب أجزاء الجسم المختلفة الخارجية والداخلية وأماكنها:
أ) في البداية تكون الرأس طولها حوالي نصف طول الجسم والعينان متباعدتان على جانبي الرأس وموضع الأذنين إلى الأسفل والأنف في صورة فتحتان متباعدتان وفتحة الفم متسعة والجسم مقوس بشدة فيعتدل كل ما سبق فيكون طول الرأس يماثل ربع طول الجسم عند الولادة ويعتدل وضع العينين في مقدم الوجه ويرتفع موضع الأذنين وتتقارب فتحتا الأنف وتصغر فتحة الفم كما يعتدل تقوس الجسم.
ب) أما الأعضاء الداخلية فتنزل الخصية من الظهر على جانبي العمود الفقري إلى كيس الصفن في الذكور أوينزل المبيض من الظهر على جانبي العمود الفقري إلى جانبي تجويف الحوض في الإناث بينما تصعد الكلى من الحوض إلى جانبي العمود الفقري إلى غير ذلك مما يطول سرده وهذه الأعضاء الداخلية هي ما تعرف في علم الأجنة باسم الأعضاء المهاجرة (Migrating organs).
Sadler، Langman’s Medical Embryology 10th ed،2017، p:236
16- تيسير السبيل
Moore and Persaud، 1998، Before we are born، 5th ed.، p:135
وينثني ثم ينفرد في حركات متتابعة دقيقة لا يمكن أن يكتب له الخروج بدونها في تتابع دقيق محكم ضمن خطة كاملة لإخراج هذا الجنين من ضيق الرحم إلى سعة الحياة وصدق الله العظيم إذ يقول تعالى: ( من نطفة خلقه فقدره، ثم السبيل يسره ) (سورة عبس: 19-20).
شكل يوضح حساب مراحل نموالجنين حسب تقسيم العالم (كارنيجي) إن المصطلح العلمي حتى يحقق الغرض منه يجب أن تتحقق ثلاث أسس هامة هى:
ـ أن يتحاشى الإلتباس عند بداية كل مرحلة ونهايتها.
واستعمال القرآن الكريم للألفاظ: نطفة – علقة- مضغة – عظام – لحم – نشأة – تعديل، هوأدق وأبسط مصطلح يحقق هذا الغرض. فلفظ نطفة يدل على قطرة من سائل وهوهنا ماء الرجل والمرأة وفي إضافة أمشاج إليها في بعض الآيات تفصيل معجز للدلالة على بدأ الخلق بإتخاذ نطفة الرجل والمرأة وما فيهما من مادة وراثية. وهى تظل على صورة القطرة حوالي الأسبوع الأول من الحمل.
ولفظ علقة الذي جاء بعد النطفة يصف مظهر هذا الطور وهويسبح متعلقاً بجدار الحوصلة ومتطفلاً في تغذيته على دماء الأم المحيطة بالحوصلة لعدم وجود قلب به وهومع ذلك يشبه طفيل العلق المعروف ويستمر على هذا الشكل في الأسبوعين الثاني والثالث.
ولفظ مضغة يصف مرحلة الأسبوع الرابع والخامس والسادس والتي تتميز ببروز النتوءات الجانبية التي تجعل شكل الجنين مثل قطعة اللحم الممضوغة والتي لا يتجاوز طولها 1-2سم.
وبينما يكون أظهر حدث فى الأسبوع السابع هوبداية تكون العظام، فإن أوضح أحداث الأسبوع الثامن هوكساء العظام بالحم.
وهذه الأطوار المتعاقبة قد عُبر عنها في سرعة تعاقبها فى قوله تعالى ( ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة…. ) (سورة المؤمنون: 14)، ثم يأتي الترتيب في نشأة العظام وكساؤها باللحم واستعمال حرف العطف ( ف ) في قوله تعالى (…فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً…..) (سورة المؤمنون: 14)
وأخيراً وصف المرحلة الأخيرة بالنشأة حيث النمووتضاعف الحجم والتعديل حيث تتعدل نسب الجسم وأماكن الأعضاء.ولإن ذلك يستغرق مدة طويلة فقد استعمل القراَن الكريم لفظ (ثم) الدال على الترتيب مع التراخي.
لقد احتار العلماء في كيفية وصف المراحل المعقدة لتطور الأجنة فوصفها بعضهم حسب الأسبوع فيقول يحدث في الأسبوع الأول كذا ويحدث في الأسبوع الحادي عشر كذا، ووصفها بعضهم حسب المراحل فقال يحدث في المرحلة الأولى…والمرحلة الثانية…..والمرحلة الخامسة عشر… وهكذا… وهذه المصطلحات لا معنى لها عند غير المتخصصين، فغير المتخصص لا يمكنه أن يستحضر شكل الجنين في الأسبوع الثامن أوخصائصه في المرحلة الحادية والعشرين.
ولكل إذا أطلق لفظ نطفة – علقة – مضغة – عظام – لحم – نشأة. فإن المصطلح يعطي المعنى المطلوب تماماً عند المتخصص وغير المتخصص على السواء مع ما عند المتخصص من العلم الإضافي في هذا المجال.
النطفة- الأسبوع الأول
العلقة – الأسبوعين الثاني والثالث
المضغة – الأسابيع 3-4-5
العظام الأسبوع السابع
اللحم الأسبوع الثامن
النشأة خلقاً آخر الأسبوع التاسع-إلى آخر الحمل
هذا ما تيسر ذكره ملخصاً في هذا الموضوع. فإن كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ أووهم أونسيان فمني ومن الشيطان، فلله الحجة الدامغة. والحمد لله رب العالمين.
أستاذ علم الأجنة والتشريح
كلية الطب–جامعة طيبة
المدينة المنورة
moustmon@yahoo.com
(1) فتح البارى ج11 ص477491
ونظن أنه لووصلت اليه باقى الإدعاءات الاخرى التى سنذكرها الآن لشنع عليها ودحضها بما عنده من علم بالقرآن والسنة وفى هذا بيان لمنزلة العلماء الربانيين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
(2) نقل الامام ابن كثير في تفسيره عن عدد من السلف أن الصلب هوصلب الرجل وأن الترائب هي عظام صدر المرأة وهوومن نقل عنهم مأجورون بإذن الله تعالى حيث لم يكن عندهم في ذلك الوقت علم كوني يضبط التفسير فحملوه على المعنى المحتمل، ولكن هذا التفسير ليس مدعوم بحديث واحد مرفوع صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يرفع عنا الحرج في عدم الأخذ به والتمسك بما يتفق عليه العلم الشرعي مع العلم اللغوي والعلم الكوني وهذا ما تمسك به تفسير المنتخب الذي اصدره المجلس الاعلى للشئون الأسلامية في مصر، فقال في تفسير قوله تعالى (يخرج من بين الصلب والترائب)الصلب)هومنطقة العمود الفقرى و(الترائب)هوعظام الصدر وقد بينت الدرسات الجينية الحديثة أن خلايا الجهاز التناسلى والبولى فى الجنين تظهر بين الخلايا الغضروفية المكونة لعظام العمود الفقرى وبين الخلايا المكونة لعظام الصدر…
(4) تفسير ابن كثير وهناك تفسير آخر نقل عن ابن عباس ايضاً وهو(الصبح) كقوله تعالى (فالق الإصباح) والمعنى الذى يناسب المقام هوالأول وكلاهما صحيح والله تعالى أعلم.
المراجع العربية:
• شرح النووي على صحيح مسلم.
• مسند الإمام أحمد.
Foreign References:
• Larsen J. William. Human Embryology. Churchill Livingstone. 1st ed.، 1993.
• Moore L. Keith and Persaud T.V.N. Before we are born. Sanders Company.5th ed. 1998.
• Moore L. Keith. Human embryology with Islamic additions. Sanders Company.1st ed. 1982.
• Sadler T.W. Langman’s Medical Embryology. Lippincott Williams & Wilkins. 9th ed.، 2024.
• Sadler T.W. Langman’s Medical Embryology. Lippincott Williams & Wilkins. 10th ed.، 2024.
• Patten، Human Embryology، 3rd ed.، McGraw Hill، New York، 1968.