دين الآباء والأجداد للشيخ الأديب و الناصح الأريب توفيق عمروني . 2024.

من الأصول المسلَّمة أنَّ مصدر التَّشريع هو الوحي الكتاب والسُّنَّة؛ وعليه فإنَّ كلَّ تشريع مِن غير هذَيْن الأصلين فهو مردودٌ على صاحبه وباطلٌ لا يُلتَفت إليه؛ وابتغاءُ الهداية في غيرهما ضلالٌ وانتكاس؛ وممَّا لا ينقضي منه العَجب أن يأتي اليوم مَن يُريد إقناعنا بأنَّ من الدِّين الَّذي يتحتَّم علينا التزامُه ما نرثه عن الآباء والأجداد من الأفعال والأقوال والعادات والتَّقاليد ولو كانت مباينةً للكتاب العزيز، ومناقضةً للسُّنَّة الصَّحيحة، باسم الحفاظ على المرجعيَّة الدِّينيَّة.
والعاقلُ الحصيفُ يُدرك بأدنى تأمُّل أنَّ هذا التَّنظير غير سليم؛ بل هو شبيهٌ بمقولةٍ حاربها القرآن أشدَّ المحاربة وهي قولة الجاهليِّين، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ الله قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا[البقرة:170] وقال: ﴿بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُون[الزُّخرُف:22].
فبالتَّالي؛ ليس كلُّ موروث عن الآباء والأجداد يكون موافقًا للشَّرع، ويجوز التزامُه والعملُ به؛ فضلا عن وجوبه؛ ذلك لأنَّ أسبابًا كثيرةً عبر هذه العصور المتطاولة من تاريخنا ـ كتفشِّي الجهل وقلَّة العُلماء، وتسلُّط المتأكِّلين بالدِّين من أصحاب الطُّرق، وبقَايا من عقائد الفاطميِّين الشِّيعة، والاستعمار الغاشم، ونحو ذلك من الأسباب ـ كانت كفيلةً بأن يتسرَّب إلى الدِّين ما ليس منه، وأن تلتَبس بعضُ حقائقِه؛ فالجادَّةُ أن تُعرَض الموروثات على الوحي؛ فما أقرَّه حُفظ ورُوعي، وما خالفه طُرح ونُسي؛ ويُترحَّم على مَن مضى من أهل الإيمان ويُستَغفر لهم، وتُحفظ كرامتُهم.

ولهذا دأبَ المصلحون على عدم مجاراة الآباء والمشايخ في كلِّ ما ورد عنهم، وإيثار الحقِّ على الخلقِ، وصونِ الدِّين من الزِّيادة والنَّقصِ، بإحياء السُّنن ومُحاربة البدع، ومن هؤلاء الفُحول علماء جمعيَّة العلماء أيَّام ابن باديس والعُقبي رحمهم الله؛ الَّذين أبلوا بلاءً حسنًا في الذَّود عن حياض الشَّريعة؛ ونبذ البدَع الشَّنيعة والأباطيل الموروثة، ونشر السُّنَّة الصََّحيحة؛ حفظًا لمرجعيَّة الأمَّة الدِّينيَّة، وسبيلاً لإصلاحها وتوحيدِها، ووسليةً لاستقرِارها الاجتماعي والفِكري.
وأمَّا مَن ظنَّ أنَّه برعاية البدع المنكَرة، والعادات المخالفة الموروثة عن الآباء والأجداد تتحقَّقُ الوحدةُ والاستقرارُ، فقَد ظنَّ سوءًا وطلبَ مُحالاً؛ ومسَّ الإسلامَ بقُرحة التَّحريف، وعلَّة التَّزييف؛ وحمَايةُ العِلل والقُروح تعجيلٌ بالهَلاك.
إنَّ شعارَ المُصلحين في الجزائر وغيرها قول الإمام مالك رحمه الله: (ما لم يكن يومئذٍ دينًا، فلن يكون اليوم دينًا)، وعلى أساس هذه الكلمة الجامعة يجبُ أن تُبنى أركانُ مرجعيَّتِنا الدِّينيَّة، وتُنسَجَ حبالُها؛ وإلاَّ فعَلى أمَّتِنا السَّلام…
فاللَّهمَّ اهدِ قلوبنا وألهمنَا رُشدَنا، وسدِّد أقوالَنا وأعمالَنا.

الاسلام ليس المسلمين
الملحدين أتدري ماذا يقولون اليوم؟
دين لم يستطيع تهذيب أمته كيف ندخل فيه !
أتدري سبب انهيار الأمم السابقة ؟ أتدري ماهو السبب اللى جعلهم يذكرون في القرآن ؟
أنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله
قل لي بالله عليك لمن الشرع ؟ الله سبحانه اليس كذلك ؟
وما هو مصدر التشريع ؟ الله والرسول اليس كذلك ؟
هنا لما يكون الشيطان يقنع الناس أن مصدر التشريع إجماع الأئمة والعلماء
أليس هذا تأليه لهم وجعلهم أربابا ونزع صفة الخطأ البشرية منهم !؟
ثم بعد ذلك تبدأ المعلومات الخاطئة بالانتشار بحجة الإجماع
فتضيع الأمة لأنهم وقعوا في نفس الخطأ
واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله !
كما فعلت الأمم السابقة
اليوم أمتنا تجتمع على الضلالة القعدة
للاسف الشديد كما قلت أخى الفاضل الان أكثر الناس يتبعون الظن

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة System-Dz القعدة
القعدة
القعدة

الاسلام ليس المسلمين
الملحدين أتدري ماذا يقولون اليوم؟
دين لم يستطيع تهذيب أمته كيف ندخل فيه !
أتدري سبب انهيار الأمم السابقة ؟ أتدري ماهو السبب اللى جعلهم يذكرون في القرآن ؟
أنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله
قل لي بالله عليك لمن الشرع ؟ الله سبحانه اليس كذلك ؟
وما هو مصدر التشريع ؟ الله والرسول اليس كذلك ؟
هنا لما يكون الشيطان يقنع الناس أن مصدر التشريع إجماع الأئمة والعلماء
أليس هذا تأليه لهم وجعلهم أربابا ونزع صفة الخطأ البشرية منهم !؟
ثم بعد ذلك تبدأ المعلومات الخاطئة بالانتشار بحجة الإجماع
فتضيع الأمة لأنهم وقعوا في نفس الخطأ
واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله !
كما فعلت الأمم السابقة
اليوم أمتنا تجتمع على الضلالة القعدة
للاسف الشديد كما قلت أخى الفاضل الان أكثر الناس يتبعون الظن

القعدة القعدة

الاجماع حجة ياأخي لكون أمة النبي لا تجتمع على ضلالة كما جاء بذلك خبر الصادق المصدوق فقال ( إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة ، و يد الله على الجماعة ) و الاجماع المعتبر له شروط و هو أنواع شتى، و ليس هذا من اتخاذ الأحبار و الرهبان أرباب من دون الله في شيئ، فهذا شأن و هو تغيير معلم الدين و الأول شأن و هو فهم نصوص الكتاب و السنة وفق الأصول المعمول بها عند السلف و المورثة عنهم و ذات هذه الأصول تأتت من استقراء الكتاب و السنة و قد عمل بها الصحابة و التابعين حتى وصلت الينا ليتميز من خلالها الفهم السلفي الأصيل من الفهم الخلفي الدخيل، راجع كتب الفقة و أصوله و بالذات مصادر التشريع في كتب المذاهب الأربعة علّ اللبس يزول عنك و يتميز لديك الحق من الباطل.

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ليث القعدة
القعدة
القعدة
الاجماع حجة ياأخي لكون أمة النبي لا تجتمع على ضلالة كما جاء بذلك خبر الصادق المصدوق فقال ( إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة ، و يد الله على الجماعة ) و الاجماع المعتبر له شروط و هو أنواع شتى، و ليس هذا من اتخاذ الأحبار و الرهبان أرباب من دون الله في شيئ، فهذا شأن و هو تغيير معلم الدين و الأول شأن و هو فهم نصوص الكتاب و السنة وفق الأصول المعمول بها عند السلف و المورثة عنهم و ذات هذه الأصول تأتت من استقراء الكتاب و السنة و قد عمل بها الصحابة و التابعين حتى وصلت الينا ليتميز من خلالها الفهم السلفي الأصيل من الفهم الخلفي الدخيل، راجع كتب الفقة و أصوله و بالذات مصادر التشريع في كتب المذاهب الأربعة علّ اللبس يزول عنك و يتميز لديك الحق من الباطل.
القعدة القعدة
صحيح صحيح أنا معك اخى ألفاضل
لكن اليوم بالله اخبرنى على ماذا يجتمعون؟
اليس الاخيار من علمائنا ودعاتنا في السجون؟
بقي الان من اشباه الدعاة فقط
الم ترهم اليوم في مصر؟
من يتكلم عن الدين يسجن
من يطلب المعروف يقولون انه يتكلم بسم الدين ليبعه

اسأل الله ان يخرجنا سالمين فقط
وهيا أيام ويظهر الحق ومن السئ ومن غيره

دعاة الازهر أجتمعوا في معسكر مع حضرة السيسي
من يعلق منشور صلي على النبي يسجن !
الم تراه في الجرائد

لا انفى وجود صالحين فيهم لكن هم لا يظهرون لانهم سوف يقتلون

بنات ع الفيس بوك في مواجهة الآباء !! 2024.

البنت مرعوبة : بابا بابا…. في واحد تافه و قليل أدب بعتلي أدد ع الفيس :cra_zy:

الأب زغـللو عـيونو لبرا : شووووووووووووووووووو ؟…. :rolleyes:

الأم : يالطيف.. لك يبعتلي حمى منك ما قلتللك لاتتأخري بالسهرة عالفيس بوك و تضلي لنصاص الليالي ؟القعدةchmoll:
… … … الله لايوفقك …..

بنط الأخ الصغير : مين هوة هالحيوان ؟ ..
والله لجيب رفقاتي و انزل فيه ريبورتات ورمللو الاكاونت تبعو والله ……..القعدةanta_1:

بيجي الأخ الفهمان :لك أختي بركي الزلمة رايدك بالحلال ؟ ……

بنط الأب : لك شو حمار انت ؟
لو ابن عيلة و قاصد الحلال كان بعتلي أد لئلي مو لأختك ..بس هية الحق عليها جابتلنا الحكي بين الصفحات …
بئيم ايدو الاب بيخلعى كف للبنت .. !!
و بقلا لك يلعن ابوكي على هالترباية شمستينا ……من يوم رايح بتعملي ديليت لحسابك

… الأم بتقول : لك خاف ربك يا رجال البنت مو ضايفة غير رفقاتا البنات و انا بعرف كل امهاتون ضايفتون عندي الله وكيلك ….

بـقلى الأب : لك أصلا هي أخرتا تربايتك …

روحي و أنتي بلوك بالتلاتة … بلوك .. بلوك … بلوك …. و العيلة بتتشرد

هههههههههه

هههههههههه أضحك الله سنك
هههههههههههههههههههه جميلة
هههههههههههههه مليــحة هدي
شكــرالك

باللبناااااااااني كماااااااان
حلوة
شكــــــــــــرا
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
هههههههههه أضحك الله سنك
القعدة القعدة

وسنك يا منيني

اشكرك ع المرور

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
هههههههههههههههههههه جميلة
القعدة القعدة

تدوم الضحكة اختي حياة المحبة

دمت بود

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
هههههههههههههه مليــحة هدي
شكــرالك
القعدة القعدة

العفو

ولو اختي ملكة الاحساس 18

مشكورة ع المرور والله يبسط سنك دوم

تحيتي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
باللبناااااااااني كماااااااان
حلوة
القعدة القعدة

يحلي ايامك

ايه باللبناني

تحيتي الك يا ورد

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
شكــــــــــــرا
القعدة القعدة

مبقاش بزاف

مشكورة ع مرورك اختي

العفو الك

تحيتي

ههههههههه عايلة هايلة
ههههههههههههههههههه
hhhhhhhhhhhhhh mli7a hadhi

النساء بين حرص سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم وتفريط الآباء 2024.

النساء بين حرص سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم وتفريط الآباء

محمد سعيد المعضادي


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين . أما بعد:

فيا أيها الآباء : لقد خشي النبي صلى الله عليه وسلم على النساء، فأوصى بالرفق بهن، فقال صلى الله عليه وسلم : ((إن الله يوصيكم بالنساء خيرا إن الله يوصيكم بالنساء خيرا، فإنهن أمهاتكم وبناتكم وخالاتكم …..)) وقال لأحد صحابته القعدة(رويدك سوقك بالقوارير)) .
والقوارير التي أطلقها النبي صلى الله عليه وسلم على النساء هي :آنية الزجاج التي لا يمكن إصلاحها إذا انكسرت .
ومثلما حرص النبي صلى الله عليه وسلم على النساء وأوصى بهن، خشي على الرجال من فتنتهن فقالالقعدةاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) ، ومعناه: اجتنبوا الافتتان بالدنيا وبالنساء، وتدخل في النساء: الزوجات وغيرهن، وأكثرهن فتنة الزوجات؛ لدوام فتنتهن، وابتلاء أكثر الناس بهن، وقال أيضاالقعدة(ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)) ، ووصفُ النبي صلى الله عليه وسلم لهن بأنهن فتنة على الرجال يفرض علينا أن لا نجمع بين الفاتن والمفتون (النار والبنزين).
فلماذا كل هذا الحرص على النساء من سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم ؟ ولماذا يقابل الآباء هذا الحرص بالتفريط والإهمال؟

أيها الآباء: أن ديننا القويم لا يجيز اختلاط الرجال بالنساء، يقول العلامة حامد العلي: (من أفتى بجواز الاختلاط في التعليـم، أو حرض عليه، فهو داخل في قوله تعالى ((وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا )) وهو من الداعين إلى الفساد، الآمرين بالمنكر، الناهين عن المعـروف).
أما أولئك الذين يبررون اختلاط الرجال بالنساء مقارنة بصلاتهن في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، فنضع بين أيديهم بعض الأدلة التي تثبت خلاف ما يبررون، ونبين لهم كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر أشد الحذر من اختلاطهن بالرجال، داخل المسجد وخارجه.
فعن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول- وهو خارج من المسجد، فاختلط الرجال مع النساء في الطريق- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: ((استأخرن؛ فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق؛ عليكن بحافات الطريق))، فكانت المرأة تلتصق بالجدار، حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به . ومن شدة خشيته صلى الله عليه وسلم على النساء جعل لهن في مسجده بابا يدخلن منه ، وقال للرجال: ((لو تركنا هذا الباب للنساء)) ، أما في المسجد فقد جعل صفوفهنّ بعيداً خلف الصبيان، كما جعل مصلَّى النساء في العيد معزولاً عن مصلى الرجال،وجعل خير صفوفهن آخرها، وشرّها أوّلها، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجال أن يتأخروا في الانصراف من المسجد؛ حتى يدخل النساء في بيوتهن، كل ذلك لمنع اختلاط الرجال بالنساء؛ تخفيفا للفتنة قدر المستطاع، مع أن موضع العبادة تؤمن الفتـنة فيه غالبـا، فكيف بغيره ؟ ورغم كل هذا الحرص منه صلى الله عليه وسلم نراكم تخاطرون ببناتكم إلى أماكن يختلطن فيها مع الرجال ساعات طويلة كل يوم، في زمن قلت فيه الغيرة، وانتشرت فيه الفتن.

أيها الآباء: لقد خرجت بناتكم- بمباركة منكم- فزاحمن الرجال في الأسواق، والدوائر، والجامعات، وكأن الأصل في شريعتنا هو خروجها من بيتها، وليس القرار فيه، وها نحن نرى الألوف منهن يتخرجن من الجامعات والمعاهد، ولا يتعين منهن إلا القليل؛ لانتفاء حاجة الكثير من الدوائر إلى اختصاصاتهن، اللهم إلا بعض الاختصاصات التي لا يستغنى فيها عن المرأة، ولكن ضمن ضوابط شرعية أهمها: عدم الاختلاط إلا في حالات الضرورة القصوى.
فلماذا يسلك الآباء هذا الطريق الشائك الذي فيه مخالفة أمر الله ورسوله، وفيه إنفاق المبالغ الطائلة، وتأخير الكثير من بناتهم عن الزواج، فرويدكم سوقا بالقوارير، رويدكم سوقا بالقوارير ؛ تطبيقا لوصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

أيها الآباء:أن الغرض الأول من تعليم البنات في المجتمع الإسلامي هو: تربية نفوسهن، وتهذيب أخلاقهن، وجعلهن صالحات لتربية أولادهن صغارًا، وتدبير أمور منازلهن بما يضمن السعادة والراحة داخل العوائل؛ ليتعلمن أن القصد في النفقات فضيلة، وأن المبذرين كانوا إخوان الشياطين، وينشرن روح المحبة والحنان بين أفراد العائلة، ويتربين على حسن المعاملة، واصطناع المعروف مع ذوي القربى والجيران، ويتعلمن أن النظافة من الإيمان، وأن أشرف فضيلة للمرأة طهرها وحصانتها، ورعاية حقوق زوجها كما ترعى حقوق الله عز وجل .
ليس المقصود من ذلك ملازمة نسائكم البيوت فلا يبرحنها إطلاقا ، وإنما المقصود بها: أن يكون البيت هو الأصل في حياتهن، ولا يخرجن إلا لحاجة مشروعة، كزيارة الوالدين والأقارب، وأداء فريضة الحج، وقضاء مصالحهن التي لا تقضى إلا بهن .

يقول صاحب الظلال رحمه الله: إن خروج المرأة لتعمل كارثة على البيت قد تبيحها الضرورة، أما أن يتطوع بها الناس وهم قادرون على اجتنابها ، فتلك هي اللعنة التي تصيب الأرواح والضمائر والعقول، في عصور الانتكاس والشرور والضلال، وأما خروج المرأة لغير العمل كخروجها للاختلاط ومزاولة الملاهي، والتسكع في النوادي والمجتمعات . . فذلك هو الارتكاس في الحمأة الذي يرد البشر إلى مراتع الحيوان! ولقد كان النساء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرجن للصلاة غير ممنوعات شرعاً من هذا، ولكنه كان زمان فيه عفة، وفيه تقوى، وكانت المرأة تخرج إلى الصلاة متلفعة لا يعرفها أحد، ولا يبرز من مفاتنها شيء، ومع هذا فقد كرهت عائشة – رضي الله عنها- لهن أن يخرجن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففي الصحيحين أنها قالت: لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن من المساجد، كما منعت نساء بني إسرائيل! فماذا أحدث النساء في حياة عائشة رضي الله عنها ؟ وماذا كان يمكن أن يحدثن حتى ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مانعهن من الصلاة؟! ماذا بالقياس إلى ما نراه في هذه الأيام؟! .

أيها الآباء: لقد بلغ من تشديد بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء، ومنعهن من الاختلاط بالرجال إلى إخراجهن من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وأمرهن بالصلاة في بيوتهن، فعن أبي عمرو الشيباني أنه رأى عبد الله بن مسعود يخرج النساء من المسجد يوم الجمعة ويقول : اخرجن إلى بيوتكن خير لكن ، فماذا تراك فاعلا يا ابن مسعود مع نساء المسلمين اليوم، وقد خرجن متبرجات يخالطن الرجال في الأسواق والجامعات، وكأن إحداهن تزف إلى عرسها من شدة تبرجها، وإظهار مفاتنها، ويا ترى هل ما يذهبن إليه أكثر أمنا وأجرا من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي تعدل فيه الصلاة ألف صلاة ؟.
إنها تذكرة أضعها بين أيدي الغافلين من أولياء الأمور .

أيها الآباء : إن الله يأمر نساء المسلمين – من خلال وصية نساء نبيه صلى الله عليه وسلم – بالقرار في البيوت بقوله تعالىالقعدة(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ))، والمعنى كما يقول المفسرون:
الْزَمْنَ يا نساء النبي صلى الله عليه وسلم بيوتكن، ولا تخرجن منها إلا لحاجة مشروعة، ومثلهن في ذلك جميع النساء المسلمات، لأن الخطاب لهن في مثل هذه الأمور، هو خطاب لغيرهن
من النساء المؤمنات من باب أولى، وإنما خاطب- سبحانه-أمهات المؤمنين على سبيل التشريف، واقتداء غيرهن بهن) . قال الجصاص عقب هذه الآية: وفيه الدلالة على أن النساء مأمورات بلزوم البيوت، منهيات عن الخروج .

أيها الآباء: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لامرأة أبي حميد الساعدي حين قالت له: إني أحب الصلاة معك، فقالالقعدة(قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي)) قال الراوي:فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل. قال الحافظ المنذري: وبوب عليه ابن خزيمة: باب اختيار صلاة المرأة في حجرتها على صلاتها في دارها، وصلاتها في مسجد قومها على صلاتها في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كانت كل صلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام، أراد به صلاة الرجل دون صلاة النساء ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم القعدة(المرأة عورة وإنها إذا خرجت استشرفها الشيطان, و إنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها)) وقال أيضاالقعدة(انما النساء عورة وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها من بأس فيستشرفها الشيطان فيقول إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبتيه، وإن المرأة لتلبس ثيابها فيقال لها أين تريدين؟ فتقول أعود مريضا أو أشهد جناز ة أو أصلي في مسجد، وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها)) . وقوله: (فيستشرفها الشيطان) أي: ينتصب ويرفع رأسه إليها، ويهم بها؛ لأنها قد تعاطت شيئا من أسباب نشاطه عليها، وهو خروجها من بيتها؛ لذلك فمن خالفت نسائه أوامر الله ورسوله فقد خالف عهدا من عهود الله (وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً) فلاتكن يا أخي من الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ؛ لأن نقض عهد الله صفة للفاسقين .

أيها الآباء :
قال تعالى (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) أي : بلاء واختبار يحملكم على كسب المحرم ومنع حق الله تعالى فلا تطيعوهم في معصية الله، وعن بعض السلف: العيال سوس الطاعات فلا تكونوا ممن سيأكل عياله حسناته يوم القيامة ؛ لأن الكثير من الآباء يتقدم صفوف المصلين، وابنته وزوجته تخالط الرجال، وهو يعلم حرمة ذلك ، وأن رصيده من الحسنات يقل كلما خرجت من هنَّ بمسؤوليته نتيجة هذا الذنب العظيم، وأخيرا أدعوك أيها الأب الكريم أن تقرأ معي الفتوى المرقمة (17929 ) وهي من فتاوى اللجنة الدائمة حين سئلت عن حكم تعليم الرجال للنساء بلا حجاب فأجابت:
أولا: الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس أو غيرها من المنكرات العظيمة، والمفاسد الكبيرة في الدين والدنيا، فلا يجوز للمرأة أن تدرس أو تعمل في مكان مختلط بالرجال والنساء، ولا يجوز لوليها أن يأذن لها بذلك.

ثانيا:
لا يجوز للرجل أن يعلم المرأة وهي ليست متحجبة، ولا يجوز أن يعلمها خاليا بها، ولو كانت بحجاب شرعي، والمرأة عند الرجل الأجنبي كلها عورة، أما ستر الرأس وإظهار الوجه فليس بحجاب كامل.

ثالثا: لا حرج في تعليم الرجل المرأة من وراء حجاب في مدارس خاصة بالنساء، لا اختلاط فيها بين الطلاب والطالبات، ولا المعلم والمتعلمات، وإن احتجن للتفاهم معه فيكون عبر شبكات الاتصال المغلقة، وهي معروفة ومتيسرة، أو عبر الهاتف، لكن يجب أن يحذر الطالبات من الخضوع بالقول بتحسين الكلام وتليينه .انتهت الفتوى
اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم

بوركتي حبيبتي
أين نحن من السلق الصالح في العناية بالبنت و تربيتها
الملاحظ أن الكثير من الآباء قد تغافل عن تربية البنات و تعليمهن العلم الشرعي
جزاكي الله خيرا

بارك الله فيكي

بــــاركـــ الله فيكم على مروركم العطر

أيها الآباء ، أيتها الأمهات اولادكم امانة سوف تحاسبون عليهم يوم القيامة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله القوي الشديد

أيها الآباء ، أيتها الأمهات
لقد انتشر الآن نوع من الحجاب العصري ( على الموضة) و هو بادي و بنطلون و إيشارب صغير ملون و تظن من ترتديه أنها محجبة و قد أدت ما عليها و تناست شروط اللباس الشرعي للمرأة المسلمة و الغرض الأساسي للحجاب و هو عدم الفتنة و عدم لفت النظر . هذا الحجاب يحتاج إلى حجاب و إلى وقفة جادة و توضيح أنه ليس بحجاب و توضيح عواقب هذا التبرج السافر في الدنيا و الآخرة
الأب أو الأم يظنان أن ابنتهما محجبة بوضعها قماشا على رأسها ، فلا يحاسبانها على نوعية ما تلبس و لا يبحثان عن سلوكها ، بل إنهما يفتخران أن ابنتهما محجبة !

أدعو الله أن يسترنا و يستر نساء المسلمين فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض …. آمين

القعدة
ابنتي العزيزة هذه أسئلة كوني صريحة في الإجابة عليها :
أود أن أسأل من تلبس البادي و البنطلون و تغطي شعرها بغطاء صغير ملون ، هل تستطيعين أن تقابلي رسول الله صلى الله عليه و سلم بهذااللباس ؟ أم ستسارعين لتستري نفسك كي لا يراك هكذا ؟ كوني أمينة مع نفسك في الإجابة

سؤال آخر هل تستطيعين أن تقفي بين يدي الله يوم القيامة هكذا ؟ الله سبحانه و تعالى سميع بصير .. ألا تستحي من الله أن يراك هكذا ؟

هل تعلمين أن حكمة تشريع الحجاب هو صونك من الذئاب البشرية وليس أن تكوني جذّابة بحجابك ؟.. كما يقول بذلك أدعياء الدعوة .. فإن أحد معاني أن تكوني جذّابة , هو أن تكوني فتّانة .

هل لباسك هذا يصونك من نظر الرجال ويصون الرجال من النظر إليك ؟

هل هذا الحجاب العصري الذي تلبسينه عن قناعه دينيّة أم فقط لإسكات المطالبين لك بالستر والعفاف ؟

هل بحثتي عن لباسك هل هو شرعي فسألتِ العلماء الربانيين ؟؟ أم أنّك تُقلدين دينك المذيعات والمميعين ؟

أخيتي

أسرعي قبل فوات الأوان و أعلني التوبة إلى الله من الآن فلا وقت لنضيعه ، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له ، أسرعي بارتداء اللباس الشرعي بشروطه المعروفه و لا تسوفي فالموت يأتي بغته و لن ينفعنا أحد يوم القيامة و اذكرك أنه من عاش على شئ مات عليه و من مات على شئ بعث عليه
قال تعالى " و سارعوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السموات و الأرض أعدت للمتقين " آل عمران 133

أختاه….. أما تعلمين أن حجابك عبادة لله تتقربين بها إليه كما هو حالك مع باقي العبادات
أختاه… أما قرأت قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59
أختاه…أنت غدا" ستموتين وستكفنين بقطعة قماش بيضاء من أرخص أنواع الأقمشة ووالله الذي لا إله إلا هو ليس فيها نقوش ولا ألوان ولا حبة خرز واحدة
أختاه….. يامن حرصت على إسدال خصلات من شعرك من خلف الحجاب إعلمي أن من سيكفنك سيحرص جاهدا" على أن لا يرى منك شعرة واحدة
أختاه …..يامن كشفت وجهك بإرادتك ولم تبقي أداة من أدوات الزينة إلا ووضعتيها عليه سيغطى وجهك بالكفن عند موتك بغير إرادتك
أختاه…. إعلمي أن الله لم يخلقك عبثا ولم يتركك سدى بل أن الله خلقك لغاية جليلة ألا وهي عبادته قال الله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 والله سبحانه وتعالى أوجدنا في هذه الدار للإختبار فبعد انقضاء الأعمار الكل سيقف بـين يديه ليس بينه وبين الله حجاب فيسأله عن الصغير والكبير
أختاه …لايغرَّك بأن الحليم أمهلك فهو سبحانه ليس بغافل عما تعملين فاليوم عمل وغداًحساب وجزاء
قال تعالى : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ)المؤمنون115
إخواني / أخواتي فلنتعاون جميعا في توعية الناس بالحجاب الشرعي ولنسعى إلى تقويض هذه المظاهر المخزية ، وللأسف فإن نشر هذه المظاهر تشارك فيه قنوات تدّعى أنها إسلامية

القعدة

ربي يهدي جميع اولادنا الى الطريق المستقيم …
بارك الله فيك اخي المحترم

من روائع وصايا الآباء للأبناء 2024.

وائل حافظ خلف
من روائع وصايا الآباء للأبناء

(الحلقة الأولى)



(مقدمة الوصايا)

إن الحمد لله نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.


أما بعد:
فهذه طاقة عطرة من وصايا آباء أَلِبَّاء: صلحاء وأتقياء، وعلماء وحكماء، وأدباء وشعراء… يَقْدُمُهم الرسل والأنبياء [1].


إنْ كُلٌّ إلا بَعَج بطنَه لولده[2]؛ كي يكملَ أدبُه، وتحسنَ رِعَتُه، ويصير من النجباء النبلاء…


فمِن الأبناء مَن اتبع فاستقام، وكان منهم كهيئة الأصم لا يسمع أُذُنًا جَمْشًا[3]، فَعَشَا عن النصح عَشْوًا؛ فأضحى سَدْمَان ندمان.


ووصايا أولئك وإن كانت قليلة المباني، إلا أنها جمة المعاني.. وكلامهم يخرج كالضوء يتلالأ ينير القلوبَ ويجلو صدأها؛ لتعودَ كالمرآة المصقولة.. ويتدفق في النفوس كتدفق أمواه النهر تسري ساقية تَنَائِفَ وسَبَاسِبَ ومَهَامِهَ عِطاشًا لتُخرج نبتها كريمًا باسقًا، الأصل ثابتٌ، والفرع في السماء.. ويملأ جَعْبَةَ مَن كان خاليَ الوَفْضَةِ ليفيضَ مِن بعدُ على مَن وراءه..


وأنت -حفظك الله- قسيم في المعرفة بأنه لا يؤثر إلا المتأثر، ومَن نصح قلبه لله ومحضه؛ أقبل الله عليه بقلوب عباده وهيأها. فإذا كان اللسانُ قويمًا، وصاحبُهُ حَدُِثًا عليمًا؛ خط بالكلام على رَقِّ القلوب بمداد نوراني أذكى رائحة من المَيْعَة والحَبَق، فلا يزال يسطع فيها ويعبق؛ حتى يُفتح لها رِتاج ما استغلق عليها، وأعظم ذلك أن تلج باب الأنس بمعبودها، فالله طيب لا يقبل إلا طيبًا.


وصدق أبو عثمانَ عمرو بنُ بحرٍ الجاحظُ[4]إذ يقول [5]:
((أحسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره، ومعناه في ظاهر لفظه، وكأن الله -عز وجل- قد ألبسه من الجلالة، وغشاه من نور الحكمة، على حسب نية صاحبه، وتقوى قائله.


فإذا كان المعنى شريفًا، واللفظ بليغًا، وكان صحيح الطبع، بعيدًا من الاستكراه، ومنزهًا عن الاختلال، مصونًا عن التكلف؛ صنع فى القلب صنيع الغيث في التربة الكريمة.


ومتى فصلت الكلمة على هذه الشريطة، ونفذت من قائلها على هذه الصفة؛ أصحبها الله من التوفيق، ومنحها من التأييد ما لا يمتنع من تعظيمها به صدور الجبابرة، ولا يذهل عن فهمها عقول الجهلة.


وقد قال عامر بن عبد القيس:
((الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، وإذا خرجت من اللسان لم تجاوز الآذان)).


وقال الحسن وسمع متكلمًا يعظ فلم تقع موعظته بموضع من قلبه ولم يرق عندها، فقال له: (( يا هذا! إن بقلبك لشرًّا أو بقلبي )) انتهى.


ومع ذا فإذا أنت رأيت -خُطِّئَ عنك السوء- كلامًا تستحسنه قد سيق على لسان مَن فيه غميزة، فلا يجرمنك علمُ ذلك منه على ألا تنتفع، ولكن خذه، فلك غُنمه وعليه غُرمه، والحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها جذبها، ولا تنسَ قولَ ابنِ المقفع [6]: ((لا يَمْنَعَنَّكَ صِغَرُ شَأْنِ امْرِئٍ من اجتناءِ ما رأيتَ من رأيه صوابًا، والاصطفاءِ لما رأيت من أخلاقه كريمًا؛ فإن اللؤلؤة الفائقة لا تُهَانُ لهوان غائصها الذي استخرجها)).


وقال الحسن:
((لقد وقذتني كلمة سمعتها من الحجاج)). فقيل له: وإن كلام الحجاج ليقذك؟! قال: ((نعم، سمعته على هذه الأعواد يقول: إن امرءًا ذهبت ساعة من عمره في غير ما خُلق له لَحَرِيٌّ أن تطول عليها حسرته)) [7].


وقبل أن أذكر ما انتقيته لك من وصايا أبعث برسالة إلى كل والد مكرم، فأقول:

رسالة إلى والد

أيُّهذا الأبُ الكريم!
ابنك فلذة كبدك، إن يك صالحًا كريم الجِرِشَّى؛ فمثل ثواب عمله يكون لك؛ فإنه من كسبك.


وهو أمانة لديك، فينبغي أن تقوم عليه في أدبه، وتنظر في أََوَده، وتلهمه حلمك، وتمنحه علمك، حتى يكمل عقله، ويستحكم فتله، ويقوى نظره وفكره؛ ((فكلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته)).


ولله در مَن قال:

أما تدري أبانا كل فرع القعدة
يجاري بالخطى مَن أدبوه القعدة
وينشأ ناشئ الفتيان منا القعدة
على ما كان عوده أبوه القعدة

وما نَوْلُك [8] أن تمهل حتى يشتد الولد ويجمع جراميزه ويمتطي جواد الشباب، ولئن فعلت إنك لنادم ولات حين مندم، ثم تعذله، ورُبَّ لاَئِمٍ مُليمٌ.. وأعيذك بالله من أن تَقول لولدك يومًا: ((أعييتني بأُشُرٍ، فكيف بِدُرْدُرٍ)) [9].


أو أن يُقال لك: ((سبق السيفُ العَذَلَ)) [10].


ثم احذر أن يخالف عملُك قولَك، فلسان الحال أفصح من لسان المقال، وخير المقال ما صدقته الفعال.


فالزم هذا؛ ينجب ابنك ويحمدكَ، وإلا كنت يا صاح ملومًا، وتحملت من إثمه كفلاً وذَنُوبًا.. وصار هو وَصْمًا، يولد عارًا، وينتج شنارًا… وهَلُمَّ جرًّا،مِن شُبَّ إلى دُبَّ [11].


• وقد قال ربنا (جل ثناؤه): ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم:6]. قال غير واحد: معنى قوله (تعالى ذكره): ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ أي: علموهم وأدِّبُوهم.


• وعن عثمانَ الحاطبيِّ قال: سمعت ابنَ عمر (رضي الله عنهما) يقول لرجل: ((أدِّبِ ابْنَكَ؛ فَإِنَّكَ مَسْئُولٌ عَنْ وَلَدِكَ مَاذَا أَدَّبْتَهُ وَمَاذَا عَلَّمْتَهُ؟، وَإِنَّهُ مَسْئُولٌ عَنْ بِرِّكَ وَطَوَاعِيَتِهِ لَكَ)). أخرجه الإمام البيهقي في "السنن الكبير" (ج3/ص84).


• وقال ابنُ الْمُقَفَِّع: ((أَفْضَلُ مَا يُورِثُ الآبَاءُ الْأَبْنَاءَ: الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، وَالْأَدَبُ النَّافِعُ، وَالْإِخْوَانُ الصَّالِحُونَ)) انتهى. "الأدب الصغير" [(ص44-45) بتحقيقي، الطبعة الأولى].


• عن حَبِيْب الْجَلاَّب قال: قيلَ لابن الْمبارك (رحمه الله): ما خَيْرُ ما أُعْطِيَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: ((غرِيْزَةُ عَقْلٍ)). قيل: فإن لم يكن؟ قال: ((أَدَبٌ حَسَنٌ)). قيل: فإن لم يكن؟ قال: ((أَخٌ صَالِحٌ يَسْتَشِيْرُهُ)). قيل: فإن لم يكن؟ قال: ((صَمْتٌ طَوِيْلٌ)). قيل: فإن لم يكن؟ قال: ((مَوْتٌ عَاجِلٌ)) ا.هـ أخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص17) ط/ دار الكتب. [12].


وأخيرًا:

لا تغفل الدعاء لولدك، فقد قالوا:
"الأدب من الآباء، والصلاح من الله عز وجل"

من روائع وصايا الآباء للأبناء

(الحلقة الثانية)



عشر وصايا من وصايا نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم).

وإنما ابتدأت بتلك الوصايا الفائقات من وصايا رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- وإن كانت مقالاتنا هذه في الأصل تجري على سنن اختيار روائعَ من وصايا الآباء للأبناء؛ لأمرين:
الأول: تبركًا بذكر كلامه -صلى الله عليه وسلم-، ورجاء أن تصيبني دعوته التي دعا بها لمن يبلغ للناس سنته، وينشر مقالته، حيث قال: (( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ، فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ)).


وفي لفظ: (( رَحِمَ اللهُ مَنْ سَمِعَ… ))[1].


الأمر الثاني: لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أبٌ لجميع المؤمنين؛ قال ربنا – تبارك وتعالى -: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [الأحزاب:6].


وقد رُوِيَ عن أُبي بن كعب، وابن عباس – رضي الله عنهم – أنهماقرءا: ﴿ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم ﴾.


ورُوي نحو هذا عن معاويةَ، ومجاهد، وعكرمة، والحسن…[2].


وروى الإمام أبو داودَ – رحمه الله – في "سننه "[3] بسند جيد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ…)) الحديثَ.

• • •

الوصية الأولى

عن أَبي ذَرٍّ جُنْدَبِ بنِ جُنَادَةَ – رضي الله عنه – قال: قلت: يارسولَ اللهِ، أوصني، فقال: (( اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ[4])).


أخرجه الترمذيُّ في "جامعه – سننه" (كتاب البر والصلة- باب ما جاء في معاشرة الناس- حديث رقم1987]، وقال: "حديث حسن صحيح"، والإمامُ أحمدُ في "المسند" (ج5ص153،ص158،ص177)، والدارمي في "سننه – مسنده" (كتاب الرقاق- باب في حسن الخلق- حديث رقم (2791)]، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين" (ج1ص54) وصححه على شرط الشيخين (!)، ووافقه الذهبيُّ في "تلخيص المستدرك"، وله شواهدُ.

• • •

الوصية الثانية

عن أبي العباس عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا، فَقَالَ:
(( يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ )).


أخرجه الإمامُ الترمذيُّ في "جامعه"، أبواب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حديث رقم (2516)، وقال: (( حديثٌ حسنٌ صحيحٌ ))، والإمامُ أحمدُ في "المسند" (ج1ص293، 303، 307)، بأرقام (2669، 2763، 2804- ترقيم الشيخ أبي الأشبال أحمد شاكر). وراجع "جامع العلوم والحِكَم" للحافظ ابن رجب الحنبلي (رحمه الله) شرح الحديث التاسعَ عشرَ (19).

• • •

الوصية الثالثة

عن أبي هريرة[5] – رضي الله عنه – أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم -: أَوْصِنِي، قَالَ: (( لاَ تَغْضَبْ ))، فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ: (( لاَ تَغْضَبْ )).


أخرجه الإمامُ البخاريُّ في "صحيحه"[6]، كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب، حديث رَقْم (6116).

• • •

الوصية الرابعة

عن أبي جُرَيٍّ جابر بن سُلَيْمٍ – رضي الله عنه – قال:
رَأَيْتُ رَجُلًا يَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيِهِ[7]، لَا يَقُولُ شَيْئًا إِلَّا صَدَرُوا عَنْهُ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَرَّتَيْنِ.


قَالَ: (( لَا تَقُلْ: عَلَيْكَ السَّلَامُ؛ فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَيِّتِ، قُلْ: السَّلَامُ عَلَيْكَ )).


قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ؟
قَالَ: (( أَنَا رَسُولُ اللَّهِ الَّذِي إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ، وَإِنْ أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ[8] فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَهَا لَكَ، وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ قَفْرَاءَ – أَوْ فَلَاةٍ – فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ فَدَعَوْتَهُ رَدَّهَا عَلَيْكَ)).


قَالَ: قُلْتُ: اعْهَدْ إِلَيَّ.
قَالَ: (( لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا )).
قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا، وَلَا عَبْدًا، وَلَا بَعِيرًا، وَلَا شَاةً.


قَالَ: (( وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ، فَإِنَّهَا مِنَ المَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ، وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ، فَلَا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ )).


أخرجه الإمام أبو داودَ – رحمه الله – في "سننه"، كتاب اللباس، باب ما جاء في إسبال الإزار، حديث رقم (4084)، وصحح إسنادَه الإمامُ النوويُّ – رحمه الله – في "المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" (14/140)، وكذا في "رياض الصالحين" (803).


وخرجه الإمامُ الترمذيُّ في "جامعه" (2722) مختصرًا، وقال: (( حديثٌ حسنٌ صحيحٌ )).

• • •

الوصية الخامسة

عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – أن رجلاً جاءه فقال: أوصني.فقال: سألتَ عما سألتُ عنه رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- من قبلك، فقال:
(( أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ؛ فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ، وَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ؛ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُالْإِسْلَامِ، وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللهِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ؛ فَإِنَّهُ رَوْحُكَ فِي السَّمَاءِ، وذِكْرُكَ فِي الْأَرْضِ )).



أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/82). وانظر "فيض القدير" (الجزء الثالث – شرح الحديث رقم (2791))، و"مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" للحافظ نور الدين الهيثمي رحمه الله (4/215، 216)، و"السلسلة الصحيحة" للشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله (555).

• • •

الوصية السادسة

عن أبي ذَرٍّ جُنْدَُِبِ بنِ جُنَادَةَ – رضي الله عنه – قال: أَوْصَانِي خَلِيلِي -صلى الله عليه وسلم- بِخِصَالٍ مِنَ الْخَيْرِ:
(( أَوْصَانِي بِأَنْ لاَ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي وَأَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي[9].


وَأَوْصَانِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ.


وَأَوْصَانِي أَنْ أَصِلَ رَحِمِي وَإِنْأَدْبَرَتْ.


وَأَوْصَانِي أَنْ لاَ أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ.


وَأَوْصَانِي أَنْ أَقُولَ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا.


وَأَوْصَانِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ: " لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ "؛ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ )).


حديث صحيح: أخرجه ابن حبان (449-إحسان) (2041- موارد الظمآن) واللفظ له، وأحمد(5/159).

• • •

الوصية السابعة

عن أبي يوسفَ عبدِ الله بن سَلَامٍ – رضي الله عنه – قال:
لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – المَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ:
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلَامٍ )).


حديث صحيح: أخرجه الإمامُ الترمذيُّ في "جامعه" (2485)، وقال: (( حديثٌ صحيحٌ ))، وابنُ ماجه (1334، 3251)، والإمام أحمدُ (5/451)، والدارميُّ في "مسنده" (1460)، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين"، وقال: (( صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه ))، وأقره الإمامُ الذهبيُّ – رحمه الله – في "تلخيص المستدرك".

• • •

الوصية الثامنة

عن أبي نَجِيح العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – صَلَاةَ الْفَجْرِ ثُمَّ وَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا، فَقَالَ:
(( أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسَنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ )).


حديث صحيح: أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/126، 127)، وعنه أبو داود (4607)، والترمذي (2676)، وابن ماجة في "المقدمة" (42، 43، 44)، والدارمي في "المقدمة" (95)، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/617، 618،…..)، والآجُرِّيُّ في "الشريعة" (92، 93، 94، 95)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (2303، 2304، 2305، 2310)، وابن أبي عاصم في "السنة" (26، 27، 28،…. إلى 34) وغيرهم، وصححه الترمذي، وابن حبان (5)، والحاكم (1/95-97)، والبزارُ، وغيرُهم.


• • •

الوصية التاسعة

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عُمَرَ بن الخطاب – رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا – قال:
أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِمَنْكِبِي، فَقَالَ:
(( كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ )).


وكان ابن عمر – رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا – يقول:
(( إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ)).


أخرجه الإمامُ البخاريُّ – رحمه الله – في "صحيحه"، كتاب الرِّقَاق، حديث رقم (6416).

• • •

الوصية العاشرة

عن سفيانَ بن عبد الله الثَّقَفِيِّ – رضي الله عنه – قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ (وَفِي لَفْظٍ: غَيْرَكَ )، قَالَ:
(( قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، فَاسْتَقِمْ )).


أخرجه الإمامُ مسلمٌ في "صحيحه"، كتاب الإيمان، باب[10]: جامع أوصاف الإسلام، حديث رقم (38).

merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

allah yaj3alna mina alradon

رسالة إلى الآباء والأمهات 2024.

كتبه/ محمد الجهمي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهذه رسالة بريدها: الصفاء، وطابعها: الإخاء، وعنوانها: الإشفاق، أرسلها إلى كل أبٍ وإلى كل أم رزقهما الله البنين أو البنات؛ لكي يعلموا خطورة الأمر وعظم المهمة، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ.. ) (التحريم:6).

روى ابن جرير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في معنى الآية: "اعملوا بطاعة الله، واتقوا معاصي الله، ومروا أولادكم بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، فذلكم وقايتهم من النار".
وعن علي -رضي الله عنه- قال في معناها: "علموا أنفسكم وأهليكم الخير، وأدبوهم"، فالآية نداء لأهل الإيمان بأن يعملوا جاهدين لإبعاد أنفسهم وأهليهم من النار، لذلك؛ فإن مهمة تربية الأولاد عظيمة يجب على الآباء والأمهات أن يحسبوا لها حسابًا، ويعدوا العدة للقيام بحقها، خصوصًا في هذا الزمان الذي تلاطمت فيه أمواج الفتن، واشتدت غربة الدين، وكثرت فيه دواعي الفساد حتى صار الأب مع أولاده كراعي الغنم في أرض السباع الضارية، إن غفل عنها ساعة؛ أكلتها الذئاب، فهكذا الآباء والأمهات إن غفلوا عن أولادهم ساعة؛ تاهوا في طرق الفساد.
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ: أَحَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ؟ حَتَّى يُسْأَلَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ) (رواه النسائي وابن حبان، وصححه الألباني). وفي رواية: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا) (رواه أحمد والبخاري).
فأنتَ أيها الأب.. وأنتِ أيتها الأم.. سوف تسألون؛ فليعد كل منكم للسؤال جوابًا، فكل من وهبه الله نعمة الذرية؛ وجب عليه أن يؤدي أمانتها بأن يُنشئ أبناءه ويربيهم تربية إسلامية، وأن يتعهدهم منذ نعومة أظفارهم.
إن الطفل الناشئ كالعجينة اللينة في يد صانعها يشكلها كيفما أراد، أو كالصحيفة البيضاء قابلة لكل ما يكتب فيها أو ينقش عليها.
ومِن هنا يجب على الوالدين أن يكونا حريصين على ما يصدر منهما أمام أولادهما، فلا يتحدثان إلا بالصدق، ولا ينطقان إلا بالحق، ولا يتعاملان معهما إلا بالرحمة والشفقة والرفق، وأن يبينا لأولادهما الخطأ والصواب.
ففتى اليوم سوف يصبح أبًا غدًا، وفتاة اليوم سوف تكون أمًّا في المستقبل، ولا بد من إعداد كل منهما إعدادًا طيبًا؛ ليكونوا لبـِنات صالحات في بِناء صرح الأمة الإسلامية.
فعلى الوالدين أن يقوما بتنفيذ المنهج التربوي الذي رسمه الإسلام، وإنما يكون ذلك عن طريق مراقبة سلوك الأبناء، واختيار أصدقائهم حتى لا يختلطوا بذوي الأخلاق الفاسدة والعادات القبيحة، فإن الأولاد إذا عودوا الخير في صغرهم؛ نشئوا عليه وسعدوا به في الدنيا والآخرة، وكان لوالديهم الأجر العظيم والثواب الجزيل من العالمين، وإن نشئوا على الشر ودرجوا عليه؛ شقوا وهلكوا، وكان الوزر والإثم معلقًا برقبة أولياء أمورهم، والقائمين على تربيتهم إذا هم قصَّروا في هذا الواجب، فعلى المؤمن أن يقي نفسه وأهله من عذاب الله قبل أن تضيع الفرصة، ولا ينفع الاعتذار.
وينبغي علينا أن نربي أولادنا على معرفة الله ووحدانيته، وحبه وطاعته، وحب رسوله -صلى الله عليه وسلم- واتباعه والاقتداء به، ونعلمهم الصلاة، وندربهم على الصيام والجود، والعفو والحلم والشجاعة، ونخوفهم من السرقة والخيانة، والكذب والغيبة والنميمة، والفحش في الكلام وأكل الحرام، فإن قلب الطفل جوهرة نفيسة قابلة للخير والشر، وأبواه هما اللذان يميلان به إلى أحد الجانبين، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟) ثم يقول أبو هريرة -رضي الله عنه-: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) (الروم:30)، (رواه البخاري).
كما يجب على المسلم أن يراقب أبناءه، فلا يتركهم فريسة لما يكتب في بعض الصحف والمجلات التي تتحدث عن الجنس وإباحة الرذيلة، والتي تتسبب في فساد الأخلاق، وانحراف الشباب والفتيات، كما يجب عليه أن يصون أبناءه عما يذاع بوسائل الإعلام أو ما يشاهد في التلفاز ودور السينما، ووصلات النت من مسلسلات ماجنة، وأفلام صاخبة تؤدي إلى السقوط والضياع.
وفوق ذلك كله؛ يجب على المسلم أن يحتاط في إطعام أولاده، فلا يكتسب قوتهم من الحرام، فإن الأولاد إذا طعموا الحرام؛ خشي ألا يُبارك فيهم، وأن يميل طبعهم إلى كل خبيث، فيكونون بلاء على أهليهم، ومصدر شقاء لأوطانهم.
فلو التزم كل مسلم بتعاليم الإسلام في تربية أبنائه؛ لوجدنا جيلاً من الشباب الصالح المتدين العارف بربه المتمسك بكتاب الله وسنة رسوله، الحريص على مصلحة وطنه وحمايته من كل خطر، وصيانته عن كل منكر، لكننا نلاحظ أن كثيرًا من الآباء يهربون من هذه المسئولية، ويعرِّضون أبناءهم للضياع، ويتركونهم للانحراف، وكم من ولد جرَّ على أهله الخراب والدمار؛ لسوء أدبه، وقلة حيائه! وكم من فتاة ألحقت بأسرتها الخزي والعار؛ لأنها تُركت بلا رقيب، وسارت في ركب الشيطان بلا حسيب.
وخوفًا من فشو هذا الخطر بين الأسر والعائلات؛ فإن الإسلام يناشد الآباء والأمهات أن يلزموا أولادهم، وأن يحسنوا أدبهم؛ حتى لا يقعوا في شراك أهل الضلال، بل يريد الإسلام أن يتصف الأبناء بصفات علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد، ومصعب بن عمير، وزيد بن حارثة، وسعد بن أبي وقاص -رضي الله عنهم-، أولئك الذين أضاءوا الدنيا بأعمالهم وسيرتهم.
كما يريد الإسلام أن تكون الفتاة متدينة عارفة بربها، متمسكة بتعاليم دينها، كتلك التي كانت تقول لزوجها إذا خرج لعمله وكسب قوته: "لا تكسب إلا طيبًا، ولا تطلب إلا حلالاً، وإياك والحرام، فإنا نصبر على الجوع، ولا نصبر على النار".
فاتقوا الله -أيها الآباء والأمهات- في أولادكم، وأحسنوا تربيتهم، فإنها أمانة، فمن أداها على الوجه المشروع؛ كان من السعداء في الدنيا، الفائزين برضوان الله يوم القيامة، قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) (الطور:21).
إن الأسرة هي المحضن الأول الذي ينشأ فيه الأبناء، ورب الأسرة وزوجته كلاهما شريك الآخر في تلك المؤسسة الاجتماعية التي أمر الإسلام برعايتها والحفاظ عليها، ولا يمكن أن يتحقق النجاح للأسرة إلا إذا تعاون كل من الرجل والمرأة في تربية الأولاد، والولد يتأثر بوالديه في أخلاقه وسلوكه وتصرفاته واتجاهاته الدينية والعقائدية.
ولقد عرف الأولون ما للأبناء من دور فعال في حياة الأمة؛ إذ هم الدم الحار الذي يتدفق في عروقها، والشمس الساطعة التي تضيء جوانبها، والسلاح القوي الذي يوجه إلى صدور أعدائها، والدرع الواقي الذي يحمي حماها ويحقق لها المجد والعزة، ولذلك؛ لما سأل معاوية الأحنف بن قيس عن مكانة الأبناء ودورهم في الحياة؛ قال الأحنف: "يا أمير المؤمنين هم ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة، وسماء ظليلة، وبهم نصون كل جليلة، فإن طلبوا؛ فأعطهم، وإن غضبوا؛ فأرضهم، يمنحونك ودهم، ويحبونك جهدهم، ولا تكن عليهم ثقيلاً؛ فيملوا حياتك، ويودوا وفاتك، ويكرهوا قربك".
والوالد الذي يحوط أبناءه بالحنان والرحمة مع التوجيه والتربية، ويتحرى الحلال في نفقاتهم وكسوتهم وطعامهم؛ يبارك الله في أولاده ويثيبه على قدر إخلاصه في هذه المهمة التي لا يستطيع القيام بها إلا أصحاب الهمم العالية من الرجال، وإن تربية الأبناء على هذا النحو الذي دعا الإسلام إليه لمن أسمى أنواع الجهاد.
وإذا كان الإسلام قد أمر الرجل بمراعاة أبنائه وتأديبهم؛ فقد أمر المرأة -أيضًا- بأن تساعد زوجها، وتتعاون معه في هذه المسئولية الضخمة؛ ليستقيم صرح الأسرة، ولا تؤثر فيه عوامل الفساد والانحلال.
ومِن هنا فإن المرأة التي تترك أولادها للتسكع في الشوارع والحارات، إنما ترمي بهم في الهاوية، وتحطم مستقبلهم بسبب ما يكتسبونه من عادات قبيحة، وبما تتعود عليه ألسنتهم من ألفاظ بذيئة يتعلمونها من رفقاء السوء، لذلك حض الإسلام المرأة على ملازمة أولادها ومتابعتهم في كل عمل يعملونه، فإذا رأت من ولدها انحرافًا؛ نهته وزجرته حتى لا يعود إليه مرة أخرى، وإن رأت منه استقامة في الخلق واعتدالاً في السلوك؛ كافأته وحاطته بالحب والحنان؛ ليشب على هذا الخلق، وتعوده الشجاعة والإقدام، وتحذره من الجبن والضعف، ولا تكثر من تدليله إلى الحد الذي يفسد خلقه، ويقتل فيه روح الشهامة والرجولة.
وهذه التربية لا بد أن تشمل جوانب الشخصية كلها، فلا بد أن ينشأ الأولاد على عقائد سليمة، وعبادات صحيحة، وأخلاق وسلوكيات قويمة، وعلى التزام الحلال واجتناب الحرام، كما دلت على ذلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فأول وصية لقمان لابنه: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان:13).
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (يَا غُلاَمُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ؛ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ؛ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ؛ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ؛ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ؛ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ؛ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني)، فهذه مسائل عظيمة في العقيدة والتوحيد يعلمها النبي -صلى الله عليه وسلم- لهذا الغلام.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ) (رواه أبو داود، وقال الألباني: حسن صحيح).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- للحسن لما أخذ تمرة من تمر الصدقة: (كِخْ كِخْ)؛ لِيَطْرَحَهَا، ثُمَّ قَالَ: (أَمَا شَعَرْتَ أَنَّا لا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ؟!) (متفق عليه، وهذا لفظ البخاري).
وقال الله -تعالى- في وصية لقمان لابنه: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ . وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ . وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (لقمان:17-18).
فما أحوج الآباء والأمهات إلى هذا الهدي القرآني والنبوي في تربية الأجيال، فإنه من أهم وأخطر ما تحتاج إليه الأمة في حاضرها ومستقبلها، وهو أهم ما تبذل فيه الحياة، وتنفق فيه الأوقات، وهي مهمة كل راعٍ فيما استرعاه الله، ومهمة الآباء في أبنائهم وبناتهم وأهليهم، ومهمة الأمهات كذلك، فاحرصا -أيها الأب وأيتها الأم- على أن ينشأ ولدكما على الإسلام والأخلاق النبيلة، ولا تعتذرا ولا تتنصلا عن دوركما بحجة كثرة المشاغل، أو كثرة من يهدم وقلة من يبني أو بالمثيرات والمؤثرات السلبية في حياتنا، فلعل ولدك يكون أمة، أو يهدي الله به أمة، أو يكون واحدًا ممن يعيد للأمة مجدها وعزها، بل يكفيك قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ؛ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) (رواه مسلم).
فهذا الذي ينفع بعد الموت ويوم الحشر ويوم الحساب، وفي الحديث: (.. وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لاَ يُقَوَّمُ لَهُمَا الدُّنْيَا، فَيَقُولاَنِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ) (رواه أحمد والحاكم، وقال الألباني: حسن لغيره).
وليعلم الآباء والأمهات أن من العوامل الأساسية في صلاح الأبناء: أن تكتحل أعينهم برؤية صلاح والدهم وأمهم -هذه هي التربية بالقدوة- في زمن غابت فيه القدوة الطيبة، ولم يعد هناك قدوة أمام أبنائنا إلا الممثل الفلاني أو لاعب الكرة الفلاني أو المغني الفلاني، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فأحرص -أيها الوالد الكريم وأيتها الأم الحنون- أن تكونا قدوة لأولادكم، فالابن الذي يرى أباه يحافظ على الصلاة في الجماعة في المسجد، ولا يفتر لسانه عن ذكر الله، ويعامل الناس معاملة حسنة، ويتخلق بالأخلاق الكريمة، ويتخلى عن الأخلاق الرذيلة، يتأثر الابن بذلك حتى تصير سجية فيه.
وهذه البنت التي ترى أمها ساترة لبدنها، حافظة للسانها، ولا تكثر الخروج من بيتها، ولا تسمع الغناء، ولا تتلفظ بغيبة ولا بنميمة، بل تتخلق بأخلاق الإسلام، وتحسن إلى الجيران، ولا تؤذي أحدًا، قائمة بمهام بيتها، وتؤدي حق زوجها، فهذا -بلا شك- من أهم العوامل في صلاح البنات.
قال الشاعر:

وينشأ ناشئ الفتيان فيـنا عـلى مـا كـان عـوَّده أبوه

فيا أيها الآباء، ويا أيتها الأمهات، اعلموا أنكم مسئولون عما يصدر من أبنائكم وبناتكم، واعلموا أن خير ما تتركونه لأولادكم هو تقوى الله: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا) (النساء:9).
وكذلك بصلاح الآباء؛ يحفظ الأبناء من كل سوء، كما قال -تعالى-: (أَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا…) (الكهف:82).
فاتقوا الله أيها المسلمون، واحرصوا على تربية أبنائكم -الذكور منهم والإناث-، ذخيرة الغد وآمال المستقبل، ولكم عند الله الثواب الوفير، والأجر الكريم.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

موقع صوت السلف

جزاك الله كل خير اختى الكريمة و جعله فى ميزان حسناتك والله موضوع رائع و حساس جدا ربي يرزقنا الذرية الصالحة البارة و يقدرنا على تربيتهم تربة حسنة و على اداء هذه الرسالة ادعولى ربى يعوضنى خير على ابنى المتوفى.
الله يعوضك كل خير ان شاء الله
و يرحم ابنك و يسكنه فسيح جنانه
شكرا على المرور

"
ﺟﺰﺍﻛﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺧﺘﻲ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺘﻴﻪ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪ
ﻭﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻜﻲ ﻭﻓﻲ ﻣﺠﻬﻮﺩﺍﺗﻚ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ
ﺩﻣﺘﻲ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ

لا حول ولا قوة الا بالله شوفوا قساوة الآباء 2024.

الصور مني والتعليق لكم…………..bachir39;(

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

لا حول ولا قوة إلا بالله
شكرا لك على الصور
حسبى الله ونعم الوكيل الله ينتقم من هذا الاب ومن كل واحد ظالم
لا حول والا قوة الا بالله

:angry::angry::angry:

يالطيف كبدتو معندوش فيها رحمة

شكرا على الصور المحزنة القعدة

يا لطيف الطف بعبدك الضعيف انا احب بابي او ابي كثيرا ومشكيت راح يجربها فيا
ابي غير تدخل للمة شوف ردي ابنتك سوسو تحبك تحبك وتحبك وتموت عليك يا اغلى ماعندي

لاحول ولا قوة إلا بالله
حسبى الله ونعم الوكيل
مشكورين أخواني على مروركم.تقبلوا تحياتي

القعدة

لا حول ولا قوة إلا بالله
شكرا لك على الصور
نلفت نظر الجميع ان هذا ليس عقابا انما جزء من استعراض يربح به الاب الجشع بعض الدراهم
شكرا للموضوع

لا حول ولا قوة إلا بالله شكرا الله يهدي

هل يجب ان يعتذر الآباء حين يخطؤون؟ 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثيرا من الأباء والأمهات لا يحبذ ان يعتذر عن خطأ صدر منه لأبنه ويعلل بأنه أباه أو أمه
ولا يجدر به الأعتذار موضوع عن أعتذار الأهل لأبنائهم راقني جدا للأستاذ جاسم المطوع فأحببت ان
تلحظوا معي مدى تأثير الأعتذار على سلوك وشخصية المعتذر له من أطفالنا

قصه للاستاذ: جاسم المطوع
يقول أثناء تقديمي لإحدى الدورات الخاصة بالرجال لاحظت رجلاً قد تغير وجهه، ونزلت دمعة من عينه علي خده،وكنت وقتها أتحدث عن إحدى
مهارات التعامل مع الأبناء وكيفية استيعابهم،
وخلال فترة الراحة جاءني هذا الرجل وحدثني علي انفراد قائلاً: هل تعلم لماذا تأثرت بموضوع الدورة ودمعت عيناي؟
قلت له : لا والله ! فقال: إن لي ابناً عمره سبعة عشر سنة وقدهجرته منذ خمس سنوات لأنه لا يسمع كلامي،ويخرج مع صحبة سيئة، ويدخن السجائر، وأخلاقه فاسدة، كما أنه لايصلي ولا يحترم أمه،
فقاطعته ومنعت عنه المصروف وبنيت له غرفة خاصة على السطح، ولكنه لم يرتدع، ولا أعرف ماذا أعمل،ولكن كلامك عن الحوار وأنه حل سحري لعلاج المشاكل أثر بي، فماذا تنصحني؟

هل أستمر بالمقاطعة أم أعيد العلاقة ؟
وإذا قلت لي ارجع إليه فكيف السبيل ؟

قلت له: عليك أن تعيد العلاقة اليوم قبل الغد،
وإن ماعمله ابنك خطأ، ولكن مقاطعتك له خمس سنوات خطأ أيضاً، أخبره بأن مقاطعتك له كانت خطأ وعليه أن يكون ابناً باراً بوالديه، ومستقيما ًفي سلوكه،

فرد علي الرجل قائلاً:أنا أبوه أعتذر منه؟نحن لم نتربى على أن يعتذر الأب من ابنه!

قلت: يا أخي الخطأ لا يعرف كبيراً ولا صغيراً وإنما على المخطئ أن يعتذر،
فلم يعجبه كلامي، وتابعنا الدورة وانتهي اليوم الأول،
وفي اليوم الثاني للدورة جاءني الرجل مبتسماً
فرحاً ففرحت لفرحه، وقلت له: ما الخبر؟

قال: طرقت علي ابني الباب في العاشرة ليلاً وعندما فتح الباب قلت له: يا ابني إني أعتذر من مقاطعتك لمدة خمس سنوات، فلم يصدق ابني ما قلت وأرتمى برأسه علي صدري، وظل يبكي فبكيت معه.
ثم قال: يا أبي أخبرني ماذا تريدني أن أفعل،فإني لن أعصيك أبداً .

وكان خبراً مفرحاً لكل من حضر الدورة،
نعم إن الخطأ لايعرف كبيراً ولا صغيراً، إن الأب إذا أخطأ في حق أبنائه ثم اعتذر منهم فإنه بذلك يعلمهم الاعتذار عند الخطأ،وإذا لم يعتذر فإنه يربي فيهم التكبر والتعالي من حيث لا يشعر..

هذا ما كنت أقوله في أحد المجالس في مدينة بوسطن بأمريكا وكان بالمجلس أحد الأصدقاء الأحباء وهو
د. وليد فتيحي، فأردف قائلاًعلى ما ذكرت حول قصة حصلت بينه هو وبين أحد أبنائه عندما كان يلعب معه بكتاب من بلاستيك، فوقع الكتاب خطأ على وجه الطفل وجرحه جرحا ًبسيطاً، فقام واحتظن ابنه واعتذر منه أكثر من مرة حتى شعر أن ابنه سعد باعتذاره هذا فلما ذهب به إلى غرفة الطوارئ في المستشفي لعلاجه وكان كل من يقوم بعلاجه يسأله كيف حصل لك هذا الجرح؟ يقول: كنت ألعب مع شخص بالكتاب فجرحني،ولم يذكر أن أباه هو الذي سبب له الجرح .

ثم قال د. وليد معلقاً:
أعتقد أن سبب عدم ذكري لأنني اعتذرت منه،

وحدثني صديق آخرعزيز علي وهو دكتور بالتربية بأنه فقد أعصابه مرة مع أحد أبنائه وشتمه واستهزأ به ثم اعتذر منه فعادت العلاقة أحسن مما كانت عليه في أقل من ساعة .

فالاعتراف بالخطأ والاعتذار
لا يعرف صغيراً أو كبيراً أو يفرق بين أب وابن.
تحياتي

والله انا فرايي الي غلط لازم يعتدر
مييييييرسييي
مشكور ة اختي على التفاعل
اين الاخرون
وعليكم السلام
كيما قلت
فالاعتراف بالخطأ والاعتذار
لا يعرف صغيراً أو كبيراً أو يفرق بين أب وابن.
مشكوووووووووووور

موضوع حلو مشكوووووووووووووووووووووور
مشكورين كلكم على المرور
كلام صحيح أختي
الإعتراف بالخطأ لايعرف لاصغير ولا كبير
ومنين الأب والأم مايعترفوش بالخطأ نتاعهم حاجة باينة حتى ولادهم يخرجوا كيفهم ومايعتذروا حتى لأحد على الخطأ نتاعهم
تقبلي مروووووووووووووووووري
سلام
في رايي انا اختي لازم اعتذار
وشكرا لى الموضوع

الاعتراف بالخطا فعل عظيم لكن عندما يعترف الاب لابنه بخطئه ربما تشوبها شوائب انما على الاب ان يعترف دون ان يظهر اعترافه وذلك بفطته وذكائة. هذا رايي الخاص والسلام عليكم

جيل يبرر صياعته .ملاحظة ملفتة من الأبناء الى الآباء 2024.

ملاحظة ملفتة من الأبناء الى الآباء.. جيل يبرر صياعته

هذه رسالة موجهة إلى كل الأهالي الذين يحتارون في سبب نشوء جيل صايع ومستهتر لا يعرف النظام والضوابط ولا يحترم القيم والمعايير….. و السبب هو القصص الأسطورية!! :

لقد ربيتونا على قصص عالمية مشهورة مثل "ليلى والذئب" و"سنو وايت" و "روبن هود" و "طرزان" و "سندريلا"، لكن:

ليلى ما كانت ترد على أمها و بتعمل اللي براسها

بياض الثلج كانت ساكنة مع 7 شباب

روبن هود كان حرامي

طرزان بيتمشى عاري

وسندريلا للساعة 12,00 بالليل وهي دايرة بالزقاق

طيب ازا هاي القصص اللي ربيتونا عليها، ليش مستغربين انو جيلنا طلع صايع!!؟؟

هههههههههههه

هههه
أكيد وقد لفت إلى وجهة نظر
أنه لكل عمر متطلباته من التسلية
شكرا جزبلا لك
ههههههههههههههه
شكرااا زهرة العرب
نورتي
صح لكل جيل متطلباته
تحيه ليك
hhhhhhhh merciiiiiiii
دوم يا رب هالضحكه
شكراا اختي
نورتي
تحيه ليك

ههههههههههههههههه ونعم التبرير
ههههههههههههههههههههه

ولا أقنع
من هدا الجواب
اكيد ما يزيدوش يسقسوا
هههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههه

hhhhhhhhhhhhhhhh
مكانه قسم النكت والطرائف

فراشة الايمان
مروه
سامي
شكراا على حضوكم
ودي

أيها الآباء . . انصتوا إلى أبنائكم ولا تتجاهلوهم عندما يغضبون 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يتخذ الغضب أشكالاً عديدة . . من التذمر إلى الخنق والرفض حيث ينعكس على السلوك والأفعال للشخص الغاضب . . وتختلف ردة الفعل من شخص إلى آخر عندما يغضب فهناك فئة تكبت غضبها وتعمل على الانسحاب من الموقف الذي هي فيه، وهناك فئة أخرى تبدو أكثر تحدياً حيث يعملون على إتلاف الأشياء من حولهم . . وبين هذه الفئة وتلك درجات متعددة ومتفاوتة . .
ونحن هنا خصصنا هذه المساحة في هذا العدد لنتكلم عن غضب الأبناء وكيفية معالجة المواقف معهم ومعرفة الأسباب وراء ذلك . .
***
الغضب عاطفة ثانوية
الغضب بشكل عام يأتي نتيجة شعور بعدم الرضا من موقف ما هذا الشعور ليس دائماً فهو عاطفة ثانوية تأتي لتحل لنا مشكلة ما نعاني منها . . أو تدفعنا لإيجاد حلول لأشياء تعيق حياتنا . . وبالنسبة للأبناء وخاصة المراهقين فإنهم يواجهون كثيراً من القضايا خاصة في مرحلة النمو والتطور الجسدي والفكري . . فعلى الآباء في هذه المرحلة تفهم الأبناء بأنهم يميلون إلى الشعور بالاستقلالية لذلك يجب عدم منعهم من تحقيق هذه الاستقلالية مع الانتباه بشكل جيد إلى عدم الوصول إلى الاستقلالية المطلقة عن الأسرة . . ويواجه الآباء أبناءهم الغاضبين في كثير من الأحيان بغضب مثله فيصعب حل المشكلة القائمة وتزداد تعقيداً . . ولسنا نبحث عن مبرر للابن عندما يغضب ولكن هنا نحاول تقديم النصح للخروج من المواقف الغاضبة لأبنائنا باحتوائها من خلال الهدوء الأبوي الرزين.
لا تتجاهل ابنك
يؤدي عدم تفهم الأب أو الأم للأبناء إلى حدوث إرباك في العلاقة بين الآباء والأبناء، والعكس أيضاً صحيح أي أن الأبناء أيضاً لا يتفهمون آباءهم أحياناً فيؤدي هذا الخلل إلى حدوث مشاجرات وأفعال غاضبة سواء للأب أو الابن . .
ولكن كيف نحتوي هذه المشكلة ؟ ! علينا أولاً التخلص من هذا السلوك الانفعالي تجاه أبنائنا ويتطلب الأمر من الوالدين أن تكون لديهم استجابة وليس ردة فعل (وكذلك الأمر بالنسبة للأبناء) تجاه كل المواقف، والقصد من هذا الكلام هو عدم تجاهل الغضب بل التحكم بتلك العاطفة والتعبير عنها بردود فعل إيجابية وليست سلبية، وكذلك البحث عن الوسائل لامتصاص وتبديد تلك المشاعر الغاضبة التي تكون أحياناً مرهقة بالنسبة للوالدين وللأبناء أنفسهم.
ماذا نعمل؟
فيما يلي عدد من النصائح يضعها مختصو علم النفس بين يدي الآباء للوصول إلى طريقة تجعلهم يمتصون موجة الغضب قبل أن تدمر العلاقة بين الأب والابن:
* انصت إلى ابنك ولا تقلل من شأنه وركز على مشاعره وأبدي اهتماماً به وخاصة عندما يكون مراهقاً ليشعر بالأمان معك.
* حاول أن تفهم الموقف أو وجهة النظر الخاصة بابنك وعند ذلك تعرف على تفكيره وطريقة نظره إلى الأمور لتحل المشكلة بطريقته دون الدخول إلى الاتهامات والشتائم فهي تقوض ما تبنيه في شخصية ابنك.

* تعامل مع اللحظات الحالية . . واظهر اهتمامك وحبك لابنك . . واتجه أيها الأب لإيجاد حل يرضي الجميع فإلغاء الآخر هو من أسوأ الحلول حيث سيشعر الابن بأن لا أهمية له ولوجوده داخل كيان الأسرة.
وأخيراً
من المعروف أن جميع الآباء لا يتمنون إلا الخير لأبنائهم ولا يوجد أب أو أم تتمنى أن يقع ابنها في دائرة الشر على اتساعها ولكن هي نصائح قدمناها للآباء فربما هذه الأمور تخرجنا من مأزق وتحل لنا بعض المشكلات أو اختلافات الرأي بيننا وبين أبنائنا.
أما في نهاية هذه الأسطر فنريد أن نُذِّكر الأبناء أن الآباء من المستحيل أن يعملوا ضد مصالح أبنائهم، وللآباء بعد نظر لمصالح الأسرة بشكل عام ولمصالح أبنائهم خاصة لذلك على كل ابن معرفة ذلك لأن الخطأ تجاه الأب أو الأم أكبر بكثير من الخطأ الصادر عن الأب تجاه الابن لذلك وصانا ربنا في كتابه العزيز وصية يجب تذكرها وأن يضعها كل ابن نصب عينيه حيث قال تعالى: {فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُف وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}.

بارك الله فيك اخي
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samir50122 القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك اخي
القعدة القعدة

وفيك بارك الله أخي سمير شكرا لمرورك

تسلم على الموضوع القيم

تسلم ايدك