هل الخلاف بين العلماء رحمة ! 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله يا احباب اللمة

* * *

هل الخلاف بين العلماء رحمة !

السؤال :هل ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قال فيما معناه : (بأن اختلاف العلماء والأئمة رحمة) ، أفتونا في ذلك ؟

الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى :
م يأت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، إنما هذا من كلام بعض السلف، الاختلاف في الصحابة رحمة، والصواب أن الاختلاف ابتلاء وامتحان، والرحمة في الجماعة والاتفاق، ولكن الله سبحانه يبتلي عباده بالخلاف حتى يتبين الراغب في الحق والحريص على التفقه في الدين ومعرفة الدليل، قال جل وعلا: ( وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ) (118-119) سورة هود، فجعل الرحمة للمجتمعين، قال تعالى: ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) (103) سورة آل عمران، فالاختلاف ابتلاء وامتحان والتعاون على البر والتقوى من الرحمة، وفق الله الجميع .

( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيد ٍ) . (البقرة:176)

التفسير:

قوله تعالى : { وإن الذين اختلفوا في الكتاب } بكسر همزة { إن } لوقوع اللام في خبرها؛ أي اختلفوا في الكتاب الذي نزله الله عز وجل بحق؛ وهذا الاختلاف يشمل الاختلاف في أصله: فمنهم من آمن؛ ومنهم من كفر، والاختلافَ فيما بينهم أي فيما بين أحد الطرفين: فمنهم من استقام في تأويله؛ ومنهم من حرف في تأويله على غير مراد الله سبحانه وتعالى.
قوله تعالى: { لفي شقاق بعيد } أي: لفي جانب بعيد عن الحق؛ وهذا البعد يختلف: فمنهم من يكون بعيداً جداً؛ ومنهم من يكون دون ذلك .

الفوائد: ……

5 – ومنها: أن الاختلاف ليس رحمة؛ بل إنه شقاق، وبلاء؛ وبه نعرف أن ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اختلاف أمتي رحمة» (101) لا صحة له؛ وليس الاختلاف برحمة؛ بل قال الله سبحانه وتعالى: { ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك } [هود: 118] أي فإنهم ليسوا مختلفين؛ نعم؛ الاختلاف رحمة بمعنى: أن من خالف الحق لاجتهاد فإنه مرحوم بعفو الله عنه؛ فالمجتهد من هذه الأمة إن أصاب فله أجران؛ وإن أخطأ فله أجر واحد؛ والخطأ معفو عنه؛ وأما أن يقال هكذا على الإطلاق: «إن الاختلاف رحمة» فهذا مقتضاه أن نسعى إلى الاختلاف؛ لأنه هو سبب الرحمة على مقتضى زعم هذا المروي!!! فالصواب أن الاختلاف شر.

الشيخ محمد بن صالح العثمين -رحمه الله تعالى-

سورة البقرة – المجلد الثاني / الآية : 176

https://www.ibnothaimeen.com/all/book…le_17563.shtml

* * *

قال الشيح الألباني رحمه الله تعالى في صفة الصلاة ص 58-61 :

(( 1- قال بعضهم : لا شك أن الرجوع إلى هدي نبينا صلى الله عليه وسلم في شؤون ديننا أمر واجب لا سيما فيما كان منها عبادة محضة لا مجال للرأي والاجتهاد فيها لأنها توقيفية كالصلاة مثلا ولكننا لا نكاد نسمع أحدا من المشايخ المقلدين يأمر بذلك بل نجدهم يقرون الاختلاف ويزعمون أنها توسعة على الأمة ويحتجون على ذلك بحديث – طالما كرروه في مثل هذه المناسبة رادين به على أنصار السنة : ( اختلاف أمتي رحمة ) فيبدو لنا أن هذا الحديث يخالف المنهج الذي تدعو إليه وألفت كتابك هذا وغيره عليه فما قولك في هذا الحديث ؟

والجواب من وجهين :

الأول :أن الحديث لا يصح بل هو باطل لا أصل له؛ قال العلامة السبكي :
( لم أقف له على سند صحيح ولا ضعيف ولا موضوع ).
قلت : وإنما روي بلفظ :
( … اختلاف أصحابي لكم رحمة ) .
و ( أصحابي كالنجوم؛ فبأيهم اقتديتم اهتديتم ) .
وكلاهما لا يصح : الأول واه جدا ، والآخر موضوع ، وقد حققت القول في ذلك كله في ( سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ) ( رقم 58 و59 و 61 ) .

الثاني :أن الحديث مع ضعفه مخالف للقرآن الكريم ، فإن الآيات الواردة فيه – في النهي عن الاختلاف في الدين والأمر بالاتفاق فيه – أشهر من أن تذكر ولكن لا بأس من أن نسوق بعضها على سبيل المثال قال تعالى : {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} [ الأنفال 46 ] . وقال : ( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون} [ الروم 31 – 32 .
وقال : {ولا يزالون مختلفين . إلا من رحم ربك} [ هود 118 – 119 ] فإذا كان من رحم ربك لا يختلفون وإنما يختلف أهل الباطل ، فكيف يعقل أن يكون الاختلاف رحمة؟!!
فثبت أن هذا الحديث لا يصح لا سندا ولا متنا .
وحينئذ يتبين بوضوح أنه لا يجوز اتخاذه شبهة للتوقف عن العمل بالكتاب والسنة الذي أمر به الأئمة .

2- وقال آخرون: إذا كان الاختلاف في الدين منهيّاً عنه؛ فماذا تقولون في اختلاف الصحابة والأئمة من بعدهم ؟ وهل ثمة فرق بين اختلافهم واختلاف غيرهم من المتأخرين ؟ .

فالجواب: نعم؛ هناك فرق كبير بين الاختلافين ، ويظهر ذلك في شيئين:

الأول: سببه .
والآخر: أثره .

فأما اختلاف الصحابة؛ فإنما كان عن ضرورة واختلاف طبيعي منهم في الفهم؛ لا اختياراً منهم للخلاف ، يضاف إلى ذلك أمور أخرى كانت في زمنهم ، استلزمت اختلافهم ثم زالت من بعدهم ، ومثل هذا الاختلاف لا يمكن الخلاص منه كليّاً ، ولا يلحق أهله الذم الوارد في الآيات السابقة وما في معناها؛ لعدم تحقق شرط المؤاخذة ، وهو القصد أو الإصرار عليه .

وأما الاختلاف القائم بين المقلدة؛ فلا عذر لهم فيه غالباً ، فإن بعضهم قد تتبين له الحجة من الكتاب والسنة ، وأنها تؤيد المذهب الآخر الذي لا يتمذهب به عادة ، فيدعها لا لشيء إلا لأنها خلاف مذهبه ، فكأن المذهب عنده هو الأصل ، أو هو الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، والمذهب الآخر هو دين آخر منسوخ!

وآخرون منهم على النقيض من ذلك ، فإنهم يرون هذه المذاهب – على ما بينها من اختلاف واسع- كشرائع متعددة؛ كما صرح بذلك بعض متأخريهم : لا حرج على المسلم أن يأخذ من أيها ما شاء ، ويدع ما شاء ، إذ الكل شرع!!! وقد يحتج هؤلاء وهؤلاء على بقائهم في الاختلاف بذلك الحديث الباطل: ( اختلاف أمتي رحمة ) ، وكثيراً ما سمعناهم يستدلون به على ذلك !

ويعلل بعضهم هذا الحديث ويوجهونه بقولهم: إن الاختلاف إنما كان رحمة؛ لأن فيه توسعة على الأمة! ومع أن هذا التعليل مخالف لصريح الآيات المتقدمة ، وفحوى كلمات الأئمة السابقة؛ فقد جاء النص عن بعضهم برده .
) اهـ

ملاحظة :
منقول وتأكدت من صحة النقل بالرجوع إلى أصل الكتب ولمواقع المشايخ رحمهم الله تعالى .

ولكم مني أجمل تحية ،،

القعدة

الله اكبر..الله اكبر..الله اكبر

يا غالية حفظكي الباري ورعاكي وحماكي ووقاكي وانار دربكي واطال عمركي في الطاعات وثبتكي على منهج الحق
امين يا رب

بارك الله فيك أختنا الكريمة وفقك الله ورحم الله المشائخ اعلام الإسلام رحمة واسعه-آمين

القعدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.