كراهية الجلوس في المسجد والخوض في أمور الدنيا
الشيخ عبد العزيز الراجحي
نعم، وهذا من قول الحسن، ولا شك أن الخوض في حديث الدنيا في المسجد مكروه ولا ينبغي؛ لأن المساجد بنيت للصلاة والذكر، وتعليم العلم، لكن الشيء القليل قد يعفى عنه. نعم.
نعم، هذا منهي عنه، البيع والشراء لا يجوز في المسجد، وكذلك إنشاد الضالة، ولهذا ثبت في الحديث، حديث أبي هريرة إذا رأيتم المبيع يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا: لا ردها الله عليك معاملة له بغير قصده.
الذي ينشد الضالة يُدعى عليه: لا ردها الله عليك، والذي يبيع ويشتري يقال: لا أربح الله تجارتك، فإن المساجد إنما بنيت لما بنيت له، ما بنيت المساجد لهذا، لإنشاد الضلال، وكذلك إنشاد الشعر.
هذا فيه تفصيل، إن كان الشعر فيه محظور فهذا ممنوع، أما الشعر السليم الذي لا بأس به فلا يمنع؛ لأن حسان بن ثابت -رضي الله عنه- كان ينشد الشعر في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا ينكِر عليه.
ثبت أن حسان كان ينشد الشعر في المسجد، بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- فلحظه عمر كأنه ينكر عليه، فقال: قد كنت أنشد فيه، وفيه من هو خير منك، يعني: النبي -صلى الله عليه وسلم- فسكت عمر. إنشاد الشعر الطيب الذي فيه مثلا: بيان الحق، ورد الباطل، ورد البدع، هذا مطلوب، وكذلك النظم هذا لا بأس به.
أما الشعر الذي فيه هجاء أو غزل، أو قلب الحق بالباطل، وتلبيس الحق بالباطل، هذا ممنوع، وكذلك الغزل في النساء، وصف النساء، ما ينبغي في المسجد، ورفع الصوت في المساجد، وسل السيوف، وكثرة اللغط، كل هذا منهي عنه؛ لحديث جبير بن مطعم لا تسل السيوف، ولا النبل في المساجد، ولا يحلف بالله في المساجد وإن كان الحديث في سنده ضعف، لكن كل هذا ليس محلا للمسجد، سل السيوف، ورفع الصوت، وكثرة اللغط. نعم.
|