فوائد من صحيح الأدب المفرد :: << متجدد >> 2024.

فوائد من صحيح الأدب المفرد :: << متجدد >>

القعدة

الحمد لله وكفى ..

والصلاة والسلام على النبي المصطفى ..

وفقكم الله جميعاً ورزقكم الشهادة في سبيله ..

سأنتقي بين الفينة والأخرى حديث من أحاديث صحيح الأدب المفرد للبخاري -رحمه الله –
مع شرحٍ ميسير ..

وسأنقله من كتاب " شرح صحيح الأدب المفرد "
للمؤلف : حسين العوايشة ..

ونسأل الله التيسير ..

الحديث الأول :

عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" من نام وبيده غَمَر قبل أن يَغسِله فأصابَه شيءٌ فلا يلومَنَّ إلا نفسَه "

.. صححه الألباني ..

الشرح :

( من نام وبيده غَمَر قبل أن يَغسِله ) :

غَمَر : دسم ووسخ وزهومة من اللحم .. " عون " ..

قال الشوكاني : " إطلاقه يقتضي حصول السنة بمجرد الغسل بالماء " ..

قال ابن رسلان : " والأولى غَسْل اليد منه بالأشنان والصابون ، وما في معناهما " ..
" تحفة " (5/597) ..

( فأصابَه شيءٌ ) :

من إيذاء الهوام ، لأنَّ الهوام وذوات السموم ربما تقصِده في المنام لرائحة الطعام في يده فتؤذيه " .." عون " بحذف ..

( فلا يلومَنَّ إلا نفسَه ) :

لأنه مقصر في حقّ نفسه ..

القعدة

~.. لمـ أحـضر يوماً لـ طرح يـ ح ـملـ بصمتكـ .. ~

~.. إلا ورأيتكـ في تميز متجدد ..~

~.. وجمالـ آخــاذ لأنـ الجمالـ موهبتكـ في انتقاء المواضيع..~

~.. والتميز عنوانكـ ..~

~.. للهـ دركـ أيها المبدعهـ .. دمتــ لنــا ..~

القعدة

الحديث الثاني

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إن الله يحبُّ العطاس ويكره التثاؤب ، فإذا عطس فحَمِد الله فحقٌّ على كل مسلم سَمِعه أن يُشَمِّتَهُ .. وأمَّا التثاؤب فإنَّما هو من الشيطان [ فإذا تثاءب أحدكم ] فليردَّه ما استطاع ، فإذا قال هاه ، ضحك منه الشيطان " ..

صححه الألباني ..

الشرح :

( إن الله يحبُّ العطاس ) :

لأنه يحمِل صاحبَه على النشاط في الطاعة ..

( ويكره التثاؤب ) :

لأنه يمنع صاحبه عن النشاط في الطاعة ، ويوجب الغفلة ، ولذا يفرح به الشيطان ، وهو إنَّما ينشأ من الامتلاء وثِقَل النفس وكدورة الحواس ، ويورِث الغفلة والكسَل وسوء الفهم ، ولذا كرهه الله وأحبّه الشيطان وضحك منه " " مرقاة (8/494) بحذف ..

( فإذا عطس فحَمِد الله فحقٌّ على كل مسلم سَمِعه أن يُشَمِّتَهُ ) :

قال أبو عبيد في " غريب الحديث " : " شَمَّت : يعني دعا له ، كقولك : يرحمكم الله أو يهديكم الله ويصلح بالكم ؛ والتشميت : هو الدعاء ، وكلّ داعٍ لأحد بخير ، فهو مُشمِّت له " ..

وقال ابن القيم : " قال جماعة من علمائنا : إنَّ التشميت فرض عين لأنه جاء بلفظ الوجوب الصريح ، وبلفظ الحق الدّألّ عليه ، وبلفظ ( على ) الظاهرة فيه ، وبصيغة الأمر التي هي حقيقة فيه ، وبقول الصحابي : " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " .. ذَكَرَه الجيلاني في " الفضل " (2/382) ..

قال شيخنا ( الألباني ) في " صحيح الكلم الطيّب " طبعة دار المعارف
(ص 103) :

" هذا دليلٌ واضح على وجوب التشميت على كل من سَمِعَه ، وما اشتهر من أنَّه فرض كفائي ، إذا قام به البعض سقط عن الباقين ؛ ممّأ لا دليل عليه هنا ؛ بخلاف السلام للحديث :

" يُجزىءُ عن الجماعة إذ مروُّا ؛ أن يسلمَأحدهم ، ويُجزىءُ عن الجلوس ؛ أن يَرُدَّ أحدُهم " ..

( وأمَّا التثاؤب فإنَّما هو من الشيطان ) :

قال الحافظ في " الفتح " (10/612) : " قال ابن بطّال : أي أن الشيطان يُحِبُّ أن يرى الإنسان متثائباً ؛ لأنَّها حالة تتغيّر فيها صورته فيضحك منه "..

وقال النووي : " أُضيفَ التثاؤب إلى الشيطان ، لأنه يدعو إلى الشهوات ، إذ يكون عن ثِقَل البَدن ، واسترخائه وامتلائه ، والمراد التحذير من السبب الذي يتولّد منه ذلك وهو التوسّع في المأكل " ..

( فإذا تثاءب أحدكم ، فليردَّه ما استطاع ) :

قال الحافظ : " أي يأخذ في أسباب ردِّه ، وليس المراد به أنَّه يملك دفْعه ، لأن الذي وقع لا يُردَّ حقيقة ..

وقيل : معنى إذا تثاءب إذا أراد أن يتثاءب " ..

( فإذا قال هاه ، ضحك منه الشيطان ) :

هاه : حكاية لصوت المتثائب ..

الحديث الثالث

عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إذا عاد الرجل أخاه أو زارَه , قال الله له : طِبتَ وطابَ ممشاك , وتبوّّأْتَ منزلاً في الجنَّة " ..

حسنه الألباني ..

الشرح :-

( إذا عاد الرجل أخاه أو زارَه ) :

أي : مريضاً ؛ أو زاره أي : صحيحاً , فأو للتنويع , والعيادة تستعمل غالباً في المرض والزيارة في الصحة ..
"مرقاة"(8/748) بحذف ..

وفي " النهاية " : " كل من أتاك مرّة بعد أخرى فهو عائد , وإن اشتهر ذلك في عيادة المريض حتى صار كأنّه مختصٌّ به " ..

( قال الله له : طِبتَ ) :

جاء في " المرقاة " – بتصرف – : " صرت طيّب العيش في الآخرة ، أو حصَل لك طيب عيش فيها " ..

( وطابَ ممشاك ) :

قال القاري – بتصرف – : " أي : مشيك سبب طيب عيشك فيها ، كذا ذكَره بعض الشراح ، وهذا يُبشّر بقبول نيته وشُكر سعيه " ..

( وتبوّّأْتَ منزلاً في الجنَّة ) :

قال في " النهاية " : " يُقال : بوّأه الله منزلاً ، أي : أسكنه إياه .. تبوّأت منزلاً : أي اتخذته ، والمباءة المنزل " ..

قال القاري – بحذف – : " أي : هيأت منها بهذه العيادة منزلة عظيمة ومرتبة جسيمة ، فإن إدخال السرور في قلب المؤمن أجره عظيم وثوابه جزيل ، لا سيّما والعيادة فيها موعظة وعبرة وتذكرة وتنبيه على اغتنام الصحة والحياة ورفع الهموم الزائدة ، نسأل الله العفو والعافية وحسن الخاتمة " ..

وفي الحديث فضل عيادة المريض والزيارة في الله سبحانه , وسعة رحمة الله تعالى ..

وفيه كلام الله تعالى للعبد على الحقيقة ؛ إخباراً بما أعدَّ له في الجنة ..

الحديث الرابع

عن أبى هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" زار رجل أخاً له في قرية ، فأرصَد اللهُ له ملَكاً على مَدْرَجَتِه , فقال : أين تريد ؟

قال : أخاً لي في هذه القرية : فقال : هل له عليك مِنْ نعمة تَرُبُّها ؟

قال : لا ، إنِّي أحبُّه في الله ..

قال : فإنِّى رسولُ الله إِليك ؛ أنَّ الله أحبَّك كما أحبَبْتَه " ..

صححه الألباني ..




الشرح :-

( زار رجل أخاً له في قرية ، فأرصَد اللهُ له ملَكاً على مَدْرَجَتِه ) :

قال النووي : " معنى أرصده : أقعَدَه يرقبه ..

والمدْرَجة بفتح الميم والراء : هي الطريق ، سُميت بذلك لأن الناس يدرجون عليها أي : يمضون ويمشون " ..


( فقال : أين تريد ؟ قال : أخاً لي في هذه القرية : فقال : هل له عليك مِنْ نعمة تَرُبُّها ) :

أي : تحفظها وتراعيها وتربيها كما يُربّي الرجُل ولدَه ..
" النهاية " ..

( قال : لا ، إنِّي أحبُّه في الله .. قال : فإنِّى رسولُ الله إِليك ؛ أنَّ الله أحبَّك كما أحبَبْتَه ) :

فيه إثبات صفة المحبة لله تعالى من غير تشبيه ولا تمثيل ، ولا ينبغي تعطيلها أو تأويلها ..

قال النووي (16/124) : "في هذا الحديث فضل المحبة في الله تعالى ، وأنها سببٌ لحبِّ الله تعالى للعبد ، وفيه فضيلة زيارة الصالحين والأصحاب " ..

بارك الله فيك

الحديث الخامس

عن بكر بن عبد الله قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال ..

صححه الألباني ..

الشرح :-

( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ ) :

يتبادحون : يترامَون به ..

ويتبادحون : من المفاعلة , تُفيد المشاركة ..

( فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال ) :

فليس كل وقتهم مزاح ..

قال في " المحيط " : " الحقائق جمع حقيقة , وأصل هذه الكلمة الشيء الثابت يقيناً " ..

وفي " مختار الصحاح " : " ما يَحقُّ على الرجل أن يَحميَه " ..

وفي " اللسان " : " حقيقة الرجل ما يلزمه حِفظه ومنْعه ويحقّ عليه الدفاع عنه من أهل بيته " وهذا المعنى المراد في النص , والله أعلم ..

والمراد بالبطيخ هنا : القشر , لِمَا ورَد من النّهي عن إضاعة المال , ولقوله صلى الله عليه وسلم :

" إذا سقطت لُقمة أحدكم فليُمِط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان " أخرجه مسلم (2034) ..

الحديث السادس

عن سلمة [ وهو ابن الأكوع ] قال :

عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يرحمك الله "
ثم عطس أخرى فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " هذا مزكوم " ..

صححه الألباني ..

الشرح :-

( عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "يرحمك الله ، ثم عطس أخرى فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هذا مزكوم ) :

قال في " إكمال الكمال " (9/462) :

" يعني أنَّك لستَ ممَّن يشمَّت بعد هذا ، لأنَّ هذا الذي بك مرض ..

فإنْ قيل : إذا كان مرضاً فكان الأولى أن يُدعى له ، لأنَّه أحقّ بالدعاء من غيره ..

فالجواب :

أنه يستحب أن يُدعى له بالعافية ، لا بدعاء العاطس " ..

بسم الله الرحمن الرحيم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

الحديث السابع

عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" لعن اللهُ مَنْ كَمهَ أعمى عن السَّبيل " ..

قال الألباني : حسن صحيح ..

الشرح :

( لعن اللهُ مَنْ كَمهَ أعمى عن السَّبيل ) :

الكَمه : العمى ، والمراد هنا أضلّه عن السبيل ..

بسم الله الرحمن الرحيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

الحديث الثامن

(( باب من أشار على أخيه وإن لم يستَشِرْه ))

عن وهب بن كيسان – وكان وهب أدرك عبد الله بن عمر – :

" أنَّ ابن عمر رأى راعياً وغنَماً في مكانٍ قبيح ، ورأى مكاناً أمثل منه فقال له :

ويحك ، يا راعى ! حوِّلْها ، فإنِّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كل راعٍ مسؤولٌ عن رعيَّته " ..

صححه الألباني ..

الشرح : –

( أنَّ ابن عمر رأى راعياً وغنَماً في مكانٍ قبيح ) :

في الأصل ( في مكانٍ قشح ) ..

قال محمد فؤاد عبد الباقي – رحمه الله – كذا .. وفي الهندية ( فشج ) وفي المخطوطة ( قشج ) ، ولعلها تحريف ( نشح ) وهو الشرب القليل ، وانتشحت الإبل إذا شربت ولم ترو ..

( ورأى مكاناً أمثل منه ) :

أمثل : تفضيل من مَثُل ، ومعناه أحسن وأفضل ..

( فقال له : ويحك ، يا راعى ! حوِّلْها ) :

ويح كلمة ترحُّم وتوجُّع ، تُقال لمن وقع في هلكةٍ لا يستحقها ، وهي منصوبة على المصدر ..

وحوِّلها : أي إلى المكان الأفضل ..

( فإنِّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ) :

فيه تأسّيهم بالنبي صلى الله عليه وسلم واقتداؤهم به ، ومعالجتهم الواقع بالنصوص ، وعَمَلهم بالسنة ، وأمْرهم بالمعروف ، ونهيهم عن المنكر ..

وفيه الإشارة على المسلم بالرأي وإن لم تبدُر منه الاستشارة ؛ كما بوّب لذلك المصنّف ( البخاري رحمه الله )

بقوله : ( باب من أشار على أخيه وإن لم يستَشِرْه ) ،

وهذا متمثّلٌ في فعل ابن عمر – رضي الله عنهما – حين طلب من الراعي تحويل غنمه ولم يكن قد استشاره في ذلك ..

( كل راعٍ مسؤولٌ عن رعيَّته ) :

أي : فأنتَ مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى عن رعْيِك الأغنام في هذا المكان القبيح ..

ومسؤولية الراعي عامّة سواء كان راعي للنّاس أو راعيَ غنم أو غير ذلك ، وفيه الرفق بالحيوان ، وتعظيم الصحابة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستنباط المسائل والأحكام منها ، والله تعالى أعلم ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.