دواء السرطان الذي أطال عمر مُدان لوكربي صار متوفراً 2024.

دواء السرطان الذي أطال عمر مُدان لوكربي صار متوفراً

القعدة

عندما أصدرت السلطات الاسكتلندية قرارها الإفراج في آب (اغسطس)2017 عن الليبي عبد الباسط المقراحي، المُدان الوحيد في تفجير طائرة «بان آم» الأميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية العام 1988، أعلنت أنها فعلت ذلك لبلوغه المراحل المتأخرة من سرطان البروستاتا. وتبعا للطبيب فقد كان المتبقي له على قيد الحياة وقتها لا يتجاوز ثلاثة أشهر. وبعيدا عن العاصفة السياسية التي أثارتها في الغرب حقيقة أنه لا يزال بيننا اليوم، فقد حملت أيضا بشرى سارة من الناحية الطبية البحت لأن العقار الذي ظل يتناوله أثبت أنه قادر، على إطالة أعمار المصابين حتى بالمراحل المتقدمة من سرطان البروستاتا.

العقار موضوع الاحتفاء هنا تنتجه شركة «جانسين»، وهو أحد مشتقات حامض الخليك ويعرف باسم Zytiga «زايتيغا». وبسبب فعالته التي أظهرتها التجارب المعملية وأثبتتها حالة المقراحي، فقد قدمت «وكالة العقاقير الطبية الأوروبية» الضوء الأخضر أمام طرحه تجاريا. ومن الناحية الرسمية فقد صار متوفرا في بريطانيا اعتبارا من الاسبوع الحالي بتكلفة 3 آلاف جنيه (حوالي 5 آلاف دولار) في الشهر. لكن سلطات «خدمات الصحة القومية» NHS في كل من انكلترا وويلز أعلنت أنها لن تصدر من جانبها قرارا بفتح الباب أو إغلاقه أمام تداوله قبل العام المقبل.

ونقلت صحيفة «تليغراف» البريطانية عن البروفيسير يوهان دي بونو، من «معهد أبحاث السرطان» و«رويال مارسدين» اللتين طورتا العقار، قوله: «هناك نذر يسير من الأدوية القادرة على إطالة أعمار المصابين بالمراحل المتقدمة من سرطان البروستاتا. وقد أثبتت التجارب المعملية أن بوسع عقار الزايتيغا المشتق من حامض الخليك فعل هذا وتجاوزه ايضا الى تحسين نوعية الحياة التي يعيشها هؤلاء المرضى. وهذا يقدم الأمل لآلاف الرجال الذين تتوقف حالاتهم عن الاستجابة للعلاج الكيماوي المشتق من الدسيتاكتيل (المعروف تجاريا باسم «تاكسوتير»). وميزة الأول هو أنه يتيح للأطباء تحويل سرطان البروستاتا الى «مرض مزمن» بدلا من «مرض قاتل».

يذكر ان سرطان البروستاتا أحد الأورام الخبيثة الأكثر شيوعا بين الرجال وتتراوح حالاته تبعا للفرد. فبالوسع العلاج منه باستئصاله و/أو علاجه بالإشعاع إذا كان من النوع الذي ينمو ببطء. لكنه يكون شرسا عند آخرين وينتشر بسرعة ليصيب أعضاء أخرى في الجسد. ولأنه يجد وقودا له في هرمون التستوسترون فإن بعض العقاقير قد تؤدي الى قتل الغدد المنتجة له.

والمشكلة الأخرى هي أن العديد من المرضى بالمراحل المتقدمة من سرطان البروستاتا يطورون مناعة ضد العلاج الهرموني الذي يعقب العلاج الكيماوي. أما العقار الجديد فيوقف إنتاج التستوسترون في كل الجسم (بدون تدمير الغدد). كما أثبتت التجارب أن بوسعه إطالة أعمار اولئك الذين انتشر الورم الخبيث الي أعضاء أخرى لهم.

وفي التجارب المعملية وسط 1195 مصابا بهذا السرطان، اتضح ان متوسط اولئك الذي طالت أعمارهم نتيجة تلقيهم الزايتيغا يزيد بنسبة 36 في المائة عن اولئك الذين تعاطوا عقارا مزيّفا. كما ثبت أن درجة معاناتهم من الآلام المصاحبة للمرض أخف كثيرا بالمقارنة مع هذه الفئة الأخيرة، لكن الأعراض الجانبية كانت تتلخص بشكل رئيسي في ارتفاع ضغط الدم.

وقال اوين شارب، المدير التنفيذي لجماعة سرطان البروستاتا الخيرية: «العقار الجديد أحد أطيب الأنباء بالنسبة للرجال المصابين بالمراحل المتقدمة من هذا المرض والذين توقفوا عن الاستجابة للعلاج المتوفر حاليا. ويسرنا أن وكالة العقاقير الأوروبية وافقت على تعاطيه والأمل الآن أن يصبح بمتناول الجميع في أقرب وقت ممكن».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.