حق الله على العباد 2024.

عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار ، فقال لي : « أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله ؟ قلت : الله ورسوله أعلم. قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاًِ. قلت : يا رسول الله أفلا أبشر الناس ؟. قال : لا تبشرهم فيتكلوا ».
(أخرجه البخاري([1]) ومسلم([2]) والترمذي([3]) وابن ماجه([4]) وأحمد([5])).
راوي الحديث :
هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي أبو عبد الرحمن صحابي مشهور من أعيان الصحابة شهد بدراً وما بعدها، وكان إليه المنتهى في العلم والأحكام والقرآن ، مات سنة ثمان عشرة بالشام في طاعون عمواس.

تفسير المفردات :
رديـف : راكباً خلفه.
حق الله على العباد : هو ما يستحقه عليهم من العبادة والطاعة.
حق العباد على الله : هو استحقاق إنعام وفضل هو جعل ذلك على نفسه تفضلاً وإحساناً على الموحدين المخلصين وليس على الله حق واجب بالعقل كما تزعم المعتزلة.
أفلا أبشر الناس : أخبرهم بما يسرهم.
يتـكــلـوا : يعتمدوا.
المعنى الإجمالي :
بين رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الغاية التي خلق الله الخلق من أجلها ألا وهي إفراد الله وحده بالعبادة والإخلاص له فإن هذا الحق العظيم ليس إلا لله الخالق العظيم المنعم المتفضل.
كما بين الرسول الكريم ما يستحق العباد على الله من الجزاء ، إن هم قاموا بهذا الواجب العظيم (إخلاص العبادة) أن ينجيهم من عذاب النار ويدخلهم جنات النعيم.
وهذا أمر يسر به المؤمن ويستبشر به لذا قال معاذ – يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم : – « أفلا أبشر الناس ». ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى معاذاً عن ذلك لمصلحة أمته وحباً منه أن يجدُّوا في العمل وفيما يقربهم إلى الله ويتنافسوا فيه لينالوا بهذا الجد والجهاد والتنافس الدرجات العالية عند الله ، وعلى العكس من ذلك لو تقاعسوا عن العمل واتكلوا على مثل هذا الوعد فإنهم سوف يفوتهم خير كثير وأجر كبير.
ما يستفاد من الحديث :
1- حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التعليم حيث افتتح هذا التعليم بالسؤال ليكون أوقع في النفس وأبلغ في فهم المتعلم.
2- فيه تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسن أخلاقه حيث يركب الحمار يردف أصحابه على مركوبه.
3- وفيه بيان أعظم حقوق الله على عباده ألا وهو توحيد الله وإفراده بالعبادة وحده.
4- وفيه تفضل الله على عباده بأحسن الجزاء على أداء هذا الحق.
5- وفيه استحباب بشارة المسلم بما يسره.
6- وفيه الخوف من الاتكال على سعة رحمة الله ، فإن هذا الاتكال يضر كثيراً من الجهال.

([1]) كتاب اللباس : حديث رقم (5967).

([2]) كتاب الإيمان : حديث رقم (48-51) ، (53).

([3]) كتاب الإيمان : حديث رقم (2643) ، (5/26).

([4]) كتاب الزهد : حديث رقم (4269) ، (12/1435).

([5]) (3/260-261).

=======================
مذكّرة الحديث النبوي
في العقيدة والاتباع
تأليف الشيخ :
ربيع بن هادي عمير المدخلي
=======================

بارك الله فيكم…وجزاكم الله خيرا

جزاكم الله خيرا أشكر لكم مروركم .
السلام عليكم
بارك الله فيك اخانا
ها هو الصحابي الجليل قد بشرنا احسن الله اليه و الله انها لبشرى عظيمة و لكم كما قال صلى الله عليه و سلم لا نتكل و نعمل جاهدين لدخول الجنة جعلنا الله و اياكم من ساكنيها

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا أشكر لكم مروركم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.