حسن الخلق 2024.

قدوتنا في هذا حبيبنا المصطفى صلى الله عيه وسلم، قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. فمن النفوس من تكشف الأيام عن أخلاقها السيئة ونواياها الخبيثة مهما توارت خلف أقنعة الزيف، ولبست عباءة الخداع، تبرق من الظاهر ومعدنها خسيس، لا تتهاون في نشر الفتنة، عملها في الدنيا كعمل الحشرة الضارة التي تنتقل من مكان إلى مكان تنقل الوباء وتنشر المرض، ولكن المرض الذي تنشره يصيب القلوب، ويفتك بالعلاقات الإنسانية، يمزق أواصر التعاون والترابط، يهدم صفاء النفوس، فلا تعيش تلك النفوس إلا في مجتمع موبوء، فالصفاء وطيب النية والإخلاص والتعاون يقتلها ويفسد عيشها. ولأنها نفوس مريضة، فهي تنظر إلى الآخرين من خلال عدسة سوداء، تسيء الظن وتظن بالناس الشر، ولو ظنت بهم الخير لوجدت خيراً، ولكنها عاثت فساداً في المجتمع، فلا يكفيها ما هي عليه من زيف، وخداع، وحسد، وما يشتعل في قلبها من حقد، بل النار التي في داخلها تحرقها وتحرق الآخرين معها!

دأبها النفاق، وخوفها من الناس لا من الله الواحد القهار، فلا تخلص في عمل إذا خلت بنفسها مع عملها، فهي لا تستشعر وجود الرب في كل مكان وزمان، ولكنها تستشعر وجود العبد الذي تعتقد أنه يملك مفاتيح رزقها، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}. وهي بلا شك لا تتدبر في تلك الآيات، ولو فعلت لصلحت وأصلحت، وكانت كالسحابة في أرض المسلمين أينما أمطرت عاد خيرها على أمة الإسلام!…تلك هي الهمم العالية التي لن يصل إليها إلا من روض نفسه على حب الخير لكل الناس.

بارك الله فيك وجزاك خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.