تعريف علم النبات واهميته 2024.

القعدة

القعدة

تعريف علم النبات و اهميته

القعدة

جاء تعريف علم النبات في (كشف الظنون) و(مدينة العلوم) بأنه: علم يبحث فيه عن خواص نوع النباتات وعجائبها وأشكالها ومنافعها ومضارها، وموضوعه نوع النبات، وفائدته ومنفعته: التداوي بها. (أبجد العلوم، ج2، ص551).

وكان تعريفه الحديث أنه: علم يتناول النباتات بالدراسة، وهو أحد مجالين رئيسيين لعلم الأحياء، والفرع الآخر الرئيسي لعلم الأحياء هو علم الحيوان، أي دراسة الحيوانات.

أهمية النبات:

للنباتات فوائد عديدة فهي غذاء للإنسان والحيوان، حيث تحتوي على الكربوهيدرات والفيتامينات، والأملاح والدهون، والألياف والأحماض، ويحتوي بعضها على البروتين، كما تشكل مصدر رزق للمزارعين الذين يمتهنون مهنة الزراعة، وهي كذلك مصدر رئيسي للأدوية والعطور ومجالات صناعية وحرفية عديدة، ومنها يتم الحصول على الأخشاب والورق والأصباغ والزيوت والأنسجة.

كما تمثل النباتات عموما المصدر المتجدد للأكسجين في الأرض، وذلك نعمة من الله سبحانه وتعالى بأن مكنها من تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون إلى غاز الأوكسوجين الذي نتنفسه، والنباتات من جانب آخر بأشجارها وغطائها الأخضر تحمي الأرض من التصحُّر ومن انجراف التربة، ووجودها البيئي ضروري جدا للمحافظة على العديد من الحيوانات من خطر الانقراض.

ومن جانب آخر كانت الأشجار – ولا تزال في العديد من بقاع العالم – أحد أهم مصادر مواد البناء، حيث تبنى من جذوعها وأخشابها البيوت والسفن، وهي أيضا مصدر للطاقة عن طريق حرق الحطب للوقود، وهي في حد ذاتها أحد أهم المكونات الطبيعية التي تكون منها النفط والغاز والفحم منذ ملايين السنين، والتي تستخدم الآن كمصدر رئيسي للطاقة وللمنتجات الصناعية المختلفة.

ولجميع أنواع النباتات والأشجار والأعشاب خصائص خاصة بها، سواء من الناحية الغذائية أو العلاجية أو مجالات الاستفادة الصناعية من ثمارها أو أزهارها أو بذورها أو أجزائها المختلفة.

وبإيجاز نجد أن أهمية النباتات والأشجار والأعشاب تتمثل فيما يلي:

1) الفوائد الغذائية 2) الفوائد العلاجية والطبية 3) الفوائد الصناعية والعطرية 4) الفوائد البيئية والطبيعية.

علم النبات قبل الإسلام

الناس دائما مهتمون بالنباتات، وقد استعملوها بأساليب متعددة، فقد جمع شعوب ما قبل التاريخ النباتات الفطرية للأكل، واستعملوا النباتات في بناء المأوى، وبدأ الناس في الحضارات القديمة منذ حوالي 8000 سنة قبل الميلاد في الاعتماد على النباتات المزروعة لتلبية معظم احتياجاتهم من الغذاء، كما استعمل شعوب ما قبل التاريخ النباتات بمثابة دواء.

ولقد قام اليونانيون والرومانيون القدماء بإجراء أول دراسات علمية للنباتات، فقد جمع الفيلسوف اليوناني أرسطو الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد، معلومات عن معظم النباتات المعروفة آنذاك في العالم، وقام تلميذه ثيوفراستس بتصنيف تلك النباتات وتسميته، ويلقب ثيوفراستس بأبي علم النبات.

وسجل بليني الأكبر، وهو عالم تاريخ طبيعي روماني وكاتب عاش في الفترة من سنة 23 إلى 79م العديد من الحقائق عن النباتات في مرجعه المكون من 37 مجلدًا والمسمَّى بالتاريخ الطبيعي، وقد خَدمت المعلومات المكتسبة من هؤلاء العلماء الدارسين كقاعدة أساس لعلم النبات لأكثر من 1000 سنة.

وإذا كان الإغريق والرومان قد اتجهوا إلى الوصف الخارجي للنبات، كهذا الوصف الذي نقرؤه لأرسطو (384 – 322ق.م) عن النبات، حيث يقول: "… إنه كائن بسيط يعتمد على نفسه في التغذية، غير متحرك، وليس له مركز إحساس، وإن كان يتأثر بالحرارة والبرودة، وتتغذى النباتات بواسطة جذورها من التربة، ولا تمييز فيها بين الجنسين، فليس فيها ذكر ولا أنثى".

والذي نقرؤه لثيوفراستس (300ق.م) في كتاب (أسباب النبات) من أن هناك أصنافا لها أزهار، وأن بعضها يعمر، وبعضها تصيبه العوامل والآفات فتهلكه، وأنه يتأثر بالماء والجفاف، ويقول في تعريف الشجرة: "الشجرة ما كان لها جذر وساق واحدة فيها عقد، وتحمل فروعا كثيرة، ولا يمكن خلعها بسهولة، كما في التين والزيتون والعنب.."

إذا كان الإغريق والرومان اتجهوا إلى الوصف الخارجي.. فإن المسلمين كانت نظرتهم أعمق، وأكثر دقة، فقد نظروا إلى النبات من جانبين، من الجانب الطبي وهو الأكثر، حتى كان يعتبر الطبيب نباتيا، والنباتي طبيبا، ونظروا إليه من الجانب الزراعي، وهو الأقل. (انظر: محمد الصادق عفيفي، تطور الفكر العلمي عند المسلمين، ص217).

المسلمون وعلم النبات

ا – مظاهر اهتمام الإسلام بعلم النبات:

كان اعتناء العلماء المسلمين بعلم النبات كبيرًا جدًا، ويرجع ذلك إلى اهتمام الإسلام الكبير بهذا العلم، حيث جاء في القرآن الكريم قول الله تعالى:

[وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ] [99سورالأنعام].

وقوله: (وَتَرَى الأَْرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) سورة الحج.

وجاء في الحديث النبوي الشريف عن خالد بن سعد قال: خرجنا ومعنا غالب بن أبجر؛ فمرض في الطريق؛ فقدمنا المدينة وهو مريض؛ فعاده ابن أبي عتيق؛ فقال لنا: عليكم بهذه الحبيبة السوداء فخذوا منها خمسا أو سبعا فاسحقوها ثم اقطروها في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب، فإن عائشة حدثتني أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام، قلت: وما السام؟ قال: الموت. (صحيح البخاري، ج5، ص2153).

(الحبيبة السوداء) تصغير الحبة، وهي نبات الكمون الأسود.

وأيضا روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل". (مسند أحمد بن حنبل، ج3، ص191).

وبالإضافة إلى ذلك فقد رأى المسلمون الأوائل أن هناك علاقة وثيقة بين النبات والطب الذي برعوا فيه، حيث كان ما لا يقل عن تسعة أعشار العقاقير المتداولة في العلاج آنذاك من النباتات أو من خلاصات نباتية، حتى أنه كان يطلق على الصيادلة اسم "العشابين".

اهتزازة براون:

وأحب أن أضيف هنا هذا الخبر والتعليق، ففي المؤتمر العلمي الأول في إسلام آباد تقدم أحد علماء النبات فقال: هناك آية في القرآن تخبرنا عن حقائق عرفناها نحن الآن، ففي عام 1827م اكتشف عالم بريطاني اسمه براون أن ماء المطر إذا نزل إلى التربة أحدث لها اهتزازات تهز حبيبات التربة.. حبيبات صغيرة تبلغ أكبر حبيبة من حبيبات التربة قطرها 3000ملم.. هذه الحبيبات عبارة عن صفائح بعضها فوق بعض من المعادن المختلفة، صفائح متراصة إذا نزل المطر تكونت شحنات كهربائية مختلفة بين الحبيبات بسبب اختلاف هذه المعادن، وحدث تأين (أي تحويل إلي أيونات والأيون هو ذرة من مجموعة ذرات ذات شحنة كهربائية، فإذا نقص عدد الكهيربات في الذرة أصبحت أيوناً موجب، وإذا زاد أصبحت أيوناً سالباً ويسمى شطرا..).

فتهتز هذه الحبيبات بهذا التأين، وبدخول الماء من عدة جهات إلى تلك الحبيبات يحدث لها اهتزاز، هذه الحبيبات المهتزة (الاهتزاز له فائدة عظيمة إذ أن الصفائح متلاصقة بعضها مع بعض) فالاهتزاز يوجد مجالا لدخول الماء بين الصفائح، فإذا دخل الماء بين الصفائح نمت وربت هذه الحبيبات.. ربت والرباء والربو هو الزيادة.. ربت أي زادت بسبب دخول الماء بين هذه الصفائح..

فإذا تشبعت بالماء أصبحت عبارة عن خزان للماء يحفظ الماء بين هذه الصفائح، كأننا الآن مع خزانات معدنية داخل التربة.. النبات يستمد الماء طوال شهرين أو ثلاثة أشهر من أين؟ من هذا الخزان يستمد وإلا لكان الماء يغور في التراب، ويقتل النبات في أسبوع، لكن الخزانات تمده بهذا الماء.

قال: إذا نزل المطر اهتزت التربة.. من اكتشف هذا؟ واحد اسمه براون عام 1827 وسميت هذه الاهتزازة "اهتزازة براون" مع أنها موجودة قبل أن يولد براون، والذين يؤرخون العلم عليهم أن لا يقولوا: إن أول من ذكر هذا براون، وإن أرادوا إنصافا فليقولوا: إن أول من ذكره القرآن، قال الله جل وعلا: (وَتَرَى الأَْرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) سورة الحج. (العلم طريق الإيمان، للشيخ عبد المجيد الزنداني، موقع: "ضياء الإسلام").

ب – ما استفاده المسلمون ممن سبقوهم:

أخذ المسلمون معلوماتهم الأولى عن النبات من مصادر مختلفة، هندية ويونانية وفارسية ونبطية، فقد ترجموا كتب ديسقوريدس وجالينوس في علم النبات، ولم يكن عملهم في هذه الكتب الترجمة وحسب، بل كانوا يضيفون إلى ذلك الشروح والتعليقات، واقتبسوا منها ومن غيرها ما رأوه مفيدًا لتطوير زراعة أراضيهم داخل الجزيرة وأراضي البلدان التي فتحوها.

وبذالك نوعوا ثمراتها بإدخال أصناف جديدة، وزادوا في غلاتها، واستغلوا معرفتهم الجديدة بإدخال عقاقير ذات أصل نباتي لم تكن معروفة عند من نقلوا منهم من اليونانيين مثل: التمر الهندي والكافور والزعفران، والراوند والسّنامكة والإهليلج وخيار الشنبر، ونقلوا ثمار بعض النباتات الطبية من الهند كالأترج المدور الذي زرعوه في عمان، وجاءوا بالبرتقال من أوروبا من بلاد البرتغال.

فلا شك أن المسلمين قد تأثروا بالبلاد التي فتحوهان كمصر والشام والعراق وفارس وشمال إفريقيا والأندلس، وفي الوقت نفسه نجد أن تلاقيًا وتبادلاً قد حدثا بين ثقافات هذه الشعوب، وصار الاتصال بينها ميسورًا بعد أن أصبحت تحت لواء أمة واحدة يجمعها دين الإسلام؛ لذا فما كان موجودًا في مصر من هذه الأمصار نقل إلى غيره ليسد الحاجة الاقتصادية هناك.

ج – إضافات جديدة:

لما فتح المسلمون هذه البلدان عمدوا إلى إصلاح وسائل الري وتنظيمها ببناء السدود وحفر القنوات وإقامة الجسور والقناطر، واستغلوا الأراضي الزراعية باستنبات النبات المناسب في التربة الصالحة له، بعد أن وقفوا على خصائص أنواع التربة، كما اعتنوا بتسميد التربة، وجلبوا إلى جزيرة العرب وإلى البلدان التي صارت تحت أيديهم أنواعًا كثيرة من الأشجار والنبات والغلال، كالأرز وقصب السكر والزيتون والمشمش التي أدخلوها إلى أوروبا،كما نقلوا إلى أوروبا نباتات وأعشاباً طبية وعطرية كثيرة.

وكان من دأب المسلمين إذا فتحوا أي بلد بدأوا بشيئين لا يحيدون عنهما: بناء المسجد وإقامة المشاريع الزراعية؛ لذا فقد كان همُّ الولاة الأول ـ بعد العبادة ـ الاستقرار الاقتصادي القائم على الزراعة، ومن ثَمَّ سرعان ما قامت الحدائق والجنان التي تبدو فيها مظاهر الترف بعد وقت قصير من الاستقرار، حدث ذلك في المشرق والمغرب على حد سواء، فانتشرت الحدائق التي أخذت بالألباب في كل من بغداد ودمشق ومكة والمدينة المنورة والقاهرة وقرطبة وصقلية وأشبيلية.

وفي أسبانيا اليوم بقايا من هذه الحدائق مثل: حديقة المركيز دوفيانا، وحديقة القصر الملكي في أشبيلية، وجنة العريف في غرناطة، وبستان مسكن الملك الغربي في رندة، وقد أقاموا بعضًا من هذه الحدائق لتكون بمثابة حقول للتجارب الزراعية كما حدث في بغداد والقاهرة وقرطبة وغيرها، وتوصلوا من خلال هذه التجارب إلى إدراك الاختلاف التكاثري بين بعض النباتات.

وتفنَّنَ المسلمون في هذه التجارب إلى أن استولدوا وردًا أسود، وأكسبوا بعض النباتات صفات بعض العقاقير في مفعولها الدوائي، وغرس المسلمون أشجارًا ثنائية المسكن؛ فقد كانت لديهم أفكار واضحة حول إكثار النسل، وعُنُوا بالتسلسل النباتي، ومن المسلمين عرف الغرب الأفاوية كجوز الطيب، والقرنفل. (موقع: "الموسوعة العربية الإسلامية" بتصرف).

بدايات النهضة الإسلامية في علم النبات:

بدأ اهتمام العرب والمسلمين في علم النبات مرتبطًا بعلم اللغة العربية؛ فقد كانت النباتات بأسمائها ومسمياتها تشغل حيزًا كبيرًا من معجم مفردات العربية المنطوقة، وقد بدأ جمع مُسمَّيات هذه النباتات جنبًا إلى جنب مع جمع شتات اللغة وتدوين ألفاظها، وذلك منذ صدر الإسلام، وقد دونوا في البدء أسماء النباتات وأقسامها وكذلك الحيوانات على أنها أبواب من اللغة لا على أنها علم قائم بنفسه.

وقد اعتبروا أن الزروع والثمار والأشجار والكروم والنخيل ينبغي أن تدخل معجم مفردات اللغة مرتبة وفق ترتيبها المعجمي؛ لذا دونوها مع اللغة وحفظت في دواوينهم على أنها جزء لا يتجزأ من اللغة وليست علمًا مستقلا.

بدأ تدوين ألفاظ اللغة العربية نحو عام 155هـ، 772م، وقيل إن أول المصنفين كان عبد الملك بن جريج البصري، وتزخر المعاجم العربية مثل: كتاب العين للخليل بن أحمد، ولسان العرب لابن منظور، والقاموس المحيط للفيروز أبادي، وتاج العروس للزُّبيديِّ بحصيلة وافرة من أسماء النباتات والأشجار والزروع.

ثم بدأت الكتابات عن النبات تأخذ صفة التخصص، وتُفرَد لها فصولٌ في كتب متعددة، فنجد أن النَّضر بن شميل (ت 204هـ،820م) يفرد الجزء الخامس من كتابه (كتاب الصفات في اللغة) للزروع والكروم والأعناب وأسماء البقول والأشجار، ثم ارتقى التصنيف خطوة أكثر تخصصًا بالتأليف الكامل عن الزراعة، وكان ذلك على يد أبي عبيدة البصري (ت 208هـ، 823م) في مؤلفه كتاب الزرع، ثم تلاه الأصمعي (ت 214هـ، 829م) وأبو زيد الأنصاري (ت 215هـ،830م) في كتاب (النبات والشجر) لكل منهما.

وهنا قد يتبادر إلى الذهن أن تدوين أسماء النبات في المعاجم كان عملاً نظرياً في مجمله، لكن هناك من العلماء من كان يدون ذلك ميدانياً، ففي لسان العرب يقول ابن منظور في مادة (عفار): قال أبو حنيفة: أخبرني بعض أعراب السراة أن العفار شبيه بشجرة الغبيراء الصغيرة، إذا رأيتها من بعيد لم تشك أنها شجرة غبيراء، ونورها أيضًا كنورها…، ويذكر أن النّضر بن شميل قضى 40 سنة في البادية ليجمع أشتات النبات، ويشاهد النبات في بيئته، ويضبط مصطلحه.

وكانت مصادر كل هؤلاء اللغويين حتى تلك الحقبة، مصادر عربية بحتة لم تتطرق إليها مفردات دخيلة إلا في وقت لاحق على يد العشابين اللاحقين كابن البيطار والزهراوي وغيرهما ممن اعتمد إلى جانب المصادر العربية مصادر أخرى فارسية ولاتينية ورومانية.

ومن اللغويين الذين تناولوا النبات في أعمالهم الخليل بن أحمد (ت 180هـ، 796م) في كتاب (العين)، وهشام بن إبراهيم الكرماني (ت نحو 216هـ، 831م) في كتابه (كتاب النبات)، وأبو عبيد القاسم بن سلام (ت 223هـ، 837م) في الغريب المصنف.

أما أبو حنيفة الدينوري (ت 282هـ، 895م) فيعدّ أول من ألّف في الفلورا (الحياة النباتية) العربية، ويتضح ذلك في مصنفه كتاب النبات والشجر الذي جمع فيه ما يزيد على 1120 اسمًا من أسماء النباتات الموجودة في الجزيرة العربية.

ومن اللغويين الذين أَوْلَوا النبات عنايتهم ابن السكيت (ت 243هـ، 857م)، والجوهري صاحب الصحاح (ت 393هـ، 1002م)، وابن سيده (ت 458هـ، 1066م)، صاحب المخصص، وابن منظور (ت 711هـ، 1311م) صاحب لسان العرب. (موقع: "الموسوعة العربية الإسلامية" بتصرف).

تطور علم النبات عند المسلمين:
بدأ اهتمام المسلمين بالنبات من الوجهة العلمية في مطلع العصر العباسي مع بداية حركة الترجمة؛ إذ ترجموا كتب الأقرباذينات والنبات، وكان في طليعة هذه الكتب كتاب ديسقوريدس في النبات بعنوان (المادة الطبية) الذي ترجم تحت اسم الحشائش أو هيولي علاج الطب، وقام بترجمته إصطفان بن باسيل بأمر من المتوكل، وترك كثيرًا من المصطلحات اللاتينية التي لم يجد أو يعرف لها مقابلاً بالعربية، ولم يستكمل هذا الكتاب إلا في عام (337هـ، 948م) عندما أهدى قسطنطين السابع إمبراطور الروم في القسطنطينية الخليفة عبدالرحمن الناصر الأندلسي نسخة أخرى من الكتاب باليونانية مزينة بالرسوم، وبعث بالراهب نقولا الذي ترجمه ترجمة دقيقة بمساعدة أطباء محليين يجمعون بين العربية واللاتينية، وبذا استكمل النقص الذي تركه ابن باسيل.

وفي مطلع القرن الحادي عشر الميلادي الخامس الهجري أضاف الطبيب الأندلسي ابن جلجل موضوعات أغفلها ديسقوريدس، وألحق هذه الإضافة بكتاب ابن باسيل؛ ليكونا بمثابة مؤلف كامل واحد.

يحتوي الكتاب في صورته العربية بعد تنقيح ابن جلجل وتعليقه على الكتاب، ثم إضافته هو على خمس مقالات: تتناول المقالة الأولى: الأدوية والأعشاب ذات الرائحة العطرية،والأفاويه والأدهان والصموغ والأشجار الكبار، وتتناول الثانية: الحيوانات والحبوب والبقول والأدوية الحريفة، وتشتمل المقالة الثالثة على ذكر: أصول النبات، والنبات الشوكي، والبذور، والصموغ، والحشائش المزهرة، أما المقالتان الرابعة والخامسة فتتناولان: الأدوية التي تتخذ من الحشائش الباردة، والحشائش الحارة المقيئة، والحشائش النافعة من السموم، والأدوية المعدنية وأنواع الأتربة، والكرم وأنواع الأشربة.

وبعد أن رسخت أقدام العلماء العرب والمسلمين في هذا العلم طوّروه، وانتقلت إلى أوروبا من بلاد المشرق أعشاب ونباتات طبية وعطرية لا حصر لها، كما استعارت اللغات الأوروبية جملة من المفردات العربية في حقل النبات كالزعفران والكافور، وذكر ليكليرك منها نحو 80 كلمة، منها: الصندل والمسك، والمر، والتمر الهندي والرواند واليانسون.

ولما ارتقى علم النبات لدى المسلمين ظهر من بينهم من اشتهر بدقته في البحث والوصف كرشيد الدين الصوري، وأضافوا مواد نباتية كثيرة كان يجهلها الإغريق جهلاً تامًا، وزودوا الصيدلية بأعشاب لم تكن معروفة من قبل، ونجد في نهاية المطاف أن عالمًا كابن البيطار يورد ما لا يقل عن 1400 عقار بين نباتي وحيواني ومعدني، من بينها 300 عقار جديد لم يسبقه إليها أحد، وقد بيَّن فوائدها الطبية وكيفية استخدامها غذاءً ودواءً.

وكان ابن البيطار – على نحو ما سنوضحه فيما بعد – رائد عصره في معرفة النبات وتحقيقه واختباره والمواضع التي ينبت فيها، وكان يجمعها ويبحث فيها ويحقق في خواصها ومفعولها، ونظرًا لتمكنه من علمه في الأدوية التي تتخذ من الأعشاب عيَّنه الملك الكامل رئيسًا للعشابين.

كذلك كان من العلماء الذين تناولوا العقاقير المتخذة من النبات ابن سينا، وقد انتهج في ذكر النباتات نهجًا خاصاً، فكان يذكر الماهية، وفيها يصف النبات وصفًا دقيقًا مقارنًا هذا النبات بنظائره، ويورد صفاته الأساسية من أصل أو جذر أو زهر أو ثمر أو ورق، ويذكر من نقل عنهم ممن تقدمه من العلماء من أمثال ديسقوريدس أو جالينوس، ثم يذكر بعد ذلك الاختبار، فالطبع، فالخواص.

وقد استقصى ابن سينا عددًا كبيرًا من النباتات الطبية المألوفة على عهده، وأورد مجموعات متباينة من هذه النباتات الشجرية والعشبية والزهرية والفطرية والطحلبية،كما ذكر الأجناس المختلفة من النبات والأنواع المختلفة من الجنس الواحد، وأورد المتشابه والمختلف، ومواطن كل منه، ونوع التربة التي ينمو فيها، ووصف ألوان الأزهار والثمار: يابسها وغضها، والأوراق العريضة والضيقة كاملة الحافة أو مشرفتها، وفرق بين الطبي البستاني منها والطبي البري.

كما أشار إلى اختلاف رائحة النباتات الطبية ومذاقها، وبذا يكون قد ألمح إلى التشخيص الكيميائي النباتي عن طريق اختبار العصارة، واعتمد في وصف النبات الذي تستخلص منه العقاقير على مصدرين: الأول الطبيعة؛ حيث كان يصف النبات غضاً طرياً، ويذكر طوله وسمكه وورقه وزهره وثمره، والثاني مبيعات العطارين من أخشاب أو قشور أو ثمار أو أزهار، وكتب عن الثمار والأشواك، والنبات الساحلي، والسبخي، والرملي، والمائي، والجبلي، وعن تطعيم النبات بمختلف وسائله والنباتات الدائمة الخضرة وغيرها. (موقع: "الموسوعة العربية الإسلامية" بتصرف).

القعدة

القعدة

بورك فيك موضوعك قيم ومعلومات طيبة جدا
واصلي معنا ولا تفاصلي ولكي التحية
ولا تنسي المشاركة في المسابقة العلمية وشكرا


mercI mercI

ademirable

معلومات مشكورة عليها بارك الله فيك زد على ذلك منظم
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sami44 القعدة
القعدة
القعدة

بورك فيك موضوعك قيم ومعلومات طيبة جدا
واصلي معنا ولا تفاصلي ولكي التحية
ولا تنسي المشاركة في المسابقة العلمية وشكرا

القعدة القعدة
آلسلآم عليكم آسعدني ردك آخي
بآلنسبة للمسآبقة هآذآ موضوع خآص بهآ
سلآآم
……

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ═♥.ЈŪšť_ màn.♥═ القعدة
القعدة
القعدة


merci merci

ademirable

القعدة القعدة
شكرآ على المرور
سلآم
…..

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منيني القعدة
القعدة
القعدة
معلومات مشكورة عليها بارك الله فيك زد على ذلك منظم
القعدة القعدة
نورتي آلموضوع آختي منيني
سلآم
…..

مشكورة حنان عالموضوع والمعلومات
سلامو

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بآغبي اللمة القعدة
القعدة
القعدة

مشكورة حنان عالموضوع والمعلومات
سلامو

القعدة القعدة
آهلا بيك آختي نور
نورتي موضوعي
القعدةhiny:

شكراا على المعلومات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.