الكلام البديع في وجوب المحبة بين السلفيين للشيخ ربيع 2024.

السائل : أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ ؛ نلاحظ في الفترة الأخيرة بعض الشباب السلفي الحريصين على طلب العلم – لكن دون تأصيل سلفي سديد – قد قابلوا غلوَ الحدادية بالجفاء ؛ فيأخذون العلم عن أناس لا يعرفون ما دينهم و لا ديدنهم ، بمجرد ما تظهر أسماؤهم في الساحة ؛ و إن ذكَّرناهم بضرورة معرفة حال هؤلاء رمونا بالغلو و بغلاة التجريح ، و قد يصل الحد إلى وصفنا بالحدادية ، و والله إنا منها برآؤ؛ فنرجوا من فضيلتكم بيان مدى خطورة أخذ العلم عن من لا يُعرف حاله ؟ و لمن يكون ذلك ؛ و كذلك ، بيان أهمية الاطلاع على كتب الردود لعدم الوقوع في تلك الأخطاء .

الشيخ – حفظه الله تعالى- : أنا أوصيكم جميعا بتقوى الله ، و التآخي فيه ، و لين الجانب ، و الرفق و اللطف ، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله ، يعني صحيح يوجد شاب سلفي عنده شبه تمسك ، لكن تجد عنده شدة تشبه حِدّة الحدادية ، تشبه شدّة الحدادية ؛
فهذه تُطرح ( أو تُطرد ) – بارك الله فيك-

و العلماء يقولون " من شدّد نفّر" و الرسول – صلى الله عليه و سلم – قال : (( يسّروا و لا تعسّروا ، و بشّروا و لا تنفّروا )) ؛ فلينوا بأيدي إخوانكم يا شباب ؛ من عنده شيء من التمسك بالسنة ، فليُحلِّها بالأخلاق العالية من الصبر والحلم و اللطف و الرفق و ما شاكل ذلك ؛ تلطف لمن ترى أنه سلفي ، لكن فيه ضعف ؛ لا تقابله بالجفوة و القسوة و العنف و الشدة – بارك الله فيكم – ؛فإن هذا بغيض عند الله – تبارك و تعالى- ؛

فلا بد من الرفق و اللين – بارك الله فيكم- ؛ و على هؤلاء المتساهلين أن يتحرّكوا و أن يجدّوا في العمل ، و أن يحرصوا على كسب إخوانهم ، و أن يحرصوا على محبتهم ؛ و لابد أن يكون الحرص من الطرفين ؛ على طلب العلم و على التآخي في ذات الله ، وعلى التراحم ، على التراحم ﴿ أشداء على الكفّار رحماء بينهم ﴾ ، لابد من التراحم – بارك الله فيكم – ؛ إذا ما فيه رحمة ، أخوك أخطأ ، عامله بلطف ! و في حكمة ؛

أنا أقول غير مرة : نحن ، إذا سقط الواحد منا ، يعني يكون مثل الطبيب ، يأخذ هذا المريض إلى المستشفى ؛ عامله باللطف و بالحكمة ؛ فيه ناس عندهم شدة و حدّة ، إذا سقط الإنسان أجهزوا عليه مع الأسف الشديد .

ابتعدوا عن الشدة المهلكة ، و عن التساهل المضيع للحق ؛ و تراحموا فيما بينكم و تناصحوا بالحكمة و الموعظة الحسنة .

أسأل الله أن يُذهب هذه الفرقة ، و هذا الجفاء ، و علاجه : التحلي بالأخلاق الفاضلة من الأطراف كلها ؛ أسأل الله أن يرزقنا و إياكم التحلي بالأخلاق العالية من حب العلم ، و من التواضع و من اللين ، و من الرفق و من الجِدٍّ في تحصيل العلم و الحرص على كسب الإخوة في ذات الله – تبارك و تعالى – و من أجل الله ، لا من أجل المصالح الدنيوية و لا من أجل غير ذلك . اهـ

للتحميل بالصوت من هنا

https://www.fatwa1.com/upfiles/files/13805/101.rm

بارك الله فيكي … موضوع قيم
اللهم اجعلنا ممن يقتفي اثر السلف شبرا بشبر…حفظكي المولى ورعاكي

القعدةعلى المرور اختي ام انس
بارك الله فيك اختنا على الموصوع الممييز
نعم كم نحتاج الى هذه النصائح لنفيد بها اخواننا السلفيين ثبتنا الله واياكم على هذا المنهج
وللشيخ ربيع حفظه الله كلمة اضافها الى احد رسائله وهي

وسطـيــة الإســلام

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه

أما بعد : فإننا معشر السلفيين ندين الله بالتوسط والاعتدال في الأمور كلِّها في العقائد والعبادات والأخلاق والمناهج وقد حاربنا الغلو ولا نزال نحاربه بكل أشكاله في العقائد والعبادات والأشخاص ,فمن الظلم والإفك أن نرمى به من أناس لا ناقة لهم ولا جمل في حربه .

ونحارب الجفاء والتمييع بكل أشكاله في العقائد والعبادات والأخلاق والأشخاص والجماعات ولا نزال نحاربه . فمن الظلم والإفك أن نرمى به أيضاً .

نقوم بكل ذلك –أي التوسط والاعتدال ومحاربة ما يناقضه- انطلاقا من كتاب الله تعالى ومن سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ومن منهج السَّلف الصالح إلى ذلك ندعو دائماً وعلى ذلك نربي .

ومن نسب إلينا غير هذا المنهج فقد كذب وافترى علينا إفكاً عظيماً .

والميزانُ للتوسط أو الغلو والجفاء والتمييع : كتابُ الله تعالى وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلَّم ومنهج السلف الصالح ،لا أهل الأهواء ولا مناهجهم الفاسدة المرتبطة بالمصالح الدنيوية.

وإننا ابتلينا في هذه الأيام بمن يرمي السلفيين الصادقين بالغلو والتشدد في الجرح والتعديل وغيرهما ويحاربهم أشد الحرب ويسالم أهل البدع والأهواء ويكيل لهم المدح والثناء .وهو يجمع بين التمييع تجاه أهل البدع وبين الغلو المُهلك في حرب أهل السنَّة والحقِّ .

ونقول لهؤلاء : " حنانيكم " فأنتم ممن لا يعرف منهج السلف ولم تقر به عينه ,ويحرص على حطام الدنيا وإرضاء أهلها ولا يبالي برضا الله وسخطه (!) ولا يبالي بمخالفة السلف وفهمهم (!) .

وإنَّما رضاه وسخطه لما يهواه ولمن يهواه من أهل المال والدنيا (!)

وهذا شيء معروف ملموس مهما تستروا ومهما غالطوا ولمَّعوا أنفسهم بالعبارات الطنَّانة المُجَنِّحَة .

هذا وأوصي السلفيين الصادقين بالثبات على الحقِّ والصبر على أذى أهل الأهواء . وأوصيهم بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة .

وتفصيل مواطن الغلو والتوسط في هذا الكتيب الذي مهدتُ له بهذه المقدمة المُوجزة .

أسأل الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين

وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم .

حررت هذه المقدمة بمكة المكرمة

في 23 محرَّم لعام 1445

من هجرة المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم

وسطـيــة الإســلام

( كلمة مفرَّغة )

ألقاها شيخنا العلاَّمة

ربيع بن هادي المدخلي

-حفظه الله-

بتاريخ 26/محرَّم/1426 هـ

بارك الله لك أختى على مواضيعك الجميلة دائما مميزة

القعدة
اختي الغالية جوهرة وفيك بارك الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.