الحياء 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطبة عن لحياء أبو عمرو مهران ماهر
خطيب مسجد خالد بن الوليد بأركويت – الخرطوم
إن لغياب الحياء عن ساحاتنا لمظاهرَ وخيمةً ، وإن من أقبحها سيادة الفحش والعري والتفسخ ، وقد علمت أثر الحياء في التستر والاحتشام ، قال الله تعالى في ذكر قصة آدم عليه السلام :{ فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ } (الأعراف: 22)
والحياء : خلق حميد يبعث على ترك القبيح ، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق .(( شرح النووي على صحيح مسلم : 2/6 ))

وللحياء فضائل عديدة ، دلت سنة نبينا صلى الله عليه وسلم عليها ، فمن ذلك :
أنه خيرٌ كلُّه ، فعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((الحياء لا يأتي إلا بخير )) ((أخرجاه في الصحيحين ))
وقال : ((الحياء كله خير )) ((صحيح مسلم ))

وهو من الأخلاق التي يحبها الله ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم( إنَّ الله حيي سِتِّير يحب الستر والحياء )) ((سنن أبي داود والنسائي )).
والحياء من الإيمان ، وكلما ازداد منه صاحبه ازداد إيمانه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ((الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان)) ((أخرجاه في الصحيحين )). وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (دعه فإن الحياء من الإيمان)) ((أخرجاه في الصحيحين))
وهو خلق الإسلام ؛ لقول سيِّد الأنام عليه الصلاة والسلام : (( إنَّ لكل دين خلقاً ، وخلق الإسلام الحياء )) ((موطأ مالك ، وسنن ابن ماجه ))
والحياء يحمل على الاستقامة على الطاعة ، وعلى ترك المعصية ونبذ طريقها ، وهل أدل على ذلك من قول نبينا صلى الله عليه وسلم : ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت)) ((صحيح البخاري ))
وإنَّ من أعظم فضائله أنه يفضي بأصحابه إلى جنة عرضها السماوات والأرض ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار)) ((الترمذي))
والبذاء ضد الحياء ، فهو جرأة في فُحشٍ ، والجفاء ضد البر .

أيها المؤمنون :
إن أحق من يُستحى منه الله تعالى ، قال النبي صلى الله عليه وسلم (فالله أحق أن يُستحيا منه )) ((الترمذي)) . وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة الحياء من الله ، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (استحيوا من الله حق الحياء)). قلنا : يا نبي الله إنا لنستحي والحمد لله . قال (ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء)). ((الترمذي))
وهذا الحديث دليل على ما سبق ذكره ؛ من أن الحياء يصد عن قبيح الفعال وذميم الصفات .

اعلموا -عبادَ الله- أنه ليس من الحياء أن يسكت الإنسان على الباطل ، ليس منه أن تُعَطل شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهذا جبن وخور وضعف ، وليس من الحياء في شيء ، قال النووي رحمه الله :" وأما كون الحياء خيراً كله ولا يأتي إلا بخير فقد يُشكل على بعض الناس من حيث إن صاحب الحياء قد يستحي أن يواجه بالحق من يجلُّه ، فيترك أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، وقد يحمله الحياء على الإخلال ببعض الحقوق ، وغير ذلك مما هو معروف في العادة . وجواب هذا ما أجاب به جماعة من الأئمة ؛ منهم الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله : أن هذا المانع الذي ذكرناه ليس بحياء حقيقة ، بل هو عجز وخور ومهانة ، وإنما تسميته حياء من إطلاق بعض أهل العرف ، أطلقوه مجازاً لمشابهته الحياء ". ((شرح النووي على صحيح مسلم : 2/5))
ولذا مما تنزه الله عنه الاستحياء من الحق مع أنه موصوف بالحياء كما سيأتي ، قال تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَ } ((سورة البقرة ، الآية :26)) ، وسببها أن المنافقين لما ضرب الله مثلهم {كمثل الذي استوقد نار } ، وقوله :{أو كصيب من السماء } قالوا : الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الأمثال ! فأنزل الله الآية . ((تفسير الطبري : 1/177))
وقال سبحانه :{ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ } ((سورة الأحزاب : 53))
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا يستحيي من الحق)) ((سنن الترمذي))
وليس من الحياء أن يمتنع الإنسان من السؤال عن أمور دينه ، فالحياء يبعث على الخير ولا يصد عنه .
إنَّ الحياء صفة من صفات الله رب العالمين ، والملائكة والمرسلين ، وصالح المؤمنين ، فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم ربَّه بذلك فقال (إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم ، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً خائبتين )) ((سنن أبي داود ، والترمذي ، وابن ماجه)) ، وكل صفة وصف الله بها نفسَه وقامت الأدلة على وصف العباد بها فلا تظنن أن ذلك يعني مشابهة الله لخلقه – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً – قال تعالى :{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } ((سورة الشورى : 11)) ، فالفرق بين صفاتنا وصفاته كالفرق بين ذاتنا وذاته .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم في عثمان رضي الله عنه ((ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة)) ((صحيح مسلم)) دليل على اتصاف الملائكة به ، وهو خلق الأنبياء ، فقد جاء عن خاتمهم صلى الله عليه وسلم ( أربع من سنن المرسلين : الحياء ، والتعطر ، والسواك ، والنكاح )) . ((سنن الترمذي)) وقال أبو سعيد رضي الله عنه ينعت نبينا صلى الله عليه وسلم : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياءً من العذراء في خدرها".(( أخرجه الشيخان))
وهو خلق المؤمنين الصادقين ، فهذا عثمان بن عفان رضي الله عنه يُذكِّر النبي صلى الله عليه وسلم الأمةَ بمناقبه فيقول(وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ )) ((أحمد والترمذي وابن ماجه)) . ويسأل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه – وفيهم ابن عمر – (إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا ، وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ ، فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ)) ؟ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي ، قَالَ ابن عمر : وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ ، فَاسْتَحْيَيْتُ ، ثُمَّ قَالُوا : حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ (هِيَ النَّخْلَةُ)). ((أخرجه الشيخان))

والحياء من الأخلاق التي كانت تُعرف في الجاهلية :
فإن أبا سفيان لما كان على الإشراك سأله هرقل أسئلة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما انتهى الكلام بينهما قال أبو سفيان : "والله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذباً لكذبت " . ((أخرجه الشيخان))
وفي غزوة حنين تبع أبو موسى الأشعري أحد الكفار فولى هارباً ، فقال له أبو موسى رضي الله عنه :" ألا تستحي ؟! ألست عربياً ؟! ألا تثبت ؟!" فوقف وتقالا فقتله أبو موسى .(( أخرجه مسلم))

وأولى الناس بخلق الحياء النساء ، وقد خلَّد القرآن الكريم ذكر امرأة من أهل هذا الخلق ، قال الله عنها :{ فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } ((سورة القصص ، الآية : 25)).
فهذه الآية تدل على حياء تلك المرأة من وجهين :
الأول : جاءت إليه تمشي على استحياء بلا تبذل ، ولا تبجح ، ولا إغواء .
الثاني : كلماتها التي خاطبت بها موسى عليه السلام ، إذ أبانت مرادها بعبارة قصيرة واضحة في مدلولها ، من غير أن تسترسل في الحديث والحوار معه وهذا من إيحاء الفطر النظيفة السليمة والنفوس المستقيمة .
ولا يدري من وقف على أحداث هذه القصة التي جرت لنبي الله وكليمه موسى عليه السلام أيعجب من حياء المرأة أم من حيائه عليه السلام ؛ فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :" جاءتْ واضعةً يدَها على وجهها ، فقام معها موسى وقال لها : امشي خلفي وانعتي لي الطريق وأنا أمشي أمامك فإنا لا ننظر في أدبار النساء " ((مستدرك الحاكم :2/441 ، برقم : 3530))
وإن تعجب من هذه المرأة فعجب أمر فاطمة رضي الله عنها التي حملها الحياء على أن تقول لأسماء بنت أبي بكر : يا أسماء إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء ؛ أنه يُطرح على المرأة الثوب فيصفها . فقالت أسماء : يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أريكِ شيئاً رأيته بأرض الحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوباً ، فقالت فاطمة رضي الله عنها : ما أحسن هذا وأجمله ، يُعرف به الرجل من المرأة ، فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي ولا تدخلي علي أحداً . فلما توفيت جاءت عائشة تدخل فقالت أسماء : لا تدخلي . فشكت لأبي بكر فقالت : إن هذه الخثعمية تحول بيني وبين ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جعلت لها مثل هودج العروس ! فجاء أبو بكر فوقف على الباب وقال : يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يدخلن على ابنته ، وجعلت لها مثل هودج العروس ؟ فقالت : أمرتني أن لا أدخل عليها أحداً وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية فأمرتني أن أصنع ذلك لها . فقال أبو بكر : فاصنعي ما أمرتك . ثم انصرف ، وغسلها علي وأسماء رضي الله عنهما . ((سنن البيهقي : 4/34))
لله درها ! ما أكمل حياءها !! وليس هذا مما يُستغرب منها فهي من قد عرفنا .
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ، ونفعنا بما فيه من آياتٍ وذكر حكيم ، أقول قولي هذا ، وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمؤمنين إنه غفور رحيم .
منقول للافادة
اسال الله لي ولكم اخوتي واخواتي فالله ان يحبب الينا هذا الخلق العظيم ويزين به انفسنا
اللهم املأ وجوهنا منك حياءا اللهم جملنا بالعفة والحياء اللهم نسالك الحياء والعفة والايمان والجنة امين

بارك الله فيك

القعدة
بوركت اخي جزاك الله خير
[شكرا على الردود فقط اخي اغواطي انا بنت واسمي انوار ولست انور
بسم الله الرحمن الرحيم أخي مشكــ ع الموضوع ــــــور وحبيث نثري موضوعك
بردي ونضيف بعض العلومات عن الحياء فـــ
الحياء خلق نبيل يحول ببت من يتمتع به وبين فعل المحرمات وإتيان المنكرات ويصونه من الوقوع في الأوزار والأثام. والحياء بتعبير آخر هو الامتناع عن فعل كل ما يستقبحه العقل ولا يقبله الذوق السليم والكف عن كل ما لا يرضى به الخالق والمخلوق.
وبهذا يكون الحياء بمثابة الرقيب على صاحبه فلا يمكنه من تجاوز الحدود التي يرسمها له الإسلام.
ويعد الحياء دليلاً صادقاً على مقدار ما يتمتع به المرء من أدب وإيمان، وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحياء من الإيمان )). وجاء في حديث آخر: ((إذا لم تستح فاصنع ما شئت)).
ويجب على المؤمن أن يتصف بالحياء تأسياً بالرسول (ص)الذي ضرب بأقواله وأفعاله المثل الأعلى في الحياء، والدليل على ذلك قول الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وهو: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذ ا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه )). وقد حثت الشريعة الإسلامية المسلمين على التحلي بفضيلة الحياء، وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذا الخلق الشريف السامي هو أبرز ما يتميز به الإسلام من فضائل، فقال(ص): ((إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء)). والحياء- كما جاء في السنة النبوية المشرفة ((لا يأتي إلا بخير)) وهو وسيلة من الوسائل التي توصل الإنسان إلى الجنة، كما أن عدم التحلي به من الأمور المؤدية- والعياذ بالله- إلى النار .وروي أن الرسول (ص)مر على رجل وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله: ((دعه فإن الحياء من الإيمان )).
وكان رسول الله (ص)يقول: ((خمس من سنن المرسلين: الحياء والحلم والحجامة والتعطر والنكاح )).
وخلق الحياء صفة حميدة يحبها الله سبحانه وتعالى في خلقه ومن أحبه الله أحبه الناس، وروي ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله قال لرجل حضر مجلسه: ((إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والحياء)) ويمكن تقسيم الحياء في الإنسان إلى ثلاثة أقسام هي:
1. الحياء من الله تعالى.
2. الحياء من الناس.
3. الحياء من النفس.
ويكون حياء الإنسان من الله سبحانه وتعالى،وهو أعلى درجات الحياء بامتثال أوامره وترك نواهيه،وعدم التقصير في طاعته.وهنا يكون الحياء دليلاً على صحة الدين وقوة الإيمان.
وقد روي عن الرسول (ص)أنه قال لأصحابهالقعدة(استحيوا من الله عز وجل حق الحياء))فقالوا:يا رسول الله إنا لنستحيي من الله والحمد لله.قالالقعدة(ليس كذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى،وتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا،فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق
الحياء)).
والمراد من هذا الحديث هو أن يحفظ الإنسان سمعه وبصره ولسانه فلا يستعملها إلا في طاعة الله. وأن يكون مأكله ومشربه من الرزق الحلال.
أما حياء الإنسان من الناس فيكون بالكف عن أذاهم، ورعاية حقوقهم الأمر الذي يؤدي إلى أن يثق به الناس ويحبونه.
ويكون حياء الإنسان من نفسه بأن يجعل حياءه حكماً عليه في كل ما يقوم به من أعمال سراً أو علانية، فإذا أراد القيام بعمل ما فإن كان ذلك العمل موافقاً لطاعة الله ورضاه فعله وإذا كان مخالفاً لذلك تجنبه وتحاشاه.
وإذا كمل حياء الإنسان من وجوهه الثلاثة وهي: حياؤه من الله، وحياؤه من الناس، وحياؤه من نفسه فقد اكتملت فيه أسباب الخير وانتفت عنه أسباب الشر.
ويعد الحياء زينة للإنسان وصفة حميدة له، فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله(ص): ((ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه، ولا كان الحياء في شيء قط إلا زانه ))، وإذا فقد الإنسان فضيلة الحياء فإنه يصبح قليل المروءة، ضعيف الإيمان، لا يخجل من فعل الشر ولا يؤتمن على عرض أو مال أو سر، وهذا يؤدي إلى جعله مكروهاً عند الله وعند الناس. ويظهر هذا بوضوح في قول الرسول (ص)القعدة(إذا أبغض الله عبداً نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا بغيضاً مبغضاً )).
ويستحب الحياء في كل ما يصدر عن الإنسان من قول أو عمل؛ والحياء في القول هو أن يطهر الإنسان فمه من الفحش، وأن ينزه لسانه من العيب، وأن يخجل من ذكر العورات، فإن من سوء الخلق وسوء الأدب أن يتلفظ الإنسان بالكلمات البذيئة دون أن يحسب حساباً لما ينتج عنها من ردود فعل نحوه ونحو من كان يستمع إلى ألفاظه البذيئة. ومن الحياء أن يحرص المسلم على سمعته فلا يقول أو يفعل ما يشوه سمعته، ويعرضه للهزء والسخرية والاحتقار، ومن مصلحة الإنسان أن تظل سمعته نظيفة نقية بعيدة عن الإشاعات السيئة، والأقاويل المغرضة. وقد قال أحد الحكماء في هذا: ((من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه )).
وهكذا يجب أن يستحيي الإنسان من أهله وأصدقائه وأفراد مجتمعه فلا يقول أو يفعل إلا ما يرضي الله ورسوله.
وفيما يلي بعض الأقوال عن الحياء:
1. لا خير فيمن لا يستحيي من الناس.
2. القناعة دليل الأمانة، والأمانة دليل الشكر، والشكر دليل الزيادة، والزيادة دليل بقاء النعمة، والحياء دليل الخير كله.
3. لا وفاء لمن ليس له حياء.
4. إذا قل ماء الوجه قل حياؤه ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
حياؤك فاحفظه عليك فإنما يدل على فعل الكريم حياؤه
5. إن من الحياء وقاراً، وإن من الحياء سكينة.
6. فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
7. وإني ليثنيني عن الجهل والخنا وعن شتم ذي القربى خلائق أربع
حياء وإسلام وتقوى وإنني كريـم ومثلي قد يضر ويـنـفع
8. إذا حرم الـمرء الـحياء فإنه بكـل قبيح كان منه جـدير يرى الشتم مدحا والدناءة رفعة وللسمع منه في العظات نفور 9. الحياء في الطفل يدل على ذكائه وأدبه، والحياء في المرأة يدل على عفتها، والحياء في الرجل يدل على كرم أخلاقه. 10. أنفع الحياء أن تستحيى من الله أن تسأله ما تحب وتأتى ما يكره 11. إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فافعل ما تشاء فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذ ذهب الحياء يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء.

* د.محمد مسفر الزهراني

شكراخي على الاضافة ربي يجازيك اخي انا بنت يعني اختك ماشي خوك شكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.