2 – أنواع البدع :
البدعة في الدين نوعان :
النوع الأول : بدعة قوليّة اعتقاديّة ، كمقالات الجهميّة والمعتزلة والرّافضة ، وسائر الفرق الضّالّة ، واعتقاداتهم .
النوع الثاني : بدعة في العبادات ، كالتّعبّد لله بعبادة لم يشرعها ، وهي أقسام :
القسم الأول : ما يكون في أصل العبادة : بأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الشرع ، كأن يحدث صلاة غير مشروعة أو صيامًا غير مشروع أصلًا ، أو أعيادًا غير مشروعة كأعياد الموالد وغيرها .
القسم الثاني : ما يكون من الزيادة في العبادة المشروعة ، كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أو العصر مثلًا .
القسم الثالث : ما يكون في صفة أداء العبادة المشروعة ؛ بأن يؤديها على صفة غير مشروعة ، وذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية مُطربة ، وكالتشديد على النفس في العبادات إلى حد يخرج عن سنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – .
القسم الرابع : ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع ، كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام ، فإن أصل الصيام والقيام مشروع ، ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل .
3 – حكم البدعة في الدين بجميع أنواعها :
كل بدعة في الدين فهي محرمة وضلالة ، لقوله – صلى الله عليه وسلم – : وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وقوله – صلى الله عليه وسلم – : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي رواية : من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد فدل الحديثان على أن كل محدث في الدين فهو بدعة ، وكل بدعة ضلالة مردودة ، ومعنى ذلك أن البدع في العبادات والاعتقادات محرمة ، ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة ، فمنها ما هو كفر صراح ، كالطواف بالقبور تقرّبًا إلى أصحابها ، وتقديم الذبائح والنذور لها ، ودعاء أصحابها ، والاستغاثة بهم ، وكأقوال غلاة الجهمية والمعتزلة . ومنها ما هو من وسائل الشرك ، كالبناء على القبور والصلاة والدعاء عندها ، ومنها ما هو فسق اعتقادي كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة في أقوالهم واعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية ، ومنها ما هو معصية كبدعة التبتل والصيام قائمًا في الشمس ، والخصاء بقصد قطع شهوة الجماع .
تنبيه :
من قَسَّمَ البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة فهو مخطئ ومخالف لقوله – صلى الله عليه وسلم – : فإن كل بدعة ضلالة لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – حكم على البدع كلها بأنها ضلالة ، وهذا يقول : ليس كل بدعة ضلالة ؛ بل هناك بدعة حسنة . قال الحافظُ ابنُ رجب في شرح الأربعين : ( فقوله – صلى الله عليه وسلم – : كل بدعة ضلالة من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء ، وهو أصل عظيم من أصول الدين ، وهو شبيه بقوله – صلى الله عليه وسلم – : من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ، فكل من أحدث شيئًا ونسبَهُ إلى الدين ، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة ، والدين بريء منه ، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات ، أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة ) انتهى .
وليس لهؤلاء حجة على أن هناك بدعة حسنة إلا قول عمر – رضي الله عنه – في صلاة التراويح : نعمت البدعة هذه .
وقالوا أيضًا : إنها أُحدثت أشياء لم يستنكرها السلف ، مثل جمع القرآن في كتاب واحد ، وكتابة الحديث وتدوينه .
والجواب عن ذلك أن هذه الأمور لها أصل في الشرع ، فليست مُحدثة ، وقول عمر : ( نعمت البدعة ) يريدُ البدعة اللغوية لا الشرعيّة ، فما كان له أصل في الشرع يُرجَعُ إليه ، إذا قيل : إنه بدعة ، فهو بدعةٌ لغةً لا شرعًا ؛ لأن البدعة شرعًا : ما ليس له أصل في الشرع . وجمع القرآن في كتاب واحد له أصل في الشرع ؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يأمر بكتابة القرآن ، لكن كان مكتوبًا متفرقًا ، فجمعه الصحابة – رضي الله عنهم – في مصحف واحد حفظًا له .
والتراويح قد صلاها النبي – صلى الله عليه وسلم – بأصحابه ليالي ، وتخلَّفَ عنهم في الأخير خشية أن تفرض عليهم ، واستمرّ الصحابةُ – رضي الله عنهم – يصلونها أوزاعًا متفرقين في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – وبعد وفاته ، إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – على إمام واحد كما كانوا خلف النبي – صلى الله عليه وسلم – وليس هذا بدعة في الدين .
وكتابةُ الحديث أيضًا لها أصل في الشرع ، فقد أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بكتابة بعض الأحاديث لبعض أصحابه ؛ لما طلب منه ذلك ، وكان أبو هريرة – رضي الله عنه – يكتب الحديث في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان المحذور من كتابته بصفة عامة في عهده : خشية أن يختلط بالقرآن ما ليس منه ، فلما تُوفّي – صلى الله عليه وسلم – انتفى هذا المحذور ؛ لأن القرآن قد تكامل ، وضبط قبل وفاته – صلى الله عليه وسلم – فدوَّنَ المسلمون الحديثَ بعد ذلك حفظًا له من الضياع ، فجزاهُمُ الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا ؛ حيث حفظوا كتاب ربهم وسنة نبيهم – صلى الله عليه وسلم – من الضياع وعبث العابثين .
انتبهوا اخواني اخواتي الى هذا
من قَسَّمَ البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة فهو مخطئ ومخالف لقوله – صلى الله عليه وسلم – : فإن كل بدعة ضلالة لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – حكم على البدع كلها بأنها ضلالة ، وهذا يقول : ليس كل بدعة ضلالة ؛ بل هناك بدعة حسنة . قال الحافظُ ابنُ رجب في شرح الأربعين : ( فقوله – صلى الله عليه وسلم – : كل بدعة ضلالة من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء ، وهو أصل عظيم من أصول الدين ، وهو شبيه بقوله – صلى الله عليه وسلم – : من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ، فكل من أحدث شيئًا ونسبَهُ إلى الدين ، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة ، والدين بريء منه ، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات ، أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة )
بارك الله فيكي يا جوهرة و احسن اليكي ما تركتي لنا شيئا نكتبه و نشارك به جعل الله هذا الجهد في ميزان حسناتك
موضوع في المستوى