إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ :
قـال الشّيخ إبراهيم الرّحيلي – حفظه الله تعالى -:
….وقد جاء في بعض الأخبار ، أنّ رجلا يبقى في أهل الموقف ، يسأل النّاس حسنة ، يقول : حسنة أدخل بها الجنّة ، فيفرّ النّاس منه ، فيجد رجلا يقول : إنّما هي حسنة لي فإذا وهبتها لك كنت من أهل الأعراف ، فيهب له تلك الحسنة فيقول الله – عزّ وجلّ – : ((أنا أكرم منك )) فيدخلهما الجنّة .
وهذا دليل على عِظم الأمر ، وأنّ النّاس يحتاجون يوم القيامة لربّما لتسبيحة واحدة ، لربّما لتسبيحة أو تكبيرة أو تهليلة ، فإنّه إذا خُتم على ديوان العمل لا يستطيع أن يزيد فيه حسنة واحدة
ولهذا ذكر بعض أهل العلم الذين هم أهل فطنة وينظرون للعواقب يقول:” تأمّلوا أهل القبور يتمنّى أحدهم لو زاد في عمله حسنة واحدة” ما يستطيع ،انقضى العمل ، ولهذا كما قال عليّ : ( اليوم عمل ولا حساب ،وغدا حساب ولا عمل) ليس هناك عمل، يُختم على الدّواوين ، ولربّما احتاج الرّجل إلى حسنة واحدة يدخل بها الجنّة ، لا يجدها ،ولو قال : "سبحان الله" لكانت حسنة ، لو قال: "الحمد لله" لكانت من أعظم الحسنات ، و((الحمد لله تملأ الميزان)).
وهذا دليل عظم هذا الوقت الذي نعيشه في هذه الحياة الدنيا ، وأنّه مزرعة عظيمة للآخرة ، وأنّه بحسب ما يُقدّم الإنسان سيجد،
هذا الذّكر الذي يُغفل عنه ، ونغفل عنه جميعا – إلّا من رحم الله -له وزن عند الله ، وله ثقل في الميزان ، وقد كان بعض السّلف يعتني بالذّكر حتّى أنّه كان بعضهم لربّما وصل ورده في الذّكر في كلّ يوم أكثر من عشرة آلاف ، وهذا من حرصهم على الخير ، والذّكر هو من الأمور العظيمة ، التي إذا وُفّق العبد لها نال الأجر العظيم ، ولهذا ذكر بعض أهل العلم في سياق الحديث عن أفضل العمل قيل أنّ الذّكر هو أفضل العمل وجاء عن بعض السّلف يقول : ”أقسم لو أنّ رجلين أحدهما خرج إلى جهة المشرق والآخر خرج إلى جهة المغرب ، أحدهما يُنفق الدّراهم والدّنانير ، والآخر يذكر الله ، ثمّ التقيا في منتصف الأرض من الجهة الأخرى ، لكان الذي يذكر الله أفضل من الذي يُنفق الدّراهم والدّنانير” وهـذا ظاهر ، لأنّ الذّكر هو تسبيح الله – عزّ وجلّ – ، وتقديس الله – عزّ وجلّ-، وتعظيم الرّبّ ، والذي يُنفق ينفق المال وينفع النّاس ، وهذا الذّكر هو توحيد، وهو تنـزيه وتقديس لله – عزّ وجلّ – ، وإن كان الإنفاق هو باعتبار تعدّيه هو من هذه الجهة أفضل ،ولكنّ الأعمال تتفاضل بحسب أنواع كثيرة ، بحسب التّعدّي للنّاس ، وبحسب فضل العمل باعتبار جنسه ، وبحسب بعض الأحوال الأخرى المصاحبة للعمل.
فالميزان يجب الإيمان به، وبما ثبت فيه، وبما دلّت عليه النّصوص من صفاته، وما يوزن فيه، والميزان يكون على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، يوزن النّاس وتوزن أعمالهم في مشهد عظيم، وعند ذلك تحصل الغبطة العظيمة لأهل الفوز والفلاح ، وتحصل – والعياذ بالله – الفضيحة لمن قصّر، ولهذا ما من رجل أخفى عمله لله -عزّ وجلّ- إلّا أظهره الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق ، وحصلت له النّجاة به و غبطه النّاس عليه ، وما من عمل يُراءى به إلّا ويخفّ في الميزان ولا يكون له وزن ، وتحصل بذلك الفضيحة على رؤوس الخلائق .
من شرح كتاب الاعتقاد الشّريط الرّابع
منقول
و جزاك الله خير الجزاء
الله يعطيك العافيه
هز كياني هذا الكلام خاصة والذي قبله، ما أحسنه وما أصدقه من عالم جليل عارف بأحوال السلف ومواقفهم.
موقف رهيب، يخشى فيه الانسان أن يكون ممن يبدوا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون، نسأل الله العفو والعافية وأن يرزقنا الاخلاص في القول والعمل، يارب سلم سلم واغفر وارحم، لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين.
بارك الله فيك أخي السلفي.
|
الله يرضى عليك اخي
|
نسال الله التوفيق لنا ولكم
و جزاك الله خير الجزاء
وفقكم الله لما يحبه و يرضاااه