سليمان بن صالح الخراشي
قرأت في بعض الكتب – والعهدة على الكاتب – أنه عندما كانت الحرب اللبنانية على
أشدها ، والأحزاب المتقاتلة تنتشر في ربوع لبنان ، وتقيم حواجزها على الطرقات ……
أراد أحد اللبنانيين دخول بيروت ، فمر بحاجز من تلك الحواجز .. على جانبه الأيمن
مقاتلون مسلمون .. وعلى الأيسر كتائب نصرانية …فلماسألوه عن اسمه ؛ أراد أن
يتخلص من الجميع بماعنده من ذكاء و( تلون )… فقال – ظانًا أنه سيرضي الطرفين – :
اسمي( جورج محمد ) ! فأتته رصاصتان من الجانبين أردتاه قتيلا !!
هذه الحكاية تذكرني بحال بعض الدعاةعندما يظن أنه( بتلونه )و( فهلوته )سيرضي
المتناقضين ……. ولكنه يكتشف فيما بعد أن لا أحد رضي عنه .. بل نقص شيئ من
دينه وورعه … ليصبح مذبذبُا بين هؤلاء وهؤلاء ..فالجميع ساخط عليه :
تعددت الأسباب و( السخط ) واحدُ
ولو أنه عفى الله عنه أرضى ربه بسخط الناس .. لرضي الله عنه وأرضى عنه الناس ..
كما في الحديث الصحيح .
وهذا – في ظني – سر القبول المطروح لبعض العلماء ؛ كالشيخ ابن باز أو ابن عثيمين
أوالألباني رحمهمالله .. أنهم لم يجاملوا في دين الله أحدا .. بل قالوا ما يظنونه حقا ..
دون أي ( حسابات ) أو ( تكتيكات ) أخرى ..
بخلاف الداعية( جورج محمد )الذي تعب وأجهد نفسه في حسابات كثيرة .. ثم خرج
خاوي اليدين من رضاالأبرار والفجار ..
فهل من متعظ؟!
المبتدعة لا يمر الا يوم ويزدادون فيه غباوة وتناقضا