ورحمة الله
فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان : نعم هذا من النصيحة ، هذا من النصيحة ؛ لكن إذا رأيت على إنسان مخالفة في المنهج ؛ فعليك أن تنصحه هو أولاً ، وتبين له المنهج الصحيح وتحذره من المنهج المخالف ؛ فإذا لم يقبل ؛ فإنك تنصح الناس الذين حوله أن يبتعدوا عنه ، ولكن لابد من قيد في هذا ؛ لأن بعض الناس كل شيء عنده انحراف عن المنهج ، لازم يكون يعرف ما هو هذا الانحراف عن المنهج ، هل هو صحيح انحراف ، ولا ظن السائل أن هذا انحراف وهو ليس انحراف ؛ لكن أنا أقول : إذا ثبت إنه هذا انحراف ؛ فحين إذا يناصح هذا الشخص ؛ فإن رجعوا والتزم المنهج الصحيح – الحمد لله – ، وإلا فإننا نبين للناس أنه على غير منهج صحيح من أجل أن يتجنبوه .
الاتهام ما يصلح – يا عباد الله – ، الاتهام والكذب على الناس واتهام الأبرياء ، هذا لا يجوز ، لازم يثبت ثبوتًا لا شك فيها أن هذا خطأ ، وأن هذا انحراف عن المنهج ، ما كل من قال : هذا انحراف ، وأن هذا منهج غير صحيح يكون صحيحًا ؛ الآن بين الشباب ظاهرة سيئة جدًا كل واحد يحذر من الثاني ، وكل واحد يحذر من ، حتى العلماء وصلهما اللوم صاروا يحذر منهم ، هذا لا يجوز ، هذا من الشيطان هذا تحريش من الشيطان ، لازم من التثبت ، ولازم من معرفة الانحراف وتحديده ، ولازم من مراجعة الشخص لعله يرجع لعله يفوق ، إذا ثبت إنهم انحراف وأصر عليه ، حينئذ نحذر منه ، أما مجرد الاتهام ، الأصل في المسلم العدالة ، والأصل – ولا سيما العلماء – الأصل فيهم والحمد لله العدالة والخير ، ما يكفي إن الإنسان يظن ظن ، أو يسمع من الناس كلام ويبني عليه ، لا ما يجوز ، لازم من التثبت في هذه الأمور ، المسلمون أخوة يجب أن تسود بينهم المحبة والتعاون والتناصح ، ولا يجوز بينهم العداوة والبغضاء والشحناء لسبب أمور تافهة ، أو سبب أمور مظنونة ، أو مكذوبة ، أو أمور صغيرة يظن أنها كبيرة ، هذا لا يجوز ، لازم من تثبت في هذه الأمور ، والله تعالى أعلم .
نقلاً على شبكة سحاب
والله يا اخي الصافي هذه افة انتشرت بين شباب هذه الايام و حتى المستقيمين منهم عافانا الله و اياكم و هي القدح في الاشخاص لمجرد الشك او سماع كلام عنهم من غير تثبت الامر و ما افة الاخبار الا رواتها و ليت الامر توقف عند هذا الحد و لكن طال الكلام حتى العلماء الربانيين نسال الله العافية وهذا جواب الشيخ العثيمين رحمه الله لما سئل عن مسألة القدح في العلماء
فأجاب فضيلته بقوله: لا شك أن الوقوع في أعراض أهل العلم المعروفين بالنصح، ونشر العلم والدعوة إلى الله تعالى، من أعظم أنواع الغيبة التي هي من كبائر الذنوب.
والوقيعة في أهل العلم أمثال هؤلاء ليست كالوقيعة في غيرهم؛ لأن الوقيعة فيهم تستلزم كراهتهم، وكراهة ما يحملونه، وينشدونه من شرع الله ـ عز وجل ـ فيكون في التنفير عنهم تنفير عن شرع الله ـ عز وجل ـ وفي هذا من الصد عن سبيل الله ما يتحمل به الإنسان إثماً عظيماً وجرماً كبيراً، ثم إنه يلزم من إعراض الناس عن أمثال هؤلاء العلماء، أن يلتفتوا إلى قوم جهلاء يضلون الناس بغير علم؛ لأن الناس لابد لهم من أئمة يأتمون بهم ويهتدون بهديهم، فإما أن يكونوا أئمة يهدون بأمر الله وإما أن يكونوا أئمة يدعون إلى النار، فإذا انصرف الناس عن أحد الجنسين مالوا إلى الجنس الآخر.
وعلى المرء الواقع في أعراض أمثال هؤلاء العلماء أن ينظر في عيوب نفسه، فإن أول عيب يخدش به نفسه، وقوعه في أعراض هؤلاء العلماء، مع ما عنده من العيوب الأخرى التي يبرأ منها أهل العلم ويبرؤن أنفسهم من الوقيعة فيه من أجلها.
وشكراً على الإفادة
وتقبل الله منا و منكمــ صالح الأعمال