هذه الكلمة هي الفارقة بين الكفر والإسلام، وهي كلمة التقوى. والعروة الوثقي وهي التي جعلها إبراهيم {كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }2. وهي التي شهد الله بها لنفسه وشهدت بها ملائكته وألوا العلم من خلقه، قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إلاّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم}3. وهي كلمة الإخلاص وشهادة الحق، ودعوة الحق، وبراءة من الشرك، ولأجلها خلق الخلق كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ}4. ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب، كما قال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إلاّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إلاّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} 5.
قال ابن عيينة: ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله. وإن لا إله إلا الله لأهل الدنيا،7 فمن قالها عصم ماله ودمه، ومن أباها فماله ودمه هدر، ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه و
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
1 زاد المعاد لابن القيم (1/2)
2من الآية (28) من سورة الزخرف.
3سورة آل عمران الآية (18). وأنظر مجموعة التوحيد (105-167)
4سورة الذاريات الآية (56).
5 سورة الذاريات الآية (56).
6 سورة النحل الآية (2).
7 كلمة الإخلاص لابن رجب ص 52-53.
8 رواه مسلم في الإيمان برقم (23).
9 رواه البخاري (3/255). ومسلم في الإيمان برقم (19).
منقول من
ص -10- 13 من كتاب معنى لا إله إلا الله ومقتضاها وآثارها في الفرد والمجتمع