تخطى إلى المحتوى

مشاركتي في مسابقة 2024.


علمنا ونحن صغار أن مصر مذكورة فى القرأن الكريم

وعندما بدأنا فى حفظه

تعرفنا على

وطور سنين

اختلف المفسرون وفى الاختلاف نعم كبيرة



قوله تعالى : وطور سينين

روى ابن أبي نجيح عن مجاهد وطور قال : جبل . سينين قال : مبارك ( بالسريانية ) .

وعن عكرمة عن ابن عباس قال : طور : جبل ، و سينين : حسن .

وقال قتادة : سينين هو المبارك الحسن .

وعن عكرمة قال : الجبل الذي نادى الله – جل ثناؤه – منه موسى – عليه السلام – .

وقال مقاتل والكلبي : سينين كل جبل فيه شجر مثمر ، فهو سينين وسيناء بلغة النبط وعن عمرو بن ميمون

قال : صليت مع عمر بن الخطاب العشاء بمكة ،

فقرأ ( والتين والزيتون وطور سيناء وهذا البلد الأمين ) قال : وهكذا هي في قراءة عبد الله ورفع صوته تعظيما للبيت .

وقرأ في الركعة الثانية : ألم تر كيف فعل ربك . و لإيلاف قريش جمع بينهما . ذكره ابن الأنباري . النحاس

: وفي قراءة عبد الله ( سيناء ) ( بكسر السين ) ، وفي حديث عمرو بن ميمون عن عمر ( بفتح السين ) .

وقال الأخفش : طور : جبل . و سينين : شجر واحدته سينينية .

وقال أبو علي : سينين فعليل ، فكررت اللام التي هي نون فيه ، كما كررت في زحليل : للمكان الزلق ،

وكرديدة : للقطعة من التمر ، وخنذيد : للطويل . ولم [ ص: 101 ]

ينصرف سينين كما لم ينصرف سيناء ; لأنه جعل اسما لبقعة أو أرض ،

ولو جعل اسما للمكان أو للمنزل أو اسم مذكر لانصرف ; لأنك سميت مذكرا بمذكر .

وإنما أقسم بهذا الجبل ; لأنه بالشأم والأرض المقدسة ، وقد بارك الله فيهما كما قال : إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله



وقوله: ( وَطُورِ سِينِينَ ) اختلف أهل التأويل في تأويله،

فقال بعضهم: هو جبل موسى بن عمران صلوات الله وسلامه عليه ومسجده.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثني أبي، عن قتادة، عن قزعة،

قال: قلت لابن عمر: إني أريد أن آتي بيت المقدس ( وَطُورِ سِينِينَ )

: لا تأت طور سينين، ما تريدون أن تدعوا أثر نبيّ إلا وطئتموه.

قال قتادة ( وَطُورِ سِينِينَ ) : مسجد موسى عليه وسلم.



حدثنا ابن بشار، قال: ثنا روح، قال: ثنا عوف، عن الحسن، في قوله.

( طُورِ سِينِينَ ) قال: جبل موسى.

* ذكر من قال ذلك:
حدثنا عمران بن موسى القزاز، قال: ثنا عبد الوارث بن سعيد، قال: ثنا عمارة، عن عكرِمة،

في قوله: ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال: هو الحسن، وهي لغة الحبشة، يقولون للشيء الحسن: سِينا سِينا.

حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن عُلَية، عن أبي رجاء،
قال: سُئل عكرِمة، عن قوله ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال: طُور: جبل، وسِينين: حَسَنٌ بالحبشية.


حدثنا ابن حميد، قال: ثنا الصباح بن محارب، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون،

قال: صليت خلف عمر بن الخطاب رضى الله عنه المغرب،
فقرأ في أوّل ركعة ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ ) قال: هو جبل.

* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَطُورِ ) : الجبل و ( سِينِينَ ) قال: المبارك.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال: جبل مبارك بالشام.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال: جبل بالشام، مُبارك حسن.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: قول من قال: طور سينين: جبل معروف، لأن الطور هو الجبل ذو النبات، فإضافته إلى سينين تعريف له، ولو كان نعتا للطور، كما قال من قال معناه حسن أو مبارك، لكان الطور منّونا، وذلك أن الشيء لا يُضاف إلى نعته، لغير علة تدعو إلى ذلك.

القعدة

القعدة
يطلق على هذا المكان مقام النبي هارون عليه السلام بطور سيناء المصري.

التفسير للطبري


وقوله: ( وَطُورِ سِينِينَ ) اختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم: هو جبل موسى بن عمران صلوات الله وسلامه عليه ومسجده.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثني أبي، عن قتادة، عن قزعة، قال: قلت لابن عمر: إني أريد أن آتي بيت المقدس ( وَطُورِ سِينِينَ ) فقال: لا تأت طور سينين، ما تريدون أن تدعوا أثر نبيّ إلا وطئتموه. قال قتادة ( وَطُورِ سِينِينَ ) : مسجد موسى صلى الله عليه وسلم.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا روح، قال: ثنا عوف، عن الحسن، في قوله.
( طُورِ سِينِينَ ) قال: جبل موسى.
قال: ثنا عوف، عن يزيد أبي عبد الله، عن كعب، في قوله: ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال: جبل موسى صلى الله عليه وسلم.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال: هو الطُّور.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال: مسجد الطور.
وقال آخرون: الطور: هو كلّ جبل يُنْبِتُ. وقوله ( سِينِينَ ) : حسن.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا عمران بن موسى القزاز، قال: ثنا عبد الوارث بن سعيد، قال: ثنا عمارة، عن عكرِمة، في قوله: ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال: هو الحسن، وهي لغة الحبشة، يقولون للشيء الحسن: سِينا سِينا.
حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن عُلَية، عن أبي رجاء، قال: سُئل عكرِمة، عن قوله ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال: طُور: جبل، وسِينين: حَسَنٌ بالحبشية.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا الصباح بن محارب، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال: صليت خلف عمر بن الخطاب رضى الله عنه المغرب، فقرأ في أوّل ركعة ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ ) قال: هو جبل.
حدثني يعقوب، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت الحكم يحدّث، عن عكرِمة ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال: سواء علي نبات السهل والجبل.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال: الجبل.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَطُورِ سِينِينَ ) : جبل.
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَطُورِ سِينِينَ ) الجبل.
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن النضر، عن عكرِمة، قال: الطور: الجبل، والسينين: الحسن، كما ينبت في السهل، كذلك ينبت في الجبل.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الكلبيّ، أما( طُورِ سِينِينَ ) فهو الجبل ذو الشجر.
وقال آخرون: هو الجبل، وقالوا: سينين: مبارك حسن.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَطُورِ ) : الجبل و ( سِينِينَ ) قال: المبارك.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال: جبل مبارك بالشام.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال: جبل بالشام، مُبارك حسن.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: قول من قال: طور سينين: جبل معروف، لأن الطور هو الجبل ذو النبات، فإضافته إلى سينين تعريف له، ولو كان نعتا للطور، كما قال من قال معناه حسن أو مبارك، لكان الطور منّونا، وذلك أن الشيء لا يُضاف إلى نعته، لغير علة تدعو إلى ذلك.

طور سينــــاء هو طور سينين، الذي في سيناء، هذا ما قاله العلماء.


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد : ــ

قال ابن كثير رحمه الله – تعالى – في تفسير قول الله – تعالى : {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ} [سورة المؤمنون : 20].

[والشجرة : يعني الزيتونة.
والطور : هو الجبل.
وقال بعضهم : إنما يُسمى طورًا إذا كان فيه شجر، فإن عُرّيَ عنها سُمِّيَ جبلاً لا طورًا، والله أعلم.

وطور سيناء هو طور سينين، وهو الجبل الذي كلّمَ الله عليه موسى بن عمران – عليه الصلاة والسلام، وما حوله منَ الجبال التي فيها شجر الزيتون …]. ا. هـ. انظر : [تفسير القرآن العظيم – 3/ 326].

وقال في موضعٍ آخر : [ قال بعض الأئمـــــة : هذه محالٌّ ثلاثـــــة، بعث الله في كل واحدٍ منها نبيــّـــًا مرسلاً من أولي العزم أصحاب الشرائع الكبار :
فالأول : محله التين والزيتون، وهي بيت المقدس التي بعث الله فيها عيسى ابن مريم عليه السلام -.
والثاني : طور سينين، وهو طور سيناء الذي كلّمَ الله عليه موسى بن عمران – عليه الصلاة والسلام -.
والثالث : مكــــة، وهو البلد الأمين الذي من دخله كان آمِنـــًا، وهو الذي أرْسلَ الله منها محمــــدًا – صلى الله عليه وسلم – فذكرهم مُخبِرًا عنهم على الترتيب الوجودي، بحسب ترتيبهم في الزمان، ولهذا أقسم بالأشرف ثمّ الأشرف منه، ثمّ بالأشرفِ منهما]. ا . هـ. انظر : [تفسير القرآن العظيم 4/ 681].

وفي شرقي مدينة القدس في فلسطين – رَدّها الله إلى المسلمين رَدًا جميلا – يوجد جبلٌ اسمه " جبل الطور "، وهو مِن أعلى جبالها، ويُسمى " بجبل الزيتون " .

وقد ورد ذِكر طور بيت المقدس في حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الطويل، الذي ذكر فيه الدجال، ونزول عيسى بن مريم – عليه الصلاة والسلام – وذكر فيه يأجوج ومأجوج حيث أمره أن يحترز وأصحابه منهم على الطور في القدس، وهو قريب من اللّدّ حيث يقتل عيسى بن مريم – عليه الصلاة والسلام – الدجال. وذلك بقوله : (….. فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين، واضعًا كفيهِ على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه، تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يَحِلّ لكافر يجد ريح نَفَسِهِ إلا مات، وَنَفَسُهُ ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبُهُ حتى يُدْرِكُهُ بباب لُدٍّ فيقتله، ثم يأتي عيسى قوم قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى : إني أخرجت عبادًا لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مرةً ماء، ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر، وهو جبل بيت المقدس، فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض، هلم فلنقتل من في السماء، فيرمون بنشابهم إلى السماء، فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما، وَيُحْصَرْ نبي الله عيسى وأصحابه، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرًا من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبيّ الله عيسى وأصحابه، فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض *، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله – عز وجل -، فيرسل الله طيرًا كأعناق البخت، فتحملهم، فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله قطرًا لا يكنّ منه بيت مدرٍ ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة …….) (صحيح) رواه : (أحمد ومسلم والترمذي). عن النواس بن سمعان – رضي الله عنه – . انظر : [صحيح الجامع رقم: 4166].

* ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض : أي : يهبطون من جبل الطور بعد الحصار عليه إلى الأرض.

وطور بيت المقدس الذي يتحرّز عليه نبي الله عيسى وأصحابه من قوم يأجوج ومأجوج، هو غير طور سينين، الذي في سيناء، والذي كلّمَ الله عليه موسى بن عمران – عليه الصلاة والسلام -. وذلك لما تقدّمَ وما يأتي من أدلـــة – إن شاء الله تعالى -.

إذ أنّ طور سيناء جبل مبارك في سيناء، من أطراف بلاد الشام الجنوبية الغربية المباركة. والوادي المقدس طوى إلى جانبه، ومنه انطلقت نبوّة موسى – عليه الصلاة والسلام – ودعوته، كما جاء في كثير من الأدلة في كتاب الله العزيز والسنة النبوية المطهّرة.
ولسيناء موقع جغرافي هام، حيث أنها تُعدّ رابطة اتصال بين مصر والشام، بل بين آسيا وأفريقيا.
وضُمّتْ سينـــاء إلى مصر ضمن تشكيلاتٍ إدارية للدولة العثمانيــــة، وذلك في عهد محمـــد علي رحمه الله – تعالى – عام 1810 م.

وفي جنوبي مدينة نابلس في فلسطين، يوجد أيضًا"جبل الطور " ويسمى " بجبل جرزيم "، أو " جبل البركـــة "، أو " جبل الفرائض ". وفيه تسكن الطائفة السامرية من اليهود ويعتبرونه قبلتهم.

هذا ما أعلمه، وقد تكون جبالٌ أخرى تحمل هذا الاسم غيرها، فالله – سبحانه وتعالى – أعلم بها.

سمى الله – تبارك وتعالى – سورةً في كتابه العزيز باسم الطور، وأقسم – سبحانه وتعالى – بالطور فيها، وله – جلّ في عُلاه – أن يقسِمَ بما شاء مِن مخلوقاته الدالة على عظيم قدرته.

قال الله – تعالى : {وَالطُّورِ ۞ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ۞ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} . [سورة الطور 1 – 3].

وأقسم بطور سينين في سورة التين وذلك بقوله – سبحانه – :{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ۞ وَطُورِ سِينِينَ ۞ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} [سورة التين 1 – 3].

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله – تعالى – في تفسير هذه الآيات الكريـمـــــة :

[والتين] : هو التين المعروف وكذلك [الزيتون].

أقسم بهاتين الشجرتين، لكثرة منافع شجرهما وثمرهما، ولأن سلطانهما في أرض الشام، محلّ نبوةِ عيسى بن مريم – عليه السلام -.
[وطور سينين] أي : طور سيناء، محلّ نبوّة موسى – عليه السلام.
[وهذا البلد الأمين] : وهو مكـــــة المكرمـــــة، محلّ نبوّةِ محمد – صلى الله عليه وسلم –.

فأقسَمَ – تعالى – بهذه المواضع المُقدّسة التي اختارها، وابتعث منها أفضل الأنبياء وأشرفهم.

والمُقسَم عليه قوله : {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} ….] ا . هـ. انظر : [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 5/ 433].

وعن جنادة بن أبي أميّة الدوْسيّ قال : دخلتُ أنا وصاحبٍ لي على رجلٍ مِن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلنا حدثنا ما سمعتَ مِن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا تُحدّثنا عن غيره، وإن كان عندَكَ مُصَدَّقا. قال : نعم، قام فينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذات يومٍ فقال : (أُنْذِرْكُمُ الدجال، أنذركم الدجال، أنذركم الدجال، فإنه لم يكن نبيٌّ إلا وقد أنذرهُ أمته، وإنه فيكم أيتها الأمة، وإنه جعدٌ آدمُ ممسوحُ العين اليسرى، وإن معه جنةً ونارًا، فناره جنة، وجنته نار، وإن معه نهر ماءٍ وجبلُ خبز، وإنه يُسَلطُ على نفسٍ فيقتلها ثم يحييها، لايسلطُ على غيرها، وإنه يُمْطِرِ السماء ولا تنبت الأرض، وإنه يلبث في الأرض أربعين صباحًا حتى يبلغ منها كل منهل، وإنه لا يَقْرُبُ أربعة مساجِد : مسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد المقدس، والطور، وما شُبّهَ عليكم من الأشياء، فإن الله ليس بأعور، مرتين) انظر: [السلسلة الصحيحة 6/ 1046 رقم 2934].

وهذا يدل أيضًا على أن مسجد المقدس غير الطور الذي في سيناء، لأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أثبت في الحديث الشريف أن كل واحدٍ منهما باسمه لا يدخله الدجال.

ثمّ إن الرّحالَ تُشَدَّ إلى المساجد الثلاثة : المسجد الحرام، ومسجد الرسول – صلى الله عليه وسلم – في المدينة، والمسجد الأقصى في بيت المقدس، وعلى ذلك يستثنى من الحديث الشريف " الطور " : في سيناء، فإنه لا تشدّ الرحال إليه.

ففي الصحيحين قال رسول – صلى الله عليه وسلم – : (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الاقصى) (متفق عليه). أخرجه البخاري (1/ 299) ومسلم (4/ 126).

ولحديث أبي بصرة الغفاري أنه لقي أبا هريرة – رضي الله عنه – وهو جاءٍ من الطور، فقال : من أين أقبلت ؟ قال : من الطور، صليت فيه، قال : أما لو أدركتك قبل أن ترحل إليه ما رحلت، إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى). أخرجه الطيالسي (1348، 2506) وأحمد (6/ 7).

قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى – في التعليق على الحديث : [والحديث عامّ يشمل المساجد وغيرها من المواطن التي تقصد لذاتها، أو لفضل يُدعى فيها، ألا ترى أن أبا بصرة – رضي الله عنه – قد أنكر على أبي هريرة – رضي الله عنه – سفره إلى الطور، وليس هو مسجدًا يُصلى فيه، وانما هو جبلٌ كلم الله فيه موسى – عليه السلام – فهو جبلُ مبارك، ومع ذلك أنكر أبو بصرة السفر إليه …]. انظر : [إرواء الغليل 4/ 143 رقم 970].

وقال رحمه الله – تعالى – في موضعٍ آخر : [هذا، ولا بأس من أن أنقل إليك ما ذكره وليّ الله الدّهلوي في مسألة شدّ الرحال، لأنه لا يخلو من فائدة جديدة، قال – رحمه الله – في (الحجة البالغة) (1/ 192) :

[كان أهل الجاهلية يقصدون مواضع مُعَظّّمَةً بزعمهم يزورونها ويتبركون بها، وفيه من التحريفِ والفسادِ ما لا يخفى، فََسَدََّ – صلى الله عليه وسلم – الفسادَ، لئلا يُلحَقَ غيرُ الشّعائر بالشّعائر، ولئلا يصيرَ ذريعةً لعبادةِ غير الله.
والحقّ عِندي أن القبر، ومحلّ عبادةِ وَليٍٍّ من الأولياء، والطور، كل ذلك سواءٌ في النهي …)] ا . هـ. انظر : [الثمر المُستطاب 2/ 567].

ولا يكفيهِ دليلاً قولُ من قال : [بأن طور سينين أو طور سيناء هو الذي في بيت المقدس، وليس الذي في سيناء، لأن بيت المقدس أرض مباركة، وليس الأمر كذلك في سيناء]. ا. هـ.

وذلك لأن قُدسيةَ بيت المقدس – ردّّها الله إلى المسلمين ردًا جميلا – لا تُنافي ولا تمنع مِن أن يكون الوادي المقدس طوى في سيناء، أو في غيرهما أيضًا مُقدّسا، فقد ثبت في الحديث المتفق عليه أن جبريل – عليه الصلاة والسلام – جاء للنبيّ – صلى الله عليه وسلم – بأمرٍ من ربه – سبحانه وتعالى – وأمره أن يصلي في وادي العقيق، وهو في منطقة ذي الحليفة، أو ما يُسميه البعض ابيار علي، التي يُحْرِمُ منها الحجيجُ القادمون من المدينة إلى مكـــة، فالصلاة فيها تعظيمًا لقدسية المكان وبركته، وليست سُنة إحرامٍ كما يظنّ الكثيرون، إلا إذا وافقت وقت صلاة.

فعن ابن عباس- رضي الله عنهما – قال : قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو بوادي العقيق يقول : (أتاني الليلة آت من ربي فقال : صلّ في هذا الوادي المبارك، وقل : عُمْرَةٌ في حجة). وفي رواية : (قل عمرة وحجة). (صحيح) رواه (البخاري ومسلم).

فبيت المقدس أرض مباركة، ووادي العقيق في ذي الحليفة أرض مباركة، والوادي المقدّس طُوى في سيناء أرض مباركة، مرّ به موسى عليه الصلاة والسلام – في طريق عودته من مِديَن إلى مصر، وبشره الله – تبارك وتعالى – باختياره نبيًا رسولاً إلى فرعون وإلى بني إسرائيل، وكلّمـــهُ كلامًا يليقُ بجلاله، بلا وساطة وحيٍ، وهذه كرامة من الله – تعالى – لنبي الله موسى – عليه الصلاة والسلام -.

قال الله – تعالى – مُخاطِبًا رسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – : {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ۞ إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ۞ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى ۞ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى ۞ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ۞ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [سورة طه : 11 – 14].

هذه أقوال العلماء بالأدلة القائمـــــة على الكتاب والسنة، فمن قال بأن الطور المقصود في الآية الكريمة : {وَطُورِ سِينِينَ} هو طور بيت المقدس، فعليه أن يأتي بالحجــــة القائمـــــة على الدليل الشرعي الصحيح.

إذ لا يستقيم الأخذ بالرأي والهوى، والقياس العقلي، والإعراض عن الأدلة، وتفاسير العلماء الراسخين في العلم، فالله – سبحانه وتعالى – أعلم بالبلاد كيف كانت في تلك الحقبة من التاريخ، وما تعرضت له من عوامل بيئية – بإذن ربها – منذ آلاف السنين، وما تعاقبت عليها مِن أمم، وسادت حضارات ثمّ بادت، فلا تُقارنُ ولا يُحكم عليها، مقياسًا لما هي عليه الآن في زماننا.

ورحم الله – تعالى – ابن القيّم إذ قال : [ونحن نرى أنه كلما اشتد تَوَغّلَ الرجل في القياس، اشتدتْ مُخالفتُهُ للسنن، ولا نرى خلاف السنن والآثار عند أصحاب الرأي والقياس، فلله كم من سُنةٍ صحيحةٍ صريحةٍ قد عُطّلَتْ به، وكم مِن أثََرٍ دَرَسَ حُكْمُهُ بسببه.

فالسنن والآثار عند الآرائيين والقياسيين خاوية على عروشها، مُعَطلةٌ أحكامُها، مَعزولةٌ عن سلطانها وولايتها، لها الاسم ولغيرها الحكم، لها السكة والخطبة ولغيرها الأمر والنهي …] انظر : [الحديث حجـــة بنفسه ص 45].

قال الله – تعالى : {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ۞ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ۞ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ۞ وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [سورة النمل 50 – 53].

شكرا اختي بارك الله فيك على المشاركة
لكن المشاركة طويلة جدا حبذا لو لخصتي منها قليلا بأسلوبك لكان أفضل
لاعلينا بالتوفيق ان شاء الله
السلآم عليكم

بآرك الله فيكي على المشاركة الطيبة وعلى المعلومات الكثيييييرة القعدة

موفقة

السلام عليك
مشكورة على المشاركة
موفقة
السلام عليكم
شكرا لكن
لكي تعم الفائده
بسم الله

ماشاء الله

شرح مستفيض ربي يجعله بميزانك

موفقة باذن الله

بآرك الله فيكِ

موفقة ان شاء الله

^^

بارك الله فيكي اختي

وبالتوفيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.