إن اللجوء لإجراء الكثير من عمليات الولادة القيصرية يثير قلقا كبيرا من جانب الأمهات الحوامل بسبب طابعها الجراحي، ومع ذلك سواء كانت مخططة (تم تحديدها مسبقا مع الطبيب)، أو أجريت بشكل طارئ، فالعمليات القيصرية تجري بشكل نمطي، وهي شائعة من قبل الأطباء، كما أتاح التقدم في أجهزة التخدير والتعقيم والخيوط الجراحية والمضادات الحيوية إجراء العمليات القيصرية بأكبر نسب نجاح.
وتعد الولادة القيصرية بديلا أكثر أمانا من الولادة بالجفت أو الشفاط التي يقوم بها أطباء التوليد، مما يؤدي في معظم الأحيان إلى عاهات وإصابات للأطفال، كما أنها أدت إلى تجنب حدوث التهابات أثناء وبعد الولادة، وسرعة التئام الجرح، واختفاء الالتصاقات التي كانت تحدث في الماضي، لكن الولادة الطبيعية عن طريق المهبل لا تزال هي الأفضل.
ما هي العملية القيصرية؟
تتم العملية القيصرية عن طريق عمل شق في جلد بطن الأم وجدار الرحم، لاستخراج الجنين من الرحم دون المرور عن طريق الجهاز التناسلي، إنها تتم تحت التخدير الموضعي وفي بعض الحالات تحت التخدير الكلي.
وما هي الحالات التي تجري فيها الجراحة القيصرية؟
العملية القيصرية يمكن إجراؤها في حالات عديدة مثل:
1- عدم القدرة الجسمانية علي الولادة بالوسائل الطبيعية أو عندما تمثل الولادة الطبيعية خطرا كبيرا على صحة الأم أو الطفل.
2- وجود ورم ليفي في طريق مرور الطفل في الولادة الطبيعية.
3- الأم التي أجرى لها عملية قلب مفتوح أو نقل كلية، أو الغضروف أو استئصال ورم بالمخ، يجب أن يتم توليدها قيصرياً لتفادي متاعب الأم في (طلق)الولادة الطبيعية.
4- عدم القدرة الجسمانية للولادة عن طريق المهبل، حيث يمكن أن يكون حوض الأم غير كبير بصورة كافية.
5- الطفل كبير الحجم جدا، وببساطة الجنين الذي وزنه مثلاً أربعة كيلوجرامات أو أكثر لا يستطيع اجتياز حوض الأم لكن الجنين الذي يزن 3.5 كيلوجرام يستطيع اجتياز نفس هذا الحوض.
6- وجود الجنين في وضع غير سليم.
7- انزياح المشيمة أو نقص أو عدم كفاية اتساع عنق الرحم.
8- إذا أجريت للأم عمليتان قيصريتان سابقاً، مما يجعل الرحم أكثر قابلية للانفجارفي حالة وجود آلام وانقباضات الطلق الشديدة.
تجري الولادة القيصرية أيضا لأسباب صحية قد تنجم على سبيل المثال عن معاناة الجنين، ولادات متعددة، الولادة المبكرة، مرض السكري لدي الأم، أو التفاف الحبل السري حول رقبة الطفل.
سواء كانت العملية القيصرية مبرمجة على سبيل المثال في حالة الحمل المتعدد أو عندما تكون الأم تعاني من مشاكل في القلب أو ارتفاع ضغط الدم بشكل غير طبيعي، أو سواء تتم في حالات الطوارئ عند حدوث شذوذ (انزياح المشيمة نحو الأسفل، أزمة الارتعاج، النزيف ..إلى آخره).
كيف تجري العملية القيصرية؟
عندما يقوم الطبيب بشق جدار الرحم، فإنه يمتص السائل المخاطي الذي يحيط بالجنين، فقبل إخراج الطفل وقطع الحبل السري، يتم إحضار الوليد إلى أمه قبل أن ينقل إلى الرعاية الأولية بصحبة أبيه، الذي يمكن أن يعطي له حمامه الأول، وبمجرد ولادة الطفل يزيل الطبيب المشيمة ثم يخيط الرحم والجلد.
بعد أول عملية قيصرية، هل لابد أن تكون جميع الولادات القادمة قيصرية؟
الأم التي تلد طفلها الأول من خلال عملية قيصرية لا ينبغي بالضرورة أن تلد أطفالها الأخرين بنفس الطريقة، فالأمر في الواقع يعتمد على السبب الذي أدي لإجراء ولادة قيصرية، حيث إنه يتعلق بأسباب ثابتة مثل الحوض الضيق جدا أو مشاكل في القلب لدي الأم، ومن ثم فالفرص قوية لأن تكون الولادة القيصرية ضرورية مرة أخري.
كما أن كثيراً من النساء يخضعن لولادة قيصرية، لأن الطفل يكون متمدداً بوضع عكسي (أي قدماه إلى الأسفل بدلاً من رأسه) ثم تتم ولاداتهن التالية مهبلياً وبصورة طبيعية، إذ يكون رأس الجنين متجهاً إلى الأسفل.
وعلي النقيض، هناك أسباب أخرى عرضية أو ظرفية، مثل التفاف الحبل حول رقبة الطفل أو بداية النزف، وفي النهاية يمكن تجنب الولادة القيصرية في الولادة الثانية.
ما هي النتائج المترتبة على العمليات القيصرية، وما هي أنسب فترة للحمل مرة أخري؟
عادة ما تستغرق الولادة القيصرية بضعة أشهر للشفاء، ويجب علي الأم أن تبقي مستلقية بضعة أيام للسماح لها باستعادة قوتها وللتحقق من شفائها، ويتم وضع قسطرة في المثانة لأنها لا تزال تحت التخدير، وفي غضون الـ 24 ساعة التالية للجراحة، تقوم الأم بالنهوض الأول لها بمساعدة الممرضين.
وهناك تقلصات للرحم أو المعروفة باسم القداد(مغص شديد جدا)تصاحب تراجع الرحم الذي يستعيد حجمه الأصلي قد تحدث بعد مرور بعض الوقت.
وهناك أيضا نزيف أو نفاس قد يترافق مع إزالة بقايا المخلفات المخاطية وغيرها، وقد يستمر ما بين أربعة وستة أسابيع، وهذه هي المضاعفات الكبيرة في الأيام الأولى (أكبر من الولادة الطبيعية) ولكن سوف تنخفض بشكل سريع، بعد الجراحـة القيصريـة.
ومرة أخرى تعود حركة الأمعاء التي قد غلبها الركود بسبب التخدير، وعادة ما تشعر الأم بتشنجات في كل وقت إلي أن يعود كل شيء في مكانه، وأخيرا يجب أن يتم رصد الندبة الناجمة عن الشق بانتظام عند تغيير الملابس، مع وضع مراهم الرعاية الصحية واتباعها في المنزل، وبما أن الشق قد تم إجراؤه عند مستوي شعر العانة حيث تكون الندبة مطمورة جدا، لذا يجب الحرص على عدم تعريضها للشمس.
وعند عودة الأم إلي منزلها،ينصح بالتزامها الراحة وتجنب حمل الأثقال تماما، كما يجب أن يكون الحمل الثاني بعد العملية القيصرية الأولى بفترة معقولة لا تقل عن سنة، حيث تستعيد الأم صحتها وعافيتها، أما طريقة الولادة فمن الممكن أن تكون ولادة طبيعية وبدون أي مشاكل.
ملاحظات هامة:
1- عادةً تحتاج الأم لمسكنات بعد الولادة ويستغرق التئام الجرح بعض الوقت.
2- تبقى الأم في المستشفى بعد الولادة القيصرية من 3 إلى 5 أيام، ومعظم الأمهات يبدأن في الشعور بالعودة لحالتهن الطبيعية بعد أسبوع.
3- ستشعرين ببعض الآلام في البطن والكتفين وبعض الألم حول مكان الغرز.
4- يتم فك الغرز والتخلص من الضمادة عادةً خلال أسبوع تقريباً.
5- يستغرق الجرح الداخلي حوالي 6 أسابيع لكي يلتئم، وسيختفي مكان الجرح إلى حد ما خلال 3 إلى 6 أشهر.
6- سينزل دم من المهبل بعد الولادة القيصرية تماماً كما يحدث في الولادة الطبيعية.
ضرورة الحـركة بصورة تدريجية:
يجب أن تبذلي كل جهدك للعودة إلى حالتك الطبيعية بعد الولادة، حيث إن آخر ما ستشعرين بأنك قادرة على القيام به هو الوقوف مستقيمة، ولكن حاولي إجبار نفسك على ذلك اضغطي يدك برفق على موضع الجراحة، فمن شأن ذلك أن يريحك كثيراً، وبعد ذلك تنفسي كما تفعلين خلال التقلص.
وأجبري نفسك على السير مستقيمة قدر الإمكان، ستكون المهمة بالغة الصعوبة في البداية،ثم تقل الصعوبة في المرة الثانية لتتمكني بعد قليل من ممارسة التحرك بسهولة تامة.
وتذكر إحدى السيدات وقد علمت من نساء كثيرات أخبرنها عن مدى صعوبة الوقوف باستقامة والمشي غير أنهن أجبرن أنفسهن على القيام بذلك وجنين منه فوائدا جمة، وتذكر أن سيدة، كانت قد خضعت لعملية قيصرية بقيت تسير بخطى واسعة على طول الممر لثلاثة أيام بعد العملية، وكان شفاؤها سريعاً وتاماً.
اجلسي وقفي وأنت مفرودة تماماً، ولا تميلي للأمام، وعندما تسعلين أو تضحكين، ضعي يديك على الجرح.
يمكنك أيضا البدء في عمل تمرينات خفيفة معينة (واسألي طبيبك عن تلك التمرينات)، لكن التمرينات الشديدة يجب أن تؤجل لمدة 6 أسابيع، مع مراعاة سؤال طبيبك عن التمرينات التي تبدئين بها.
هل العملية القيصريـة تقلل لبن الثـدي وتضعف الأم؟
الشيء الأكثر أهمية هو أن يكون لدى الأم الثقة بالنفس والعزم والإصرار على الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، إنه من السهل جداً التشكيك في قدرة الأم على الإرضاع، مثل القول بأن القيصرية تقلل لبن الثدي وتضعف الأم، أو القول بأن لبن الثدي وحده غير كاف للطفل.
وهكذا في الواقع إن كل هذه الأعذار ليست مانعاً حقيقياً للرضاعة، ولكنها للأسف تؤثر على نفسية الأم، وهذه هي المشكلة الحقيقية التي تواجهها أغلب الأمهات، فقلة إفراز اللبن من الثدي أمر نادر للغاية والمشكلة الحقيقية الشائعة هي فقدان ثقة الأم في نفسها وفي قدرتها على الإرضاع من الثدي.
إن الجراحة القيصرية يجب ألا تكون عائقاً يمنع الأم عن الإرضاع من الثدي، فجميع الأمهات اللاتي يلدن عن طريق القيصرية قادرات على الإرضاع بنجاح إذا ما توفر لهن الدعم والمشورة الصحيحة.
وعلى الأم أن تصرح مبكراً للفريق الطبي عن رغبتها في إرضاع طفلها من الثدي، وأن تؤكد على أنها لا ترغب في استعمال الألبان الصناعية أو زجاجة الرضاعة حتى يكون الفريق الطبي مستعداً لمساعدتها.
ومن الأمور التي تساعد على نجاح الرضاعة الطبيعية بعد العملية القيصرية، أن يحرص الفريق الطبي على أن تبدأ الأم بإرضاع طفلها في أسرع وقت بعد استعادتها الوعي من التخدير، وخلال مدة لا تتجاوز نصف ساعة من استعادة الوعي وأن ترضع الأم طفلها كلما أراد ذلك سواء في النهار أو الليل.
وبعد الولادة القيصرية تشعر الأم بألم شديد عند الحركة، وعند حمل الطفل على بطنها لإرضاعه، ولكن مع الوقت تقل هذه الآلام
على الموضوع الرائع
والطرح الراقي
اتمنى ان يستفيد منه الجميع
بانتظار جديدك