الله صلى الله عليه وسلم قال فى حديث له :
" اذا على منى الرجل منى المرأة أذكر باذن الله ،واذا أعلى منى المرأة منى
الرجل ،آنثى باذن الله "وأخرج أحمد فى المسند عن أنس عن عبد الله ابن سلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فى حديث له :
"اذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع اليه ، واذا سبق ماء المرأة ماء الرجل
نزع اليها " .
ذكر الحديث النبوى "ماء الرجل" و "ماء المرأة".. ونحن نعلم فى عصر العلم
الحالىأنه لا دخل للماء فى خلق النطفة، وانما فى الأمشاج الموجودة فى الماء
..الحيوانات المنوية فى ماء الرجل والبويضات فى ماءالمرأة،ولم يذكرالحديث
النبوى هذة الحقائق العلمية لأنها لا تعرف الا بالميكروسكوب .. والميكروسكوب
لم يخترع الا بعد عصر النبوة بأكثر من ألف عام .. ولو ذكرها ما صدق الناس قديما.
وحتىأوائل القرن العشرين،لم يكن العلماءقد درسواالخلية البشريةمن الناحية
الوراثية بعد.. وفى أوائل النصف الثانى من القرن العشرين ، توصل العلماء الى الخلية البشرية تحتوى على ستة وأربعين كروموساما ، وأن الكروموسامات أجسام مكونة من الحامض النووى، وتعمل العوامل الوراثية .. وهى موجودة فى خلاياالجسم جميعاالتى ربمايصل عددهاالى نحومائتين وخمسين مليار خلية وفى كل خليةأربعة وأربعون كروموسوما ، واثنان من الكروموسومات جنسيان ، وهذان
الكروموسومان يحملان صفتى الذكورة أو الأنوثة .
والكروموسومات الجنسية فىالمرأة على شكل"xx"وفى الرجل على شكل"yx"..فاذا انقسمت الخلايا فى مبيض المرأة لتنتج بويضات ، فهى تنقسم انقساما اختزاليا
ينتج بويضتين،كل منهماتحمل الكروموسوم الجنسىالأنثوى " x " ، واذا انقسمت
الخلاياالجنسيةفى خصيةالرجل انقساما اختزاليا، نتج عن ذلك حيوانان منويان
يحمل أحدهماالكروموسوم الجنسى المؤنت "x" ، ويحمل الآخر الكروموسوم الجنسى
المذكر " y " .
ومما سبق نفهم أن كل بويضة فى مبيض المرأة تحمل الكروموسوم الجنسى المؤنث
"x" ، وأن الحيوانات المنوية فى ماء الرجل يحمل بعضها الكروموسوم الجنسى
المذكر"y " ، وبمعنى آخر ، الحيوانات المنوية فى منى الرجل نصفها تقريبا اناث من الناحية الوراثية،ونصفها الآخر ذكور.. واذا اتحد حيوان منوى مذكر بالبويضةصار الجنين ذكرا،واذا اتحد حيوان منوى مؤنث بالبويضة صار الجنين أنثى ، ومن هذا يتضح أن نوع الحيوان المنوى فى منى الرجل ، هو الذى يحدد جنس الجنين ذ****ان أم أنثى ولا يدخل لبويضة المرأة فى تحديد جنس الجنين .
وفى أسرارخلق النطفة مالا يعرف الا بالميكروسكوب ، لأن البويضة الملقحة وهى
النطفة الأولى لا يزيد قطرها على خمس ملليمتر ، فهى لا ترى بالعين المجردة ولا سبيل الى معرفة بعض أسرارها الا بالاستعانة بالميكروسكوب العلمى ، ولذلك
لم يكن العلماءعلىعلم صحيح بتكوين النطفة قبل اختراع الميكروسكوب العلمى فىالقرن السابع عشروما بعده يعنى بعد نزول القرآن بنحوألف عام وكان الرأى
السائد حينئذأن الجنين يخلق فى بطن أمه من نقطة دم متجمدة فى الرحم، واذا
وصلها ماءالرجل منحهاسر الحياة ، ولذلك نقرأ فى كتب التفسير القديمة التى
ألفها أئمة التفسير رحمهم الله ، يتحدثون عن خلق النطفة من دم متجمد .
ولسنا فى حاجة الى كثير من التفكير، لنؤمن أن القرآن لو كان من تأليف بشر
لذكرفى موضوع خلق النطفةوالأجنة ماكان يتناقله العلماء فىعصر نزول القرآن أماأن يرفض القرآن تلك الأخطاء العلمية ويذكرالحقائق العلمية الصحيحةوالتى
لم تكتشف الابعد نزول القرآن بأكثرمن ألف عام فان ذلك يرى كل انسان متشكك أوغير مؤمن،أمام حقيقة لا تقبل جدلا،وهى أن خالق الأجنة هو الله عز وجل ، الذى
أنزل هذا القرآن على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وليس هناك احتمال
علمى آخر .
وفى العصر العلمى الحالى اكتشف العلماء أن بداية خلق الجنين ، هى من خلق
النطفةالأولى،وأنهامن اختلاط أمشاج الذكروالأنثى..والمشيج هوالخليةالتناسلية
فى كل من الرجل والمرأة،فالنطفة لم تخلق من نطفة دم ولكنها تخلق من أمشاج
..وهى حقيقة لم يعرفها العلماءالا بعد نزول القرآن بأكثر من اثنى عشر قرنا
من الزمان ،الا أن القرآن الكريم ذكرها فى صورة الانسان ، فى قوله تعالى :
"انا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج " .. انها آية تنطق باعجاز علمى عجيب .
وكيف تخصب البويضة ؟
تخرج من أحد المبيضين بويضة كل شهر،وفى المبيض عدد كبيرمن الحويصلات وكل منها يحتوىعلى بويضةلم يتم نموهابعد،وما أن تنضج البويضةحتى تصل الى سطح المبيض،وتنفجر الحويصلةفى منتصف الدورة الشهريةفىأغلب الأحوال وتخرج منها بويضة الى التجويف البطنى،فتتلقفها أطراف احدى قناتى الرحم .. وتسحب الى داخل قناةالرحم،بواسطةأهداب متحركة فىالغشاء المبطن للقناة،تدفع البويضة فى اتجاه الرحم .. مثلها مثل السلم المتحرك .
وعادة يلتقى جيش هائل من الحيوانات المنويةبالبويضة فىاحدىأنبوبتى الرحم ،ومن العجيب أن مئات الملايين منها تسبح جميعا وتندفع فى اتجاه البويضة ولا
نعلم لماذا تنجذب الحيوانات المنويةفى اتجاه البويضة ، ولا يضل واحد منها طريقه أبدا ، ولا بد أن هناك سرا علميا فى ذلك لا نعلمه حتى اليوم على وجه اليقين..وما أن يصل ذلك الجيش من الخلايا الذكرية الى البويضة، حتى تتجمع حولهامن كل اتجاه مثل جيش كثيف العددجدا، يحيط بقلعة تمهيدا لاقتحامها .. ويحدث أمرعجيب قبيل الاقتحام، وهو أن البويضة تدور حول نفسها بفعل الخلايا الذكرية،ولا ندرى لماذاتديرالخلايا الذكريةالبويضة قبل تلقيحها،وكأنهارقصة عرس .. ويأذن الله عز وجل لخلية ذكرية واحدة من بين تلك المئات من الملايين من الخلاياباقتحام البويضة فتقتحمها ، وباتحاد البويضة الأنثى بخلية ذكرية من منىالرجل ، يتم خلق النطفة الأولى ويتم نهائيا تحديد جنس الجنين .
ولكن على أى أساس يتم اختيار حيوان منوى بعينه لتلقيح البويضة ؟
لا ندرى،فذلك سراستقل الخالق تعالى بعلمه،لأنه هوالذىيخلق والذىيختاروذكرت هذةالحقيقة"وربك يخلق مايشاء ويختارما كان لهم الخيرة""سورة القصص 68 " .
و" الخيرة " اسم من الاختيار والمعنى ، ليس لهم أن يختاروا على الله أن يفعل
.. وفى ذلك نفى الاختيار عن العبد الذى لا اختيار له ، فاذا اختار الله تعالى
حيوانامنويايحمل صفةالأنوثةصارالجنين أنثى،واذااختارالله تعالىحيوانا منويا يحمل صفةالذكورة،صارالجنين ذكرا..اذافمنى الرجل هو الذى يحدد جنس الجنين وليست البويضة فى المرأة،وهذةحقائق لم تكتشف الا بالميكروسكوب العلمى بعد نزول القرآن بأكثر من اثنى عشر قرنا، الا أن القرآن الكريم ذكرها فى صورة
القيامة فى قول الله عز وجل :
"أيحسب الانسان أن يترك سدى،ألم يك نطفةمن منى يمنى ثم كان علقةفخلق فسوى
، فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى "
وقوله تعالى : " فجعل منه " ، الضمير يعود على المنى ولا يعود على العلقة
والاقال" فجعل منها"اذا فقوله تعالى "فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى يشير الىأن فى منى الرجل من أسرارالخلق ما يحددجنس الجنين ذكر كان أم أنثى .. وفىسورة النجم اعجاز علمى آخر فى قوله عز وجل :
"وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة اذا تمنى " ، والآية الكريمة تشير
الى حقيقة علمية لم تكتشف الا فى القرن العشرين،انها تذكر العلاقة المباشرة
بين منى الرجل وجنس الجنين ، ولم يأتى للبويضة من المرأة ذكر ، لأنه لا دخل
لهافى تحديد جنس الجنين. وبعض الجهلاءيضيق ذرعا بزوجته التى تلد له اناثا ومادخلها فى ذلك ؟ وكان أحرى بها أن تقول زوجته له : لما تستولدنى اناثا ولاتستولدنى ذكورا ؟
لأنهمامعالا دخل لهما فى كل ذلك وليس أحدهمامسؤلا عن جنس الجنين..لأن المسؤل الوحيد هوالله عز وجل الذى يخلق ما يشاء ويختار فما كان لهما الخيرة .