الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الساعة آتية لا ريب فيها، وإن أشراطها متحققة لا محالة…ومن أشد أشراط
الساعة خطرا وأعظمها فتنة خروج المسيح الدجال، وقد نبه النبي صلى الله
عليه وسلم على ذلك، وحذر منه إخوانه من الأنبياء السابقين.
ففي مسند الإمام أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما
كانت فتنة ولن تكون حتى تقوم الساعة أكبر من فتنة الدجال، ولا من نبي إلا
وقد حذر أمته، وسأحذركموه تحذيرا لم يحذره نبي أمته، إنه أعور، والله عز
وجل ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن.
والمسلم إذا كان يخاف من الفتن وأشراط الساعة… فينبغي أن يكون ذلك حافزا
له على فعل الخيرات وترك المنهيات، ولا يجوز أن يكون ذلك سببا للإحباط
والقنوط والقلق واليأس.
فاليأس والقنوط.. من صفات الكافرين والضالين، فقد قال الله تعالى:
وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ
اللهِ إِلَّا القَوْمُ الكَافِرُونَ {يوسف:87}، وقال تعالى: وَمَنْ
يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر:56}
فعلى المسلم أن يعتمد على الله تعالى ويرضى بقضائه، ويعلم أن الله تعالى
أرحم به من أمه وأبيه، ولذلك فنحن ننصحك بالاعتماد على الله تعالى والثقة
به، ففي الحديث القدسي يقول تعالى: وعزتي وجلالي لا أجمع على عبد خوفين وأمنين، إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة.. الحديث رواه ابن حبان وغيره.
واحذري وساوس الشيطان فإن من مداخله التخويف والتقنيط، ولذلك ننصحك بصحبة
الصالحات وحضور مجالس العلم. فبذلك يزداد إيمانك ويطمئن قلبك وينشرح صدرك
وتجدين حلاوة الإيمان.. فضلا عما تجدينه بعد ذلك من الثواب عند الله تعالى.
وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نستعيذ بالله تعالى من فتنة المسيح الدجال فقال:
إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن
عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال. رواه مسلم وغيره. وقال صلى الله عليه وسلم: فمن أدركه منكم يعني الدجال فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف. رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال. رواه مسلم وغيره.