رأيت الأطفال يتسابقون على جمع الصور, فيبتاعونها ويتبادلونها فيما بينهم. للوهلة الأولى أصابني بعض القلق خشية أن تكون صور "أبطال" المسلسل التلفزيوني باب الحارة قد عادت من جديد, إلا أن مخاوفي تبددت حين وجدت الأمر يتعلق بصور أطفال تتناسب مع أولئك الصغار الذين يتسابقون إلى اقتنائها وجمعها.
فوجئت بالأطفال يطلبون مني البحث لهم عن فضائية "طيور الجنة", كانوا يطلبونها بشغف لم أعهده فيهم. سألت عن تلك القناة، فإذا بالكبار يعرفونها قبل الصغار, وإذا بالغالبية تكيل لها المديح. وأخيرا وجدتها ووجدت فيها ضالتي, حيث تؤمن للصغار المعلومة والفائدة بشكل جميل, ويكفي أنها تعين على ترسيخ القيم والمبادئ الإسلامية وتبقي الطفل في الوطن العربي على تواصل مع فلسطين والقدس وقضية الأمة .
لا شك أن "طيور الجنة" أراحتنا من جيف كثيرة _كانت تزكم الأنوف وتؤذي الأبصار_، فرضها علينا الإعلام العربي الرسمي, حيث لا يمكن للواحد منا أن يتصور كيف أن طفله يجمع صورا لممثلين وممثلات, كيف للطفل أن يهتم بتلك الصور سوى بالخديعة والبرمجة العقلية السيئة ؟؟, فما الذي سيجذب ابن الخامسة لصورة أبو فلان وأم فلان, وما الذي جذب البسطاء لذلك المسلسل سوى بساطتهم وبعض التهويل الإعلامي المخطط له بعناية. ربما كان لـ"باب الحارة" بعض الفوائد من وجهة نظر البعض، ولكن من خلال مشاهدتي لحلقة واحدة ومن خلال أسئلتي لمن شاهدوه كاملا, وجدت أن كله طبخ وأكل _كباقي المسلسلات السورية_ ومكائد نسائية يحشرون بها الأطفال وأشباه رجال يبكون ويتشاجرون ويرقصون, هذا إضافة إلى المخالفات الشرعية المتعلقة بالمرأة وسفورها وتبرجها، والى ما هنالك من المحرمات.
مع "طيور الجنة" ومع باقي الفضائيات الملتزمة يمكننا الاطمئنان على صغارنا وكبارنا وقضيتنا, وهنا لا بد من تسجيل ملاحظة أن الإعلام الإسلامي الملتزم والمتميز قد بدأ يؤثر في الشارع العربي, وهذا ما دفع بعض الجهات لتضييق الخناق والتآمر عليه, ورغم أنهم لن يفلحوا في مقاصدهم السيئة إلا انه من واجبنا أن ندعم تلك القنوات بكل الوسائل الممكنة.
موضوع فيم و رائع
بارك الله فيك
و جعله في ميزان حسناتك
دعواتي لك
و رمضانك مبارك