و الغيرة تشعر الزوجين بالحب و تحثهما على تجديده و تنميته و رعايته.فإن من علامات غيرة الرجل على زوجته انه يسميها امام الناس بقوله الاهل او البيت او الجماعة غيرة من ذكر حتى اسمها و منها قول الشاعر
و أنزه اسمك ان تمر حروفه من غيرتي بمسامع الجلاس
فأقول:بعض الناس عنك كناية خوف الوشاة و انت كل الناس
فالعجيب ان من النا س من ماتت غيرته و فقد رجولته و حميته فتراه لا يبالي باختلاط زوجته بالأجانب بل هو يطلب منها ذلك
فلا يحس بشيء اذا رآها تتكلم مع الاجانب او حتى تصافحهم و لا ريب ان هذا الصنيع ضرب من الدياثة و فقدان للرجولة و تقصير في حق المرأة
احبتي في الله ان قلة الغيرة محاكاة للغرب و تقليد لهم باسم الحرية و الجمال و لا جمال الا مع الفضيلة و لا حرية الا لمن يلقى الناس بعرض سليم .
فمن لم يغر على زوجته اخرج نفسه من زمرة الرجال القوامين الذين لهم في النفوس حرمة
فإن مما يدل على عظم شأن الغيرة ما اوده البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه: باب الغيرة و ذكر قول سعد بن عبادة (لو رأيت رجلا مع امراتي لضربته بالسيف غير مصفح) فقال عليه السلام ( اتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا اغير منه، و الله أغير مني )احبتي في الله و من جانب آخر لا يجوز المبالغة في الغيرة بلا مسوغ، بحيث يتعدى طوروه و يصل به الامرالى الشك و سوء الظن فيحاكي قول المصطفى عليه افضل الصلاة و السلام (
الى هنا كان معكم الفقير الى الله تعالى
عصام ابو عماد
تسلم
تحياتي